عصام : اقتحمت السفارة بالعمارات بسبب زوجتي الهندية وأبنائي
............
فرضت على السفير الاتصال بمكتب الشيخ زايد آل نهيان ولكن!
..........
جلس إليه : سراج النعيم
.........
وضع المجهول المتهم باقتحام السفارة الإماراتية عقب إطلاق سراحه من السجن قبل سنوات والذي أمضي فيه أربع سنوات، مؤكداً أنه اقتحم السفارة الإماراتية وخاصة مكتب السفير الإماراتي بسبب زوجته الهندية وأبنائه، وعلى خلفية ذلك استطاعت قوات (الكوماندوز)، وفي أقل من (٣٠) ثانية أن تطوق مبني السفارة العربية المتحدة، وتلقي القبض على الشخص المتهم بالإرهاب، والذي كان يحمل بحسب الاتهام متفجرات داخل (شنطة)، وأشاروا إلى أنه هدد بإلقائها لنسف مكتب السفير الإماراتي بالخرطوم، وداخله القنصل العام و(٣) موظفين وضباط أمن السفارة واثنين آخرين. من جهته استطاع المتهم دخول مبني السفارة الإماراتية الواقع بالعمارات شارع (٣) أمام مبني السفارة الإيرانية بحجة أنه يطلب مقابلة السفير الإماراتي لأمر خاص بجواز سفره، وعندما سمح له بذلك قام بإغلاق الباب على بعض الموجودين بالمكتب داخل السفارة الإماراتية بالخرطوم، وكان يحمل في يده (سكيناً) مغطاه بـ(قماش)، وباليد الآخري (شنطة) يعتقد أن بها متفجرات.
فيما كشف عصام الدين عباس البالغ من العمر (5٩) عاماً والذي كان مغترباً بدولة الإمارات العربية المتحدة التفاصيل الكاملة لاقتحامه السفارة الإماراتية بالخرطوم.
وقال : شددت الرحال إلى الإمارات بعقد عمل وظيفته مراقباً للعمال بأحدي الشركات الإماراتية المتخصصة في تشييد المباني، وذلك في العام ١٩٧٦م، وظللت فيه إلى أن انتقلت منه للعمل بإمارة (الشارقة) ضمن القوات المسلحة الإماراتية في سلاح (المهندسين)، وأثناء تواجدي هناك تزوجت من هندية تنحدر جذورها من مدينة (حيدر اباد) الهندية، وأنجبت منها طفلين ذكراً وأنثي، وعندما قررت العودة للبلاد في إجازة العام ١٩٨٨م اوقفتني سلطات مطار الإمارات على أساس أنني لدي غرامة مالية يجب أن أدفعها قبل مغادرة دولة الإمارات، بالإضافة إلى أنهم اعترضواعلى عدم إضافة طفلتي في جواز سفري، وعليه طلبوا مني مراجعة إدارة الجوازات والهجرة الإماراتية، وبالفعل توجهت إليها مباشرة فقالوا لي : (أذهب إلى قضاء إجازتك ثم عد بعد انتهائها لمعالجة الإشكالية)، إلا انني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، مؤكداً لهم أنني أرغب في اصطحابهم زوجتي وأطفالي معي في هذه الإجازة، فقالوا : لا يمكن أن تفعل إلا في حال أنك سددت الغرامة المالية البالغة (٢٩٠) ألف درهم، وإرفاق الطفلة في جواز سفرك، وإما أن تعالج الأمر بالطريقة التي تروق لك، وبما أنهم وضعوني أمام خيارين، لم يكن أمامي حلاً سوي أن أذهب إلى الشيخ (سعيد بن طحنون)، والذي بدوره أعطاني خطاباً بعد مرور ثلاثة أشهر من تاريخ منعي السفر، فما كان مني إلا وتوجهت به إلى سلطات الهجرة والجوازات الإماراتية، ووضعت على منضدتها خطاب الشيخ سعيد بن طحنون، فكانت المفاجأة أن الضابط المسئول لم يتواني ولو لكسر من الثانية من تمزيق الخطاب المشار إليه، مما حدا بي الاشتباك معه، وبما ان الأمر مضي على هذا النحو تم اقتيادي من هناك إلى قسم الشرطة، وهناك أيضاً حدث نقاش حاد تطور فيما بعد إلى اشتباك، مما قاد إلى إيداعي في السجن.
وماذا بعد أن وضعت نزيلاً في السجن الإماراتي؟
في اليوم التالي حولتني سلطات السجن إلى المحكمة التي كان القضاة فيها سودانيين، فقلت لهم هل نحن في امدرمان أم في الخرطوم؟، وبهذا السؤال الذي وجهته لهم اعتقدوا إنني إنساناً فاقداً للصواب، فقرروا على ضوء ذلك تسفيري من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى السودان، عموماً بعد هذا القرار القضائي تمت اعادتي إلى السجن مرة آخرى تهيئة لترحيلي، إلا أن الجالية السودانية تدخلت في الأمر باعتبار انني لاعب كرة قدم ضمن فريق الجالية السودانية والتي بدورها ذهبت إلى الشيخ سعيد طحنون، والذي اتصل بإدارة السجن، وأمرها بإطلاق سراحي فوراً، وكان أن اخلي سبيلي.
ما الذي فعلته بعد خروجك من السجن؟
توجهت إلى مطار دولة الامارات عائداً إلى السودان مباشرة، وما أن وطأت قدماي أرض مطار الخرطوم إلا وتوجهت مباشرة إلى مبني السفارة الإماراتية بالعمارات شارع (3) بالخرطوم، وفيها قدمت أوراقي إلى السكرتير السوداني الذي ما أن أطلع على مستنداتي إلا وقال بصوت عال : (اصلو ناسنا ديل يمشو الإمارات ويعملوا مشاكل) عندها سمعه قنصل دولة الإمارات فجاء نحوه وسأله ماذا هناك، فقال : هذا السوداني عائد من الإمارات بمشكلة)، وكان أن قال القنصل بعد الإطلاع على وثائقي الرسمية : (أصلاً الخيلان ديل بمشو الإمارات وبعملو مشاكل، ويأتون بها إلينا في الخرطوم)، وبما إنني فهمت ما يرمي إليه من تعليقه على ما يجري، فأنا عندما كنت داخلا للسفارة لاحظت أن هنالك جهاز إنذار، وكان أن أحضرت سكين تقطيع الفواكه ودفعت بها ناحية جهاز الإنذار بصورة دقيقة، وعلى إثر ذلك قمت بحجز السفير الإماراتي وضيوفه البالغ عددهم (28) شخصاً، وأغلقت عليهم المكان الذي كان يستضيفهم فيه، وطلبت منهم الاتصال بالشيخ زايد آل نهيان، وكان أن تم الإتصال به إلا أن الرد من الطرف الآخر أكد أن الشيخ زايد شد الرحال إلى المغرب، عموماً جاءت قوات من الكوماندوز بقيادة (ابوكدوك)، وقاموا بـ(تكسير) الأبواب والشبابيك وصوبي نحو السلاح، ومن ثم طالبوني برمي السلاح الذي كنت احمله، فقلت لهم : ليس بحوزتي سلاح، وكان أن استخرجوا (سكين) خاصة بتقطيع الفواكه، فقالوا إنها (المعروضات)، وتم اقتيادي على خلفية ذلك لرئاسة شرطة ولاية الخرطوم، وهناك لم يحققوا معي نهائياً إلى أن جاء اللواء نايل ايدام ، وقال لي : قل (زيت)، وكان أن فعلت مقلداً له، ثم جاءني (ابوكدوك) طالباً مني أن أقول (حصاحيصا) فقلت له : (حصاحيصا)، عندها قالوا إنني إثيوبياً، ثم تم عرضي إرهابياً على شاشة تلفزيون السودان، وعلق على ذلك الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي ورئيس وزراء السودان آنذاك، وهو يقول : (إن السودان سيظل مقبرة لكل إرهابي، وهذا الإثيوبي الجنسية أقتحم السفارة الإماراتية بالخرطوم) وإلى آخره، وما أن أنتهي البث التلفزيوني إلا وتمت إعادتي لذات المكتب الذي كان به حوالي (١٤) قيادياً وضابطاً، وكان أن قلت لهم : (يا جماعة السلام عليكم أنا داير كباية شاي)، فقالوا : (أنت يا زول بتتكلم باللهجة السودانية)، ثم قلت لهم : (أنا أصلاً من حلفاية الملوك).
ما الإجراءات التي اتخذت ضدك؟
فتح في مواجهتي بلاغاً جنائياً، وبعد التحري حول إلى المحكمة التي قضت بالحكم على بالسجن لمدة أربع سنوات، وما أن مرت أيام إلا وأطاح ضباط من الجيش السوداني بحكومة الإمام الصادق المهدي رئيس الوزراء في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، المهم إنني قضيت الفترة نزيلاً داخل السجن الاتحادي (كوبر)، ووجدت الكثير من المعتقلين السياسيين وكبار تجار العملة، وعندما انقضت فترتي تم الإفراج عني، وصادف ذلك أن الرئيس المخلوع عمر البشير والراحل معمر القذافي قد كسرا حائط سجن (كوبر)، والذي على إثره خرجت كأول نزيل من السجن.
أين زوجتك الهندية وأبنائك الآن؟
هم مازالوا في دولة الإمارات، وكنت أتواصل معهم عن طريق صديق مقيم في سلطنة عمان، فأنا محظور من التواصل مع الإمارات نهائياً، إما في الوقت الحاضر فليس بيني وبينهم اتصالات، ولكن أعرف أن السودانيين في الإمارات يقفون معهم، وبنتي من الزوجة الهندية مولودة في العام 1982م والابن في العام ١٩٨٤م.
هل تزوجت بعد عودتك للسودان ؟
نعم تزوجت و انجبت طفلا أطلقت عليه اسم الشيخ زايد آل نهيان، والثاني اسميته على الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والثالث اسميته الشيخ راشد بن زايد آل نهيان.