الأحد، 12 أغسطس 2018

قصص طلاق في شهر العسل بسبب العالم الافتراضي


....................
زوج شاب يهرب من زوجته بعد شهر العسل
....................
الزوجة الضحية : بعت ذهبي لمساعدته في السفر لدولة عربية
..................
وقف عندها : سراج النعيم
..................
ظللت على مدى سنوات أحذر من الإستخدام السالب للميديا الحديثة، بعد أن أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للعامة، خاصة الأزواج الذين ينشغلون بتصفح وسائطها (الواتساب)، أو (الفيس بوك)، أو التواصل بـ(الدردشة) عبر غرف العالم الافتراضي، فكثيراً ما يشكوا بعض الأزواج من الظاهرة، وقد عبروا صراحة عن شكوكهم وظنونهم المندرجة في قصة العريس الذي طلق زوجته في شهر العسل، وإن دل هذا الشيء، فإنما يدل على الإبتعاد عن القيم والأخلاق، التي ينحرفون بها بعيداً عن العادات والتقاليد، الأمر الذي يدعني أوجه بعض الأسئلة، ما الذي أصاب المجتمع، وماذا حدث للناس، خاصة (بنات حواء) اللواتي لا يبالين بخطورة التواصل الاجتماعي مع الغرباء.
هذا وتشكل قضايا وقصص الطلاق هاجساً للكثير من الأسر، مما حدا بها أن تكون مهدداً لاستقرار المجتمعات، وتختلف أسباب الانفصال من حالة إلى حالة، ولكن الأغلب الأعم منها يكون قائمة علي الضرر المتمثل في عدم الإنفاق على عش الزوجية، أو هجر الشريك لزوجته بالأغتراب الطويل، أو الهروب منها دون أن تعرف ما دفعه لذلك أو لأي سبب من الأسباب المعلومة، وهكذا تتعدد الأسباب والطلاق واحد.
إن كثرت حالات الطلاق في الأونة الأخيرة جعلتني أسبر أغوارها كظاهرة أصبحت مهدداً خطيراً للمجتمعات وفي غمرة بحثي عن أسباب وجود بعض السيدات في المحاكم الشرعية، وجدت أن معظمها لا تستوجب الطلاق باستثناء بعضاً منها، لذا السؤال الذي يبحث عن إجابة هو لماذا البحث عن الانفصال بالاتفاق أو برفع الدعاوي القضائية.
للإجابة علي السؤال آنف الذكر استطلعت بعض السيدات الباحثات عن الحرية من خلال وريقة يكتب عليها (طلقة أولي رجعي)؟ فقلن : (الدوافع التي قادتهن إلى طلب الانفصال كثيرة رغماً عن معرفتهن بأن نظرة الناس والمجتمع لهن ستتغير، إلا أنهن يكن مضطرات لممارسة هذا الفعل الذي يجعلهن يدخلن في حالة حزن عميق جداً، فضلاً عن أنه : (أبغض الحلال عند الله الطلاق)، إلى جانب أنه يؤثر فيهن من الناحية الاجتماعية من حيث النظرة السالبة، لذا يكون بالنسبة لهن قرار الانفصال من أصعب القرارات.
وقالت سيدة تبلغ من العمر (22) ربيعاً : إن الأسباب التي دفعتني لأن ألجأ إلى المحكمة هي إنني ظلت على مدى سنوات صابرة لتواصله معي من على البعد عبر (الواتساب) حتي نفد صبري على غياب زوجي ردحاً من الزمان دون أن أعلم أين هو؟
وأردفت : بدأت قصتي مع زوجي الموظف بعلاقة عاطفة لم تستمر طويلاً حيث أنه كان مستعجلاً لإتمام مراسم الزواج الذي قضينا بعده شهر العسل في فندق خرطومي شهير، ثم بدأ في جمع أغراضه مهاجراً إلى دولة عربية، وكان أن أوصلته حتى صالة المغادرة، ومنذ تلك اللحظة انقطعت الإتصالات بيني وبينه اللهم إلا التواصل ما بين الفينة والأخري عبر (الواتساب) ، الامر الذي حدا بي أن أكون إنسانة لا متزوجة ولا مطلقة، ورغماً عن ذلك صبرت على أمل أن يتذكرني ويتصل بي هاتفياً أو يرسل لى الرسائل من خلال (الواتساب) كما كان يفعل قبلاً أو أن يعود إلى السودان، إلا أنه مرت الأيام والشهور والسنون دون أمل في تحقق أدني أحلامي، مما حدا بي أن ألجأ إلى المحكمة وأطلب من قاضيها تطليقي منه.
واستطردت : لم أكن أضع في الحسبان أن يكون ذلك الرجل بدون قيم أو أخلاق أو وازع ديني يردعه عن ارتكاب ذلك الجرم الذي وضعني به أمام أسرتي موضع التأنيب، إذ أنهم يثقون في اختياري، فأنا منذ صغري أفعل ما يميله علي عقلي وقلبي، لذا وجد ذلك الزوج الهارب ضالته.
وأضافت : تشير وقائع هروب زوجي إلى أنه ودعني مغادراً إلى إحدى الدول العربية، مؤكداً لي تأكيداً قاطعاً عودته أو أنه سيرسل لى (فيزا) للإقامة معه، فكان أن صدقته أنا المسكينة وساعدته فى أن يشد الرحال نحو وجهته، حيث خلعت ذهبي الذي كنت ارتديه وبعته لكي أشتري له تذاكر السفر، وبعضاً من الدولارات، نعم فعلت ذلك دون أن يخطر ببالي لو لحظة واحدة أنه سيجعلني إنسانة مجروحة و مكسورة الخاطر.
وتابعت : لم أظن أنه سوف يقطع اتصاله بي لمجرد أنه حقق ما يصبو إليه، ها أنا الملم شتات روحي، بعد أن غادر هو بلا رجعه، وها أنا كلما تذكرت تلك اللحظات احسست بضعفي وهواني أمام الناس الذين حذروني من الارتباط به، لم أكن أتوقع انصرافه عني بلا عودة هكذا (خدعني)، نعم (خدعني) وتوجه نحو رحلته تاركاً خلفه إنسانة محطمة الأحاسيس، مجروحة المشاعر.
واسترسلت : وبعد مرور عام على تاريخ زواجنا ذهبت إلى المؤسسة التي التقيته فيها، وبدأت استعيد ذكريات لقاء تسببت فيه معاملة خاصة بوالدي، فوجدت شاباً يجلس خلف مكتبه فسألته عن زوجي الهارب؟ فقال : هاجر إلى زوجته التي تعمل طبيبة في احدي الدول العربية، وهذه الإجابة كانت قاصمة الظهر بالنسبة لى فهو لم يقل لى من قريب أو بعيد أنه متزوج بل أشار إلى أن أسرته مقيمة في الدولة العربية التي سافر إليها، المهم أنني خرجت من هناك إلى محكمة الأحوال الشرعية مباشرة ورفعت عريضة دعوي قضائية أطلب فيها الطلاق بسبب الهجر، ثم انخرطت فى نوبة من البكاء أثناء جلوسي خارج قاعة المحكمة، هكذا تسمرت فى مكاني، ويطل من عيني سؤال لماذا (خدعني) بهذه الصورة (الساذجة)؟، المهم إنني أخذت ورقة الطلاق وغادرت المحكمة في صمت، مع اتخاذ القرار الصعب بعدم الارتباط بأي شاب حتى لو كان صادقاً.
ومضت : أمثال ذلك الشاب الذي تزوجته سبباً مباشراً في ارتفاع نسب الطلاق وسط الشابات، وبهذا النهج تفقد الفتيات المقبلات على الزواج الثقة في الشباب، خاصة أولئك الذين يهاجرون من بلادهم بعد الزواج لأنه يترك زوجته في غربة داخلية، بالإضافة إلى أنها تكون متنازعة بين رفع دعوي قضائية تطلب فيها الطلاق والصبر خوفاً من نظرة الناس والمجتمع السالبة، وهذا يؤكد أن أسباب إنفصال الأزواج ليس جميعه مبني على الظروف الاقتصادية، إنما هنالك أسباب منها هروب الزوج من عش الاوجية، وربما توضح النشرات الإعلانية عبر الصحف السيارة نسب الطلاق المتزايد بشكل ملحوظ، والغريب في حالات الإنفصال الذي يتم أنهن دارسات في مراحل مختلفة بما فيها الجامعات، وربما تكون معظم الزيجات مبنية على المصلحة، إذ نجد أن هنالك فوارقاً في السن بين الزوجة والزوج الذي يكبرها في السن، ومثل هذه الزيجات تنتهي بانتهاء الغرض الذي تم من أجله عقد النكاح.
ومن القصص الراسخة قصة الشاب الذي طلق عروسته أثناء قضائهما شهر العسل بسبب انشغالها بالتواصل عبر وسائط الميديا الحديثة أو التحدث والمشاهدة معاً من خلال (الإيمو) أو (الإسكايبي) وغيرهما، مستفيدة من تكنولوجيا الهواتف الذكية التي في الغالب الأعم يحضرها العرسان ضمن (الشيلة)، أي أنهن يمارسن بها الخيانة الزوجية، ولا يكتفين بذلك بل يكشف البعض منهن عن عدم ارتياحهن مع أزواجهن، بالضبط كما حدث في قصة العريس الحديث الذي حدثني عن أسباب الطلاق، مؤكداً أن عروسه انشغلت عنه بالتواصل الاجتماعي، والذي قالت من خلاله أنها أجبرت على الزواج منه، حيث لم يكن أمامها خياراً، إلا أن تتزوجه لرغبة أسرتها، هكذا كانت تقول لمحدثها من الطرف الآخر، الأمر الذي حدا بالزوج أن يقول صراحة ربما تسرعت في اختيارها، مشيراً إلى أنه فقد الثقة في معظم الفتيات المشترطات هاتف ذكي ضمن (الشيلة)، إذ أنه لاحظ أن عروسه ومنذ استغلالهما سيارة الزفة وتوجههما إلى الفندق كانت منهمكة في التواصل مع آخرين، ولم تلتفت إليه حتى بعد دخولهما إلى الغرفة الفندقية، التي سعى فيها إلى أن يشغلها عن التواصل الاجتماعي، إلا أنها كانت ترفض الإستجابة له، وتمتنع عن التحدث معه، وظلت هكذا إلى أن تفاقمت الإشكالية بينهما، ولكي يكتشف نواياها تظاهر بأنه تركها وخلد إلى النوم، فما كان منه إلا وسمع مكالمة هاتفية بين عروسه وشاب، فلم يصدق ما سمعته أذناه، عندها تأكد أنها لا تصلح أن تكون زوجته، لذا رمي عليها اليمين، وأعادها إلى أسرتها، مؤكداً لهم بأن (النصيب) بينه وبينها (أنقطع).
ما لا تعلمه هذه الفتاة أو تلك هو أن ﻫﻨﺎلك ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ‏(ﺍﻟﺪﺭﺩﺷﺔ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻋﺒﺮ التواصل الاجتماعي، لذا ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ على بعض الأزواج الوصول إلى ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ بين ﺯﻭجاتهم وآخرين، بالضبط كما حدث مع عريس آخر ﺃﺗﻀﺢ له فيما بعد أن الشاب الذي شاهده على صفحة زوجته أثناء دردشتها معه ﻣﺘﻮﻓﻰ ، ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻻﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﻴﺔ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ) ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻀﺢ أن الإﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ يفرز الطلاق بين الأزواج، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ فيها ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ فهي ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻔﻴﺪة ﻓﻲ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺗﺮﻯ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺃﻥ إﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻳﻌﻮﺩ إلى ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ‏)، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮته ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أنه ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻦ 20% ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ، وذلك ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻳﺤﺪﺙ ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ صفحات اﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ إﺣﺪﻯ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻓﻼ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ أﺭﻣﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻟﻮﺣﺪﻫﻦ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻄﺄ.
ﻟﻮ كان الزوجات السابقات يطلعن ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻄﻼﻕ التي وقعت بسبب ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻟﻤﺎ كن وقعن ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﺩﻣﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ‏(ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ) ﻛﻞ ﻣﻊ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ظلا إلي ﺃﻥ ﺭﺍﺳﻞ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﻴﻦ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﺳﻼﺕ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻃﻠﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻓﺎﻧﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻘﺮﺭ ﺗﻄﻠﻴﻘﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻃﻠﻌﺖ صديقي علي ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ بين زوجته وﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺤﺴﺐ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺸﻜﻮ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻟﻶﺧﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺍغضبني ﻫﻮ ﺇﻓﺸﺎﺀ ﺯﻭجته ﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ يكن يود ﺃﻥ يرﻣﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﺳﺘﻔﺰته ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ منه ﺇﻻ ﻭطلقها ﻣﻊ ﺃنه ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺍلإﺗﻬﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻙ ﻣﺘﻮفِ،
ﻭﻣﻊ العلم أن ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻫﻮ ﺣﻞ ﺭﺑﻂ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺎﻻﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺴﺐ ﻃﻼﻕ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ، ﻓﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﺗـﺄﺧﺬ ﺩﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إلى ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﺎﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻃﻼﻕ ‏(ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻃﻼﻕ ﺗﻜﻮﻥ فيها ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ على ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺒﺮ ‏(ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، وﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻓﻴﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.

الخميس، 9 أغسطس 2018

صفحة اوتار الاصيل بصحيفة الدار


انتقادات واسعة للمغني (البربري) فى زى قومي (مزركش)

.............
وجد جلباباً ملوناً ومزركشاً للمطرب الشاب يوسف البربري انقاداً واسعاً فى الأوساط الفنية والمجتمع، والذين أعتبروه زياً يدعو إلى تشويه الزي القومي السوداني.
وقالوا : لم يوفق البربري فى انتقاء الأزياء، وذلك منذ ظهوره في الساحة الفنية مغنياً، ناسياً أو متناسياً أن الزيّ القومي السوداني يتكون من (الجلابية)، (الطاقية) والعمامة)، وهو قيمة اجتماعية وثقافية، وتعد العمامة، العنصر الأساسي لإضفاء نوع من الوقار عليه، وعادة ما تتميّز باللون الأبيض أسوة بالجلابية كرمز للسلام والنقاء.
وأضافوا : (يسألك الله يا البربري دا لبس تقابل بيهو المجتمع، هسي دي عباية استقبال ولا جلابية، وبرضو قولوا لي اللبس حاجة شخصية)؟.

قصة طالبة سودانية ترفع شعار جامعة الخرطوم فى أمريكا؟

.................
كشف أستاذ على الشائب قصة الطالبة النابغة شمس الهدى عبدالله حاج الطيب المنحدره من منطقة (الزيداب) بولاية نهر النيل. وقال : تعتبر (شمس الهدي) من انبغ الطالبات اللواتي درسن بمدرسة (الزيداب) خلال الـ(41) عاماً الماضية، كنت عادة اقسم درسى إلى أجزاء، وبعد نهاية كل جزء أسأل الطالبات لأرى مدى استيعابهن للدرس، وكنت الحظ أن شمس الهدى فيها ميزة غريبة، وهى أنها كانت تتنبأ بالأسئلة المتوقعة، وكانت ترفع اصبعها قبل أن أسأل وكنت أطلب منها أن تذكر السؤال، وتذكر الإجابة وكانت لا تخطئ أبداً، لم يحدث قط أن أخطأت فى الإجابة على أي سؤال؟.
وأردف : توقعت للطالبة (شمس الهدي) مستقبلاً باهراً ومنصباً مرموقاً، وعلى خلفية ذلك مر العام تلو الآخر إلى أن علمت إنها تخرجت فى جامعة الخرطوم، وعملت معيدة لكن فى أي كلية لا ادري ثم عملت مفتشة فى الضرائب، كنت أعلم تماماً أن هناك خطأ في مكان ما، عموماً كنت أتوقع أن يتردد إسمها فى الصحف والأجهزة الإعلامية، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.
كنت أعرف أن تخطيطها فى الاقتصاد والمحاسبة والتنبؤ فى ظله بأكفأ من اقتصاديين المهم فجأة أعلن مركز (ايوا) الدولى بالولايات المتحدة الأمريكية على صفحته بفخر إنه ضم السودانية النابغة شمس الهدى عبدالله حاج الطيب مديراً لقسم الحسابات بالمركز نسبة لكفاءتها، وأنه يعتبر ذلك مفخرة له، والصورة على صفحة مركز ايوا الدولى Iowa International Center لأربعة طلاب نوابغ من أربعة جامعات فى ايوا تم اختيارهم لتلقى دراسات فى هذا المركز، وهم يلتقطون صورة تذكارية مع مدربيهم!.
وتابع : شمس الهدى ترفع فى كل الصور التى تلتقط لها مع العاملين في المركز شعار جامعة الخرطوم اعتزازا وفخرا بجامعتها.

سراج النعيم يكتب : رسالة للعقلاء فقط

......................
لم يقتصر دور الشبكة العنكبوتية على ملىء فراغ أوقات مستخدمي (العولمة) المختلفة، التى أصبحت الشغل الشاغل للناس الذين يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، (تويتر)، (ياهو)، (سناب)، (واتساب) وغيرها، مما جعلها تستحوذ استحواذاً تاماً على عقول وأفكار النشء والشباب الذين ادمنوها لدرجة أنهم أضحوا ينشئون من خلالها الصفحات الشخصية التي تعكس مدى تأثرهم بالظواهر الدخيلة على المجتمع، بالإضافة إلى أن العالم الافتراضى قلل تواصل الأرحام اللهم إلا ما ندر، بعد أن حل هو بديلاً لذلك بإرسال علامات الإعجاب والتعليق عبر تطبيقات المراسلات كـ(الماسنجر) و (الواتساب) الأكثر تداولاً والأسرع انتشاراً فى ظل سهولة اقتناء الهواتف الذكية.
ومما لا شك فيه، فإن (العولمة) ووسائطها على إختلاف برامجها وتسمياتها، قربت المسافات وألغت الحواجز من حيث التواصل مع الأهل، الأصدقاء، الزملاء، الغرباء، ومع هذا وذاك نجد أن البعض من ضعاف النفوس يستخدمونها سلبياً، وذلك ببث سمومهم فى الجسد الصحيح المعافي، هكذا ينتهكون الخصوصية دون سابق إنذار، فمثلاً تجد المجرم الإلكتروني ينتهك الأعراف والتقاليد والقيم والأخلاق بحثاً عن الشهرة، بإرسال (عابثاً) الصور أو مقاطع الفيديوهات المسيئة للآخرين كما فعل ستة أشخاص بينهم ثلاثة فتيات إحداهن مخمورة وجهت إساءات للشرطة السودانية في مقطع فيديو (فاضح)، وظهرت خلاله إحداهن عارية داخل إحدى الصالات بدولة الإمارات العربية، ونشر على نطاق واسع بمواقع التواصل الإجتماعي، ووجد تهكماً ونقداً لاذعاً للفتيات، والطريقة (الخليعة) التي ظهرن بها.
ومن هنا نجد أنه وفى كثير من الأحيان ينشر البعض صوراً ومقاطع فيديوهات معتقدين أنهم لا يرتكبون جرماً تتلقفه الأعين وتردده الألسن، نعم يفعلون بغرض تحقيق الشهرة الافتراضية، ومع العلم أن للشهرة ضريبة يدفعها الإنسان بحصده للأعمال الإيجابية، وليس السلبية إلا أن هاجس الشهرة سريعاً أضحي طاغياً مما نتج عن ذلك تحول كبير فى المجتمع، وذلك لعدم وعيهم بالقوانين والتشريعات التى تنأي بهم عن التجاوزات، وعليه يقفون خلف الظواهرالسالبة، وذلك لزيادة المتابعين لصفحاتهم الشخصية أو المجموعات التي ينشئونها ما بين الفينة والآخري دون الاكتراث للتنازلات التي يقدمونها من إنسانيتهم أو كرامتهم، لذا نشاهد بشكل شبه يومي صوراً ومقاطع فيديوهات صادمة، لا نمتلك أمامها الجرأة الكافية لالتقاط مشاهدها.
تبقي الرغبة ملحة لاكتساب الشهرة سريعاً، الأمر الذي يدفعهم إلى استخدام وسائط التواصل الاجتماعي بصورة سلبية، نعم يفعلون وإن لم تحقق لهم، ما عليهم إلا أن ينزعوا ملابسهم ويتصورون مقاطع فيديوهات، وينشرونها عبر (اليوتيوب) أو (الفيس بوك) أو (الواتساب)، وإن لم يحقق لهم ما يصبون إليه، فإنهم يلجأون إلى الألفاظ المشينة، وإن فشلوا فى ذلك كله، فإنهم يصورون أهلهم، وينشرون فضائح منازلهم، وحتماً سيكونون الأوائل لبعض الوقت الذي ينجرفون فى إطاره كلما شاهدوا حادثاً مثيراً للدهشة يسارعون إلى استخراج هواتفهم الذكية للتوثيق له، ومن ثم نشره دون التفكير في العواقب الاجتماعية والنفسية التي تعصف بالضحايا وأسرهم.
إن ظاهرة النشر بدافع الشهرة السلبية أخذت فى الانتشار سريعاً فى المجتمع، وأثرت فيه تأثيراً منقطع النظير، لذلك أضحي البعض يلجأ لتصوير مشاهد تخدش الحياء العام.
ومن هنا لا أنصح العقلاء الذين يستخدمون الإنترنت إيجابياً، بقدر ما أنصح بعض سفهاء المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن الشهرة السالبة، والهاء العالم بقضايا إنصرافية يصورون عبرها المجتمع بأبشع الأوصاف من أجل أن يلتفت لهم من يخاطبونهم، والغريب فى الأمر أنهم يوصفون بالمثقف أو الحداثي، عموماً انتشرت ثقافة (القبح) و(السوء)، مما قاد الأخلاق إلى قمة (الفساد).
عندما يبحث الإنسان عن الشهرة بأي طريقة، فإنه لن يتقيد بعادات وتقاليد المجتمع من واقع أنه يتجه نحوها سريعاً وهي تبسط له الفكرة بما يخالف الأعراف والأخلاق والقيم، وإن لم يصل لشهرته المبتغاه، فليس هناك من حل سوي نشر شائعة وفاته، نعم يفعل لأنه مرض بالشهرة، وأول علاج له من هذا الداء الفتاك إخضاعه لجلسات تأهيل نفسية، وأن إلا يمنحهم المجتمع نشوة الشهرة.

صبورة : بلاغات جنائية ضد (البندول) وحسين الصادق وآخرين!




...................
فرغ الفنان محمود تاور من وضع اللمسات النهائية لعدد من الأعمال الجديدة التي تحمل عناوين (ما فاضية ليك) كلمات عثمان عمارة، (زي عوايدك) للشاعر عبدالرحمن حسن سيداحمد، (البرتكان اب صرة) كلمات يوسف الأمين و(ختيته ليك في ذمتك) اللواء معاش جلال حمدون، بالإضافة إلى إعادة توزيع بعض الأعمال المطروحة فى الساحة.
فيما قال صابر محجوب (صبورة) مدير أعمال (تاور) بأن المكتب الإعلامي للفنان محمود اتخذ إجراءات قانونية في مواجهة محمد عيسي في عدد من الأغنيات وأحمد فتح الله في أغنية (أرجع تعال عود لي) وياسين وخنساء في أغنية (مصابك سميرك) وعصمت بكري في (الشمس غابت) وعدد أخر من الفنانين والفنانات.

الحلنقي يتجه لمقاضاة محمد منير في (وسط الدائرة )







على خلفية ضياع حقوق المبدع السوداني
......................
فؤاد وأصالة والسقا يتحدون شرحبيل في (الليل الهادي)
......................
وقف عندها : سراج النعيم
....................
واصل المطرب المصري محمد فؤاد تحديه للفنان السوداني شرحبيل أحمد بترديده لأغنية (الليل الهادي) بمصاحبة المطربة أصالة نصري والنجم الممثل أحمد السقا، فيما شكر المطرب المصري محمد فؤاد الفنان السوداني شرحبيل أحمد، عقب فراغه من أداء الأغنية عبر أحدى القنوات الفضائية.
من جانبه كان الأخير قد خاض معركة قانونية وفقاً لقانون الملكية الفكرية وحماية حق المؤلف ضد المنتهك إلا أن القضاء المصري لم ينصفه رغم اعتراف المطرب المصري محمد فؤاد بأحقية الفنان السوداني شرحبيل فى أغنية (الليل الهادي)، إلا أنه يبقي اصرار المنتهك على ترديد أغنية (الليل الهادي)، دون أخذ الأذن مخالفاً لقوانين الملكية الفكرية للمنظمة العالمية (الوايبو)، المؤسسة خصيصاً لرد الحقوق الأدبية والمادية، وذلك وفقاً لما جاء فى كتاب (ما هي الملكية الفكرية)، والذي أكد أن الابتكار هو الأساس الذي يقوم عليه حماية القانون، وهو الثمن الذي تشتري به هذه الحماية، وليس النص من التراث أو الفلكلور ليكون ملكاً للجميع حيث أن التسجيل بالمصنفات يتم وفقاً لنص المادة (33) من القانون، وهو اختيارياً وليس شرطاً للحماية، وإنما هو دليل إثبات أي دليلاً على نشأة المصنف أو تأليفه إذا نشأ نزاع أو أتخذت فى إطاره إجراءات قانونية، فالحماية المقررة بموجب هذا القانون والاتفاقيات الدولية مثل الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف الموقعة في 6 سبتمبر لسنة 1952م، ومعاهدة المنظمة العالمية الفكرية بشأن حق المؤلف سنة 1996م، تقوم على حماية الابتكار على أن يثبت المتضرر الانتهاك الذي تعرض له والعناصر المكونة للتعويض ومسوغاته وأسبابه التي تخضع لرقابة من السلطات المختصة بتنفيذ قانون الملكة الفكرية سوي أدبياً أو مادياً.
ومن هنا لابد من توضيح شيء في غاية الأهمية، وذو صلة بالقضايا التي نناقشها من كل جوانبها وأبعادها من حيث الاعتداء على المنتوج الإبداعي السودانى من بعض الفنانين والفنانات العرب الذين يكونون متناسين حق الأداء العلني للمؤلف الذي له الحق في استغلاله مالياً، ولا يجوز أن ينال هذا الحق غيره إلا بعد أن يمنحه هو إذناً كتابياً أو من يخلفه، ويحتوي بين سطوره على طريقة ونوع وحدة الاستغلال وعلنية أو خصوصية المنبر أو المكان الذي يؤدي فيه الفنان أو الفنانة هذا المؤلف، مع العلم أنه لا ينفي بأي حال من الأحوال حقوقه الأدبية والمادية في فتح بلاغ جنائي أو رفع عريضة دعوي جنائية بسبب الاعتداء على حقوقه المنصوص عليها في قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف مهما كانت الطريقة التي حدث بها الانتهاك الذي تم بثه بصورة مباشرة للمتلقي أو بصورة خاصة كان ذلك بمقابل مادي أو دونه لأن أداء النص الشعري واللحن الموسيقى وعرضه علناً أو بثه عبر أثير الإذاعة أو التلفاز أو تسجيله على ألبومات غنائية أو عبر مكبرات الصوت يدخل في معني الأداء العلني، وبالتالي للمؤلف الحق في اتخاذ الاجراءات القانونية وفقاً لنص المادة (8/أ) أولاً فيما يتعلق بنقل المصنف (أداء الأغنية متكاملة بأضلاعها المثلثة).
من وسط ذلك الزحام تبرز الكثير من قضايا المبدعين السودانيين ضد فنانين عرب مارسوا انتهاكات على إبداعاتهم الغنائية دون أن يحفظوا لهم حقوقهم الأدبية والمادية المنصوص عليها فى قانون الملكية الفكرية الذي يتمتع فى إطاره الشعراء والملحنين والفنانين السودانيين بحماية مصنفاتهم وفقاً لحق المؤلف كحالة الاعتداء الذي تعرض له شاعر جمهورية الحب اسحق الحلنقي من قبل الفنان المصري محمد منير الذي غني أغنية (وسط الدائرة)، بالإضافة إلى الفنان شرحبيل أحمد من طرف الفنان المصري محمد فؤاد فى أغنية (الليل الهادي)، ويحفظ هذا القانون حقوق من يرث أو يخلف أصحاب الحقوق الأصيلة أمثال ورثة الفنان الراحل سيد خليفة الذي سبق وصدحت له فرقة ميامي الكويتية بأغنيتين هما (المامبو السوداني ) و(أزيكم)، وهذا الأمر ينطبق تماماً على ورثة الشاعر الراحل الهادي آدم الذي غنت له سيد الغناء العربي أم كلثوم (أغداً القاك) في حال تأديتها بأصوات غنائية أخرى، المهم أن هؤلاء يشار إليهم عامة بمصطلح (أصحاب الحقوق) الذين لهم الحق الاستشاري فى الانتفاع بالمصنف أو التصريح للغير الانتفاع به على شروط متفق عليها، وبإمكان أصحاب الحقوق منع الأعمال التالية أو التصريح بها، واستنساخ المصنف بكل الأشكال، ومنها الطباعة والتسجيل الصوتي وأداءه علناً ونقله للجمهور، وإذا تمت ترجمته إلى لغات أخرى وتحريره كتحويل رواية إلى سيناريو وتنطوي الحقوق المجاورة على حقوق مشابهة لحق المؤلف، ومنها حق التسجيل والاستنساخ .
إن اعتداءات الفنانين العرب على الإبداع السوداني يندرج وفقاً لنص المادة 3 من قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة 1996م، والذي يشمله تعريف المؤلف، وهو كل شخص طبيعي ابتكر المصنف وتم نشره (النص الشعري زائد التأليف الموسيقي للحن)، والتسجيل له يتم وفقاً لنص المادة (23) من القانون اختيارياً، وهو ليس شرطاً للحماية، وإنما دليل إثبات أي دليل على نشأة المصنف أو تأليفه، وإذا نشأ نزاع أو أتخذت إجراءات قانونية بشأنه، وفي هذا أشارة إلى حفظ حق المبدع السوداني من التغول عليه من بعض الفنانين العرب، فالنص الشعري للقصيدة والتأليف الموسيقي للحن يحفظان بالحماية القانونية، وهي مقررة بموجب قانون الملكية الفكرية وحق المؤلف والحقوق المجاورة والاتفاقيات الدولية مثل الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف ومعاهدة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو ) بشأن حق المؤلف وهو يقوم على حماية الإبتكار، وذلك بحسب ما جاء في كتاب ( ما هي الملكية الفكرية).
وفي سياق ذي صلة عقد الشاعر اسحق الحلنقي العزم على استرداد حقوقه الأدبية والمادية من الفنان المصري محمد منير الذي غنى من كلماته أغنية (وسط الدائرة) التي نقلها بصوته علناً في حفلاته الخاصة والعامة للجمهور بدون مقابل أدبي أو مادي أو مجرد الأذن فيما يخص النص الشعري، وهذا الاعتداء يعد جريمة بموجب المادة (8) من قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة 1996م مقروءة مع المادة (36) من ذات القانون.
وقال : تعرفت على هذه الحقيقة من خلال ألبوم غنائي مضمنة فيه أغنية (وسط الدائرة) احتفظت به على مدى سنوات، لأن العملاق محمد وردي كان رافضاً فكرة مقاضاة (محمد منير) لدى سلطات الملكية الفكرية المصرية باعتبار أن الإجراءات القانونية لا تروق له، ومن أجل خاطره استجبت فى ذلك الوقت، ولكنني الآن أوكلت مستشاري القانوني لكي يقوم مقامي، وأكد ليّ أنه لا تسقط الحقوق الأدبية والمادية بالتقادم حتى ولو مر عليها مائة سنة.
وأضاف : استمع الفنان المصري محمد منير لأغنية (وسط الدائرة) في جلسة خاصة مع الدكتور الراحل محمد وردي، وكان أن أحب الأغنية، وأخذ الأذن من وردي، وكان ترديده لها بالنسبة ليّ مفخرة فى أن تصل أغنية من أغنياتي إلى كل بقاع الوطن العربي، بالإضافة إلى ذلك فقد شارك بها في مهرجان بفرنسا، وحازت على الجائزة الأولى، ولكن بالرغم من ذلك كله تجاهلني كمؤلف تجاهل تام من ناحية الحقوق الأدبية والمادية، والمؤسف حقاً أنه فى الألبوم الغنائي الذي أنتجه في السنوات الماضية كتب فى خانة الشاعر (تراث)، ولو كان حفظ حقي الأدبي فقط كنت تجاوزت الإجراءات القانونية كالذي يتم مع الشاعر الراحل الهادي آدم في أغنية (أغداً القاك) التي رددتها الفنانه المصرية أم كلثوم.
وتابع : لكي نحافظ على حقوقنا الأدبية والمادية من التغول عليها من بعض الفنانين العرب لابد من قيام الإدارة الجماعية خاصة وأنها معنية بمتابعة حقوق المبدعين في كل أرجاء الدنيا، وإن كانت هذه المتابعة تحتاج إلى امكانيات، وهذا الأمر يتضح لك بجلاء في مطالبتي بحقوقي الأدبية والمادية من الفنان المصري محمد منير، فالتكاليف المالية عالية جداً، فمثلاً الفنان شرحبيل أحمد دفع فى قضيته ضد محمد فؤاد فى أغنية (الليل الهادي) الكثير من المبالغ المالية، رغم اعتراف فؤاد بالخطأ الذي أرتكبه، وأبدى استعداده التام للوصول مع شرحبيل إلى تسوية، وبالتالي لو أعلن محمد منير فى أي صحيفة من الصحف أن النص الغنائي لأغنية (وسط الدائرة) من كلماتي لعفوت عنه، فالفن في النهاية لا يقيم ولا يشترى لأنه روحانيات.
وحينما نلخص اعتداءات الفنان المصري محمد منير على المنتوج الإبداع السوداني نجد أن الفنان النوبي الراحل صالح ولولي سبق وأعلن عن هذا الانتهاك في مجموعة من الأعمال الغنائية التي صاغ هو كلماتها، ووضع لها الألحان التي تجاوزت الألفي أغنية ردد منها الكثير، بالإضافة إلى فرقة تهتم بتراث النوبيين، وأنتج العديد من الأغاني المعروفة كأغنية (اكاجلي كمشكا) التي تغني بها في بادئ الأمر الدكتور الفنان الراحل محمد وردي، ثم الفنان محمد منير ضف إليهم الأغاني التي تحمل عناوين (يا جميل سلانقي) و(الليلة ياسمرا) و (أوبابا)، وهكذا اعتدى منير علي هذه الأغاني بالضبط كما فعل مع أغنية (وسط الدائرة) للشاعر اسحق الحلنقي، وفي جميع هذه الأغنيات كتب في خانة الشاعر (تراث) دون وجه حق.
ونلتمس من هذه المحصلة الحقيقية أن الحقوق الأدبية والمادية لا تسقط للفترة الزمنية التقادمية لأن قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة راع فيهم المشرع لهذه القوانين نقاط تحفظ للإطراف المعنية بهذا الأمر حقوقها كاملة حيث أنها عرفت في هذا السياق حق المؤلف بمجموعة من القوانين التي تمنح المؤلفين والفنانين وغيرهم من المبدعين الحماية لما ينتجونه من إبداع كل فى مجاله ويشار إليه بمصلح (المصنفات) ولحق المؤلف علاقة وثيقة بمجال آخر من الحقوق المرتبطة به والمشار اليه بمصطلح (الحقوق المجاورة) التي تنطوي على حقوق مشابهة أو مطابقة للحقوق التي يكفلها نظام حق المؤلف.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...