الأربعاء، 20 مايو 2020

*سراج النعيم يرتبط بالصحفية إجلال إسماعيل

*
........
تلقي الكاتب الصحفي سراج النعيم مؤسس صحيفة (العريشة نت)، وشبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية التهاني والتبريكات بمناسبة ارتباطه بالصحفية إجلال اسماعيل.
فيما أهدى النعيم الأستاذة إجلال قصيدة (بلسم) :-
روعة وكمان بلسم
مالك قليبي وكم
تشفيني أنت رواك
دايما تزيل الهم
ذكراك شوق بتعيد
ونظرات عيونك عيد
نرجاك بالترحاب
لهفة وحنان وشديد
وكتين تطل نرجاك
يا سامي في معناك
أنت القلب والذات
أنت الفرح يوم داك
يلاك تعال يلاك
اكمل غناي معاك
وتبقي لي براك
ويصبح هواي هواك

الأحد، 17 مايو 2020

*سراج النعيم يكتب : الحظر الشامل سيقتل المزيد من السودانيين في الداخل والخارج


...........
يشكل حظر التجوال الشامل هاجسا للكثير من الأسر الفقيرة، وأن كان لا حل أمام الحكومة الانتقالية سوي التعايش مع فيروس (كورونا)، لأنه أصبح أمراً حتميا لتشابهه مع عدد من الأمراض أبرزها (الإنفلونزا)، وهي جميعا لديها لقاحات، وأدوية تساعد المصاب على الشفاء، أو تقلل المضاعفات، اما جائحة (كورنا) فقد فشل العلماء من إيجاد لقاح لها أو أدوية تساهم في القضاء عليها أو تقلل المضاعفات، لذا سيظل الفيروس لفترة طويلة من الزمن بحسب ما أشار الخبراء، وبالتالي على الحكومة الانتقالية عدم التفكير في تمديد الإغلاق الكامل، لأنه يعني قتل المزيد من المواطنين في الداخل والخارج، وعليها الاكتفاء بالحظر الجزئي، واجلاء مواطنيها العالقين في عدد من الدول، خاصة وأن الوباء مازال حديث عهد من حيث الاكتشاف العلمي.
إن العالم ألكسندر غينتزبرغ، مدير المركز القومي لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة قال : (إن الناس سيعانون من الجائحة ليس هذا الصيف فقط، ولكن ربما بقية حياتهم كلها، وأيضاً سيقضون في محاولة مكافحتها، والناس ستعيش بشكل طبيعي بعد وجود التطعيم الشامل)، السؤال هل ستصر الحكومة الانتقالية على الحظر الشامل أم أنها سترفعه في ظل جائحة ليس لها لقاح، ومع هذا وذاك كل ما تفعله السلطات الصحية هو علاج المرضي بالبندول على حد قول الدكتور أكرم التوم وزير الصحة، وأضف إلى ذلك عدم إمكانيات صمود الحكومة الانتقالية طويلاً أمام الحظر مهما ارتفعت معدلات الوفيات، فالفيروس فاقم من الأوضاع المعيشية، وبدأت المعاناة واضحة في وجوه الناس الذين إذا توفرت لهم السلع الأستهلاكية، فمن أين يأتون بالمال الذي يشترونه بها؟ فضلاً عن أن معظم سكان السودان يركنون لمصدر رزق يومي لم تضع في إطاره الجهات المختصة برنامجا إصلاحيا يصب في صالح المواطن الذي لا يدري من أين يأتي بالمال؟، وهو (عاطلا) عن العمل منذ ظهور وانتشار فيروس (كورونا)، والذي جعل الأوضاع الاقتصادية مذرية جدا، ولا تسمح للمواطن بالبقاء داخل منزله أكثر من ذلك، وبالتالي على الحكومة الانتقالية التفكير جدياً في التعايش مع الوباء، والبحث عن حلول اقتصادية تخفف معاناة الفقراء لأنهم أن لم يموتوا بالوباء، فإنهم سيموت بطرق آخري، فالاغلبية تعيش تحت خط الفقر.
إن استمرار الحظر الكامل ستكون له آثار سالبة لا تحمد عقباها للضغوطات الاقتصادية بالغة التعقيد، وهي دون أدني شك ستسفر عنها آثار نفسية سيئة جدا، وربما تصل إلى مرحلة العنف والطلاق، مع التأكيد أن التدابير الاحترازية الوقائية لم يتم تنفيذها بالصورة المثلي بدليل أن الإصابة بالفيروس في تزايد، وذلك نسبة إلى الضائغة الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها الشعب السوداني، وبالتالي من الصعب جدا الإستمرار في الحظر الكامل، ما لم تجد الحكومة الانتقالية حلول، وأن لم تفعل فإن الحظر سيقود البلاد إلى نفق مظلم.
من أخطاء الحظر عدم وجود مستشفيات تعمل بصورة طبيعية، وهو الخطأ الذي أدي إلى حدوث عدد من الوفيات، وأبرزها حالة الإعلامي ماجد لياي وزوجة الكوميديان حامد كسلا وغيرها من الحالات المؤثرة، والتي في إطارها روت سيدة قصة وفاة إنسانة عزيزة عليها باحدي المستشفيات، فالمتوفاة كانت مريضة بالقلب والسكري، وأثناء تواجدها بالمنزل شعرت ببعض الآلام، فما كان من أسرتها إلا أن تسعفها على جناح السرعة  إلى مركز القلب، وبعد إجراء الفحوصات، جاءت النتيجة مؤكدة بأن هنالك ماء في الرئة، ولكن إدارة المركز نصحتهم بأخذ المريضة للعلاج في المنزل، وبرروا ذلك بوجود حالات مشتبه فيها الإصابة بفيروس (كورونا)، وكان أن نفذت أسرة المريضة النصيحة، إلا أنها وبعد أيام ساءت حالتها الصحية، فتم أخذها إلى أحد الأطباء في منزله بالحي، وبعد الفحص على الحالة نصحهم باسعافها إلى المستشفى، وكان أن توجهت بها أسرتها مباشرة إلى المستشفى المعني، وبما أنها مريضة بالقلب والسكري، ولديها ماء في الرئة كان من الطبيعي إدخالها غرفة العناية المكثفة، إلا أن إدارة المستشفى قررت اعتبارها حالة من الحالات المشتبه فيها بالاصابة بفيروس كورونا، وعلى خلفية ذلك تم عزلها في غرفة لا يوجد بها إلا أنبوبة أكسجين ومروحة ودرجة الحرارة لا تقل عن (40) درجة مئوية، هكذا ظلت في الغرفة بدون أنبوب تغذية، ولم تؤخذ منها عينة لفحص جائحة (كورونا) إلا قبل نصف ساعة من إبلاغ أسرتها بالوفاة، فالمستشفى غضت الطرف عما تعاني منه المرحومة من أمراض آخري، واستنجدت بما يسمي الاشتباه بالإصابة بفيروس (كورونا) لسهولة العزل، ولكنها لم تفعل شيئاً تجاه أمراض تم اسعافها في إطارها، ولم تتخذ خطوات لعزل من خالطوا المرحومة، وإدارة الأوبئة لم تحضر إلى المتوفاة إلا في آخر نصف ساعة من حياتها لأخذ العينة لفحص جائحة (كورونا)، فهل أصبح كل هم الوزارة ومستشفياتها (كورونا)، دون الكشف عن الأمراض المزمنة الأخرى المصابة بها المتوفاة، عندما اتصلت الأسرة بإدارة الأوبئة لتطلب منهم الحضور لتعقيم منزل المتوفاة جاء الرد محبطا بأن يعقموا منزلهم بطريقتهم.

الثلاثاء، 12 مايو 2020

*سراج النعيم يكتب : بسبب (كورونا) لسان حال المواطن يقول : (ميته وخراب ديار).. ورسالة مؤثرة من سيدة (ارملة) للحكومة الانتقالية : (حسبي الله ونعم الوكيل فيكم)*


........
وصل إنسان السودان إلى مرحلة غاية في الصعوبة من الناحية الإنسانية والاقتصادية، وذلك بسبب تمديد فترة حظر التجوال إلى (10) أيام بحجة احتواء فيروس (كورونا) المستجد، فهل الحكومة الانتقالية ستكتفي بها أم أنها ستمدد لفترة إضافية إلى بعد إنهاء عطلة عيد الفطر المبارك؟ الإجابة عندي أتوقع ذلك دون مراعاة الظروف الاقتصادية للأسر الفقيرة، والتي تركن إلى مشهد معقد تعقيدات خطيرة، مشهد يدعو للريبة والشك فيما آل إليه الوقع السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الإنساني، الثقافي والفكري، والذي سيظل واقع مذريا إلى ما بعد القضاء على الفيروس، والذي عاني في اطاره إنسان السودان معاناة لم يشهد لها مثيل، وبالتالي لم يعد قادرا على إحتمال المزيد من المعاناة بقرارات الإغلاق الجزئي أو الكامل، والذي قوبل برفض واسع، لأنه ضاعف المعاناة اضاعفا مضاعفة للمواطن الذي صبر على أمل أن تجد السلطات المختصة حلول ناجزة لوضعه المعيشي بعيداً عن (المهدئيات) و(المسكنات) المستخدمة في علاج الحالات المصابة بالجائحة، والتي أشار في إطارها الدكتور أكرم التوم وزير الصحة إلى أن علاج المرضي يتم من خلال (البندول)، فهل التفكير بهذه الطريقة يمكن أن يكبح جماح الفيروس التاجي، والذي قيل أن الإصابات به تجاوزت حاجز الألْف.؟٠
من المؤكد أن الوضع الراهن لا يتحمل بأي حال من الأحوال المزيد من القرارات المقيدة للحركة، لذلك أي إضافات لأيام الحظر الشامل تعني أن الحكومة الانتقالية ليس مهما لديها المواطن الذي أمضى ثلاثة أسابيع ماضية بشق الأنفس، وسيمضي (10) أيام جديدة وهو ربما يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكما اسلفت ربما لا ينتهي الحظر إلا عقب الانتهاء من عطلة عيد الفطر المبارك، فهل سألت السلطات المختصة نفسها كيف سيمضي محمد أحمد الغلبان أيام الحظر الجديد؟، هذا إذا افترضنا أن أكثر من (60٪) تقريباً من سكان السودان يعيشون تحت خط الفقر، فهل أمثال هؤلاء في مقدورهم احتمال المزيد من الإجراءات، والتي دون أدني شك ستضاعف من معدل الفقر في البلاد أن يتجاوز النسبة المئوية التي ذكرتها، خاصة وأن العزل المنزلي لم تسفر عنه نتائج إيجابية، بل ارتفع في ظله عدد الإصابات بالوباء، والذي نقر وجوده في بقاع متفرقة من أنحاء العالم.
إذا نظرنا بمنظار فاحص إلى الأوضاع الاقتصادية سنجد أن الحكومة الحكومة الانتقالية بعيدة كل البعد عنها، وكل ما تفعله يندرج في ظل التشديد على تنفيذ القرارات المقيدة للحركة، وذلك بدواعي احتواء الفيروس الفتاك، والذي إلتزم في إطاره المواطن بالاجراءات الصحية طوال الفترة السابقة، إلا أنه لم يعد قادرا على المواصلة في هذا الاتجاه لأنه لم يلتمس دوراً ملموسا من الحكومة الانتقالية لتخفيف العبء الملقي على عاتقه اقتصاديا، وعليه أصبح ينطبق عليه المثل القائل : (ميته وخراب ديار).
فيما تلقيت رسالة مؤثرة جدا في بريد صحيفة (العريشة نت) تشير إلى أن كاتبتها سيدة سودانية تعاني جدا من التدابير الاحترازية الوقائية، والرسالة مفادها : (الأستاذ سراج النعيم الناشط في حقوق الإنسان.. أنت ذكرت من خلال ما تكتب أنك بتحس بمعاناة الناس الفقراء والغلابة، وأن قلمك مسخر لمناصرتهم، وإيصال أصواتهم للرأي العام، عليه أريد أن أروي لك قصتي منذ ظهور وانتشار فيروس (كورونا) المستجد، وتتمثل قصتي في إنني لدي إبن وحيد ظللت أصرف عليه إلى أن تخرج من الجامعة، ومن ثم التحق بمعهد للطيران، أي انني اهلته تأهيلاً اكاديميا إلى أن أصبح يحمل في جعبته عدد من الشهادات العلمية، إلا أنه ظل (عاطلا) عن العمل لأنه لم يحوز على وظيفة إبان حكم الرئيس المعزول (عمر البشير)، وكما تعلم فالوظيفة لمن ينتمي للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، أو أن تكن لديه واسطة تذكيه للمسؤولين في الدولة، المهم أنه صرف النظر عن الالتحاق بوظيفة، واتجه إلى العمل الحر من خلال إستئجار سيارة بواسطة بعض الخيرين، وما أن أستلم العربة إلا وانخرط بشكل مباشر في العمل بها سائق (ترحال)، والحمدلله كان بوفر منها مصاريف المنزل وعلاجي من الأمراض المزمنة، إلا أن هذا توقف مع ظهور وانتشار جائحة (كورونا)، والتي لم تجد في إطارها حكومتنا الفاشلة بكل ما تحمل الكلمة من معني حلولا غير أن تحبسنا في منزلنا دون إيجاد حلول للأسر الفقيرة، والتي تعتمد كلياً على رزق اليوم باليوم، وبالتالي وقفت القرارات الصحية عائقا أمام مصدر رزقنا الوحيد، ولك أن تتخيل كيف نعيش نحن الأن في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة؟ الإجابة في غاية البساطة نعيش في حالة نفسية سيء جدا، ولا أملك إلا أن أقول لهذه الحكومة الانتقالية حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل.

السبت، 9 مايو 2020

*سراج النعيم يكتب : أجريت حوارا مع الحالة رقم (٦) وحجرت نفسي فاكتشفت لا وجود لكورونا


..........
منذ ظهور وانتشار جائحة (كورونا) في العالم، والحكومة السودانية الانتقالية تصدر القرار تلو الآخر فيما يتصل بها، ولم تكتفي بفترة الحظر السابقة، بل مددتها إلى (١٠) أيام، تبدأ من اليوم (السبت)، ولكن المؤسف حقا أن التمديد تم دون دراسة الآثار السالبة على إنسان السودان الذي صبر عسي ولعل أن تجد السلطات الصحية حلولا للجائحة، وعلاجا للمرضي خلاف (البندول) الذي أشار له الدكتور أكرم التوم وزير الصحة الذي أوجه له بعض الأسئلة المتمثلة في من أين جاءت سلطاته الصحية بأجهزة الفحص المتطورة للمتشبه فيهم بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولماذا لا يتم عرض نتائج الفحوصات طالما أن الأرقام المذكورة صحيحة، وأين تم عزل هذا العدد الكبير من الحالات، وأين دفنت الحالات المتوفاة، وكيف انتقلت إليهم العدوي، وما الدواء الذي عالج حالات قلتم إنها تماثلت للشفاء؟؟، علماً بأن الإصابة بالوباء زادت في فترة حظر التجوال الشامل، وذلك رغماً عن التزام الشعب السوداني بالبقاء في المنازل أي أن الحكومة جعلتهم (عاطلين) عن العمل؟.
سبق وأجريت حوارا مطولا مع الحالة رقم (٦) الأستاذ ربيع دهب، والذي قيل إنه توفي بجائحة (كورونا)، دون الإشارة إلى أنه مريضا بأي مرض آخر، مع التأكيد أن العدوي تنتقل بالمخالطة، فهل حالتي حالة إستثنائية، مجرد سؤال للسلطات الصحية في البلاد، كما كشفت التدابير الاحترازية الوقائية عن عدم وجود خطة تحدد متي ينتهي حظر التجوال الكامل؟، والذي تتمتع في ظله بعض المؤسسات الخاصة والعامة بامتيازات التحرك من خلال التصاريح من وإلى، فطالما أن هنالك إستثناءات فإن الجائحة ليست بالخطورة التي تصورها بها الحكومة الانتقالية، وبالتالي السؤال لماذا لا ترفع الحظر الشامل والاكتفاء به جزئيا خاصة وأنها ليس لديها حلول بديلة سوي اتخاذ المزيد من الإجراءات لمواجهة الفيروس، ومن يخالف القرارات المندرجة في إطارها فإنه مهدد بالعقوبات، والتي بلا شك تعزز من حجم معاناة (محمد أحمد الغلبان) الذي أصبحت ثقته مهزوزة فيما يجري من حوله، مع التأكيد أنه صبر صبرا منقطع النظير على أمل أن يتجاوز فترة الحظر الشامل السابقة، إلا أن الحكومة الانتقالية فاجأته بتمديد الفترة إلى (١٠) أيام آخري، وبالتالي يكون تبقي للعيد (٥) أيام، ولكن السؤال من أين يأتي بالمال الذي يحجر به نفسه وأسرته الأيام الجديدة، علماً بأن الأزمات الاقتصادية بالغة التعقيد، وهذا يؤكد أن المواطن من آخر اهتمامات هؤلاء أو أولئك.
يبدو أن الحكومة الانتقالية لم تجد حلولا وسطية كما فعلت معظم الدول في إطار مكافحتها للوباء، إذ أنها رفعت الحظر جزئيا في هذا الشهر الفضيل، مما جعل إنسان السودان حائرا من الفواتير المتراكمة، والتي لم تضع لها السلطات حلولا مناسبة خاصة وأن الضائغة المعيشية تفوق طاقته بكثير. وفوق هذا كله مهدد بالتدابير الاحترازية الوقائية، لذا لا يدري ماذا يفعل؟، وهو مجرد إنسانا (عاطلا) عن العمل طوال الفترة الماضية، وسيظل كذلك إلى انقضاء عطلة عيد الفطر المبارك، والذي تتطلب عطلته مستلزمات إضافية جديدة لا يدري من أين يأتي بها خاصة إذا كان لديه أطفال فالأفضل لا يعرفون (وباء) أو خلافه، المهم عندهم هو توفير ما يحتاجونه، وبالتالي يبقي الأب بين نارين نار أطفاله ونار حظر التجوال الشامل، والذي كان يفترض أن تراعي فيه الجوانب الاقتصادية والإنسانية، والعمل على وضع السياسات الملائمة وتخفيض ساعات الحظر على الأقل مع الالتزام بالإجراءات الوقائية.
بالمقابل فإن الشعب السوداني لا يستحق أن يوضع في هذه الأوضاع الاقتصادية والإنسانية القاسية بكل ما تحمل الكلمة من معني، فالشعب السوداني معلم باخلاقياته، التزامه، صبره وتجاوبه مع السلطات الصحية في البلاد، وبقدر ما أنه فعل كنت أتوقع أن تبحث الحكومة الانتقالية عن حلول بعيداً عن التمديد، والذي لا نملك في ظله غير أن ندعو الله أن يجلي الوباء عن الشعب السوداني، وأن يرفع البلاء عن العالم أجمع، ويحسن الظروف الاقتصادية القاهرة، لأن ما يحدث على خلفية جائحة كورونا يشعرني بحجم المعاناة التي نعيشها في وطن يبتليه الله بحكام يمتازون بالسياسات والقرارات الخاطئة، والتي لا تجلب لنا غير المحن والأزمات المتكررة، وهي جميعا ليست بقدر الشعب السوداني الذي أظهر صبراً جميلاً على الابتلاء بفيروس كورونا المستجد والحكومة الانتقالية معا.

الخميس، 7 مايو 2020

*سراج النعيم يكتب : تعرضت لحريق هائل أثناء إعلان وزير الصحة لحالات جديدة من فيروس (كورونا)*


............
أحدث فيروس (كورونا) المستجد متغيرات اقتصادية كارثية في شتي أنحاء العالم، ولم يكن السودان معصوما منها رغم صغر الجائحة_ على حد قول الدكتور أكرم التوم، ورغماً عن صغر الفيروس إلا أنه فرض على الحكومة الانتقالية إتخاذ إجراءات قيل أنها لدرء مخاطر ظهور إنتشار (الوباء)، علماً بأن إمكانياتنا الطبية اضعيف مما تتصور منظمة الصحة العالمية، وهي الإمكانيات التي كشف عنها وزير الصحة، مؤكداً أن علاج الفيروس (بندول)، ولم أكن مندهشا أو مستغربا من هذا التصريح غير المسئول، ذلك نابع من أن دولا عظمي أثبتت فشلها الذريع في مقارعة الفيروس برغم إمكانياتها المالية المهولة، والتي خرج على إثرها عدداً من الأمريكان إلى الشارع احتجاجاً على قرار الحظر التجوال، وأكدوا أن هذا الإجراء يقيد الحريات الشخصية، ويخالف حقوق الإنسان، وأن التدابير الاحترازية الوقائية ليس الغرض منها الحفاظ على حياة الإنسان، إنما الحكومات تستغلها سياسياً، وقطعا تبعد بهذا الفعل عن الشأن الإنساني الذي تولدت في إطاره المزيد من الأزمات الاقتصادية الطاحنة، والتي أسفرت عن تفشي الجائحة بصورة وبائية، وبالتالي نتج عنها خسائر مالية فادحة، وأدخلت مواطنيها في حسابات صعبة جداً، وذلك بعد توقف عجلة الحياة والإنتاج الذي ترك أثرا اقتصاديا سالبا على المواطن، وعليه إذا استمر حظر التجوال فإنه سيؤدي إلى نهايات كارثية، مع التأكيد بأن الفيروس سيستمر لفترة زمنية طويلة، مما يؤكد أن هنالك تحديات جسام آخري تتمثل في النمو الاقتصادي.
إن إخفاق الحكومة الانتقالية في إدارة ملف فيروس (كورونا) ينبيء بخطورة فعلية، وهذا الاخفاق لازمها منذ ظهورها وانتشار الجائحة، مما قادها إلى الوقوع في أخطاء، خاصة وأن سياسة السلطات الصحية السودانية تعتمد على اتخاذ القرارات المضيقة للخناق على المواطن دون توفير السلع الاستهلاكية، وأن توفرت فإن هنالك من لا يستطيع أن يشتريها إلا بالنظر، مما أدخل الحكومة الانتقالية في إمتحان صعب أدي إلى فشل التدابير الاحترازية الوقائية التي تم على إثرها الإغلاق المتأخر للمطار، المواني والمعابر، مما نجم عن ذلك الوضع الكارثي الذي انتشر في إطاره الفيروس القاتل، وذلك بحسب ما يعلن الدكتور أكرم التوم وزير الصحة، وهي القرارات التي أدت إلى انهيار الاقتصاد بسبب (الوباء)، والأخطاء المرتكبة في إدارة ملفه، وذلك منذ ظهور وانتشار الجائحة التي تمت الاستهانة بها، مما أدخل الحكومة الانتقالية في (الورطة).
وتجدر الإشارة إلى أن منزلي تعرض لحريق هائل أثناء ما كان الدكتور أكرم التوم يعلن عن عدد من الحالات المصابة بفيروس (كورونا) المستجد، ولو لا الجيران لكان الحريق التهم كل شيء، ولكن الحمدلله العناية الإلهية انقذتني منه، وبالتالي من لم يمت بالجائحة مات بالقرارات والتدابير الاحترازية الوقائية، لذا على السلطات السودانية الإسراع في رفع الحظر شبه الشامل والاستعاضة عنه بالتحصين والحملات التوعوية التثقيفية، بالإضافة إلى بذل الجهود لمحاربة فيروس (كورونا)، خاصة وأن هناك حقيقة مؤداها أن الحكومة الانتقالية لا تملك الإمكانيات، ولا تملك المال لتوفير مستلزمات الأسر في حال أصرت على تمديد فترة حظر التجوال لأنه فات أوان أن تحد منه أو توقفه، بدليل أن وزارة الصحة اقرت بذلك، وبالتالي يبقي حظر التجوال الكامل حاصل تحصيل، وكلما مر يومآ جديدا على إنسان السودان فإن الآثار الاقتصادية السالبة تنهش في جسده، وتضاعف له الفواتير للاخطاء التي قادت إلى انتشار (الوباء)، والذي وصل إلى مرحلة أكثر تأزما في النواحي الاقتصادية، فالاقتصاد تأثر تأثيرا بالغا، ولن يعافي إذا أستمر فيروس (كورونا) أو انحسر.

الأربعاء، 6 مايو 2020

*سراج النعيم يكتب : لا حل أمام الحكومة الانتقالية غير رفع الحظر والتوجه إلى الحملات التوعوية ضد (كورونا)؟*


........... 
على الحكومة الانتقالية رفع الحظر شبه الكامل عاجلاً وليس آجلا، وإعلان عدم قدرتها على مجابهة فيروس (كورونا) المستجد، وعدم قدرتها على توفير وضبط السلع المنقذة للحياة، وعدم قدرتها على التكفل بالاسر الفقيرة، لذا عليها رفع الحظر الكامل، وفتح المطار، المواني والمعابر، وأن تتأقلم مع الجائحة (Covid-19)، وتأخذ على محمل الجد بقاء الفيروس لفترة طويلة، وأن تركز جل اهتمامها في الحملات التوعوية للتحذير من خطورة الفيروس المستجد، وأن تتجه إلى تعقيم الأسواق والشوارع والمساجد، وأماكن العمل ولفت نظر الشعب السوداني إلى غسل اليدين الزاميا قبل الولوج إلى الإمكان العامة التجارية، منافذ خدمات الجماهير الخاصة والعامة، تنظيم حركة المرور، محطات الوقود، وتوفير الكمامات، الجونيتات والمعقمات، والسلع الاستهلاكية والمواصلات لكي تمضي الحياة بسلام وفقاً للتدابير الاحترازية الوقائية المعمول بها للحد من التجمعات والازدحام، وأن يتم الحجر الصحي للسودانيين القادمين من الخارج جوا، بحرا وبرا، وأن يكون الحجر على حسابهم، خاصة وأن الفيروس سيستمر على الأقل عامين بحسب ما أفاد الخبراء الأمريكان، لذلك ليس من المنطلق أن تصر الحكومة الانتقالية على أستمرار الوضع الحالي على ما هو عليه أكثر من ذلك، لأنه سينبئ بتبلد المشاعر الإنسانية، وسيقود في نهاية المطاف إلى وضع كارثي، لأن إنسان السودان أحتمل أكثر مما يفوق طاقته، وبالتالي لن يكن مبالي بما يسفر عنه الفيروس المستجد، وذلك بحكم أنه تسبب في أن يكون (عاطلا) عن العمل، ومع هذا وذاك فإنه بلا شك أنفق ما يدخره خلال الأيام الماضية لتجاوز أيام الحظر شبه الكامل، وبالتالي لم يعد أمامه حلا سوي أن يعمل لتوفير مستلزمات أسرته، فهنالك من يعتمد اعتمادا كليا على رزق اليوم باليوم، وإذا لم يذهب إلى العمل فإنه لن يجد وجبته، كما أن هنالك من يعيشون على وجبة واحدة طوال اليوم. 
ومما ذهبت إليه يجب على الحكومة الانتقالية رفع الحظر شبه الشامل نهائياً، والاستعاضة عن ذلك بالتعقيم، التحصين والإرشاد، وذلك من خلال الأجهزة الإعلامية المختلفة، وأن يكن شغلها الشاغل تثقيف المتلقي مع مراعاة اللهجات، البيئة والثقافة، وعدم التركيز على فكرة محددة كما تفعل قنواتنا الفضائية وإذاعتنا، ولا سيما فإن ترجمة الأفكار بسطحية تقود إلى التبلد والشعور باللامبالاة، لذا على وزارة الصحة عدم التعويل على الأجهزة الإعلامية لأنها تخلف آثاراً سلبية، فهي بعيدة كل البعد عن الحملات التوعوية التثقيفية المتبعة في جميع أنحاء العالم، إذ أنها رسالة شاملة لكل فئات المجتمع الذي تفاعل معها من حيث أن الرسالة وصلته من خلال وسائل الإعلام التقليدية والرقمية الحديثة.
إن الجرعات التوعوية التثقيفية المستمرة قادرة على الوصول إلى المجتمع، والذي بدوره ينشرها من خلال مجالس المدينة والإعلام البديل الذي أصبح مسيطرا على المشهد لسهولة إيصال الرسائل من خلال الهاتف السيار، وهو إحدي الوسائل المهمة جدا لمكافحة جائحة (كورونا).
من خلال متابعتي لوسائل الإعلام المحلية والقنوات الفضائية لاحظت أنها عما يجري من أحداث متسارعة، ولعل أبرزها فيروس (كورونا) المستجد، والذي لم تهتم به بالصورة المثلى، وذلك من الناحية التوعوية التثقيفية القائمة على وزنه، حجمه وخطورة انتشاره، وضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية الوقائية، بالإضافة إلى البحث عن حلول للضائغة الاقتصادية المعيشية، إلا أنها وبكل أسف مركزة على بث الأغاني وإدارة الحوارات والبرامج والسهرات غير الهادفة، وهذا النوع من الرسائل الإعلامية يترك انعكاسات سالبة على المتلقي الذي تقوده الأجهزة المحلية إلى حالة من التبلد واللامبالاة، وقطعا هذا المفهوم يقود إلى نتائج عكسية للتوجهات المتبعة من وزارة الصحة لمكافحة فيروس (كورونا). 
السؤال الذي يحتاج إلى إجابة من مدراء الأجهزة هل الأهم في رأيهم بث الغناء وإدارة الحوارات وتقديم البرامج والسهرات غير الهادفة أم القيام بحملات إعلامية توعوية تثقيفية حول ظهور وانتشار جائحة (كورونا)؟، لا أنتظر إجابة لأن العمل الإعلامي مرتبط بالحس الصحفي الذي يرشد الإعلامي إلى ضرورة الالتفات إلى الحدث الأهم ثم الأهم، والذي يتطلب عدم التطرق له بصورة سطحية، إنما يجب توفر المعلومة التوعوية.

الأحد، 3 مايو 2020

*سراج النعيم يكتب : إنسانية ابوعركي ستهزم جائحة (كورونا)*


.........
ها أنا أكتب متمنيا لأستاذنا  الفنان العملاق ابوعركي البخيت بأن يمن له وابنته الدكتورة (سماهر) الشفاء العاجل من الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد، وأن يكون الفيروس الذي سكن جسدهما أجر يثيبهما عليه الله الذي إذا أحب عبدا ابتلاه، ووعده أن صبر على الابتلاء الأجر بغير حساب، لذا ادعوه أن يشفِي ابوعركي وابنته شفاء لا يغادر سقماً، وأن يرحمهما برحمته الواسعة، وأن يلسمها ثوب العافية والصحة، وأن يفرج همهما، وأن يجعل ما أصابهما كفارة لذنوبهما.
تأثرت غاية التأثر لإصابة أبوعركي وابنته بالفيروس الذي ارفع في ظله كفي لله أن ألقاهما بلغا الصحة والعافية، وأن يشفيهما بعدد حبات المطر، وعدد من سجد وشكر، وأن يصرف عنهما (الوباء)، وأن يجعل لهما في كل وخزة ألم سيئة تسقط وحسنة تكتب.
إن الفنان ابوعركي البخيت ظل يحمل هم الشعب السوداني على مدي سنوات وسنوات، ورغم ثبوت إصابته بالفيروس المستجد إلا أنه مازال يحمل همه بذات العزيمة والإصرار، والذي حتما سيهزم الجائحة التي بعث في إطارها برسالته المؤثرة داعياً الشعب السوداني إلى أن يحرص على سلامته إلى أن يتجاوز، وكل العالم الفيروس.
عفواً عزيزي ابوعركي إن ظهر الحزن وسط السطور، لأنني ما أن تلقيت نبأ إصابتك وابنتك الدكتورة سماهر لم يعد الزمان كما كان، ولم تعد الأشياء من حولنا تشبهنا، خاصة حينما نشعر بأن ما نسطره لا يتسع لأحلامنا، وتتقاذفنا الهواجس والأفكار، لذا نزل على خبر إصابتك وابنتك كالصاعقة، لأنك باق في دواخلي بنقاء سريرتك، إنسانيتك، خلقك الرفيع، أدبك الجم وكرمك الفياض، والذي لم أستطع أن ألملم في إطاره أحاسيسي المتبعثرة أمام باب منزلك، والذي كتبت عليه : (هذا الرجل يحمل بين طياته كل الإنسانية، فلا تبخلوا عليه  بالدعاء حتي يكتب الله له وابنته عاجل الشفاء، فهو رجل صالح ومتصالح مع نفسه والآخرين).
رغم صعوبة الموقف إلا أن أنسانية (ابوعركي) ستزيده قوة، ودافعاً لقهر جائحة كورونا والإستمرار في الخط الإنساني الذي اخططه لنفسه منذ سنوات وسنوات، نعم ظل يفعل دون كلل أو ملل، لذا إصابته جعلتنا نكتشف أن المكان ليس هو، والإحساس ليس هو، والأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، لذا وجدت دموعي تتساقط دون أن أشعر، كيف لا وهو الذي كرس كل وقته لخدمة الإنسانية، والتي سيبادله في إطارها الشعب السوداني الإنسانية بأعمق منها، كيف لا وهو الذي لم يخذلهم لأنه صادق مع الله ومع نفسه قبل أن يكون صادق مع الآخرين، لذلك لن ينساك الله والشعب السوداني في هذه اللحظات المرضية التي تمر بها وابنتك، كيف لا وأنت الذي تتعمد إخفاء ما تحس به لإسعاد من هم حولك، هكذا تتعامل بإنسانية وأن كنت تتقطر ألماً وتنزف دماً، وذلك من خلال صبرك، حكمتك، بصيرتك وتوهج روحك.
عندما يصاب إنسان في قامة (أبوعركي البخيت) بجائحة كورونا فإن الأجواء تكون مفعمة بالألم والحزن، ومهما حاولت اخفاء ذلك لن تستطيع لأنك سوف تجد نفسك محاصرا بقوة خفية تدفعك دفعاً لممارسة هذا الفعل، ولكن عركي سيتصدي للجائحة، وسيعود قويا أكثير من ذي أول، ولن ندعه وحيداً في حجره الصحي يسامر الجدران، بل سنكون معه نقاسمه الألم لحظة بلحظة.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...