الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

الفنان حمد الريح في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر. (يا مرية) أول أغنية قدمتني إلى المتلقي.. الأناشيد المدرسية جعلت مني فناناً.. منذ نعومة اظافري كنت أتوقع أن أكون فناناً له شاواً عظيماً في الحركة الفنية.. سمحت للفنانين الشباب ترديد أعمالي كيفما يشاءون لهذا السبب المنطقي.. أهدافي في شباك الهلال الأجمل والأروع على الاطلاق خلال عام مع المريخ.. زاملت الأسطورة كمال عبد الوهاب بالمريخ وتزامن ذلك وجود جكسا بالهلال





جلس إليه : سراج النعيم

عبر الدكتور الفنان الكبير حمد الريح الذي انتقل إلى رحمة مولاه متأثراً بجائحة (كورونا) بمركز العزل الصحي لمستشفي الخرطوم، عبر قبيل رحيله المر عما يجيش في دواخله، وذلك من خلال ذكريات في الفن والرياضة، وكان فيهما نجماً ساطعاً في سماء السودان، بالإضافة إلى أنه استطاع أن يلج إلى السياسية.

فيما يعتبر الراحل حمد الريح من الفنانين الذين وضعوا بصمة فنية بلونية جديدة في الحراك الفني في البلاد، لذلك استطاع أن يشكل وجدان المتلقي بأغنيات خالدة في ذاكرة الشعب السوداني.

بينما يعتبر العملاق حمد الريح قمة من القمم الفنية المتجددة فنياً، والمواكبة للتطور الذي تشهده الحركة الفنية، والتي قدم لها فناً راقياً بكل ما تحمل الكلمة من معني، لذلك ستظل أغنياته خالدة في وجدان الناس رغماً عن أنه انخرط في الساحة بدأ الفنية في منتصف الخمسينات القرن الماضي، والى مضابط الحوار . 

في البدء أين ولدت، وماذا عن منطقة (بري)؟

ولدت ونشأت وترعرعت منذ نعومة اظافري في جزيرة (توتي) بالخرطوم، والتي انتقلت منها إلى منطقة (بري) في العام 1988م، وهو العام الذي شهد في ظله السودان فيضاناً كان الاشد قسوة إيلاماً من بين كل الأعوام السابقة، وهذا الفيضان اضطرني للإنتقال مع أسرتي الصغيرة للإقامة في منطقة (برى) بالخرطوم، ومع هذا وذاك ظللت محتفظاً بمنزلي في جزيرة (توتي)، ولم انقطع نهائياً عن مسقط رأسي.

كيف تنظر إلى ترديد نجلك الأكبر الحارث لأغنياتك، وهل تشجعه على أن يصبح فناناً؟

لا مانع لدي من التحاقه بالحركة الفنية طالما أنه سيغني (جاداً)، فنجلي الأكبر الحارث من الأصوات الجميلة ورغماً عن ذلك هو مهتماً بالتحصيل الأكاديمي إلى جانب شقيقه الأصغر (محمد)، وتجدني دائماً ما  أنصح أبنائي بالتركيز على التحصيل الأكاديمي، وأن لا يكون الفن سوي هواية. 

ماذا عن بداية انخراطك في الحركة الفنية؟

بدأت الولوج إلى الساحة الفنية بترديد الأناشيد المدرسية في المراحل الدراسية المختلفة بجزيرة (توتي)، وكنت احظي من خلالها بالإعجاب من المعلمين، إذ أنهم كانوا يعبرون عن إعجابهم صراحة بصوتي، بل ذهب البعض منهم إلى تشجيعي على الاستمرار في ابراز موهبتي، هكذا إلى أن أصبح فناناً، وكان للإعجاب بصوتي دافعاً كبيراً لاكتشاف موهبتي، ومن ثم إصقالها بالإطلاع والإستماع إلى الفنانين الذين سبقوني في هذا المجال الشائكة والمتشابكة. 

ما هي أول أغنية سجلتها رسمياً للإذاعة السودانية؟

أول أغنية اجزتها وسجلتها رسمياً للإذاعة السودانية كانت أغنية (يا مرية) التي ألف كلماتها الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم، فيما وضعت لها الألحان، ووجدت هذه الأغنية حظها من الانتشار.

ما الذي جعلك تعتقد أنك ستصبح فناناً؟

منذ نعومة اظافري كنت أتوقع أن أكون فناناً له شاواً عظيماً في الحركة الفنية لأنني كنت أحمل في دواخلي موهبة، وكنت أتوقع أعتقد أن تجد طريقها للمتلقي في أي لحظة من اللحظات. 

لماذا تسمح للفنانين الشباب بترديد أغنياتك على عكس الفنانين الآخرين؟

هذا الأمر يعود إلى أننا رددت أغنيات الفنانين الذين سبقوني في الحركة الفنية، لذلك سمحت للفنانين الشباب ترديد أعمالي كيفما يشاءون، ولم أعترض يوماً واحداً على ذلك نهائياً، إلا إنني كنت أتمني منهم أن يغنوا أغنياتي دون تحوير في كلماتها أو تعديل في الحانها.

لماذا يتزمر البعض من الأجر الذي يتقاضاه مقابل تعاقده على احياء حفلاً رغماً عن أنه كبير جداً؟

هل تصدق إنني رغماً عن رئاستي لمجلس المهن الموسيقية وقتئذ إلا إنني كنت أتقاضي أجراً أقل بكثير من بعض الفنانين الذين ظهروا حديثاً في الحركة الفنية، ورغماً عن ذلك لم أمتعض يوماً واحداً كون أن البعض من الفنانين الشباب يتقاضون أجوراً كبيرة بأغاني الآخرين. 

كيف تنظر إلى البرامج التلفزيونية التي يطل من خلالها المطربين الجدد؟

البرامج التي أشرت لها لم توظف توظيفاً صحيحاً يؤهلها  إلى تخريج الناشئة من المطربين للساحة الغنائية، وقطعاً سيكون لهم شأناً عظيماً في الحراك الفني مستقبلاً، وأتذكر عندما كنت رئيساً لأول لجنة لبرنامج (نجوم الغد) المبثوث عبر شاشة قناة النيل الأزرق آنذاك خرجنا عدداً من المطربين الجدد.

ماذا عن حمد الريح الموظف بجامعة الخرطوم؟

كنت موظفاً كبيراً في جامعة الخرطوم، وظللت في هذه الوظيفة على مدى (14) عاماً، وخلال تلك السنوات كنت أطلع على المؤلفات الموضوعة في المكتبة، ووصلت وفقها إلى نصوص غنائية كبيرة، وهذه النصوص وجدت حظها من الإعجاب والانتشار، وأبرزها للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي.

من هو الشاعر الذي تعبره مبدعاً في تأليف النصوص الغنائية؟

بلا شك الشاعر اسحق الحلنقي الذي يعتبر رئيس جمهورية الحب، إذ أنه استطاع أن يدخل لقلوب الجماهير بمفرداته المميز، وهو من أكثر الشعراء الذين غنيت من كلماتهم.

هل أنت راض عن انتخابك في دورة من دورات اتحاد الفنانين؟ 

كنت راض تمام الرضا عن رئاستي للاتحاد، لأنني حققت من خلالها نجاحاً كبيراً للفن بصوره عامة وللفنانين بصورة خاصة حيث قدمت للاتحاد الكثير، وذلك من خلال علاقاتي، وابرز انجازاتي انشائي صالة للبروفات وغيرها الانجازات التي تقف شاهداً.

ماذا عن حمد الريح لاعب كرة القدم؟

منذ صغري أحب أحب كرة القدم، وكنت أتابعها وألعبها من خلال روابط الناشئين في جزيرة (توتي)، وظللت أمارسها إلى وقعت في كشوفات أشبال نادي (المريخ)، والذي ظللت مقيداً في كشوفاته لفترة من الزمن، ومن ثم تركته إلى فريق (توتي)، وبقيت فيه فترة من الزمن أيضاً، ثم وقعت في كشوفات الفريق الأول لنادي المريخ، والذي من خلاله تم اختياري لاعباً للمنتخب القومي.

ما الفترة التي أمضيتها لاعباً في فريق المريخ؟

ظللت في كشوفات نادي المريخ لمدة عام، ثم تركته عائداً إلى جزيرة (توتي) نسبة إلى الفريق كان مهدداً بالهبوط من دوري الدرجة الأولى إلى الثانية.

هل سجلت هدفاً في شباك نادي الهلال؟

نعم سجلت أكثر من هدف في شباك فريق الهلال، وكانت تلك الأهداف الأجمل والاروع، بالإضافة إلى إنني سجلت هدفاً في شبك الموج الأزرق من خلال ارتدائي شعار فريق (توتي).

من هم أبرز اللاعبين زاملتهم في نادي المريخ والهلال؟

لعبت مع الأسطورة كمال عبد الوهاب، وتزامن ذلك مع وجود نصر الدين جكسا في فريق الهلال، وهذا الفترة كانت يعتبر العصر الذهبي لكرة القدم في السودان. 

هل حققت الشهرة والنجومية لاعباً أم فناناً؟ 

استطعت أن اكتشف موهبتي في الرياضية والفن في آن واحد، لذلك نلت من خلالهما الشهرة والنجومية، إلا أن اللاعب تكون فترة لعبه لكرة القدم في الملاعب الخضرء محددة من حيث الفترة الزمنية، إما الفن فتكون الفترة فيه بلا انتهاء، يخلد اسم المبدع في وجدان الشعب السوداني. 

ما السلبية والإيجابية التي جنيتها من تحقيقك للشهرة والنجومية في مجال الرياضية والفن؟

أولاً لابد من التأكيد بأن النواحي السلبية أكثر من الإيجابية، فالسلبية تكمن في أنها لا تدعك تتحرك بحرية مطلقة في المجتمع، ودائماً ما تكون الأضواء والأنظار مسلطة عليك، لذلك تجد نفسك محاصراً في نطاق ضيق جداً، إما ايجابياتها فتكمن في الحب المطلق لجمهورك

الأحد، 29 نوفمبر 2020

*من خلف قضبان السجن ود الضي يكشف تفاصيل مثيرة حول بلاغات ضده.. القي على القبض أثناء وقوفي مع بائعة شاي بـ(الفتيحاب).. نافذون ونشطاء يقودون مبادرة للصلح بيني وقوات الدعم السريع*



..... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

..... 

كشف أحمد الضي بشارة الناشط السياسي تفاصيل حول بلاغات تم تدوينها في مواجهته من قبل قوات الدعم السريع، ويقبع على إثرها خلف قضبان سجن أمدرمان. 

*ما هي التهم التي تنظرها المحكمة في مواجهتك؟* 

أوجه اتهامات من قوات الدعم السريع تتعلق بالكذب، إثارة الكراهية ضد الطوائف، والقوات النظامية، وهنالك اتهام يؤكد إنني كذبت في حق الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مؤسس قوات الدعم السريع بمحاولة الاستيلاء على وزارة الدفاع، فضلاً عن اتهامي لشقيقه الفريق عبد الرحيم محمد دقلو، قائد قوات الدعم السريع بإدخال حاويات تحتوي على (مخدرات) للبلاد، وعليه إلقي على القبض من مدينة أم درمان (الصالحة). 

*ما السبب الذي جعلك تدخل في إضراب عن الطعام؟*

دخلت في إضراب عن الطعام نسبة إلى عدم التصديق لي بضمانة في البلاغات المدونة ضدي، والتي تم التحري في إطارها من قبل الشرطة، وبعد اكتمال التحري في التهم المنسوبة إلى حولت الإجراءات القانونية إلى المحكمة.

أين كنت لحظة إلقاء القبض عليك؟ 

تشير الوقائع إلى إنني، وبعض الشباب كنا نرتشق الشاي لدي بائعة المشروبات الساخنة في منطقة (الفتيحاب)، وعندما نهضنا من مجلسنا لدفع قيمة المشروبات الساخنة ل(ست الشاي) شاهدت ثلاثة أشخاص يقودون دراجات نارية، ووقفوا أمامي بصورة مباشرة، ثم طلبوا مني الوقوف في مكاني، فما كان مني إلا ونفذت توجيهاتهم، وعندما ألتفت ناحية اليمين شاهدت تاتشرات بيضاء بها مجموعة من الأشخاص الذين  يحملون أسلحة، ومن ثم تم رفعي على إحدي التاشيرات.

*وماذا؟*

المهم إنني لم أعرف ما حدث معي إلا بعد أن تحرك التاتشر، إذ قلت لهم : أنا كناشط سياسي لا أخاف من الاعتقال، فما كان منهم إلا أن ربطوا عيني لحجب الرؤية، وعندما تم فك الرباط من عيني أكتشفت إنني داخل قسم شرطة الخرطوم شمال،  والذي وجدت فيه تعاملاً راقياً من رئيس القسم وضباط وضباط الصف والجنود.

*متي تم إلقاء القبض عليك؟*

يوم الإثنين الموافق 12/10/2020م، وظللت في حراسة قسم شرطة الخرطوم شمال إلى يوم 2/11/2020م، وهو التاريخ الذي تم فيه تحويل البلاغات إلى محكمة الخرطوم شمال، والتي بدأ قاضيها أول جلسة إجرائية، ولم أكن ماثلاً في إطارها بقاعة المحكمة، بل كنت في تلك الأثناء حبيساً في حراسة محكمة الخرطوم شمال، وبعد الانتهاء منها حدد قاضي المحكمة جلسة بتاريخ 9/11 /2020م، ومن ثم نقلت من حراسة  إلى سجن أمدرمان (منتظراً)، والذي وجدت فيه تعاملاً راقياً من إدارته برئاسة العميد شرطة منتصر والضباط وضباط الصف والجنود، كما أهتم النقيب المشرف على الوحدة العلاجية بالسجن بحالتي الصحية.

*ماذا عن الجلسة المحددة من قاضي المحكمة؟*

بتاريخ 2/11/2020م تم أخذي بعربة شرطة المحاكم من سجن أمدرمان إلى المحكمة، وانعقدت جلسة لسماع أقوال الشاكي، والذي أشار إلى إنني كنت أود تفويض النظام، فيما ردت على ذلك الأستاذة رنا عبدالغفار بالإنابة عني مؤكدة أنه لا يحق لاستخبارات الدعم السريع القبض على شخصي، ويفترض أن ينفذ أمر القبض بواسطة الشرطة، كما يجب أن تفتح البلاغات ضد موكلي لدي وكالة نيابة جرائم المعلوماتية، وبعد انتهاء الجلسة حدد قاضي المحكمة جلسة بتاريخ 18/11/2020م.

*هل استمعت المحكمة للمتحري في البلاغات؟*

نعم استعمت المحكمة الموقرة إلى أقوال المتحري، ومن ثم اتيحت لي فرصة كمتهم، فقلت لا أنكر ما ذكرته في اللايفات عبر الإعلام البديل، وقد شاهدها وسمعها كل من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، وانصب كل حديثي حول الإصلاح، وأن لا يكون هنالك اقتتال قبلي أو احتراب بين القوات النظامية. 

*هل حقيقة أصبت بالشلل؟*

لا لم أصاب به، إنما كنت غير قدراً على الحركة بسبب إضرابي عن الطعام، والذي دخلت فيه على فترتين، وصورتي بالكرسي المتحرك كانت في الفترة الأولي، فقد عجزت عن الحركة، مما اضطر السلطات المختصة لحملي على الكرسي المتحرك لأن الإضراب عن الطعام تسبب لي في (هبوط حاد).

*وماذا؟*

إما الإضراب الثاني، والذي مازال مستمراً فالسبب فيه رفض السلطات المختصة التصديق لي بضمانة. 

*لماذا لم تفتح البلاغات ضدك لدي نيابة جرائم المعلوماتية؟*

إن النيابة من البداية حولت البلاغات إلى المحكمة، وكان في امكانها توجيه الشاكي بأن يفتح بلاغاته لدي نيابة جرائم المعلوماتية.

*هل هنالك مبادرات للتوفيق بينك وقوات الدعم السريع؟*

هنالك مبادرات يقودها بعض النشطاء السياسيين، بالإضافة إلى ناظر عموم (الغزاي) المسيرية، إلى جانب توسط شخصيات نافذة من المكون المدني، وأيضاً أحد القادة الكبار في الجبهة الثورية، والذين توصلوا إلى حل الإشكالية بصورة أهلية، وليس  قانونياً. 

*ما هي رسالتك في نهاية هذا اللقاء؟*

أتمني افراد مساحات للحريات لكي نمارس النقد دون خوف من الاعتقال.

*الصادق المهدي عاش داعماً للديمقراطية ورافضاً للتطبيع.. المهدي : المعتقلات السياسية فرصة للخلو بالنفس وتأليف الكتب.. تنقلت في معتقلات الطغاة دون مراعاة لدوري في الحراك السياسي*




......

*جلس إليه : سراج النعيم*

...... 

‏غاب بدر الإمام الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، رئيس الوزراء السابق، وغيابه ترك فراغاً كبيراً في الحراك السياسي، وغصة في حلق الوطن، فالمهدي يمثل الحنكة، الحكمة، الوسطية، التسامح، سعة الصدر، كرم النفس، نبل المقاصد والوفاق. 

يعتبر رحيل السيد الصادق إنطفاء لومضة نبل إنسانية عميقة، وحب منقطع النظير للحق والوطن، والذي ألف في إطاره مؤلفات تجاوز عددها المائة مؤلفاً، وهي جميعاً تصب في صالح الوطن، وأبرزها مسألة جنوب السودان، جهاد من أجل الاستقلال، والعقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي.

إن النهج الذي انتهجه الإمام الصادق يمثل مدرسة متكاملة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، وبالتالي فإنه أثري المكتبة السودانية بفكره النير، والذي يحمل بين طياته الرأي السديد، الرشيد، الحكمة، الحنكة والبصيرة، مما جعله يستغرق كل حياته للتوطين للتسامح، رتق نسيج المجتمعات، والتداول السلمي للسلطة.

فيما دار حوار بيني والإمام الصادق المهدي قبيل الرحيل المر متأثراً بجائحة (كورونا) بدولة الامارات حول اعتقالاته من قبل الأنظمة العسكرية.

*ما هو أول اعتقال لشخصك؟*

ظللت على مدي سنوات وسنوات خلت رهن اعتقال الأنظمة العسكرية، وأول اعتقال كان ثمانية أعوام ونصف العام، وذلك إبان تقلد الفريق ركن إبراهيم عبود للحكم.

*متي كان أول ظهور لك سياسياً؟*

كان أول ظهور لي سياسياً من خلال معارضتي لنظام الفريق إبراهيم عبود، وذلك ما بين العام (1958-1964م)، وظللت على إثره رهن الاعتقال، والذي تنقلت في إطاره بين معتقلات الطغاة دون مراعاة لدوري الطليعي في الحراك السياسي.

*ما سبب اعتقال الرئيس عبود لشخصك؟*

اعتقالي تم على خلفية تأليفي كتاباً حمل عنوان (مسألة جنوب السودان)، وأكدت من خلاله بأن الأزمة المتفجرة بين الحكومة وجنوب السودان لا يمكن حلها بالسلاح، إنما يكمن حلها في إدارة حوار هادف مع الأطراف المعنية، أي التفاوض معهم من أجل اجتزاز المشكلات من جذورها سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، إلا أن النظام الديكتاتوري وقتئذ لم يكن يفكر في إفراد هامشاً لحرية التعبير، مما حدا بي المضي قدماً في خطي النضالي ضده، لذا لم اتفاجأ باستدعاني من طرف أحمد مجذوب البحاري وزير الداخلية آنذاك، والذي حذرني تحذيراً شديد اللهجة، ومن ثم هددني بالاعتقال في حال إنني لم أسحب مؤلفي الذي طبعته تحت عنوان (مسألة جنوب السودان)، ورغماً عن الوعيد والتهديد إلا إنني رفضت الاستجابة له، لأنه ربط الاعتقال بالكتاب الذي تم نشره على نطاق واسع.

*ماذا عن فترة حكم الرئيس الراحل جعفر نميري؟* 

لم تتوقف مضايقاتي من الأنظمة العسكرية، واستمرت بصورة لا تطاق نهائياً، فكل نظام عسكري يبدأ معي بالإغراءات، ومن ثم يساومني وهو ما فعله نظام المشير جعفر نميري الذي عرض على منصب نائب الرئيس، وبالمقابل أتنازل عن مطالبي السياسي، ومواقفي المناهضة له إلا إنني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، وواصلت نضالي ضده مطالباً بالحرية، السلام والعدالة، ورغماً عن أنها مطالب مشروعة إلا أنه زج بي في سجونه المايوية، وكان أطول اعتقال بين العام (1973-1974م).

*وماذا؟*

في العام 1977م وقع مصالحة وطنية مع نظام المشير جعفر نميري، إلا أنني سرعان ما عدت لصفوف المعارضة، وظللت معارضاً له حتى سقوطه في العام 1985م.

*ما الذي حدث معك من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير؟*

عرض على إمتيازات في الأعوام 1993م،1996، و2011م إلا إنني رفضتها، واصريت على المطالب الشعبية، فتم اعتقالي وقضيت نحو عامين في الاعتقال التحفظي. 

*ما الذي يضيفه لك الاعتقال؟*

أجد في كل اعتقال خلوة بالنفس للعبادة، والقراءة والتأليف، كما أن الاعتقال فرصة لبناء الذات، ومن خلاله استعطت تغذية الذاكرة، وتزود نفسي برأس مال سياسي كبير.

*ماذا فعلت بعد الانقلاب العسكري على نظام حكمك المنتخب؟*

خرجت من السودان في العام 1996م، وترأست المعارضة ضد البشير.

*ما هي المرة الأولي التقت فيها بالرئيس المعزول عمر البشير؟*

التقيت به في جيبوتي في العام 1999م، وعقدت معه اتفاق (نداء الوطن) باسم حزب الأمة القومي، والاتفاق كان برعاية من السيد إسماعيل عمر قيلي الرئيس الجيبوتي.

*متي عدت للبلاد؟*

عدت في العام 2000م إلى السودان، وذلك بعد التفاوض مع النظام إلا انني ظللت معارضاً له.

*ما هو آخر اعتقال لك في ظل النظام البائد؟*

في العام 2014م، وهو الاعتقال الذي وضح بجلاء موقفي من نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وقد حققت من خلاله مكاسب معنوية وسياسية، واستخلصت حقوق الوطن دون تفريط في المبادئ، وعندما انجزت هدفي اتجهت للخروج من الوطن، واديرت حواراً مع الجبهة الثورية حول التركيز على السلاح السلمي لإسقاط النظام البائد، والتنازل عن تقرير المصير لصالح بناء سودان شامل لكل المكونات بلا استثناء، سودان تسود فيه الحرية، السلام والعدالة.

من جانبه، فإن الصادق الصديق هو حفيد (محمد أحمد المهدي) الذي قاد حراكاً ثورياً ضد الاستعمار البريطاني في العام (1881-1899م).

فيما ولد الإمام الصادق المهدي في مدينة أم درمان في العام 1935م، ودرس القرآن في خلاوي أم درمانية وبالجزيرة أبا، كما أنه درس المرحلة الثانوية في كلية (فكتوريا) بمدينة الإسكندرية المصرية (1948-1950م)، والتحق بجامعة أوكسفورد في العام (1954- 1957م)، وحاز على الماجستير في الاقتصاد.

بينما كان آخر موقف سياسي له هو رفضه التام للتطبيع مع إسرائيل، واعتبر تطبيع الحكومة الانتقالية السودنية مع دولة الكيان الصهيوني يناقض المصلحة الوطنية العليا والموقف الشعبي باعتبار أنها تحتل أراضي عربية، وترفض إنشاء دولة فلسطينية.

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

*بريطاني يؤلف كتاباً حول الموسيقي العسكرية السودانية*

 









....... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

....... 

ألف الموسيقي البريطاني الجنسية- السوداني الأصل طارق علي الدخري الشهير بـ(طارق ساكس) مؤلفاً حول الموسيقي العسكرية السودانية، واهدي المؤلف إلى كل الأساتذة في مجال الموسيقي العسكرية السودانية، والى كل زملائه الذين تربطهم علاقة بالموسيقى العسكرية السودانية، ويهدف السفر لاضفاء لمحات من تاريخ المؤسسة العسكرية العريقة والعملاقة، بالإضافة إلى عطائها الذي لم يكن قاصراً عليها أو الانزواء في محيطها العسكري، بل تمدد عطاؤها ليشمل الموسيقي المدنية أيضاً.

وقال : التحقت بسلاح الموسيقي، وكنت آنذاك أبلغ من العمر (10) أعوام برتبة (ولد) أي نصف تعين، وخلال ذلك درست الموسيقي إلى أن وصلت رتبة الرقيب، ونلت شهادة الدرجة الأولى، الثانية والثالثة، وأصبحت فيما بعد معلماً، ثم شددت الرحال بريطانيا واستقريت بها (30) عاماً كانت تصب في مصالحة الموسيقي السودانية، وانضممت إلى فرق موسيقية، وعملنا منتدي ثقافي اطلقنا عليه (عبق الفن)، ففكرة أن يكون لي دور في نشر الثقافة الموسيقية السودانية عبر (الفيس بوك)، ومؤلفي يحمل عنوان (الموسيقي العسكرية السودانية).

وأضاف : لم استهدف الهجرة إلى أوروبا، بل هاجرت كسائر السودانيين إلى ليبيا، ومنها إلى مصر ثم هولندا، وبعد أربع سنوات انتقلت إلى بريطانيا، وفيها التحقت بالفرقة الموسيقية لبلدية (الانفشن بانت).

وأردف : في فرقة (الانفشن بانت) البريطانية كنت أعزف في أغنية الفنان السوداني أحمد المصطفي (حياتي.. حياتي)، فما كان من أعضاء الفرقة إلا وطلبوا الأغنية لتضمينها ضمن الأعمال التي تقدم للجمهور البريطاني.

وتابع : طالعت إعلاناً في الصحف البريطانية عن رغبة فرقة بريطانية لانضمام (10) أعضاء جدد لها، وعندما قدمت إليها تفاجأت بأن هنالك (100) موسيقياً سبقوني، وفي الإختبار عزفت (الاثني عشر اورط) الذي حينما يعزف تقف له كل بريطانيا، ثم عزفت (عازه في هواك)، ثم لمريم ماكبا، وهذه الاختيارات وضعتني من ضمن الأوائل.

وتابع : وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب لم يكن له تأثير بالنسبة لنا كسودانيين نحمل الجنسية البريطانية.

ومضي : إحترام الأديان الذي وجدته في أوروبا لم أجدها في بعض الدول العربية والإسلامية.

واستطرد : التحية لك اخي سراج النعيم، ولكل أهل الفن.

*عمر الجزلي في حوار الأسرار حول برنامج (أسماء في حياتنا).. إيقاف برنامجي التوثيقي تم في عهد تلميذي لقمان أحمد مدير الفضائية.. حمدوك طلب مني العودة للوطن من خلال لقائي به واركان حربه*

 



........ 

*الثقاه /سراج النعيم*

....... 

يعتبر الدكتور الإعلامي المخضرم عمر الجزلي علماً في ذاكرة المتلقي، الذي يحفظ له تاريخ حافل بالبذل والعطاء الذي استمر أكثر من (50) عاماً، إذ أنه خلد إسمه ببرنامجه (أسماء في حياتنا)، والذي سجل من خلاله أكثر من (2500) حلقة مع شخصيات عظيمة جداً أمثال محمد مفتاح الفيتوري، عوض الله صالح، الرئيس الراحل جعفر محمد النميري، الشيخ أبوزيد، الشاعر المصري عبدالرحمن الابنودي، الأمير محمد الفيصل، أحمد المصطفي، الصادق المهدي، عون الشريف قاسم وآخرين، أي أنه ظل يوثق في كل المجالات في السياسة، الأدب، الثقافة، الفن، العلوم، والفكر. 

وبما أنه ظل يوثق، فكان من الضروري التوثيق له تحفيزاً لأجيال تأتي من بعده، ويمتاز الجزلي بالوفاء، الإحترام والتقدير لكل الإعلاميين بلا أستثناء، ويطلق الأستاذية على الكبير والصغير في العمل الإعلامي، لذلك أهتم بالبرامج الوثائقية ووثق حتي للأغاني من خلال برنامج (أغنياتي وذكرياتي)، بالإضافة إلى التوثيق في ذاكرة الأمة السودانية (أسماء في حياتنا)، والذي وثق من خلاله للسياسيين، رجال الدين، الثقافة، الفكر، الفن، الأدباء، الشعراء، الفنانين، الموسيقيين والإعلاميين، وبالتالي يحق أن ينحت له تمثال في قلب الإذاعة السودانية، لأنه حفر اسمه عبر التاريخ، فالجيل الذي جاء فيه الجزلي هو درته، وظل حاضراً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، فهو مازال بنفس النشاط، الدأب، الهمة، الحماس والإيمان بالقضية، وأعتقد أن الرمزية في عمر الجزلي هي التي جعلت كل منا يحس إحساس مختلف لأنه ربط بين جيلين مختلفين في الإذاعة والتلفزيون، ومارس التقديم، الأداء، الإعداد والإخراج، وبالتالي خلد أسماء ضمن المبدعين الذين وثق لهم من خلال برنامج (أسماء في حياتنا)، فالدور الذي لعبه في مسيرة الدكتور الفنان الراحل عثمان حسين دوراً كبيراً بحيث استطاع استعادة أغنياته من جديد، بالإضافة إلى أحمد المصطفي، إبراهيم عوض، التاج مصطفى، عبدالعزيز محمد داوؤد وسيد خليفة، وعليه فإن وجود عمر الجزلي كان سبباً رئيسياً في صناعة النجوم، وظل يواصل إبداعه الإعلامي.

يعد عمر الجزلي رمز شامخ في حياتنا، واختيار برنامج (أسماء في حياتنا)، اختيار له دلالات ومعاني خاصة وأنه افني زهرة شبابه في الحركة التوثيقية من خلال الإذاعة والتلفزيون حتى أنه أصبح متمكناً في هذا الجانب الذي أضحي فيه خبيراً لا يشق له غبار، بالإضافة إلى أنه صاحب صوت متميز بكل أبعاده، ويجيد انتقاء المفردات المعبرة على مدي أكثر من (50) عاماً، واستطاع أن يواصل مشواره حتى أصبح ذاكرة في خارطة المجتمع السوداني، فالجزلي قمة من القمم الإعلامية في بلادي، قمة لا تخطئها العين لأنه قدم الكثير للإعلام السوداني، ولقبيلة المبدعين بصورة عامة، فهو قدم عبر الأثير المرئي والمسموع أهل السياسة، الاقتصاد، المجتمع، الثقافة، الفن والفكر، بالإضافة إلى أنه ظل يقدم النشرات الإخبارية بصوته المميز ولغته السليمة. 

بينما تذكرني نبرات صوته بالشخصية العظيمة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين خاصة حينما يقرأ نشرات الأخبار، فلصوته نكهة خاصة ومميزة.

*هل كنت تخطط لأن تكون مذيعاً بالإذاعة والتلفزيون؟*

لم أكن أفكر على الإطلاق أن أصبح مذيعاً، بل كنت أود أن أصبح ضابطاً في قوات الشعب المسلحة، هكذا كنت أحلم لدرجة أنني قدمت أوراقي للكلية الحربية إلا أن مشيئة الله جاءت هكذا، أي أنها قادتني إلى اكتشاف موهبتي الإعلامية عبر الأجهزة الإعلامية في العام 1967م حيث اجتزت معاينات الالتحاق بالإذاعة من خلال الوقوف أمام لجنة الأساتذة محمد خوجلي صالحين، يس معني، عبدالرحمن الياس ويوسف محمد العبيد.

من هم الإذاعيين الذين سبقوك على *مايكروفون الإذاعة السودانية؟*

سبقني الأساتذة عبدالكريم قباني، أيوب صديق وخليل الشريف.

*كيف بدأت مشوارك الإذاعي؟*

بدأت من خلال النشرات الإخبارية، ثم اتجهت إلى تقديم البرامج وأولها (كلام والحان)، (مسرح الفنون) و(سبعة في سبعة)، والأخير كانت تقرأ مقدمته الإذاعية الراحلة ليلي المغربي.

*متي اتجهت إلى الشاشة البلورية؟*

بعد أن ثبّت أقدامي في الإذاعة السودانية، وأصبحت متبحراً في العمل الإذاعي، والذي طلب مني في إطاره البروفيسور علي شمو مدير التلفزيون القومي آنذاك أن أعمل معهم في تقديم البرامج التلفزيونية في العام 1969م، وكان أن استجبت له فوراً، وأول برنامج قدمته حمل عنوان (بريد المشاهدين) مع أول مذيعة تلفزيونية (رجاء أحمد جمعة)، وعندما حقق هذا البرنامج نجاحاً أسندت إلى إدارة التلفزيون تقديم برنامج (سفر الخلود)، (خمسة فيديو) و(مشوار السهرة)، بالإضافة إلى قرأت النشرات الإخبارية، وأتذكر عندما توفي الرئيس المصري أنور السادات كنت أراجع في نشرة الأخبار بحديقة الإذاعة، وعندما انتهيت منها دخلت الاستديو لقراءة النشرة إلا أنني تفاجأت بنسيان أوراق النشرة في حديقة الإذاعة الأمر الذي اضطرني إلى قراءة النشرة من ذاكرتي.

*كم عدد البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي قدمتها طوال مسيرتك الإعلامية الحافلة؟*

أكثر من (50) برنامجاً أشهرها برنامج (أوتار الليل) الذي يبث عبر اثير الإذاعة، والذي كنت أطرح من خلاله مواضيع حول الثقافة، الفكر، الأدب والفن، بالإضافة إلى برنامج (أغنياتي وذكرياتي).

*ماذا عن البرامج التلفزيزنية؟*

قدمت عبر التلفزيون عدد من البرامج في مقدمتها (الكاميرا تدور)، (سفر الخلود)، (خمسة فيديو)، (صور وأحداث) و(أغنيات للوطن) إلى جانب سلسلة حلقات من الولايات المتحدة الأمريكية مع عدد كبير من أعضاء الجالية السودانية، وبعض الجاليات العربية بواشنطن، وتناولت من خلالها الهجرة وهموم المهاجر.

*من هم أبرز نجوم الفن الذين وثقت لهم تلفزيونياً؟*

في العام 1979 وثقت إلى عميد الفن السوداني أحمد المصطفي، عثمان حسين، إبراهيم عوض، حسن عطية، التاج مصطفي وعبدالكريم الكابلي.

*هل وثقت لشعراء وفنانين عرب؟*

نعم وأبرزهم الفنانين المصريين الراحلين العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش والشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي.

ماذا عن أسرتك؟ 

أسرتي امدرمانية ووالدي كان رجل أعمال، وله دور في حركة الاقتصاد السوداني، والذي كان يرتكز بالإضافة إليه إلى محمد أحمد البرير، حاج الشيخ عمر وعبدالله رحمة الله، والذين كان لهم مجلس للصلح بين الناس.

*ما هي الأسباب التي استدعتك للهجرة لأمريكا؟*

سفري لأمريكا نابع من أن معاناتي في السودان تفاقمت بشكل لا يطاق، إذ انني كنت أتعرض للظلم باستمرار، مما قادني للتفكير في الابتعاد عن جمهوري ووطني الذي أحبه حد الثمالة، وتزامن ذلك مع انتقال والدتي للرفيق الاعلي، وهي من وهبت لها كل عمري، وعندما توفيت إلى رحمة مولاه تخالجني إحساس بانني أصبحت إنساناً وحيداً، بعد أن فقدت الحبيبة، الصديقة والسند الذي أستند عليه نفسياً وروحياً، وبما أنها لم تعد موجودة قررت الهجرة إلى أمريكا للحاق بأبنائي الأعزاء محمد، عمار  وصلاح الذين كانت توصيني بالذهاب إليهم للإقامة معهم، إلا انني كنت أرفض رفضاً باتاً الفكرة على أساس أنها كانت كل شيء في حياتي، وبالتالي لم أكن على أستعداد لأن أتركها خلفي، وأسافر إلى أبنائي في الولايات المتحدة الأمريكية. 

*كيف يعيش الجزلي تجربة المرض في أمريكا؟*

تجربة مرضي من أصعب التجارب التي مرت على حياتي، وامتدت لسنوات طويلة، ولكن اكتشفت من خلالها أن الله المولي عز وجل سهل لي السفر إلى أمريكا لما ظللت أعاني من آلام في غاية الخطورة، ولم أكن أضعها في حساباتي، وأغلبها تطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً ودقيقاً، وأنا أنتظر ما يقرره الأطباء الأمريكان، والذين تعددت تشخيصاتهم لحالتي الصحية، لذلك قررت عدم السماح للأطباء بالتدخل في جسدي جراحياً حتي أتمكن من العودة إلى مسقط رأسي الذي أحبه من كل قلبي. 

كيف تنظر إلى وقفة أسرتك معك في فترة مرضك؟

لولا أسرتي، أبنائي وزوجتي (عواطف) لما استطعت أن أتابع علاجي الذي لم يكتمل حتي اليوم، فمازلت في إنتظار إجراء بعض العمليات الجراحية.

*ما هي الأسباب التي أدت إلى إيقاف برنامج (أسماء في حياتنا)؟*

من المؤسف أن إيقاف برنامجي التوثيقي تم في عهد تلميذي لقمان أحمد مدير الفضائية السودانية، فالبرنامج قبل وصوله لإدارة تلفاز السودان كان يبث بإشراف الأستاذ يس إبراهيم، ومن ثم الأستاذ السر السيد، والأخير كان يتصل بي هاتفياً لإشراكي في اختيار الحلقات، وأخر حلقات تم بثها كانت الأستاذ محجوب محمد صالح والفنان عبدالكريم الكابلي، كما لم يمنح الكابلي استحقاقه المالي لحلقات أجرتها معه الأستاذة الإعلامية سهام العمرابي.

*وماذا عن لقمان أحمد؟*

كنت أستاذه منذ أن كان طالباً بجامعه امدرمان الإسلامية، ودربته على العمل التلفزيوني من خلال إشرافي المباشر له كسائر الإعلاميين الذين مازالوا يكنون لي كل الإحترام والتقدير.

*ما هي وجهة نظرك في الفضائية السودانية بعد أن تولي إدارتها الإعلامي لقمان أحمد؟*

يجب رفع الظلم الواقع على الإعلاميين في التلفزيون القومي، والذي بذلوا من أجله الغالي والنفيس، وذلك يعود إلى أنهم أحبوا العمل فيه، لذلك يستحقون التكريم، اما بالنسبة للبرامج المبثوثة عبر تلفاز السودان، فلن اقيمها فهو أمر متروك للمتلقي الحصيف.

*ما الذي دار بينك والدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء؟*

لقائي بالدكتور عبدالله حمدوك كان لقاءً طيباً ودوداً منه، ومن اركان حربه حيث طلبوا  مني العودة للوطن، والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

*سراج النعيم يكتب : حقيقة شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد علي*



........ 

من الطبيعي جداً حينما يتوفي شخصاً أن تعلن أسرته الوفاة بالإتصال بالأهل، الجيران، والأصدقاء إلا أن الأمر في بلادي يختلف كلياً عما أشرت له، إذ أن بعض نشطاء ورواد الإعلام البديل يبادرون بنشر خبر وفاة أحد المشاهير أو نجوم المجتمع عبر وسائط التقنية الحديثة دون مراعاة من تربطهم علاقة بالشخص المستهدف بالشائعة المغرضة، والتي يتفاجأ بها كسائر الناس بالخبر الذي يتم تداوله من خلال الشبكة العنكبوتية، والغريب في الأمر أن هنالك بعض الإعلاميين ينجرفون وراء تيار خبر الوفاة، وتوسيع دائرة انتشاره، مما يجعل المتلقي ما بين مصدق ومكذب، هكذا معظم الأخبار المنشورة عبر وسائط التواصل الاجتماعي تندرج في هذا الإطار رغماً عن أن أغلبها أخبار (مفبركة)، وهذه الأخبار يطلقها أحد شخصاً بقصد أو بغيره، وذلك عبر موقع إلكتروني أو عبر الموقع الإجتماعي (الفيس بوك) أو (تويتر)، وغيره، وهي الوسائل التي افرزتها (العولمة) ووسائطها المختلفة، وذلك بهدف الإثارة وتحقيق الزيارات في القراءات، التعليقات والإعجابات، وأمثال هؤلاء لا يكلفون عن تأكيد خبر الوفاة بغض النظر عما يحدثه من آثار سالبة في المجتمع الذي تحول في إطاره الإنسان عن باحث للحقيقة، مما قاده إلى أن يكون أشبه بمتعهد لنفي أو تأكيد أخبار شائعات الوفيات. 

من أهم تداعيات انتشار الشائعات في ظل فيروس (كورونا)، شائعة وفاة الشاعر المتميز أزهري محمد على الذي سارع الإعلام البديل إلى نشر خبر وفاته بصورة ليس فيها تقصي للحقائق، وهو الأمر الذي يضع بعض الإعلاميين أمام موقف محرج جداً لتعامل المتلقي مع الخبر على أساس أنه صحيح، مما يؤثر ذلك على من طالته الشائعة، أسرته، جيرانه، أصدقائه وزملائه، ومثل هذه الشائعات كثيراً ما نطالعها بشكل شبه يومي، وقد طالت الشائعات العديد من  الفنانين أبرزهم عبدالكريم الكابلي، ابوعركي البخيت، النور الجيلاني وغيرهم من المبدعين الذين تعرضوا لشائعات بوفاتهم خلال السنوات الماضية، مما يضطر أحد أفراد أسرته، أو أصدقائه أو جيرانه أو زملائه إلى نفي أو تأكيد الخبر. 

مما ذهبت إليه، فإن شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد على جاءت على خلفية إصابته بجائحة (كورونا) المنتشرة في ظلها شائعات اضطرتني للإتصال بهاتف الشاعر أزهري محمد علي، وعندما وجدته مغلقاً اتصلت على إبن اخته الشاعر محجوب الحاج، والذي أكد أن خاله على قيد الحياة، وأنه في الحجر الصحي بغرفة في منزله، ولا سيما فإن الشائعات تنتشر كانتشار النار في الهشيم، ولكن تبقي شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد علي 

الأقوى منذ ظهور وانتشار جائحة (كورونا) في موجتها الثانية، لذا السؤال الذي يطرح نفسه إلى متي ينقاد الناس وراء الأخبار العارية تماماً عن الصحة؟، ونادراً 

ما يتجاوز المبدع خبر شائعة وفاته، لأنه يدخل القلق في نفوس أهله، وأصدقائه وجمهوره الذي أن لم يجد من يؤكد أو ينفي له الخبر فإنه يتوجه  إلى منزل الشخصية المستهدفة بالشائعة لتقديم واجب العزاء، والبعض الآخر يذهب لتقصي الحقائق، وفي كلتا الحالتين يتفاجأون بأن ما طالعوه عبر الاسافير مجرد شائعات سخيفة، وهو جعل بعض المبدعين يقولون : (نخاف عند وفاتنا حقيقة أن لا يأتي أحداً لتقديم واجب العزاء في حال وفاته حقيقة لعدم تصديق ما ينقله من شائعات). 

إن من يطلق الشائعات يستقل انتشار الأوئية كفيروس (كورونا) المستجد لنشر الأخبار المفبركة، كالذي حدث بالضبط في انتشار خبر وفاة الشاعر أزهري محمد على متأثراً بوباء (كورونا)، وهو ما تداوله الكثير من المواقع الإلكترونية، مما استدعاني الإتصال به وبابن اخته الشاعر محجوب الحاج الذي أكد تأكيداً جازماً أن الشاعر أزهري محمد علي في الحجر الصحي بمنزله، علماً بأنها لا تمر بسلام، وقد الشائعات إلى وفيات أشخاص تربطهم صلة بالمبدع الذي يتم استهدافه بشائعة الوفاة، كما يصاب آخرين بالفزع والحزن.

الأحد، 22 نوفمبر 2020

ياسر رضا في حوار استثنائي قبل الرحيل المر..(دار المطلقات) عمل يعالج قضية اجتماعية شائكة ولكن..أشعر بانني فنان مختلف في (الإخراج) أكثر من الفنان (الممثل)






.......
جلس إليه : سراج النعيم
.......
ودعت البلاد الممثل والمخرج ياسر رضا الذي مثل انتقاله المفاجئ إلى الرفيق الأعلي صدمة كبيرة في الأوساط الدرامية، المسرحية، الثقافية والفنية.
رحل الفنان ياسر رضا بعد صراع مرير مع المرض، وذلك بعد أن قدم عصارة تجربته الإبداعية في التمثيل والإخراج الذي أصبح على إثره فناناً شاملاً، ومع مرور الأيام، الشهور والسنين يشار إليه بالبنان.
يعتبر ياسر رضا واحداً من رواد الدراما والمسرح، إذ أنه أنتج وﺷﺎﺭﻙ في الكثير ﻣﻦ المسرحيات، ﺍلأعمال الدرامية التلفزيونية.
وبرحيله يكون السودان قد فقد مبدعاً وضع بصمة واضحة في خارطة الدراما، المسرح والفنون بصورة عامة، وبالتالي خلق لنفسه مدرسة مميزة في الأداء التمثيلي والإخراج معاً، وشق طريقه نحو الشهرة والنجومية رغم صعوبة الاختراق، وصار نجماً لامعاً بما ينتجه فن خالد في الذاكرة، وهذا الفن يؤكد أنه فناناً مميزاً وذكياً، لذلك استطاع أن ينتزع لنفسه مكاناً بارزاً في الدراما التلفزيونية المسرح، وعليه عكس تجربته للآخرين من أجل الاستفادة منها في المستقبل، كما أنه حرص على تقديم تجارب مختلفة، وهذا الإختلاف نابع من أنه صاحب أداء متفرد، وطريقة مميزة في الإخراج والتمثيل، مما جعله من المبدعين القلائل الذين يمتلكون القدرة على إيصال الفكرة.
في البدء ماذا عنك أستاذ ياسر رضا كمخرح وممثل؟
لدي بعض الإسهامات والمشاركات في الدراما التلفزيونية والمسرحية، وآخرها مسلسلي (دار المطلقات) الذي أعتقد أنه ناقش قضية في غاية الأهمية.
هل أحببت العمل الدرامي (دار الملقات)؟
بكل تأكيد أحببته جداً لأنه من الأعمال الخالدة في الذاكرة نسبة إلى أنه حاول معالجة قضية تشكل هاجساً كبيراً لكل الأسر، لذلك تبقي (دار المطلقات) من الأعمال المحببة لنفسي جداً خاصةً وأنها تعالج قضية انفصال الأزواج، والتي أصبحت منتشرة في المجتمعات بصورة مقلقة جداً، وفي الغالب الأعم تكون أسباب (الطلاق) اقتصادية بحته كما أن العمل تطرق للعلاقات بين الأفراد داخل الأسرة.
كيف تنظر إلى تجربتك الدرامية التلفزيونية والمسرحية؟
راض عنها لأنني بدأت الانخراط في إطارها منذ الصغر، وذلك من خلال متابعتي للمسرح رغماً عن أنه لم يكن يسمح لى بالخروج آنذاك، بل كنت اتسلل في الخفاء لكي أشاهد مسرحية أو فيلماً سينمائياً، هكذا بدأت تجربتي في مجالات الإخراج، التمثيل والإنتاج، وكلما شاهدت أعمال درامية تلفزيونية أو مسرحية أو سينمائية أتخيلها، ومن ثم أنتجها في خيالي الذي ألعب اتقمص دور الممثل والمخرج.
برغم أن هنالك قضايا اجتماعية تم التطرق إلا أنك تلجأ إلى تناولها مرة ثانية؟
القضايا الإجتماعية عموماً شائكة، وإذا سبق التطرق لها أو لا، فإنها تظل قائمة إلى أن تحل جذرياً، ولكن هي في تطور دائم، خاصةً وأن الإنسان يرتكب الخطايا في حق نفسه والآخرين، ومن ثم يندم على ذلك، هكذا أبحث عن الإنسان الذي يخطيء ويحس بالندم نظير خطأ.
ما الغرض من الإهتمام بهذه القضايا؟
اهتمامي بها نابع من انني أود المساهمة في تصحيح المسارات الخاطئة، خاصة وأن الفن لاعباً أساسياً في تصحيح المفاهيم الخاطئة، فالسلطات الرسمية لوحدها لا تستطيع مكافحة الظواهر (السالبة) في المجتمع، وبالتالي يفترض على كل فرد من أفراد المجتمع أن يكون رقيباً على نفسه، وحريصاً على عدم ارتكاب الخطيئة.
لماذا تركز على طرح الأسئلة في بعض أعمالك الدرامية التلفزيونية والمسرحية؟
إن كل إنسان على وجه هذه البسيطة تدور حوله الكثير من الأسئلة لأن لكل إنسان حياة خاصة، وعليه أجد في هذا الاتجاه سانحة لتقاسم الأسئلة مع الآخرين، وأركز في ظلها على أسئلة تصب حول القيم والأخلاق، وهذه الأسئلة تختلف من عمل إلى آخر.
ما الكيفية التي تختار بها الأعمال التي ترغب في إخراجها؟
دائماً أجد نفسي في قصص تناقش قضايا وهموم الناس والمجتمع، وأن كنت لا أعرف من أين تبدأ وتنتهي؟، ولكنها تلامس أفكاراً جاذبة في مخيلتي، وبالتالي أترجمها بصورة تضع الحقائق على أرض الواقع.
ما الذي شكل شخصيتك الإخراج التلفزيوني أم المسرحي؟
قبل أن الج لهذا المجال الدرامي والمسرحي كنت أبحث عن اكتشاف موهبتي أين تكمن؟ لذا كنت أتابع أعمال مسرحية لعبت دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتي المهنية، ومن خلالها أحببت الإخراج والتمثيل التلفزيوني والمسرحي، وكانت تلك الفترة خصبة جداً، واستطعت من خلالها أن أقرأ المسرحيات الأجنبية، والتي كانت بالنسبة لي فتحاً في عوالم إبداعية جديدة.
كيف تنظر إلى نفسك كمخرجٍ وممثل؟
أشعر انني فناناً مختلفاً في الإخراج عن الفنان في التمثيل، لذلك كنت أجد نفسي في الإخرج التلفزيوني، وذات الأمر ينطبق على الإخراج المسرحي، وفي كلا الحالتين تكون أعمالي منصبة حول هموم وقضايا الناس والمجتمع، وهذا الإتجاه متجذر في دواخلي، ولا يتغير رغماً عن الإزدواجية التي تجعلني حريصاً على تجويد الأعمال الدرامية والمسرحية، وذلك من خلال تكثيف البروفات للتجويد الذي يعود إلى خلفيتي الدرامية التلفزيونية والمسرحية.
أين تجد نفسك في الإخراج التلفزيوني أم المسرحي؟
أميل للأعمال التلفزيونية، وأستمتع من خلالها بالإخراج والتمثيل معاً، ودائماً ما يتخالجني إحساس أنني في عالم آخر.
ما الإختلاف بين الإخراج الدرامي التلفزيوني والإخراج المسرحي؟
هنالك إختلاف في الإخراج المسرحي عن الإخراج التلفزيوني.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...