..................
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻤﺖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺷﺊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺻﻤﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺗﻔﻨﻴﺪه، بقدر ما أنه قد ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻴﻮﺩ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ بما يجيش في دواخله المترعة بالاحاسيس والمشاعر الإيجابية، ﺃﻭ ﻗﺪ يكون ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻴﺎﺗﻪ لا يريد الانحراف بما يعتمل في دواخله نحو السلبية، مما يجعله ﻳﻠﻮﺫ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻟﻴﺲ ﺧﻮﻓﺎً ﺃﻭ ﺟﺒﻨﺎً، ﺇﻧﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻫﻢ ﻃﺮﻓﺎً ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ إحراج ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮﻭﻩ على الحق لإيمانهم بأن (ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ) زائل أن ﻃﺎﻝ به الزمان أو قصر ، ﻫﻜﺬﺍ يظل الإنسان يتألم، يتأوه ويحزن حد البكاء على ذلك ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ، ﻧﻌﻢ فالواقع الآن أشد قسوة وايلاما، ﻭﺍﻗﻊ ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ يمضي به ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ دون أن يأبهوا بما يسفر عنه المستقبل، هكذا يقودونه ﻧﺤﻮ ﺣﺘﻔﻪ الأخير، ﻟﺬﺍ السؤال الذي يفرض نفسه هل ﻳﺠﺪﻱ ﺍﻟﺼﻤﺖ، الإجابة في غاية البساطة ﻻ، وﺭﻏﻤﺎً عما ذهبت إليه إلا ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻈﻞ ﺻﺎﻣﺘﺎً رغم الألم، التأوه ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﻭ..ﻭ..ﻭ..ﻭ...ﺍﻟﺦ.
فيما نجد أن هنالك تجارب عميقة ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، وحينما تتطرق إلى ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ فإنها تفعل بحيطة، حذر وخوفاً من ردة الفعل، وأن كان ﻻ ﻳﺠﺪﻱ معها ذلك أو الصمت ﻧﻔﻌﺎً ﺧﺎﺻﺔ وأن الظلم طال الجميع بدون إستثناء، ﻭعليه فإنهم ﻻ يستطيعون رده عنهم أو عن الآخرين، وعندما تسألهم يقولون : نحن مكبلين بقيود خفية وظاهرة، وهي ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﺪ، وبالتالي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﺼﻮﺭﻫﺎ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ الذي ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﻟﻠﺼﻤﺖ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺍلأﻧﺠﻊ حتي لا ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ، ﻧﻌﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻠﻮﺫ ﻟﻠﺼﻤﺖ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ تحديات جسام تواجهه ﻓﻲ الحاضر وﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻄﺮه إلى أن يصمت صمتاً ممزوجاً ﺑﺎﻷﻟﻢ، ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ، واﻟﻤﺮﺍﺭﺓ، ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺤﺲ بأن دواخله ﻣﻤﺰﻗﺔ، ﻭﺭﻏﻤﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ يظل منتظراً ﻟﻴﻮﻡ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻭﻳﺠﺪ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ على وجه البسيطة ﺇﺟﺎﺑﺔ على ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺇلى ﺃﻥ يحدث ما يصبو إليه، هل سيظل صامتاً دون أن يحرك ساكناً، فالصمت في إطار الظلم ليس ﺍﻟﻤﻼﺫ ﺍﻷﻋﻈﻢ، لأنه وباﻟﺼﻤﺖ لا ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻜﻞ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ، لذلك يجب أن يتحدي كل منا الصعوبات، الضغوطات، ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ.
ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺰﻳﺰﺍً كان يقاسمه الجراح، الحزن والألم ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻟﻴﺲ كلياً، ﺑﻞ ﺟﺰﺋﻴﺎً، ﻭلكن ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﺗﺒﻘﻲ ﻫﻨﺎﻟﻚ أﺣﺪﺍﺙ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻻ ﺗﺒﺮﺣﻬﺎ ﻗﻴﺪ ﺍﻧﻤﻠﺔ، ﻓﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮﻩ، ﻟﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﻫﺪﺗﻢ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻓﻼ ﺗﻌﻘﺪﻭن ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻳﺘﻤﺰﻗﻮﻥ، ﻳﺘﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻷﻟﻢ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ لحظات عابرة ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺴﻲ ﻫﻤﻮﻣﻪ وﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ ﺗﻠﻚ اللحظات العابرة إلا وﻳﻌﻮﺩ ﺇلى الجراح، الحزن وﺍﻷﻟﻢ، نعم ﻳﻌﻮﺩ إلى ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ، ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻈﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ داخل كل ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﻔﻴﻒ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ المشرعة، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ الفسيح ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄننا ﺍﻋﺘﺪنا على ﺃﻥ نتعامل ﻣﻊ ﺃﻱ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺗﺮﻭﻱ، وبلاشك فإنه ﺃﺳﻠﻮﺑﺎً ﺭﺍﻗﻴﺎً ﻭﺭﺻﻴﻨﺎً للتفكير ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﻠﺤﻈﻲ، وﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ للإﻧﺴﺎﻥ أن يترجم أﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻠﺠﺄ ﺇلى ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭمن ثم ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ مجددة لما هرب منه، ﻧﻌﻢ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ التفكير السالب، والذي كلما حاول تجاوزه لم يستطع ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯه والعمر يمضي به سريعاً، ﻧﻌﻢ ﻳﻤﻀﻲ وفقاً للتقادير المكتوبة، وهي قطعاً ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ، ﻟﺬﺍ على ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ فيها ﺟﻴﺪﺍً، ويخطط لها بصورة سليمة، وذلك ﻗﺒﻞ إﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ الحاسم، ﻟﺬﻟﻚ على ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ أن يقرأ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﻪ ﺃﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ، ﺛﻢ ﺗﺮﺣﻞ ﻣﺨﻠﻔﺔ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﺠﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺟﺒﺔ.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻨﺎﺳﻲ ﺟﺮﺍﺣﻪ، أحزانه، الامه، ﺃﻭﺟﺎﻋﻪ وﻣﺮﺍﺭﺍﺗﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ الإنسان الذي ﻳﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﺑﻘﻠﺐ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻷﻟﻢ، ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ، بالالام، ﺑﺎﻷﻭﺟﺎﻉ واﻟﻤﺮﺍﺭﺍﺕ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺩﺭﻭﺳﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ، ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺟﻴﺪﺍً ﻛﻴﻒ ﻳﺪﻳﺮﻭﻥ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ إلى ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺑﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺘﺮﻭٍ ﻭﺗﺄﻧﻲ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻪ أي ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺇلى ﺍﻷﻣﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍلاﻧﻔﻌﺎﻝ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﺬﺍﺗﻪ، ﺃﺳﺮﺗﻪ وﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻓﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﺿﺤﺖ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻠﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﺭ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻔﻖ ﺿﻴﻖ.
ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﻟﻪ ، ﻭﺳﺄﺗﻄﺮﻕ ﻟﻪ لاحقاً ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ بأي ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ أﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﻜﻴﺮﺍً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻞ، ﻓﻼ ﺃﺗﻐﻴﺮ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ، ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺃﺟﻮﺍﺀ مليئة ﺑﺎﻷﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻳﺤﺘﺮﻡ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻃﺐ، ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻪ ﻣﺸﻐﻮﻻً على ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﺇلى ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺫﺭﻉ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺟﻊ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق