........
(من كان يظن أن الإعتصام هو الثورة فإن الإعتصام قد فضّ ومن يؤمن بغير ذلك فإن الثورة حية لاتموت).
تزامناً مع هذا اليوم 3 يونيو كان تاريخ ميلادي، وأيضاً فض الإعتصام ومابين هذا وذاك يصلني إشعار وأنا أغرق في بركة دماء سببها رصاصة اخترقتني من جنجويد باركها خزلان من الجيش وهو يتصدى ليس دفاعاً عن الشعب بل منعاً ورفضاً لحماية الثوار الأبرياء، وعلى أي حال كانت إرادتهم أقوى بكثير من مدافع ورصاص الخونة والمرتزقة وفاقدي القيم والرجولة لكن لاعلينا هكذا أراد التاريخ ان يسطر لهم العار، والعار يشبههم و قد فصل عليهم فعاشوا به وسيموتون عليه لعله أدب النهايات السحيقة . عن نفسي لا أتوقع انصاف لهؤلاء الشهداء لأن عزيمتهم خصصت لهم تحديداً.. وما البقية (إلا رقصاً ودفوف) كنا نحتاج فقط طيلة السنة الماضية مجرد شعور أن الأمر بالنسبة لهم (خطير) (إلا أن عزائي هو من يحتمل ربط الشال على دائرة خصره يكون صيداً سهلاً لحضرة الظار والقنوات) وفض الإعتصام وما أدراك مافض الاعتصام؟! ولكن الحكم موجود والشوارع لاتخون وعدالة الله تقوى عندما يضعف ويوهن قانون الأرض.
هؤلاء الشهداء لم يموتوا بل ارتقت أجسادهم لعليّ يعرف قدرهم وهو كفيلٌ بهم وأكبر من العسكر والجنجويد وبئس النهايات ونعم الإنصاف . أرواحهم معلقة في كل سور و جدار، و كان هتافهم الأخير "يا أنت ياوطنك جهز عدييل كفنك" والله إن الموت قد استحى منهم ورحلوا بشجاعة واحترام ،لم يولوا أدبارهم ركضاً بل ماتوا عزلاً من الأمام (فجاءت معادلة شهاداتهم الصدر مقابل الرصاص) يا لجبنكم كيف تعيشون بخيبتكم ، والعار يلاحقكم أينما ذهبتم ، وقد تساقطت هيبتكم و تساقط ذلك الرداء المخضر بالدماء (ما أقبحكم بهذا الشكل.. وقد سكنتكم دورة الدماء..)
هل تظنون أنكم قد تفشيتم غلاً باغتصابكم للكنداكات ؟لالا .. هذا لم يحدث أنتم اغتصبتم أنفسكم وعليكم الخضوع للفحص الإكلينيكي إن كنتم غير مصدقين، و بالمقابل هل تعتقدون أن من رميتموهم في القاع هذا هو عذاباً لهم؟ لالا.. هم قد آمنوا وحي ضلالكم وأنتم اللئام.
من بوابة الخروج ضعف وهنكم، و لا عزاء لكم سوى الرقص على النحاس والطبول. هؤلاء الثوار ماتوا أحراراً.. وما لحرٍ إلا طاقة يعاديها مخنث و لئيم ، آه كيف كيف؟!)
من كان يظن أن الثورة هي الاعتصام فإن الاعتصام قد فض و من كان يؤمن بالنخوة والحراك فإن الثورة حية والحراك لايموت.