الأحد، 27 ديسمبر 2020

*سراج النعيم يكتب : بخل الأب مع سبق الإصرار*

 


...... 

يعتبر الإنسان (البخيل) مع سبق الإصرار، الترصد والتمادي (مكروهاً)، لأن من يتسم بصفته (منبوذاً)، فالبخيل لا يفرق بين (الحرص) و(البخل) حتي في نطاق الإنفاق على أسرته، والبخيل ربما يكون الأب، الأخ،  الصديق والزميل، وقد عرف علم النفس الشخص (البخيل) بالذي يمتلك المال ولا ينفقه على مواقف تحتاج له، أي أنه لا يخرج للاستمتاع به حتي لنفسه، وهذا يعود إلى أن كنز المال يكون همه الأول والأخير في الحياة، فالبخل من الصفات المتوارثة أو المكتسبة، وتلعب في إطارها (التربية) عاملاً رئيسياً، فإذا كانت (سوية)، فإنها تخرج للمجتمع إنساناً سوياً، هكذا يتأثر الطفل بما ينشأ عليه، فإذا نشأ على أن يكون بخيلاً فإنها ستلازمه في كل مراحل حياته، خاصة وأن البخيل يرتبط ارتباطاً قوياً بـ(الجبن)، والجبن في حد ذاته يمتاز به الإنسان في حالة الخوف مما يخبئه له الغد، ولا سيما فإنه يدفعه إلى (البخل) حتي في الصرف على نفسه.

إن الإنسان (البخيل) يصنف بالمريض النفسي، والذي يحرص على الانغلاق على نفسه،  وبالتالي لا ينفق على عليها مما يعرضه للدخول في إشكاليات يصبح في ظلها ضحية لـ(لبخل)، والذي بلا شك سيدفع ثمنه غالياً من خلال تعاملاته اليومية، والتي يصعب على أي إنسان أن يتعايش معه، لأن العلاقة الإنسانية قائمة على المصلحة، ودئماً ما تضطر المتعامل مع (البخيل) إلى تغيير سلوكه.

إذا مارس رب الأسرة (البخل) مع زوجته وأبنائه بيقوله : (ما عندي)، فإنه لن يكون أمامهم حلاً، ولعل أشهر البخلاء على مر العصور (الجاحظ)، والذي على نهجه يمضي الكثير من البخلاء الذين يقولون عبارة : (ما عندي ابوالنوم)، السؤال كيف للسيدات والأبناء العيش في هذه الأوضاع الاقتصادية الطاحنة التي يكون من خلالها (الأب) بخيلاً؟، وعليه يكون متناقضاً في مشاعره، لذلك يكون غير (مرغوباً) فيه، فالنفس البشرية تميل إلى الإنسان المعطاء، ولا تحب الإنسان البخيل، لأنه يترك تأثيره السالب على الأسرة، والتي تجد نفسها أمام (شح) لا يمكن الصبر عليه، خاصةً وأن إستقرار أي أسرة قائم على إستقرارها في النواحي المالية!!. 

إن بخل رب الأسرة يقود إلى تفكك الأسرة، وهذا التفكك يعود لعدم الصبر على الصرف (الشحيح)، والذي يشعر أفراد الأسرة بأنهم خلف قضبان السجن الذي اسواره عالية وشائكة ومتشابكة، ومحاطة بحراسة أمنية مشددة، هكذا ترزح الأسرة تحت وطأة (البخيل)، وأمام الحرمان الذي يفرضه عليهم، مما يفقدهم أبسط مقومات حقوقهم في عيش الحياة بكرامة..!!. 

إن البخل يدفع أفراد الأسرة للانحراف عن الطريق القويم، أو مد اليد للآخرين، وإذا وجدوا من يعطيهم اليوم، فإنهم لن يفعلوا غداً، لذلك إذا كان الأب غير كريم مع زوجته وأبنائه، فإن عواقب وخيمة ستواجههم في الحاضر والمستقبل خاصةً إذا كان رب الأسرة ميسور الحال، إما أن كان فقيراً، فله العذر شرطاً أن لا يكون بخيلاً. 

عموماً لا يمكن إحتمال بخل والأب، الأخ، الصديق والزميل، فقلة ذات اليد لا يمكن احتمالها بأي صورة من الصور، لأنه ومن الصعب جداً إحتمال الإنسان (البخيل)، لأنه مهدد خطير جداً لتماسك أُسرته ومجتمعه، ودائماً ما تترتب على ذلك أشياء تصب رأساً في خانة عدم الأمانة، الكذب والسرقة، لذا لا يكون أي فرد من أفراد الأسرة المنتمية لأب (بخيل) صادقاً، ودائماً ما يحاول مكون الأسرة أخذ المال من خلال استقطاع ما يزيد عن شراء السلع الإستراتيجية كـ(الخبز)، (الوقود) و(غاز الطهي)، وهذا يعود إلى أنهم اكتشافوا حقيقة أن الأب بخيلاً لدرجة (الشح)، لذلك يصعب تحمله أو التعامل معه، أو العيش بالقرب منه، خاصة رب الأسرة الثري، لذلك لابد من إيجاد علاج ناجع، ولو اضطرت السلطات المختصة التدخل بتشريع قوانين تجرم رب الأسرة البخيل في حال ثبوت أنه (بخيلاً) مع سبق الإصرار والتمادي، فمن حق أسرته أن تعيش حياة كريمة دون التفكير في الحياد عن الطريق القويم، وذلك من خلال التشرد أو الولوج إلى عالم الجريمة بحثاً عن المال بأي بأي شكل من الأشكال.

*الفنانة سمية حسن تكشف أسباب مغادرتها السودان نهائياً.. بلد ما فيها دواء ولا أكل البقعدني فيها شنو.. أنا مريضة بالقلب وأدويتي غير موجودة في صيدليات الخرطوم*


..…..

*التقاها : سراج النعيم*

.......

كشفت الفنانة سمية حسن الأسباب التي استدعتها لمغادرة السودان نهائياً للاستقرار بالعاصمة المصرية القاهرة.

*رأيك بصراحة في قرارات والي ولاية الخرطوم القاضية بمنع الحفلات والتجمعات بسبب جائحة (كورونا)؟*

من المفترض الالتزام بالتدابير الاحترازية الوقائية الصحية لفيروس (كورونا) المستجد، وذلك حفاظاً على الأرواح، خاصة وأن البعض لديه عدم وعي بخطورة الجائحة، وهنا تكمن الإشكالية فإذا كان هذا الأمر يتم بـ(جهل) فهذه مصيبة، وإذا كان يتم بإلمام فالمصيبة أكبر.

*ما دور الفنان الذي يجب أن يقوم به في ظل الموجة الثانية للجائحة؟*

يفترض في الفنان أن يكون له دوراً كبيراً في استشعار المسئولية اتجاه نفسه وأفراد المجتمع الذين من بينهم جمهوره، أي عليه أن يقودهم في الطريق الصحيح سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، أن يبصرهم، يرشدهم ويوعيهم بماهية خطورة عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي في ظل الموجة الثانية لجائحة (كورونا).

*هل استقريتي بشكل نهائي في القاهرة؟*

نعم اخوي الغالي سراج النعيم، ولكن قلبي متعلق بالسودان.

*لماذا التفكير في الاستقرار نهائياً بمصر رغماً عن التغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة؟*

مما لا شك فيه، فإن الأوضاع الاقتصادية في السودان صعبة جداً، وابسط حقوق الإنسان مفقوده.

*ما ذهبتي إليه ربما يكون حقيقة، إلا أن الحراك الفني في البلاد يعول عليك كثيراً فهل من المتوقع عودتك بعد العلاج؟*

لا.. ولكن من خلال تواجدي بـ(القاهرة) سأعمل على إنتاج الكثير من الأعمال الفنية التي تخدم قضايا وهموم الوطن المكلوم.

*هل الاستقرار في القاهرة أفضل من الخرطوم في النواحي الاقتصادية؟*

أفضل بكثير، فعلى الأقل يجد الإنسان في مصر كل شيء بكل سهولة ويسر، أي كل ما تصبو إليه في متناول اليد، ولكن في السودان كل شيء غير متوفر حتى قرص (الأسبرين) و(البندول)، وعدم توفرها ربما يكون وراءه فاعل، بالإضافة إلى تجار الأزمات وضعاف النفوس الذين يتاجرون حتى في أرواح الناس، وذلك من أجل جني المال بمضاعفة الأسعار مع إشراقة كل صباح، وهذا النهج أدي إلى عدم توفر السلع الإستراتيجية والأدوية المنقذة للحياة.

*هل تعانين من مرض ولم تجدي له الدواء في السودان؟*

نعم.. فأنا مريضة بالقلب، وقبل أن أشد الرحال إلى مصر بحثت عن الدواء في كل صيدليات ولاية الخرطوم، وأدوية آخري تخص حالتي الصحية، إلا إنني لم أجدها، وهذا الأمر لا ينطبق على وحدي، بل أمثالي كثر، لذلك أبكي هذا الوضع الماسأوي، فإنني لا أفعل من أجل نفسي بقدر ما إنني أبكي على حال البسطاء، الفقراء والمساكين الذين لا يجدون العلاج، الأكل، والشرب.

*ألا تفكري في إنتاج عمل مشترك في مصر بمستوي (الحلم العربي)؟*

أتمني أن تتاح لي فرصة أخرى للمشاركة في عمل بمستوي العمل الرائع (الحلم العربي)، فلن أتواني ولو لكسر من الثانية في تنفيذه، لأن (الحلم العربي) كان محطة مشرقة في حياتي الفنية.

*ماذا عن أعمالك الغنائية المنتجة في السودان؟*

أرجو أن تسلط عليها الأضواء لكي تتم مشاهدتها والاستماع إليها، فأنا على أتم الاستعداد لاستيعاب كل الآراء حول أعمالي الفنية، إلا أنها حبيسة مكتبات الأجهزة الإعلامية المشاهدة والمسموعة.

*هل حبس أغانيك بمكتبات الفضائيات والإذاعات السودانية يتم عن قصد حتى بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير؟*

لا أعتقد أن هنالك  قصد، إنما إدارات الأجهزة الإعلامية بدأت في ترتب نفسها بعد عزل النظام البائد، وهذه الترتيبات ربما تأخذ وقت حتى تتمكن من تنسيق البث لكل فنان، وسيجد كل فنان فرصته في الإطلالة عبر الأجهزة الإعلامية المختلفة، والتي لها أهميتها ودورها المميز جداً.

*لماذا أنتي بعيدة عن الإعلام البديل الذي أضحي سريعاً في إيصال صوت الفنان أو الفنانة؟*

سأقطع وعداً لجمهوري بأن أطل عليهم من خلال وسائط التواصل الاجتماعي لإيصال رسالتي الفنية إليهم.

*رأيك في ظاهرة أصوات نسائية جديدة تغني أغاني (المغارز) و(النقطة)؟*

ليس من المعقول أخي سراج النعيم أن يكون الغناء على شاكلة (كلبة ميته)، (الكونيكا) وغيرها من العبارات الخادشة للحياء العام  (دي نحن لم نتربي عليها)، فالسودانيين أكبر بكثير من هذه المفردات اللا أخلاقية، لذلك أنصح من يتخذ من الفن مهنة أن يستمع إلى من سبقوه، وعلى الأصوات النسائية الجديدة الاستماع إلى عائشة الفلاتية، مني الخير، فاطمة الحاج وأم بلينا السنوسي والقائمة تطول، فالمتلقي السوداني ذواق للفن الأصيل، لذلك يستحق منا كل الاحترام والتقدير وتقديم الفن الرصين، و(أقول للبنات البقنوا نوع الغناء ده أن يستغلن أصواتهن الجميلة في أغنيات تحترم ذوق المتلقي السوداني).

*ما الأصوات النسائية التي تعولين عليها لحمل راية الغناء في المستقبل؟*

بكل تأكيد إنصاف فتحي فهي صاحبة ملكة صوتية وذوق رفيع، بالإضافة إلى مكارم بشير والبنت الصغير ملاذ غازي، والأخيرة صوت مشبع بالأصالة خاصة في أغنيات الحقيبة، إلا أنها تحتاج لمن يتبناها فنياً.

*ما كيفية الخروج من مأزق تدني اختيار النصوص الغنائية المنحصرة في (المغارز) و(النقطة)؟*

يجب إعادة لجان الأصوات والألحان بالإذاعة السودانية لكي تكون قائمة على أمر الفن في بلادي، بالإضافة إلى تفعيل دور المصنفات الأدبية والفنية، وأن تكون هنالك شرطة خاصة بضبط المنتج الفني، وكل من تسول له نفسه الخروج عن المسموح به يعرض نفسه للمسألة القانونية.

*ماذا عن دور اتحاد الفنانين فيما يدور في الحركة الفنية من (فوضي)؟*

للأسف الشديد دور القائمين على أمر اتحاد المهن الموسيقية دور سلبي لأبعد الحدود، لذلك على الإنسان المتربع على هذا الكرسي الهام اليقظة، الحذر والمتابعة الدقيقة لما يجري في الحركة الفنية حتى نقضي على (الفوضي)، ويتم ضبط الساحة الفنية، والتي تطلب قليلاً من المجهود لتتعافي، ولكن البعض من أمر الفنون في السودان مشغولين بأنفسهم أكثر والمصالح الشخصية أكثر من المصلحة العامة.

*ماذا عن مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية الذي شكل في ظل نظام البشير؟*

يجب أن يعاد النظر في تشكيل المجلس من جديد بدون (مجاملة).

*هل أنتي مع بقاء مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية بشكله الحالي؟*

بكل تأكيد لا وألف لا.

*ما اختراعك حول المجلس ولمن يجب أن تؤول قوانينه الخاصة بمزاولة المهنة؟*

الفن لغة رفيعة ومن خلاله ترتقي الشعوب وتتقدم، لذلك على كل إنسان يأنس في نفسه الكفاءة والخبرة أن يتقدم لهذه المهنة وفق بنود وشروط واضحة وبمسمي يرقي لمستوي المهنة وتحت إشراف مجموعة ضالعة في الفن والإنسانية لا سياسة ولا مسمي أخر.

*هل تعتقدي أن للنظام البائد دور في تكوين مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية لتقييد حركة الفنون في السودان؟*

طبعاً ليس ضالعاً فقط، بل هو الذي ضيع الثقافة والفنون في البلد.

*ما دور الفنان في ظل التغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة؟*

مهر الثورة كان غال جداً، وتمثل في دماء الشهداء الذين وهبوا أرواحهم فداء لهذا الوطن العزيز، لذا يجب على كل فنان حادب على مصلحة الوطن وآمنة واستقراره أن يطلق حنجرته دفاعاً عن هذه البقعة المباركة، وأن ينبذ القبلية، الفرقة والشتات، وأن يعمل جاهداً لترسيخ الأخلاق، القيم، العادات والتقاليد النبيلة في نفوس الناس وخاصة الشباب والنشء لأنهم أمل ووقود المستقبل المشرق الزاهر بإذن الله تعالى، وأن تغني جميعاً بشتي ألوان الطيف مع القامة عركي غنوا معانا غنوة العيد والفرح الليلة يوم ميلاد فرحنا.

 

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

*التفاصيل الكاملة والحزينة لاختفاء شقيق فنان شهير بالخرطوم.. (صالح) خرج من منزله نحو مصير مجهول أثناء نوم أبنائه.. محتالون طلبوا من الفنان (زكريا) تحويل رصيد بمزاعم إعادة شقيقه*

 

...... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

...... 

كشف الفنان ذكريا علي صالح التفاصيل الكاملة للإختفاء المثير والحزين لشقيقه (صالح)، الموظف الكبير في السكة حديد بمدينة (عطبرة)، والتي انتقل منها للعمل في النقل النهري، وخلال ذلك اشتهر بصداقات مع عمالقة الغناء السوداني. 

وفي سياق متصل كشف (زكريا) قصة شقيقه المختفي في ظروف يكتنفها الغموض، إذ أنه خرج من منزله بمنطقة شرق النيل بتاريخ ١٩/٨/٢٠١٣م. 

وقال (زكريا) بحزن عميق : تشير الوقائع تفصيلاً إلى أن شقيقي (صالح) خرج في تمام الحادية عشر صباحاً من ذلك اليوم دون أن يخطر أحداً من أفراد أسرته بالمكان الذي ينوي التوجه إليه، هكذا مضي في طريقه نحو المجهول، ولم يعد منه مرة آخري، ومنذ ذلك اليوم ونحن في حالة بحث دؤوب عنه، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل الذيع، إلا أن الأمل في الله سبحانه وتعالي مازال معقود في العثور عليه أن كان على قيد الحياة، فالاختفاء غامض جداً الأمر الذي ادخلنا في حالة حزن عميق وجرح غائر، وهذا الجرح لم يندمل بعد رغماً عن مرور سنوات وسنوات من الضياع. 

ومضي : لازال







القلق يسيطر على أسرته لعدم الوصول إلى حقيقة حول واقعة إختفاء شقيقي (صالح) التي تمتاز بالغرابة، وهذا الإحساس نابع من إننا لا نعرف ولا يعرف أحد عن اختفائه شيئاً.

وأضاف : جرت الكثير من المبادرات في إطار محاولات البحث عنه، ولا سيما فإننا لم نترك موقعاً إلا وذهبنا إليه دون جدوي، بالإضافة إلى إننا فتحنا بلاغاً بدائرة الاختصاص، وظللنا نرصد أي معلومة ترد إلينا، وقد ظهرت في هذا الإطار الكثير من الروايات المؤكدة أن شقيقي المختفي (صالح) تارة في هذه المنطقة، وتارة آخري في تلك، وعندما نذهب إلى المناطق المشار إليها لا نجده، وبالتالي نعود من هناك نجرجر إذيال الحسرة، إلا أنه ورغماً عن ذلك أملنا في المولي عز وجل كبير بأن يعود سالماً لاخضان أسرته، ولمآنستي شخصياً خاصة وأنه شقيقي الوحيد الذي افتقدته كثيراً في السنوات الماضية، وكلما مرت ذكري اختفائه الغامض ابكي عليه دون أن أشعر، ولا أأبه بتساقط دموعي مدراراً، ولا أحاول بأي حال من الأحوال مسحها، هكذا إلى أن أدي ذلك البكاء المستمر لضعف في نظري.

واستطرد : لا نعلم السبب الذي جعله يخرج في ذلك الصباح من المنزل، والذي لم يعد بعده نهائياً، وحينما فعل لم يكن يحمل معه وسيلة للاتصال به، لذلك تركزت جهود بحثنا في الاتصال بكل الأهل، الأصدقاء والزملاء الذين كان ردهم أنه لم يأت إليهم، هكذا طرقنا كل الأبواب الممكنة وغير الممكنة للحصول على معلومة أو خيط مهما كان رفيعاً للمساعدة في العثور عليه.

واسترسل : إن شقيقي (صالح) له صداقات مع كبار الفنانين، ابرزهم الدكتور الراحل حمد الريح، والتي بدأت منذ أن كان مقيماً في جزيرة (توتي)، وكانت تضطره ظروف حفلاته المتعاقد في إطارها مع أهالي المناسبات للتأخر عن الزمن المحدد لـ(لبنطون)، إلا أن شقيقي (صالح) كان يأمر العاملين معه بالنقل النهري بأن ينتظروا الفنان حمد الريح في ضفة نهر النيل من ناحية قاعة الصداقة بالخرطوم حتي يعود في وقت متأخر من الليل، وظل هذا الأمر مستمراً إلى أن رحل حمد الريح من جزيرة (توتي) إلى منطقة (بري)، لذلك تأثر عندما أخبرته بخروجه من منزله في ظروف غامضة، وهذا التأثر نابع من أنه خرج قبل أن يستيقظ أبنائه من النوم، وعندما فعل كان في كامل قواه العقلية، وعليه قمنا باتخاذ الإجراءات القانونية لدي دائرة الاختصاص بمنطقة (حي النصر) شرق النيل، والتي خرج منها ولم يعد حتي الآن، وعلى ضوء ذلك تم عمل نشرة جنائية، وسعي خاله الفريق شرطة عوض تبو سعياً حثيثاً للبحث عنه في كل أقسام الشرطة، المستشفيات والمشارح، إلا أنه لم يتم العثور عليه. 

وتابع : استغل اختفاء شقيقي (صالح) بعض المحتالين الذين اتصلوا على لكي أحول لهم مبالغ مالية على أساس أنهم عثروا عليه، وكانوا يشترطون لاعادته تحويل الرصيد إلا إنني كنت أرفض الفكرة جملة وتفصيلا، ومن بينهم محتال قال لي إنه عثر على شقيقي (صالح) مرمياً داخل مزرعة بمنطقة (الضعين) غرب السودان، وبعد شهرين اتصل على آخر، وقال إنه العقيد (خالد حسين)، ووجد شقيقي (صالح) في منطقة (الصحافة غرب)، وهو يرتدي جلباباً ممزقاً، فما كان منه إلا أن يصطحبه معه إلى منزله، ولكي يحضره إلينا لابد أن احول له مبلغاً مالياً، إلا إنني رفضت الاستجابة له، الشيء الذي قاده إلى إغلاق هاتفه، ومن ثم عاود الاتصال بي مرة اخري قائلاً : إذا لم ترسل المبلغ فإنني ساطرد شقيقك من المنزل.

الأحد، 20 ديسمبر 2020

مخترع آلة موسيقية سوداني يرفض عرض إسرائيلية بمليون دولار.. نوري : شاركت في تأبين الرئيس الأمريكي الراحل (جون كندي).. عزفت في الفرقة الموسيقية لإيهاب توفيق، خضرالعطار وسلمي العسل



وضع الموسيقار المؤلف الموسيقي ومخترع آلة (طمبوجيتار) تفاصيل مشاركته في تأبين الرئيس الأمريكي (جونكندي).
يعتبرنوري السوداني الوحيد الذي اخترع آلة تمزج بين (الطمبور) الشعبي، والجيتارالحديث، وحقق من خلالها كتسباً ثقافياً موسيقياً، وشهرة داخل وخارج السودان.
فيماوضع (نوري) بصمته الموسيقية في خارطة الفن بدمجه بين آلة (الطمبور) و(الجيتار)، والتي أطلق عليها اختصاراً (طمبوجيتار)، واستطاع أن يرسم بها الدهشة داخل وخارجالسودان.
في البدء كيف توصلت لهذا الاختراع؟
بدأت قصتي معه في مصر،إذ عزفت بها مع الفنان الراحل خضرالعطار، إيهابتوفيق، سلمي العسل وآخرين، وعلى خلفية ذلك زادت شهرتي في الأوساط الفنية المصرية، ومن ثم انتقلت لتقديم مقطوعات موسيقية بالفنادق، والتي استطعت من خلالها أن اسافر إلى أمريكا مع الفنانة السودانية سلمي العسل، وذلك بعد أن شاهدنا الأمريكان بمركز (كان) الثقافي بالقاهرة، والذي شاركنا عبره في احتفال بنادي (كلوب محمد علي)، والذي شارك فيه أيضاً الموسيقار المصري فتحي سلامة،والذي عزف مقطوعات للأمريكان والمصريين، وما أن أنتهي من فاصله إلا واعقبه مديرشركة (سوني) الأمريكية بـ(كلمة)، وذلك بمناسبة عيد الشركة الخمسين، وبعده قدمنا فاصلاًمن الأغاني السودانية، وعلى سبيل المثال (حلاة بلدي)، (زينوبة) وغيرها.
وماذا؟
بعد يومين طلبت منا إدارة مركز (كان) الثقافي الحضور إليها ، فقال لنا مدير المركز : إن شركة (سوني) الأمريكية اختارت فرقتنا للمشاركة في مهرجان تأبين الرئيس الأمريكي الراحل تحت عنوان (جون كندي سنتر للموسيقي)، واثنت لجنة المهرجان على أداء الفرقة الموسيقية السودانية.
هل قدمتم نماذج للجنة مهرجان تأبين كندي؟
نعم... قدمنا نماذج للأمريكان، وبعد الانتهاء منها وجه أحدهم سؤالاًهل أنتم عرب؟ فقلنا : لا أفارقة، وبعد أسبوعين من ذلك تم تسليمنا الجوازات مؤشرة و(بيزا) ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة الأمريكية، المهم أن الطائرة اقلعت بنا إلى (لندن)، ومن ثم منها إلى (واشنطن).
ماذاعن عروض قدمت لك لشراء آلة (الطمبوجيتار)؟
تلقيت عدداًمن العروض ابرزها من أمريكي وإسرائيلية ومصري إلاإنني رفضت فكرة البيع نهائياً، ويتمثل العرض الأمريكيفي أن لايحمل الاختراع أسمي، إما الإسرائيلي فحوي على تدريسي للآلة في (تل أبيب)، فيما اشترط العرض المصري الانتماء إلى النوبيين في مصر، واسقاط جنسيتي السودانية، ورغماً عن أن العروض مغرية مالياً، والتي وصل إلى مليون دولارأمريكي إلا إنني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، والرفض نابع من حرصي على ثقافة وحضارة وطني.
ماالذي حققته من خلال آلة (الطمبوجيتار)؟
ادهشت بها (الخواجات).
هل عانيت في اختراعها؟
بلا شك عانيت من أجل الوصول لهذاالاختراع، ورغماً عن المعاناة إلا انني كنت أحمل في دواخلي عزيمة
وإصرار لبلوغ هدفي ونشرالثقافة السودانية في العالم، ويكفي انني شاركت باختراعي هذا في مهرجان (جون كندي سنتر) للموسيقي بـ(واشنطون)، وحزت من خلاله على إعجاب الأمريكان الذين قالوا لي : (أنت مجنون يا نوري،لأن عقلك غريب، أنت فرعون موسيقى).
ماذا عن انطلاقتك من مصر؟
في مصر وجدت مسارح ثقافية كثيرة، لذلكا ستطعت أن أبدع، واعكس تجربتي بمصر، فالبنية التحتية مؤهلة، والدعم متوفرللمنتوج الثقافي، لذلك وجد عزفي مع فناني (الريقي) قبولاً منقطع النظير، واشتهرت بـ(الصولات)،ومن ثم تعمقت في الوسط الفني المنقسم لشقين شق لمسارح الفنانين الجماهيريين، وشق لمسارح الفنانين في مناسبات الأفراح، وبالتالي فأي فنان متقن لمهنته سيجد له موطئ قدم في الحراك الثقافي بمصر.
ماذا في الختام؟   
يجب على كل مبدع سوداني الاستفادة من التنوع الثقافي في البلاد شمالاً، جنوباً، شرقاً وغرباً.

سراج النعيم يكتب : هجرات الشباب لبلاد العم سام طريقها شائك ومتشابك


في كثير من الأحيان تضطر ظروف الحياة وتقاطعاتها الاشد قسوة وإيلاماً الإنسان للإبتعاد عن وطنه (مكرهاً) ، وهذا الاكراه يدعه يفكر جلياً في الهجرة من رقعة جغرافية شهدت طفولته، صباه وشبابه إلى آخري، مستنداً ربما على مقولة : (إذا ابتك دياراً فلله ألف ديار)، ويكون بذلك قد اختار طريقاً شائكاً ومتشابكاً، طريقاً ربما يحقق له الأموال إلا أنه يفقده رؤية الكثير من التواصل المباشر، لذلك يكون مسكوناً بأشواق وآمال عراض، إما إذا بقي في بلاده، فإنه سيعيش غريباً يجابه الأوضاع الاقتصادية الصعبة جداً، ويحاول جاهداً التأقلم معها، إلا أنه يجد نفسه متنازعاً ما بين الرحيل قسراً والبقا مكرهاً، لذلك تصلح قصته أن تكون مسلسلاً في حلقات لامتزاجها بين الماضي، الحاضر والمستقبل، وذكريات تناوله ثلاثة وجبات، بالإضافة إلى التحلية بـ(الفواكة) أو (الحلويات)، وارتشاف كوب (الشاي)، وربما يأخذ بعد ذلك مصروفه من والده أو والدته بأصابع مرتجفة، وٍيركض به مسرعاً نحو غرفته، هكذا تكون ذكرياته ممتزجة بالصفاء حتي عند التخاصم، أي أنه لا يفكر في أزمات الحياة المعيشية التي نمر به رغماً عن أن العائل للأسرة شخصاً واحداً.
إن من تضطره الظروف للسفر، فإن هنالك من ينتظر خطاباته المرسلة بفارق الصبر، والتي تتم قراءتها في جلسة يتحلق حولها الأهل وربما الجيران والأصدقاء، إلا أنه ومع التطور التكنولوجي أصبح التواصل سهلاً ورغماً عن ذلك لا يحرص على الإرسال، أي أنه لا يفكر في إدارة قرص هاتفه الذي هو بمسافة مساحة قريبة جداً من (جيه) ليسأل عمن غاب عنهم سنوات طوال، وبالتالي فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو أين أنت، ولماذا كل هذا الجفاء، والإبتعاد جغرافياً ألا تعلم أن البعيد عن العين بعيد من القلب؟؟، رغم(العولمة) ووسائطها المختلفة قربت المسافات إلا أن الهجرة الطويلة تفقد المغترب حميمية التواصل، التوهج، الألق، متعة الإنتظار، ارتجاف الأصابع وخفقان القلب، وكلما تذكره الناس تكون ذكراه منحصرة في عدم التواصل، وأنه لم يعد مهتماً بالتواصل الإجتماعي مع أسرته، أهله وأصدقائه الذين ينشغل عنهم بجني المال، وبالتالي يجد نفسه تائهاً بالبحث عن أوضاع اقتصادية أفضل، إلا أنه ومع مرور الأيام، الشهور والسنين يجد نفسه ضائعاً بين أتون الغربة وتحسين الظروف الاقتصادية، وأن كان يحمل في داخله حباً نقياً كالماء الذي يرتشفه إلا أن ماء بلاده عذباً وساحراً.
دائماً ما يكون المودع مرغماً على الوداع والوداع في حد ذاته يكون صمتاً، لأنه يوداع على أمل الالتقاء في زمان ومكان آخر، هكذا يرحل مع الاحتفاظ بذكريات وتفاصيل تحلق حول قلبه، ولا تدعه يقوى على تحملها إلى أن يجد نفسه منغمساً بينها، ومحرك البحث لمتابعة ما يجري
 في رقعته الجغرافية، وأمثال هؤلاء ينطبق عليهم قانون الإختفاء في ظروف غامضة، القانون الذي يدرجه ضمن اعداد الموتي أو المفقودين، خاصةً من هاجر هجرة غير شرعية، وانقطعت أخباره عن أهله تماماً، وبالتالي فإن اسقاطه من ذاكرة العين يحدث دونما شك، فالإسقاط من العين ناتج عن الإبتعاد وفقاً لقانون التقادم الذي لا يعرف
الأوضاع الاقتصادية الضاغطة التي لعبت في هذا الضياع السياسي، الاقتصادي، الإجتماعي، الثقافي والفكري، هكذا يصبح الإنسان غائباً عن وطنه جسداً، وشارداً بالذهن هنا وهناك، أي أنه مشتت الأفكار، ذلك منذ أن غادر ولكن لا يدري هل يعود بعد سنوات سالماً غانماً أم أنه يعود محمولاً على (نعش).
إن قصص الهجرة الشرعية وغير الشرعية يندي لها الجبين، وهي قصصاً ترسم سيناريوهات قائمة على الإستراتيجيات، الإيديولوجيات السياسية أو الطائفية، المستقبل، الأمل والهدف المنشود، وعليه يجد الإنسان نفسه دائراً في ذلك الفلك بلا تغيير يذكر، كما أنه يتفاجأ بأن ما رسمه في المخيلة لا يمكن تحققه على أرض الواقع، أي أنه لا يتفاءل ولا يتفاعل، وربما تدفعه الظروف إلى إسقاط (الهوية) وربما (الجنسية)، وذلك بهدف تحقيق مكاسب شخصية في المستقبل، ولو كانت هذه المكاسب على حساب قيمه، أخلاقه، عاداته، تقاليده، ثقافته وفكره، والتي ربما يستبدلها بآخري لا تمت بصلة له، وهي كفيلة بأن تساهم في ضياعه، مما يجعله جثماً على صدور أبناء وطنه كـ(الصخرة)، لأن أفكاره تمتاز بالهدام، وتقوده لضع الاشواك بدلاً من الزهور، وكلما حاول العبور تعترض طريقه المحفوف بالمتاريس، هكذا يعمل ذلك المكسو بالثقافات المغايرة لاستوطان ثقافات الاستعمار في ثوبها الجديد، وهكذا يكون استعمرني، سرقني، مزقني، حرقني، قتلني، استوطن غصباً عني، لذلك حزنت حزناً عميقاً حين استحمرني.

سراج النعيم يكتب : ظاهرة المعاملات التجارية بـ(كسر) الشيكات المصرفية بـ(الكاش)


افرزت السياسات الاقتصادية الخاطئة المتبعة منذ سنوات ظواهر سالبة تستوجب الحسم سريعاً من قبل السلطات المختصة، وإيقاع أقسي العقوبات في مواجهة بعض الشركات، المصانع والتجار الذين تسببوا في موجة الغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد، والذي اطلت في ظله ظاهرة المعاملات بـ(كسر) الشيكات المصرفية بـ(الكاش)، وهي ظاهرة في غاية الخطورة، وبالرغم من خطورتها لم تجد مسئولاً واحداً يدينها، ومع هذا وذاك يمثل من ينتهجها دور الذي يلج إلى المعاملات (الربوية) المندرجة في ظاهرة شراء الصكوك المصرفية نظير (السيولة)، وذلك من أجل تحقيق أرباح في دقائق معدودة، أي أنهم استفادوا من انعدام الثقة بين العملاء والبنوك، والتي تسبب فيها نظام المخلوع عمر البشير بعدم صرف الأموال المودعة في المصارف، الأمر الذي جعل البعض يجد ضالته في هذا الاتجاه المخيف، والذي ظل مستمراً حتي بعد عزل النظام البائد، فلا وازع ديني يردع ولا رقابة تحسم الفوضي، وبالتالي أصبحوا يستغلون الظروف الاقتصادية الراهنة ويطوعونها لصالح الكسب الرخيص بما يمتلكونه من مبالغ مالية (كاش) لا يتم توظيفها لمصلحة العامة، إنما توظف لصالح أشخاص يلجأون لاستخدامها في (الربا)، والذي هو حرم قطعاً لقوله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله : (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إِن كنتم موْمنين فإِن لم تفعلوا فَأذَنوا بحَرب من اللهِ ورسوله وإِن تبتم فلكم رءوس أَموالكم لَا تظلمون ولا تظلمون).
ومما أشرت إليه فإن ظاهرة شراء الصكوك بـ(الكاش) بالزيادة عن المبلغ المدون فيها يعتبر (ربا)، لذا تقع مسئولية مكافحتها على عاتق الجميع، وأن عدم حسمها فيه سخط، غضب وعقاب من المولي عز وجل، لذلك يجب أن لا تأخذنا في الحق لومة لائم، وأن تتم المحاسبة حتي لا يكون المواطن المغلوب على أمره ضحية، خاصة وأنه ظل صابراً على الإبتلاء دون أن تكافئة الحكومة على ذلك الصبر، بل رفعت الدعم عن سلع استراتيجية وحررت السوق الذي أصبح عبارة عن (فوضي)، فكل من (هب) و(دب) يقرر السعر الذي يتناسب معه، والشعب السوداني لا يملك إلا أن يتضرع بالدعاء لله أن يزيل عنه هذا البلاء، وإن المستفيد من ظاهرة (كسر) الشيكات بـ(الكاش) قلة.
إما الظاهرة الثانية فهي ظاهرة بعض الشركات التي تفاجىء المستهلك بزيادة منتجاتها ما بين الفينة والآخري دون أن تضع لها مساحيق أو رتوش، وإذا سألت صاحب المحل التجاري لماذا هذه الزيادة الجديدة؟ يرد عليك من خلال منشور تدفع به الشركات كلما رفعت أسعار منتجاتها الغذائية، وكأنها سلطة داخل حكومة، والحكومة عجزت عن كبح جماح إرتفاع الأسعار في الأسواق، فالزيادات تقرها بعض الشركات المنتجة بصورة كبيرة تفوق دون أدني شك تفوق حدود إمكانيات (محمد أحمد الغلبان)، والذي أصبح (محبطاً) جراء هذا الواقع المذري، والذي تقرر في إطاره بعض الشركات الغذائية أسعاراً جديدة لمنتجاتها، فالزيادات تفوق حسابات التضخم لدي الفقراء، فهي زيادات مستمرة منذ أن كان سعر الدولار في السوق الموازي (45) جنيهاً، إما اليوم فهو سعره متارجح، فيما نجد أن الزيادت في السلع تزيد بنسبة تفوق سعر الدولار في السوق الموازي، ما يؤكد أنه لا علاقة للزيادات الشبه اليومية بـ(الدولار) أو أي عملة أجنبية آخري، إنما الزيادات ناتجة عن جشع وطمع بعض الشركات، المصانع والتجار الذين يستغلون الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بها البلاد منذ سنوات خلت، إذ أن كل (شركة) أو (مصنع) أو (تاجر) يبحث عن الكسب السريع بأي صورة من الصور مشروعة أو غير مشروعة، وليس مهماً من أين يأتي المواطن البسيط بالمال، وذلك في ظل (فواتير) كثيرة، فهو كلما مزق واحدة منها يتفاجأ بأخري صباح اليوم التالي، فما يكون أمامه حلاً سوي أن يصطحبهاً ضمن جدول اعماله اليومي، والغريب في الأمر أن كل شركة أو مصنع أو تاجر يمثل الضحية الذي ليس بيده الحل، إنما هو بيد الحكومة والحكومة عجزت تماماً، فلا توجد دولة في العالم تترك أمر الأسعار للشركات أو المصانع أو التجار الذين يرفعون الأسعار بصورة ليست منطقية، وعليه يجد المستهلك نفسه مضطراً للشراء لأن لديه أطفالاً ينتظرونه ولا يعرفون كلمة (ظروف)، بالإضافة إلى أن النظام لا يريد أن يضع حداً لذلك (السرطان) الذي استشري في السوق دون رقابة من أجهزة الدولة المختصة، والتي تصرف المرتبات مقابل خدمتها للمواطن، وبما أنها لا تفعل تجده فقد الأمل في إصلاح اقتصادي، لذلك ستكون الزيادات في الأسعار مستمرة، وتشكل له هاجساً مخيفاً.

شاب يفجر مفاجأة حول علاجه لجائحة كورونا بـ(الشطة)



أدخل شاب في مقتبل العمر رأسه في جوال (شطة) حمراء، مؤكداً أنها العلاج الناجع لفيروس (كورونا) المستجد.
فيما حرص الشاب على تصوير تجربته أثناء إدخال رأسه في جوال (الشطة) الشهيرة بـ(القبانيت) لأكثر من مرة، وذلك وسط حضور عدد من الأشخاص.
وقال : إن الشطة الحمراء علاج لـ(كورونا) و(النزلات)، ومشيراً إلى أن تأثيرها كبير على صحة الإنسان، وأكد أيضاً أنها تقوي مناعة جسد الإنسان في مواجهة الكثير من الأمراض.
بينما عبر عدد من النشطاء عن دهشتهم واستغرابهم للمشهد الذي حوي على علاج فيروس (كورونا) المستجد.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...