الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

*سراج النعيم يكتب : لن ترضي عنك إسرائيل ولا أمريكا حتى تتبع ملتهم*


........ 

إننا نركن إلى زمن الخنوع، الخضوع، المهانة والمذلة، إذ تبدلت ثوابت الأمة الإسلامية إلى التطبيع مع إسرائيل من أجل إرضاء أمريكا، وإغضاب الله سبحانه وتعالي حيث قال في محكم تنزيله : (ولن يرضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم)، وفي سياق قال جعفر : (وليست اليهود، يا محمد، ولا النصارى براضية عنك أبدا، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الإجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم، فلا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم، لأن اليهودية ضد النصرانية، والنصرانية ضد اليهودية، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة)، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك، إلا أن تكون يهوديا - نصرانيا، وذلك مما لا يكون منك أبدا، لأنك شخص واحد، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة، وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل، لم يكن لك إلى إرضاء الفريقين سبيل، وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل، فالزم هدى الله الذي لجمع الخلق إلى الألفة عليه سبيل، فهل بعد هذه الحقيقة نطبع من أجل الحصول (الوقود)، (الخبز) و(الحليب)، والذي نرضخ الآن في إطاره لأمريكا، وإسرائيل، أي تريد حكومتنا الانتقالية أن ترضع أجيالاً وأجيالاً من ثدي اللوبي الأمريكي - الصهيوني (الفاسد) الذي قطعاً يقود البلاد والعباد إلى (الضياع) من خلال إلباس إنسان السودان ثوب الخضوع بلا (حياء) أو (خجل)، وهذا النهج الذي بدلت فيه الحكومة الانتقالية القبلة من المقدسات الإسلامية إلى (تل أبيب) و(واشنطن).

ها أنا أقف حائرا أمام فتوى الدكتور نصرالدين عبدالباري وزير العدل السوداني، والتي جواز من خلالها التطبيع مع إسرائيل دون مراعاة للعواقب الوخيمة في القريب العاجل والمستقبل الذي قادنا إليه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، والذي بهذا التطبيع اسقط البلاد في معترك أثن، وتبعه بعض الوزراء في هذا الاتجاه الذي افتي من خلاله وزير العدل السوداني بجواز التطبيع مع إسرائيل، وبهذه الفتوي يكون قد خلط بين السلطة التنفيذية ومعترك السياسة، مما يؤدي إلى الإخلال بميزان (العدالة)، التي يفترض أن تكون حارساً لـ(لوثيقة الدستورية)، وبالتالي أصبح سياسياً يفتي ويتبني ويدافع عن تطبيع الحكومة الانتقالية السودانية مع إسرائيل، أي أنه انتهج ذات نهج علماء السلطان في ظل نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير)، والذي كان بعض علمائه يصدرون الفتاوى في قضايا محسومة وواضحة لـ(لصغير) قبل (الكبير)، ولا تقبل أي اجتهاد ديني أو قانوني، لأن المولي عز وجل حسم أمرها بما انزله في محكم تنزيله، اللهم إلا إذا كان هذا المسئول أو ذاك يرغب في تجميل قبح السلطان، وتطويع (الخطيئة) لصالح التطبيع مع إسرائيل. 

اندهشت غاية الاندهاش من فتوى الدكتور نصرالدين عبدالباري، والذي ربط التطبيع مع إسرائيل بـ(الوثيقة الدستورية)، مؤكداً أنها لا ترفض إنشاء علاقات دبلوماسية مع دولة الكيان الصهيوني المغتصبة للأراضي الفلسطينية، وأنه لا يوجد شيء يسمى ثوابت للأمة، وأن التطبيع مع إسرائيل مثله مثل كل الاتفاقيات الثنائية، هكذا أفتي ناسياً أو متناسياً قول الله سبحانه وتعالي : (لن يرضي عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وعليه يبقي التطبيع مع إسرائيل تحصيل حاصل، ولا يجانبه الصواب، لأنه غير متسق مع ما انزله الله سبحانه وتعالى، فماذا تعني وثيقة دستورية شرعها البشر، وبالتالي إذا كان فتوي وزير العدل السوداني صحيحة، فهل ما ذهب إليه مضمناً في بنود الوثيقة الدستورية لتتماشي مع التطبيع؟، عموماً كنت أتمني من وزير العدل السوداني أن يفند كيفية توافق التطبيع مع الوثيقة الدستورية الموقع عليها بين المكون العسكري والمدني مع التأكيد بأن (إسرائيل) ليست كباقي الدول العربية أو الإسلامية أو الإفريقية أو الآسيوية أو الأوروبية، لأنها دولة مغتصبة للأراضي الفلسطينية، وبالتالي ليس هنالك (قانوناً) أو (وثيقة دستورية) أو خلافها تقر إقامة علاقات مع إسرائيل وتطويرها بالاتفاقيات، وتبادل الخبرات في شتي المناحي، لأن التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني يعني الاعتراف شرعياً كـ(دولة) لا أساس لها في خارطة العالم العربي والإسلامي.

ظلت القضية الفلسطينية من الثوابت الراسخة في أذهان المسلمين، ويتوارثها الأجيال جيلاً تلو الآخر، وأي دولة إسلامية أو عربية تقيم علاقات مع إسرائيل مرفوضة، بدليل أن تطبيع الحكومة الانتقالية السودانية قوبل بالرفض الواسع، ولكل رافض أسبابه المنطقية، أبرزها صك الاعتراف بإسرائيل، لذلك على الحكومة الانتقالية السودانية التراجع، أو أن تستفتي الشعب السوداني حول قرار التطبيع مع إسرائيل، وقبل كل ذلك على كل مسئول سوداني أدلي بتصريحات إيجابية في هذا الملف أن يعتذر، ويعود إلى رشده قبل فوات الأوان، فلا سيما فإن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة من أجل مكاسب سلطوية، فهي في الأساس من ثوابت الأمة العربية والإسلامية، لذا سيسجل التاريخ للأجيال المتعاقبة هذا الخطأ الذي ارتكبه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، ومن مضي في مساره، فالقضية الفلسطينية مرتبطة ارتباطاً عميقاً بالمعتقدات، الحضارة، القيم، المبادئ والتاريخ، ورغماً عن ذلك فإن تصريحات بعض المسئولين السودانيين تحمل بين طياتها الانكسار، وتكشف مدي الضغوطات الممارسة عليهم من القوي العظمي الأحادية، والتي عمدت في إطارها أمريكا وإسرائيل للاستفادة من ضعف الحكومة الانتقالية السودانية ليتماشي مع أجندتهما السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، وبالتالي لم  يستوعب من طبع مع دولة الكيان الصهيوني أن  استهداف أمريكا وإسرائيل للسودان لن ينتهي مهما قدم الحكام تنازلت في قضايا مصيرية، فلن ترضى عنك الولايات المتحدة ولا إسرائيل حتى تتبع ملتهم، بالإضافة إلى أن الحكومة الانتقالية السودانية متناقضة في مسألة التطبيع مع إسرائيل، واتضح ذلك من خلال تصريحات الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، والأستاذ فيصل مع صالح وزير الإعلام والثقافة، والدكتور نصرالدين عبدالباري وزير العدل، والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، والفريق ركن ياسر العطاء عضو مجلس السيادة، فما تم من تطبيع مع إسرائيل يتناقض مع ما ذهب إليه رئيس الوزراء في لقائه مع المسئول الأمريكي بالخرطوم بأن البت في تطبيع العلاقات مع إسرائيل ليس من اختصاص الحكومة الانتقالية، أشار بعض المسئولين إلى أن التطبيع مع إسرائيل يعود على البلاد بالمنافع في حين أن الدول المطبعة مع دولة الكيان الصهيوني أكدت أنها خسرت أكثر مما كسبت، فإسرائيل تأخذ منك كل شيء ولا تعطيك غير الصراعات والنزاعات، كالذي يحدث بالضبط في سوريا، لبنان، الأردن ومصر، فدولة الكيان الصهيوني تستهدف مصالحها والاعتراف بها، لذلك تحرص على إنشاء علاقات مع دول عربية - إسلامية  وأفريقية لزعزعة الأمن.

الأحد، 25 أكتوبر 2020

زوج فتاة لشاب لاغرب سبب.. (عثمان) يكشف تفاصيل مثيرة حول مراسم الزفاف*

 *في قضية الأولي من نوعها.. تغريم أب بـ(التبني) 





........ 

*التقاه : سراج النعيم*

........ 

وضع عثمان أمين علي تفاصيل مثيرة حول العثور على أخته (هناء) المختفية في ظروف غامضة عن أبيها النظامي السابق، وذلك بعد مرور أكثر من (21) عاماً.

وقال : منذ صغري وأنا أحب الإطلاع على قصص يكتنفها الكثير من الغموض، ودائماً ما أجد نفسي فيها، وأظل أتابعها بشقف شديد إلى أن أصل لنهايتها، وبدون مقدمات وجدت نفسي أحد أبطال هذه القصص، إلا أن قصتي الحقيقية والواقعية أكثر غرابة من قصص سبق وطالعتها، وهي أغرب إلى الخيال والواقع، إذ أنها بدأت من خلال انتقال الوالد من مدينة إلى أخري، وذلك بحكم عمله في الخدمة العسكرية، والذي قاده للاستقرار في بعض ولايات السودان، وخلال تنقله ما بين الفينة والآخري كان يتزوج في الولاية التي استقر بها، وأول زواج له كان من مدينة (نيالا) غرب السودان، وأنجب من زوجته السابقة صغيرته (هناء)، وأثناء ما هي في تلك السن انتقل هو إلى ولاية آخري، فحاول أصطحاب زوجته وابنته (هناء) معه إلا أن والدتها رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، واثرت البقاء مع طفلتها على أن ترافقه في رحلة العمل الجديدة، فما كان منه إلا أن أختلف معها، ومن ثم شد الرحال إلى وجهته الجديدة تاركاً خلفه زوجته وطفلته (هناء)، وعندما أنتهت رحلته بعد سنوات عاد إلى مدينة (نيالا) عسي ولعل يجد أسرته الصغيرة، إلا أنه لم يعثر عليها رغماً عن بحثه المضني عنها، فاتضح فيما بعد بأن والدتها انفصلت عنه، وتزوجت زوجاً آخراً، ومن ثم انتقلت للإقامة معه في ولاية الخرطوم، فيما تزوج والدي من والدتي، وأنجب منها شخصي وشقيقتي.

ومضي : ذات يوم كنت أجلس مع والدي جلسة صفاء روي لي من خلالها قصة زواجه الأول، وأختي (هناء)، فكنت بين مصدق ومكذب على أساس انني كنت أعتقد أن والدتي هي السيدة الأولي في حياته، بينما أكد في سرده للقصة أنه ترك أختي الكبري مع والدتها في مدينة (نيالا) غرب السودان، وكان أن قطعت له وعداً بأن أبحث عنها في أي مكان كانت إلى أن أعثر عليها، فقال أين تجدها في هذا الوطن المترامي الأطراف؟، وكان ذلك في العام 2013م، وهو العام الذي بدأت فيه رحلة البحث المضني، وذلك عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، وآخر مرة كتبت (بوست) عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) في مجموعة تضم أبناء مدينة (نيالا) في العام 2019م، ووضحت من خلاله قصة إختفاء أختي (هناء) كاملة، فما كان من أحد أعضاء المجموعة إلا أن يطلب مني  التواصل معه في الخاص (ماسنجر)، وكان أن قال عبر الرسائل إنه يعرف أختي ووالدتها، مؤكداً أنهما غادرا المدينة إلى ولاية الخرطوم، وتحديداً مدينة أمدرمان، فسألته هل تعرف شخصاً يمكنه أن يوصلني بهما، وكان أن منحني رقم هاتف ابنة خالتها، وعندما اتصلت عليها هاتفياً، قال : (إن أختك تزوجت، وحضر مراسم زفافها والدك)، فاندهشت غاية الاندهاش مما ذهبت إليه، وبعد تفكير عميق قلت في قرارة نفسي لماذا لم يحدثني أبي بأنه عثر على ابنته لدرجة أنه زوجها؟، عموماً دخلت في حيرة من أمري خاصة وأن والدي على علم بأنني أبحث عنها لدرجة أنني سافرت إلى مدينة (نيالا) غرب السودان، عموماً فيما بعد اكتشفت أن الذي عقد قران اختي (هناء) ليس هو والدي، بل هو رجل آخر. 

وأضاف : عندما انتقلت أختي (هناء) مع والدتها من مدينة (نيالا) إلى مدينة (أمدرمان)، وفيما بعد واجهتها إشكالية إستخراج وثائقها الثبوتية للجلوس لامتحانات الصف الثالث، وصادف ذلك أن شاباً ارتبط بها، ومن ثم طلب منها إخطار والدها لطلب يدها لـ(لزواج)، وبما أنها لم تكن تعرف من هو والدها؟، قالت له : (سوف أتحدث مع والدتي لمعرفة أين هو والدي)؟، وكان أن وجهت سؤالاً لوالدتها أين أجد والدي، فأنا على ارتباط بشاب يريد أن يطلب يدي للزواج؟، فما كان من والدتها إلا أن وصفت لها مكاناً لم يكن صحيحاً، والذي على إثره شدت أختي (هناء) الرحال إلى المدينة المعنية، وبحسب الوصف وجدت رجلاً، وعرفته بنفسها تعريفاً كاملاً، فلم يقل لها أنه ليس والدها، بل تبناها على أساس أنه والدها الذي تبحث عنه، ومن ثم استخرج لها الرقم الوطني والبطاقة القومية، وجاء معها من تلك المدينة إلى ولاية الخرطوم، وعقد قرانها على ذلك الشاب.

فيما قال : عندما ظهرت في حياة أختي (هناء)، ووضعت على منضدتها الحقيقة كاملة دون نقصان، وبدون أي مساحيق أو رتوش دخلت في حالة نفسية صعبة جداً، ولم تكن مصدقة ما جري معها فيما مضي، مما جعلها في حيرة من أمرها، خاصة الإشكالية التي تواجهها من حيث وثائقها الثبوتية لدي السجل المدني، لذلك ازدات تعقيداً على ما هي عليه، فالسلطات المختصة أكدت بأن تعديل الرقم الوطني والبطاقة القومية لا يمكن أن يتم إلا من خلال محاكمة الأب بـ(التبني)، والذي اتخذنا في مواجهته إجراءات قانونية، وعلى ضوء ذلك حكم عليه قاضي محكمة الأوسط أمدرمان بالغرامة البالغة (10) ألف جنيه، وكان أن شاركناه في دفعها، وبعد المحاكمة لجأنا إلى السجل المدني مرة آخري بموجب قرار المحكمة.

واسترسل : بدأت قصة اختفاء اختي (هناء) بعد الإنجاب مباشرة، إذ أنها تفاجأت بغياب والدها أكثر من (21) عاماً، إلا أنني ورغماً عن مرور تلك السنوات الطوال قررت البحث عنها نسبة إلى أنها لم تستمتع بما حظيت به كل فتاة في مراحل طفولتها، وبما أنها عانت كل تلك المعاناة قررت البحث عنها وإعادتها إلى حضن والدها، هكذا سعيت سعياً حثيثاً لفك طلاسم قصة الإختفاء. 

واسترسل : عموماً طرقت الكثير من الأبواب من خلال رحلة بحث مضنية جداً، وكلما أغلق باباً في وجهي طرقت باباً آخراً، وبروح معنوية يسودها التفاؤل والأمل. 

وتابع : رغم الاعتراض من بعض الأشخاص إلا أن عزيمتي، إصراري وقناعتي جعلتني أمضي في هذا الاتجاه، لذا لم استسلم نهائياً للمخاوف وعثراتها، فواصلت الرحلةإلى أن حققت ما أصبو إليه، وفي غمرة ذلك تلقت اتصالاً هاتفياً من (الخير)، والذي أشار على بأنه يجب تعديل الأوراق الثبوتية باعتبار أن اختي تحمل مستندات تشوبها أخطاء فادحة.

واستطرد : في ظل تلك الأجواء اتجهت إلى رفع معنويات اختي (هناء) بعد العثور عليها، مؤكداً لها بأن ما يواجهها ما هو إلا تحدي حقيقي، ولكن لن يطول كثيراً.

وأضاف : بتاريخ 22/10/2019م، كانت المفاجأة بأن التقيت باختي الكبري، والتي بدورها تعتبرني أخيها الأكبر، وتكن لي كل الإحترام والتقدير الذي يليق بسعي الحثيث للم شملها بوالدها، وقد لعبت (العولمة) ووسائطها المختلفة دوراً ريادياً في فك طلاسم قصة إختفاء (هناء) في ظروف غامضة، وأتمني أن تعدل أوراقها الثبوتية، كما أتمني أيضاً أن لا يقع الآباء في مثل هذه الأخطاء.

*محامي كفيف يكشف تفاصيل مثيرة حول عصابة (نيقرز).. برأت المحكمة المتهمين من (قتل) و(تقطيع) الضحية إلى أجزاء.. (النيل) : أصعب قضية الشاكي والمشكو ضده (صم) وشخصي (أعمي)*
















........ 

*جلس إليه : سراج النعيم*

.......

كشف المحامي الكفيف (النيل) تفاصيل مثيرة حول قضايا ترافع فيها بالمحاكم، وروي قصته المثيرة مع تشكيل عصابي يسمي بـ(النقيرز) الذين كانوا يواجهون اتهاماً بـ(القتل)، و(تقطيع) المجني عليه إلى أجزاء بسبب انتقال الضحية من تشكيل عصابي (نيقرز) إلى آخر، بالإضافة إلى أنه وضع قصة شاكي ومشكو ضدها (صم)، وهو محامي (كفيف)، وتدور وقائع الدعوي الشرعية حول حضانة (طفلة). 

في البدء من أنت؟ 

النيل أحمد البريدو مواليد (امبدة)ـ ولاية الخرطوم في العام 1984م، تخرجت في جامعة (النيلين) - كلية القانون، ومن ثم عملت دراسات عليا في ذات الجامعة (ماجستير)، ومن ثم امتحنت تنظيم مهنة القانون.

كيف استطعت تحقيق النجاح رغماً عن (الإعاقة)؟

إعادقتي (إعاقة) بصرية،ولا تشكل لي هاجساً طالما أنني ليس لدي إشكالية ذهنية، وبما أنني كذلك كنت قادراً على تجاوز أي إعاقة آخري. 

كيف تنظر للبيئة من حيث الإعاقة؟ 

ربما تكون البيئة في حد ذاتها بها (إعاقة)، ولكن كنت من خلال عقلي الراجح أتجاوز إعاقتها، وأحقق ما تصبو إليه بالإصرار والعزيمة، خاصة وأن (إعاقتي في النظر)،لذلك تجاوز بها كل الصعوبات والتحديات الجسام التي تقابلني، إذ استطعت أن أتلقي التحصيل الأكاديمي، واعمل رغماً عن عدم تقبل المجتمع لـ(لكفيف)، فأنا لكي أخرج من المنزل إلى الجامعة يومياً تواجهني إشكاليات كثيرة متمثلة في الحركة، القراءة، الكتابة، وتسجل المحاضرات، وعندما أعود للمنزل أسمع المحاضرات، وأوجه في إطارها الأسئلة لمرافقي، وهو يكتب لي كل ما أذهب إليه،هكذا كنت أمضي إلى أن تخرجت من الجامعة في العام 2009م، ومن ثم امتحنت (المعادلة) في العام 2010م، ومن ثم حضرت (الماجستير) في العام 2012م، والآن أنا محامي ومستشار قانوني.

ماذا عن عملك داخل أروقة المحاكم؟

بما أن فيها يتطلب التركيز أثناء الجلسات، وسماع ماذا يقول القاضي،الأطراف المعنية بالقضية،الشهود والإطلاع على المستندات، فإن ذلك فيه صعوبة كبيرة، ولكن بإصراري وعزيمتي استطعت أن أمارس المهنة.

كيف تدون نقاط من أقوال المتحري، الشاكي، المشكو ضده والشهود، وكيف تطلع على المستندات؟

بالنسبة لأقوال المتحري، الشاكي، المشكو ضده والشهود أحفظها أثناء الجلسة، إما المستندات فأخذ إذن من المحكمة بالإطلاع عليها بعد انتهاء الجلسة، وذلك من خلال إحضار أحد الزملاء أو زوجتي لمساعدتي في القراءة والكتابة، فأنا مثلاً أسمع إلى ثلاثة شهود في جلسة واحدة، وأحفظ أقولهم وأناقشهم من خلالها، لأنني إذا أحضرت إنساناً غير (قانونياً)، فلن يدون النقاط كما أرغب فيها، وإذا أحضرت (محامياً)، فإن وجودي ليس له معني كمحام في القضية. 

ما هي أنواع القضايا التي تتولي الدفاع فيها عن موكليك؟

الدعاوي الجنائية، المرور، المدنية والشرعية، إلا أنني بدأت حياتي في مهنة القانون من خلال دعاوي مكتب العمل،ولكن بعد عامين انتقلت إلى القضايا الجنائية،المرور، المدينة والشرعية.

كيف يصلك الشاكي أو المشكو ضده، وماذا عندما يكشف أنك (كفيفاً)؟

هنالك أناس يتفهمون طبيعة (الإعاقة)، وأمثال هؤلاء يتمسكون بي، وبالمقابل هنالك أناس جهلاء لا يتفهمون طبيعة الإعاقة، وأمثال هؤلاء لم يمروا على إلى الآن، ولكن معظم الذين ترافعت عنهم أحضروا لي قضايا أخري.

هل الإعاقة خلقت بها، أم أصبت بها فيما بعد؟

عندما تم إنجابي كان نظري بنسبة (100%) إلا أنني بدأت افقده تدريجياً منذ انخراطي في الدراسة، وذلك بمدرسة (ابوسعد) الثانوية، والتي أصبت من خلاها بـ(العمي) الذي يطلق عليه (العشاء الليلي)، ويعرف علمياً بمصطلح (التصبغ في الشبكية)،وليس لديه علاج.

ماذا عن إحساسك بفقدان البصر نهائياً؟

إحساسي كان إحساساً طبيعياً نسبة إلى إنني كنت مهيأ أصلا لانعدام الرؤية، فأنا مؤمن إيماناً قاطعاً بـ(الإبتلاء)،وبما إنني مؤمناً به لم يكن يشكل لي(هاجساً).

ماذا بعد أن فقدان النظر بصورة نهائية؟

واصلت حياتي بشكل طبيعي، وكنت أتلقي دروسي بالمدرسة إلى أن جلست لامتحان الشهادة السودانية، وكان أن أحرزت مجموعاً أهلني للالتحاق بالجامعية، والتي كنت استمع فيها للمحاضرات، ومن ثم أعود إلى المنزل، وخلال هذا المشوار اليومي كنت اصطدام تارة بـ(السيارات) وتارة أخري أسقط في (المجاري) أو (الحفر)،وكنت رغماً عن ذلك كله صابراً، على الابتلاء الذي لم أتأثر به نهائياً، هكذا إلى أن تخرجت في الجامعة، وفيما بعد تزوجت في العام 2016م من إنسانة متفهمة لـ(لنقص)،ولو كان هذا النقص إشكالية لكنت الآن إنساناً (متسولاً)، ولكنني تجاوزت كل الصعوبات، بدليل إنني أنجبت من زوجتي صغيرتي (وعد) البالغة من العمر (3) سنوات. 

ما هي أول القضية التي ترافعت فيها،ومازالت راسخة في ذهنك؟

أول قضية كانت في محكمة (كرري) في العام  2013م، وكانت تحت المادة (130) من القانون الجنائي وتفسيرها (القتل العمد)، وكنت أمثل من خلاها (الاتهام) في مواجهة خمسة متهمين،وهم تشكيل عصابي يطلق عليه (النيقرز)، وكانوا جميعاً حاضرين في المحكمة، لذا كانت القضية صعبة جداً، وذلك من واقع إنني (كفيفاً)، وبالتالي كنت متخوفاً من استهدافي لسهولة الوصول لشخصي، المهم إنني واصلت في القضية إلى أن صدر حكم قضائي ببراءة المتهمين الذين استطاعوا أحضروا (بينات) تثبت أن كل منهم لم يكن حاضراً لحظة ارتكاب الجريمة، وأن كل واحداً منهم كان موجداً في مكان آخر لا علاقة له بـ(مسرح الجريمة)البشعة بكل ما تحمل الكلمة من معني، فيما كان شاهد الاتهام شقيق (المرحوم)الذي ارتبك في أقواله، لذلك استبعدت المحكمة شهادته،وهذا يعود إلى رعبه من الجريمة، ما جعله مضطرباً ذهنياً، وتعود وقائع جريمة القتل إلى أن القتيل انتقل من تشكيل عصابي (نيقرز) إلى تشكيل عصابي آخر.

ما هي أغرب قصة (طلاق) مرت عليك؟

في الغالب الأعم دعاوي (الطلاق) تشبه بعضها البعض،ودائماً ما يندرج الكثير منها في إطار تعاطي الزوج لـ(لخمر)، أو حودث خلافات لعدم التوافق بين الزوجين، بالإضافة إلى أن هنالك بعض الأزواج(عاطلين)عن العمل،وعليه لا تكون لديهم المقدرة على الإيفاء بالالتزامات المنزلية اليومية، إلى جانب أن هنالك قضايا قائمة على غياب الأزواج،إما القضية الخالدة في ذاكرتي، فهي دعوي شرعية المدعي والمدعي عليها (صم)، وأنا كمحامي (كفيف)،أي ثلاثتنا الشاكي والمشكو ضده والمحامي (معاقين)، لذا كان التواصل في غاية الصعوبة، وتدور إجراءات القضية حول ي نزاع في حضانة (طفلة، وهي لدي الزوجة،ويريد الزوج إسقاط الحضانة،وبعد عدة جلسات أمرت المحكمة الموقرة أن تكون حضانة الطفلة للمشكو ضدها.

ما هي رسالتك للمجتمع من خلال تجربتك مع (الإعاقة)؟

يجب على الناس تقبل الإنسان (الكفيف)، فهو شخص طبيعي جداً، فإذا أغمض أي إنسان عينيه، فإن ذلك لا يعني أنه فاقد لـ(لأهلية)،لذلك على الناس التعامل مع المكفوفين بـ(ثقة)، علماً بأن كل واحداً منهم يمر بمراحل في  الحياة، فـ(الكفيف) يتجاوزها ويعيشها كسائر الناس الذين يجب أن يتجهوا لدمج المعاق في المجتمع، وهذا الدمج من ضمن قانون المعاقين القومي والاتفاقيات الدولية الخاصة برعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فهنالك إشكاليات تواجههم في الجامعات من حيث عدم تقبلهم بها بسبب (الإعاقة)، وإذا درست وتخرجت منها، فإن هنالك مؤسسات حكومية أو خاصة لا تقبل توظيفك بطرفها.

الخميس، 22 أكتوبر 2020

زوج شاب يهرب من زوجته بعد شهر العسل لاغرب سبب.. الزوجة الضحية : بعت ذهبي لمساعدته في السفر لدولة عربية



(خدعني) وتوجه نحو رحلته تاركاً خلفه إنسانة محطمة 

تشكل قضايا وقصص الطلاق هاجساً للكثير من الأسر، مما حدا بها أن تكون مهدداً لاستقرار المجتمعات، وتختلف أسباب الإنفصال من حالة إلى حالة، ولكن الأغلب الأعم منها يكون قائمة علي الضرر المتمثل في عدم الإنفاق على (عش الزوجية)، أو هجر الشريك لزوجته بالأغتراب الطويل، أو الهروب منها دون أن تعرف ما دفعه لذلك أو لأي سبب من الأسباب المعلومة، وهكذا تتعدد الأسباب والطلاق واحد.

إن كثرت حالات الطلاق في الأونة الأخيرة جعلتني أسبر أغوارها كظاهرة أصبحت مهدداً خطيراً للمجتمعات وفي غمرة بحثي عن أسباب وجود بعض السيدات في المحاكم الشرعية، وجدت أن معظمها لا تستوجب الطلاق بإستثناء بعضاً منها، لذا السؤال الذي يبحث عن إجابة هو لماذا البحث عن الإنفصال بالإتفاق أو برفع الدعاوي القضائية.

للإجابة على السؤال آنف الذكر استطلعت بعض السيدات الباحثات عن الحرية من خلال وريقة يكتب عليها (طلقة أولي رجعي)؟ فقلن : الدوافع التي قادتهن إلى طلب الإنفصال كثيرة رغماً عن معرفتهن بأن نظرة الناس والمجتمع لهن ستتغير، إلا أنهن فوجدت مضطرات لممارسة هذا الفعل الذي يجعلهن يدخلن في حالة حزن عميق جداً، فضلاً عن أنه : (أبغض الحلال عند الله الطلاق)، إلي جانب أنه يؤثر فيهن من الناحية الاجتماعية من حيث النظرة السالبة، لذا يكون بالنسبة لهن قرار الإنفصال من أصعب القرارات.

وقالت سيدة في تبلغ من العمر (22) ربيعاً : إن الأسباب التي دفعتني لأن ألجأ إلى المحكمة هي إنني ظلت على مدي سنوات صابرة حتي نفد صبري علي غياب زوجي ردحاً من الزمان دون أن أعلم أين هو؟

وأردفت : بدأت قصتي مع زوجي الموظف بعلاقة عاطفة لم تستمر طويلاً حيث أنه كان مستعجلاً لإتمام مراسم الزواج الذي قضينا بعده شهر العسل في فندق خرطومي شهير، ثم بدأ في جمع اغراضه مهاجراً إلى دولة العربية، وكان أن أوصلته حتي صالة المغادرة، ومنذ تلك اللحظة انقطعت الإتصالات بيني وبينه، الامر الذي حدا بي أن أكون إنسانة لا متزوجة ولا مطلقة، ورغماً عن ذلك صبرت علي أمل أن يتذكرني ويتصل بي هاتفياً أو أن يعود إلى السودان، إلا أنه مرت الأيام والشهور والسنون دون أمل في تحقق أدني أحلامي، مما حدا بي أن ألجأ إلى المحكمة وأطلب من قاضيها تطليقي.

واستطردت : لم أكن أضع في الحسبان أن يكون ذلك الرجل بدون قيم أوأخلاق أو وازع ديني يردعه عن ارتكاب ذلك الجرم الذي وضعني به أمام أسرتي موضع التأنيب، إذ أنهم يثقون في اختياري فأنا منذ صغري أفعل ما يميله علي عقلي وقلبي، لذا وجد ذلك الزوج الهارب ضالته.

وأضافت : تشير وقائع هروب زوجي إلى أنه ودعني مغادراً إلى إحدي الدول العربية مؤكداً لي تأكيداً قاطعاً عودته أو إنه سيرسل لها (بيزا) للإقامة معه، فكان أن صدقته أنا المسكينة، وساعدته في أن يشد الرحال نحو وجهته حيث خلعت ذهبي الذي كنت ارتديه وبعته لكي أشتري له تذاكر السفر، وبعضاً من الدولارات، نعم فعلت ذلك دون أن يخطر ببالي لو لحظة واحدة أنه سيجعلني إنسانة مجروحة، إنسانة مكسورة الخاطر.

وتابعت : لم أظن أنه سوف يقطع إتصاله بي لمجرد أنه حقق ما يصبو إليه، ها أنا الملم في شتات روحي، بعد ان غادر هو بلا رجعه، وهاأنا كلما تذكرت تلك اللحظات احسست بضعفي وهواني أمام الناس الذين حذروني من الإرتباط به، لم أكن أتوقع انصرافه عني بلا عودة هكذا (خدعني)، نعم (خدعني) وتوجه نحو رحلته تاركاً خلفه إنسانة محطمة الإحاسيس، مجروحة المشاعر.

واسترسلت : وبعد مرور عام على تاريخ زواجنا ذهبت إلى المؤسسة التي التقيته فيها، وبدأت استعيد ذكريات لقاء تسببت فيه معاملة خاصة بوالدي، فوجدت شاباً يجلس خلف مكتبه فسألته عن زوجي الهارب؟ فقال : هاجر إلى زوجته التي تعمل طبيبة في إحدي الدول العربية، وهذه الإجابة كانت قاصمة الظهر بالنسبة لي فهو لم يقل لي من قريب أو بعيد أنه متزوج، بل إشار إلى أن أسرته مقيمة في العربية التي سافر إليها، المهم أنني خرجت من هناك إلى محكمة الأحوال الشرعية مباشرة ورفعت عريضة دعوي قضائية أطلب فيها الطلاق بسبب الهجر، ثم انخرطت في نوبة من البكاء أثناء جلوسي خارج قاعة المحكمة، هكذا تسمرت في مكاني، ويطل من عيني سؤال لماذا (خدعني) بهذه الصورة (الساذجة)؟، المهم إنني أخذت ورقة الطلاق وغادرت المحكمة في صمت، مع إتخاذ القرار الصعب بعدم الإرتباط بأي شاب حتي لوكان صادقاً.

ومضت : أمثال ذلك الشاب الذي تزوجته سبباً مباشراً في إرتفاع نسب الطلاق وسط الشابات، وبهذا النهج تفقد الفتيات المقبلات علي الزواج الثقة في الشباب، خاصة أولئك الذين يهاجرون من بلادهم بعد الزواج لأنه يترك زوجته في غربة داخلية، بالإضافة إلى أنها تكون متنازعة بين رفع دعوي قضائية تطلب فيها الطلاق والصبر خوفاً من نظرة الناس والمجتمع السالبة، وهذا يؤكد أن أسباب إنفصال الأزواج ليس جميعه مبني علي الظروف الاقتصادية، إنما هنالك أسباب منها هروب الزوج من عش الاوجية، وربما توضح النشرات الإعلانية عبر الصحف السيارة نسب الطلاق المتزايد بشكل ملحوظ، والغريب في حالات الإنفصال الذي يتم أنهن دارسات في مراحل مختلفة بما فيها الجامعات، وربما تكون معظم الزيجات مبنية علي المصلحة، إذ نجد أن هنالك فوارق في السن بين بعض الزوجة والزوج الذي يكبرها في السن، ومثل هذه الزيجات تنتهي بانتهاء الغرض الذي تم من أجله عقد النكاح.

رشا الخور ترد على مطربة مخلوعة بـ(سيارة)

  

ردت الفنانة رشا الخور  على المطربة المخلوعة بـ(سيارة) دار حولها جدل واسع، وشكك البعض في مصدر المال الذي تم به شراء السيارة. 

ووجهت لها  رشا سؤالاً مفاده من أين لك بالأموال لشراء (سيارة)؟، وجاء ذلك السؤال على خلفية أغنية جديدة صدحت بها تحت عنوان (ست الشي)، والتي تتفاخر من خلالها بأنها تمتلك كل شي. فيما سألت المغنية الواعدةالمخلوعة بالسيارة الفارهة. 

وأشارت فيما معناه إلى أنها ليس لديها (ملك حر)، ومن لا يملك الحر، ليس  حقه أن يكاوي بما لا يملك، وزي ما قال ترباس الناصية ما زي تاني ناصية، وبما انك رشا الخور ناصية من حقك تزعلي من تاني ناصية.

فتاة تعتدي على (كمساري) بسبب تعريفة المواصلات


أدي نقاش حاد بين (فتاة) و(كمساري) حول تعريفة المواصلات إلى نقاش، وتطور النقاش إلى اعتداء الفتاة على الكمساري الذي وجه لها لفظاً مسيئاً، وذلك أثناء تحرك المركبة العامة من مسارها بالثورة إلى الشهداء أمدرمان.

وتشير الوقائع إلى أن الفتاة أوقفت الحافلة لدي وصولها محطتها، ودفعت بالتعريفة أقل مما قررها الكمساري، فما كان منه إلا أن يسيء لها بلفظ غير لائق، مما اضطرها إلى أن تعتدي عليه، وبالمقابل دفعها هو دفعة قوية إلى أن سقطت على الأرض، وعندما نهضت استأجرت (ركشة) ولحقت بالحافلة في استوب (ود نباوي)، والذي تم فيه توقيف المركبة العامة بواسطة شرطي المرور، والذي بدوره اقتاد الحافلة بركابها إلى قسم شرطة أمدرمان شمال،واستمع فيه ضابط الشرطة إلى ما حدث بين الفتاة والكمساري، ومن ثم تم منح الفتاة اورنيك (٨) جنائي.

سراج النعيم يكتب : من ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ

 

من المؤسف حقاً، ﺃﻥ تكون ﺣﺎﻻﺕ الحياد عن الطريق القويم تزداد يوماً تلو الآخر في المجتمع السوداني، خاصة وسط النشء والشباب ، والأكثر أسفاً أن البعض منهم تخلي ﻋﻦ العادات والتقاليد السودانية، متأثرين بعادات وتقاليد وافدة، قادتهم إلي اكتسابها بالتواصل عبر الميديا الحديثة ، دون تمسكهم بالقيم والأخلاق والمبادئ، مما قادهم للتفكير علي نحو سالب.

من المؤلم جداً غياب الدور التربوي، التوعوي والتثقيفي، لأسباب كثيرة، وللقضاء عليها وعدم ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ عن سلبياتها ، حتي لا تصبح جزءاً من تكوين المجتمع السوداني، بعد أن أصبحت تتعمق فيه تدريجياً، دون أن تجد من يجتزها من جذورها، وبالتالي تجد الطريق ممهداً أمامها، فتستفحل في أجساد النشء والشباب، ﻭﺗﺴﺘﻘﻮى في المجتمع السوداني، رغماً عن أنها ظواهر (هشة)، ويمكن تلافيها بالالتفات إليها بشكل جاد.

السؤال الذي يظل قائماً لماذا لا تكون هنالك وقفة ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ الظواهر السالبة؟، وكيف وجدت الثقافات المغايرة طريقها إلينا وتمضي بنا وفقاً لما ﺗﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ؟؟، الإجابة عندي تتمثل في إننا نتمتع ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻲ استيعاب الكثير ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ، فضلاً عن إننا نركن إلي ظواهر سالبة كثيرة، وذلك في ظل انفتاح ﻻ ﺿﺎﺑﻂ ولا رابط ﻟﻪ، ومن خلاله ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ القاصي والداني أن يرصد المتغيرات التي طرأت علي ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.

بما أن النشء والشباب ابتعدوا عن الثقافة الإيجابية، فإن أسئلة تدور في ذهني، ولا أجد لها الإجابة، هل الظواهر السالبة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ السوداني لها أسباب منطقية، أم أن المستجدات والبحث عن التطور هما السبب الرئيسي في السلبية المريعة والمرعبة، التي تؤكد أنه من ﺍﻟﺴﻬﻞ اختراقنا باﻟﺘﺄﺛﻴﺮ؟، وﻫﻞ للأوضاع ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩية دوراً فيما يحدث، وما قد يحدث في المستقبل؟، وﻫﻞ نمضي نحو الأسوأ، ﺃﻡ أنها سوف تقودنا بالاجتهاد ﻟﻸﻓﻀﻞ؟.

إن المجتمع السوداني يعاني من الظواهر السالبة كثيراً، ومع استمراريتها انتقصت ﻣﻦ ﺭﺻﻴﺪﻩ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، والأمثلة علي ذلك كثيرة منها إرتداء البنطال (السيستم)، (فلفلة) الشعر، مشاهدة الأفلام الفاضحة، تعاطي المخدرات، وغيرها من السوالب التي غيرت في سلوكيات البعض، فأصبحوا يخدعون الفتيات باسم الحب، وذلك بعد التعرف عليهن بشكل مباشر أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والشواهد علي ذلك كثيرة، ومن بينها قصة شاب خدع شابة من أسرة ثرية ، بعد أن أخذت الأمر مأخذ الجد، ودون أن تضع في حساباتها أنه قد يستغل ﺛﺮﺍﺀﻫﺎ لتحقيق أغراضه، كمساعدتها له في دفع أقساط تخصه، وما أن حقق ما يصبو إليه، أصبح يتجاهل مكالماتها، ورسائلها النصية، ويتحاشى الأماكن التي تجمعه بها، الأمر الذي جعلها تفكر في أن تطالبه باستعادة مبلغ الأقساط، مما حدا بالشاب التحايل عليها واستمالتها باسم الحب، وعندما لم يجد منها رداً يطمئنه، لوح بصورها التي كان يحتفظ بها، مشيراً إلى أنه لن يتورع في نشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعية، وبما أن تهديده يتعلق بصورها ونظرة المجتمع لها فيما بعد، اضطرت إلى التنازل عن مطلبها، وآثرت الانزواء بعيداً عن الأنظار، والاكتفاء بالصمت، ومعاتبة قلبها الذي جرفها نحو هذا التيار، متسائلة بينها ونفسها لماذا (خدعني)؟.

ومن أكثر الظواهر السالبة التي استوقفتني كثيراً، هي ظاهرة تهرب فتيات من البقاء في منازلهن ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، وغيرها من المفارقات، لعدم تربية الأبناء تربية سليمة، تجعلهم ينشئون ﻣﺸﻮّﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ والثقافة، ﻭﺗﻨﺪﺛﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﻴﻢ والأخلاق، وتزداد في أوساطهم ﺣﺎﻻﺕ (ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ)، التي تحتاج إلى تدخلات ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ عاجلة، قبل أن تستفحل، وتصبح عادة يضيع معها مستقبلهن، فهنالك أسباب معلومة وأخري غير معلومة.

ومن الأسباب الأقوى إظهار بعض الآباء نهجاً مغايراً أمام الأبناء، الذين ربما يقلدونهم، حتى في تعاطي نوع من أنواع (التبغ)، ولا يجدي بعد ذلك النصح بالإقلاع، إلى جانب ﺇﻗﺼﺎﺀ الأبناء ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً، وعدم اصطحابهم للمناسبات، الأمر الذي يدفع الأبناء إلي مشاهدة القنوات الفضائية أو التواصل مع الأصدقاء عبر وسائط التقنية الحديثة، التي يكتسبون من خلالها عادات وتقاليد جديدة، لذا علي الآباء الاهتمام بتربية الأبناء، وعدم تركهم للعوامل الخارجية.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...