على خلفية ضياع حقوق المبدع السوداني
......................
فؤاد وأصالة والسقا يتحدون شرحبيل في (الليل الهادي)
......................
وقف عندها : سراج النعيم
....................
واصل المطرب المصري محمد فؤاد تحديه للفنان السوداني شرحبيل أحمد بترديده لأغنية (الليل الهادي) بمصاحبة المطربة أصالة نصري والنجم الممثل أحمد السقا، فيما شكر المطرب المصري محمد فؤاد الفنان السوداني شرحبيل أحمد، عقب فراغه من أداء الأغنية عبر أحدى القنوات الفضائية.
من جانبه كان الأخير قد خاض معركة قانونية وفقاً لقانون الملكية الفكرية وحماية حق المؤلف ضد المنتهك إلا أن القضاء المصري لم ينصفه رغم اعتراف المطرب المصري محمد فؤاد بأحقية الفنان السوداني شرحبيل فى أغنية (الليل الهادي)، إلا أنه يبقي اصرار المنتهك على ترديد أغنية (الليل الهادي)، دون أخذ الأذن مخالفاً لقوانين الملكية الفكرية للمنظمة العالمية (الوايبو)، المؤسسة خصيصاً لرد الحقوق الأدبية والمادية، وذلك وفقاً لما جاء فى كتاب (ما هي الملكية الفكرية)، والذي أكد أن الابتكار هو الأساس الذي يقوم عليه حماية القانون، وهو الثمن الذي تشتري به هذه الحماية، وليس النص من التراث أو الفلكلور ليكون ملكاً للجميع حيث أن التسجيل بالمصنفات يتم وفقاً لنص المادة (33) من القانون، وهو اختيارياً وليس شرطاً للحماية، وإنما هو دليل إثبات أي دليلاً على نشأة المصنف أو تأليفه إذا نشأ نزاع أو أتخذت فى إطاره إجراءات قانونية، فالحماية المقررة بموجب هذا القانون والاتفاقيات الدولية مثل الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف الموقعة في 6 سبتمبر لسنة 1952م، ومعاهدة المنظمة العالمية الفكرية بشأن حق المؤلف سنة 1996م، تقوم على حماية الابتكار على أن يثبت المتضرر الانتهاك الذي تعرض له والعناصر المكونة للتعويض ومسوغاته وأسبابه التي تخضع لرقابة من السلطات المختصة بتنفيذ قانون الملكة الفكرية سوي أدبياً أو مادياً.
ومن هنا لابد من توضيح شيء في غاية الأهمية، وذو صلة بالقضايا التي نناقشها من كل جوانبها وأبعادها من حيث الاعتداء على المنتوج الإبداعي السودانى من بعض الفنانين والفنانات العرب الذين يكونون متناسين حق الأداء العلني للمؤلف الذي له الحق في استغلاله مالياً، ولا يجوز أن ينال هذا الحق غيره إلا بعد أن يمنحه هو إذناً كتابياً أو من يخلفه، ويحتوي بين سطوره على طريقة ونوع وحدة الاستغلال وعلنية أو خصوصية المنبر أو المكان الذي يؤدي فيه الفنان أو الفنانة هذا المؤلف، مع العلم أنه لا ينفي بأي حال من الأحوال حقوقه الأدبية والمادية في فتح بلاغ جنائي أو رفع عريضة دعوي جنائية بسبب الاعتداء على حقوقه المنصوص عليها في قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف مهما كانت الطريقة التي حدث بها الانتهاك الذي تم بثه بصورة مباشرة للمتلقي أو بصورة خاصة كان ذلك بمقابل مادي أو دونه لأن أداء النص الشعري واللحن الموسيقى وعرضه علناً أو بثه عبر أثير الإذاعة أو التلفاز أو تسجيله على ألبومات غنائية أو عبر مكبرات الصوت يدخل في معني الأداء العلني، وبالتالي للمؤلف الحق في اتخاذ الاجراءات القانونية وفقاً لنص المادة (8/أ) أولاً فيما يتعلق بنقل المصنف (أداء الأغنية متكاملة بأضلاعها المثلثة).
من وسط ذلك الزحام تبرز الكثير من قضايا المبدعين السودانيين ضد فنانين عرب مارسوا انتهاكات على إبداعاتهم الغنائية دون أن يحفظوا لهم حقوقهم الأدبية والمادية المنصوص عليها فى قانون الملكية الفكرية الذي يتمتع فى إطاره الشعراء والملحنين والفنانين السودانيين بحماية مصنفاتهم وفقاً لحق المؤلف كحالة الاعتداء الذي تعرض له شاعر جمهورية الحب اسحق الحلنقي من قبل الفنان المصري محمد منير الذي غني أغنية (وسط الدائرة)، بالإضافة إلى الفنان شرحبيل أحمد من طرف الفنان المصري محمد فؤاد فى أغنية (الليل الهادي)، ويحفظ هذا القانون حقوق من يرث أو يخلف أصحاب الحقوق الأصيلة أمثال ورثة الفنان الراحل سيد خليفة الذي سبق وصدحت له فرقة ميامي الكويتية بأغنيتين هما (المامبو السوداني ) و(أزيكم)، وهذا الأمر ينطبق تماماً على ورثة الشاعر الراحل الهادي آدم الذي غنت له سيد الغناء العربي أم كلثوم (أغداً القاك) في حال تأديتها بأصوات غنائية أخرى، المهم أن هؤلاء يشار إليهم عامة بمصطلح (أصحاب الحقوق) الذين لهم الحق الاستشاري فى الانتفاع بالمصنف أو التصريح للغير الانتفاع به على شروط متفق عليها، وبإمكان أصحاب الحقوق منع الأعمال التالية أو التصريح بها، واستنساخ المصنف بكل الأشكال، ومنها الطباعة والتسجيل الصوتي وأداءه علناً ونقله للجمهور، وإذا تمت ترجمته إلى لغات أخرى وتحريره كتحويل رواية إلى سيناريو وتنطوي الحقوق المجاورة على حقوق مشابهة لحق المؤلف، ومنها حق التسجيل والاستنساخ .
إن اعتداءات الفنانين العرب على الإبداع السوداني يندرج وفقاً لنص المادة 3 من قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة 1996م، والذي يشمله تعريف المؤلف، وهو كل شخص طبيعي ابتكر المصنف وتم نشره (النص الشعري زائد التأليف الموسيقي للحن)، والتسجيل له يتم وفقاً لنص المادة (23) من القانون اختيارياً، وهو ليس شرطاً للحماية، وإنما دليل إثبات أي دليل على نشأة المصنف أو تأليفه، وإذا نشأ نزاع أو أتخذت إجراءات قانونية بشأنه، وفي هذا أشارة إلى حفظ حق المبدع السوداني من التغول عليه من بعض الفنانين العرب، فالنص الشعري للقصيدة والتأليف الموسيقي للحن يحفظان بالحماية القانونية، وهي مقررة بموجب قانون الملكية الفكرية وحق المؤلف والحقوق المجاورة والاتفاقيات الدولية مثل الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف ومعاهدة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو ) بشأن حق المؤلف وهو يقوم على حماية الإبتكار، وذلك بحسب ما جاء في كتاب ( ما هي الملكية الفكرية).
وفي سياق ذي صلة عقد الشاعر اسحق الحلنقي العزم على استرداد حقوقه الأدبية والمادية من الفنان المصري محمد منير الذي غنى من كلماته أغنية (وسط الدائرة) التي نقلها بصوته علناً في حفلاته الخاصة والعامة للجمهور بدون مقابل أدبي أو مادي أو مجرد الأذن فيما يخص النص الشعري، وهذا الاعتداء يعد جريمة بموجب المادة (8) من قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة 1996م مقروءة مع المادة (36) من ذات القانون.
وقال : تعرفت على هذه الحقيقة من خلال ألبوم غنائي مضمنة فيه أغنية (وسط الدائرة) احتفظت به على مدى سنوات، لأن العملاق محمد وردي كان رافضاً فكرة مقاضاة (محمد منير) لدى سلطات الملكية الفكرية المصرية باعتبار أن الإجراءات القانونية لا تروق له، ومن أجل خاطره استجبت فى ذلك الوقت، ولكنني الآن أوكلت مستشاري القانوني لكي يقوم مقامي، وأكد ليّ أنه لا تسقط الحقوق الأدبية والمادية بالتقادم حتى ولو مر عليها مائة سنة.
وأضاف : استمع الفنان المصري محمد منير لأغنية (وسط الدائرة) في جلسة خاصة مع الدكتور الراحل محمد وردي، وكان أن أحب الأغنية، وأخذ الأذن من وردي، وكان ترديده لها بالنسبة ليّ مفخرة فى أن تصل أغنية من أغنياتي إلى كل بقاع الوطن العربي، بالإضافة إلى ذلك فقد شارك بها في مهرجان بفرنسا، وحازت على الجائزة الأولى، ولكن بالرغم من ذلك كله تجاهلني كمؤلف تجاهل تام من ناحية الحقوق الأدبية والمادية، والمؤسف حقاً أنه فى الألبوم الغنائي الذي أنتجه في السنوات الماضية كتب فى خانة الشاعر (تراث)، ولو كان حفظ حقي الأدبي فقط كنت تجاوزت الإجراءات القانونية كالذي يتم مع الشاعر الراحل الهادي آدم في أغنية (أغداً القاك) التي رددتها الفنانه المصرية أم كلثوم.
وتابع : لكي نحافظ على حقوقنا الأدبية والمادية من التغول عليها من بعض الفنانين العرب لابد من قيام الإدارة الجماعية خاصة وأنها معنية بمتابعة حقوق المبدعين في كل أرجاء الدنيا، وإن كانت هذه المتابعة تحتاج إلى امكانيات، وهذا الأمر يتضح لك بجلاء في مطالبتي بحقوقي الأدبية والمادية من الفنان المصري محمد منير، فالتكاليف المالية عالية جداً، فمثلاً الفنان شرحبيل أحمد دفع فى قضيته ضد محمد فؤاد فى أغنية (الليل الهادي) الكثير من المبالغ المالية، رغم اعتراف فؤاد بالخطأ الذي أرتكبه، وأبدى استعداده التام للوصول مع شرحبيل إلى تسوية، وبالتالي لو أعلن محمد منير فى أي صحيفة من الصحف أن النص الغنائي لأغنية (وسط الدائرة) من كلماتي لعفوت عنه، فالفن في النهاية لا يقيم ولا يشترى لأنه روحانيات.
وحينما نلخص اعتداءات الفنان المصري محمد منير على المنتوج الإبداع السوداني نجد أن الفنان النوبي الراحل صالح ولولي سبق وأعلن عن هذا الانتهاك في مجموعة من الأعمال الغنائية التي صاغ هو كلماتها، ووضع لها الألحان التي تجاوزت الألفي أغنية ردد منها الكثير، بالإضافة إلى فرقة تهتم بتراث النوبيين، وأنتج العديد من الأغاني المعروفة كأغنية (اكاجلي كمشكا) التي تغني بها في بادئ الأمر الدكتور الفنان الراحل محمد وردي، ثم الفنان محمد منير ضف إليهم الأغاني التي تحمل عناوين (يا جميل سلانقي) و(الليلة ياسمرا) و (أوبابا)، وهكذا اعتدى منير علي هذه الأغاني بالضبط كما فعل مع أغنية (وسط الدائرة) للشاعر اسحق الحلنقي، وفي جميع هذه الأغنيات كتب في خانة الشاعر (تراث) دون وجه حق.
ونلتمس من هذه المحصلة الحقيقية أن الحقوق الأدبية والمادية لا تسقط للفترة الزمنية التقادمية لأن قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة راع فيهم المشرع لهذه القوانين نقاط تحفظ للإطراف المعنية بهذا الأمر حقوقها كاملة حيث أنها عرفت في هذا السياق حق المؤلف بمجموعة من القوانين التي تمنح المؤلفين والفنانين وغيرهم من المبدعين الحماية لما ينتجونه من إبداع كل فى مجاله ويشار إليه بمصلح (المصنفات) ولحق المؤلف علاقة وثيقة بمجال آخر من الحقوق المرتبطة به والمشار اليه بمصطلح (الحقوق المجاورة) التي تنطوي على حقوق مشابهة أو مطابقة للحقوق التي يكفلها نظام حق المؤلف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق