.........
ها أنا أكتب متمنيا لأستاذنا الفنان العملاق ابوعركي البخيت بأن يمن له وابنته الدكتورة (سماهر) الشفاء العاجل من الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد، وأن يكون الفيروس الذي سكن جسدهما أجر يثيبهما عليه الله الذي إذا أحب عبدا ابتلاه، ووعده أن صبر على الابتلاء الأجر بغير حساب، لذا ادعوه أن يشفِي ابوعركي وابنته شفاء لا يغادر سقماً، وأن يرحمهما برحمته الواسعة، وأن يلسمها ثوب العافية والصحة، وأن يفرج همهما، وأن يجعل ما أصابهما كفارة لذنوبهما.
تأثرت غاية التأثر لإصابة أبوعركي وابنته بالفيروس الذي ارفع في ظله كفي لله أن ألقاهما بلغا الصحة والعافية، وأن يشفيهما بعدد حبات المطر، وعدد من سجد وشكر، وأن يصرف عنهما (الوباء)، وأن يجعل لهما في كل وخزة ألم سيئة تسقط وحسنة تكتب.
إن الفنان ابوعركي البخيت ظل يحمل هم الشعب السوداني على مدي سنوات وسنوات، ورغم ثبوت إصابته بالفيروس المستجد إلا أنه مازال يحمل همه بذات العزيمة والإصرار، والذي حتما سيهزم الجائحة التي بعث في إطارها برسالته المؤثرة داعياً الشعب السوداني إلى أن يحرص على سلامته إلى أن يتجاوز، وكل العالم الفيروس.
عفواً عزيزي ابوعركي إن ظهر الحزن وسط السطور، لأنني ما أن تلقيت نبأ إصابتك وابنتك الدكتورة سماهر لم يعد الزمان كما كان، ولم تعد الأشياء من حولنا تشبهنا، خاصة حينما نشعر بأن ما نسطره لا يتسع لأحلامنا، وتتقاذفنا الهواجس والأفكار، لذا نزل على خبر إصابتك وابنتك كالصاعقة، لأنك باق في دواخلي بنقاء سريرتك، إنسانيتك، خلقك الرفيع، أدبك الجم وكرمك الفياض، والذي لم أستطع أن ألملم في إطاره أحاسيسي المتبعثرة أمام باب منزلك، والذي كتبت عليه : (هذا الرجل يحمل بين طياته كل الإنسانية، فلا تبخلوا عليه بالدعاء حتي يكتب الله له وابنته عاجل الشفاء، فهو رجل صالح ومتصالح مع نفسه والآخرين).
رغم صعوبة الموقف إلا أن أنسانية (ابوعركي) ستزيده قوة، ودافعاً لقهر جائحة كورونا والإستمرار في الخط الإنساني الذي اخططه لنفسه منذ سنوات وسنوات، نعم ظل يفعل دون كلل أو ملل، لذا إصابته جعلتنا نكتشف أن المكان ليس هو، والإحساس ليس هو، والأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، لذا وجدت دموعي تتساقط دون أن أشعر، كيف لا وهو الذي كرس كل وقته لخدمة الإنسانية، والتي سيبادله في إطارها الشعب السوداني الإنسانية بأعمق منها، كيف لا وهو الذي لم يخذلهم لأنه صادق مع الله ومع نفسه قبل أن يكون صادق مع الآخرين، لذلك لن ينساك الله والشعب السوداني في هذه اللحظات المرضية التي تمر بها وابنتك، كيف لا وأنت الذي تتعمد إخفاء ما تحس به لإسعاد من هم حولك، هكذا تتعامل بإنسانية وأن كنت تتقطر ألماً وتنزف دماً، وذلك من خلال صبرك، حكمتك، بصيرتك وتوهج روحك.
عندما يصاب إنسان في قامة (أبوعركي البخيت) بجائحة كورونا فإن الأجواء تكون مفعمة بالألم والحزن، ومهما حاولت اخفاء ذلك لن تستطيع لأنك سوف تجد نفسك محاصرا بقوة خفية تدفعك دفعاً لممارسة هذا الفعل، ولكن عركي سيتصدي للجائحة، وسيعود قويا أكثير من ذي أول، ولن ندعه وحيداً في حجره الصحي يسامر الجدران، بل سنكون معه نقاسمه الألم لحظة بلحظة.