اثارت قصة اختفاء الزميل الصحفي بجريدة الدار (سراج النعيم) الرأي العام المحلي والاجنبي لما صاحبها من لقط وامتدت تداعياتها إلي مصادرة (14) صحيفة كانت نشرت خبر اختفاءه المريب وكان سراج وقتها يقوم بنشر ملفات ساخنة وقضايا كبيرة في صحيفة الدار واخرها قضية الضابط ومطلقته مما دفع الكثيرين إلي الشك في ان سراج قد يكون ميت بفعل فاعل أو مخطوفا أو محتجزا في مكان ما القصة الكاملة لسراج النعيم يرويها لنا من الالف للياء فإلي المضابط. استاذ سراج حدثنا عن يوم الاختفاء؟
قال : أنا سراج الدين حمد النعيم صحيت من النوم حوالي الساعة التاسعة صباحاً في يوم (الجمعة)
3 فبراير 2015م خرجت من منزلنا بمدينة الشاطيء امدرمان في الساعة العاشرة صباحاً في مشوار عادي لم يكن خروجي في ذلك الصباح خروجا مقصودا أو مرتبا له ولو كنت أعلم أنه يسبب كل هذا القلق والخوف ما كنت خرجت مهما كانت الدواعي والأسباب إنما خرجت منه مسيرا وليس مخيرا هكذا كانت إرادة الله سبحانه وتعالي وإرادته لا يقوي عليها فأنا أريد وأنتم تريدون والله يفعل ما يريد، نعم خرجت وفي القلب بعضا من الحسرة والألم والحزن العميق الذي ظل يلازمني منذ أن وصلتني رسائل الإساءة لشخصي ولوالدتي عليها الرحمة ولم تؤثر في الإساءات لي بقدر ما أثرت في الإساءات للوالدة المتوفاة دون أن يدري مرسل الرسائل المسيئة أن الأم وكل الأمهات هن عظيمات وبما أنهن كذلك، فإن أمي لها وقع خاص علي قلبي بتقوتها وورعها وصبرها علي الإبتلاء لسنوات دون أن تتألم أو تتأوه أو تشكو من ذلك يوماً واحداً وظلت علي هذا النحو إلي أن توفاها الله سبحانه وتعالي ويكفيها فخراً واعزازا أن جثمانها خرج في موكب مهيب لم أشهد له مثيلا.
خرجت في ذلك اليوم قاصدا أن أشتري بعض المسلتزمات وما بين الوالدة والزوجة وجدت نفسي في عالم آخر فأسأل نفسي كيف وصلت له؟ فتأتيني الإجابة الله أعلم نعم أشهد الله إنني لا أعلم وعندما سألت في ذلك اليوم من صادفتهم بمدينة عطبرة فجاءتني الإجابة من بائعة شاي باحدي المقاهي أنت في أدبرة، فيألتها كيف وصلت إلي هنا؟ فضحكت وضحكة مجلجلة، ثم قالت أعيد لك السؤال فمن يدري بالكيفية إذا لم تدري أنت سوي رب العالمين وحقيقة عندما سألتها لم أكن أدري فاردفت السؤال بآخر ما اليوم الذي نحن فيه قالت مداعبة يبدو أنك (طاشي شبكة) فضحكت وضحكت هي ثم اجابتني اليوم (الأحد) وقالت مضيفة ايوه اضحك ما في زول شايل منها حاجة فقلت في قرارة نفسي لا حولة ولا قوة إلا بالله كيف وصلت إلي هنا هل كنت غائباً عن الوعي طوال اليومين السابقين وماذا جري فيهما من أحداث؟ هكذا وجدت نفسي حائراً ومندهشا في كيفية الوصول إلي هنا وأين قضيت اليومين الماضيين اللذين اعتبرهما مفقدان من حياتي وبالرغم من ذلك كان الطقس في مدينة عطبرة يتسم ببعض البرودة التي كنت ارتجف منها ما استدعي شابين من شباب مدينة عطبرة أن يخلع كل منهما سيوترا ذو لون أسود وشال فيلبساني إليهما وعندما أردت إعادتهما رفضا رفضاً باتا وقالا إنهما هدية لك من أهل مدينة الحديد والنار فأنت لا تدري كيف وصلت إليها ولكن بأي حال من الأحوال مرحباً بك في مدينتك وبدأوا يتجاذبون معي أطراف الحديث عن أسمي ومن أين أنا؟ فقلت لهم من منطقة السلمه، فقالا أنت وصلت وما مر علي ذلك الحوار دقائق إلا ونهض احدهما واحضر عربة اقلني بها إلي منزل عمي (عبدالله النعيم) الذي وجدته قلقاً علي جداً فرويت له القصة من الألف للياء لأنه لم يكن يخطر ببالي نهائياً أن استخدم الهاتف ولم يشير علي أحد ممن قابلتهم بذلك وكأنني كنت مشوش التفكير تماماً فأصبحت أفكر في كيفية وصولي إلي عطبرة وما بينها والخرطوم فقدت هاتفا سيارا جديداً نعم كنت أحس في تلك الأثناء بالإحباط واليأس والحزن العميق مما يجري معي وزاد منه بلاشك الرسائل التهديدية والإساءات الخادشة للحياء والتي تعدتني إلي الوالدة عليها الرحمة فلو كان ذلك الشخص المسيء يدري عظمة الأم لما أقدم علي فعل من هذا القبيل.
عموماً لم أكن مستوعبا لما يجري من حولي ورغما عن ذلك قمت بمراجعة كل ما يتصل بحياتي متسائلا هل في عكس الحقائق للرأي العام ما يغضب البعض لدرجة أنهم يدخلون معك في مواجهة.
هناك من اتهمك بازعاج السلطات؟
قال : أنا لم أزعج أي زول وأسرتي اشتكت للشرطة عن فقداني وده شي عادي واقسام الشرطة تتلقي مثل هذه البلاغات واي زول تفتقده أسرته ستبلغ عنه الشرطة طبعاً لأنها عندها وسائل أسرع تصل بيها إلي الشخص المفقود.
قالت الشرطة أنها عثرت عليك في عطبرة؟
قال : الشرطة لم تعثر علي أنا جوني ناس جهاز الأمن والمخابرات الوطني في ولاية نهر النيل وعرفوا محلي واطمئنوا علي وبعدها اخبرني المقدم الطيب من مكافحة التهريب أن اللواء حسين نافع حسين مدير شرطة الولاية قال عايزني وذهبت إليه ودخلت إليه في مكتبه ودخل معي مدير الشرطة الأمنية بالولاية ومدير شرطة عطبرة والمقدم الطيب من مكافحة التهريب واللواء كان بيسألني وأنا برد عليهو وحكيت ليهو الحكاية اني مرقت من البيت لقيت نفسي في عطبرة وهو كان بيدون في ورقة امامه وقلت ليهو لو المقصود من استدعائي ده ان تصدر بيان للناس في الإعلام أنا بعتذر وقال لي ما عشان كده وتفاجأت تاني يوم ببيان أن الشرطة عثرت علي وانا لم تعثر علي الشرطة انا مشيت ليهم بي رجلي.
وجهت اتهامات باختفاءك إلي عدة جهات في مواقع التواصل؟
قال : أنا لم أوجه أي إتهام لأي جهة وهناك جهات سياسية استفادت من موضوعي وكسبت منها وأنا لم أتهم الضابط الذي كان لي معه محاكم نشر فما كان بيننا يعلمه الجميع بلاغين في نيابة الصحافة والمطبوعات الصحفية وده اتشطب وبلاغ تاني في نيابة جرائم المعلوماتية لانني كنت انشر ما اكتبه علي الفيس بوك وعندما كنت في عطبرة بعدما قابلت مدير الشرطة بقيت كم يوم في عطبرة ومتابع الجلسة جلسة المحكمة مع الضابط وعدت للخرطوم وحضرت الجلسة وأنا مؤمن اني ما عملت حاجة غلط وذهبت بعد عودتي إلي قسم مدينة النيل وقابلت ملازم ماسك البلاغ وبداء يتحري معاي بعدها اتصل بالعميد حيدر مدير شرطة محلية والذي بدوره طلب أن أحضر إليه في مكتبه لأستكمال التحري هناك وذهبنا وحقق معي العميد شرطة حيدر مدير شرطة محلية كرري عقب عودتي الخرطوم قادماً من مدينة عطبرة حول اختفائي من منزلنا بمدينة الشاطيء صباح الجمعة حتي صباح الأحد واجري العميد حيدر التحقيق معي بحضور رئيس قسم شرطة مدينة النيل ومدير الشرطة الأمنية بالمحلية وذلك علي خلفية تلقي قسم شرطة مدينة النيل بلاغاً من أسرتي بموجب عريضة رفعتها إلي النيابة تفيد من خلالها أنها فقدت ابنها الصحفي منذ ظهر الجمعة ولا تعرف أين هو فيما كان اخر اتصال له مع زوجته ثم انقطع الإتصال بينهما ما جعل الأسرة قلقه جداً عليه وعندما تم العثور عليه بمدينة عطبرة صباح الأحد جاءت الي أسرتي وسألتني عن أسباب الاختفاء فاعلمتهم إنني لا أدري ما هي الأسباب ولا كيفية الوصول إلي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل.
هل كنت قد تلقيت تهديدات من جهة ما؟
قال : كانت نعم تلقيت تهديد وإساء لي ولوالدتي المتوفاة عبر رسائل الواتساب بعد أن بدأت محكمة الملكية الفكرية النظر في بلاغ قيده ضدي ضابط والقي علي القبض من داخل حوم المحكمة التي كانت تستجوبني في بلاغ ثاني فتحه فيني ضابط.
هل لديك ميول سياسية حيث دار لغط بأن هناك جهات ربما سياسية وراء اختفاءك في تلك الفترة؟
قال : ابدا ما عندي أي ميول سياسية والشعب السوداني سياسي بالفطرة فلولا أن الظروف السياسية قاهرة ما كان في زول اشتغل بالسياسة ولا حتي عارف رئيس البلد اسمو منو في ناس تاجروا بقضيتي أقول لهم حسبي الله ونعم والوكيل.
هناك من اتهمك بتعاطي مخدرات ساهمت في توهانك ووصولك إلي عطبرة فماذا تقول؟
قال : أنا ما قاعد أشرب أي حاجة وفي لقاء تلفزيوني اتصل بعده احد المشاهدين بالمخرج شكرالله خلف الله و قال ليهو الزول ده ما كويس ياهو الزول القالو جن، حقيقة هذه القضية لم تهزني لاني لم افعل شي غلط ولم ازعج احد فانا صحفي معروف وكون اختفائي ينشر في الصحف فأنا شخصية عامة.
كلمة اخيرة
اشكر الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية وجهاز الأمن والمخابرات الوطني والفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين مدير عام الشرطة.
حوار حافظ الخير