....
*حاورها : سراج النعيم*
...
كشفت الدكتورة هبة محمد حسنين، مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة بولاية الخرطوم أسباب إعفائها من منصبها بسبب رفضها تقديم رسائل ومعلومات دقيقة خاصة بلقاحات فيروس (كوفيد-19) المستجد عبر هؤلاء الأشخاص، وجاء الإعفاء بموجب قرار إداري حمل الرقم (١٦) للعام ٢٠٢١م، وقالت : إن قراراً صدر من الدكتور محجوب تاج السر منوفلي مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم قضى بإعفائي من منصبي كمديرة للإدارة العامة لتعزيز الصحة بسبب شفافيتي، وعدم الطاعة العمياء فيما يضر بالمصلحة الصحية للمواطن.
*في البدء ما أسباب إعفائك من منصبك بوزارة الصحة ولاية الخرطوم؟*
تم إنهاء تكليفي من مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة، لأنني رفضت تقديم رسائل ومعلومات دقيقة حول لقاحات (كورونا) من خلال أشخاص غير مدربين، وحذرت من مغبة الإقدام على هذه الخطوة إلا أن تحذيري لم يتم الأخذ به على محمل الجد، فتمت الاستعانة بأولئك الأشخاص في مهمة تتعلق بسلامة الإنسان، وإصراري على عدم تقديم رسائل ومعلومات خاصة باللقاحات عبر كوادر غير مدربة نابع من حرصي على صحة المواطن مع التأكيد بأن إدارة التحصين تنحصر مهمتها في حقن وحفظ لقاحات (كورونا)، وعليه فإن المواطن يثق في الرسائل والمعلومات الخاصة بلقاحات (كورونا) التوعوية التثقيفية الصادرة من وزارة الصحة الولائية.
*وماذا؟*
تفاجأت بتجاوز إدارة التحصين استقدمت أفراد غير مدربين للمشاركة في حملة (الكوفاكس) رغماً عن عدم الدراية بالرسائل والمعلومات المجازة من إدارتي، وهي رسائل أردنا بها إيصال المعلومات الصحيحة للمتلقي.
*هل وضعت ميزانية للحملة؟*
نعم، وصدقها مدير عام وزارة، وذلك بعد اجتماعات مع إدارة التحصين، ومدير الشؤون المالية والإدارية.
ما الخطوة المتخذة منك في إطار حملة (الكوفاكس)؟
اضطررت إلى إخلاء مسؤوليتي، لأنني كنت على ثقة تامة بفشل الحملة، ورغماً عن ذلك تواصلت مع قيادات المحليات عبر (الواتساب)، وطلبت منهم عدم (المجازفة) بصحة المواطن، وأكدت لهم بما لا يدع مجالاً للشك بأن إدارتي لن تشارك في هذا العمل المخالف للضمير المهني.
*هل ما ذهبتي إليه سبباً للإعفاء من منصبك؟*
نعم، وشكلت في هذا الإطار لجنة للتحقيق، واللجنة جمعت التفاصيل، بما فيها رسالتي للمحليات عبر (الواتساب)، وما أن انتهت من تحقيقها إلا وأنصفتني مؤكدة بأن توجيهاتي كانت في محلها، لأنها مبنية على سلامة الحملة والمصلحة العامة.
*ما الذي حدث بعد توصية لجنة التحقيق؟*
أصدر مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم قراراً يقضي بإنهاء تكليفي من منصب مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة، وكلف بدلاً عني (طبيب أسنان)، فيما كلفت بإدارة فرعية داخل الوزارة، وقبلت بها على مضض لحين استرداد حقي الأدبي بواسطة السلطات الأعلى، وما أن تقلدت هذا المنصب الجديد إلا وأصبحت موظفة (مشردة).
*ما رأيك في طريقة إقصائك من منصبك؟*
لا املك إلا أن أقول هذا هو عهد التغيير الذي يشهده السودان، والذي يتجسد في سيناريو إعفائي من منصبي، لأنني ابحث عن سلامة وصحة المواطنين، وعليه فإن كل ما أشرت له في هذا الحوار أستاذ سراج النعيم امتلك له مستنداته.
*كم الفترة التي أمضيتها في العمل بالوزارة؟*
سنة.
*كيف أصبحتي مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة خلال عام؟*
في الأساس جئت لوزارة الصحة بولاية الخرطوم (مدير إدارة عامة)، لأنني لدي دكتوراة وخبرة في العمل الإداري (٨) سنوات.
*ما الإنجاز الذي حققتيه خلال فترة إدارتك؟*
ينحصر عمل الإدارة في الجانب الوقائي، أي مسؤوليتي تكمن التوعية والتثقيف، لذلك ما أن تقلدت هذا المنصب إلا وقطعت مع نفسي عهداً أن يكون همي في المقام الأول والأخير التبصير بخطورة جائحة (كورونا)، وأهمية حقن الإنسان بـ(اللقاحات).
*وجهت لكم الكثير من الاتهامات حول فيروس (كوفيد-19) المستجد خاصة في النواحي المالية؟*
الاتهامات كانت في الموجة الأولي لجائحة (كورونا)، ووقتئذ لم آت لوزارة الصحة، واعفي بسببها مدير التعزيز (السابق)، وكونت لجنة للتحقيق والمحاسبة، ولكن تمت إعادة مدير التعزيز لإدارة مسئولة عن استلام الدعومات من وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات، ولا أحد يعلم ماذا حل باللجان التي كونها الدكتور الفاتح المدير العام لوزارة الصحة الولائية (السابق)؟.
*هل توجد تجاوزات مالية بوزارة الصحة الولائية فيما يتصل بجائحة (كورونا)؟*
لا أستطيع أن أجزم.
*هل تم إعفائك من الإدارة أم تم فصلك من الوزارة نهائياً؟*
تم إنهاء تكليفي من منصب مدير إدارة عامة، وفيما بعد إنهاء تكليفي من منصب مدير إدارة فرعية من قبل الطبيب الذي تم تعيينه بديلاً عني مع العلم أنه أقل درجة مني وظيفياً.
*ما القصد من إنهاء عملك الإداري بالوزارة؟*
تأديباً لي.
*أليس هنالك جهة اعلي للتظلم؟*
ابحث عن جهة تنصفني منذ شهر يونيو الماضي، وذلك بعد تكوين لجنة تحقيق لي بسبب تصرف مهني قمت به، وهو من صميم صلاحياتي المندرجة في ظل توجيه كوادر تعزيز الصحة بالمحليات، والالتزامات بالاشتراطات الفنية لسلامة حملة (الكوفاكس)، ولم أدع باباً إلا وطرقته، ولكن لا حياة لمن تنادي، فهناك جهات (مجمدة)، وجهات لا ترد على نهائياً.
*أين مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم؟*
مدير عام الوزارة كون لجنة للتحقيق، وانهي تكليفي وعين بديلاً عني زميلي (طبيب أسنان).
*لماذا لم تصعدي قضيتك إلى والي الولاية؟*
رفعت تظلم للوالي، إلا أن الرد كان شفاهياً، وذلك بعد أكثر من شهر، وتمثل الرد توجيهي بالذهاب للجهات المختصة.
*ما هي الجهات المختصة المقصود ذهابك إليها؟
سألت نفس السؤال؟، ولم أجد إجابة، وطلبت مقابلة والي ولاية الخرطوم، فلم يتم الرد، فكتبت مرة أخري أطلب منه التدخل على أساس أن مدير عام وزارة الصحة يتبع لإدارته، ولكن لم أجد منه رداً.
*هل الإجراءات المتخذة ضدك قللت من مخصصاتك وصلاحياتك؟*
بكل تأكيد، فأنا الآن بدون مسمي وظيفي، وبلا مخصصات وصلاحيات.
*هل تداومي على العمل رغماً عن إعفائك من منصبك؟*
بداية طلب مني المدير البديل أن أقبل بالإدارة الفرعية، وأعفاني من التواجد المستمر، لأنه لم يوفر لي أدني مقومات العمل، مثلاً لا توجد عربة، أو مكتب، فإدارة الشراكات تطلب الذهاب للجهات الاخري، والإدارة الفرعية تتطلب الخصوصية، وأجهزة للقيام بجميع الأعمال، وأماكن لحفظ المستندات والتقارير والدعومات العينية في حال تم توفيرها، وحفظ التقارير، بالإضافة إلى أن الإدارة فشلت حتى في توفير كرسي، ولكن عندما طالبت بإصرار قيل لي بإمكانك العمل تحت (الشجرة) بجانب بائعة المشروبات الساخنة، وعليه كنت أذهب إلى العمل بالوزارة، ولكن لا أستطيع القيام بأي عمل حقيقي، هكذا كان التهميش والازدراء لتحفيزي على الاستقالة.
*هل هناك أجندة سياسية فيما يجري معك؟*
لا أنتمي لأي حزب أو تنظيم سياسي في أي وقت.