......
*جلس إليه : سراج النعيم*
......
كشف الفنان ذكريا علي صالح التفاصيل الكاملة للإختفاء المثير والحزين لشقيقه (صالح)، الموظف الكبير في السكة حديد بمدينة (عطبرة)، والتي انتقل منها للعمل في النقل النهري، وخلال ذلك اشتهر بصداقات مع عمالقة الغناء السوداني.
وفي سياق متصل كشف (زكريا) قصة شقيقه المختفي في ظروف يكتنفها الغموض، إذ أنه خرج من منزله بمنطقة شرق النيل بتاريخ ١٩/٨/٢٠١٣م.
وقال (زكريا) بحزن عميق : تشير الوقائع تفصيلاً إلى أن شقيقي (صالح) خرج في تمام الحادية عشر صباحاً من ذلك اليوم دون أن يخطر أحداً من أفراد أسرته بالمكان الذي ينوي التوجه إليه، هكذا مضي في طريقه نحو المجهول، ولم يعد منه مرة آخري، ومنذ ذلك اليوم ونحن في حالة بحث دؤوب عنه، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل الذيع، إلا أن الأمل في الله سبحانه وتعالي مازال معقود في العثور عليه أن كان على قيد الحياة، فالاختفاء غامض جداً الأمر الذي ادخلنا في حالة حزن عميق وجرح غائر، وهذا الجرح لم يندمل بعد رغماً عن مرور سنوات وسنوات من الضياع.
ومضي : لازال
القلق يسيطر على أسرته لعدم الوصول إلى حقيقة حول واقعة إختفاء شقيقي (صالح) التي تمتاز بالغرابة، وهذا الإحساس نابع من إننا لا نعرف ولا يعرف أحد عن اختفائه شيئاً.
وأضاف : جرت الكثير من المبادرات في إطار محاولات البحث عنه، ولا سيما فإننا لم نترك موقعاً إلا وذهبنا إليه دون جدوي، بالإضافة إلى إننا فتحنا بلاغاً بدائرة الاختصاص، وظللنا نرصد أي معلومة ترد إلينا، وقد ظهرت في هذا الإطار الكثير من الروايات المؤكدة أن شقيقي المختفي (صالح) تارة في هذه المنطقة، وتارة آخري في تلك، وعندما نذهب إلى المناطق المشار إليها لا نجده، وبالتالي نعود من هناك نجرجر إذيال الحسرة، إلا أنه ورغماً عن ذلك أملنا في المولي عز وجل كبير بأن يعود سالماً لاخضان أسرته، ولمآنستي شخصياً خاصة وأنه شقيقي الوحيد الذي افتقدته كثيراً في السنوات الماضية، وكلما مرت ذكري اختفائه الغامض ابكي عليه دون أن أشعر، ولا أأبه بتساقط دموعي مدراراً، ولا أحاول بأي حال من الأحوال مسحها، هكذا إلى أن أدي ذلك البكاء المستمر لضعف في نظري.
واستطرد : لا نعلم السبب الذي جعله يخرج في ذلك الصباح من المنزل، والذي لم يعد بعده نهائياً، وحينما فعل لم يكن يحمل معه وسيلة للاتصال به، لذلك تركزت جهود بحثنا في الاتصال بكل الأهل، الأصدقاء والزملاء الذين كان ردهم أنه لم يأت إليهم، هكذا طرقنا كل الأبواب الممكنة وغير الممكنة للحصول على معلومة أو خيط مهما كان رفيعاً للمساعدة في العثور عليه.
واسترسل : إن شقيقي (صالح) له صداقات مع كبار الفنانين، ابرزهم الدكتور الراحل حمد الريح، والتي بدأت منذ أن كان مقيماً في جزيرة (توتي)، وكانت تضطره ظروف حفلاته المتعاقد في إطارها مع أهالي المناسبات للتأخر عن الزمن المحدد لـ(لبنطون)، إلا أن شقيقي (صالح) كان يأمر العاملين معه بالنقل النهري بأن ينتظروا الفنان حمد الريح في ضفة نهر النيل من ناحية قاعة الصداقة بالخرطوم حتي يعود في وقت متأخر من الليل، وظل هذا الأمر مستمراً إلى أن رحل حمد الريح من جزيرة (توتي) إلى منطقة (بري)، لذلك تأثر عندما أخبرته بخروجه من منزله في ظروف غامضة، وهذا التأثر نابع من أنه خرج قبل أن يستيقظ أبنائه من النوم، وعندما فعل كان في كامل قواه العقلية، وعليه قمنا باتخاذ الإجراءات القانونية لدي دائرة الاختصاص بمنطقة (حي النصر) شرق النيل، والتي خرج منها ولم يعد حتي الآن، وعلى ضوء ذلك تم عمل نشرة جنائية، وسعي خاله الفريق شرطة عوض تبو سعياً حثيثاً للبحث عنه في كل أقسام الشرطة، المستشفيات والمشارح، إلا أنه لم يتم العثور عليه.
وتابع : استغل اختفاء شقيقي (صالح) بعض المحتالين الذين اتصلوا على لكي أحول لهم مبالغ مالية على أساس أنهم عثروا عليه، وكانوا يشترطون لاعادته تحويل الرصيد إلا إنني كنت أرفض الفكرة جملة وتفصيلا، ومن بينهم محتال قال لي إنه عثر على شقيقي (صالح) مرمياً داخل مزرعة بمنطقة (الضعين) غرب السودان، وبعد شهرين اتصل على آخر، وقال إنه العقيد (خالد حسين)، ووجد شقيقي (صالح) في منطقة (الصحافة غرب)، وهو يرتدي جلباباً ممزقاً، فما كان منه إلا أن يصطحبه معه إلى منزله، ولكي يحضره إلينا لابد أن احول له مبلغاً مالياً، إلا إنني رفضت الاستجابة له، الشيء الذي قاده إلى إغلاق هاتفه، ومن ثم عاود الاتصال بي مرة اخري قائلاً : إذا لم ترسل المبلغ فإنني ساطرد شقيقك من المنزل.