الخميس، 1 أغسطس 2019

رئيس هيئة الدفاع : البشير سيخرج منتصراً من التهمة كما تخرج الشعرة من العجين

.................

الخرطوم : سراج النعيم
.................
كشف البروفيسور أحمد إبراهيم الطاهر، رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير، تفاصيل حول أولي جلسات محاكمته التي تم تأجليها لدواعي أمنية من أمس (الأربعاء) إلى 17 أغسطس المقبل.
وقال : تم تأجيل انعقاد الجلسة لعدم مثول الرئيس السابق عمر البشير أمام قاضي المحكمة لدواعي أمنية كما ذكر القاضي، وبالتالي لم يستطع الأخ الرئيس المتهم أن يحضر إلى المحكمة، وعليه فإن القضاء أجل الجلسة إلى السابع عشر من أغسطس ٢٠١٩م
وأردف : الجلسة جلسة اجرائه تتعلق بتهمة جنائية واحدة تتمثل في حيازة حوالي (7) مليون يورو، وهو المبلغ الذي وجد في بيت الضيافة، وهو عبارة عن منحة من احدي الدول للسودان، أي أنها خارج نطاق الميزانية، ويتصرف فيه الرئيس السابق بحسب ما يري في مصلحة الدولة.
ومضي : إن القضية المرفوعة ضد الرئيس السابق عمر البشير قضية عدلية بحته، وليس فيها أي جانب سياسي، أو خلفيات سياسية، لذا طالبنا بابتعاد الإعلاميين الذين يزايدون في هذه القضية، وأن تكون القضية وفقاً للمهنية القانونية والوقائع، وإذا تم ذلك فإننا مقتنعون تماماً أن التهمة الوحيدة ضد الرئيس السابق ستكون أن شاء الله باطله، وسوف يخرج منها منتصراً كما تخرج الشعرة من (العجين).
وتابع : في الجلسة الإجرائية المقررة حضرت هيئة الاتهام ممثلة في النيابة العامة، وهيئة الدفاع ممثلة في (96) محامياً.
وكانت السلطات رفضت الثلاثاء الماضي، طلباً تقدمت به هيئة الدفاع عن المعزول، بتأجيل محاكمته، عقب وفاة والدته.
وقال ممثل هيئة الدفاع عن البشير محمد حسن الأمين، في تصريح لوكالة (سبوتنيك" الروسية)، إن السلطات القضائية ترفض طلب هيئة الدفاع بتأجيل محاكمة البشير وتجري جلسة إجرائية يوم الأربعاء".
وسمحت السلطات للرئيس المعزول عمر البشير وشقيقه عبدالله بحضور جنازة والدتهما التي فارقت الحياة الإثنين الماضي.

الخميس، 25 يوليو 2019

ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺗﻔﺘﺢ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
............
ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺗﻬﻤﺔ اﻷﺫﻯ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ ﻭﻓﺘﺢ ﺑﻼﻍ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ معلم أخر
...........
وقف عندها : سراج النعيم
...........
وﺑﻤﺎ أﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ العنف ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺿﺪ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ أصبحت ظاهرة، وهذه الظاهرة ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اندثار ﺑﺮﺍﺀتهم ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ جدأ، إذ يتطلب ذلك فتح الملف مشرعاً، لأن هنالك معلماً سبق وﺍﻋﺘﺪﻱ ﻋﻠﻰ طالب يبلغ من العمر آنذاك ‏( 13 عاماً)، ﻣﻤﺎ ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ إﺻﺎﺑﺘﻪ بإﺻﺎﺑﺎﺕ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ في جسده النحيل، والذي شهد له أساتذته أﻧﻪ طالباً، نشطاً ومشاركاً ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺳﻪ، بالإضافة إلى أن مستواه الأﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﺟﻴﺪ ﺟﺪﺍً.
ﺃﻣﺎ النموذج الثاني المندرج في إطار الظاهرة يتمثل في أن طفلاً لم يكن ﻳﺪﺭي ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﻴﻪ؟ اللذين لم ﻳﻜﺘﺮﺛﺎ ﻟﻪ، ﻭﻟﻢ يلتفتا ﻟﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻳﺔ صحياً وقتئذ، مما سبب له ﻀﺮﺭاً ﺟﺴﺪﻳﺎً، ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً ﻭﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺎً فقد تعرض للضرب من واقع أن معلمه أصدر ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻟﺤﻈﺔ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺼﻒ مؤكداً أنه لا ﻳﺮﻳﺪ سماع ﺻﻮﺕ أﻱ تلميذ، إلا أن هنالك تلميذين ﻛﻨﺎ ﻳﺠﻠﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ بعضهما البعض خالفا ذلك فإﺳﺘﺪﺍﺭ ﻧﺎحيتهما المعلم الذي ﺗﺤﺪﺙ مع ‏(.... ‏) ﻭ ‏(.... ) ﻓﻤﺎ ﻀﺮﺏ ‏(.... ‏) ﺿﺮﺑﺎً ﻣﺒﺮﺣﺎً،
ومن ثم عاد التلميذ إلى منزلهم، ﻭعندما ﺭﺃته ﻭﺍﻟﺪته ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﺧﺬته إلى المستشفي فأكتشفت أنه أصيب بجرح ﻋﻤﻘﻪ (10) ﺳﻢ، ﻭإما ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ فقد ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻚ ﺃﺣﺪ (ﺍلأﺿﺮﺍﺱ)، وإما ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ فأدت إلى حدوث (ﺗﻮﺭم)، بالإضافة إلى ﺿﺮﺑﺎﺕ آﺧﺮﻱ ﻧﺠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻤﺰﻕ، ﻭﻗﻄﻊ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻭحينما ﻛﺜﺮ عليه ﺍﻟﻀﺮﺏ قال للأﺳﺘﺎﺫ : (ﻻ ﺗﻀﺮﺑﻨﻲ)، ﻓﻘﺎﻝ له : (ﺳﻮﻑ أﺿﺮﺑﻚ)، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭفع ﻳﺪه ﻟﺼﺪ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ وقع السوط ﺗﺤﺖ (ﺍﻻﺑﺎﻁ)، مما سبب له ﺍلأﺫﻱ الجسيم، وعليه تم وقتئذ فتح بلاغ جنائي ﻟﺪﻱ ﺷﺮﻃﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ.
من المعروف أن ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ المفرط يؤدي إلى (ﻛﺎﺭﺛﺔ) ﻻ ﻳﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ، ﻟﺬﻟﻚ يجب أن تلجأ الأسر في حال حدوث ذلك إلى اتخاذ الإجراءات القانونية، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ إﻥ الإصرار ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍلإﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ يدع من يرتكبون ذلك المسك يتعظون من ﺗﻜﺮاﺭ التجربة، وبالتالي ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻳﺠﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻧﺎﺟﺰﺓ للظاهرة المتفشية، والتي لا تدع أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ يعيشون في أمن ﻭﺳﻼﻡ، ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻋﻤﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ومستقبله المشرق، لذا لا تدعوهم يخافون، يحبطون، ينقسمون، ويحملون مشاعر سالبة تترك تأثيرها في محيط الأسرة والمجتمع فالإﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ على التلاميذ تتكرر ما بين الفينة والأخري، مما يستدعي ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ الأﻣﻮﺭ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻃﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻭﻣﻘﻠﻘﺔ ﺟﺪﺍً فإن ﺍﻷﺑﺎﺀ ﻭﺍلأﻣﻬﺎﺕ ينتظرون ايقاف الظاهرة نهائياً ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻄﺮﻭﻥ ﻟﺮﻓﻊ ﺩﻋﺎﻭي ﻘﻀﺎﺋﻴﺔ، ربما ﺗﺸﻐﻞ بال الأطفال ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍلأﻛﺎﺩﻳﻤﻲ.
ﻭﻓﻲ السياق ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ تلميذ طفل من ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﻘﻀﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ حتي لا يتكرر معه ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ، ﻭﺍﻟﺬي ﻜﺸﻒ ﺗﻔﺎصيل حزينة لما ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي وضع نهجاً سالباً جعل أولياء الأمور يلجأون إلى فتح ﺍﻟﺒﻼغات نسبة إلى التعامل القاسي، والذي يقود أطفالاً إلى قسم الشرطة، النيابة والمحكمة بحثاً عن ﺣﻘﻮﻕ، لذا ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ على اﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ دورها على ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ يجب أن تكون ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻟﻘﺎﺀات ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ التلاميذ ﻭﺇﻓﺮﺍﺩ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺃﻣﺎﻥ ﻟﻬﻢ للأﺩﻻﺀ ﺑﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮة ﻭﺻﻐﻴﺮة ﺗﺪﻭﺭ ﺧﻠﻒ أﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ من عمل ﻭﺭﺵ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ بإﺿﺎﺀﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺿﺪ الأطفال، ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍلأﺑﻨﺎﺀ يستحقون منا أي معاملة قاسية خاصة وأن (ﺍﻟﺴﻮﻁ) ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻻ يحتمله ﻫﺆﻻﺀ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮﺍ ﺩﺭﻭﺱ ﺍلأﺳﺎﺗﺬﻩ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﻷﻧﻪ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﻟﻴﻬﻢ، وبالتالي ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ أﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻀﺮﺏ يحدث ﺷﺮخاً نفسياً، ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ بأن ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ يتعرض أطفالها للضرب ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻨﺪﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻹﻃﺎﺭ، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺗﻬﻀﻢ.
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ متكررة فأنني ﺃﺗﻤﻨﻲ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻮع من ﺃﻧﻮﺍﻉ الاعتداءات ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، فهم ﺣﻘﻮقهم ﻣﻬﻀﻮﻣﺔ ﻋﻤﺪﺍً، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﺠﻼﺀ من ﺨﻼﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺘﻜﺘﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ الإعتداءات، ﻭمن يتجرأ ﻭﻳﺨﺒﺮ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭأﻏﻠﺒﻬﻢ ﻛﺮهوا ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍلأﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍم هذا ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ، إﻧﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﺎﻷﺫﻱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭالنفسي، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ إﻳﺼﺎﻝ ﺻﻮﺗﻬﻢ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ فإن ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ التي ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ أﻥ ﻳﻜﻮن كما ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏(ﺍﺗﻘﻲ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ) رﺑﻤﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭي أﻥ ﻳﺤلم ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أﻥ ﻧﺮﻛﺰ ﺗﺮﻛﻴﺰﺍً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺰﻣﻦ لأﻥ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍلإﻣﻜﺎﻥ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ إلى ﺃﻱ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﺧﺮﻱ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍلإﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﻜﺔ.
ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺟﺰﺀا من اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، بل يجب دراسة ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ حتى ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ على ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍلأﺳﺎﺱ أﻭ أي مرﺍﺣﻞ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ أﺧﺮﻱ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ يجب عدم زعزعة الأطفال باﻟﻀﺮﺏ الذي ليس هو ﺟﺰﺀ من اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺮﻓﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻫﺠﻴﻦ فيه دﺭﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﻭﻫﻲ أﺷﻴﺎﺀ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ إلى ﺘﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ أﻥ ﺗﻜﺴﺮ ﻫﺎﻣﺔ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺐ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ أﺗﺒﻌﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﺤﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ‏(ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ‏)، وﺻﻴﺘﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺕ أﻥ ﻳﺴﺘﻮﺻﻮﺍ ﺧﻴﺮﺍً بأبنائنا لأﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ﻭﺑﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻭﺣﺎﺳﻤﺔ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ، ففي اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺝ إلى ﻓﻬﻢ ﻧﻔﺴﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ أﻥ نعرف ﺣﺎﻟﺔ كل وﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ حتى أﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ، ﻭﻓﻘﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺗﻤﻨﻲ أﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺑﺎﺣﺜﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺪﺭﺳﺔ. ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻬﻮ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﺑﻘﺮﺍﺭ من ﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وإذا أﺧﻄﺄ أﻱ أﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﻧﻔﻌﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍلأﺳﺎﺱ ﺑﺸﺮ ﺃﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ – ﻋﻠﻴﻪ – أﻥ ﻳﻮﻃﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ أن هذا ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍلأﺳﺘﺎﺫ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﺧﺎﺻﺔ ﻭأﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ أﺻﺒﺤﺖ ﺳﻬﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ أﻥ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻙ بين اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺍلأﺳﺮﺓ.

سراج النعيم يكتب : ألفاظ الإقصاء المشينة

‏لابد من التأكيد أن تربيتنا عموماً قائمة على القيم والأخلاق، وهي دون أدني شك غير منفصلة عن الديانة الإسلامية، لذا السؤال الذي يفرض نفسه فيما جري وسيجري مستقبلاً، ما هي الأسباب المؤدية إلى انتشار بعض السلوكيات والألفاظ المشينة التي تبدر من البعض عبر وسائط الميديا الحديثة، والتي أصبحت أمراً واقعياً ومستسلماً به، وذلك من خلال إدارة الحوارات الاسفيرية، والتي يتم تداولها فيما بعد في مجالس المدينة، وهي تزداد يوماً تلو الآخر، والأخطر من ذلك أنها ظواهر يعتقد منتهجوها أن ما يشيرون إليه من وجهات النظر يستظلون بها تحت غطاء حرية الرأي، هكذا أخذت تلك المفاهيم حيزاً كبيراً وطبيعياً في شتي مناحي الحياة في العمل، الدراسة، الأسرة والمجتمع، وهي نابعة من فكرة الإقصاء المتأصلة في دواخل الكثيرين الذين لا يحتملون الرأي الضد لما هو مطروح على طاولة الحوار، وعليه يعتقدون أن ما يذهبون إليه ربما يخيفون به من يخالف رأيهم، وفي هذا السياق هنالك من أدار معي حواراً في هذا الإطار، وعندما وجهت له سؤالاً لماذا تستخدم الألفاظ البذيئة؟ رد على قائلاً : (أريد أن أبعدك من هذا الموضوع، فأنا أعلم أنك من أسرة محافظة، ولن تقبل بمثل هذه الإساءات التي تتعرض لها من خلال الفيس بوك)، ومن هنا تأكد لي أن هنالك أزمة حقيقية لعدم الإيمان والتمسك بمبادئ الحرية، العدالة ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ التي تعتبر صمام أمان للقيم والأخلاق، ﻭلا سيما فإنها تعصم الإنسان من الانجراف نحو بؤرة الظواهر السالبة، والتي تحمل بين طياتها سوالب تقف عائقاً أمام الأفكار الإيجابية، وبالمقابل لا تدع مجالاً للنهضة، التنمية، المواكبة، التطور والرقي، خاصة وأن أي مجتمع لديه ثقافة وحضارة، وهما لا يمكن الحفاظ عليهما إلا من خلال التمسك بالمبادئ، القيم والأخلاق حتى وأن تعرضت للظلم بحيث أنهم يبحثون عن الأمن، العدل ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ بأي شكل من الأشكال، وعليه فإن الثورات الشعبية هنا وهناك استطاعت إيصال رسالتها المتصلة بالحقوق والواجبات، وذلك وفقاً للأهداف الرامية إلى تحقيق ما تصبو إليه من قيم وأﺧﻼﻕ، وهما يلعبان دوراً ريادياً فيما تنشده الأمم سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، لذا يجب إعلاء القيم والأخلاق من أجل الحفاظ على المبادئ، خاصة وأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير تسبب في الكثير من (الفساد) المدرج في هذا الإطار أو خلافه.
مما ذهبت إليه فإن القضاء على الظواهر السالبة في المجتمع يتطلب منا العودة للتاريخ ﺍﻹﺳﻼمي، والذي نجد فيه الدواء الناجع، وإن كنت أؤمن إيماناً قاطعاً بأن (الفساد) المستشري وعلى اختلاف تنوعه يبدأ ﻣﻦ الشخص المعني به، ومن ثم ينتشر كانتشار النار في الهشيم، إلا أنه تتم مقابلته بصمت رهيب ليس في نطاق محدود بل في نطاق عام، مما يفسح المجال للظواهر السالبة للتمدد بصورة مخيفة ومقلقة جداً، مما يجعل هؤلاء أو أولئك يعتقدون أنهم يفعلون أمراً طبيعياً ولا تشوبة أية شائبة، مما يؤكد أن هنالك تأثراً كبيراً بها، وهي دائماً ما تطل في المجتمع بصورة قوية، وبالتالي تتطلب منا جميعاً وازعاً دينياً يساعدنا على الابتعاد عن السلوكيات والألفاظ النابئة خاصة وأن ما ندعو له من حرية، سلام وعدالة يجب أن يبني على القيم والأخلاق الفاضلة، وعليه يجب أن تتم توعية وتبصير الناس والمجتمع بما يسفر عن الظواهر السالبة في الحاضر والمستقبل، لذا يجب التركيز على الدور الإيجابي الذي يخرجنا من هذا النفق المظلم، والذي تجرفنا إليه (العولمة) ووسائطها المختلفة، وذلك من خلال نشر المواد، وبث الأفلام التي تحمل بين طياتها ثقافات إباحية، وهي دعوة صريحة للفسوق والفجور الذي يتدفق بدون محاذير عبر الشبكة العنكبوتية، والتي يجب أن نأخذ منها ما يفيد الناس والمجتمع، ونترك ما لا يفيد، وذلك في ظل ثقافات متنوعة، فهي ظاهرياً (جاذبة) وباطناً (مدمرة)، ﻭتندرج في إطار الحملات الغربية المعتمدة كلياً على الجذب، التشويق والإثارة، وقطعاً هي ضد ثقافاتنا وموروثاتنا غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وبالتالي عدم الحفاظ على ذلك يؤدي إلى ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ، ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ بما هو سالب أكثر مما هو موجب، وربما لا يكتفون بحصره في نطاق ضيق، بل تتم ﺇﺷﺎﻋﺘﻪ بصورة عامة.
إﻥ فساد القيم والأخلاق في هذا العصر يجد كل المحفزات، وأبرزها سهولة اقتناء الهواتف الذكية، واستخدام التطبيقات من خلالها، مما ينبئ بحاضر ومستقبل فيه خيراً قليلاً وشراً كثيراً، خاصة وأن هنالك من ينشرون ويبثون ويدافعون عن الظواهر السالبة، وبالتالي ممارسة هذا الفعل المنافي للإيجابية يجعل ذلك الأمر يسدد ضربة قاضية للعادات، التقاليد، الثقافة والموروث، وحتى لا نصل لهذه المرحلة المتأخرة والمتأزمة جداً والتى يجب أن ندرك خطورتها والتحدي الذي وضعنا أمامه، وذلك بالاتجاه نحو الصواب، والذي هو طوق ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ طالما أننا تشبثنا به.
إن (فساد) القيم والأخلاق يتسرب مع إشراقة كل صباح جديد، مما يؤثر في النشء والشباب اللذين هما وقود المستقبل، والذي تعمل في ظله الجهات المستهدفة لهما على إضعافهما، وعلى ذلك الهدي فإن ما ترمي إليه هو محو عاداتنا، تقاليدنا، ثقافاتنا وموروثاتنا، ومن ثم نسخ عاداتهم، تقاليدهم، ثقافاتهم وموروثاتهم وبثها لهم من خلال المتأثرين بها. 
فيما نجد أن العاصم للناس والمجتمع بصورة عامة من تلك الثقافات، والأفكار (الفاسدة) المدركة لهذه الحقيقة المتطلبة وعياً تاماً بخطورة المسألة الشائكة المتشابكة، والتي يجب الالتفات لها، ومن ثم توجيهها في سياق الصواب، والابتعاد بها عن الخطأ، والذي يجب التنبيه له من خلال ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ، بالإضافة إلى الرقابة على من يسلكون ذلك المسلك عبر الأسافير الموطدة للاخلال بالتوازن، مما ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ السلوك.

الشرطة تتمكن من ضبط مخدرات وعربات مهربة بسهل البطانة

القضارف : يوسف ابكر
اشاد اللواء شرطة عبدا لله حسن عبدالله مدير شرطة ولاية القضارف بحجم الضبطيات التي حققتها شرطة محلية البطانة والمباحث المركزية هذا بفضل الجهود والخطط الرامية لرئاسة شرطة ولاية القضارف حيث تمكن تيم مكون من شرطة محلية البطانة والمباحث المركزية بقيادة ملازم شرطة من ضبط عدد (3) جوالات من المخدرات (شاش مندي) تقدر بحوالي (200) كيلو واضاف سيادته ان الضبطية تعتبر انجاز حقيقي يضاف لقوات الشرطة السودانية في منع الجريمة وانتشار المخدرات والتهريب داعيا الى تكثيف الجهود لتحقيق مزيد من الانجازات و اضاف مواصلة لهذه الانجازت تمكنت قوات الشرطة من ضبط عدد(3)عربات بكاسي مهربة من احد دول الجوار بعد مطاردة عنيفة بذلك تم اتخاذ الاجراءت القانونية اللازمة بعد اكتمال التحري من قبل ادارة مكافحة المخدرات ومكافحة التهريب بالجمارك وتاتي هذه الجهود تامينا للشريط الحدودي والحد من الجرائم العابرة .

الأحد، 21 يوليو 2019

الحلقة الخامسة والعشرون ||برنامج الصندوق|| احمد دندش _ صحفى/ ســراج النعيم

سراج النعيم يكتب : ﺍﻟﺼﻤﺖ رغم الجراح وﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ


..................
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻤﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺷﺊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺻﻤﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺗﻔﻨﻴﺪه، بقدر ما أنه قد ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻴﻮﺩ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ بما يجيش في دواخله المترعة بالاحاسيس والمشاعر الإيجابية، ﺃﻭ ﻗﺪ يكون ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻴﺎﺗﻪ لا يريد الانحراف بما يعتمل في دواخله نحو السلبية، مما يجعله ﻳﻠﻮﺫ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻟﻴﺲ ﺧﻮﻓﺎً ﺃﻭ ﺟﺒﻨﺎً، ﺇﻧﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻫﻢ ﻃﺮﻓﺎً ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ إحراج ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮﻭﻩ على الحق لإيمانهم بأن (ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ) زائل أن ﻃﺎﻝ به الزمان أو قصر ، ﻫﻜﺬﺍ يظل الإنسان يتألم، يتأوه ويحزن حد البكاء على ذلك ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ، ﻧﻌﻢ فالواقع الآن أشد قسوة وايلاما، ﻭﺍﻗﻊ ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ يمضي به ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ دون أن يأبهوا بما يسفر عنه المستقبل، هكذا يقودونه ﻧﺤﻮ ﺣﺘﻔﻪ الأخير، ﻟﺬﺍ السؤال الذي يفرض نفسه هل ﻳﺠﺪﻱ ﺍﻟﺼﻤﺖ، الإجابة في غاية البساطة ﻻ، وﺭﻏﻤﺎً عما ذهبت إليه إلا ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻈﻞ ﺻﺎﻣﺘﺎً رغم الألم، التأوه ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﻭ..ﻭ..ﻭ..ﻭ...ﺍﻟﺦ.
فيما نجد أن هنالك تجارب عميقة ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، وحينما تتطرق إلى ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ فإنها تفعل بحيطة، حذر وخوفاً من ردة الفعل، وأن كان ﻻ ﻳﺠﺪﻱ معها ذلك أو الصمت ﻧﻔﻌﺎً ﺧﺎﺻﺔ وأن الظلم طال الجميع بدون إستثناء، ﻭعليه فإنهم ﻻ يستطيعون رده عنهم أو عن الآخرين، وعندما تسألهم يقولون : نحن مكبلين بقيود خفية وظاهرة، وهي ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﺪ، وبالتالي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﺼﻮﺭﻫﺎ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ الذي ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺍلأﻧﺠﻊ حتي لا ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ، ﻧﻌﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻠﻮﺫ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ تحديات جسام تواجهه ﻓﻲ الحاضر وﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻄﺮه إلى أن يصمت صمتاً ممزوجاً ﺑﺎﻷﻟﻢ، ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ، واﻟﻤﺮﺍﺭﺓ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺤﺲ بأن دواخله ﻣﻤﺰﻗﺔ، ﻭﺭﻏﻤﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ يظل منتظراً ﻟﻴﻮﻡ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻭﻳﺠﺪ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ على وجه البسيطة ﺇﺟﺎﺑﺔ على ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺇلى ﺃﻥ يحدث ما يصبو إليه، هل سيظل صامتاً دون أن يحرك ساكناً، فالصمت في إطار الظلم ليس ﺍﻟﻤﻼﺫ ﺍﻷﻋﻈﻢ، لأنه وباﻟﺼﻤﺖ لا ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻜﻞ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ، لذلك يجب أن يتحدي كل منا الصعوبات، الضغوطات، ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ.
ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺰﻳﺰﺍً كان يقاسمه الجراح، الحزن والألم ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻟﻴﺲ كلياً، ﺑﻞ ﺟﺰﺋﻴﺎً، ﻭلكن ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﺗﺒﻘﻲ ﻫﻨﺎﻟﻚ أﺣﺪﺍﺙ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻻ ﺗﺒﺮﺣﻬﺎ ﻗﻴﺪ ﺍﻧﻤﻠﺔ، ﻓﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮﻩ، ﻟﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﻫﺪﺗﻢ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻓﻼ ﺗﻌﻘﺪﻭن ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻳﺘﻤﺰﻗﻮﻥ، ﻳﺘﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻷﻟﻢ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ لحظات عابرة ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺴﻲ ﻫﻤﻮﻣﻪ وﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ ﺗﻠﻚ اللحظات العابرة إلا وﻳﻌﻮﺩ ﺇلى الجراح، الحزن وﺍﻷﻟﻢ، نعم ﻳﻌﻮﺩ إلى ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ، ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻈﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ داخل كل ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﻔﻴﻒ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ المشرعة، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ الفسيح ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄننا ﺍﻋﺘﺪنا على ﺃﻥ نتعامل ﻣﻊ ﺃﻱ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺗﺮﻭﻱ، وبلاشك فإنه ﺃﺳﻠﻮﺑﺎً ﺭﺍﻗﻴﺎً ﻭﺭﺻﻴﻨﺎً للتفكير ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﻠﺤﻈﻲ، وﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ للإﻧﺴﺎﻥ أن يترجم أﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻠﺠﺄ ﺇلى ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭمن ثم ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ مجددة لما هرب منه، ﻧﻌﻢ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ التفكير السالب، والذي كلما حاول تجاوزه لم يستطع ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯه والعمر يمضي به سريعاً، ﻧﻌﻢ ﻳﻤﻀﻲ وفقاً للتقادير المكتوبة، وهي قطعاً ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ، ﻟﺬﺍ على ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ فيها ﺟﻴﺪﺍً، ويخطط لها بصورة سليمة، وذلك ﻗﺒﻞ إﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ الحاسم، ﻟﺬﻟﻚ على ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ أن يقرأ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﻪ ﺃﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ، ﺛﻢ ﺗﺮﺣﻞ ﻣﺨﻠﻔﺔ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﺠﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺟﺒﺔ.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻨﺎﺳﻲ ﺟﺮﺍﺣﻪ، أحزانه، الامه، ﺃﻭﺟﺎﻋﻪ وﻣﺮﺍﺭﺍﺗﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ الإنسان الذي ﻳﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﺑﻘﻠﺐ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻷﻟﻢ، ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ، بالالام، ﺑﺎﻷﻭﺟﺎﻉ واﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺩﺭﻭﺳﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ، ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺟﻴﺪﺍً ﻛﻴﻒ ﻳﺪﻳﺮﻭﻥ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ إلى ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺑﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺘﺮﻭٍ ﻭﺗﺄﻧﻲ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻪ أي ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺇلى ﺍﻷﻣﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍلاﻧﻔﻌﺎﻝ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﺬﺍﺗﻪ، ﺃﺳﺮﺗﻪ وﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻓﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﺿﺤﺖ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻠﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﺭ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻔﻖ ﺿﻴﻖ. 
ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻪ ، ﻭﺳﺄﺗﻄﺮﻕ ﻟﻪ لاحقاً ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ بأي ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ أﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﻜﻴﺮﺍً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻞ، ﻓﻼ ﺃﺗﻐﻴﺮ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ، ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺃﺟﻮﺍﺀ مليئة ﺑﺎﻷﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻳﺤﺘﺮﻡ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻃﺐ، ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻪ ﻣﺸﻐﻮﻻً على ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﺇلى ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺫﺭﻉ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺟﻊ.

سوداني يعترف بقتله طبيباً ومستشاراً قانونياً رمياً بالرصاص بالسعودية


على خلفية اتهامه بقتل الشقيقين ................... سوداني يعترف بقتله طبيباً ومستشاراً قانونياً رمياً بالرصاص بالسعودية ................... الرياض/ الخرطوم : سراج النعيم .................. ألقت السلطات السعودية القبض على المتهم السوداني البالغ من العمر (30) عاماً في جريمتي قتل الشقيقين البشعتين المستشار القانوني (محمد حسن عثمان) البالغ من العمر (٥٠) عاماً، والذي يقيم في منطقة (الخزان)، والدكتور (الحاج حسن عثمان) البالغ من العمر (65) عاماً، والذي يعمل طبيباً في المستشفي التخصصي السعودي، والذي يقطن في منطقة (الناصرية) السعودية في ظروف غامضة، فيما قام الجاني السوداني بتنفيذ الجريمتين في يوم واحد. بينما ألقي القبض عليه، واقتياده إلى دائرة الاختصاص وبالتحري معه سجل أعترافاً بارتكابه الجريمة في الشقيقين اللذين يقيم كل منهما في شقة مع أسرته في منطقة مختلفة عن الآخري بمدينة (الرياض). وتشير المعلومات إلى أن مرتكب جريمتي القتل تربطه صلة قرابة بالمجني عليهما، بالإضافة إلى أن أحد القتيلين متزوج من شقيقته. وتعود وقائع الجريمتين إلى أن المتهم السوداني لديه خلافات قديمة مع المجني عليهما، وقد مضي عليها ما يربو عن سنوات ، وعليه فإن المتهم والقتيلين لم يصطدموا ببعضهم البعض طوال الفترة الماضية، فلا (كلام) أو (سلام) بينهم، إلا أن المتهم يبدو أنه كان يضمر لهما الشر، لذا خطط لجريمتيه البشعتين. وأفاد مصدر مطلع بأن الجاني اتجه إلى شراء مسدس من مواطن سعودي الجنسية، وهو الذي نفذ به جريمتي القتل. وقال المصدر : بعد أن سجل المتهم السوداني أعترافاً للسلطات السعودية تم تحويله إلى سجن (حائل)، وذلك توطئة لتقديمه إلى المحكمة، كما أن الشرطة السعودية ألقت القبض على السعودي الذي باع المسدس للجاني السوداني. وتشير الوقائع إلى أن الشقيقين السودانيين قتلا على ﻳﺪ قريبهما وهو شقيق زوجة أحد المجني عليهما، فالمتهم بدأ تنفيذ جريمتي القتيل بالتوجه أولاً إلى الدكتور (الحاج حسن عثمان)، والذي أطلق ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺻﺎﺻﺔ أردته قتيلاً في الحال، ومن ثم ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ شقيقه المستشار القانوني (محمد حسن عثمان)، وﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻣﺴﻜﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ يلملم أغراضه للرحيل من شقته إلى شقة آخري، فهو كان ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن يشد الرحال عائداً ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ، فما كان منه إلا وأﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ العيار الناري، والذي أرداه قتيلاً في الحال. من جهتها تمكنت الشرطة السعودية من إلقاء القبض على ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ من خلال ظهور صورته في ﻛﺎﻣﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ. فيما ﺑﺎﺷﺮﺕ الشرطة السعودية تحرياتها مع الجاني الذي أعترف بجريمته.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...