الاثنين، 30 مارس 2020

*الصحفي المثير للجدل عمار أحمد آدم يكشف أسرار تنشر لأول مرة حول التنظيم الإسلامي وعمر البشير والصحفيين الكيزان (1)*


........
*جلس إليه : سراج النعيم*
.......
كشف الصحفي المثير للجدل عمار أحمد آدم أسرار تنشر لأول مرة حول تنظيم الإخوان المسلمين في السودان، وكيفية انضمامه إلى هذا التيار الإسلامي، وهل الرئيس المخلوع عمر البشير كان ينتمي للحركة الإسلامية، ورؤى قصص عن الإسلاميين، والصحفيين (الكيزان).
وقال : انخرطت في التنظيم الإسلامي منذ أن كنت في الصف الخامس الابتدائي الذي استهدفني من خلاله الأستاذ محمد أحمد حلفاوي الذي لاحظ إنني أكتب معلومات دينية في الجمعية الأدبية بالمدرسة، وأصبح على خلفية ذلك يدفع لي بالكتب الدينية، ومن ثم تتم دعوتي للمشاركة في اجتماعات التنظيم الإسلامي، بالإضافة إلى حلقات تلاوة القرآن في المسجد، أو التعارف في المنازل أو الأندية، هكذا وجدت نفسي متقلقلاً في الحركة الإسلامية، ومن ثم انتقلت من خلاله إلى أسرة (صديق علي)، المهم أنني استمريت في علاقتي مع الإخوان المسلمين الذين التمست أنهم آنذاك بسطاء، ولا يمتلكون أموالاً، وحينما انتقلت للدراسة بالثانوي العالي، صادف ذلك دخول الإسلاميين في مصالحة مع نظام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، وعليه هدأت الأوضاع السياسية، وبدأ شكل تنظيم الإخوان المسلمين يرتب في بيته من الداخل، وكل كادر من كوادره مكلف برسالة تصب في تخصصه لإيصالها لأكبر قطاع في المجتمع، وظلوا يعدون العدة لصناديق الاقتراع، ويخططون للسيطرة على البلاد حتى على مستوي الأحياء عبر تكوين اللجان الشعبية، وكانت الحركة الإسلامية تتكون من الأمير، المسئول السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي، وفيما بعد أضافوا إليه الأمن والمعلومات، فأصبح التنظيم يركز جل عمله على جمع المعلومات الأمنية بما فيها المتعلقة بالإخوان المسلمين، وهذا ما أكد لي أن التنظيم الإسلامي أصبح تنظيماً أمنياً.
وتابع : أثناء ما كنا ندرس في الثانوي العالي قامت الثورة الإيرانية، فتعلقنا بها تعلقاً شديداً من الناحية الإسلامية خاصة أنها تقود في خطاً معادياً لأمريكا، ودول الاستكبار العظمي.
واسترسل : عندما التحقنا بالجامعة أصبحنا نفعل مثلما يفعل الإيرانيين في النضال الثوري الذي كونا في إطاره كيانات موازية له مثلاً (شباب البناء) و(رائدات النهضة)، أي إننا كنا نقلد أفكارهم الايدلوجية، وهكذا إلى أن تم فصلي من التنظيم الإسلامي في العام ١٩٨٤م، وأسباب الفصل إشكالية حدثت بيني وطالبة إسلامية حول الأزياء التي كانت ترتديها، فما كان منها إلا أن تصفعني (كفاً)، وكان أن وجدت الأحزاب المناوئة للتنظيم الإسلامي في ذلك الخلاف فرصة لتمرير أجندتها السياسية، وتضخيم ما جري في تلك الأثناء، فيما وجد (الكيزان) الفرصة المواتية للتخلص مني، إذ أنهم لم يكونوا أصلاً راضين عني بحكم إنني كنت أقول لهم إن الرئيس الراحل نميري طبق الشريعة الإسلامية، فلا داع لوجود تنظيم الإسلامي فما كان يعمل من أجله تحقق، فنحن قمنا بمبايعة النظام المايوي، فلا داع لأن تكون هنالك مبايعة للدكتور حسن عبدالله الترابي، لأنه لا يجوز مبايعة الإمامين في آن وأحد، عندها شعر الإسلاميين إنني أصبحت أمثل لهم خطراً، فما كان منهم إلا أن فصلوني من التنظيم الإسلامي، وصدر ذلك من خلال إعلاناً رسمياً في صحيفة (آخر لحظة)، وجاء فيه أن الاتجاه الإسلامي يعلن فصلي، ورغماً عن ذلك تم اعتقالي من قبل جهاز أمن نظام الرئيس الراحل نميري مع كل الإسلاميين الذين اعتقلهم في أيامه الأخيرة في العام ١٩٨٥م، وعندما خرجنا من المعتقل تم تكوين تنظيم الجبهة الإسلامية القومية، والذي أصبح وعاء شامل لكل التيارات الإسلامية في البلاد، وكان أن انخرطت معهم في هذا التوجه مجدداً، ومن ثم اختلفت معهم في العام ١٩٨٨م، وسبب الخلاف هو أن الحركة الإسلامية تبنت خط الوقوف مع العراق ضد إيران، حتى أن الدكتور الترابي قال : (كنا مع العادي، فأصبحنا ضد المتمادي)، في إشارة منه إلى أن الخميني (متمادي) في الحرب مع (صدام) العادي، ومنذ ذلك التاريخ أصبح عملهم مع حزب البحث العراقي إلى أن حدث الانقلاب العسكري ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، وواصل الإسلاميين تأثرهم بتجربة (صدام حسين) حتى في طريقة بيوت الأشباح الأمنية، المهم إنني كنت أحاول إقناع العسكر بأن الإسلاميين سيضيعون البلد، وكتبت ثلاثة مذكرات عبر الشهيد (عثمان) شقيق الرئيس المخلوع عمر البشير، وفي سياقها أرسل لي السيد صالح أحمد علي برسالة مفاده : (يا عمار خلي الكلام الفارغ البتكتب فيهو دا)، وعلمت فيما بعد أن ما أبعث به من رسائل إلى الدكتور حسن عبدالله الترابي، والذي علق عليها قائلاً : (معقولة كلام زي دا يتكتب للعساكر)، وعندما قابلت البشير مباشرة قال لي : (يا عمار كدي خلي الكلام الفارغ البتكتب فيهو دا).
وأضاف : بعد أن حدثت المفاصلة بين البشير والترابي جاءني الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين وقال : (أنت من بدري كنت بتحذرنا من الزول دا، الزول دا كعب.. كعب شديد، بس الكلام دا عرفت كيف؟).
وأردف : الترابي كشخص لم أكن استهدفه، بل كنت استهدف ممارسات الحركة الإسلامية، وعلى المستوي الشخصي لم تكن بيني وبينه عداوة.
وماذا؟
قال : لم أكن في يوم من الأيام حرساً للشيخ حسن عبدالله الترابي، وهذا الحديث مصدره إنني كنت في الندوات أقف خلفه مباشرة من أجل (تحميس) الناس بالشعر والهتاف، وكان الترابي يأخذ قستاً من الراحة، ومن هذا الواقع أعتقد الناس حرسا له خاصة وإنني كانت مفتول العضلات، لذلك كانوا يتخيلون أن وقفتي خلفه نابعة من إنني (بودقارد) له، فهو كان يحرسه الفريق أول مهندس صلاح قوش لدرجة أنه كان ينام في منزله، وأبناءه يعرفون من الذي كان يحرسه، ومن الذي كان ينام في منزلهم؟ فلم أكن حرساً له طوال عضويتي في التيار الإسلامي.
واستطرد : ما لا يعرفه الناس عن الرئيس المعزول عمر البشير هو أنه لاعب شطرنج من الدرجة الأولي، ويجيد اللعبة بمهارة عالية جداً.
*ونواصل*
🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/

🛑 alarisha news 
http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الأحد، 29 مارس 2020

سراج النعيم يكتب : أما آن الأوان أن يرتاح هذا الشعب

..........
لم يعد رفع أسعار السلع الاستهلاكية أو تعريفة المواصلات أو أزمات المواد البترولية ومشتقاتها أو الخبز أو أي أزمة من الأزمات المتوارثة تشكل هاجسا أو تدهش أو تفاجئ المستهلك الذي اعتاد على سياسات الحكومات الاقتصادية الفاشلة، وهي بلا شك سياسات منتهجة منذ أن سيطر هذا نظام المخلوع عمر البشير على مقاليد الحكم في البلاد، وإلى أن تمت الإطاحة به من خلال ثورة شبابية شعبية أتاحت الفرصة لقوي إعلان الحرية والتغيير تشكيل الحكومة المدنية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، إلا أنها عجزت من أن تتجاوز ما ورثته من اقتصاد منهار تماما، ولولا ظهور فيروس (كورونا) المستجد في المشهد لكان الشعب خرج للشارع مرة ثالثة لإعادة الأوضاع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية إلى نصابها الصحيح الذي لم تنجح فيه الحكومة الانتقالية للخروج بالسودان إلى بر الأمان، بل قادت البلاد إلى طريق اللاعودة، بدليل أن الشعب السوداني ظل يعاني من تخبط الحكومة الانتقالية التي أتضح أنها ليس لديها خطط إسعافية سوي أنها ظلت تشكل في اللجان دون وصولها إلى نتائج في الجرائم التي صاحبت ثورة ديسمبر المجيدة، وعلى رأسها قضية فض الاعتصام من أمام ساحة القيادة العامة بالخرطوم.
إن الوضع الراهن أصاب إنسان السودان بإحباط شديد لدرجة أنه لم يخفئ غضبه وتذمره من واقع مفروض عليه فرض، فمعظم سكان السودان أصبحوا يمدون أيديهم نتاج الغلاء غير المبرر والارتفاع الجنوني للأسعار بصورة عشوائية يستند فيها من يقرروها على ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني، والذي عجزت الحكومة الانتقالية أن تكبح جماحه، ولم تستطيع أن تخلق توازن ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ الضعيفة جدا، ما جعل الحياة تمضي على نحو في غاية الصعوبة، وتضاعف الأعباء على المستهلك، فبالأمس أصدرت كبرى شركات المنتجات الغذائية في البلاد قرارا يقضي بزيادات في أسعار منتجاتها، بالرغم من أن قرارا سابقا بالزيادات قررته لم يمض عليه شهر أو أشهر، وهكذا تمرر كل شركة غذائية أو تاجر أو سائق مركبة عامة قرارات زياداته دون أن تحرك السلطات المختصة ساكنا، بل مما قاد المواطن للاستسلام، وبالتالي تصبح الزيادات فاتورة جديدة تضاف إلى فواتيره القائمة أصلاً، وبلا شك هي من الفواتير الصعب جدا تمزيقها في ظل واقع اقتصادي متدهور جدا، ويزداد تدهورا يوما تلو الآخر.
إن زيادة الأسعار بصورة عامة ﺟﺎﺀﺕ في توقيت يشهد فيه السودان ظروفا إنسانية غاية في التأزم متمثلة في ظهور بعض الأوبئة مع وجود بنود صرف للوزراء، المؤتمرات، السفريات، الاتفاقيات، الحوارات، المرتبات وغيرها، وبالتالي كلما أشرقت علي (محمد أحمد) الغلبان شمس صباح يوم جديد يتفاجأ بزيادات في الأسعار بالرغم من أن البعض ظل يبرر الزيادات والمواطن يغط في نوم عميق، إلا قلة منهم يستنكرون ثم يستسلمون ثم يتأقلمون على الزيادات الجديدة، وربما هذا السكوت شجع بعض الشركات والتجار وأصحاب المركبات العامة على زيادة الأسعار، فلا الحكومة ولا الشركات ولا التجار ولا غيرهم يتخوفون من خروج الشعب إلى الشارع أو أن تحدث تلك الزيادات ثورة.
من الملاحظ أن الزيادات بدأت تأخذ أشكالاً وألواناً وإبعاداً بعد التغيير الذي نجحت فيه الثورة الشعبية التي عبرت عن حق من حقوقها المشروعة، فهل يقف فيروس كورونا احتجاجات يتوقع حدوثها للأوضاع الاقتصادية بالغة التعقيد.
إن الزيادات أصبحت ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ الذي ما زال يلتزم الصمت على أمل أن تجد الحكومة الانتقالية حلول إسعافية عاجلة، لذا السؤال الذي يفرض نفسه هل ﺭﻓﻊ الأسعار عبر الشركات والتجار يشير إلى رفع الدعم عن السلع بصورة عامة على المدى القريب أو البعيد، فالأسعار لا تتناسب ﻣﻊ ﺩﺧﻞ الفرد، الذي لم يعد أمامه خيار سوى أن يناهض تلك القرارات حتى لا يكون سلبيا في حياته، التي تشهد ارتفاعا جنونيا في أسعار السلع الاستهلاكية، وتعريفة المواصلات فكلما مزق فاتورة أطلت عليه آخري أعنف من سابقتها ومع هذا وذاك يؤرق فيروس كورونا مضاجع الشعب السوداني الذي فرضت عليه الحكومة الانتقالية حظر التجوال من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة السادسة صباحاً دون أن تجري دراسات خاصة بذوي ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ الذين نطرح في إطارهم السؤال القديم المتجدد إلى ﻣﺘﻰ ﻧﻈﻞ الأﺳﻌﺎﺭ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ دون ضبطها ورﻗﺎبتها رقابة لصيقة للأﺳﻮﺍﻕ أو الشركات المنتجة أو مركبات المواصلات، فكل تاجر أو صاحب شركة أو سائق مركبة يرفع الأسعار بمزاجه الشخصي، فلا ﺭﺍﺩﻉ ﻭﻻ ﻭﺍﺯﻉ ﺩﻳﻨﻲ، فالشعب (ﺗﻌﺐ)، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﺎﻗﺪ للدليل، ولا يدري ﻣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻕ الحكومة الانتقالية ﻓﻲ ﻭﻋﻮﺩﻫﺎ التي أصبحت مجرد وعود تخدريه، أفما آن الأوان أن يرتاح هذا الشعب الصابر معلم الشعوب.

أكثر من ألف سوداني يعتصمون داخل وخارج السجون المصرية بسبب (كورونا)

تحقيق : سراج النعيم
......كشف السودانيون العالقون بالأراضي المصرية داخل وخارج السجون تفاصيل مثيرة حول معاناتهم بسبب الإجراءات والقرارات الاحترازية الوقائية المتخذة من البلدين للحد من انتشار فيروس (كورونا) المستجد الذي أدخل الهلع والخوف في جميع أنحاء العالم، والذي قالت في سياقه العالقة السودانية فاطمة أمجد مدني (ام مظفر) : سافرت إلى (القاهرة) بغرض إجراء عملية جراحية لوالدتي، والمتعلقة باستئصال (بؤر كهربائية)، ليس لنا ذنباً في ظهور، وانتشار فيروس (كورونا) حتى نعاني معاناة تفوق طاقة الإنسان، والذي مهما تحمل مما يجري معه فإن طاقته المحدودة سوف تنتهي أن طال بها الزمان أو قصر، وهكذا شد السودانيين الرحال إلى مصر لأغراض متعلقة بطلب العلم أو الدراسة أو التجارة أو العلاج وهم الأغلبية العظمي، ونسبة المرضي تفوق الـ(70%) بالأراضي المصرية، والذين شاءات إرادة الله سبحانه وتعالي تكتشف (القاهرة) إصابة حالات بفيروس (كورونا) المستجد، وصادف ذلك وجودنا بها، مما جعل التدابير الاحترازية الوقائية والقرارات المندرجة في هذا الإطار تقف عائقا أمام عودتنا منها إلى السودان، فهنالك من هم عالقين في صحراء (السباعية)، وهنالك من هم خلف القضبان، وكل السودانيين العالقين يمرون بمآسي لا حصر لها ولا عد، وأقلها عدم توفر المأكل والمشرب، بالإضافة إلى انعدام الأدوية للمرضي الذين سافروا إلى مصر بحثاً عن الاستشفاء، وهؤلاء أو أولئك يتعرضون إلى موجات برد قارص كلما أرخي الليل ستوره، وكما أنهم يتعرضون للسخانة كلما انتصفت الشمس في وسط السماء نهارا، فدرجات الحرارة العالية تفعل فعلها السالب بالجميع، لذا على السلطات السودانية الإسراع بالتدخل، وإيجاد الحلول الناجزة والعاجلة جداً، خاصة وأن هنالك تقصيرا من السفارة السودانية بالعاصمة المصرية (القاهرة) تجاه رعاياها، وأن كانوا على علم تام بأن وزارة الخارجية ووزارة الصحة السودانيتين تعملان في الجوانب الإنسانية منذ ظهور حالات في الخرطوم مشتبه فيها الإصابة بفيروس (كورونا)، والذي على إثره تم إدخال البعض من العالقين السودانيين الحجر الصحي، وبعد ظهور النتائج المؤكدة عدم إصابتهم بفيروس (كورونا)، تم إخلاء سبيلهم، ومن ثم تحركنا من القاهرة بتاريخ 18/3/2020م، وظللنا عالقين حتى الآن.
وأضافت : هنالك من هم يعانون الأمرين في منطقه (السباعية) المصرية، وهنالك من هم متواجدين في كافتريا واحدة تبلغ مساحتها (150/150) متر مربع.
واستطردت : لا يوجد دستور في أي دولة من دول العالم يمنع رعايا الدول الأخرى من دخولها مهما كانت الأسباب، بل تسعي كل دولة إلى إجلاء مواطنيها بأسرع ما يمكن خاصة في ظل الأزمات، الكوارث والأوبئة المتخذة في ظلها البلدان التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات القابلة للتطويع وفقا للحالات الإنسانية، كالذي يحدث آنيا مع ظهور وانتشار فيروس (كورونا) في معظم أنحاء العالم.
وأردفت : لم تجد قضيتنا اهتماماً من السلطات السودانية، ولم يزورنا الدبلوماسيين العاملين في السفارة السودانية بمصر، فهنالك من هم عالقين بمنطقة قريبة من مدينة (أسوان) المصرية، وأوضاعهم الإنسانية سيئة جداً، ويصل عددهم إلى ما يربو عن الـ(1080) شخصاً.
وتابعت : نحن في حاجة ماسة إلى عكس معاناتنا عبر وسائل الإعلام المرئي، ومسموع والمقروء والبديل من خلال الشبكات والقروبات الكبيرة.
ومضت : ودعني أورد جزء من أسماء ركاب الرحلة رقم (113) المتجهة إلى الخرطوم عبر شركة طيران تاركو، بتاريخ 2020/3/12م، وهم سلمي محمد علي، محمد عثمان عبد الرحمن، الهام أحمد حسن، فاطمة أمجد مدني، صالح حسن قرشي، مودة حمدان المأمون، يوسف صالح حسن، يزن صالح حسن، عمر ابراهيم عبدالباقي، محمد المصطفي إبراهيم عبدالباقي، مني عبدالباقي، نون مجدي سليمان، بخيت محمد بخيت علي، نور مجدي سليمان، أحمد عبدالعزيز خليفة، درية عبدالعزيز حمزة، علي عبدالرازق عباس، مروة صلاح الدين البدوي، رضا علي عبدالرازق، صلاح الدين البدوي مصطفى، فاطمة السماني مصطفى، جعفر سلمان إبراهيم، إسحاق سلمان إبراهيم، محمد جعفر سلمان، حليمة خضر، عباس الشيخ حسين، أحمد عاصم الهادي، نيفين عبد المنعم رحمة الله، عاصم أحمد عاصم، عبد المنعم أحمد عاصم، باسل أحمد عاصم، نجوى عبد الحليم إسماعيل، خالدة محمد الحاج، مصعب بشير عبد القادر، علي عبد الله عمر، سهام محمد سعيد، نجوي مصطفي سعيد، زينب حسن محمد أحمد، نون حسن الزبير، فادية عبد المحمود علي البشري، سلوي عبد المحمود الذين، هبة محمد إسماعيل، ياسمين كامل، وائل عمر، عمار الصادق الهد، الطيب الصادق الهد، الصديق كردمان، أحمد كردمان الصديق، اشويل اشويل دينق، امونة مايولاك، ابين اشويل دينق، محمد عباس خضر، رشا عبيد محمد، صفاء علي محمد جميل، رماز جلال محمود، ليلي محمد مختار، مجدي جبريل مهنا، الصادق ماهر علي صالح، محمد أشرف صابر على، أنور صديق أحمد محمد، رحاب أحمد محمد محمد، آيه أنور صديق أحمد، محمد أنور صديق أحمد، لجين أنور صديق أحمد، محمد رحمة الله بابكر عبدالله، ساريا محمد رحمة الله بابكر، عبير سيد على ابراهيم شاهين، عبد الرحمن عثمان عبد الله، عصام الدين بله محمد، عائشة محمد علي، دار الجلال كرم الله أحمد، شرف عبدالمنعم عبد الفضيل، عوض يوسف الزين، إسماعيل ضرار صبار، أمير إدريس عثمان، عثمان إدريس عثمان، مهند حاتم محمد أحمد.
فيما أعلن سودانيين عالقين بميناء أرقين من ناحية الأراضي المصرية عن اعتصامهم إلى أن تقرر السلطات السودانية في أمرهم، وأثناء اعتصامهم هتفوا في وجه السلطات المصرية التي تمنعهم العبور من أراضيها إلى الأراضي السودانية قائلة : (الصبة هنا سنة) في إشارة منهم إلى أنهم سيبقون في مكانهم إلى أن تحل مشكلاتهم القائمة على التدابير الوقائية من الإصابة بفيروس (كورونا)، والذي أصبح مع مرور الأيام (جائحة)، وتفسيرها (المصيبة) أو (الكارثة)، ويؤكد الخبراء أن الفرق بين (الجائحة) وفيروس (كورونا) هو أن الأخير ينتشر سريعاً، ويستقر فى بلد واحد، فتصبح مبوءة، ويسمى الوباء ب(الجائحة)، وعندما ينتشر في بقاع آخري، فإنه يتطلب في العالم أجمعه وضع التدابير الاحترازية الوقائية لمكافحة والقرارات الحافظة للإنسان من انتقال العدوي إليه، ولا يهم أن كان الفيروس قويا أو ضعيفا، المهم الحد من سرعة انتشاره، لذلك أصبح (وباء) كورونا (جائحة) تؤرق مضاجع مجتمعات العالم عموماً.
بينما قال أحد العالقين : نحن على أهبة الاستعداد للبقاء شهر كاملاً بعد أن نقطع معبر (أرقين) في أي حجر صحي تقرره السلطات السودانية، وخلاله إذا وجدوا واحداً منا يحمل فيروس (كرورنا) فليحرقونا بالنار، لكن لا يجب أن لا يدعونا هكذا مشردين في الأراضي المصرية، وهو الأمر الذي قاد البعض إلى الاستغناء عن الجوازات، والبعض الآخر طالب تدخلا عاجلاً من الأمم المتحدة، فنحن الآن يبلغ عددنا أكثر من ألف سوداني، فهل الحكومة السودانية سوف تتخلي عنهم في هذه الظروف الإنسانية؟.
وواصل السودانيون هتافهم من خلال وقفتهم الاحتجاجية قائلين : (يا سفير أنت الآن في فتيل.. يا سفير أنت الآن في فتيل)، وتسألوا هل يقنع الشعب السوداني من سودانيين عالقين بالأراضي المصرية، وما هو المنطق الذي يجعل الحكومة تترك رعاياها في الصحراء، وهل يجوز أن يخاطب المعبر مصري المعبر السوداني في هذا الشأن البالغ التعقيد؟، الإجابة لا لأن مخاطبات من هذا القبيل تتم عبر السفارة السودانية بالقاهرة ووزارة الخارجية، فنحن عددنا (1080) سودانياً، كانوا يستقلون (27) بصاً سياحياً، بالإضافة إلى (4) سيارات نقل ميكروباص، وقالت لنا السلطات المصرية أنه لا سفر لأي سوداني من أراضيها إلا أن تأمر بذلك السلطات السودانية.
واسترسل السودانيين العالقين بالأراضي المصرية قائلين : عدد السودانيين العالقين بمنطقة (السباعية) شبه الصحراوية بالأراضي المصرية كبير جداً، وهي تبعد عن مدينة أسوان (125) كيلو متر، واتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية، والقرارات القاضية بإغلاق المطارات الجوية، والمواني والمعابر البرية نتج عنه معاناة العالقين كبار السن، النساء، والأطفال وحديثي الولادة والمرضي، ورغماً عن ذلك لم تحرك الحكومة السودانية ساكنا، فلا السفير جاء إلينا، ولا أرسل مسئولاً من السفارة السودانية بالقاهرة.
وتساءلوا لماذا لم يتم إجلائنا كما تم إجلاء الطلاب السودانيين العالقين في مدينة (ووهان) الصينية بؤرة فيروس (كورونا) المستجد الذي انتشر منها في كافة بقاع العالم، وإذا عقدنا مقارنة بين الصين ومصر فإن فرق المسافة شاسع، فمصر تبعد سويعات عن السودان، ورغماً عن ذلك كله لا مانع لدينا من دخول الحجر الصحي.
واستمروا في طرح الأسئلة على السلطات السودانية : أليس من مهام الحكومة الانتقالية إجلاء مواطنيها من المناطق الموبوءة كما تفعل كل دول العالم حرصاً منها على أمن وسلامة رعاياها في أي بقعة في العالم.
فيما بعث السودانيين العالقين بالسجون المصرية برسالة إلى السلطات السودانية المختصة مفادها أنهم استطاعوا إدخال هاتف ذكي لإيصال رسالتهم إلى السفارة السودانية بالقاهرة، وأكدوا من خلالها أنهم يقبعون خلف القضبان منذ ثلاثة أشهر فما دون، وكلهم يعانون الأمرين بعد أن وضعتهم السلطات المصرية في حراسة بمنطقة (السلوم) وقالوا : يفترض أن يوضع في تلك الحراسة من هم محكوم عليهم بالإعدام، وليس من هم في حالتنا، فنحن منذ شهور نعيش في بيئة تفتقر لكل مقومات الحياة الآدمية، فالسجن ملئ بـ(القمل) و(الحشرات)، علماً بأنه طلب منا دفع قيمة تذكرة السفر طيران ثلاثة ألف جنيه مصري بما يعادل خمسة وعشرين ألف جنيه سوداني، وكان أن فعلنا لترحيلنا إلى السودان، خاصة وأن القاضي حكم علينا بـ(15) يوم للتحقيق حول أوراقنا الثبوتية، وذلك عبر أمن الدولة والسفارة السودانية بالقاهرة، وهكذا مرت الفترة المحددة إلى شهور دون أن تحل مشكلتنا، ولا توجد أي عناية صحية داخل السجن، علماً بأن فيروس (كورونا) بدأ في الانتشار، ونحن نرغب في حضور السفير إلينا لكي يوضح سبباً واحداً يدعنا نبقي خلف قضبان الحراسة بمنطقة (السلوم) المصرية؟.
واستطرد (بشة) قائلاً : سجنت منذ حوالي الثلاثة أشهر مع (99) سودانياً، تم تحويلنا من كتيبة تتبع للقوات المسلحة المصرية إلى حراسة بمنطقة (السلوم)، ومنها حولنا إلى المحكمة، والتي أصدر قاضيها حكماً لا أدري أن كان بالبراءة أو خلافها، وعليه تمت إعادتنا إلى الحراسة إلى حين إحضار أوراقنا من أمن الدولة المصري.





















وأشاروا إلى أن هنالك من راهنهم على تهريبهم عبر الحدود من خلال تجار البشر الذين ينشطون عبر سيارات دفع رباعي بـ(1500) جنيه مصري، وبهذا المبلغ يتم إيصالهم إلى مدينة (بربر) بولاية نهر النيل، إلا إنهم رفضوا الفكرة خوفاً على أهلهم في المقام الأول والأخير من فيروس كورونا الذي أدخل الهلع والخوف في العالم، لذا نحن يطالبون بعمل (حجر صحي) في الصحراء، ولو على نفقاتهم الخاصة وقالوا : نحن سودانيين ولنا الحق في دخول بلدنا بالصورة الرسمية والقانونية، وفي ظل أزمتنا هذه نشكر الصحفيين السودانيين على الواقفة معنا، إلا إنه ورغماً عن ذلك الإشكالية قائمة لأن حكومتنا غير قادرة على عمل (حجر صحي)، فلو فكرنا في العودة إلى (القاهرة) لن نتمكن من ذلك، وهكذا نحن لا نعرف
متى سنعود إلى أهلنا، خاصة وإننا نركن الآن على مصير مجهول؟.

سوداني يبعث برسالة لأهله من إيطاليا بعد ثلاثين عام

بعث سوداني من سيشيليا بايطاليا برسالة إلى أهله الذين يبحث عنهم في السودان بعد انقطاع دام ثلاثة عقود متصلة.
وقال : أنا عبدالقوي الزين إبراهيم أشقر تعود جذوري إلى منطقة (كركوج) الشريف محمد الأمين بولاية النيل الأزرق.
وتشير الوقائع بحسب رسالته إلى أنه يبحث عن أهله بعد أن امضي بعيداً عنهم ثلاثين عام، قضي منها (19) ربيعاً بليبيا ثم شد الرحال منها إلى إيطاليا.
وقال : والدتي هي صفية إبراهيم محمد الحسن، وأشقائي هم عبدالمنعم، عبدالحكيم، والتوائم معمر وعمر، وشقيقاتي محاسن متزوجة ومقيمة بالسعودية، فائزة، مني، عطرة وفاطمة.
وتابع : أنا الآن موجود في مدينة كتالينا الإيطالية عاجزا عن الحركة بعد أن تعرضت للكسر في رجلي.
واسترسل : حتى يتعرف على أهلي فأنا من قبيلة الجعلين (عمرابي - جعفري)، ولدي عمي في ولاية النيل الأزرق اسمه عبدالماجد أشقر وأبنائه هم الرشيد، هاشم، صلاح ومحمد وبناته فائزة، صفية، مني وقدالة، ولدي ابن خالتي السر يحي آدم الحسن في منطقة شمبات الهجرة بالخرطوم بحري، وابن خالتي حاتم وهو متزوجا من شقيقتي (فاطمة)، وكان مقيما بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه لدي عمي والدي وهو أحمد المعلاوي العتيل، ونجله هو السر، ويسكنون في (الكدرو) بالخرطوم بحري.

الجمعة، 27 مارس 2020

*سراج النعيم يكتب : لو شائعة ارتشاف الشاي المر علاجا لفيروس كورونا صادرة من (كوفتي) لصدقناها*


...........
من المعروف أن الأزمات، الكوارث والأوبئة تولد الشائعات المغرضة الرامية إلى خدمة أجندة سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وفكرية، وقطعا شائعة علاج فيروس كورونا بالشاي المر تندرج فيما أشرت له، فالشائعة سرت في الأوساط السودانية سريان النار في الهشيم، وتداولها الإعلام البديل على أساس أنها حقيقة، فيما سخر وتندر منها آخرين، وتشير الشائعة إلى أن سيدة أنجبت طفلاً حديثاً في إحدي المدن السودانية، وتفاجأت به إنه يتحدث بعد ساعات من خروجه للدنيا قائلاً لها : (إن علاج فيروس كورونا يكمن في ارتشاف كوب من الشاي المر)، ومع ظهور الوباء في مدينة (ووهان) الصينية، وتوسع دوائر إنتشاره، وحصده مئات الآلاف بالإصابات والوفيات في كل أنحاء العالم، ونطالع الشائعة تلو الأخري، وقد سبق الشائعة سالفة الذكر عدد من شائعات الدجالين والمشعوذين الذين أكدوا أنهم توصلوا إلى علاج فيروس كورونا، فتارة بالكمون، وتارة آخري بالمانجو، البرتقال، الليمون القرض، وإلى آخرها من الادعاءات التي لا تنطلي على إنسان السودان الذي أصبحت لديه حصانة من الشائعات.
ومما ذهبت إليه فإن الشائعة الدعائية للشاي كمنتج يباع في الأسواق الغرض منها الترويج له، وذلك بعد انشغال الناس بالبحث عما يبصرهم بالطرق الوقائية من انتقال العدوي إليهم، وبالتالي اشتعلت الأسافير ومجالس المدينة بالشائعة ما بين مصدق ومكذب وثالث متردد، والاغرب هو أن كل واحد يروي القصة من الزاوية المتوافقة معه، ويرسم لها سيناريو من نسج خياله، إلا أنهم جميعا يختتموها بالاتفاق على ارتشاف (الشاي مرا)، وهكذا سيطرت الشائعة على شخصيات أوهمت بها نفسها، ولم تكن على إستعداد لسماع وجهة نظر تكذبها، وينجرف معها الثالث المتردد، ولكن الحقيقة أن هنالك شركة أو تاجر لديه بضائع مكدسة من الشاي الذي ربما تكون صلاحيته شارفة على الإنتهاء، ويود بيعه سريعاً قبل إنتهاء الصلاحية، لذا راجعوا تاريخ الإنتاج وتاريخ إنتهاء الصلاحية قبل شراء الشاي، فأي شائعة لديها غرض، فالشائعة يبدو أنها أثرت في البعض من الناس الذين وجدت عدداً منهم يطلبون من بائعات المشروبات الساخنة (الشاي سادة) أي بدون سكر، مما يؤكد أن مطلق الشائعة نجح في التأثير في البعض، ولكن عني شخصيا لم أصدقها الشائعة من قريب أو بعيد بحكم التجربة.
لا أعتقد أن هنالك شركة أو تاجر يستحق الترويج له سوي شركة (كوفتي) للدور الإنساني المتعاظم الذي تقوم به في المجتمع من خلال مساعدتها للناس، إذ أن مالكها تعطي يده اليمني دون أن تعلم اليسري، نعم يفعل ذلك في صمت، بالإضافة إلى أنه يطرح مشاريع تصب في صالح الشعب السوداني، وخلاف شركة (كوفتي) لا أري أي شركة أو تاجر يستحق الترويج له (مجاناً)، لأنهم وبصراحة شديدة يمارسون الاستغلال السافر لازمات تمر بها البلاد للكسب الرخيص، وكأنهم يتمنون المصائب لجني الأموال من الشعب الطيب الذي ظل صابرا على الابتلاء ثلاثة عقود إلى أن نجحت ثورة ديسمبر المجيدة في إزاحة الرئيس المخلوع عمر البشير الذي عمق أفكارا سالبة في البعض من ضعاف النفوس للاستفادة من الأزمات.
في اعتقادي أن من أطلق الشائعة إنسانا ساذجا، خاصة وأن (الشاي) من الأساسيات في كل منزل سوداني، والذي يبدأ به يومه ولا يتوقف عن ارتشافه إلا حينما يخلد إلى النوم، هكذا حاضرا في كل تفاصيل حياتنا في الأفراح والأتراح وساحات النضال الثوري، ولعلكم تابعتموه في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة بالخرطوم، فما زال الشعب السوداني وحتي الأجانب الذين تابعوا ثورة ديسمبر المجيدة يرددون العبارة الشهيرة : (يا خوانا الشاي ..الشاي بي جاي).

الأربعاء، 25 مارس 2020

سراج النعيم يكتب : إدهاش العالم بالسلاح السلمي


أشعر بالفخر والاعتزاز كوني أوثق لثورة أدهشت العالم بالسلاح السلمي منذ بذوق فجرها في سماوات السودان الذي شهد حراكاً ثورياً ضخماً افني من خلاله شباباً أرواحهم فداءاً للوطن الذي امسكوا في ظله بشمعة تضئ طريق التغيير، هكذا نجحوا في إزاحة الرئيس المعزول (عمر البشير) في نهاية العام 2019م، ومن أسباب الثورة الأساسية انتشار (الفساد) والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية، والتضييق السياسي والأمني وعدم النزاهة في الانتخابات والتشبث بكرسي السلطة، والذي استبد من خلاله ثلاثة عقود، وهذه السنوات الطويلة ملك خلالها سجلاً سيئاً في حقوق الإنسان بالاعتداء على الحريات الشخصية باعتقال المعارضين السياسيين، النشطاء والمنتقدين لسياساته، ودائماً ما يكون انتهاكه بادعاء الحفاظ على الأمن القومي، والذي لم يقدم في إطاره أياً منهم إلى ساحات العدالة وفقاً للقانون الذي شرعه لحماية نظامه، إلا أن الثورة تميزت بهتاف (تسقط بس.. تسقط بس)، وهو الشعار الجاذب والبراق الذي وضع به الشهداء بصمة خالدة، وإرثاً فكرياً خالداً لمستقبل مشرق أخططوا في ظله ميثاق عهد جديد، وبما أنهم ضحوا بأنفسهم سأحيطكم بأبعاد شخصياتهم من خلال سبر أغوارها كما يجب بعد أن تركوا خلفهم الدنيا بكل ما فيها، وحزن عميق يخيم في دواخل الأمهات ممزوجاً بماضي تليد، وذكرى تعيد نفس الشريط.
منذ بداية الثورة السودانية، وتتعدد وقائع قصص الشهداء في أماكن شتى من بقاع البلاد، إذ أن هضاب أرضها تنجب الثوار، وكل ثائر تدور قصته حول التحرر والإنعتاق من نظام كشف عنه الغطاء الزائف الذي لم يقف عائقاً أمام تقدم الثوار الذين قادوا معركة العزة والكرامة، هكذا ظلوا يفعلون بجسارة إلى أن أزالوا عبث انفراده بسلطة كنز في إطارها أموالاً بـ(الفساد) الذي استشري في مفاصل المؤسسات، الشركات ومصارف الدولة، ما حدا بالشعب أن يثور ثورته الداعية لإسقاطه من خلال ملاحم وطنية وتاريخية.
ها أنا أترك الأبواب مشرعة لإكمال قصص الشهداء المتجددة، فلا يسع هذا السفر للإحاطة بها جميعاً، خاصة وأن لكل قصة من القصص الإنسانية دروساً وعبراً يستحق بطلها أن يكون لوحده (إيقونة) لثورة رسمت لوحات نضالية زاهية تمثلت في أنهم مهروها بدمائهم، لذا يجب تقليدهم أوسمة الشرف والوفاء على بذرهم بذوراً أثمرت مبادئ في كل منزل، كما أنها أصبحت واقعاً يمشي بين الناس الذين استشفوا منها معالم طريق الخلاص، التضحية، النزاهة ونكران الذات من خلال مواقف، أحداث وأشياء مغروسة بمبادئ إنسانية لم يؤخرهم عنها عذر، ولا حال دونهم حائل إلى أن ترجموها بعقل مفتوح يري ويستشف حقائق تنير الطريق في الاتجاه الصحيح، نعم فعلوا رغماً عن أن تقديرات البشر تتكئ على دوافع ودواع.
عطبرة مدينة الصمود والثورة
إن انتفاضة الشعب السوداني أمراً طبيعياً لخلع نظام (القهر)، (القتل) والممارسات اللا أخلاقية واللا إنسانية على كافة الأصعدة والمستويات، مما ولد ثورة شبابية لا تعرف التثاؤب، وهذه الثورة المجيدة بدأت شرارتها الأولي من (عطبرة)، المدينة المشهود لها بالتمرد على الأنظمة (الديكتاتورية) استشعاراً لمآلات الأوضاع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية في البلاد، فلم يكن بوسع سكانها الصبر على نظام (المخلوع) إيماناً منهم بأنه قمعي لا يتورع من فعل أي شيء، ورغماً عن خطورة التمرد عليه إلا أن التغيير كان دافعاً لاغتنام الفرصة المواتية للقضاء على النظام البائد الذي كانت كل الأجواء مهيأة لإسقاطه.
إن من حق أي سوداني التعبير عما يجيش في دواخله، والبحث عن الأفضل بالتغيير، والمساهمة في إنشاء دولة تحترم حقوق الإنسان، ويتساوي فيها الناس وفقاً للدستور، وإعلاء كلمة القانون.
ترجم الشهداء معاني الصمود، البسالة، الجسارة والتضحية في صورها ومشاهدها الراسخة في مخيلة الشعب الذي تابع بحزن عميق ما تداوله الإعلام التقليدي والبديل لاسترداد أبسط حقوق الإنسان الذي يبحث عن العيش بكرامة إلا أن مسعاهم قوبل بوابل من الرصاص، فارتقي على إثره أول شهيد في الثورة الشبابية طارق أحمد علي عبدالجليل بمدينة (عطبرة).
وتشير قصته إلى أن استشهاده حدث بعد تعرضه لإطلاق عيار ناري في رأسه، مما أدي إلى وفاته في الحال متأثراً به في 21 ديسمبر 2019م، التاريخ الذي توجه فيه إلى جامعة (وادي النيل)، ومن ثم خرج منها للشارع ثائراً على خلفية أزمات بالغة التعقيد، هكذا خرج وهو يهتف مع رفقاء دربه (تسقط بس.. تسقط بس)، وعلى ذلك تم حرق مقر حزب (المؤتمر الوطني)، مما جعل الأجهزة الأمنية تهاجم المواكب الثورية بـ(التاتشرات) المدججة بالأسلحة، وأطلق أفرادها الغاز المسيل للدموع، ووابلاً من الرصاص الحي، والذي أصيب على إثره الشهيد (طارق) بعيار ناري في رأسه.
فيما درس الشهيد في مدرسة (التأصيل) الأساسية بنين، ثم مدرسة (البر والإحسان) بالخرطوم بحري، ثم شد الرحال إلى مدينة (عطبرة)، وواصل تحصيله الأكاديمي إلى أن جلس لامتحان الشهادة السودانية التي أحرز من خلالها نسبة (81%) أهلته للالتحاق بجامعة وادي النيل كلية (هندسة إنتاج وتصنيع)، وتخرج فيها (مهندساً).
كان الشهيد (طارق) لاعب كرة القدم ممتازاً في نادي (الوفاق)، والذي أنتقل منه إلى دوري الدرجة الأولى، وحقق الشهيد تقدماً نحو الصعود للدوري الممتاز.
بينما كان للشهيد نشاطاً اجتماعياً كشفت عنه ثلاثة سيدات جئن لأسرته بعد وفاته، ودخلن في نوبة بكاء، مما أدهش والدته لعدم معرفتها بهن، وقبل أن تستمر علامات الدهشة على وجه عائلته، إذ أنهن أكدن أنهن (فراشات) بجامعة (وادي النيل)، وأن علاقتهن بالشهيد هي أنه كان يقدم لهن (الشاي) و(القهوة) كل صباح، ولم يتوقف نشاطه الإنساني عند هذا الحد، بل امتد إلى مساعدة سيدة مصابة بـ(سرطان الثدي)، ومن خلال ذلك وضح أين كان ينفق الشهيد المبالغ التي يتحصل عليها نظير ممارسته كرة القدم، فقد سبق ووجهت له والدته سؤالاً مفاده أين تصرف المبالغ الحائز عليها من النادي الذي تلعب له؟، فكان يتهرب من الإجابة، وكان أكثر الأشياء التي لا يحبذها الكذب، ومن ثم أطلقت مدينة (عطبرة) أسمه على شارع من شوارعها التي تعيش وتستعيد ثورة ديسمبر.
تواصل التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام
تواصلت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام البائد كل نهاية أسبوع بالخرطوم إلى أن استقر بها المقام في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة بالخرطوم، ومن ثم تم فضه بالقوة المفرطة في الثالث من يونيو 2019م، ومثلت مجزرته صدمة كبيرة وخيبة أمل في نفوس السودانيين كون أنها حدثت عقب الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، وبينت الإحصائيات أن عدد الضحايا وصل إلى نحو (180) شهيداً.
حرص الثوار على توثيق لحظة فض الاعتصام من خلال عدسات كاميرات الهواتف الذكية، وجسدوا من خلالها لحظات اقتحام قوات عسكرية لساحة الاعتصام، ومن ثم تم نشرها وبثها عبر الفضائيات والإعلام البديل الذي كان له القدح المعلي في كشف الحقائق للعالم، مما فرض على الحكومة الانتقالية تكوين لجنة للتحقيق أوكلت رئاستها للأستاذ نبيل أديب المحامي، إلا أن أسر الشهداء رفضتها وسيرت مواكباً تطالب من خلالها بالعدالة والقصاص للجناة باعتبار أن القضية من الجرائم المرتكبة ضد حقوق الإنسان، ولم يوجه في إطارها أي اتهام للمتورطين فيها.
فيما نجحت أسرة الشهيد أحمد الخير من رفع الحصانة عن عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني ومحاكمتهم بمدينة (امدرمان)، والذين أدانهم قاضيها بالضلوع في اعتقال، تعذيب وقتل المعلم أحمد الخير بـ(خشم القربة).
شهداء فض ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة
صور الشهيد (مجتبى) مكان نومه في ساحة الاعتصام، مشيراً إلى أنه ورفقاء دربه استقر بهم المقام في قاعة داخل جامعة الخرطوم، وركزوا أثناء تواجدهم فيها على إسعاف المصابين الذين كثر عددهم في 14 مايو 2019م.
ويروي شقيق (مجتبى) أن اسمه ورد ضمن أسماء من تعرضوا للإصابة، فأتصل به هاتفياً للاطمئنان عليه فجاءه الرد : (أنا بخير وباقٍ في الاعتصام)، وصار دائم الابتسامة إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
كانت هنالك شائعات سرت حول إمكانية وقوع فض عسكري للاعتصام، وذلك من خلال حشوداً لقوات مسلحة تتهيأ لاقتحام الساحة، فما كان من أسرته إلا الاتصال به قائلة له : (احتط)، ومع مرور الأيام أصبحت الشائعة حقيقة، وبدأ فض الاعتصام بمناوشات بالرصاص الحي، والذي أصيب على إثره الكثير من الثوار بتاريخ 3 يونيو 2019م.
بينما نجد أن وقائع فض الاعتصام بدأت قبل صلاة الصبح حيث دخلت عربات أمن مدججة بالأسلحة إلى ساحة الاعتصام من خلال اجتياح الساحة، ومن ثم تم أطلاق الأعيرة النارية من الناحية الغربية لجامعة الخرطوم، وهناك أصيب الشهيد (مجتبى) برصاصة فور عودته من إسعاف فتاة سقطت على الأرض، ولم يعرف نوع العيار الناري الذي استقر في كليته اليسري، ولم يمت الشهيد لحظة الإصابة، بل تم إسعافه إلى المستشفى عبر رفقاء دربه، وفي تلك الأثناء نادي عليه صديقه (ألن تغني معي أغاني الحرية؟)، ولم يكن مع (مجتبي) وقتئذ أحداً من أهله، وكان (يلتفت يمينا ويسارا، وينظر إلى من هم حوله) إلى أن فارق الحياة. لم يصل خبر وفاته إلى أسرته إلا بعد اطلاعها على (بوست) نشرته طبيبة على حسابها الخاص عبر (تويتر)، وهي ترجو إيصال رسالتها إلى أهله من أجل التعرف عليه، وذلك قبيل قطع الإنترنت على نطاق واسع، والذي على إثره خرج الكثير من جموع الشعب السوداني من منازلهم لمعرفة ما جري في ساحة فض الاعتصام، وكان هنالك إحساس يتخالج أسر الثوار المعتصمين في ساحة الاعتصام أنهم استشهدوا.
ومن القصص الإنسانية المؤثرة للشهيد (مجتبى) قصته مع سيدة تبيع الأطعمة في سوق قريب من الصحافة، وهذه السيدة دخلت على أسرته، وهي تسأل أين (مجتبى؟)، فجاءها الرد بأنه توفي إلى رحمة مولاه، وبعد تأكدها من استشهاده أوضحت لهم بأنه كان يتردد عليها كثيراً، ويترك بطرفها باقي حساب، ويتعلل بأنه سيأتي إليها فيما بعد لأخذه، وأضافت : سألته قبل رحيله لماذا تقضي كل وقتك في ساحة الاعتصام، فرد عليها قائلاً : (عشان الزيك يا أمي ما يشتغل في السوق).
الشهيد عبدالسلام كشة
عندما ننتقل إلى قصة الشهيد عبدالسلام كشة نجد أنه استشهد في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة بالخرطوم متأثراً بما تعرض إليه من إطلاق رصاص حي، وتشير سيرته أنه ولد في منطقة (الحلاويين) بولاية الجزيرة في يونيو من العام 1993م، ويقيم حتى وفاته في الخرطوم، درس بجامعة (الدلنج) ثم فصل منها، والتحق بكلية القانون بجامعة النيلين، أشتهر بنشاطه السياسي المناهض لنظام الرئيس المخلوع البشير الذي اعتقله عدة مرات، ودائماً ما يتعرض إلى مضايقات من جهاز الأمن، مما نتج عن ذلك عدم تمكنه من إكمال تحصيله الأكاديمي. إلا أنه كان صلباً في فكره، ولم يهرب يوماً واحداً من مطاردات أمن المعزول رغم تحذير أصدقائه له، والذين كانوا يتابعون سيارات الأمن تحاصر منزله بالخرطوم، والذي كان يخرج منه بكل تماسك رغم أنه كان يدرك ما ينتظره من مصير.
رفض والد الشهيد عبدالسلام كشة لجنة تحقيق فض الاعتصام لشكوك فيها تساوره، وذلك من واقع أن رئاستها أوكلت للمحامي نبيل أديب الذي كان ضمن هيئة الدفاع عن الفريق أول مهندس صلاح قوش.
وأضاف كشة : لو عادت بنا الأيام إلى بداية ثورة ديسمبر سوف أسمح لابني (عبد السلام) بالمضي في ذات الاتجاه الثوري، فاستشهاده هيأ لنا عيش لحظات مفصلية من تاريخ السودان الذي عاني من التشريد، الإذلال، التعذيب والزج في المعتقلات والسجون كأنهم ارتكبوا جرائم لا أخلاقية ولا إنسانية، لذلك أرى أن في استشهاد (عبد السلام) طوق لنجاة الشعب السوداني.
الشهيد عباس فرح عباس
من المشاهد المؤثرة التي هزت الشعب السوداني مشهد اغتيال عباس فرح عباس لحظة فض الاعتصام في الساعات الأولى من الصباح، فالمشهد صور صمود الشهيد الذي كان ينزف دماً جراء الإصابة، ورفض أن لا يموت إلا واقفاً، إذ أنه ظل يقاوم بكل ما يملك من طاقة ثورية.
ربما لم يكن الشهيد (عباس) مدركاً بأن انحناءته الأخيرة على (الترس) للصمود ضد الديكتاتورية، والذود عن ساحة الاعتصام التي ترجم من خلالها أفكاره الأيدلوجية إلى رمزية خالدة بالإصرار والعزيمة لمواجهة الموت، فمشهده كان لافتاً في حركته الهادئة، إذ أنه لم يكن يمضي نحو من يسعفه، إنما كان يتهاوي حول المتاريس، هكذا التقطت عدسة المصور المشهد الذي يؤسس للتوثيق للتاريخ من حيث حركته، و(التي شيرت) الأصفر الذي امتزجت به دمائه، وعليه فإن المشهد بأكمله كان مشهداً ملحمياً ثورياً إلى أن أرتمى (عباس) على الأرض، وما أن فعل إلا وجاء شاباً آخراً وحل محله، فيما فزع بعض الثور إلى إسعاف الشهيد الذي امتدت له يد مجهولة بحنو لتسند جسده، وتبحث عن مكان استقرار الرصاصة، وخلف ذلك المشهد صوراً تحمل رسائل إنسانية عميقة تجسد لحظة سقوطه على (الترس) بعد أن أدى واجبه النضالي كسائر رفقائه الشهداء الذين ألهموا الشعب السوداني كيفية الإنعتاق من القيود الديكتاتورية.
ثورة الاستقلال من نظام المخلوع البشير
يجب أن لا ندخر مجهوداً نبذله للتنمية، التطور والمواكبة لما يشهده العالم من حولنا، ولا سيما فإنه يحتاج مزيداً من الصبر خاصة وأننا صبرنا قبلاً لدرجة إفقار العباد والبلاد إفقاراً لم نشهد له مثيلاً، وذلك منذ استقلال السودان الذي ظل يركن إلى الظلام منذ أن حل عليه بالانقلاب العسكري في العام 1989م، ومنذ ذلك التاريخ تأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام تحد كبير يتطلب الذود عن الوطن، والذي شهدنا خلاله أصنافاً من إرهاب جعل الحريات الشخصية، الإعلامية والصحفية تعاني الأمرين بالقوانين المشرعة تفصيلاً لحماية النظام، مما نتج عن ذلك الإيقاف، المصادرة، الاستدعاءات، البلاغات، القبض والاعتقال، ورغماً عن ذلك ظلت الأجهزة الإعلامية والصحافة يعملان في ظروف صعبة جداً.
فيما ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير يصنع الأزمات المتوالية بغرض إيجاد حجة تهيئ له وأد الوسائل الإعلامية مسموعة، مرئية، ومقروءة كلما تناولت الراهن السوداني بشفافية، هكذا ظل يفعل تكراراً ومراراً على مدى ثلاثين عام، فيما عمد النظام البائد على ترغيبها وترهيبها حتى لا ترسم صورة مغايرة لواقع سوداني ملئ بـ(الفساد) لا يمكن أن ينخدع به الشعب الواعي- المدرك لحقائق لم تدع له مجالاً للظن الحسن في إدارته للبلاد، ورغماً عن ذلك صبر عليه الشعب على أمل أن يعود إلى رشده إلا أنه كان يتمادي في غيه، مما قاده إلى طريق اللاعودة، وبالتالي اختار الطريق المضني، وحاول تسديد طعنات نجلاء بالثورة المضادة، إلا أنها لم تصمد طويلاً أمام إرادة الشعب السوداني، وظل نظام المعزول البشير يبتدع أفكاراً لا تمت للقيم والأخلاق شيئاً، وسهل للخيانة والتسلق على أكتاف الضحايا، ولم تكن إدارته للمعركة مع الخصوم الألداء تصب لصالحه لأنها مستندة على السقوط في براثن السلطة وتطويعها كيفما يريد وكيفما يشاء استناداً على السلطة الممنوحة للأجهزة الأمنية، ولعمري ارتكبت جرائراً في حق إنسان السودان ظلماً وسفكاً للدماء، لذا وجب المضي قدماً في الطريق الوفاقي للخروج بالبلاد إلى بر السلام، وتنسم دعاش الحرية، السلام والعدالة في ظل شعب يذود عنها بما يحفظ للإنسان حقوقه المهضومة ثلاثة عقود، والتي مارس في ظلها نظام المخلوع صنوفاً من الظلم، والذي يتم إصباغه بالقوانين المتوافقة مع أفكاره المدمرة لكل من يخالفه الرأي والتوجه المهدد للفكر والأيدلوجيات، والتي استعان بها لخطط سوداء منجرفة به نحو تيارها الآسن، وعليه فنحن على قناعة راسخة بأن الأحزاب والتنظيمات السياسية ستظل في خلافاتها الأيديولوجية القائمة على مناخ غير ديمقراطي، وهذا يستوجب قوانين تزيل سوالب ماضية عن أذهان أجهضت كل آمال وأشواق الشعب نسبة إلى أن الأحزاب والتنظيمات السياسية الفاشلة تسعي إلى سرقة ثورة شعبية خرجت عفوية للشارع من أجل تبيان الرؤية الصحيحة، لذا سيثبت التاريخ من خلال المستندات الوثائقية من خان الوطن، ومن سجل اسمه في دفاتر برلمانات النظام السابق، ومن اجتمع مع مدير أمن البلاد للانقضاض على الثورة الشعبية.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...