الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

قصص مؤثرة حول مرض خطير وقاتل للإنسان



 

..................

مريض يحطم الرقم القياسي بنتاول (المسكنات) ولكن! 

.......................

(هشام) : لا أستطيع العيش بدون الدواء لهذا السبب

.....................

وقف عندها : سراج النعيم

.........................

خرجت بقصص مؤثرة وحزينة حول مرض خطير وقاتل للإنسان ألا وهو مرض (السل)، وذلك من خلال زيارة سجلتها إلى مستشفى (ابوعنجة) للأمراض الصدرية بمدينة أم درمان، وجاءت زيارتي بعد تفشي المرض في أوساط المجتمع، خاصة وأنه من الأمراض الشائعة المؤدية في كثير من الأحيان إلي (الوفاة)، بالإضافة إلي أنه من الأمراض المعدية، ويشير أطباء استطلعتهم إلي أن الإنسان المصاب بـ(السل الرئوي) يتأثر أيضاً جراءه في أجزاء أخرى من جسده، وعادة تنتقل العدوي من (المرضي) إلي (الأصحاء) عن طريق الهواء، الذي يساعد علي نقل رذاذ لعاب الأفراد المصابين عن طريق (السعال) أو (العطس)، أو أي طريقة أخرى.

وفي هذا الإطار واصلت توغلي داخل المستشفى الذي أعتقدت أنه في بادئ الأمر مهجوراً، وليس فيه (مرضي) أو (أطباء) أو (ممرضين) أو (عاملين) أو (زوار)، خاصة وأنني طرقت جميع أبواب المستشفي دون أن الحظ أي حركة فيه، لدرجة أنني فكرت جاداً في الانصراف، وفي تلك الأثناء لمحت شخصاً يمشي بصعوبة شديدة، فسألته هل يوجد مرضى في هذه المستشفى؟

قال : نعم، إلا أن العنابر بعيدة جداً من موقعك هذا، ثم وصف الي العنابر، وقبل أن أصل إليها لمحت ذلك المريض مرة أخرى، علماً بأن المريض أنف الذكر كان مصراً علي أن يروي لي معاناته مع (السل)، ما حدا به انتظاري، ثم طلب مني أن أذهب معه إلي غرفته، ولم أخيب ظنه.

في باديء الأمر سألته عن اسمه وعمره؟

قال : (هشام) أبلغ من العمر (43) عاماً جئت إلي المستشفى منذ سنوات.

هل أنت مصاب بالسل الرئوي؟

قال : لا بل مصاب بـ(السل العضمي)، الذي أخذت في إطاره العلاج على مدى السنوات الماضية، إلا أن الألم الذي أحس به لم يبرح مكانه قيد أنمله، أي أنني لا أستطيع العيش بدون (مسكنات)، وهكذا ظللت أتناولها طوال السنوات الماضية دون الانقطاع عنها يوماً واحداً.

ألم يسبب لك استخدام المسكنات بهذه الكمية الكبيرة آثار جانبية؟

قال : نعم سببت لي إشكاليات مرضية أخرى، إذ أنها تسببت في أن أصاب بـ(الفشل الكلوي) الذي أكتشف في ظله الأطباء أن لدي تآكل في بعض الفقرات في الظهر.

ما هذه الكمية الكبيرة من صناديق الأدوية التي تحتفظ بها؟ قال : كما تشاهد بنفسك فهذه (المسكنات) ظللت أتناولها في الفترة القليلة الماضية، وهل تصدق أنني كل (خمس) أو (ست) أشهر أرمي بكمية مثلها في مكب (النفايات).

هل كل هذه المسكنات تمنح لك مجاناً؟

قال : لا فأنا اشتريها من الصيدلية، والشريط الواحد منها بـ(150) جنيهاً، وهكذا أعيش حياتي علي مسكنات الألم منذ ست سنوات، حتي ظهرت إشكالية مرضية أخري في منطقة (الرقبة) و(الظهر)، وفي الإشكالية الأولي أحضرت لي طبيبة جهازاً يخفف عني الألم عند النوم أو الحركة.

هل تتحرك أم أنك تبقى في هذه الغرفة؟

قال : بكل تأكيد اتحرك من مكان إلي آخر، وأخرج من المستشفى كثيراً بالذهاب إلى الصيدلية ومنطقة (بانت) للجلوس مع (ستات الشاي) إلي جانب أنني أسافر في بعض الأحيان، ثم أعود إلي المستشفي بالخرطوم.

لماذا لم تتلق العلاج في مسقط رأسك؟

قال : ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ‏(ﺃﺑﻮ ﻋﻨﺠﺔ)، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ في السودان ﺍﻟﺬﻱ يستقبل مصابي مرض (السل) من جميع انحاء السودان، وتبدأ مرحلة علاجنا فيه من الفحص، ﻭﺣﺘﻰ تشخيص الحالة وتلقي ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀنا ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ اللازم.

ومن القصص التي وقفت عندها قصة مريضات بدأ معهن المرض بـ(كحة)، استمرت معهن فترة من الزمن، دون أن يأبهن بها ، فقط كن يستخدمن لها بعض المضادات الحيوية، إلا أن حالتهن الصحية ازدادت سوءاً، ولم تجد حلاً سوى أن تعرض نفسها على الطبيب المختص، وبعد إخضاعها للفحص والكشف الطبي، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ في أنها ﻣﺼﺎﺑﺔ بـ(السل الرئوي)، الذي أصيبت به من خلال مداومتها علي شراء (الفول السوداني) من إحدى البائعات، وعلي خلفية ذلك تم إخضاعها للفحص والكشف الطبي الذي أثبت أنها ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑـ(السل الرئوي)، وعندما تم سؤال بائعة الفول السوداني عما تفعله؟

قالت : عندما أشتري الأكياس لتعبئة الفول أقوم بنفخها.

فيما وجهت (الدار) بعض الأسئلة لأهل الإختصاص حول ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻞ؟

فقالوا : من أبرز علامات الإصابة بالسل الرئوي (الكحة) المستمرة لأكثر من أسبوعين، وإذا لم يجدي معها تناول الدواء، فيجب علي المصاب أن يعرض نفسه علي ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ المختص، للتأكد من أن كان مصاباً بـ(السل الرئوي) أم لا، حتى لا يتسبب في نقل العدوى لمن هم أصحاء من أفراد أسرته أو زملائه في العمل أو الدراسة.

كيف تنتقل العدوى من المرضى إلى الأصحاء؟

قالوا : من خلال ‏(ﺍﻟﺘﻔﺎﻑ‏)، الذي يجب أن تجري له الفحوصات ما بين الفينة والأخرى، وإذا ثبت أن نتيجة الفحص سالبة، فإن المريض لا يحتاج إلى إعادة العلاج، خاصة وأن إنتقال العدوى يتم عبر ‏(ﺗﻔﺎﻑ) ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، وهو ما ينقل العدوى للأصحاء، حينما يأتي نحوه غبار، أو عندما يتم كنس المكان الذي تم فيه (التفاف)، لذا على مرضى السل الرئوي أن (يبصقوا) داخل إيناء.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...