يواجه الدكتور محمد الطاهر مدير مدرسة بنين وبنات تقع في آخر محطة للمواصلات بمحلية كرري، يواجه بلاغا جنائيا فتحه والد تلميذ بالمدرسة بموجب عريضة دعوي جنائية، وما أن تم التحري فيه إلا وحول إلى المحكمة للبت فيه.
وقال مدير المدرسة المتهم في البلاغ : بدأت قصتي مع المدرسة المعنية يوم 11/7/2019م، إذ انني تقلدت منصب المدير فيها، وبتاريخ 18/7/2019م فتح في مواجهتي بلاغا جنائيا من والد تلميذ يدرس بالمدرسة، ومن ثم صدر أمر قبض في مواجهتي، فألقي على القبض، وبعد التحري حول الاتهام تم إطلاق سراحي بضمانة وكيل المدرسة سالفة الذكر، وبعد إكمال التحري في البلاغ حولت القضية إلى المحكمة المختصة تحت المادة (164) من القانون الجنائي وتفسيرها (تقييد الحرية).
في ذات السياق قال تلقيت اتصالا هاتفياً من والد التلميذ الشاكي في الذي البلاغ الجنائي، واتذكر أن أول كلمة التقطها اذناي من خلال تلك المكالمة قوله : (أنا مراقبك)، فلم اعر هذه العبارة انتباهه في مساء ذلك اليوم، وأضاف : (من أين أتيت بالقرارات التي اصدرتها)؟، وأردف : (نحن عاوزين الأولاد يشتروا السندوتشات من الخالات)، فما كان مني إلا أن أوجه له سؤالا مفاده ما هي إشكاليتك بالضبط؟، فرد على قائلاً : لدي عدد من الأبناء بهذه المدرسة، ولا أستطيع شراء وجبة الإفطار لهم، فاستغربت غاية الاستغراب مما ذهب إليه، فقلت أنت ليس لديك هذا العدد من الأبناء بهذه المدرسة، لذا أرجو أن توضح لي عدد أبناءك الذين انجبتهم؟ فقال : خمسة، فقلت : دع والدتهم تجهز لهم ساندويتشات من المنزل، فاغتذر عن ذلك، فقلت : خلي والدتهم تجود عليهم بالموجود، ومن ثم تحضرهم وتفطرهم في المدرسة، إلا أن هذا الحل أيضاً تعذر، فقلت : سأتكفل بوجبة الإفطار لهم، وكان أن أنتهت المكالمة الهاتفية بيني وبينه على ذلك النحو الذي أشرت له.
وماذا بعد ذلك؟
عموماً التزمت بما قلته له، إذ انني منحتهم وجبة الإفطار على حسابي حوالي الأربعة أيام تقريباً، وكان والد التلاميذ غاضب جدا كون انني قدمت وجبة الإفطار، والغضب نابع من أن الوجبة عبارة عن قطعة خبز ب(سكر).
وأضاف : منذ أن تم تعيني مديرا للمدرسة وضعت لائحة تمنع خروج التلاميذ من المدرسة خلال اليوم الدراسي الإ بإذن من معلم أو معلمة أو الإدارة المدرسة، ومن خالفوا اللائحة أوقعت عليهم جزاءات حتي لا يكرروا الخطأ الذي وقعوا فيه، المهم انني ضربتهم، وقلت لهم غدا عليكم بإحضار أولياء أموركم في الصباح، فأنا كنت في تلك الأثناء داخل مكتبي، وعندما خرجت منه وجدت التلاميذ خارج المدرسة، فما كان مني إلا أن احضرتهم إلى المكتب، ووجهت إليهم سؤالا
لماذا خرجتم من المدرسة في هذا التوقيت؟ فقالوا : (عاوزين نشرب موية)، فسألتهم هل المدرسة ليس فيها مياه؟ فقالوا : نعم فيها إلا أنها (سخنة)، واردفت السؤال بآخر هل استأذنتم، فقالوا : لا لم نستأذن، وبما انني مديرا لمدرسة أساس في الريف الجنوبي بمحلية امدرمان، بدأت عملي من خلال وضع لوائح إدارية بعد الاجتماع مع مجلس الآباء والمعلمين، تم على خلفية ذلك الاجتماع اجازت اللائحة، وذلك بعد الحذف والإضافة في بعض بنودها.
هل أنت تدرس التلاميذ بالإضافة إلى انك مدير المدرسة؟
نعم أدرس الحصة الرابعة، الخامسة والسادسة، وأثناء ذلك شاهدت التلميذ الذي طلبت منه إحضار والده مع أحد الأساتذة، وهما في طريقهما إلى الفصل، وكان حضر الحصة، علماً بأن التلاميذ والتلميذات احضروا أولياء أمورهم عدا ذلك التلميذ الذي أشرت إليه قبلا، وهو الذي فتح والده البلاغ الجنائي ضدي، والذي احضره جارهم نسبة إلى أن والده في العمل بمناطق الذهب، عموماً كل كتب كل أولياء الأمور تعهدات بأن لا يتكرر من الأبناء تلك التصرفات، وإذا تكررت سيتم نقل التلميذ من هذه المدرسة إلى مدرسة اخري، المهم انني قلت لجار التلميذ المعني اتصل هاتفياً بوالده، وإذا وافق أنك تكون ولي أمره ليس لدي أي إشكالية ما عندي مشكلة، وعندما خرج جار التلميذ من المدرسة منحت التلميذ خمسة سندوتشات له ولاخوانه، بعد تناول وجبة الإفطار لم يدخل التلميذ الفصل، وكان يجلس تحت شجرة داخل المدرسة، فأنا رفضت أن يكون ذلك الجار ولي أمر التلميذ، والذي بدوره طلب أن يصطحب التلميذ معه فرفضت أيضاً. بس شنطته كانت في المكتب ما اديناها له لأن ولي أمره لم يأت
نهاية اليوم التلميذ ذهب إلى منزل أسرته، وحتى اللحظة والده لم يأت إلى المدرسة للنقاش حول الموضوع.
واستطرد : في نهاية حديثي بالمحكمة حول هذه القضية وجه لي القاضي تهمة المادة (164) من القانون الجنائي، وقال : (قيدت حرية التلميذ لأنني لم أسمح له بالدخول للفصل أو يمشي مع جاره قال لي أنت مذنب أم غير مذنب؟، قلت : (غير مذنب)، وسألني هل التلميذ بعد نهاية اليوم ظل في المدرسة أم خرج؟ فقلت : (خرج)، قال لي هل لديك شهود، قلت : نعم قال : احضرهم يوم 31/3 إلا أن حظر جائحة (كورونا) تسبب في التأجيل، ولم يتم تحريك القضية، إلا بعد رفع الحظر، وتأجلت
الجلسة الخامسة تأجلت لأنني استقدمت محامي ليطلع على القضية، والجلسة السادسة تأجلت أيضآ لأنني غيرت المحامي بآخر.