الأحد، 4 يوليو 2021

علاء الدين بيز يشرح الساحة الفنية : مدراء الاعمال وسماسرة العدادات سببا مباشرا في فوضي حفلات الافراح

 *علاء الدين بيز يفتح النيران في الساحة الفنية : مدراء الأعمال وسماسرة (العدادات) سبباً مباشراً في (فوضي) حفلات الأفراح.. ارتباطات الفنانين من (٣٠٠- ٩٠٠) ألف جنيه وأجر العازف من (٣- ٥) ألف جنيه*

....

*جلس إليه : سراج النعيم*

....

شرح علاء أحمد عبدالرحيم الشهير بـ(علاء الدين بيز) راهن الحركة الفنية في البلاد، وفتح النيران على ما يسمي بمدراء الأعمال وسماسرة حفلات الأفراح، كما أنه استهجن ارتفاع ارتباطات الفنانين والفنانات، وضعف أجر العازفين.

وقال : خلال الخمس سنوات التي قضيتها في (القاهرة) خضت تجربة العمل الموسيقي مع فنانين مصريين وسودانيين، وكنت أتخيل بعد تلك التجربة أن أجد الوسط الفني في الخرطوم يمضي في الاتجاه الصحيح إلا إنني تفاجأت بأنه (يرتع ويمرح) في أرض خصبة، وهذه الأرض يسهل أن تبذر فيها بذور (الفرضي) بالاستفادة من الأوضاع الاقتصادية الطاحنة جداً، وتطويعها حسب أهواء ما يسمي بمدراء الأعمال والسماسرة الذين لا يرعون ارتفاع الأسعار بما يتناسب مع أجر العازف، وإذا تمت زيادة الأجر، فإن الزيادة ستكون بسيطة جداً، وبالتالي يجد الموسيقي نفسه مظلوماً، إلا أن ذلك الظلم لا ينتهجه كل الفنانين والفنانات رغماً عن إن الارتباطات من (٣٠٠- ٩٠٠) ألف جنيه، ورغماً عن ذلك يمنح العازف أجراً من (٣- ٧) ألف جنيه في حين تتكون الفرق الموسيقية من (٨) أو (٩) عازفين، وبالرغم عن الظلم لا أقصد الحسد إلا إنني استغرب جداً أن يكون الارتباط بمبالغ كبيرة جداً من خلال تضخيم الفرق الموسيقية ولا يمنح العازف سوي مبلغ ضعيف جداً.

وأضاف : إن الظروف الاقتصادية الضاغطة جداً فرضت على العازفين القبول بـ(٣) أو (٧) ألف جنيه رغماً عن أن التعاقد يتم من (٥٠٠- ٩٠٠) ألف جنيه، وعندما يصمت بعض العازفين على الظلم، فإن ذلك الصمت ليس (خوفاً)، بل رضوخاً للأوضاع الاقتصادية المذرية.

وأردف : على الدكتور الفنان عبدالقادر سالم، ومجلس إدارة اتحاد الفنانين رفع رسوم الارتباطات من ألف جنيه إلى (١٠) ألف جنيه أسوة بما يأخذه مدراء الأعمال والسماسرة بالاتصالات الهاتفية حتى يوازي ما يقدمه الاتحاد لأعضائه من خدمات، لذلك على أصحاب المناسبات الارتباط مع الفنانين والفنانات عبر مكتب ارتباطات الاتحاد، والذي يمنح صاحب المناسبة إيصال، وهذا الإيصال يحفظ حقوق الطرفين، مع العلم أن أياً منهم بلا أعمال سوي أنه يدير المكالمات الهاتفية (وسيطاً) أو (سمساراً) بين أصحاب المناسبة والفنان أو الفنانة، بالإضافة إلى أن البعض لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالوسط الفني.

واسترسل : والغريب في الأمر أن بعض ما يسمي بمدراء الأعمال أو السماسرة لديهم سلطة على الفرق الموسيقية رغماً عن أنهم  لا يعرفون (الدو) من (الري)، إلا أن البعض منهم يختار العازف الذي تربطه به علاقة شخصية، ولا يكون لبعض الفنانين والفنانات علم بالأجر الذي يتقاضاه العازف، ورغماً عن ذلك يحرص البعض من الفنانين على الاتصال بالفرقة الموسيقية شخصياً، ويخطرها بالحفلات، أي أنه لا يترك الأمر إلى ما يسمي بمدير الأعمال، أو السماسرة، ومثال لذلك الفنان الكبير كمال ترباس وآخرين.

واستطرد : هنالك مدراء أعمال على مستوي ممتاز مثل (الجكن) مدير أعمال جمال فرفور، (ود الشيخ) مدير أعمال حسين شندي، (حمزة ود ابليس) مدير أعمال حسين الصادق، (عماد نوبة) مدير أعمال أحمد الصادق، (أحمد محتار) مدير أعمال معتز صباحي، (صابر محجوب صبورة) مدير أعمال محمود تاور، (هاني مصطفي) مدير أعمال محمد بشير الدولي، (طارق اسحق) مدير أعمال شكرالله عزالدين، (بشارة) مدير أعمال عائشة الجبل وآخرين.

وقال : رسم ما يسمي بمدراء أعمال أو سماسرة بعض المطربين والمطربات صورة سيئة عن الارتباطات، ومع هذا وذاك تشهد الساحة الفنية (فوضي) لم أشهد لها مثيلاً في أي دولة من دول العالم، ففي السودان يمكن لأي (عاطل) أن يصبح (مدير أعمال) أو (سمسار) لمطرب أو عدد من المطربات، وبالتالي فإنه يشتت جهوده هنا وهناك حتى يحظي بـ(١٠) ألف جنيه (عمولة)، وربما يمنح أجر (عازف)، وهذا بلا شك رزقه، لذلك لا أتحدث عنه، بقدر ما إنني أتحدث عن الأسلوب الذي ينتهجه، لذلك السؤال لماذا تقبل بعض المطربات بأن يكن موضوعات في قائمة الانتظار، والتي يضع في ظلها (السمسار) أو (مدير الأعمال) أسعار تعجيزية بغرض تحويل الارتباطات من فنانة شهيرة إلى آخري مغمورة؟، لذلك على كل مطربة معروفة للجمهور أن تحدد مدير أعمال لا يكون لديه خيار غيرها أو أن توكل أمر التعاقد معها إلى مكتب ارتباطات اتحاد الفنانين.

وتابع : الأخطر من ذلك كله (سماسرة) الحفلات الذين أصبحوا بإعداد كبيرة جداً، ويأخذون أجراً اعلي بكثير من العازف، وعليه فإن أسلوب السماسرة أو مدراء الأعمال سبباً مباشراً في اختفاء الكثير من المطربين والمطربات عن المشهد الفني في البلاد، وما حديثي هذا إلا للمصلحة العامة فقط، وليس لدي إشكالية مع أي الشخص.

ومضي : إما بالنسبة إلى (النقطة)، فالعارف لا علاقة له بها أن كانت (إيجابية) أو (سلبية)، فهو أمر يخص أهل المناسبة، والمطرب أو المطربة، ورغماً عن ذلك (يسمسر) مدراء أعمال في الحفلات بـ(النقطة)، وليس مهما لديهم مبلغ الارتباط، لذلك السؤال كيف يكون مدير الأعمال رجلاً ويتحدث عن (النقطة).

وذكر : ليس هنالك أعمال للفنان أو الفنانة لإدارتها سوي أنه يركز على الارتباط الممزوج بـ(النقطة)، وهي من الظواهر السالبة في الحركة الفنية، لذلك يجب أن تضع لها السلطات المختصة حدا، لأن المطربة في السودان غير نظيرتها في الوطن العربي.

‏🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


‏🛑 alarisha news 

‏http://alarisha.net/wp-admin/customize.

موسي القدم فنان دارفوري وسراج النعيم







 

سراج النعيم يكتب : ادركوا الفنان محمود تاور الذي يستشفي من المرض بالقاهرة

 ادركوا الفنان محمود تاور الذي يستشفي من المرض بالقاهرة

الخرطوم/ القاهرة : سراج النعيم

على الحكومة الانتقالية الالتفات إلى صديقي الفنان محمود تاور الذي يعاني من الإصابة بجرح في رجله اليمني لإصابته بالسكري، والذي يحتاج في إطاره للعلاج بمستشفي مصري خاص، وكما تعلمون فإن العلاج في المستشفيات الخاصة مكلف جدا، لذا ‫لا يجدي الصمت على حالته الصحية، والتي يجب أن نتضرع له في ظلها بالدعاء بأن يمن عليه الله سبحانه وتعالي بالشفاء العاجل، ولا سيما فإن محمود تاور إنسان قوي، وسيزيده هذا الإبتلاء قوة ودافعاً للإستمرار في الصمود رغما عن أنه يحس بالألم الذي يؤكد بأن المكان ليس هو ذات المكان، وأن الإحساس ليس هو ذات الإحساس، وأن الأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، لذا نشأت مشاعر تترجم أسباب المرض الذي هو أقوي من إرادة الإنسان، ولكل مرض ألم، حزن، جراح ومرارات.

بالرغم عما ذهبت إليه، فإن الفنان محمود تاور يعمد إلى إخفاء ما يحس به من ألم لإسعاد من هم حوله، ويتعامل مع تلك اللحظات بعكس ما يجيش في دواخله، والتي كنت أعلم أنها تتقطر ألماً، فالتجربة الاستشفائية التي يخوضها في مصر قاسية جدا خاصة بعد أن لزم سرير المرض بالمستشفي الدولي بالخرطوم بحري، وتلقي فيه الإسعافات الأولية من الإصابة بداء (السكري)، والذي مكث في ظله بعضا من الأيام، ثم سافر إلى قاهرة المعز استكمالا لرحلة العلاج، وهي ليست الرحلة الأولي، إنما سبقتها رحلات استشفائية تندرج في ذات الإطار، ومن ثم عاد منها إلى أرض الوطن صحيحا معافي.

ها أنا أكتب عن الرحلة الاستشفائية الجديدة للفنان محمود تاور في القاهرة، وهي رحلة تحتاج إلى وقفة قوية من الجمهور، رجال المال والأعمال والحكومة الانتقالية، لأنه حق من حقوق الحبيب محمود تاور الذي اكتشفت أن حالته الصحية لم تتحسن، وأنه يحتاج للانتقال من طبيب مصري إلى آخر، لذلك فإن هذا المؤشر جعلني أقف متأملا الإحساس الذي يتخالج صديقي تاور في تلك اللحظات، لذلك لم احتمل الاستمرار في المكالمة الهاتفية معه، لأن نبرة صوته ليست النبرة المألوفة بالنسبة لي.

عموما يرقد الفنان المبدع محمود تاور طريح الفراش بالقاهرة، ويعاني من مضاعفات داء (السكري) بسبب الإصابة بجرح في رجله اليمني، ويحتاج إلى العلاج العاجل، وذلك من خلال المتابعة الدقيقة من الأطباء المصريين، وبلا شك فإن المتابعة تحتاج منا جميعا إلى توفير المال الذي يتيح له تلقي العلاج.

السبت، 3 يوليو 2021

وفاة عامر ناصر أشهر عازف ساكس في السودان

 على خلفية وفاة أشهر عازف ساكس في السودان

الدار تنفرد بأول وآخر حوار مع الموسيقار الشهير (عامر ساكس) 

احرزت المركز الأول في مهرجان الثقافة الأول بالمسرح القومي

مدير فندق هيلتون بالكويت تعاقد معي عامين لتقديم عروض موسيقية

أسست فرقة (جاز العقارب) وحققت بها الانتشار داخل وخارج السودان

جلس إليه : سراج النعيم

يعتبر الراحل عامر ناصر أشهر عازف على آلة الساكسفون في السودان، والتي ابدع من خلالها في الموسيقي المدنية والعسكرية، وإجاد العزف أيضا على آلتي (الفلوت) و(الطرمبة)، لذلك خلد اسمه ضمن عمالقة الأغنية السودانية.

فيما يعد الموسيقار الراحل (عامر ساكس) من أعظم العازفين في السودان، لذلك أدرت معه حوارا مطولا حول الموسيقي وغناء الجاز في البلاد، فإلى مضابط الحوار.

في البدء من هو (عامر ساكس)؟

أطلق على والداي اسم (عامر) ناصر إدريس، وأشتهرت باسم (عامر ساكس).

كم تبلغ من العمر؟

أبلغ من العمر أكثر من (80) ربيعا.

ماذا عن فرقة جاز العقارب؟

أسست فرقة (جاز العقارب)، وحققت بها الانتشار داخليا وخارجيا، ووجدت مجدا لم تجده أي فرقة جاز في السودان.

من هم أبرز أعضاء فرقة جاز العقارب؟

محمد جبريل، صلاح خليل، على دوكة، عادل انجي وآخرين.

من هم أشهر الفنانين الذين عزفت معهم؟

إبراهيم عوض، سيد خليفة، صلاح مصطفي، خليل إسماعيل، عبدالعظيم حركة، عاصم البنا واخرين.

ما هي أبرز محطات فرقة جاز العقارب؟

شددت الرحال بها إلى الكويت بموجب عقد أبرمته مع مدير فندق (هيلتون) لمدة عامين، وخلالهما قدمت فرقة جاز العقارب عروضا موسيقية لزبائن الفندق العريق الذي يأتي إليه السواح من كافة أنحاء العالم.

هل شاركت في مهرجان تنافسي للموسيقي؟

شارك في مهرجان الثقافة الأول بآلة (الفلوت)، والذي كان برعاية وزارة الثقافة والإعلام، وأحرزت من خلاله المرتبة الأولي عزفا منفردا، كما إنني أجيد العزف على آلة (الساكسفون) و(الطرمبة).

كيف تنظر إلى انتشار ظاهرة فرق الجاز في السودان؟

لابد من التأكيد بأن أى مبدع نتاج بيئه، وعلى هذا النحو نشأت وترعرعت في بيئتي التي تشكلت فيها حياتي الموسيقية المختلفة، وهذا الإختلاق نابع من التقائي بالأصدقاء في أحد المنازل للاستماع إلى الاسطوانات الموسيقية والغنائية الجديدة للفنانين عثمان ألمو، كمال كيلا وشرحبيل أحمد، بالإضافة إلى المقطوعات الموسيقية والأغاني الغربية والسودانية الحديثة.

ما السبب الذي جعل فرق الجاز تنتشر في ظل سيطرة الأغنية الحديثة؟

اعتمدت معظم فرق الجاز السودانية على أنماط موسيقية ممزوجة بايقاعات غربية، وهذه الإيقاعات تندرج في إطار (السامبا)، (الروك)، (الريقي)، (الراب) وغيرها.

كيف تنظر إلى موسيقي الجاز في السودان؟

تعتبر موسيقي الجاز في السودان، موسيقي معاصرة للموسيقي العالمية، والتي ظهرت في الحركة الفنية في العام 1900م، ومن ثم حققت الانتشار تدريجيا في أمريكا، ومن ثم بدأ تدريسها للمواهب في العام 1950م، لذلك ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بها في الأول من إبريل من كل عام.

من هو أول فنان ادخل الايقاعات الغربية في الموسيقي السودانية؟

عثمان المو الذي عزفت خلفه تلك الايقاعات فرقة موسيقي الشرطة بقيادة المقدم شرطة عبد القادر عثمان (عليه الرحمة)، والذي وضع للفنان عثمان المو الحان (25) أغنية، وهذه الأغنيات وثق لها من خلال مكتبة الإذاعة السودانية، وأبرزها (معبد الاحزان) و(جنة الانغام).

من هو أول من ألف مقطوعات موسيقية في إطار موسيقي الجاز؟

أول من قدم ألحان في هذا الإطار الرائد الراحل محمد إسماعيل بادي، والذي كان ضابطا في القوات المسلحة، واشهر مؤلفاته مقطوعة تحمل عنوان (همسه)، وظهر بعده العقيد الراحل أحمد مرجان، واستمرت هذه المدرسة وفق أنماط مختلفة.

من هو أول فنان لفت انظار الجمهور بموسيقي الجاز في السودان؟

الموسيقار شرحبيل احمد الذي حظي بقبول منقطع النظير، ويعتبر من أوائل الفنانين الذين أسسوا فرق جاز سودانية مزجت الإيقاعات الغربية بالموسيقي السودانية، وهي أنماط موسيقية حديثة.

كم يبلغ عدد فرق الجاز في السودان؟

ليس هنالك احصائيات دقيقة بعددها، إلا أن أشهرها فرق جاز العقارب، شرحبيل احمد، كمال كيلا، صلاح براون، الديوم، اضواء بحري، النسر والنجوم، جاز بانت والافارقة.

من هن النساء اللواتي كن في فرق الجاز؟

التحقت المرأة بالفرق الجنوب سودانية، لومريكا، الجيل والزاندي، أبرزهن ذكية قاسم زوجة الفنان شرحبيل احمد، وكانت تعزف على آلة الباص جيتار، سارة ريقي بفرقة الديوم، وتعزف على آلة الجيتار، يسرا صلاح بفرقة موون كلر، وآخريات.

ماذا عن فرق الجاز بولايات السودان المختلفة؟

أشهر تلك الفرق كونت في عطبرة، واشهرها فرقة شرطة السكة حديد، وفي بورتسودان أبرزها فرقة نجوم البحر الاحمر، وفرق في كل من كوستي والابيض، وفرق كثيرة جنوب السودان قبل  الانفصال.

من هم أشهر الفنانين الذين غنوا مع فرق الجاز في السودان؟

عثمان المو، شرحبيل احمد، كمال كيلا، صلاح براون، عمر عبده ، جيلاني الواثق، عمر قيلي ، وليم اندريه، صلاح عبداللطيف وعلي دوكة



الجمعة، 2 يوليو 2021

سراج النعيم يكتب : احساس الشرطة بالظلم طبيعي.. فانصفوها يرحمكم الله

 *سراج النعيم احساس الشرطة بالظلم طبيعي.. فانصفوها يرحمكم الله*


.....

*إذا اتفقنا أو اختلفنا مع منسوبي الشرطة في أسلوب المطالبة بزيادة المرتبات، فإنه لابد من التأكيد بأنها ضئلة جدا، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا مكابر، وبالتالي فإنها لا تقاوم الأوضاع الاقتصادية الطاحنة جدا، خاصة وأن الناظر إليها بمنظار فاحص سيجدها لا توازي الوقت والمجهود المبذول لحفظ الأمن الداخلي.

*إن مرتبات منسوبي الشرطة لا تكفي لشراء المستلزمات الخاصة بهم، ناهيك عمن لديه أسرة وأبناء، فإنه بلا شك سيعاني كأي مستهلك في الحصول على وجبة واحدة ناهيك عن ثلاثة وجبات لم يعد لها وجود في خارطة طريق الحياة السودانية، هذا إذا استبعدنا من الميزانية الفواتير الآخري المتضاعفة يوما تلو الآخر، والتي يصعب على الإنسان تمزيقها بأي شكل من الأشكال خاصة وأن ارتفاع أسعار السلع والخدمات مستمر بلا توقف، لذلك يجد منسوبي الشرطة أنفسهم أمام صرف يفوق كل التصورات، وتحاصرهم الظروف الاقتصادية الأشد قسوة وإيلاما من كل حدب وصوب، فكيف يؤدي الواجب المنوط به في ظل أوضاع اقتصادية بالغة التعقيد.

*مما ذهبت إليه، لا أري سببا واحداً لاستهجان البعض مطالبة منسوبي الشرطة بزيادة مرتباتهم، فالشرطة في النهاية مؤسسة تتكون من أفراد المجتمع الأب، الأم، الأخ، الأخت، العم، العمة، الخال والخالة، لذلك على الحكومة الانتقالية الالتفات إلىها، ومعاملتها أسوة بمؤسسات الدولة الآخري، لأنها تتأثر بما تمر به البلاد سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا وأمنيا، ورغما عن ذلك تؤدي واجبها على اكمل وجه، وتبذل قصاري جهدها لمكافحة الجرائم، وإرساء دعائم الأمن في السودان دون كلل أو ملل، لذلك يجب أن تتم مكافأتها بتهيئة البيئة، وتحسن الأجور المتدنية جدا.

*إن ما جري في هذا الإطار يعتبر إنذار مبكر، وهذا الإنذار لا يمكن تجاوزه بأى صورة من الصور، خاصة وأن منسوبي الشرطة صبروا صبرا منقطع النظير على الأوضاع الاقتصادية الضاغطة جدا، والتي باتت لا تحتمل بأي شكل من الأشكال لأي رتبة من منسوبي الشرطة أن كان جندي، أو ضابط صف أو ضابط، لذلك من الطبيعى جدا أن يتأثروا بما تمر به البلاد من أوضاع اقتصادية مذرية جدا، وهذه الأوضاع الاقتصادية جعلت الأسعار ترتفع مع إشراقة كل صباح أن لم تتم الزيادة على رأس كل ساعة، ومع هذا وذاك لا تزيد المرتبات بما يمزق أقل فاتورة من الفواتير المتضاعفة، لذلك لا يجوز أن تكون المرتبات بهذا الضعف الذي لا يمكن منسوبي الشرطة من شراء السلع المنقذة للحياة، وبالتالي من حقهم المطالبة بزيادة المرتبات، وإيصال صوتهم إلى وزير الداخلية أو المدير العام للشرطة خاصة وأن الضائغة المعيشية أثرت في منسوبي الشرطة الذين ظلوا يعانون كأي مستهلك عاني ما عاني من سياسات اقتصادية (فاشلة) بكل ما تحمله الكلمة من معني.

‏🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


‏🛑 alarisha news 

‏http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الخميس، 1 يوليو 2021

سراج النعيم يروي قصة حواره مع (أم الحسن) أشهر صاحبة قهوة شمال السودان

 سراج النعيم يروي قصة حواره مع ( أم الحسن) أشهر صاحبة قهوة شمال السودان 



نشر بوساطة  في النيلين يوم 03 - 06 - 2015 


تعتبر (أم الحسن) الهوارية أشهر صاحبة قهوة وكافتيريا بطريق شريان الشمال الواقع شمال السودان.. حيث بدأت قصتي معها.. بأول لقاء صحفي .. ففي ذلك اليوم جئت علي غير العادة إلي مقر صحيفة ( الدار) بالخرطوم في الصباح الباكر لكتابة صفحتي ( أوتار الأصيل ).. وقبل أن أدلف إلي المكتب.. تفاجأت بسيدة كبيرة في السن تجلس هي وبعض الشبان علي الأرض بمدخل الصحيفة.. وكانوا يتفاكرون في ماذا؟.. لا أدري.. ولكن كانت تعتريني رغبة في التعرف علي تلك السيدة.. وبالرغم من تلك الرغبة.. إلا أنني كنت متخوفاً من أن يكون لهم موعداً مع أحد الزملاء.. باعتبار أن لديها إشكالية ما.. وتود طرحها للرأي العام عبر الصحيفة.. فتجاوزت رغبتي ودلفت إلي المكتب.. فكان منظرها يطل أمام عيني.. فقلت في غرارة نفسي لماذا لا اقتحم عليها خلوتها مع أولئك الشبان وأسألها عن مشكلتها التي قادتها إلي المجىء للصحيفة في هذا الصباح الباكر؟.. المهم أنني خرجت من المكتب وذهبت إليها مباشرة.. وسألتها ما هي مشكلتك؟ فلم ترد علي والتفت إلي أحد الشبان متسائلة ماذا قال؟.. فرد علي ذلك الشاب قائلاً : وهذه السيدة هي والدتي ( أم الحسن) أشهر صاحبة قهوة بطريق شريان الشمال.. ثم أرؤدف : ووالدتي هذه لها قصص مثيرة في الصحراء الواقعة شمال السودان.. إلي جانب أن لها علاقة قوية بالرئيس الراحل جعفر محمد نميري الذي استجاب لها ابان ما كان حاكماً للسودان عندما طلبت منه حفر بئر للمنطقة التي تقطن فيها.. بالإضافة إلي أن الرئيس عمر البشير كسر لها البرتكول.. وسألها سؤالاًً مباشراً.. ما الذي تريدين أن أقدمه لك؟.. فقالت : سيدي الرئيس أحتاج إلي عربة تعينني في استجلاب السكر والشاي والبن.. ومستلزمات القهوة والكافتيريا.. وكان أن تبرع لها بعربة.. ومن هنا تبدأ الأسباب التي جعلت أم الحسن والشبان يلجأون إلي الصحيفة.. وأثناء إدارتي للحوار مع أم الحسن أكتشفت أن الشبان هم أبنائها.. وأن حضورها من شمال السودان إلي الخرطوم بدوافع استلام العربة.. والتي كانت إلي ذلك الوقت الذي ادرت فيه الحوار معها لم تستلمها.. عموماً عندما فرغت من الحوار والتقطت لأم الحسن صوراً.. قررت أن اعود بالحوار إلي المنزل وكتابته.. ومن ثم تسليمه السكرتارية في صباح اليوم التالي.. وبالفعل تحركت من مقر الصحيفة.. وما أن وصلت وسط الخرطوم.. إلا ورن السيار.. وحينما نظرت في الشاشة.. وجدت المتصل الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفة ( الدار).. ورئيس تحرير صحيفة ( أخبار اليوم) فقاللي بالحرف الواحد : أين أنت الآن؟.. فقلت : وسط الخرطوم.. فقال : أركب أي عربة أجرة.. وعود إلي مقر الصحيفة.. وكان أن استجبت لرغبته.. وعندما وصلت مقر الصحيفة.. وجدت الأستاذ معاوية محمد علي سكرتير التحرير.. يسألني عن نص حوار الحاجة أم الحسن؟.. فقلت : لم أعيد صياغته حتي الآن.. فقال : الأستاذ أحمد البلال الطيب يرجو منك أن تكتب منه خبر .. فقلت إنه ابلغني بذلك.. وكان أن كتبت خبراً مطولاًً من الحوار الذي اجريته مع أم الحسن.. فتفاجأت في صباح اليوم التالي بأن صوري وصور أم الحسن والمشيرين النميري والبشير تتصدر صدر الصفحة الأولى.. مصحوبة بالخطوط العريضة.. والخبر الذي كتبته.. وكان هذا الحوار هو التوثيق الوحيد الذي تم للسيدة أم الحسن. 
وأم الحسن التي التقيتها.. سيدة كبيرة في السن.. وتعاني من إشكالية بسيطة في السمع.. لذا كان أحد أبنائها حلقة الوصل في إدارة الحوار.. الذي بدأت تداعياته علي هذا النحو.. بأن طلبت منهم تشريفي في المكتب.. حتي اتمكن من التوثيق لأم الحسن.. فهي إنسانة جديرة بذلك.. وكان أن طلبت لها قهوة ولأبنائها وشخصي أكواب شاي من ست الشاي حاجة الصايمة.. وبعد أن فرغنا من ارتشاف القهوة والشاي.. بدأت أم الحسن في رواية قصتها من الألف للياء.. وكيف كان لقاءها بالرئيسين الراحل جعفر محمد النميري..وعمر البشير.. فالأول تبرع لها بفحفر بئر.. بينما تبرع الثاني بعربة.. والاخيرة هي السبب في إجراء الحوار.. إذ أن البشير أصدر توجيهاته بأن تمنح أم الحسن عربة دفع رباعي.. لحظة افتتاح طريق شريان الشمال.. ولكنها لم تستطع الحصول عليها.. ما استدعاها اللجوء إلي الصحيفة لإيصال صوتها إلي البشير.. أما قصتها مع الرئيس الراحل المشير النميري.. فبدأت عندما زار المنطقة.. وقهوتها.. ولم يجدها.. فسأل عنها فجاءه الرد بأن أم الحسن ذهبت في مشوار؟.. فقال : ألم تسمع بأنني سآتي إلي هنا؟.. فقالوا : أم الحسن لا تملك راديو.. فحزن النميري حزناً شديداً .. وأمر بأن تمنح أم الحسن راديو.. حتي تستطيع أن تستمع نشرة الأخبار.. وتعرف موعد زيارته الثانية للمنطقة.. وقوتها.. وعندما أزفت ساعة زيارة النميري.. كانت أم الحسن في مقدمة مستقبلية.. فسألها عن حالته الصحية؟.. فقالت : الحمدلله.. ثم أردف : ما الذي تحتاجين إليه؟.. فلم تطلب لنفسها شئياً.. بل طلب حفر بئر لمنطقتها.. هذه هي الحاجة أم الحسن ﺻﺎﺣﺒﺔ أشهر قهوة بطريق شريان الشمال.. الطريق الممتد من مدينة ﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ إلي مدينة دنقلا.
وقالت أم الحسن ( لأوتار الأصيل ) : لم أكن أفكر في نفسي بقدر ما كنت أفكر في تنمية المنطقة وتطوير القهوة إلي قهوة وكافتيريا حديثة.. وكنت استثمر أي فرصة لخدمة أهلي.. والمسافرين.. وظللت علي هذا النحو منذ أن كان هذا الطريق صحراء جرداء.. صحراء قاحلة.. ما يربو عن ﺳﺘﺔ ﻋﻘﻮﺩ.. ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ.. وخلال تلك العقود فكرت في إنشاء قهوة ( أم الحسن).. ثم طورتها فيما بعد.. إلي قهوة.. وكافتيريا حديثة.. ساهم معي في إنشائها الباشمهندس عطا المنان.. وواصل اسهاماته معي داعماً للمشروع بالسكر والشاي والكراسي والطرابيز.. وكلما مر عبر طريق شريان الشمال لا يقصر معي.. المهم أن المنطقة بفضل الله.. وطريق شريان الشمال تمت تنميتها.. بعد أن كانت صحراء جراء.. صحراء قاحلة.. لا خضرة.. ولا مياه.. إنما كانت منطقة ملئية بالكثبان الرملية الثابت منها.. والمتحرك.
وتضيف ( أم الحسن) في حوارها مع ( أوتار الأصيل ) : من المعلوم أن طريق شريان الشمال يمتد من مدينة ﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ.. إلي مدينة ﺩﻧﻘﻼ.. ويبلغ ﻃﻮﻟﻪ ( 594) ﻛﻴﻠﻮ متر.. ﻣﺮﻭﺭﺍً بمنطقة ( ابوﺿﻠﻮﻉ) ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ (68) ﻛﻴﻠﻮ متر.. ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ.. وﻳﻤﺘﺪ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ( 7) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ.
وتتذكر أم الحسن كيف كان هذا الطريق قبل أن يتم رصفه بالاسفلت؟.. فقالت ( لأوتار الأصيل ) : كان من الصعب علي الإنسان ان يسلك هذا الطريق الصحراوي.. فكل من جازف.. ودخله فقد.. ولم تفلح كل عمليات البحث عن المفقودين.. أو أن يستطيعوا الخروج من ذلك النفق.. ما يؤكد أن من يدخل تلك المنطقة مفقود.. مفقود.. والخارج منها مولود.. مولود.. إلا أنني خبرت الصحراء جيداً.. وذلك من كثرة ترحالي فيها من منطقة إلي أخري.. حتي أنني أصبحت خبيرة فيها من منطقتي.. وﺣﺘﻰ منطقة( ﺍﻟﺘﻤﺘﺎﻡ) ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ( 200) ﻛﻴﻠﻮ متر.. فيما تجد أن منطقتي ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ( 50) ﻛﻴﻠﻮ متر.
عن كيف استطاعت التأقلم علي أجواء الصحراء المتقلبة؟.. قالت ( لأوتار الأصيل ) : نشأت وترعرعت فيها وكنت انتقل فيها منذ نعومة اظافري.. فقد كان والدي يدعني يصطحبني معه من منطقة صحراوية إلي اخري.. هكذا إلي أن أستقر بنا المقام في منطقتنا الصحراوية حالياً.. وخلال ذلك الترحال شهدت ﺍﻟﺼﺮاع الحقيقي في صحراء بيوضة..الصحراء الممتدة ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺣﺘﻰ الصحراء ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ.. وكان آنذاك السفر عبرها لا يتم إلا ليلاً.. فالسفر بالنهار من رابع المستحيلات.. ﻧﻈﺮﺍً إلي أن درجات الحرارة مرتفعة جداً.. وبالتالي تجد العربات صعوبة في أن تقطع الصحراء.. فمع إرتفاع درجات الحرارة.. ترتفع درجات حرارة ماكينات العربات السفرية.. مما يجعل سرعتها تنخفض.. ويضطر السائق إلي إيقاف العربة ما بين الفينة والاخري.. بغرض تبريد ( اللديتر).. والماكنة.. إلي جانب أن العربة تتعرض إلي الوحل وسط الكثبان المنتشرة علي امتداد الصحراء.. مما يجعل السائق ومساعده والركاب يعانون معاناة شديدة.. حتي يتجاوزون تلك العواقب.. ما يقودهم إلي الوقوف لفترات طويلة لأخذ قسط من الراحة.. فالسفر عبر الصحراء يستمر إلي عدد من الأيام.
وتستمر أم الحسن في روايتها مع ( أوتار الأصيل ) قائلة : من أشهر سائقي العربات الذين كانوا يمرون بها قبل افتتاح طريق شريان الشمال.. كان السائق ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﺗﻰ المنتمي إلي قبيلة الدناقلة.. الذي انتقل فيما بعد للعيش في الخرطوم حي ( السجانة).. بعد أن ترك العمل في هذا المجال.. وأصبح يتاجر في السيارات التي استطاع من خلالها أن يمتلك ﺳﻴﺎﺭﺓ ( ﻓﻮﺭﺩ) في العام 1934م.. وما أن إمتلك هذه السيارة.. إلا وفكر في السفر عبر مدينة امدرمان.. إلي مدينة دنقلا.. ومن خلال ﺍﻟﺼﺤﺮاء.. وكان أن نفذ الفكرة التي راودته.. بعد أن حصل ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺻﻠﺔ.. ﻭﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻟﻮضعه ﻛﻌﻼﻣﺎﺕ.. تدله إلي طريق العودة من مدينة دنقلا إلي مدينة امدرمان.. كما أنه تحصل علي تصريح المرور من ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ.. علي أن يتحمل بهدا التصريح كل العواقب التي تنتج ﻋﻦ ﻫﺬﻩ المغامرة ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ .
وأضافت أم الحسن في حوارها الذي خصت به ( أوتار الأصيل ) : المهم أن السائق ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﺗﻰ شد الرحال متحدياً كل الصعاب.. مستفيداً من خبرته السابقة.. وكان أن حقق ما يصبو إليه.. حيث ﺇﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺭﺣﻠﺘﻪ من مدينة امدرمان إلي منطقة ﺍﻟﺪﺑﺔ ( 7 ) أيام.
واردفت أم الحسن : ولم تتوقف مثل هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر وقتئذ إذ قام السائق ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ في العام 1947ﻡ برحلة عبر تلك الصحراء برفقة مالك العربة ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﻮارتي.. ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ في هذه الرحلة مجهولة المصير ﻋﺮﺑﻰ يدعي ( ﺃﺑﻮ ﺟﺒﺔ).. وكانت العربة محملة بشاي مهرب.. ورافق ذلك الثلاثي في هذه الرحلة كل من ﻣﻴﺮﻏﻨﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻭمساعد العربة ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﻠﺐ.. ﻭﺃﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ( 5) ﺃﻳﺎﻡ.. ثم عادوا منها ﺇﻟﻰ مدينة ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ بعد (6) ﺃﻳﺎﻡ.. وبهذه الرحلة تم فتح الطريق أمام عربات أخري كان ملاكها.. يتخوفون من المصير المجهول.
بينما ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻣﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻣﺮﺍﺓ مربوعة ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ بشرتها قمحية.. ﻛﺒﻴﺮﺓ في ﺍﻟﺴﻦ.. إلا أن ﻓﻴﻬﺎ روح اﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ التي جعلت من شخصيتها.. شخصية قوية.. وذات هيبة تدع كل من يتعامل معها يحترمها.. ويقدرها.. خاصة الشخوص الذين مروا علي قوتها أن كانوا يعملون في مجال السواقة.. أو ركاب.. وظلت علي هذا النحو إلي أن طورت قوتها إلي قهوة وكافتيريا.. وظلت تفرض من خلالها ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ المميزة بسحنتها السودانية الأصيلة.. وكل من شاهدها عن قرب يلحظ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ المتجلي رغماً عن الظروف القاسية التي مرت بها طوال السنوات الماضية.. فالبيئة التي نشأت وترعرعت فيها.. بيئة تمتاز بالخشونة.. وبالرغم من أنها كانت كبرة في سنها.. إلا أنها كانت ترتدي ثياباً تتناسب معها ومع البيئة المنتمية إليها.
وفي هذا السياق قالت ( لأوتار الأصيل ) : العيش في الصحراء يفرض عليك ارتداء الوان محددة.. ليس من بينها اللون الأبيض.. لذا أختار الألوان المناسبة مع بيئتي.
وعن كيفية بدايتها بيع القهوة؟ قالت ( أوتار الأصيل ): كنت دائماً ما أفكر في الآخرين.. خاصة أولئك الذين يستقلون هذا الطريق الصحراوي.. ومن خلال تفكيري هذا طرأت لي فكرة إنشاء قهوة تلبي بعضاً من إحتياجات سائقي العربات والركاب.. وبدأت فعلياً في تنفيذ الفكرة براكوبة صنعتها بمعاونة أبنائي من المواد المحلية.. فيما كنت أشعل النار من ﺍﻟﺤﻄﺐ.. حتي أن القهوة يميل لونها إلي السواد.. نسبة إلي أن النيران فيها لا تنطفئ.. وتظل مياه القهوة تتبخر متصاعدة إلي أعلي.. ويختلط ذلك البخار بالدخان الأسود الذي تنتجه نيران الحطب.. فيشكلان ضبابية مائلة إلي الليل في كل أرجاء الراكوبة.. وبالرغم من هذه الأجواء القاسية.. إلا أن أبنائي كانوا يجدون متعة في مساعدتي بتقديم القهوة والشاي إلي الزبائن.
ومضت : كنت اطوف بين ركاب العربات من أجل أن البي طلباتهم.. فيدور بيني وبينهم حوار بلهجة سودانية ممزوجة بلغة عربية.. وكنت أحس أنهم يتعاملون معي برقي فابادلهم الإحساس.. بالإحساس.. دون أن أتوقف عن تلبية الطلبات.
أين تقع قهوتك جغرافيا؟ قالت ( لأوتار الأصيل ) : ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺘﺪاد ﺻﺤﺮاء ( ﺑﻴﻮﺿﺔ).. وكان السفر قبل افتتاح طريق شريان الشمال.. بالعربات ( اللواري).. ثم تطور إلي البصات.. ومع هذا التطور قهوتي إلي كافتيريا.. فاصبحت مشهورة.. ولكن شهرتي زادت عندما زارني الرئيس الراحل جعفر محمد النميري مرتين المرة الأولي لم يجدني واهداني راديو.. وفي المرة الثانية حفر لي بئراً

صحيفة اوتار الاصيل




 

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...