........
من الطبيعي جداً حينما يتوفي شخصاً أن تعلن أسرته الوفاة بالإتصال بالأهل، الجيران، والأصدقاء إلا أن الأمر في بلادي يختلف كلياً عما أشرت له، إذ أن بعض نشطاء ورواد الإعلام البديل يبادرون بنشر خبر وفاة أحد المشاهير أو نجوم المجتمع عبر وسائط التقنية الحديثة دون مراعاة من تربطهم علاقة بالشخص المستهدف بالشائعة المغرضة، والتي يتفاجأ بها كسائر الناس بالخبر الذي يتم تداوله من خلال الشبكة العنكبوتية، والغريب في الأمر أن هنالك بعض الإعلاميين ينجرفون وراء تيار خبر الوفاة، وتوسيع دائرة انتشاره، مما يجعل المتلقي ما بين مصدق ومكذب، هكذا معظم الأخبار المنشورة عبر وسائط التواصل الاجتماعي تندرج في هذا الإطار رغماً عن أن أغلبها أخبار (مفبركة)، وهذه الأخبار يطلقها أحد شخصاً بقصد أو بغيره، وذلك عبر موقع إلكتروني أو عبر الموقع الإجتماعي (الفيس بوك) أو (تويتر)، وغيره، وهي الوسائل التي افرزتها (العولمة) ووسائطها المختلفة، وذلك بهدف الإثارة وتحقيق الزيارات في القراءات، التعليقات والإعجابات، وأمثال هؤلاء لا يكلفون عن تأكيد خبر الوفاة بغض النظر عما يحدثه من آثار سالبة في المجتمع الذي تحول في إطاره الإنسان عن باحث للحقيقة، مما قاده إلى أن يكون أشبه بمتعهد لنفي أو تأكيد أخبار شائعات الوفيات.
من أهم تداعيات انتشار الشائعات في ظل فيروس (كورونا)، شائعة وفاة الشاعر المتميز أزهري محمد على الذي سارع الإعلام البديل إلى نشر خبر وفاته بصورة ليس فيها تقصي للحقائق، وهو الأمر الذي يضع بعض الإعلاميين أمام موقف محرج جداً لتعامل المتلقي مع الخبر على أساس أنه صحيح، مما يؤثر ذلك على من طالته الشائعة، أسرته، جيرانه، أصدقائه وزملائه، ومثل هذه الشائعات كثيراً ما نطالعها بشكل شبه يومي، وقد طالت الشائعات العديد من الفنانين أبرزهم عبدالكريم الكابلي، ابوعركي البخيت، النور الجيلاني وغيرهم من المبدعين الذين تعرضوا لشائعات بوفاتهم خلال السنوات الماضية، مما يضطر أحد أفراد أسرته، أو أصدقائه أو جيرانه أو زملائه إلى نفي أو تأكيد الخبر.
مما ذهبت إليه، فإن شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد على جاءت على خلفية إصابته بجائحة (كورونا) المنتشرة في ظلها شائعات اضطرتني للإتصال بهاتف الشاعر أزهري محمد علي، وعندما وجدته مغلقاً اتصلت على إبن اخته الشاعر محجوب الحاج، والذي أكد أن خاله على قيد الحياة، وأنه في الحجر الصحي بغرفة في منزله، ولا سيما فإن الشائعات تنتشر كانتشار النار في الهشيم، ولكن تبقي شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد علي
الأقوى منذ ظهور وانتشار جائحة (كورونا) في موجتها الثانية، لذا السؤال الذي يطرح نفسه إلى متي ينقاد الناس وراء الأخبار العارية تماماً عن الصحة؟، ونادراً
ما يتجاوز المبدع خبر شائعة وفاته، لأنه يدخل القلق في نفوس أهله، وأصدقائه وجمهوره الذي أن لم يجد من يؤكد أو ينفي له الخبر فإنه يتوجه إلى منزل الشخصية المستهدفة بالشائعة لتقديم واجب العزاء، والبعض الآخر يذهب لتقصي الحقائق، وفي كلتا الحالتين يتفاجأون بأن ما طالعوه عبر الاسافير مجرد شائعات سخيفة، وهو جعل بعض المبدعين يقولون : (نخاف عند وفاتنا حقيقة أن لا يأتي أحداً لتقديم واجب العزاء في حال وفاته حقيقة لعدم تصديق ما ينقله من شائعات).
إن من يطلق الشائعات يستقل انتشار الأوئية كفيروس (كورونا) المستجد لنشر الأخبار المفبركة، كالذي حدث بالضبط في انتشار خبر وفاة الشاعر أزهري محمد على متأثراً بوباء (كورونا)، وهو ما تداوله الكثير من المواقع الإلكترونية، مما استدعاني الإتصال به وبابن اخته الشاعر محجوب الحاج الذي أكد تأكيداً جازماً أن الشاعر أزهري محمد علي في الحجر الصحي بمنزله، علماً بأنها لا تمر بسلام، وقد الشائعات إلى وفيات أشخاص تربطهم صلة بالمبدع الذي يتم استهدافه بشائعة الوفاة، كما يصاب آخرين بالفزع والحزن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق