العميد أمن التجاني : جهاز الأمن عمل مع السلطات التركية لإعادة السودانيين العالقين بمناطق الاقتتال
.................
أعدنا (يسرية) وأطفالها والتجاني وقيع الله من سوريا الي احضان الوطن
................
وقف عندها : سراج النعيم
................
كشف الدكتور العميد أمن التجاني إبراهيم مدير إدارة التحصين الفكري بدائرة الارهاب التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني كشف تفاصيل حول إستعادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني للسيدة (يسرية عبد الكريم هنو)، وأطفالها الأربعة والمواطن التجاني وقيع الله النميري الذين كانوا عالقين بمخيم (أطمة) السوري المتاخم للحدود التركية.
وقال العميد أمن التجاني إبراهيم : إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني استجاب للاستغاثة التي أطلقتها المواطنة السودانية السيدة يسرية عبد الكريم هنو، حيث أنه بذل جهوداً كبيرة بالتضامن مع السلطات التركية، وقد كللت تلك الجهود بنجاح عملية عبور الأسرة السودانية العالقة من شمال سوريا إلي الحدود التركية، وذلك عبر معبر (الريحانية) الحدودي الذي عادت منه وأطفالها عبر الطيران إلي أرض الوطن، وتتألف أسرة السيدة (يسرية) من أطفالها البالغ عددهم أربعة (ثلاث بنات وولد)، بالإضافة إلي أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني استعاد المواطن العالق (التيجاني وقيع الله النميري).
وأضاف : بذل جهاز الأمن والمخابرات الوطني جهداً لاستعادة السيدة السودانية (يسرية) وأطفالها والسوداني (التجاني) إلي أحضان الوطن، وسيعمل الجهاز على استعادة كل الأسر السودانية العالقة في مناطق الاقتتال.
فيما وجه الدكتور التجاني إبراهيم صوت شكر للسلطات الأمنية والإنسانية التركية وأمتد شكره إلي هيئة الإغاثة وحقوق الإنسان التركية على مساعدتهم في إستعادة السودانيين العالقين في مناطق الحرب.
وفي السياق زف التهاني للشعب السوداني بعودة مجموعة اخري من الأسر السودانية مؤكداً أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني بكامل جاهزيته لإستعادة كل الأسر السودانية العالقة في مناطق القتال.
بينما قالت السودانية (يسرية) العائدة للبلاد : أشكر كل من استجاب للنداء الذي اطلقته في وقت سابق من أجل استعادتي من سوريا إلي السودان، وخصت بالشكر الحكومة السودانية ممثلة في سفارتها بالعاصمة التركية (انقرة) والتي بذلت جهوداً لتسهيل دخولي وأطفالي بعد أن كنا عالقين في مخيم (أطمة) السوري إلي تركيا التي لعبت دوراً كبيراً تمثل في سلطاتها عبر وزارة الخارجية والداخلية ومنظمة (ألطاي) الإنسانية وكل من ساهم في عودتي إلي أحضان الوطن.
من جانبها أصبحت ظاهرة زواج السودانيات من السوريين تلقي بظلالها السالبة على الأسر والمجتمع، ورغماً عن رفضها من بعضها إلا أن هنالك اصراراً من بعض الفتيات بقبول ذلك الزواج وفقاً لرؤيتهن أنه يحقق لهن أحلامهن الضائعة، فماذا حدث مع بعض السودانيات اللواتي خُضن التجربة التي أفرزت قصصاً مؤثرة خاصة فى مناطق النزاع السورية.
وكانت الزوجة السودانية يسرية العالقة هناك قد حاولت الهرب من أتون الحرب، ولكن لا سبيل أمامها سوى معبر (باب الهوى) على الحدود السورية المتاخمة للحدود التركية وكانت السبل قد تقطعت بها و أطفالها الأربعة فى دار الأرقم ببلدة (أطمة) القريبة من الحدود التركية شمال محافظة (إدلب)، بعد أن قدمت سابقاً إلى سوريا مع زوجها الذي كان يعمل في شركة عقارات بالعاصمة السودانية (الخرطوم) إلى محافظة (حلب) السورية قبل اندلاع الثورة، وبعد عدة سنوات انفصلت عنه لتجد نفسها وأبناءها دون منزل، وهنا بدأت رحلة المعاناة والتنقل من مكان إلى آخر، بينما أوضح مخيم (أطمة) للنازحين أنه يواجه صعوبات لحل مشكلتها بسبب انتهاء مدة جواز سفرها وعدم تسجيل ولدها الأصغر رسمياً فى دوائر النفوس حيث لم تستطع العودة إلى السودان رغم مراسلة سفارة بلادها عن طريق مؤسسة خيرية أكثر من مرة دون رد.
وفي السياق كانت (الدار) قد وقفت على القصة المأساوية للسودانية (يسرية عبد الكريم محمد هنو علي)، البالغة من العمر أكثر من (34) عاماً، سودانية كانت متزوجة من سوري، ولها منه أربعة أبناء، من بينهما طفلتين مقيمتين بمحافظة (إدلب)، وتمران بظروف إنسانية (قاهرة)، وهي تقطن فى مخيمات (أطمة) السورية فى أقصى ريف (إدلب) الشمالي خاصة بعد أن طلقها زوجها السوري (زكريا محمد صلاح الدين شكوني)، والذي تزوجها فى 18 ديسمبر من العام 2008م بشهادة كل من (عبد الكريم بشير محمد) و(حسن دكم آدم الطاهر)، من خلال وثيقة زواج بالرقم (73331) صادرة عن الشيخ (حامد بابكر علي).
وقالت : وصلت إلى سوريا عن طريق مطار (دمشق) الدولي برفقة زوجى سابقاً فى العام 2011م، وكان الهدف زيارة أسرة زوجي فى منطقة (تل حدية) بريف (حلب) الجنوبي وبعد مرور شهرين من استقرارنا فيها انتهت فترة الزيارة لـ(سوريا)، وعليه كان يفترض عودتنا إلى السودان إلّا أن أهل زوجي رفضوا الفكرة وأصروا على بقائنا معهم، ووضعوا أمامي خيارات صعبة جداً، وهي البقاء معهم فى سوريا برفقة أطفالي أو الرحيل منها إلى السودان بدونهم، فكان خياري أن لا أترك أبنائي ورائي مهما كلفني ذلك الأمر، فكان أن عشت معهم مرغمة أربع سنوات كاملة، وبعد هذه الإقامة فى سوريا ساءت أوضاعي جداً، وبدأ قصف نظام (بشار الأسد) يستهدف المنطقة التي أقطنها، مما أدى إلى تهدم منزلي نتيجة القصف فى العام 2015م الأمر الذى اضطرني للنزوح من منطقة (تل حدية) إلى مخيمات قرب بلدة (الدانا) شمال مدينة (إدلب)، وعشت فيها برفقة زوجي لمدة سنة إلى أن تم الانفصال (الطلاق)، وما أن طلقني زوجي (زكريا) إلا وانخرط هو ضمن القوات المعارضة للنظام جندياً فى (الجيش الحر).
وأردفت : المهم أنني واصلت رحلة النزوح من شمال (إدلب) إلى منطقة (المسطومة) جنوب (إدلب)، وذلك بحثاً عن عمل لتأمين لقمة عيش كريمة لأطفالي الأربعة، وكان أن عملت فى تنظيف المنازل وبيع الأزياء (المستعملة) لفترة من الزمن، دون أن أفلح فى تأمين المصروف الكافي لي ولأبنائي الأمر الذى جعلني ألجأ إلى منظمة (إقرأ الخيرية) فى منطقة (أطمة) الحدودية مع تركيا، فكان أن منحوني منزلاً، وسجلوا أطفالي في المدارس، ومع هذا وذاك حاولوا جاهدين طوال استقبالهم لي التواصل مع الحكومة السودانية وقنصلية بلادي من أجل مساعدتي بالوصول لأسرتي، بيد أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل الذريع.
وفيما كان (عاطف عبدالكريم هنو على) قد وضع على منضدة (الدار) قصة شقيقته (يسرية) قائلاً : إن القصة بدأت منذ اللحظة التي شاهد فيها الزوج السوري (زكريا) شقيقتي في منزل شقيقتها بمنطقة (سوبا)، ثم طلب يدها للزواج في العام 2008م، وظلت هي وزوجها يقيمان معنا في منطقة (اللعوتة) بولاية الجزيرة، إلى أن أنجبا طفلتين هما (فاطمة) و(آمنة).
وتابع : كان زوج شقيقتي السوري يعمل فني ميكانيكا في الشاحنات بـ(سوبا) التي بدأ منها التعرف على شقيقتي (يسرية)، وذلك من خلال شقيقتي وزوجها السوداني الذي يعمل معه السوري وقتئذ، وعندما شاهد (يسرية) وجه سؤاله إلى زوج شقيقتي السوداني : (هل شقيقة زوجتك متزوجة أم لا)؟ فرد عليه مؤكداً أنها غير متزوجة، فأردف قائلاً : (أرغب في الارتباط بها على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم)، فما كان منا إلا وسألنا عنه فجاءنا الرد بأنه من مدينة (حلب) السورية، وأنه إنسان خلوق، بالإضافة إلى أن زوج شقيقتي السوداني زكاه لنا، مؤكداً أنه ذو أخلاق عالية، ثم قبلنا به زوجاً وكل هذه الصفات اكتشفناها لاحقاً بعد أن عاشرناه، فوجدنا أنه إنسان مهذب وهادئ، وبالتالي تم الزواج فى منطقة (اللعوتة)، واستمر مقيماً معنا في منزلنا بولاية الجزيرة وسط السودان حوالي (5) سنوات، ثم قال بعد ذلك أود أن أشد الرحال مع زوجتي وبناتي من السودان إلى سوريا، وكان ذلك قبل الحرب مؤكداً أن سفره بغرض زيارة أهله وتعرفهم على زوجته وأطفاله، ثم يعود بعد ذلك إلى السودان، ما حدا بي أن استخرج لهم الجنسيات السودانية من محلية (الكاملين)، ثم أكمل الزوج السوري بقية الإجراءات إلى أن سافروا وظلوا يتواصلون معنا عبر الاتصالات الهاتفية والرسائل في فترات متباعدة، وخلالها كانت شقيقتي (يسرية) تؤكد أنها وأطفالها في مدينة (حلب)، كما أنها تشير إلى أن (الشبيحة) يداهمونهم ما بين الفينة والأخرى، إلا أنهم عندما يبرزون جوازاتهم السودانية ينصرفون عنهم دون أن يمسوهم بمكروه، وكانت شقيقتي تؤكد بأن الأوضاع في سوريا صعبة جداً من حيث الحركة والمعيشة، ولم تكن الصورة على نحو ما يحبون، فطوال السنوات الماضية يسمعون أصوات الأسلحة الثقيلة والقصف المتواصل.
وحول كم مضى عليها في سوريا؟
قال : (4) سنوات.
ماذا عندما تشاهدون الحرب السورية عبر نشرات الأخبار وأن القصف يشتد يوماً تلو الآخر؟
قال : نجري اتصالاتنا بشقيقتي للاطمئنان فيأتي إلينا الرد من الطرف الآخر مؤكداً أنهم بخير، كما أنها تراسل شقيقتها المتزوجة أيضاً من سوري تقيم معه بمدينة كسلا شرقي السودان.
فيما تعود جذور (يسرية) إلى ولاية الجزيرة- محافظة (الكاملين)- محلية المسيد قرية (ودعيسى- اللعوتة)، سافرت إلى سوريا بعد الزواج واستقر بها المقام في محافظة (ﺇﺩﻟﺐ) المحافظة العالقة بها ﺷﻤﺎﻝ سوريا ﺑﻴﻦ ﺧﻄﻲ ﻃﻮﻝ 36.10 ﻏﺮﺑﺎً ﻭ 37.15 ﺷﺮﻗﺎً ، ﻭﺧﻄﻲ ﻋﺮﺽ 35.10 ﺟﻨﻮﺑﺎً ﻭ 36.15 ﺷﻤﺎﻻً. بينما ﺗﻌﺪ محافظة (إدلب) ﻣﻌﺒﺮﺍً ﻟﻠﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﻟﻠﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻋﺒﺮ ﻣﻌﺒﺮ (ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻬﻮﻯ) ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻱ، المعبر الوحيد الذي يمكن أن تخرج من خلاله (يسرية) وطفلتها ويبعد (ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻬﻮﻯ) ﻋﻦ (إﺩﻟﺐ) 43 كلم.
من جانبها، ﺑﺪﺃﺕ قصة السيدة (يسرية) وأطفالها مع المعاناة بسوريا بعد أن طلقها زوجها ،فهي تضطر إلى أن تساهر الليالي لرعايتهم التي تظل مستيقظة معها رعباً من أصوات الأسلحة الثقيلة. وكشف المصدر بأن (يسرية) وأطفالها تعيشون ظروفا إنسانية قاسية جداً وينتظرون مصيرا مجهولا.
وأبان أنه ليس أمام أسرة (يسرية) لإعادتها غير السفر إلى تركيا لأن المعبر الوحيد هو معبر (باب الهوى).
وأشار المصدر إلى أن (يسرية) فقدت الاتصال بأسرتها في السودان نسبة لظروف الحرب الدائرة في سوريا منذ أن تزوجت وإلى هذه اللحظة.