الخميس، 14 مارس 2019

براءة شخصية إعلامية شهيرة من تهمة نشر صور ومقاطع فيديوهات (فاضحة)

(الدار) تدق ناقوس الخطر حول بث فيديوهات (فاضحة) عبر (الواتساب)
..................
خبراء يحذرون السيدات والفتيات من الدخول لروابط (الواتساب) المجهولة
.................
وقف عندها : سراج النعيم
.................
شكا عدد من السودانيين داخل وخارج البلاد من ظاهرة انتشار قروبات (الواتساب) الداعية لـ(الرزيلة) بصورة (مغززة)، والمفسدة لـ(للقيم) و(الأخلاق)، وهو الأمر الذي ظللنا نحذر منه على مدي سنوات، لذا يجب أن لا نرك الحبل على القارب، فالاستخدام السالب لـ(العولمة) ووسائطها المختلفة أدي للمضي بها قدماً نحو الهاوية من خلال نشر الصور وبث الفيديوهات (الفاضحة) دون وعي بخطورتها، الأمر الذي يستوجب التبصير بمآلات هذا الانتهاك، والذي يري في إطاره عدد من الخبراء أن تطبيق (الواتساب) أصبح وسيلة إعلامية سريعة في إيصال الرسائل الفاسدة للقيم والأخلاق، وعليه يجب توعية وتثقيف النشطاء والرواد بما يفرزه هذا النهج السالب، خاصة وأن ظاهرة تداول الصور والفيديوهات (الفاضحة) أخذ منحنيات ومتعرجات خطيرة من حيث سهولة اقتناء الهواتف الذكية والتواصل عبرها اجتماعياً بإنشاء القروبات المدمرة للقيم والأخلاق، بالإضافة إلى أن هنالك صوراً وفيديوهات (فاضحة) تتم دبلجتها بعد أن تقع في يد (المجرم الإلكتروني) عن طريق الخطأ، وهو قطعاً إنساناً عديم الضمير ولا يتورع في استخدامها بطريقة تخدم أغراضه الدنيئة.
ومن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ نحذر ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺼﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﺟﻬﺰﺓ (ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻼﺏ ﺗﻮﺏ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ) ﺩﺭﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎً ﺳﺎﻟﺒﺎً في حال تم بيع الهاتف لأي سبب من الأسباب، أو سرقته، أو سقوطه، وعليه ﻳﻨﺼﺢ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻟﻴﺔ خاصة ﺑﻌﺪ تفعيل ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ (اﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ) ﺃﻭ (ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ) ﻣﻨﻌﺎً ﻟﺘﻔﺸﻲ الظواهر السالبة ﺍﻟﻤﻘﻠﻘﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ يجب أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ معها ﺑﺤﺰﻡ ﺷﺪﻳﺪ، ﻭﻻ ﻳﺼﻤﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻱ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺃﺧﺮﻱ.
فيما حذر المهندس محمد إسماعيل المتخصص في تركيب الشبكات الإلكترونية السيدات والفتيات من خطورة نشر صورهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (الواتساب)، (تويتر) وغيرها من الوسائط التي أفرزت (المجرم الإلكتروني)، والذي يتحايل على القانون بإرسال الصور والفيديوهات (الفاضحة)، ويستخدم في سياقها أﺭﻗﺎﻡ شركات اتصالات سودانية ربما تكون غير مقيدة باسمه، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الأرقام الدولية.
وأضاف : على السيدات والفتيات أخذ الحيطة والحذر من الروابط الداعية لهن للانضمام إلى قروبات مجهولة عبر تطبيق (الواتساب)، والذي يساعد على نشر الصور وبث الفيديوات بصورة سريعة جداً، وبالرغم عن ذلك ليس المجرم الإلكتروني بمنأى عن القانون، فإن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ (ﺍﻟﺼﻮﺭ) ﻭﻣﻘﺎﻃﻊ (ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎﺕ) القصيرة، وﻻ ﻳﺠﺪﻱ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﺨﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ (المجهولة) أو (الدولية)، ومن أكثر القصص التي وقفت عندها قصة المجرم الإلكتروني الذي كان يبعث ببعض الصور والفيديوهات المسيئة لشخصية إعلامية شهيرة، وكان يستفيد من رقم هاتف أمريكي، إلا أن الإعلامي كان ملماً بخيوط هذه اللعبة الغذرة من حيث الاستخدام السالب لـ(لعولمة) ووسائلها المختلفة، فلم ينفعل بهذا الأسلوب ﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯي ـ الرخيص، وأدار ملف الإساءات والتجريح بحكمة ودراية ووعي يحسد عليه، الأمر الذي دفع المجرم الإلكتروني لرفع دعوي جنائية في مواجهته لدي السلطات المختصة بما يتم نشره أو بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، ورغماً عن أنه لجأ إلى أساليب غير أخلاقية مع الشخصية الإعلامية، إلا أنها انتصرت في النهاية وقضت محكمة جرائم المعلوماتية بالخرطوم ببراءته من التهمة المنسوبة له.
ومما أﻃﺮﺣﻪ ﻣﻦ بلاغات وقضايا في هذا الجانب يوضح بجلاء أن ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻣﻘﻠﻖ ﺟﺪﺍً، ﻓﻜﻢ من شخصية تتعاﻣﻞ ﻣﻊ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻌﺮضت ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ، وجدت على إثره نفسها ﺿﺤﻴﺔ للانتقام ﺃﻭ ﺗﺼﻔﻴﺔ الحسابات، أو ﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ أو إﺷﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ، ﻓﻜﻢ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻢ تستطع ﺍلدفاع ﻋﻦ نفسها ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ.
وأردف المستشار القانوني عبدالله يوسف قائلاً : إن ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ أضحي ﺃﻣﺮﺍً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، وذلك ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ عدم ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ (ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ الإلكتروني) المستخدم لـ(ﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ﻭﻭﺳﺎﺋﻄﻬﺎ بشكل سالب، ولا يحتكم لصوت الضمير ﻭﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، وعليه يجب توظيف ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ توظيفاً إيجابياً طالما أنها ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، وهي أحدي أﻃﺮ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، وﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺠﻨﻮﺡ.
وتابع : ﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻓﻲ آﻥ واحد، إذ أنه ﻳﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﻣﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎﺕ، ومن ثم ﺪﺑﻠﺠﺘﻬﺎ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﻳﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ ﺑﻨﺸﺮﻫﺎ عبر (ﺍﻟﻮﺍﺗﺴﺎﺏ)، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ مرة أخري، ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺭﺍﺩعة يودع وفقها هؤلاء أو أولئك ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ وتغريمهم مالياً ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ.
وقال الدكتور محمد الزين الخبير في القانون الدولي : ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍً ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً وﻧﻔﺴﻴﺎً ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ، خاصة ﻭﺃنها تسىء للضحية من خلال اﺳﺘﺨﺪﺍﻡ (ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) و(دبلجة) ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ لجعلها (ﻓﺎﺿﺤﺔ) ﻭمن ثم ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ والنسخ.
ﻭمضي : إن السلوكيات السالبة ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺤﺴﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺠﺪ (ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ) ﻓﺮﺻﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻭﺍﺷﺎنة السمعة، خاصة وأنه ﻣﺠﺮﻣﺎً ﺧﻄﻴﺮﺍً يهدر سمعة الضحية، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ أن الضحية ﻳﺘﻀﺮﺭ ﺿﺮﺭﺍً ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً وﻧﻔﺴﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮض ﻟﻪ.
فيما قال الشيخ اليسع : أننا ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺴﻠﻢ، مهما حدث من متغيرات، فإنه ﻳﺘﻤﺴﻚ بـ(العادات) ﻭ(ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ)، ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ باستثناء ﻗﻠﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻧﻔﺴﻴﺎً وﻫﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ، ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺣﺎﻻﺕ (ﺷﺎﺫﺓ) ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ تردﻉ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ.
واسترسل : يجب ﻭﺿﻊ (ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ) تحت ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻣﺸﺪﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﻋﻮﻱ ﻋﻦ (ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ)، ﻭﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ وﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﻳﻜﻔﻞ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
من المؤسف حقاً أن البعض من ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ينتهكون العروض عبر ( الواتساب )، والذي أصبح وسيلة إعلامية سريعة في إيصال الرسائل (الإيجابية) و(السالبة) كصور لسيدات وفتيات يتم إرسالها ما بين الفينة والأخري، ومثلها يجب مسحها فوراً من الهواتف السيارة حفاظاً على (القيم) و(الأخلاق) السودانية حتى لا ندمر أسرة كاملة.
بينما كانت هنالك سيدة سودانية استغاثت بعد أن أصبحت ضحية للزواج (العرفي) من رجل مصري اضطرها للجوء إلى جهاز إعلامي بالقاهرة قائلة من خلال برنامجه المهتم بقضايا الأسرة : (طليقي المصري نشر لي صوراً فاضحة مقابل التنازل عن قضية النسب).
وقالت : كنت متزوجة من ذلك المصري زواجاً (عرفياً)، وظل هذا الزواج في طيء الكتمان إلى أن كتب علىّ رسمياً، وزواجي منه تم عندما كنا في السودان، ثم أنجبت منه طفلاً قمت بتسجيله باسمه من خلال بطاقته، ثم سافر هو إلى مصر، وطلب مني الاتيان إلى (القاهرة)، وإحضار شهادة ميلاد طفلنا، وذلك لتقييده ضمن سجلات المواليد في القاهرة، ومن ثم يستخرج له الجنسية وجواز سفر حتى نتمكن من الإقامة جميعاً فى مصر.

سراج النعيم يكتب : ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻗﺎﻋﺪﺓ (ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ)

.............................
إن أغلب أنظمة الحياة تعزز إحساساً (كاذباً) للنجاح، خاصة وأن هنالك أجيال غير قادرة على الابتكار أو الاقتناع بالواقع الذي رسمته لهم الظروف المحيطة بهم ناسين أو متناسين أن عوامل النجاح لا تكتسب بالتحصيل الأكاديمي، بقدر ما أنها تأتي بالاستقرار فى الحياة وان كانت غير عادلة، فعلى الإنسان التأقلم معها وتقبلها، فهو لا يستطيع تحقيق ما يصبو إليه إلا بعد الانتهاء من الدراسة، إلا أنه عندما يفعل يتفاجأ بأن الطريق ليس ممهداً كما رسمه في المخيلة، ولن يتحقق إلا في حال أنه حاز على وظيفة أو تقلد منصباً رفيعاً يقوده للتفكير في كيفية حصوله على (سيارة) و(منزل).
ومما أشرت له فإنه وفى بعض الأحيان لا يتم منحنا إلا فرصة واحدة فقط، مما يصعب الأمر ويجعله غير سهلاً، وبالتالي يجب أن لا ننظر إلى الحياة من حيث الأفلام، التمثيليات والمسلسلات، فهي لا تمثل الواقعية بشفافية، والتي قطعاً إذا ركنا لها فإننا سنندب حظنا وسنفشل لا محال، لذا يجب أن نتعلم من الفشل كيفية النجاح، وذلك بالاستفادة من الأخطاء السابقة وربما القادمة فى المستقبل، وعلينا أيضاً إحترام المتفوقين حتى وأن كانوا غريبى الأطوار.
من المؤكد أن العامل الرئيسي للنجاح في شتي مناحي الحياة هو الاستقرار الذي يتطلب التكاتف والتعاضد للوصول للمبتغي وذلك من خلال رسم خارطة طريق واضحة المعالم، ولا سيما فأنها تقود نحو المستقبل القريب والبعيد، وهما بلا شك قائمان على وضع (البرامج) و(الخطط) الطموحة، وبالتالي النجاح يحتاج للاهتمام وإصلاح الأخطاء، خاصة وأنه مرتبط بتحسن الأوضاع الاقتصادية والتي تجعل الحياة خالية من الفشل، وبالتالي الاستقرار فى حد ذاته يحتاج إلى بيئة ملائمة بعيداً عن التحديات والمعوقات المعترضة طريق النجاح و الذي يتطلب الأداء بمسئولية على كافة الأصعدة وﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ.
وبالمقابل فإن ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ الاقتصادي عاملاً أساسياً في بروز الكثير من الأزمات المتوالية، والظواهر السالبة في المجتمع والذي يشهد شرخاً عميقاً أثر تأثيراً بالغاً فى النشء والشباب الذين يجدون أنفسهم خارج المنظومة، ما يحدو بهم البحث عن واقع مغاير لذلك الواقع الذي سيطر على حياتهم.
يجب أن نولي فئة النشء والشباب الاهتمام من أجل المساهمة بصورة فاعلة في الاستقرار الداعم للنجاح، وإفساح المجال لهم لترجمة أفكارهم، خاصة وأنهم وقود المستقبل، وهذا الوقود ينتظر ﻣﺆﺷﺮاً ﺇﻳﺠﺎبياً لدفع عجلة النمو الاقتصادي من الأسوأ إلى الأفضل، وهذا لن يتم إلا من خلال هؤلاء الذين يستطيعون التغيير والتأثير في الحياة بغض النظر إن كانوا يحملون (عيوباً) أم لا.
ومما ذهبت إليه يجب أن ندع الشباب يفكرون في المستقبل وفق رؤيتهم، وذلك بعيداً عن الأصوات المرتفعة، فلا نريد مزيداً منها، بل كل ما نحتاج له قليلاً من العمل الجاد وفق (برامج) و(خطط) ذات جدوي ، وعليه نستطيع من خلالها إخراس الأصوات الأكثر ضجيجاً.. وكفي.
يجب أن نبقي على الأمل في الحياة حتى يصبح (الغد) مشرقاً مهما كان (اليوم) مؤلماً، وهو ما أشار إليه سفيان الثوري حيث قال :(بلغني أنه يأتي على الناس زمان تمتلئ قلوبهم فيه بحب الدنيا فلا تدخله الخشية)، كما قال سفيان الثوري : (هذا زمان السكوت ولزوم البيوت والرضا بالقوت إلى أن تموت) وما أشار إليه سفيان الثوري يؤكد أن النجاح في ظل ذلك الواقع يرسم صوره قاتمة، وأنه محفوفاً بالكثير من المخاطر، وعليه فإن النجاح لا يمكن أن يتحقق دون الفشل عدة مرات حيث قال النووي رحمه الله : (بلغنا أن قس بن ساعدة، وأكثم بن صيفي أجتمعا، فقال أحدهما لصاحبه : كم وجدت في إبن آدم من العيوب؟! فقال : هي أكثر من أن تحصى، والذي أحصيته : ثمانية آلاف عيب، فوجدت خصلة إن استعملتها سترت العيوب كلها، قال : ما هي؟ قال : حفظ اللسان، وقال عمر بن عبد العزيز : أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم، ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس فقائم الليل وصائم النهار إن لم يحفظ لسانه، أفلس يوم القيامة).
و بما أن ذلك المفهوم عميقاً إلا أن هنالك بعضاً من الأسئلة، ﻣﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ؟ الإجابة تكمن في عدم الاستسلام للفشل، والبحث عن مفاتيح الاستقرار لـ(لنجاح)، والذي يتم عبر تنفيذ (البرامج) و(الخطط). رغم أن (العيوب) و(المساوي) موجودة أصلا في البشر منذ أن خلق الله الحياة التي ظل يفشل وينجح فيها.
فيما نستطيع أن نتخطى عدم الاستقرار المحفز لـ(لفشل)، وذلك بالعودة إلى نهج الديانة الإسلامية، والتي لم تترك شاردة أو واردة إلا أحصتها، ويتجلي ذلك في قوله سبحانه وتعالي : (ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)، إما في الأحاديث فقد جاء : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)،(ليس منا من بات شبعان وجاره جائع)، وبالتالي من الضروري الاستهداء بها..
مما ذهبت إليه، فإن من نملكه شئون حياتنا المليئة بالقسوة والإيلام أن يكون مؤهلاً لحمل الأمانة، ومهيأ لخوض معركة ضارية لا نطالبه فيها أن يكون مبرأ من (العيوب) كلياً، بقدر ما نطالبه بالتركيز على تطبيق المنهج الإسلامي في فن الإدارة بصورة وسطية، وأن نضعه تحت الرقابة، فإذا مضي نحو النجاح دون الوقوع في الخطأ فهذا هو المطلوب وأن كان الخطأ وأرد خاصة وأن كل منا يخطئ ويصيب إلى أن يتقن عمله، ومن ثم ننتقل إلى مرحلة أخري ﺗﺨﺘﻔﻲ من خلالها أسماء وتظهر ﺃﺧﺮﻯ تتواصل مع السابقة المكتسبة للخبرة، وتبدأ من حيث انتهت الأولي وفقاً لما هو مخطط له، وأن لا تبدأ من (ﺍﻟﺼﻔﺮ)، وهو ديدن درج عليه معظم الناس في فن الإدارة، والذي يسعون فى إطاره لـ(كنس) أثار من سبقهم، وعليه فإن التفكير بهذه الطريقة ﻟﻦ ﻳﺼﻨﻊ النجاح، والذي سئل فى ظله شاباً، ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ تحقيق ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ؟ ﻓﻘﺎﻝ : نجحت باتخاذ القرارات السليمة، فأردفوا ﻛﻴﻒ توصلت ﺇﻟﻰ تلك ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ، وكيف عرفت أﻧﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ؟ فقال : من خلال ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ في مجالي، ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻛﻴﻒ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ.
يبقي الاستقرار هو العامل الأساسي للنجاح لتنفيذ ما نرمي إليه في الحاضر والمستقبل، وذلك بالتأهيل والتدريب بصورة مستمرة داخل وخارج البلاد للإسهام بما ينتجونه من أفكار بعيدة كل البعد عن الإقصاء والخلافات والمرارات الشخصية، وعليه سنكون ذو ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ من خلال وضع الحلول الناجزة لما يقف عائقاً في طريق تقدمنا إلى الأمام، وأن كنت على قناعة تامة بأن الأمر ليس سهلاً، ولكن ليس مستحيلاً، فبالعزم والإصرار ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ نحقق النجاح تلو الآخر.

مكارم بشير تغني (ود الناس ارجع ورا.. ما تجيب لي كفوة وبلا)

........... 
وجه نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي نقداً عنيفاً لأداء المطربة مكارم بشير في أغنية (صيد الخلا) التي اشتهرت بها المطربة ايمان بت ام روابة، واعتبروا مكارم بشير ادتها بصورة باهته، وطالبوها بالابتعاد عنها حتى لا تتم مقارنتها بمن سبقها عليها،
واجمعوا على تفوق (إيمان) وقال أحدهم : خربتي الأغنية يا (مكارم) خليها لـ(بت إم روابه)، وأضاف آخر : مافي داعي يا بت لي بهدلة الإيقاع)، بينما قال الاخير: (أول مرة انتقد أداءك بصراحة لا تعليق غير ما تمام)، وتقول في جزء من كلماتها:
الصيد صيد الخلا
ود الناس ارجع ورا
ما تجيب لي كفوة وبلا

بائع (خضار) و(فاكهة) يوزع سلعته (مجاناً) لهؤلاء



.......................
وجد (البوست) الذي نشره الإعلامي محمد زاهر، المذيع بقناة (الخرطوم) الفضائية تفاعلاً وإعجاباً منقطع النظير، والذي أشار فيه إلى أنه أجري حواراً مع بائع (خضار) و(فاكهة) بغرض التعرف على الأسعار، إلا أنه تفاجأ بما لم يكن يخطر على باله، وهو أن صاحب تلك المحلات يوزع سلعته (مجاناً) للفقراء.
وفي السياق كتب الإعلامي محمد زاهر من خلال صفحته الشخصية بـ(الفيس لوك) : كشف (الحاج الهادي) صاحب محلات الخضار والفاكهة سالف الذكر تفاصيل توزيعه للخضار (مجاناً) لـ(لفقراء) الذين لا يستطيعون الشراء.
وأضاف (زاهر) : تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني، حقيقة (الحاج الهادي) فاجأني مفاجأة غير متوقعة أثناء إدارتي معه الحوار الذي أكد من خلاله أنه يوزع الخضار (مجاناً) إذ أنه قال: (يمين بالله في ناس بجو هنا بدون قرش بندي السلطة حقتو ويبقى مارق).
من جانبه، حظي (البوست) بتفاعل كبير وشاركه نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

الأحد، 10 مارس 2019

قصص ﺣﻮﻝ ﺯﻳﺠﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﻧﺐ


.................................
سودانية متعلمة ومثقفة لا تمانع في الزواج من شاب أجنبي
...................................
طلاق سودانية بعد (8) أشهر من زواجها ومفاجأة غير سارة
..................................
أجنبي يخدع طليقته السودانية باستخراج جنسية لابنته من بلاده
..................................
اجراه : سراج النعيم
..................................
أستوقفتني بعض قصص زيجات الفتيات السودانيات من الأجانب، ولعل أكثرها تأثيراً قصة فتاة سودانية شابة في مقتبل العمر متعلمة، مثقفة، حكيمة، ومن أسرة مرموقة، حيث أنها قالت بكل صراحة : (لامانع لدي من الإقتران شرعاً بشاب أجنبي، ولم يسبق لي أن تزوجت قبلاً، لذا لا أرفض بأي حال من الأحوال زوجاً أجنبياً يتقدم للإرتباط بي)، ومن حديثها هذا يتضح بجلاء حجم التحدي الكبير الذي تواجهه الأسر السودانية، وذلك في ظل الظروف الإقتصادية القاهرة التي جعلت الشاب السوداني يعزف عن الزواج، ويفسح المجال أمام الأجنبي للإنفراد بالزواج من الفتيات السودانيات، بالإضافة إلي أن هنالك تغيرات كثيرة طرأت في مفاهيم (حواء السودانية) التي أصبح عندها رأي آخر حول إرتباطها بالنصف الآخر، إذ لم تعد تفكر في إنتظار الشاب السوداني يعود من دول المهجر كما كانت تفعل في الماضي، حيث أنه كان يمثل لها الخيار الأول، ولكن بعد الإنفتاح علي العالم لم تعد الفتاة السودانية تفكر بنفس الطريقة القديمة، وذلك الإنفتاح أحدث تغيرات مع مرور الأيام وتأثيرات كبيرة عبر وسائط التقنية الحديثة، وذلك من حيث الإنفتاح علي ثقافات الآخر، وهذا لا يعني أن كل زيجات السودانيات من أجانب فاشلة أو قائمة علي مصالح مشتركة كالمال والإقامة، وبالرغم من السلبيات المصاحبة للتجربة إلا أن هنالك تجارب ناجحة، ولكنها قليله مقياساً بالأغلبية العظمي التي أثبتت فشلها الذريع، والتي في حال الفشل يكون الضحية الأطفال للنزاع حولهما من الطرفين، ومن هنا يصعب عليهما إيجاد الحلول؟ إلي جانب أن هنالك سؤالاً في غاية الأهمية ألا وهو هل ستجد السيدة السودانية المطلقة من زوج أجنبي سودانياً يرضي بها بعد أن يتقدم بها العمر؟.
إن زواج السودانيات من الأجانب أو العكس ليس أمراً جديداً، ودونكم المهاجرين في معظم بقاع الأرض، فكم من أسرة سودانية تمتد في جميع انحاء العالم، وهذا يؤكد أن الظاهرة في إزدياد يوماً تلو الآخر، وتلقي بظلالها السالبة علي المجتمع السوداني، والتي كشفت عن تلك الآثار السالبة، وربما إنتقال الأمراض الوبائية والوراثية، إضافة للتعقيدات القانونية والإجتماعية والإقتصادية، وذلك بسبب الإختلاف في العادات والتقاليد والثقافة، مما يصعب حل المشكلات الناجمة عن زواج السودانيات من الأجانب، ما يدفعهن إلي رفع دعاوى لدي محاكم الأحوال الشرعية للطلاق أو إثبات النسب، أو حضانة الأبناء، أو نفقة الزوجية أو نفقة الصغير.
عموماً فإن زواج السودانيات من الأجانب يمثل حرية شخصية، بغض النظر عن سلبياته أو إيجابياته، ولكن ربما لا ينظر لها بحسابات دقيقة ورؤية مستقبلية بعيدة المدي، مما يجعل الأمر مغامرة، ضياع، خسارة، وندم، رغم أنه سنة الله في الأرض لا حجر فيها على أجنبي أو أجنبية، ومعيار الدين الإسلامي، والخُلق، كما قال رسول صل الله عليه وسلم : (من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه)، وهذا لا يعني إغفال بعض المؤشرات الواضحة التي يمكن أن تؤدي إلي زيجة فاشلة منذ البداية.
وفي السياق قالت إحدى الزوجات : كنت متخوفة من طرح قصتي للرأي العام، وذلك للقيود المكبلة للمجتمع، إلا إنني وجدت نفسي مضطرة إلي الوصول بخصوصياتي إلى محكمة الأحوال الشرعية التي ذهبت إليها مرغمة بعد أن اشتعلت الخلافات بيني وزوجي الأجنبي الذي رفعت ضده قضية بمحكمة الأحوال الشرعية أطلب من خلالها حضانة الأبناء.
وأضافت : حضرت معه من خارج السودان لقضاء إجازة بسيطة وسط الأهل في الخرطوم، ولكن زوجي الأجنبي بدأ يتهرب مني بالأبناء لأسباب لا أعلمها، ويرتب في الخفاء إجراءات عودتهم إلي بلده، بالإضافة إلي أنه شوه سمعتي بين الناس، فما كان مني إلا ورفعت في مواجهته دعوي قضائية بخصوص الأبناء، وصدر حكم من المحكمة المختصة لصالحي والحمدلله.
وأردفت : أصلاً قصتي معه بدأت قبل سنوات، وخلال هذه السنوات دبت بيني وبينه الكثير من الإشكاليات، وظلت تتجدد ما بين الفينة والأخري، إذ أنني سبق ورفعت ضده دعوي قضائية، تم طيها بصورة وفاقية من خلال مجلس الصلح.
وماذا حدث؟
قالت : ما أن وطأت قدماي أرض مطار الخرطوم، إلا وقررت حسم هذه الزيجة التي جعلت حياتي مغايرة لما رسمته في المخيلة، ففي باديء الأمر أخذني من منزل الأسرة، وأصر علي أن نقيم في فندق لا تتوفر فيه أدني مقومات الحياة الكريمة، ثم أجر شقة لم تكن أفضل حالاً من غرفة الفندق، وكان يفعل كل ذلك تخطيطاً لعودته بالأبناء إلي بلاده، الأمر الذي جعلني أضع أمامه أشياء جديدة لا تتيح له فرصة الهروب بهم خارج السودان، بالإضافة إلي بعض الإشكاليات التي وقفت عائقاً أمامه من المضي قدماً في مخططه، وذلك بحسب ما تطرقت له في هذه القضية غريبة الأطوار والتقلب، علماً بأن أسرتي لم تكن ترغب فيه زوجاً لي، بل كانوا يأملون في أن أتزوج شاباً سودانياً حتي لا تحدث إشكاليات كالتي حدثت وستحدث في إطار هذه الزيجة، علماً بأنني سبق وصارحته بهذه الحقيقة، مما حدا به عدم البقاء معي في منزل أسرتي، وبدأ يفتعل الخلافات لدرجة أنه رفع ضدي عريضة دعوي يطلبني فيها لبيت الطاعة في بلاده، في حين تقدمت أنا بعريضة دعوي قضائية أيضاً أطالب فيها بالطلاق.
وأستطردت : نسبة إلى التداعيات الجديدة كان لابد من أن أعود إلى القضية الأولي التي مثلت فيها أمام قاضي محكمة الأحوال الشرعية، والتي خرجنا بعدها من قاعة المحكمة للصلح بعيداً عن الإجراءات القانونية، ثم تدخل الأجاويد وقربوا وجهات النظر بيني وبينه، وشرحوا له كيفية معاملة الزوج لزوجته في الدين الإسلامي.
وأسترسلت : عموماً أستأجر زوجي منزلاً في إطار (بيت الطاعة) بالخرطوم، وأمضينا فيه أياماً، ثم طلبت منه الذهاب إلي منزل أسرتي لأنه لم يكن قادراً علي الصرف، فلم يعترض على ذلك، وكان أن أخذت كل ملابسي، وأصطحبت معي الأبناء، ثم أتصل بي هاتفياً، وسألني لماذا أخذتي كل الأزياء وأصطحبتي معك الأبناء؟ فقالت له : سوف أبقي مع أسرتي إلي أن تستطيع الإنفاق علينا، المهم بعد مرور أيام أتصلت عليه، وقلت له أحضر لكي تعيدنا إلي مكان إقامتك، وفي الساعة المحددة أتصل علي هاتفياً، وقال : هل آتي إليكم، ولم يكن جاداً؟، فقلت : نعم، فما كان منه إلا وتحرك من الفندق متوجساً وخائفاً من ماذا لا أدري، وعندما احسست به كذلك هاتفته مؤكدة له إنني غيرت رائي في العودة معه لأن جل تفكيره كان منحصراً في الأطفال الذين يسألني عنهم دائماً؟، فقلت له : سأدعهم مع أسرتي، فقال : دعيني أخذهم أنا، فقلت : لا، مما استدعاني استنطاق الهواجس والأفكار والمواقف والعواطف التي تصطخب في أعماقي من خلال حواري معه، وقبل الإنتهاء من الحوار أغلقت هاتفي.
ومضت : وبما أن الأمر أخذ طابعاً آخراً أجري مكالمة هاتفية باحد أقربائي فقال له : طالما أنها طلبت منك الطلاق (فطلقها وأذهب إلي بلادك)، وإلى هنا أنتهت المكالمة دون الوصول إلى حل في هذه الإشكالية.
وتابعت : قام الزوج الأجنبي برفع عريضة دعوي قضائية لدي محكمة الأحوال الشرعية يطلبني من خلالها لبيت الطاعة في بلاده.
فيما كشفت الأم السودانية ﻣﺄﺳﺎتها ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ العربي قائلة : ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﺻﺪﻳﻖ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻓﻲ إﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ العربية إلا إنهما ﺗﻌﺎﺭﻓﺎ ﻓﻲ دولة آسيوية، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌاﺮﻑ ﺟﺎﺀ الي ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺻﺎﺩﻑ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﻭﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﻤﺘﻲ باﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭكان أن ﺷﺎﻫﺪﻧﻲ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻲ، ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺍﻟﺮﺩ إﻧﻨﻲ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﺮ أﺳﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻭﺗﻢ ﺗﺰﻭﻳﺠﻲ ﻟﻪ، ﻭﻇﻠﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ.
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻚ الأجنبي ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺘﻪ العربية؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ أﻋﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﺮ ﻋﺎﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺎﺑﻪ عني ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ سفارة دولته العربية ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻲ ﻟﺪﻭﻟﺘﻜﻢ، وﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ سنتين ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻲ ﻫﺬﺍ أرﺳﻞ ﻟﻰ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ وماذا عن إبنتك؟
قالت : ﻣﻨﺬ أﻥ ﺣﺒﻠﺖ ﺑﻬﺎ، ﻭﻣﺮّ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ، إﻻ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻄﻨﻲ، ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺇﻟﻲ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺇﺧﻄﺎﺭﻱ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻠﻢ أﻛﺘﺮﺙ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ اﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻪ ﻋﻠﻲّ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻛﻨﺖ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺭﻑ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﺘﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻲ ﻭﻛﻨﻒ ﺃﻫﻠﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻜﻲ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻬﺎ إﻟﻲ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻃﻮﻗﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻔﻘﺪ ﺍﻷﺏ .

سراج النعيم يكتب حدد سقف الأحلام

..................................
كلما تجاوزت الأحلام سقفها الواقعي، فإنها تتبعثر ما بين الأمل والفشل، فلا يستطيع الإنسان أن يحقق منها ولو جزءاً يسير، خاصة وأن الإنسان لم يعد هو الإنسان الذي يفكر في مستقبله بصورة إيجابية، لأنه غير مستعداً للتضحية، أو أن يدفع ثمناً مقابل ترجمة ما يصبو إليه لواقع ملموس.
إن الإنسان في هذا الزمان ربما يكون غير مهيأ للعطاء وبذل قصاري جهده فيما يرمي اليه ، بل يكتفي بالأحلام أثناء النوم أو اليقظة، إلا أنه يتفاجأ في اليوم التالي بواقع مغاير، فمجرد ما تشرق الشمس تتبخر كل أحلامه، ويجد أن ما رسمه في الخيال صعب المنال، خاصة وان الزمان لم يعد كما كان، وبالرغم من ذلك يظل الإنسان يحلم، ويمني النفس غارقاً فيها ومداعباً دواخله بها منذ نعومة اظافره، وتجد ذلك واضحاً حينما تسأل طفلاً عن ماذا يود أن يصبح في المستقبل؟ فيرد عليك ببراءته، ودون تردد طبيباً، أو مهندساً، أو ضابطاً وإلي آخره، وهكذا تظل الأحلام تكبر معه يوماً تلو الآخر، وأن كانت هناك قناعة تامة بأن الرؤية غير واضحة المعالم، أو أنها غير ممكنة، أو أنها مستحيلة لما يكتنفها من الغموض والضبابية، إلا أن المرء كلما فشل في تحقيق حلمه علي أرض الواقع، فإنه يصر عليه ليكون نشطاً بقوي خفية تدفعه لإثبات الذات.
ويري الفيلسوف ﺩﻳﻞ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ : (ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ، ﻭﻳﺘﺨﻴﻠﻮﻥ ﻛﻞ تفاصيله، ﺛﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻠﻮﻍ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻫﺬﻩ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻬﻢ ﻭﻏﺮﺿﻬﻢ ﻫﺬﺍ)، ولكن عندما تكون الأحلام غير المتوافقة مع الواقع يفشل، أما ذلك الذي يفصّل أحلامه وفق واقعه ينجح في حياته، لأنه لا ينجرف بها نحو تيار الآخرين، أي أنه لا يسعي للتقليد الاعمي لمجرد أنه خضع لأفكار سالبة، فإنه يكون غير مقتنع بها، إلا إنه يأمل، وما بالأماني وحدها تتحقق الأحلام، وبالتالي لا يمكنه الانعتاق عما يمضي في إطاره، وللخروج من ذلك المأزق يجب علي الإنسان أن يفكر بالطريقة المثلي، وأن يعيد حساباته، وأن يأخذ الحيطة والحذر حتي لا يكون مكبلاً، فيضطر إلي أن يلجأ لنكران الواقع المرير بما فيه الموت ﻛﻮﺍﻗﻊ ملموس، وإن كان لا يمكنه إنكاره، لأنه قدر محتوم لا فرار منه، ومعروف لكل إنسان معرفة جيدة، وبالتالي إن شئنا أو أبينا آت آت.
من المؤكد أن لكل حلم تبعات تصاحبه أن تحقق أو لم يتحقق، ربما ترتقي بالقيمة الإنسانية، أو تنخفض بها، المهم أنه ينتج عنها نقصاً في قدرتنا الإستيعابية للواقع، وكلما أرتفع سقف الحلم ارتفعت معه الطموحات والتطلعات غير المحتملة لطاقة الإنسان المحدودة، ويظل هكذا إلي أن يكتشف نفسه، وحينما يفعل يكون الزمان قد سرق عمره، فكيف يكون حكيماً وواقعياً مع نفسه، لا يعني ذلك معرفتك كم يبلغ طولك أو وزنك أو.. أو.. أو... ﻭﻟﻜﻦ معرفة جوهر دواخلك قبل معرفة تفاصيل تكوينك الإنساني، أي أن تكون إنساناً عميقاً من حيث تفكيرك وأحلامك، فإذا اردت اكتشاف ذاتك، فإنه ليس أمراً سهلاً، وقد تحتاج إلي وقت طويل، حتي تصل إلي نقاط قوتك وضعفك، وهذه المعرفة لا تتطلب منك أن تكون فيلسوفاً بقدر ما تكون حاصلاً على ﻧﺴﺒﺔ 90 % ‏من الإجابات للأسئلة الموضوعة علي طاولة شخصيتك، هل تستغرق وقتاً أكثر من اللازم في اللهو أو اللعب أو الترفيه أو التواصل عبر وسائط الميديا الحديثة وغيرها؟، الإجابة ببساطة نعم، فمعظم الناس يقتنون هواتف ذكية تجوب بهم العوالم الافتراضية، ولا يعطون أحلامهم حيزاً كبيراً، حيث يبحثون في ظلها عن أنفسهم، وليس التفكير في تحقيق الأحلام لا يعني بأي حال من الأحوال الخضوع لها بشكل كامل، وعزل الذات عن الواقع ركوناً لسلطة التأثير.
من يرغب في تحقيق أحلامه بإتزان، فيجب أن يوازن بين الحلم والواقع، وأن لا يخضع لاحدهما أكثر من الثاني، مع الإجتهاد لتنقية الأحلام إلي أن يصل إلي حلم يحقق له الرضا والسعادة عندها سيدرك ماذا أن يكّون ذاته، لأن الأحلام لا تمضي نحو نجاح الإنسان، إلا إذا كان متميزاً، هكذا هي المعطيات حينما توازنها ما بين الأحلام والواقع، وهكذا تكتشف أين تكمن موهبتك، وهكذا يكون إبداعك ذو حضور قوي جداً في الحياة، ومع هذا وذاك تدفعك إرادتك لإنجاز أهدافك.

انتقادات لمغالاة الفنانين لأجور حفلات الأعراس




.......................
قلما نتوقف عند الأرقام الخرافية لإرتباطات الفنانين في حفلات الأعراس أو الحفلات الجماهيرية، وهم جميعاً يصدحون من خلالها بصوت عالٍ، ونادراً ما يخفت صوتهم، ورغماً عن ذلك يطالبون بمبالغ مالية ليست معقولة في ظل الظروف الإقتصادية القاهرة.
إن أصحاب المناسبات دائماً ما يكونون مهمومين بإبرام العقود مع هذا الفنان أو تلك الفنانة، لأن ثمة حقائق لابد من التطرق لها في الفن الذي هو أساساً محاولة لإعتقال لحظات فرحة هاربة من العروسين لا تتجاوز الساعة أو الساعتين بحسب التصديق المصرح به من شرطة أمن المجتمع، فالفنان لا يصعد خشبة المسرح إلا في تمام الساعة التاسعة مساء، وينتهي الحفل في الساعة الحادية عشر مساء، ودوماً يحدث ذلك ولا يختلف الأمر إلا في حال زيادة الزمن لساعة أو ساعتين من المحلية المقام في محيطها المناسبة.
تبقي أجور الفنانين بصورة عامة هاجساً يؤرق مضاجع أصحاب المناسبات لأنها لا تخضع إلى معايير، وتفتقر إلي مراعاة الظروف الاقتصادية القاهرة، ولا تحدد قيمة للإرتباط الذي سجل فيه الفنان الكبير كمال ترباس رقماً قياسياً لتصبح حفلات الأعراس الأعلي أجراً بأكثر من(100) ألف جنيه، بالإضافة لـ(عدادت) تتراوح من (25) إلي (50) ألف جنيه فما فوق، أما في حال السفر للولايات فإن هذه القيمة تتضاعف، والتي يعتبرها البعض ليست مقياساً يستند عليه في حركة الغناء لأن الذين يتعاقدون لإحياء هذه المناسبات الإجتماعية معظمهم لايمتلكون الإنتاج الفني الخاص بهم، ويتم التعامل علي أساس أنهم مجرد (موضة).
الموضوع يحتاج لمعالجة سريعة وتدخل من المعنيين بالشأن الفني في البلاد، وإيجاد حلول لهذه المعضلة بوضع ضوابط وشروط لا يسمح بتجاوزها مهما كانت الدواعي.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يغالي الفنانين في إرتباطات حفلات الأعراس، ولماذا يتوقفون في سعر محدد؟، علماً بأن الفن أساساً يستدعي الفنان أو الفنانة إلى مجتمعه ومعايشة ظروفه ومعاناته التي لا تدعهم يجعلون العريس يعود مكسوفاً لعدم إمتلاكه مبلغ الإرتباط، أليس في دواخلهم إيمان بأن ممارسة الغناء في الأعراس منحصرة في الإطار الإجتماعي والإنساني في المقام الأول، مما يعني أنها ليست تجارية، على عكس الحفلات الجماهيرية التي من حق الفنان فيها أن يقيم نفسه مثلاً الموسيقار محمد الأمين والفنان ابوعركي البخيت والقيصر معتز صباحي والفنانين الشقيقين أحمد وحسين الصادق وغيرهم، أما في مناسبات الأعراس فعلي الفنان أو الفنانة أن يتعاملوا بشكل متساوٍ مع الفقير والغني، فالمسألة في النهاية مسألة فردية بين الفنان أو الفنانة والعريس الذي لديه ميزانية محددة يحرص من خلالها على حقوق الفرقة الموسيقية التي تمنح فتات من قيمة المبالغ المالية الضخمة التي قد تصل إلي (100) ألف جنيه، أما الحفل التجاري يختلف لأنه يقام وفقاً لمقاييس ومعايير، وقيمة مالية يضعها الفنان في حساباته.
وفي السياق اعترف لي عدد من الفنانين بأن هنالك مغالاة في الحفلات، وتشكل هذه المغالاة شكل من أشكال التباهي، والأمثلة كثيرة لاحصر لها ولا عد، وبالمقابل هنالك من لا يغالون في حفلاتهم وقيمتهم الفنية مرتفعة أمثال صلاح بن البادية، أبوعركي البخيت، سيف الجامعة، حمد الريح ومحمود تاور.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...