....................
زوج شاب يهرب من زوجته بعد شهر العسل
....................
الزوجة الضحية : بعت ذهبي لمساعدته في السفر لدولة عربية
..................
وقف عندها : سراج النعيم
..................
ظللت على مدى سنوات أحذر من الإستخدام السالب للميديا الحديثة، بعد أن أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للعامة، خاصة الأزواج الذين ينشغلون بتصفح وسائطها (الواتساب)، أو (الفيس بوك)، أو التواصل بـ(الدردشة) عبر غرف العالم الافتراضي، فكثيراً ما يشكوا بعض الأزواج من الظاهرة، وقد عبروا صراحة عن شكوكهم وظنونهم المندرجة في قصة العريس الذي طلق زوجته في شهر العسل، وإن دل هذا الشيء، فإنما يدل على الإبتعاد عن القيم والأخلاق، التي ينحرفون بها بعيداً عن العادات والتقاليد، الأمر الذي يدعني أوجه بعض الأسئلة، ما الذي أصاب المجتمع، وماذا حدث للناس، خاصة (بنات حواء) اللواتي لا يبالين بخطورة التواصل الاجتماعي مع الغرباء.
هذا وتشكل قضايا وقصص الطلاق هاجساً للكثير من الأسر، مما حدا بها أن تكون مهدداً لاستقرار المجتمعات، وتختلف أسباب الانفصال من حالة إلى حالة، ولكن الأغلب الأعم منها يكون قائمة علي الضرر المتمثل في عدم الإنفاق على عش الزوجية، أو هجر الشريك لزوجته بالأغتراب الطويل، أو الهروب منها دون أن تعرف ما دفعه لذلك أو لأي سبب من الأسباب المعلومة، وهكذا تتعدد الأسباب والطلاق واحد.
إن كثرت حالات الطلاق في الأونة الأخيرة جعلتني أسبر أغوارها كظاهرة أصبحت مهدداً خطيراً للمجتمعات وفي غمرة بحثي عن أسباب وجود بعض السيدات في المحاكم الشرعية، وجدت أن معظمها لا تستوجب الطلاق باستثناء بعضاً منها، لذا السؤال الذي يبحث عن إجابة هو لماذا البحث عن الانفصال بالاتفاق أو برفع الدعاوي القضائية.
للإجابة علي السؤال آنف الذكر استطلعت بعض السيدات الباحثات عن الحرية من خلال وريقة يكتب عليها (طلقة أولي رجعي)؟ فقلن : (الدوافع التي قادتهن إلى طلب الانفصال كثيرة رغماً عن معرفتهن بأن نظرة الناس والمجتمع لهن ستتغير، إلا أنهن يكن مضطرات لممارسة هذا الفعل الذي يجعلهن يدخلن في حالة حزن عميق جداً، فضلاً عن أنه : (أبغض الحلال عند الله الطلاق)، إلى جانب أنه يؤثر فيهن من الناحية الاجتماعية من حيث النظرة السالبة، لذا يكون بالنسبة لهن قرار الانفصال من أصعب القرارات.
وقالت سيدة تبلغ من العمر (22) ربيعاً : إن الأسباب التي دفعتني لأن ألجأ إلى المحكمة هي إنني ظلت على مدى سنوات صابرة لتواصله معي من على البعد عبر (الواتساب) حتي نفد صبري على غياب زوجي ردحاً من الزمان دون أن أعلم أين هو؟
وأردفت : بدأت قصتي مع زوجي الموظف بعلاقة عاطفة لم تستمر طويلاً حيث أنه كان مستعجلاً لإتمام مراسم الزواج الذي قضينا بعده شهر العسل في فندق خرطومي شهير، ثم بدأ في جمع أغراضه مهاجراً إلى دولة عربية، وكان أن أوصلته حتى صالة المغادرة، ومنذ تلك اللحظة انقطعت الإتصالات بيني وبينه اللهم إلا التواصل ما بين الفينة والأخري عبر (الواتساب) ، الامر الذي حدا بي أن أكون إنسانة لا متزوجة ولا مطلقة، ورغماً عن ذلك صبرت على أمل أن يتذكرني ويتصل بي هاتفياً أو يرسل لى الرسائل من خلال (الواتساب) كما كان يفعل قبلاً أو أن يعود إلى السودان، إلا أنه مرت الأيام والشهور والسنون دون أمل في تحقق أدني أحلامي، مما حدا بي أن ألجأ إلى المحكمة وأطلب من قاضيها تطليقي منه.
واستطردت : لم أكن أضع في الحسبان أن يكون ذلك الرجل بدون قيم أو أخلاق أو وازع ديني يردعه عن ارتكاب ذلك الجرم الذي وضعني به أمام أسرتي موضع التأنيب، إذ أنهم يثقون في اختياري، فأنا منذ صغري أفعل ما يميله علي عقلي وقلبي، لذا وجد ذلك الزوج الهارب ضالته.
وأضافت : تشير وقائع هروب زوجي إلى أنه ودعني مغادراً إلى إحدى الدول العربية، مؤكداً لي تأكيداً قاطعاً عودته أو أنه سيرسل لى (فيزا) للإقامة معه، فكان أن صدقته أنا المسكينة وساعدته فى أن يشد الرحال نحو وجهته، حيث خلعت ذهبي الذي كنت ارتديه وبعته لكي أشتري له تذاكر السفر، وبعضاً من الدولارات، نعم فعلت ذلك دون أن يخطر ببالي لو لحظة واحدة أنه سيجعلني إنسانة مجروحة و مكسورة الخاطر.
وتابعت : لم أظن أنه سوف يقطع اتصاله بي لمجرد أنه حقق ما يصبو إليه، ها أنا الملم شتات روحي، بعد أن غادر هو بلا رجعه، وها أنا كلما تذكرت تلك اللحظات احسست بضعفي وهواني أمام الناس الذين حذروني من الارتباط به، لم أكن أتوقع انصرافه عني بلا عودة هكذا (خدعني)، نعم (خدعني) وتوجه نحو رحلته تاركاً خلفه إنسانة محطمة الأحاسيس، مجروحة المشاعر.
واسترسلت : وبعد مرور عام على تاريخ زواجنا ذهبت إلى المؤسسة التي التقيته فيها، وبدأت استعيد ذكريات لقاء تسببت فيه معاملة خاصة بوالدي، فوجدت شاباً يجلس خلف مكتبه فسألته عن زوجي الهارب؟ فقال : هاجر إلى زوجته التي تعمل طبيبة في احدي الدول العربية، وهذه الإجابة كانت قاصمة الظهر بالنسبة لى فهو لم يقل لى من قريب أو بعيد أنه متزوج بل أشار إلى أن أسرته مقيمة في الدولة العربية التي سافر إليها، المهم أنني خرجت من هناك إلى محكمة الأحوال الشرعية مباشرة ورفعت عريضة دعوي قضائية أطلب فيها الطلاق بسبب الهجر، ثم انخرطت فى نوبة من البكاء أثناء جلوسي خارج قاعة المحكمة، هكذا تسمرت فى مكاني، ويطل من عيني سؤال لماذا (خدعني) بهذه الصورة (الساذجة)؟، المهم إنني أخذت ورقة الطلاق وغادرت المحكمة في صمت، مع اتخاذ القرار الصعب بعدم الارتباط بأي شاب حتى لو كان صادقاً.
ومضت : أمثال ذلك الشاب الذي تزوجته سبباً مباشراً في ارتفاع نسب الطلاق وسط الشابات، وبهذا النهج تفقد الفتيات المقبلات على الزواج الثقة في الشباب، خاصة أولئك الذين يهاجرون من بلادهم بعد الزواج لأنه يترك زوجته في غربة داخلية، بالإضافة إلى أنها تكون متنازعة بين رفع دعوي قضائية تطلب فيها الطلاق والصبر خوفاً من نظرة الناس والمجتمع السالبة، وهذا يؤكد أن أسباب إنفصال الأزواج ليس جميعه مبني على الظروف الاقتصادية، إنما هنالك أسباب منها هروب الزوج من عش الاوجية، وربما توضح النشرات الإعلانية عبر الصحف السيارة نسب الطلاق المتزايد بشكل ملحوظ، والغريب في حالات الإنفصال الذي يتم أنهن دارسات في مراحل مختلفة بما فيها الجامعات، وربما تكون معظم الزيجات مبنية على المصلحة، إذ نجد أن هنالك فوارقاً في السن بين الزوجة والزوج الذي يكبرها في السن، ومثل هذه الزيجات تنتهي بانتهاء الغرض الذي تم من أجله عقد النكاح.
ومن القصص الراسخة قصة الشاب الذي طلق عروسته أثناء قضائهما شهر العسل بسبب انشغالها بالتواصل عبر وسائط الميديا الحديثة أو التحدث والمشاهدة معاً من خلال (الإيمو) أو (الإسكايبي) وغيرهما، مستفيدة من تكنولوجيا الهواتف الذكية التي في الغالب الأعم يحضرها العرسان ضمن (الشيلة)، أي أنهن يمارسن بها الخيانة الزوجية، ولا يكتفين بذلك بل يكشف البعض منهن عن عدم ارتياحهن مع أزواجهن، بالضبط كما حدث في قصة العريس الحديث الذي حدثني عن أسباب الطلاق، مؤكداً أن عروسه انشغلت عنه بالتواصل الاجتماعي، والذي قالت من خلاله أنها أجبرت على الزواج منه، حيث لم يكن أمامها خياراً، إلا أن تتزوجه لرغبة أسرتها، هكذا كانت تقول لمحدثها من الطرف الآخر، الأمر الذي حدا بالزوج أن يقول صراحة ربما تسرعت في اختيارها، مشيراً إلى أنه فقد الثقة في معظم الفتيات المشترطات هاتف ذكي ضمن (الشيلة)، إذ أنه لاحظ أن عروسه ومنذ استغلالهما سيارة الزفة وتوجههما إلى الفندق كانت منهمكة في التواصل مع آخرين، ولم تلتفت إليه حتى بعد دخولهما إلى الغرفة الفندقية، التي سعى فيها إلى أن يشغلها عن التواصل الاجتماعي، إلا أنها كانت ترفض الإستجابة له، وتمتنع عن التحدث معه، وظلت هكذا إلى أن تفاقمت الإشكالية بينهما، ولكي يكتشف نواياها تظاهر بأنه تركها وخلد إلى النوم، فما كان منه إلا وسمع مكالمة هاتفية بين عروسه وشاب، فلم يصدق ما سمعته أذناه، عندها تأكد أنها لا تصلح أن تكون زوجته، لذا رمي عليها اليمين، وأعادها إلى أسرتها، مؤكداً لهم بأن (النصيب) بينه وبينها (أنقطع).
ما لا تعلمه هذه الفتاة أو تلك هو أن ﻫﻨﺎلك ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ (ﺍﻟﺪﺭﺩﺷﺔ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻋﺒﺮ التواصل الاجتماعي، لذا ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ على بعض الأزواج الوصول إلى ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ بين ﺯﻭجاتهم وآخرين، بالضبط كما حدث مع عريس آخر ﺃﺗﻀﺢ له فيما بعد أن الشاب الذي شاهده على صفحة زوجته أثناء دردشتها معه ﻣﺘﻮﻓﻰ ، ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻻﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﻴﺔ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ) ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻀﺢ أن الإﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ يفرز الطلاق بين الأزواج، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ فيها ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ فهي ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻔﻴﺪة ﻓﻲ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺗﺮﻯ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺃﻥ إﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻳﻌﻮﺩ إلى ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮته ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أنه ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻦ 20% ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ، وذلك ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻳﺤﺪﺙ ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ صفحات اﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ إﺣﺪﻯ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻓﻼ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ أﺭﻣﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻟﻮﺣﺪﻫﻦ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻄﺄ.
ﻟﻮ كان الزوجات السابقات يطلعن ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻄﻼﻕ التي وقعت بسبب ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻟﻤﺎ كن وقعن ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﺩﻣﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ) ﻛﻞ ﻣﻊ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ظلا إلي ﺃﻥ ﺭﺍﺳﻞ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﻴﻦ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﺳﻼﺕ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻃﻠﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻓﺎﻧﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻘﺮﺭ ﺗﻄﻠﻴﻘﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻃﻠﻌﺖ صديقي علي ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ بين زوجته وﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺤﺴﺐ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺸﻜﻮ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻟﻶﺧﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺍغضبني ﻫﻮ ﺇﻓﺸﺎﺀ ﺯﻭجته ﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ يكن يود ﺃﻥ يرﻣﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﺳﺘﻔﺰته ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ منه ﺇﻻ ﻭطلقها ﻣﻊ ﺃنه ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺍلإﺗﻬﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻙ ﻣﺘﻮفِ،
ﻭﻣﻊ العلم أن ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻫﻮ ﺣﻞ ﺭﺑﻂ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺎﻻﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺴﺐ ﻃﻼﻕ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ، ﻓﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﺗـﺄﺧﺬ ﺩﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إلى ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﺎﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻃﻼﻕ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻃﻼﻕ ﺗﻜﻮﻥ فيها ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ على ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺒﺮ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، وﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻓﻴﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
زوج شاب يهرب من زوجته بعد شهر العسل
....................
الزوجة الضحية : بعت ذهبي لمساعدته في السفر لدولة عربية
..................
وقف عندها : سراج النعيم
..................
ظللت على مدى سنوات أحذر من الإستخدام السالب للميديا الحديثة، بعد أن أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للعامة، خاصة الأزواج الذين ينشغلون بتصفح وسائطها (الواتساب)، أو (الفيس بوك)، أو التواصل بـ(الدردشة) عبر غرف العالم الافتراضي، فكثيراً ما يشكوا بعض الأزواج من الظاهرة، وقد عبروا صراحة عن شكوكهم وظنونهم المندرجة في قصة العريس الذي طلق زوجته في شهر العسل، وإن دل هذا الشيء، فإنما يدل على الإبتعاد عن القيم والأخلاق، التي ينحرفون بها بعيداً عن العادات والتقاليد، الأمر الذي يدعني أوجه بعض الأسئلة، ما الذي أصاب المجتمع، وماذا حدث للناس، خاصة (بنات حواء) اللواتي لا يبالين بخطورة التواصل الاجتماعي مع الغرباء.
هذا وتشكل قضايا وقصص الطلاق هاجساً للكثير من الأسر، مما حدا بها أن تكون مهدداً لاستقرار المجتمعات، وتختلف أسباب الانفصال من حالة إلى حالة، ولكن الأغلب الأعم منها يكون قائمة علي الضرر المتمثل في عدم الإنفاق على عش الزوجية، أو هجر الشريك لزوجته بالأغتراب الطويل، أو الهروب منها دون أن تعرف ما دفعه لذلك أو لأي سبب من الأسباب المعلومة، وهكذا تتعدد الأسباب والطلاق واحد.
إن كثرت حالات الطلاق في الأونة الأخيرة جعلتني أسبر أغوارها كظاهرة أصبحت مهدداً خطيراً للمجتمعات وفي غمرة بحثي عن أسباب وجود بعض السيدات في المحاكم الشرعية، وجدت أن معظمها لا تستوجب الطلاق باستثناء بعضاً منها، لذا السؤال الذي يبحث عن إجابة هو لماذا البحث عن الانفصال بالاتفاق أو برفع الدعاوي القضائية.
للإجابة علي السؤال آنف الذكر استطلعت بعض السيدات الباحثات عن الحرية من خلال وريقة يكتب عليها (طلقة أولي رجعي)؟ فقلن : (الدوافع التي قادتهن إلى طلب الانفصال كثيرة رغماً عن معرفتهن بأن نظرة الناس والمجتمع لهن ستتغير، إلا أنهن يكن مضطرات لممارسة هذا الفعل الذي يجعلهن يدخلن في حالة حزن عميق جداً، فضلاً عن أنه : (أبغض الحلال عند الله الطلاق)، إلى جانب أنه يؤثر فيهن من الناحية الاجتماعية من حيث النظرة السالبة، لذا يكون بالنسبة لهن قرار الانفصال من أصعب القرارات.
وقالت سيدة تبلغ من العمر (22) ربيعاً : إن الأسباب التي دفعتني لأن ألجأ إلى المحكمة هي إنني ظلت على مدى سنوات صابرة لتواصله معي من على البعد عبر (الواتساب) حتي نفد صبري على غياب زوجي ردحاً من الزمان دون أن أعلم أين هو؟
وأردفت : بدأت قصتي مع زوجي الموظف بعلاقة عاطفة لم تستمر طويلاً حيث أنه كان مستعجلاً لإتمام مراسم الزواج الذي قضينا بعده شهر العسل في فندق خرطومي شهير، ثم بدأ في جمع أغراضه مهاجراً إلى دولة عربية، وكان أن أوصلته حتى صالة المغادرة، ومنذ تلك اللحظة انقطعت الإتصالات بيني وبينه اللهم إلا التواصل ما بين الفينة والأخري عبر (الواتساب) ، الامر الذي حدا بي أن أكون إنسانة لا متزوجة ولا مطلقة، ورغماً عن ذلك صبرت على أمل أن يتذكرني ويتصل بي هاتفياً أو يرسل لى الرسائل من خلال (الواتساب) كما كان يفعل قبلاً أو أن يعود إلى السودان، إلا أنه مرت الأيام والشهور والسنون دون أمل في تحقق أدني أحلامي، مما حدا بي أن ألجأ إلى المحكمة وأطلب من قاضيها تطليقي منه.
واستطردت : لم أكن أضع في الحسبان أن يكون ذلك الرجل بدون قيم أو أخلاق أو وازع ديني يردعه عن ارتكاب ذلك الجرم الذي وضعني به أمام أسرتي موضع التأنيب، إذ أنهم يثقون في اختياري، فأنا منذ صغري أفعل ما يميله علي عقلي وقلبي، لذا وجد ذلك الزوج الهارب ضالته.
وأضافت : تشير وقائع هروب زوجي إلى أنه ودعني مغادراً إلى إحدى الدول العربية، مؤكداً لي تأكيداً قاطعاً عودته أو أنه سيرسل لى (فيزا) للإقامة معه، فكان أن صدقته أنا المسكينة وساعدته فى أن يشد الرحال نحو وجهته، حيث خلعت ذهبي الذي كنت ارتديه وبعته لكي أشتري له تذاكر السفر، وبعضاً من الدولارات، نعم فعلت ذلك دون أن يخطر ببالي لو لحظة واحدة أنه سيجعلني إنسانة مجروحة و مكسورة الخاطر.
وتابعت : لم أظن أنه سوف يقطع اتصاله بي لمجرد أنه حقق ما يصبو إليه، ها أنا الملم شتات روحي، بعد أن غادر هو بلا رجعه، وها أنا كلما تذكرت تلك اللحظات احسست بضعفي وهواني أمام الناس الذين حذروني من الارتباط به، لم أكن أتوقع انصرافه عني بلا عودة هكذا (خدعني)، نعم (خدعني) وتوجه نحو رحلته تاركاً خلفه إنسانة محطمة الأحاسيس، مجروحة المشاعر.
واسترسلت : وبعد مرور عام على تاريخ زواجنا ذهبت إلى المؤسسة التي التقيته فيها، وبدأت استعيد ذكريات لقاء تسببت فيه معاملة خاصة بوالدي، فوجدت شاباً يجلس خلف مكتبه فسألته عن زوجي الهارب؟ فقال : هاجر إلى زوجته التي تعمل طبيبة في احدي الدول العربية، وهذه الإجابة كانت قاصمة الظهر بالنسبة لى فهو لم يقل لى من قريب أو بعيد أنه متزوج بل أشار إلى أن أسرته مقيمة في الدولة العربية التي سافر إليها، المهم أنني خرجت من هناك إلى محكمة الأحوال الشرعية مباشرة ورفعت عريضة دعوي قضائية أطلب فيها الطلاق بسبب الهجر، ثم انخرطت فى نوبة من البكاء أثناء جلوسي خارج قاعة المحكمة، هكذا تسمرت فى مكاني، ويطل من عيني سؤال لماذا (خدعني) بهذه الصورة (الساذجة)؟، المهم إنني أخذت ورقة الطلاق وغادرت المحكمة في صمت، مع اتخاذ القرار الصعب بعدم الارتباط بأي شاب حتى لو كان صادقاً.
ومضت : أمثال ذلك الشاب الذي تزوجته سبباً مباشراً في ارتفاع نسب الطلاق وسط الشابات، وبهذا النهج تفقد الفتيات المقبلات على الزواج الثقة في الشباب، خاصة أولئك الذين يهاجرون من بلادهم بعد الزواج لأنه يترك زوجته في غربة داخلية، بالإضافة إلى أنها تكون متنازعة بين رفع دعوي قضائية تطلب فيها الطلاق والصبر خوفاً من نظرة الناس والمجتمع السالبة، وهذا يؤكد أن أسباب إنفصال الأزواج ليس جميعه مبني على الظروف الاقتصادية، إنما هنالك أسباب منها هروب الزوج من عش الاوجية، وربما توضح النشرات الإعلانية عبر الصحف السيارة نسب الطلاق المتزايد بشكل ملحوظ، والغريب في حالات الإنفصال الذي يتم أنهن دارسات في مراحل مختلفة بما فيها الجامعات، وربما تكون معظم الزيجات مبنية على المصلحة، إذ نجد أن هنالك فوارقاً في السن بين الزوجة والزوج الذي يكبرها في السن، ومثل هذه الزيجات تنتهي بانتهاء الغرض الذي تم من أجله عقد النكاح.
ومن القصص الراسخة قصة الشاب الذي طلق عروسته أثناء قضائهما شهر العسل بسبب انشغالها بالتواصل عبر وسائط الميديا الحديثة أو التحدث والمشاهدة معاً من خلال (الإيمو) أو (الإسكايبي) وغيرهما، مستفيدة من تكنولوجيا الهواتف الذكية التي في الغالب الأعم يحضرها العرسان ضمن (الشيلة)، أي أنهن يمارسن بها الخيانة الزوجية، ولا يكتفين بذلك بل يكشف البعض منهن عن عدم ارتياحهن مع أزواجهن، بالضبط كما حدث في قصة العريس الحديث الذي حدثني عن أسباب الطلاق، مؤكداً أن عروسه انشغلت عنه بالتواصل الاجتماعي، والذي قالت من خلاله أنها أجبرت على الزواج منه، حيث لم يكن أمامها خياراً، إلا أن تتزوجه لرغبة أسرتها، هكذا كانت تقول لمحدثها من الطرف الآخر، الأمر الذي حدا بالزوج أن يقول صراحة ربما تسرعت في اختيارها، مشيراً إلى أنه فقد الثقة في معظم الفتيات المشترطات هاتف ذكي ضمن (الشيلة)، إذ أنه لاحظ أن عروسه ومنذ استغلالهما سيارة الزفة وتوجههما إلى الفندق كانت منهمكة في التواصل مع آخرين، ولم تلتفت إليه حتى بعد دخولهما إلى الغرفة الفندقية، التي سعى فيها إلى أن يشغلها عن التواصل الاجتماعي، إلا أنها كانت ترفض الإستجابة له، وتمتنع عن التحدث معه، وظلت هكذا إلى أن تفاقمت الإشكالية بينهما، ولكي يكتشف نواياها تظاهر بأنه تركها وخلد إلى النوم، فما كان منه إلا وسمع مكالمة هاتفية بين عروسه وشاب، فلم يصدق ما سمعته أذناه، عندها تأكد أنها لا تصلح أن تكون زوجته، لذا رمي عليها اليمين، وأعادها إلى أسرتها، مؤكداً لهم بأن (النصيب) بينه وبينها (أنقطع).
ما لا تعلمه هذه الفتاة أو تلك هو أن ﻫﻨﺎلك ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ (ﺍﻟﺪﺭﺩﺷﺔ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻋﺒﺮ التواصل الاجتماعي، لذا ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ على بعض الأزواج الوصول إلى ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ بين ﺯﻭجاتهم وآخرين، بالضبط كما حدث مع عريس آخر ﺃﺗﻀﺢ له فيما بعد أن الشاب الذي شاهده على صفحة زوجته أثناء دردشتها معه ﻣﺘﻮﻓﻰ ، ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻻﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﻴﺔ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ) ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻀﺢ أن الإﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ يفرز الطلاق بين الأزواج، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ فيها ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ فهي ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻔﻴﺪة ﻓﻲ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺗﺮﻯ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﺃﻥ إﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻳﻌﻮﺩ إلى ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮته ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أنه ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻦ 20% ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ، وذلك ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻓﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻳﺤﺪﺙ ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ صفحات اﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ إﺣﺪﻯ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻓﻼ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ أﺭﻣﻲ ﺑﺎﻟﻼﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻟﻮﺣﺪﻫﻦ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻄﺄ.
ﻟﻮ كان الزوجات السابقات يطلعن ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻄﻼﻕ التي وقعت بسبب ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻟﻤﺎ كن وقعن ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﺩﻣﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ) ﻛﻞ ﻣﻊ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ظلا إلي ﺃﻥ ﺭﺍﺳﻞ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﻴﻦ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﺳﻼﺕ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻃﻠﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﻓﺎﻧﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻘﺮﺭ ﺗﻄﻠﻴﻘﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻃﻠﻌﺖ صديقي علي ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ بين زوجته وﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺤﺴﺐ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺸﻜﻮ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻟﻶﺧﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺍغضبني ﻫﻮ ﺇﻓﺸﺎﺀ ﺯﻭجته ﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ يكن يود ﺃﻥ يرﻣﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﺳﺘﻔﺰته ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ منه ﺇﻻ ﻭطلقها ﻣﻊ ﺃنه ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ ﺍلإﺗﻬﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻙ ﻣﺘﻮفِ،
ﻭﻣﻊ العلم أن ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻫﻮ ﺣﻞ ﺭﺑﻂ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺎﻻﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺴﺐ ﻃﻼﻕ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ، ﻓﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﺗـﺄﺧﺬ ﺩﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إلى ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺑﺎﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻃﻼﻕ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻃﻼﻕ ﺗﻜﻮﻥ فيها ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ على ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺒﺮ (ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، وﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻓﻴﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق