...
بما إنني من سكان المدن الواقعة على شريط النيل، فإنني بلا شك مهدداً بـ(الغرق) إذا لم تتوصل الحكومة السودانية لاتفاق مع إثيوبيا حول (سد النهضة) قبل يوليو القادم، فالأمر بات في غاية الخطورة على مدن ومناطق تقع على شريط النيل بولاية الخرطوم المتوقع أن تواجه (فيضانات) في أغسطس القادم، وسكانها مهددين بـ(العطش) بسبب الملء الثاني لسد بـ(13) مليار متر مكعب من المياه، فالمياه المخزنة فيه تبلغ (12) مليار متر مكعب، مما سيترفع معدلها إلى (25) مليار متر مكعب.
فيما نصح خبراء بأن الملأ الثاني كارثياً على السودان، خاصةً وأن السد يقع في منطقة مرتفعة جداً، ويقدر ارتفاعها بـ(600) متر فوق سطح النيل، بالإضافة إلى وجود صخور تعمل على تسريب المياه، مما سيؤدي إلى انهيار السد، فيما تقدر مياه نهر النيل الأزرق بـ(40) مليار متر مكعب، وفي موسم (الفيضان) من يوليو إلى سبتمبر ستفوق ذلك بكثير، وتزيد كميات المياه خلف السد في موسم الفيضان في نهاية أغسطس بما يتجاوز الـ(75) مليار متر مكعب، سوف تهبط من السد من ارتفاع (2) ألف متر.
فيما تشير المعلومات إلى أن سد النهضة الإثيوبي إذا اكتمل، فإنه سيؤدي إلى إنسياب المياه، بالإضافة إلى أن العمليات المكينكية ستؤدي إلى هطول كميات كبيرة من المياه على السودان في شهر أغسطس 2021م، وذلك بما يفوق الـ(2) مليار متر مكعب في اليوم، فيما كان المتوسط في حدود الـ(500) مليون متر مكعب، أي ما يعادل أربعة إضعاف كميات المياه قبل بناء (سد النهضة) الذي سيؤدي قطعاً إلى إغرق عدد من الولايات السودانية الواقعة على شريط النيل الأزرق، بالإضافة إلى مدن ومناطق واقعة على شريط نهر النيل، فالخطر المحدق بالسودان كبير، وعلى وجه الخصوص ولاية الخرطوم الواقعة في شبه جزيرة محاطة بثلاثة أنهار، بالتالي فإن كل المياه ستندفع من محطة (الديم) إليها، مما ينجم عن ذلك حدوث كارثة، إذ تصل المياه من (7) إلى (10) أمتار.
على السودان الإسراع في الوصول إلى إتفاق مع إثيوبيا حول سد النهضة دون ربط مصير السودان بمصر، أي على الدبلوماسية السودانية أن تنشط في هذا الإطار للوصول إلى إتفاق يقضي بتخفيض الملء الثاني من (13) مليار متر مكعب إلى (5) مليار متر مكعب، وأن يكون في نهاية أغسطس أي بعد انتهاء موسم (الفيضان)، لأن عدم التوصل إلى إتفاق يجعل السودان مهدداً بـ(دمار شامل) للبنية التحتية، لذلك يجب حث وسائل الإعلام والشعب السوداني عموماً على ضرورة فتح ملف (سد النهضة) الإثيوبي، والتنبيه للخطير القادم منه ولفت نظر الناس إلى توخي الحذر، لأن غرق السودان يعني غرق بعض الوزارات، جزيرة توتي، بنك السودان المركزي، قاعة الصداقة، البرلمان، مستشفى السلاح الطبي، مستشفى علياء، السجن الاتحادي (كوبر)، سجن أمدرمان، الفضائية السودانية، الإذاعة السودانية، فضائية الخرطوم، المسرح القومي، قصر الشباب والأطفال، اتحاد الفنانين، جامعة القرآن الكريم، مسجد النيلين، مؤسسات، شركات، فنادق، صالات، وغيرها من المرافق الحيوية الواقعة بالقرب من شريط النيل، هكذا سيدمر (سد النهضة) الحياة تماماً في السودان، لذلك على الحكومة الإنتقالية العمل على نقل العاصمة من الخرطوم إلى أي مدينة آمنة من مدن السودان، وذلك كإجراء بديل في حال تعثرت المفاوضات الدبلوماسية، فالخطوة سالفة الذكر تعتبر إحترازية وقائية، والهدف منها عدم تعطيل الحياة في البلاد بعد أصبحت مهددة بـ(الغرق)، لذلك يجب استوعاب الأمر جيداً، فـ(الكارثة) أكبر مما يتصورها الناس بكثير خاصةً إذا أصرت وتعنتت إثيوبيا على الملأ الثاني الأحادي لـ(سد النهضة)، ولا سيما فإنه سيقود الملايين من سكان الخرطوم للنزوح من الخرطوم الى مناطق لا تصلها مياه (سد النهضة) الإثيوبي.
مما ذهبت إليه، فإن الأوضاع في ولاية الخرطوم ستكون أوضاعاً (كارثية)، لذلك يجب إيجاد بدائل للسكان على شريط النيل شرقاً وغرباً وجنوباً، خاصة وأن بعض الخبراء يتوقعون أن يصاحب الكارثة ظلام دامس وانقطاع للإمداد المائي والتيار الكهربائي، وهي جميعاً تتطلب اتباع التدابير الاحترازية الوقائية اللازمة.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.