إن هذا العصر مليء بالظواهر (السالبة) المقلقة جداً، كظاهرة (التحرش) التي تعرضت لها المطربة (مروة الدولية) في احدي حفلاتها، ووجد مقطع الفيديو الذي يظهر الواقعة انتشاراً منقطع النظير من خلال وسائل (الإعلام البديل)، وأن دل هذا الشيء، فإنما يدل على التراجع الكبير في القيم والأخلاق المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بـ(الديانة الإسلامية)، فالظاهرة أضحت تسيطر على المجتمع بلا حياء أو خجل، وهذا يؤكد أن المجاهرة بـ(الفسوق) أصبحت علناً دون الالتفات للأماكن عاماً أو خاصاً، فهذا الأمر أحدثته متغيرات كثيرة من حيث كيفية التعاطي مع (القيم) و(الأخلاق) المتأثرة بما تفرزه (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي جعلت من بعض المجتمعات مجتمعات (هشة) للتركيز على تقليد ثقافات شرقية وغربية تدفع النشء والشباب نحو الاستخدام السالب لـ(لتقنية الحديثة) دون محاذير، أو اكتراث لخطورتها، وهو أمر نابع من (ضحالة) الثقافة، والوعي بما ترمي إليه في الحاضر والمستقبل.
هنالك تجاوز واضح لـ(لقيم) و(الأخلاق)، والذي يهدف من خلاله البعض لتحقيق (الشهرة) و(النجومية)، ومن ثم جني الأموال بـ(الحفلات) و(النقطة) لدرجة أن البعض من المغنيات أصبحن ثريات، لذلك يجب استخدام الإعلام البديل (إيجابياً) بما يوازي الاستخدام (سلبياً)، وأن لا ييأس الناشط الايجابي من التوعية والتبصير بالظواهر الدخيلة على المجتمع، وأن لا يدع (كبرياء) الإيجابية ينكسر، وأن لا يستخدم وسائط التواصل الاجتماعي بـ(استحياء) في ظل موجة (الفجور) و(الفسوق) الذي إذا لم يجد من يحاربه، فإنه سيقضي على (القيم) و(الأخلاق)، وتصبح الظواهر (السالبة) أمراً طبيعياً في المجتمعات، ويمكن رؤيتها تمارس في الشوارع، الأسواق، المركبات والأماكن العامة، فليس مهماً لدي هؤلاء أو أولئك تجاوزها أم لا، إنما المهم تحقيق (الشهرة) و(النجومية) بأي ثمن، وزاد من الإشكالية تعقيداً ظهور مغنيات يرتدين الأزياء (المحذقة)، وبالتالي من الطبيعي أن يتعرضن لـ(لتحرش)، فـ(المتحرش) يستقل انشغال المغنية بما يسمي بـ(النقطة) و(الغناء)، والغريب في الأمر أن ذلك السلوك يزيد من أسهمهن بالانتشار على نطاق واسع عبر السوشال ميديا، فيما تتراجع شعبية مطربات لديهن قاعدة جماهيرية، ويطرحن فناً جاداً بكل هيبة وشموخ، إلا أنهن يبعدن عن الأضواء، والتي يخطفنها مغنيات (التحرش)، هكذا نعيش عصراً انقلبت فيه موازين (القيم) و(الأخلاق)، ولا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل في ظل تنامي وانفجار ظواهر سالبة يصعب تداركها في إطار المتغيرات الجديدة في عصر التقنية الحديثة، والذي يجذب الشباب والنشء بما ينسجم مع روحه، خاصة وأنه يتسم بالسرعة لمواكبة التطور الذي يشهده العالم، لذا نلحظ أن مغنيات ناشئات يصعدن للشهرة والنجومية بسرعة الصاروخ بالاستخدام بـ(الإسفاف) الذي يبث عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو محتوى غير مفيد، ولا يستحق المتابعة بأي شكل من الأشكال، لأنه يعكس مستوى ثقافي لا يراعي القيم والأخلاق، وهذا يعود في الأساس إلى (التربية) و(البيئة)، وعليه فهنالك من يستهجن ذلك (الإسفاف)، ويطالب بالمراقبة الرسمية قبل أن يتمدد هذا الخطر الداهم للمجتمع الذي اختلفت فيه المفاهيم في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، وعليه لا ندري ما الذي يخبئه لنا الغد في إطار الظواهر (السالبة).