...............
*الخرطوم /العريشة نت*
..............
أجبرت التدابير الإحترازية الوقائية والقرارات المتخذة من الحكومة الانتقالية الكثير من الأسر إلى بيع ومقايضة الأثاثات والملابس وغيرها من المقتنيات المنزلية للتمكن من شراء السلع الاستهلاكية المنقذة الحياة، هكذا يفعلون في ظل أزمات متوارثة من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، إلا أن الحظر الصحي الجزئي ثم الإغلاق الكامل ثم شبه الكامل الذي نفذته السلطات منذ انتشار فيروس (كورونا) المستجد ضاعف من معاناة المواطن.
مما لا شك فيه، فإن إجراءات الإغلاق الجزئي أو الكامل قاسية جدا على المواطن الذي لا يدخر المال للصمود طويلاً، وبالتالي أجبرته تلك الظروف للاتجاه إلى اتخاذ القرار الصعب جدا، القرار الأشد قسوة وإيلاما، إذ أنه يكون مضطرا للبيع والمقايضة لضمان شراء السلع الاستهلاكية الضرورية المنقذة للحياة، فلا حل أمامه سوي أن يبيع ويقايض بعض الأثاثات المنزلية أو الأزياء مقابل الحصول على المال أو الغذاء، ناهيك عن التفكير في الدواء خاصة في حال أن يمرض أي فرد من أفراد أسرته.
إن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يمر بها أغلب سكان السودان مذرية جدا، ولا تحتمل وقوف الحكومة الانتقالية مكتوفة الأيدي، وترك الحبل على القاب لتعبث به بعض الشركات، المصانع والتجار الذين لا يرعون لظروف محمد أحمد الغلبان والتي يطوعونها وفقاً للمصالحة الشخصية ناسين أو متناسين أنه يركن إلى فقر مقدع، وربما يكون ذلك الفقر تحت خط (الصفر)، ولا يستطيع أن يتجاوزه قيد انملة، لأنه مكبل بقيود التدابير الاحترازية الوقائية والقرارات المفروضة عليه من قبل السلطات المختصة في البلاد، ولا سيما فإن الحكومة الانتقالية عجزت تمام العجز عن إيجاد حلول ناجزة للأزمات الاقتصادية الطاحنة، وكل ما تلجأ إليه من حلول للسياسات الاقتصادية التي لا تخرج من نطاق (المسكنات) و(المهدئيات)، وبالتالي هنالك فشل لا بل فشل ذريع، وأنعكس ذلك الفشل سلبأ على حياة المواطن، مما ضاعف من معاناته لاقتناء مستلزماته البسيطة، لذا السؤال الذي يفرض نفسه إلى متي سيظل إنسان السودان تسيطر عليه هذه الأوضاع المذرية؟، الإجابة في علم الغيب، ورغماً عن ذلك مازال أمل محمد أحمد الغلبان في أن يحقق له الدكتور عبدالله حمدوك وحكومته ما يصبو إليه من وضع اقتصادي مستقر بعد أن صبر على الارتفاع الخيالي في الأسعار طوال السنوات الماضية، خاصة وأن الزيادات تتم مع إشراقة كل صباح، وهذا الارتفاع يفوق طاقة الإنسان المحدودة، مما قاده إلى واقع مرير جدا، ومع هذا وذاك يحاول مقاومته من أجل البقاء، ومجابهة الفواتير المتضاعفة يوماً تلو الآخر، إلا أنه وكلما مزق فاتورة تطل عليه آخري أشد عنفا من سابقتها، ولا يكون واضعا إياها في حساباته، مع التأكيد بأن الأسواق تشهد فوضي عارمة لا تحرك في ظلها الحكومة الانتقالية ساكنا يضع حدا للجشع والطمع الذي يمارس على المواطن، فمثلا رطل اللبن وصل إلى (50) جنيهاً، ووجبة (الفول المصري) السادة وصلت إلى (100) جنيه، وكيلو الطماطم وصل إلى (200) جنيه وإلى آخرها من السلع الضرورية للإنسان، إما اللحوم فهي ليست من الخيارات المطروحة في ظل الراهن الاقتصادي المنهار تماماً، والذي يكتفي في إطاره المواطن الشراء بالنظر فقط.
فيما افرزت الأوضاع الإنسانية والاقتصادية ظواهر سالبة لم تكن مألوفة في المجتمع السوداني قبل انتشار جائحة (كورونا)، كظاهرة عرض الأثاثات المنزلية عبر (الفيس بوك)، بالإضافة إلى انتعاش سوق الدلالات التقليدية في المناطق الشعبية، كما أن هنالك شراء يتم من خلال عرض المقتنيات في الأحياء والمدن بواسطة المحلات التجارية، وفي الغالب الاعم يضطر رب الأسرة للجوء لهذا الخيار القاسي لشراء المستلزمات اليومية كحليب الأطفال، أو السلع الاستهلاكية الرئيسية اليومية المنقذة للحياة، وعلى سبيل المثال لا الحصر السكر، الشاي، الزيت، الخبز وبعض الخضراوات، وحينما يصل الإنسان إلى المرحلة بيع ومقايضة أثاثاته أو مقتنياته مما يمثل صدمة كبيرة، وحزن عميق لما آل إليه حال البلاد التي ترزح تحت وطأت الفقر ورغماً عن ذلك هنالك طمع بعض الشركات، المصانع والتجار الذين يجدون في صمت الحكومة الانتقالية فرصة لممارسة المزيد من الجشع، ويظهر ذلك من خلال الزيادات التي تشهدها الأسواق يومياً، فضلاً عن أن عدداً من السكان يعرضون أثاثات تتمثل في كراسي الجلوس، غرف النوم، المكيفات، وثلاجات التبريد، والبوتجازات، انابيب الغاز، أجهزة البث التلفزيوني وإلى آخرها، والغريب في الأمر أن البعض يعبر عن حزنه إلا أنه رغماً ذلك يقوم بالشراء، والقليل جدا يبدي رغبته في المساعدة.
إن ما يمر به إنسان السودان من أزمات إنسانية واقتصادية يعتبر الأسوأ، وذلك في ظل انهيار تام للقيم والأخلاق، دون مراعاة لظروف محمد أحمد الغلبان الذي مر بسنوات غاية في السوء، ورغماً عن ذلك مازال الإنسان يجد نفسه أمام موجة غلاء فاحش، واستغلال للظروف الإنسانية والاقتصادية بصورة غير مسبوقة، ويزداد معها الوضع سوءاً بسبب التدابير الاحترازية الوقائية، والتي أدخلت السودانيين في حسابات بالغة التعقيد خاصة أنها لم تكن تخطر على البال، وبالتالي قادت تلك الأوضاع الاقتصادية معظم سكان السودان إلى فقدان مصدر القائم على رزق اليوم باليوم، وعليه هو جزء من أزمات دفعت مئات الآلاف من السودانيين للثورة ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي أوصل البلاد إلى مرحلة متأخرة جدا من التأزم بسبب (الفساد)، والذي أدي إلى فشل النظام البائد، وعليه لم يجد حلول للأزمات المتلاحقة، والتي أسفرت عن تراكمها بسبب تدابير الإغلاق الكامل أو الجزئي الذي فرضه انتشار فيروس (كورونا) المستجد، والذي صادف وضعا اقتصاديا سيئا جدا، وتسبّب ذلك الوضع في إرتفاع معدل التضخم في بلاد لا تمتلك مقومات الحياة الكريمة، إذ أن أسعار السلع الاستهلاكية ارتفع بنسبة (300٪)،
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.