الأحد، 10 مارس 2019

انتقادات لمغالاة الفنانين لأجور حفلات الأعراس




.......................
قلما نتوقف عند الأرقام الخرافية لإرتباطات الفنانين في حفلات الأعراس أو الحفلات الجماهيرية، وهم جميعاً يصدحون من خلالها بصوت عالٍ، ونادراً ما يخفت صوتهم، ورغماً عن ذلك يطالبون بمبالغ مالية ليست معقولة في ظل الظروف الإقتصادية القاهرة.
إن أصحاب المناسبات دائماً ما يكونون مهمومين بإبرام العقود مع هذا الفنان أو تلك الفنانة، لأن ثمة حقائق لابد من التطرق لها في الفن الذي هو أساساً محاولة لإعتقال لحظات فرحة هاربة من العروسين لا تتجاوز الساعة أو الساعتين بحسب التصديق المصرح به من شرطة أمن المجتمع، فالفنان لا يصعد خشبة المسرح إلا في تمام الساعة التاسعة مساء، وينتهي الحفل في الساعة الحادية عشر مساء، ودوماً يحدث ذلك ولا يختلف الأمر إلا في حال زيادة الزمن لساعة أو ساعتين من المحلية المقام في محيطها المناسبة.
تبقي أجور الفنانين بصورة عامة هاجساً يؤرق مضاجع أصحاب المناسبات لأنها لا تخضع إلى معايير، وتفتقر إلي مراعاة الظروف الاقتصادية القاهرة، ولا تحدد قيمة للإرتباط الذي سجل فيه الفنان الكبير كمال ترباس رقماً قياسياً لتصبح حفلات الأعراس الأعلي أجراً بأكثر من(100) ألف جنيه، بالإضافة لـ(عدادت) تتراوح من (25) إلي (50) ألف جنيه فما فوق، أما في حال السفر للولايات فإن هذه القيمة تتضاعف، والتي يعتبرها البعض ليست مقياساً يستند عليه في حركة الغناء لأن الذين يتعاقدون لإحياء هذه المناسبات الإجتماعية معظمهم لايمتلكون الإنتاج الفني الخاص بهم، ويتم التعامل علي أساس أنهم مجرد (موضة).
الموضوع يحتاج لمعالجة سريعة وتدخل من المعنيين بالشأن الفني في البلاد، وإيجاد حلول لهذه المعضلة بوضع ضوابط وشروط لا يسمح بتجاوزها مهما كانت الدواعي.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يغالي الفنانين في إرتباطات حفلات الأعراس، ولماذا يتوقفون في سعر محدد؟، علماً بأن الفن أساساً يستدعي الفنان أو الفنانة إلى مجتمعه ومعايشة ظروفه ومعاناته التي لا تدعهم يجعلون العريس يعود مكسوفاً لعدم إمتلاكه مبلغ الإرتباط، أليس في دواخلهم إيمان بأن ممارسة الغناء في الأعراس منحصرة في الإطار الإجتماعي والإنساني في المقام الأول، مما يعني أنها ليست تجارية، على عكس الحفلات الجماهيرية التي من حق الفنان فيها أن يقيم نفسه مثلاً الموسيقار محمد الأمين والفنان ابوعركي البخيت والقيصر معتز صباحي والفنانين الشقيقين أحمد وحسين الصادق وغيرهم، أما في مناسبات الأعراس فعلي الفنان أو الفنانة أن يتعاملوا بشكل متساوٍ مع الفقير والغني، فالمسألة في النهاية مسألة فردية بين الفنان أو الفنانة والعريس الذي لديه ميزانية محددة يحرص من خلالها على حقوق الفرقة الموسيقية التي تمنح فتات من قيمة المبالغ المالية الضخمة التي قد تصل إلي (100) ألف جنيه، أما الحفل التجاري يختلف لأنه يقام وفقاً لمقاييس ومعايير، وقيمة مالية يضعها الفنان في حساباته.
وفي السياق اعترف لي عدد من الفنانين بأن هنالك مغالاة في الحفلات، وتشكل هذه المغالاة شكل من أشكال التباهي، والأمثلة كثيرة لاحصر لها ولا عد، وبالمقابل هنالك من لا يغالون في حفلاتهم وقيمتهم الفنية مرتفعة أمثال صلاح بن البادية، أبوعركي البخيت، سيف الجامعة، حمد الريح ومحمود تاور.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...