الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

*سراج النعيم يكتب : التجار ولعبة رفع الأسعار*

 

.......... 

يبقى جشع وطمع بعض الشركات، المصانع والتجار، سواء كان مواطناً أو مستثمراً أو مقيماً، أو لاجئاً لا يطاق بأي حال من الأحوال لأنه قائم على تجاوز حدود الممكن، والذي يستغل من خلاله ميزانية الشعب السوداني الضعيفة لتسجيل أعلى معدلات الأرباح بالزيادات الجنونية، فكلما مزق المواطن فاتورة من الفواتير الموضوعة على منضدته تطل عليه أخري.

مما أشرت إليه مسبقاً، فإن هنالك من يصنعون الأزمات عبر قنوات متعددة للتحايل والتلاعب في الأسعار، وذلك من خلال مضاعفتها دون مراعاة للمستهلك الذي انهكته الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، والذي يواجه الأزمات لوحده دون أن تلتفت إليه السلطات المختصة، وبالتالي لا يدري من أين يأتي بالمال لمجابهة متطلبات الحياة اليومية؟، وبالتالي على الحكومة الانتقالية التركيز على معاش الناس وقفة الخضار والمواصلات، وهي جميعاً لا تحتاج إلى تشكيل لجان، بقدر ما أنها تحتاج إلى قرارات حاسمة تضع حداً لفوضي تشهدها الأسواق فيما يختص  بتسعيرة السلع الاستهلاكية الضرورية، ووضع تعريفة للمواصلات منعاً لاهواء شخصية يمارسها ما يسمي بـ(الطراح) أو (الكموسنجي)، وأمثال هؤلاء يطوعون الأزمات لصالح كسب مادي رخيص، وهو بلا شك جاء ضمن ظروف اقتصادية قاهرة جداً، وتلك الظروف الاقتصادية تزامنت مع الإغلاق الكامل والجزئي بسبب جائحة (كورونا)، مما أدي إلى أن تكون في غاية الصعوبة للكثير من المواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود.

على الحكومة الانتقالية إتخاذ قرارات حاسمة ضد بعض الشركات، المصانع والتجار الذين لا يرحمون المواطن بالزيادات اليومية، ومن لا يرحمه يجب أن لا ترحمه الحكومة بالضرائب، الجمارك والزكاة، وذلك بقدر أرباح يجنيها من الشعب السوداني، والذي يدرك تمام الإدراك أبعاد المستقبل الاقتصادي للوطن رغماً عن تحديات جسام داخلية وخارجية، لذا وجب حسم كل من ينهك ميزانية المواطن بالزيادات المرفوضة مطلقاً، فلا يمكن قبول رفع الأسعار بصورة غير حقيقية أو منطقية، خاصة وأن البعض يبرر ذلك بارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، وعندما ينزل سعره لا يتم خفض سعر السلع حتي ولو أصبح سعر الدولار الأمريكي بـ(جنيه)، هكذا ترفع الأسعار وتظل على ما هي عليه، بل ربما تستمر الزيادات مع إشراقة كل صباح، مما يشكل ذلك خطراً كبيراً،  ويحدث في ذات الوقت تبعات اجتماعية، اقتصادية وأمنية لا تحمد عقباها فيما بعد، وهذا يعود إلى أنها تفوق طاقة احتمال المواطن البسيط، ما لم تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات تنفيذية عاجلة ضد كل من يرفع الأسعار بشكل جنوني.

إن الواقع المعاش واقعاً مذرياً رغماً عن أن المواطن يدفع ضريبة مضاعفة لكل سلعة من السلع، وبالإضافة إلى المواصلات، والفواتير الآخري التي تشمل أضعاف ما تدفعه الشركات، المصانع والتجار لمصلحة الضرائب، أو الجمارك أو الزكاة، ورغماً عن ذلك ترتفع أسعار المنتجات الغذائية بما لا يتوافق مع دخل المستهلك، وعندما توجه سؤالاً حول أسباب الزيادات تكون الإجابة مرتبطة بذريعة ارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، وبالتالي يأخذون أرباحاً لا يستحقونها بما في ذلك تسديد المواطن لأجور العمال بها، وإيجار المحلات التجارية وأرباح تأخذ بالاستغلال، الجشع والطمع الذي لا يطاق نهائياً.

إن الشعب السوداني أمام أمر خطير جداً، وذلك في ظل رفع الأسعار حسب الأمزجة الشخصية، فالزيادات التي وضعتها بعض الشركات الغذائية للمنتجات الغذائية تمثل ضغطاً على المواطن، والذي في إمكانه الاستغناء عنها إلى أن توضع لها أسعار ثابتة، وأن تضبط السلطات الرسمية العملية الشرائية في الأسواق.

يطالب المواطن بردع من يتحايل أو يتلاعب بقوته، ومن جانبي أطالبها بأن تفرض الضرائب، الجمارك والزكاة على الشركات، المصانع والتجارالذين يرفعون الأسعار بمبررات واهية من أجل الأرباح بالتحايل والتلاعب، مما يدخل ذوي الدخل المحدود ،المتقاعدين ،المحتاجين والفقراء في حسابات مالية معقدة جداً.

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

قصص مؤثرة حول مرض خطير وقاتل للإنسان



 

..................

مريض يحطم الرقم القياسي بنتاول (المسكنات) ولكن! 

.......................

(هشام) : لا أستطيع العيش بدون الدواء لهذا السبب

.....................

وقف عندها : سراج النعيم

.........................

خرجت بقصص مؤثرة وحزينة حول مرض خطير وقاتل للإنسان ألا وهو مرض (السل)، وذلك من خلال زيارة سجلتها إلى مستشفى (ابوعنجة) للأمراض الصدرية بمدينة أم درمان، وجاءت زيارتي بعد تفشي المرض في أوساط المجتمع، خاصة وأنه من الأمراض الشائعة المؤدية في كثير من الأحيان إلي (الوفاة)، بالإضافة إلي أنه من الأمراض المعدية، ويشير أطباء استطلعتهم إلي أن الإنسان المصاب بـ(السل الرئوي) يتأثر أيضاً جراءه في أجزاء أخرى من جسده، وعادة تنتقل العدوي من (المرضي) إلي (الأصحاء) عن طريق الهواء، الذي يساعد علي نقل رذاذ لعاب الأفراد المصابين عن طريق (السعال) أو (العطس)، أو أي طريقة أخرى.

وفي هذا الإطار واصلت توغلي داخل المستشفى الذي أعتقدت أنه في بادئ الأمر مهجوراً، وليس فيه (مرضي) أو (أطباء) أو (ممرضين) أو (عاملين) أو (زوار)، خاصة وأنني طرقت جميع أبواب المستشفي دون أن الحظ أي حركة فيه، لدرجة أنني فكرت جاداً في الانصراف، وفي تلك الأثناء لمحت شخصاً يمشي بصعوبة شديدة، فسألته هل يوجد مرضى في هذه المستشفى؟

قال : نعم، إلا أن العنابر بعيدة جداً من موقعك هذا، ثم وصف الي العنابر، وقبل أن أصل إليها لمحت ذلك المريض مرة أخرى، علماً بأن المريض أنف الذكر كان مصراً علي أن يروي لي معاناته مع (السل)، ما حدا به انتظاري، ثم طلب مني أن أذهب معه إلي غرفته، ولم أخيب ظنه.

في باديء الأمر سألته عن اسمه وعمره؟

قال : (هشام) أبلغ من العمر (43) عاماً جئت إلي المستشفى منذ سنوات.

هل أنت مصاب بالسل الرئوي؟

قال : لا بل مصاب بـ(السل العضمي)، الذي أخذت في إطاره العلاج على مدى السنوات الماضية، إلا أن الألم الذي أحس به لم يبرح مكانه قيد أنمله، أي أنني لا أستطيع العيش بدون (مسكنات)، وهكذا ظللت أتناولها طوال السنوات الماضية دون الانقطاع عنها يوماً واحداً.

ألم يسبب لك استخدام المسكنات بهذه الكمية الكبيرة آثار جانبية؟

قال : نعم سببت لي إشكاليات مرضية أخرى، إذ أنها تسببت في أن أصاب بـ(الفشل الكلوي) الذي أكتشف في ظله الأطباء أن لدي تآكل في بعض الفقرات في الظهر.

ما هذه الكمية الكبيرة من صناديق الأدوية التي تحتفظ بها؟ قال : كما تشاهد بنفسك فهذه (المسكنات) ظللت أتناولها في الفترة القليلة الماضية، وهل تصدق أنني كل (خمس) أو (ست) أشهر أرمي بكمية مثلها في مكب (النفايات).

هل كل هذه المسكنات تمنح لك مجاناً؟

قال : لا فأنا اشتريها من الصيدلية، والشريط الواحد منها بـ(150) جنيهاً، وهكذا أعيش حياتي علي مسكنات الألم منذ ست سنوات، حتي ظهرت إشكالية مرضية أخري في منطقة (الرقبة) و(الظهر)، وفي الإشكالية الأولي أحضرت لي طبيبة جهازاً يخفف عني الألم عند النوم أو الحركة.

هل تتحرك أم أنك تبقى في هذه الغرفة؟

قال : بكل تأكيد اتحرك من مكان إلي آخر، وأخرج من المستشفى كثيراً بالذهاب إلى الصيدلية ومنطقة (بانت) للجلوس مع (ستات الشاي) إلي جانب أنني أسافر في بعض الأحيان، ثم أعود إلي المستشفي بالخرطوم.

لماذا لم تتلق العلاج في مسقط رأسك؟

قال : ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ‏(ﺃﺑﻮ ﻋﻨﺠﺔ)، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ في السودان ﺍﻟﺬﻱ يستقبل مصابي مرض (السل) من جميع انحاء السودان، وتبدأ مرحلة علاجنا فيه من الفحص، ﻭﺣﺘﻰ تشخيص الحالة وتلقي ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀنا ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ اللازم.

ومن القصص التي وقفت عندها قصة مريضات بدأ معهن المرض بـ(كحة)، استمرت معهن فترة من الزمن، دون أن يأبهن بها ، فقط كن يستخدمن لها بعض المضادات الحيوية، إلا أن حالتهن الصحية ازدادت سوءاً، ولم تجد حلاً سوى أن تعرض نفسها على الطبيب المختص، وبعد إخضاعها للفحص والكشف الطبي، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ في أنها ﻣﺼﺎﺑﺔ بـ(السل الرئوي)، الذي أصيبت به من خلال مداومتها علي شراء (الفول السوداني) من إحدى البائعات، وعلي خلفية ذلك تم إخضاعها للفحص والكشف الطبي الذي أثبت أنها ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑـ(السل الرئوي)، وعندما تم سؤال بائعة الفول السوداني عما تفعله؟

قالت : عندما أشتري الأكياس لتعبئة الفول أقوم بنفخها.

فيما وجهت (الدار) بعض الأسئلة لأهل الإختصاص حول ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻞ؟

فقالوا : من أبرز علامات الإصابة بالسل الرئوي (الكحة) المستمرة لأكثر من أسبوعين، وإذا لم يجدي معها تناول الدواء، فيجب علي المصاب أن يعرض نفسه علي ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ المختص، للتأكد من أن كان مصاباً بـ(السل الرئوي) أم لا، حتى لا يتسبب في نقل العدوى لمن هم أصحاء من أفراد أسرته أو زملائه في العمل أو الدراسة.

كيف تنتقل العدوى من المرضى إلى الأصحاء؟

قالوا : من خلال ‏(ﺍﻟﺘﻔﺎﻑ‏)، الذي يجب أن تجري له الفحوصات ما بين الفينة والأخرى، وإذا ثبت أن نتيجة الفحص سالبة، فإن المريض لا يحتاج إلى إعادة العلاج، خاصة وأن إنتقال العدوى يتم عبر ‏(ﺗﻔﺎﻑ) ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، وهو ما ينقل العدوى للأصحاء، حينما يأتي نحوه غبار، أو عندما يتم كنس المكان الذي تم فيه (التفاف)، لذا على مرضى السل الرئوي أن (يبصقوا) داخل إيناء.

الأحد، 13 سبتمبر 2020

فنان جنوب سوداني يقلد الباشكاتب ويخطف الاضواء في حفل السلام

كتب : سراج النعيم 

بعث الأستاذ عبدالعظيم نجل الفنان الراحل عبدالدافع عثمان بتوضيح حول فنان جنوب سوداني يقلد الموسيقار محمد الأمين في احتفال السودان بتوقيع إتفاق السلام في العاصمة الجنوبية (جوبا)، والذي حقق ملايين المشاهدات.

قال : أخونا الغالي الأستاذ سراج النعيم أحب أن اوضح لك بأن الشاب الذي تغني للأستاذ القامة محمد الأمين هو الاخ الفاتح جادين وزميل دراسة بمدرسة العباسية غرب الإبتدايية، وكانت يقيم مع أسرته بحي العباسية شرق محطة (عابدين)، وعندما فصل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الجنوب عن الشمال انتقلت مع أسرته إلى دولة جنوب السودان عقب انفصال جنوب السودان عن الشمال جغرافيا إلا أنه ظل متواصلاً معنا عبر التقنية الحديثة، فالتحية له وللقامة محمد الأمين ولك لأهل في دولة الجنوب الأشقاء، لذا انتهز هذه الفرصة لاهنئ الشعب بتوقيع اتفاقية السلام، وأتمني أن تتم المفاوضات مع بقية الحركات المسلحة ليعم السلام كل ارجاء البلاد لينعم الجميع بالخير، المحبة، السلام، العدالة، التنمية والرخاء.

زوج (ستونة) يكشف حقيقة وفاتها بجائحة (كورونا) بالقاهرة

 كتب : سراج النعيم 

نفي الموسيقار كمال يعقوب زوج الفنانة السودانية المقيمة بالقاهرة فاطمة علي آدم الشهيرة بـ(ستونة) ما اشيع حول وفاتها متأثرة بجائحة (كورونا).

وقال : إن الوفاة حدثت بعد أن أصيبت ببعض الأمراض، والتي ظلت تعاني منها في الآونة الأخيرة، وكان أشدها (الحساسية)، والتي تسببت لها بـ(ضيف) في التنفس، مما فرض على الأطباء تركيب جهاز تنفس صناعي، بالإضافة إلى إشكاليات مرضية أخري.

وأضاف : ما ذهب إليه البعض حول وفاة (ستونة) لا أساس له من الصحة، وعليه أرجو تحري الدقة فيما يتعلق بالأخبار عموماً، وعلى وجه الخصوص ذات الصلة بالنجوم والمشاهير.

فيما كان الموسيقار كمال يعقوب قد كشف لصحيفة (الدار) أدق التفاصيل حول وفاة زوجته بالعاصمة المصرية بعد صراع مرير مع المرض.

وقال : ستونة كانت تعاني من كشكول من الأمراض، إذ أنها أصيبت بمشكلة في (الرحم)، والذي اتضح فيما بعد أنه (تليف)، بالإضافة لتعرضها إلى مشاكل في (الكلى) والمساك البولية (المحسن)، و(حساسية) في الصدر، وهذه الحساسية كادت أن تتأزم لدرجة أن تصبح (أزمة)، مما أحدث للمتوفاة (ستونة) ضيف في التنفس، وهذا الضيق قاد الأطباء إلى تركيب جهاز تنفس صناعي خارجي بغرض تحريك القلب وملأ الجسم بالإكسجين، هكذا ظلت تعاني من تلك الإشكاليات المرضية المتعددة إلى أن انتقلت إلى جوار ربها.

سراج النعيم يكتب : هل الانظمة واللوائح والقوانين تنطبق على الحكومة الانتقالية

 

 

ظللت على مدى سنوات متصلة أحذر من مغبة السقوط في براثن عدم القيادة الرشيدة، فالقيادة موهبة وفن لا يحتاج لأن تكون الشخصية الواقفة على رأسه قوية من حيث البنية الجسمانية بقدر ما أنه يجب أن يكون حكيماً في إدارة الكادر البشري وتطبيق اللوائح والقوانين المنظمة لسير العمل، فأي تجاوز فيها من (الرئيس) أو (المدير) ستكون إدارته فاشلة ومهزوزة في تطبيق اللوائح الداخلية وتنفيذ قانون العمل الرامي لبيئة مستقرة، وخالية من الفوضي، خاصة وأن هناك علاقة وطيدة بين الإدارة والشريعة الإسلامية لقوله تعالي : (إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم)، وهنالك حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يدير الرجل أمر خمسين امرأة).

ومما ذهبت إليه فإن الشخصية الإدارية القيادية يجب أن تدرك وتعي أن العمل الإداري قائم على أساس الأنظمة واللوائح والقوانين نسبة إلي أن الإدارة موهبة وفن يجب أن تدار في إطارها شؤون المؤسسات والشركات، وهي في الأساس يبني عليها كل العمل الإداري، والذي يتطلب المرونة مع الكوادر البشرية، ومع ذلك عدم التهاون في تطبيق النظم واللوائح والقوانين لأن إغفالها يؤدي إلى إشكاليات ربما تعود لعدم التطبيق بشكل سليم، أو عدم القيادة بشفافية، وهذا يوضح أين تكمن الأزمة، هل في المسئول الذي يقف على رأس العمل الإداري، أم أنه في تنفيذ الأنظمة واللوائح والقوانين؟.

ولاسيما فإن بعض النظم واللوائح والقوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، والتي وضحت فنون الإدارة من خلال التخطيط المبني على الأفكار الخلاقة، بالإضافة إلى المرونة فيه، وإيجاد البدائل كلما مرت به أزمة، ومن شواهده على ذلك قول سيدنا يوسف عليه السلام : (تزرعون سبع سنين دأباً، فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصدون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، ومما هدى الله سبحانه وتعالي إليه سيدنا يوسف عليه السلام، فإن (الرئيس) أو (المدير) ملزم بالتخطيط المستقبلي لتفادي الإشكاليات والأزمات التي تواجهه.

ومن هنا يجب على الشخصية القيادية أن تكون مستقلة في اتخاذ القرار، وأن تعمل وفق الأنظمة المتبعة، ومتابعة تنفيذها بصورة دقيقة من خلال الأقسام الرئيسية المساعدة، والتي يجب أن تأطر لهذا المفهوم ، وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً بعيداً عن المحاباة والمجاملة، فأي (رئيس) أو (مدير) يفترض فيه وضع الخطط المستقبلية القريبة والبعيدة المدي، وأن تكون لديه القدرة على السير الصحيح مع الموظفين، والتعامل معهم بروح الود والحب والرضا والانتماء للعمل، وخير شاهد قوله سبحانه وتعالي : (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، و(أن تعفوا أقرب للتقوي ولا تنسوا الفضل بينكم).

ومن الواجب عليه معرفة متي يتدخل لحل هذه الإشكالية أو تلك الأزمة التي تواجه سير العمل إدارياً؟، وأن يدرك تماماً ما الذي يجب أن يفعله لتجنب الخسائر، فهو قد يكون مستوعباً كيفية تفكير مصطنع الإشكالية أو الأزمة التي إن تروي في ظلها فإنه سيجد الحل وفقاً للأنظمة واللوائح والقوانين، فهي دون أدني شك كفيلة بالحل، والذي ربما لا يحتاج إلى أي تدخُّل من جهات عليا أو خارج المنظومة، فعندما يسعي فإنه يسعي بلغة الحفاظ على هيبة المؤسسة، والتي يجب أن تكون قائمة على المرونة، وإذا لم تجدي فإنه سيلجأ إلى تطبيق الأنظمة واللوائح والقوانين بعيداً عن إستخدام أساليب ضغط غير مقبولة ضد هذا المسئول أو ذاك لإشباع رغبته لعدم إثبات فشله في إدارة الأزمة، وفهم طبيعتها وتعاطيه معها، ودائماً ما يحدث ذلك عندما يغيب صوت الحكمة والعقل، وإبعاد من هم مؤهلين للقيادة عن منصاتها، مما يدل على عدم المعرفة، لذلك هنالك أحاديث نبوية دالة على التخطيط الإداري لتفادي تقلبات المستقبل، ومن تحت ولايته قوله صل الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه : (ولئن تدع أبنائك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون الناس)، وأيضاً قوله للأعرابي الذي ترك ناقته عند باب المسجد دون أن يعقلها : (اعقلها وتوكل).

ومن الملاحظ أن نتائج التخطيط المسبق ومقارنتها بالأهداف التي ترمي إليها، يأتي دور التنفيذ وتحقيق ما هو مطلوب إدارياً من خلال الخطط والتنظيم والتوجيه الإداري الشفيف، والذي يجب أن يدرك في إطاره (الرئيس) أو (المدير) حقيقة الرقابة اللصيقة أثناء سير العمل، ومن شواهد قوله سبحانه تعالى : (وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)، ومن السنة النبوية حديث سيدنا جبريل عليه السلام : (فأخبرني عن الإحسان)؟ فقال صل الله عليه وسلم : (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا من أعظم أنواع الرقابة.

زوج يطلق زوجته بسبب فنان شاب شهير لهذا السبب


وقف عندها : سراج النعيم 

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة حالات (الطلاق) في الأيام الأولي من الزواج، وهي بلا شك أمر (مستهجن) فيما مضي إلا أنها وفي الوقت الحاضر أضحت أمراً سهلاً، ولا يخاف الطرفين من الإقدام على هذه الخطوة كما كان في سابق العهد، اما الآن فكثيراً ما نلحظ أن العروس تعود من (عشة الزوجية) إلى منزل أسرتها، وذلك بعد أيام من إتمام مراسم الزفاف، وذلك لأسباب أقل ما توصف بـ(التافهة)، وهكذا تتعدد الأسباب والطلاق وأحد، ومن النماذج عروساً أصرت على عريسها الارتباط مع فنان شاب شهير، وفي حال عدم تحقق ذلك فإنها ترفض الزواج منه، فما كان من العريس إلا أن يطلقها لأنه وجد الفنان الشاب مرتبطاً في ذلك اليوم، وأصرت زوجة ثانية على زوجها أن يتركها ترتدي (البنطال)، وثالثة اضطرت للانفصال من زوجها لأنه (بخيلاً)، ورابعة انفصلت عن زوجها لأنها تري أنه (مستهتر)، وهكذا تختلف الأسباب من حالة طلاق إلى اخري، وهو ما يجعل هذه العروس أو تلك تحمل لقب سيدة (مطلقة).

فيما انهار عريس شاب في (ليلة الدخلة)، ومن ثم دخل في نوبة بكاء دون أن يأبه بـ(عروسه)، مما يدل على حدوث أمرعقب إنتهاء مراسم زفافه مباشرة، المهم أنه ظل يبكي بحرقة شديدة دون أن يكشف الأسباب التي أدخلت عروسه في حالة نفسية، مما حدا بها الشك بأنها ارتكبت خطأ، لذا ظلت تسأل نفسها : (ماذا فعلت)؟ هكذا تطرح السؤال تلو الآخر، وذلك أثناء ما كانت تمضي في طريقها إلى الفندق لقضاء شهر العسل، ورغماً عن ذلك لم تسأل زوجها عما استدعاه لافساد (ليلة العمر)، وما أن وصلت إلى الفندق إلا وفاجأته بأنها لم ترتكب خطأ طوال حياتها أو تقدم على فعل من شأنه أن يغضبه في هذا اليوم، والذي ظلت تنتظره طويلاً، وأكدت له أنها تحبه حباً عميقاً، لذا لا يمكنها أن تخطيء في حقه، ولو كان ذلك الخطأ مجرد (هفوة)، عندها هدأ العريس قليلاً بدأ في الإجابة على سؤالها قائلاً : (الحالة التي دخلت فيها حدثت غصباً عني، فلم اتمالك نفسي نسبة إلى انني تذكرت والدتي عليها الرحمة، إذ أنها كانت تتمني حضور مراسم زفافي، والذي كانت تتابع ترتيباته معي لحظة بلحظة، وما أن اكتملت إلا وتوفيت إلى رحمة مولاها، ورغماً عن أنها كانت على فراش الموت إلا أنها قالت لي : (يا ولدي إذا قدر الله أن يتوفاني إلى رحمته لا تؤجل زواجك)، وعليه كانت والدته تأمل مشاركته الفرحة بـ(ليلة العمر).

وقالت العروس (ريهام) البالغة من العمر (25) ربيعاً : تفاجأت في أول أيام شهر العسل أن زوجي دخل في حالة بكاء شديد دون أن أعرف الأسباب، مما قادني إلى أن أقضي ليلة (بائسة)، ورغماً عن ذلك كنت أعمل على تخفيف ما يحس به في تلك الأثناء.

وأردفت : عندما وجدت زوجي يبكي ذلك البكاء شعرت بالخوف، مما استدعاني محاولة تهدئته لمعرفة الأسباب التي جعلتني أشك بأن هنالك إشكالية أو أنه غير مهتم بهذه الليلة، عموماً عندما هدأ زوجي أكتشفت أنه تذكر والدته المتوفاة قبل أشهر، فهي كانت تنتظر مراسم زفافه بفارق الصبر، رغماً عن أنها كانت تعاني من الإصابة بأمراض مزمنة، وهذه الأمراض أخفتها عنه حتي لا تفسد عليه فرحته بالتجهيز لزواجه، وعندما عرف بحقيقة الأمر قبل الوفاة قالت له : (لا تؤجل موعد زفافك مهما حدث)، إلا أنه لم يحتمل ما ذهبت إليه، مما جعله ينهار، ومن ثم يدخل في نوبة بكاء بلا إنقطاع.

وفي ذات الإتجاه وضعت العروس (أميمة) البالغة من العمر(20) عاماً قصتها مع الزواج القصير جداً قائلة : خضت لتجربة قاسية ومؤلمة جداً في زواجي الذي تم بصورة تقليدية، إذ تقدم زوجي السابق لخطبتي، وكالعادة طلبت أسرتي منه فرصة للسؤال عنه، فوجدته إنساناً لا تشوبه شائبة، فوافقت عليه بلا تردد، ثم قطعت معه موعداً لإكمال مراسم الزفاف، وفي الزمان والمكان المحددين تمت مراسم الزفاف، والذي كنت سعيدة به إلا أن سعادتي لم تستمر، وذلك نسبة إلى موقف حدث بيني ووالدته أثناء قضائي شهر العسل، وتمثل الموقف في أن والدته طلبت مني حضوري إلى منزلها لخدمة عدد من أقاربها الذين جاءوا إليها في وقت متأخر من الليل، فرفضت الذهاب إليها لأنني كنت (مرهقة) جداً، وهو الأمر الذي جعل زوجي يسيء لي بألفاظ غير لائقة، فاستغربت جداً من تصرفه، وسألت نفسي كيف يقبل زوجي أن أقطع شهر العسل، وأذهب لخدمة ضيوف والدته، ودرءاً لحدوث إشكالية بيني وبينه توجهت إليها مباشرة، وكان أن نفذت كل ما طلبته مني، إلا أن زوجي أصبح يختلق معي الخلافات فيما بعد بشكل شبه يومي، عندها توصلت إلى حقيقة واحدة لا ثان لها إلا وهي أنه لا يحتمل إدارة أي حوار معي، وعندما أفعل يغضب مني غضباً شديداً، ولم يكتف بذلك، بل أصبح يختلق الإشكاليات حتي يخرج من الفندق، المهم صبرت عليه إلى أن عدنا إلى عش الزوجية، وفي أحد الأيام ذهبت لأهلي، وبدلاً من أن يأتي لأخذني أرسل لي ورقة الطلاق.

وقالت (وجدان) البالغة من العمر (23) عاماً : سبب طلاقي في شهر العسل يعود إلى التسرع في الإختيار، وعدم تفكيري في المستقبل بما يحقق لي الاستقرار، إذ انني تسرعت من واقع انني وجدت صديقاتي يتزوجن الواحدة تلو الاخري، وهو الأمر الذي شعرت على إثره بالغيرة منهن، وما أن طرق بابي هذا الشاب إلا ووافقت عليه خوفاً من أن يفوتني (قطار الزواج)، وبعد عقد القران اكتشفت أنه مازال يأخذ مصروفه من والده رغماً عن تخرجه من الجامعة، فقلت في قرارة نفسي : (عسي ولعل يجد عملاً ويتغير حاله فيما بعد) إلا أنه وبعد شهر من إتمام مراسم الزفاف قال : (أنا غير مقتنع بك كزوجة)، وتحجج بأنني أصغير منه سناً، وبدون مقدمات رمي على اليمين، وأسرته لم تحاول التدخل لاعادتي في حباله.

وقالت (فادية) البالغة من العمر (٢٠) عاماً : لعبت غيرة زوجي دوراً كبيراً في حدوث الانفصال، إذ انني لاحظت أنه يمتاز بهذه الصفة منذ أن ذهبنا لقضاء شهر العسل، فكلما تحدثت مع أهلي أو صديقاتي عبر الهاتف يوجه لى سؤالاً مفاده مع من تتحدثين؟ فارد عليه بوضوح شديد إلا أن إجابتي تكون بالنسبة له غير مقتنعة، لذلك وجدت صعوبة شديدة في التعامل معه، فما كان مني إلا أن أذهب من الفندق إلى منزل أسرتي، وبعد أيام تفاجأت به يرسل لى ورقة الطلاق.

أما عوضية البالغة من العمر (22) عاماً فقالت : لاحظت منذ الوهلة الأولي أن أسرته تسيطر عليه سيطرة تامة، وكلما حاولت التقرب من والدته وشقيقاته يظهرن عدم حبهن لي، إلا انني كنت أصبر لانني كنت أحب زوجي، وهذا الحب جعلني أتغاضى عما يحدث معي، ورغماً عما أشرت له إلا أن زوجي كان سلبياً، ولا يملك قراره، لذا تعرضت للمضايقات، فما كان مني إلا أن فضلت الانفصال على البقاء معه، فتم الطلاق في هدوء دون أن تحرص أسرته على الإصلاح.

وتشير الاخصائية الاجتماعية ثريا محمد أحمد إلى أن أسباب إرتفاع نسب حالات الطلاق في الأيام الأولي من إتمام مراسم الزفاف قائمة على عدم التوافق بين الزوجين، بالإضافة إلى عدم الدراية بأن الحياة الزوجية ارتباط طويل الأمد، وهذا الارتباط يتطلب توافق في الأفكار، وذلك من أجل استقرار أسرى، وهذا الاستقرار يتطلب عدم تدخل أسرة العريس أو والدة العروس لأنهم عندما تفعلون، فإن الأمر كفيل بالقضاء على الحياة الزوجية، كما أن هنالك عاملاً في غاية الأهمية إلا وهو التسرع في قبول الزوج، والذي يجب معرفته المعرفة الجيدة من حيث النضوج والتوافق الفكري، خاصة وأن هنالك أسباب نفسية ربما تدفع الفتاة إلى طلب الطلاق، وذلك بعد أيام من الزواج، وأبرزها عدم التوافق الفكري مع زوجها، بالإضافة إلى طريقة سلوكها التي انتقلت بها من منزل أسرتها لـ(عشة الزوجية)، إلى جانب معطيات ومتطلبات الحياة التي كانت تعيشها، وغالباً ما تتطلب مشاعر مستقرة، خاصة وأن الأنثى تفكر جيداً في كيفية تكوين أسرة بعيدة كل البعد عن أسرتها وأسرة زوجها، وفي حال عدم مقدرتها السيطرة على مملكتها، فإنها تكون زوجة (هشة).

الخميس، 10 سبتمبر 2020

*الصحفي (عمار) يواصل كشف الأسرار حول (البشير).. وهذا ما قاله الرئيس المعزول حول انتخابه قبل الإطاحة بنضامه البائد*

 


.......... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

......... 

واصل الصحفي المثير للجدل عمار أحمد آدم كشف أسرار وخفايا حول الرئيس المخلوع عمر البشير، وتنظيم الإخوان المسلمين (الحركة الإسلامية.(

في البدء ما الذي دار بينك والرئيس المعزول بمنطقة (شمبات)؟

كان هنالك مناسبة بمنزل (التجاني) بمنطقة (شمبات)، وكان أن علمت أن عمر البشير على رأسها المدعوين لها، ورغماً عن أنه لم تتم دعوتي إليها إلا انني أوقفت سيارة أجرة (تاكسي) وصلت بها مكان المناسبة، ومن ثم دلفت مباشرة إلى داخل المنزل، فوجدت فيه حضوراً طاقياً من القيادات السياسية (موالية) و(معارضة)، بالإضافة إلى بعض رؤساء تحرير الصحف، فلم أحرص على الجلوس إلى جانبهم، بل صوبت نظري نحو عمر البشير، فلاحظت أن بجواره كرسياً (فاضياً)، ومن ثم لمحت الشريف زين العابدين الهندي وعمر نورالدائم، فما كان مني إلا وتوجهت للكرسي (الفاضي) مباشرة، الأمر الذي أحدث (ربكة) في ترتيبات (البرتكول)، مما قاد الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين وكمال عبداللطيف مدير مكتب الرئيس المخلوع آنذاك وبعض أفراد المراسم للتحرك في كل الاتجاهات لإيجاد مخرج، إلا أنهم فشلوا في ابعادي، لذا يبدو أنهم قرار معاقبتي بالحرمان من وجبة العشاء، إلا أن الدكتور عمر نورالدائم تدخل وأفشل المخطط بأن وجه خطابه للشاب الذي يوزع في العشاء بحدة قائلاً : (نزل عشاء هنا)، فما كان منه إلا واستجاب له سريعاً، وقبل أن ابدأ في تناول الوجبة التفت إلى عمر البشير، وقلت : (يا خي أنت ما تخلي الانتخابات دي شوية)، فرد قائلاً : (ليه أخليها شوية)، فقلت : (عشان أتم الأربعين سنة واترشح ضدك)، فقال : (أنت ألا تتم الأربعين سنة يا خي اترشح المرة الجايه) ثم همس في أذني بصوت خافت : (كدي أنت أول حاجة دخل كراعك والباقي هين)، المهم أثناء إدارتي للحوار معه فاجأته قائلاً : (يا خي قصة حكمك للسودان دي ما قربت تنتهي)، قال : (أنت رأيك شنو)؟، قلت : (والله شايف النهايات قربية جداً)، فقال : (رأي زي رأيك كده)، وأثناء ذلك وزع ذلك الشاب (التحلية) على الضيوف إلا أنه تجاوزني، فسألت عمر البشير لماذا تجاوزني؟ فقال : (الزول دا جيبوا ليهو تحلية)، عموماً قلت كل ما أريد أن أقوله له، ومن ثم نهضت من الكرسي قبل أن يتحرك هو من مكانه، لذا كنت أتوقع اعتقالي عقب خروجي من المناسبة إلا أن توقعاتي لم تصدق، فقلت ربما لأن المناسبة جاءت عقب المفاصلة بين (الترابي) و(البشير(

ماذا دار بينك والبشير فيما بعد؟

التقيت به في مسجد (النور)، وصادف ذلك أنه اعفي الفريق أول مهندس صلاح قوش من منصبه مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، مما أغضب بعض (الشوايقة)، وعندما التقيته كان لدينا عقد قران، وكان هو مشاركاً في عقد قران اخر، وعندما انتهي منه قلت له : (يا خي استني شوية عشان تشاركنا في عقد قران أهلنا الشوايقة)، فقال : (جداً وين هم ناسكم ديل)، فقلت : (لكن الشوايقة ديل زعلانين منك شديد)، فلاحظت أن ملامح وجهه تغيرت، إلا أنه ورغماً عن ذلك قال : (بنفسهم ليك بدبوس)، وأضاف : (طيب القاعدين ديل ما يحردوا السلطة)، وكان يقصد علي عثمان محمد طه، عوض الجاز وأسامة عبدالله، فقلت : (سأقول لك كما قال أحمد الخير المحامي مقولته الشهيرة)، فقال : (والله الكلام دا صاح مائة بالمائة) ثم غادر مسجد (النور).

ما الذي حدث عندما اقتحمت إجتماع البشير بمركز الشهيد الزبير؟

خرجت من صحيفة (المجهر)، فشاهدت سيارات فارهة تقف أمام مركز الشهيد (الزبير)، فقلت في قرارة نفسي سأقف أمام إستقبال المركز لمعرفة ما الذي يدور في الداخل، وعندما وصلت البوابة التمست أن من يجلس بالإستقبال (ود فاره ساكت) فقلت له : (الإجتماع دا بدأ مش كده)، فقال : (ايوه)، وقبل أن يلتقط ملامح وجهي جيداً كنت قد دلفت إلى داخل المركز، والذي وجدت فيه الحراسة الأمنية مشددة جداً ومنتشرة في كل مكان، فلم أتوقف المضي نحو هدفي، وهكذا إلى أن وجدت مدخلاً، وتعمدت أن لا أنظر إلى أفراد الأمن، بل توجهت مباشرة إلى البوابة، وقمت بفتحها ثم دلفت إلى داخل القاعة، وفي هذه اللحظة كان الرئيس المخلوع عمر البشير يخاطب في مجموعة من قيادات الدولة، وعندما شاهدني أدار وجهه إلى الناحية الأخري إلا أنه ورغماً عن ذلك واصل حديثه بصورة عادية، فما كان مني إلا وجلست في أقرب كرسي، ولكن بعد ثواني من ذلك جاء نحوي أحد حراس الرئيس المعزول ووضع يده على كتفي ثم همس في أذني قائلاً : (دايرنك بره القاعة)، وعندما خرجت معه وجدت رجال الأمن يوجهون لي السؤال تلو الآخر، ومن بين الأسئلة : (يا زول أنت الدخلك هنا شنو) فقلت : اعتقدت أن في المركز ندوة، لذلك دخلت عبر الإستقبال في هذا التوقيت، فرد على قائلاً : (هسع عليك الله الجو الشايفو دا جو محاضرات)، ثم قال لي بزهج شديد : (يا خي أمشي خلاص)، إلا أن واحداً آخراً سألني من أنت؟ فقلت : (عمار أحمد آدم) ثم أردف سؤاله ماذا تعمل؟ فقلت صحفي، فقال : نحن ما بنعرف صحفي غير (مبارك البلال)، فقلت مبارك البلال ذاتو صاحبي ثم سمحوا لي بالذهاب، وما أن تقدمت قليلاً إلا وجاءني فرداً أخراً وقال : (اقيف يا زول)، وأردف : (نود أن نأخذ منك بيانات)، فقلت : (جداً)، فسألني : أين بطاقتك الشخصية؟، فقلت : (ما عندي بطاقة)، فقال : (بكل آسف سنضطر نحجزك إلى أن نعرف حقيقتك)، فقلت : (ما في مشكلة)، ثم قال : (كدي أضرب تلفون لأي زول تعرفه شرطاً لا تتحدث معه)، فقلت : (سأتصل على وزير)، وكان أن ضغطت على زر الإتصال به، فقال : (من هذا الوزير)؟، فقلت : الكاروري وزير المعادن، فقال : (أتصل برقم ثاني)، فاتصلت بنبيل الصحفي وكان هنالك جرس بدون رد، بعدها قلت : (أهل يعقل أن أكون مواطناً عادياً وأدخل في مكان فيه الرئيس والأجهزة الأمنية، فرد على قائلاً : (على كل حال أعرف أن هذا الأمر سيقع على رأسنا)، ثم سألني (ما هو إسمك)؟ فقلت : عمار أحمد آدم، و(ماذا تعمل)؟ فقلت : صحفي وإلى آخرها من الأسئلة ثم سمح لي بالذهاب.

وماذا؟

من المواقف أيضاً التقيت بالرئيس المخلوع عمر البشير

في مناسبة، وكان يرتدي أزياء غريبة، وكنت كذلك ارتدي ملابس غريبة أسود في أسود، وما أن شاهدني إلا وهمس في أذني قائلاً : (يا جني) فقلت له : الجن (........) فضحك ثم مضي في طريقه، وأيضاً التقيت به في زواج شقيقه بالمهندسين، وكان هو داخل على المناسبة بالممر، وحوله ناس كتار وخلفه مباشرة الراحل حيدر رئيس القضاء، وعندما أصبح الرئيس المعزول قصادي لفت انتباهه، فما كان من رئيس القضاء إلا أن يندهش، ولكن الدهشة زالت عندما قال البشير : (او عمار كيف الحال) ثم واصل تقدمه لمسرح المناسبة، وفي مرة وجدته في بيت عزاء، وصادف أن هنالك رجلاً يحمل طفلاً على استحياء، ويمضي به نحو البشير لكي يسلم عليه، وعندما لاحظت هذا المشهد قمت بـ(جر) الرئيس من جلبابه، وعندما التفت إلى قلت : (الشافع دا داير يسلم عليك)، وهو بدور قال : (او ابني كيف حالك).

ما الذي حدث في مؤتمر إعلان الحريات؟

عندما أعلن البشير الحريات للقوي السياسية عبر مؤتمر صحفي تأكيداً للانفتاح كنا قبل هذا المؤتمر نجلس في انتظار بدايته، فجاءت امرأة كبيرة في السن وهي تحمل في جعبتها شكوي للرئيس، إلا أن أفراد الأمن تعاملوا معها بشكل عنيف جداً، ومن ثم تم إخراجها من المكان بقوة مفرطة، هذا المشهد استفزني جداً، مما استدعاني لكتابة ورقة، ودفعت بها للبشير مؤكداً له بأنك في الوقت الذي تود فيه إعلان الحريات هنالك من يهدم الفكرة، وكان أن حملت الورقة وتوجهت بها مباشرة إلى المنصة وسلمتها للبشير، فقال : (عمار).

ماذا بعد سقوط النظام؟

طلب مني أن أكون شاهد ملك في انقلاب 30 يونيو، إلا انني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا رغماً عن انني ضد (الكيزان)، وضد قوي إعلان الحرية والتغيير أيضاً.

ماذا عن قصتك مع البدوي وزير المالية السابق؟

لم أكن أعرف أن هنالك مؤتمراً صحفياً لوزير المالية إلا عندما دخلت إلى مكتب أحد الأصدقاء، والذي وجدته يشاهد في المؤتمر، وعندما شاهدته على شاشة التلفاز معه لاحظت أن بثه مباشراً، فقررت أن لا افوت هذه الفرصة نهائياً، فما كان مني إلا وتوجهت مباشرة إلى شارع الجمهورية إلى أن وصلت (سونا)، وما أن دلفت إليها إلا وتوجهت مباشرة إلى المنبر، فوجدت أحد الأشخاص يتحدث، ثم اعقبته شابة، وما أن انتهت من حديثها إلا ووقفت في مكانها فحاول مدير (سونا) استدراك الموقف، إلا انني فاجأته بتوجيه حديثي لوزير المالية مطالباً إياه بتقدم استقالته فوراً لأنه عجزت عن إيجاد حلول للاوضاع الاقتصادية في البلاد، ولكن فيما بعد شعرت أنه رجلاً طيباً، وبصراحة تأثرت لأنه ليس من ذلك النوع الذي يستحق المخاطبة بتلك الطريقة، فأنا أحب أن اخاطب بلهجتي تلك (الشفوت)، ولكن في النهاية كنت أعبر عما يجيش في دواخل الشعب السوداني، فأنا اعتقد اعتقاد جازم أن هذه المسألة غلبت (الناس ديل).

هل أنت مع تسليم البشير إلى الجنائية؟

ما أظن سيتم تسليم البشير للجنائية لأسباب معلومة.

كيف تنظر إلى إزالة لجنة التفكيك؟

غير قادرة على التفكيك، فإذا أرادت لهذه المسألة أن تمضي في المسار الصحيح كان أن تفكك وتعزل عزلاً سياسياً.

من هم الصحفيين الإسلاميين؟

لايوجد في المشهد الآن صحفياً إسلامياً، ومن كانوا يكتبون عن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني يكتبون للاستفادة، فأنا أعرف بعضاً منهم يأخذون مرتبات من جهات ذات صلة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، اما من ينتمون للتيارات الإسلامي من الصحفيين فهم الصادق الرزيقي، عبدالماجد عبدالحميد، أشرف دوشكا رئيس تحرير صحيفة (الجريدة)، والاخير كان يذهب لمناطق العمليات مجاهداً، اما حسين خوجلي فكان مدخله للحركة الإسلامية شقيقه (عبدالله)، واما بالنسبة للطاهر ساتي فقد كان يعمل مع (الكوز) الكبير محمد حاتم سليمان في محلية جبل أولياء، وبحكم العمل نمت بينهما علاقة، وعندما أستلم محمد حاتم سليمان الدفاع الشعبي اصطحبه للعمل معه.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...