..............................
(التروكول) يظهر (النصاب) الذى احتالنى (شيكاً) باسم الإنسانية
..............................
المباحث تلقى القبض على (4) متهمين فى برنامج (بنك الثواب)
..............................
التقاها : سراج النعيم
..............................
وضعت السيدة (سوسن الخفجي) خبيرة التجميل الشهيرة القصة الكاملة والمثيرة
جداً لاستدراجها من احتال عليها باسم برنامج (بنك الثواب)، الذي يعده
ويقدمه الإعلامي عبدالله محمد الحسن عبر قناة (الخرطوم) الفضائية.
وقالت : أولا أرحب بك أستاذ سراج النعيم، ثانياً عملية (النصب) كان في
بادىء الأمر متعلقة بي شخصياً، إذ أنه احتال علي مبلغاً مالياً بإسم فعل
الخير والإنسانية، وبالرغم من ذلك لم أهتم بالأمر كثيراً، وقلت في قرارة
نفسي الخير فيما اختاره الله سبحانه وتعالي، ولكن عندما أراد أن ينصب عليّ
باسم الإعلامي عبدالله محمد الحسن، وبرنامج (بنك الثواب)، الذي يعده ويقدمه
عبر شاشة قناة (الخرطوم) الفضائية، حزنت غاية الحزن من واقع أن الاحتيال
باسم برنامج ينحاز لعمل الخير والإنسانية قد يفقد فاعلي الخير والمهتمين
بالشئون الإنسانية الثقة في أصحاب الحاجة الحقيقية، ويسفر ذلك في المستقبل
عن نتائج سالبة في المجتمع السوداني، المجتمع الذي اتسم بالتعاضد والتكافل
مع الحالات المرضية والإنسانية.
كيف يصل إليك المحتالين لأخذ هذه المبالغ المالية؟
قالت : ظللت قبل اكتشاف هذه العملية الاحتيالية باسم برنامج (بنك الثواب)
أتلقي العديد من المكالمات الهاتفية المندرجة في هذا الإطار، والتي يسعي من
خلالها المتصلون إلى (النصب والاحتيال)، والمؤسف حقاً أنهم يحبكون قصصهم
بصورة إحترافية لا تدع مجالاً للشك أن يتسرب لدواخلك، ما يدعوني ذلك
للتفاعل معهم، وعليه أمد لهم يد المساعدة والعون بخاطر طيب ونفس راضية تمام
الرضاء.
هل الاحتيال باسم فعل الخير والإنسانية أثر فيك؟
قالت : لم يؤثر في كثيراً باعتبار أن ما فعلته نابع عن نوايا إنسانية تتجه نحو هذه الحالة المرضية أو تلك الإنسانية.
ما هو أكثر موقف تعرضتي فيه للاحتيال ووقفتي عنده كثيراً، وترك فيك أثراً بالغاً؟
قالت : في مرة من المرات تلقيت اتصالاً هاتفياً من شخص أدعي من خلاله أنه
ضابط شرطة برتبة مقدم، واسمه (طارق)، وكان مدخله الىّ هو تقديم يد العون
لحالة إنسانية، وروي في ظلها قصة مؤثرة جداً جعلتني أسعي سعياً حثيثاً لأن
أقف معها، وبما أنه لم يكن بحوزتي مبلغاً مالياً (سيولة) كتبت له (شيكاً)،
وجاء واستلم (الصك).
كيف عرفتي أنه (نصاب)؟
قالت : بعد أيام من
عملية (النصب) علىّ ألقي القبض علي العاملة معي بالمنزل، وفي تلك الأثناء
تذكرت (طارق) الذي أدعي أنه مقدم فى الشرطة، فاتصلت عليه هاتفياً حتى
يساعدني علي إطلاق سراح (الشغالة)، عموماً رد علي مكالمتي دون أن يعرف أنني
(سوسن الخفجي) التي احتال عليها قبلاً، حيث أنه وجه لى سؤالاً مفاده من
معي؟ فرديت عليه قائلة : (أنا سوسن الخفجي)، وما أن طرق أذنه اسمي إلا
وأغلق هاتفه السيار بسرعة، مما جعل الشك يتسرب إلى دواخلي، وبدأت أفكر على
نحو أنه مجرد شخص محتال ومنتحل صفة (ضابط شرطة) برتبة مقدم، لذا قمت بإدخال
اسمه في برنامج (التروكول)، فظهر اسمه بـ(المقدم طارق).
وماذا؟
قالت : عندها تأكدت أن ذلك الشخص المدعي أنه (مقدم شرطة)، هو نفسه الذي
احتال على بالاتصال هاتفياً من رقم آخر، مؤكداً أنه الإعلامي (عبدالله محمد
الحسن) مقدم برنامج (بنك الثواب)، وأنه يريد مني مساعدته في حالة إنسانية
لطفل مريض، وهذا الطفل يحتاج إلى تركيب جهاز في رأسه، المهم أنني عرفت أنه
يريد أن ينصب علىّ مرة ثانية، لذا قررت أن استدراجه للإيقاع به، ووضع حد
للاحتيال الذي يمارسه ما بين الفينة الاخري مستفيداً من تفاعل الناس مع فعل
الخير، الأمر الذي حدا بي أن أخطر المقدم شرطة علي قسم الله التابع إلى
وزارة الداخلية، وهو تربطني به صلة قرابة، وأوضحت ما تعرضت له من نصب
واحتيال بمحاولة تكرار العملية مرة أخري في فترة لم يمر عليها كثيراً، وفي
نفس الوقت بحثت بحثاً مضنياً عن رقم هاتف الإعلامي عبدالله محمد الحسن،
وعندما عثرت عليه اتصلت به، وصادف ذلك أنه كان يسجل في برنامج (بنك
الثواب)، فطلبت من طاقم البرنامج اخطاره باتصالي حتى يعاود الاتصال بي،
وعندما عاود الاتصال بي شرحت له قصة محاولة الاحتيال على باسمه وبرنامجه،
ثم وطلبت منه أن يأتي إلى لمتابعة عملية القبض على المحتالين بواسطة المقدم
شرطة علي قسم الله التابع لوزارة الداخلية ومباحث ولاية الخرطوم.
كم عدد المتهمين الذين ألقي القبض عليهم من خلال استدراجك لهم؟
قالت : ألقى القبض على (4) أشخاص، وكنت حزينة كون أن الاحتيال تم باسم
الإعلامي (عبدالله محمد الحسن) معد ومقدم برنامج (بنك الثواب) الذي يعمل
جاهداً على حل مشاكل المرضي الذين يقف المال أمامهم عائقاً، وعندما وجدت
أنهم يحاولون مس سمعة البرنامج الخيري والإنساني اجتهدت اجتهاداً كبيراً في
استدراجهم حتي تتمكن السلطات الرسمية من إلقاء القبض عليهم حتى يكونوا عظة
وعبرة لآخرين.
فيما قال الإعلامى عبدالله محمد الحسن معد ومقدم برنامج
(بنك الثواب) : لم أكن أعرف (سوسن الخفجي) خبيرة التجميل معرفة شخصية قبل
أن أتلقي منها اتصالاً هاتفياً تخبرني من خلاله بواقعة (النصب) عليها باسمي
والبرنامج، إذ تعرفت عليها بعد كشفها للمحتالين.
هل برنامج (بنك
الثواب) يجري اتصالات هاتفية بفاعلي الخير لتقديم المساعدة للمرضي الذين
يعرض حالتهم الصحية عبر قناة الخرطوم الفضائية؟
قال : نحن لا نتصل
برجال البر والإحسان وفاعلي الخير اتصالات هاتفية بشكل خاص، بل نعرض
الحالات عبر برنامج (بنك الثواب) ونترك الخيار لهم، ولعل الدكتور أشرف
سيداحمد الشهير بـ(الكاردينال) رئيس نادي الهلال خير شاهد على حقيقة أنه هو
الذى اتصل بالبرنامج، وتبرع له بمبلغ مالي كبير، وهكذا يتم تعاملنا في
البرنامج من خلال عرض الحالات عبر الشاشة البلورية فقط.
فيما كان الإعلامي عبدالله محمد الحسن قد كشف تفاصيل مثيرة حول القاء مباحث ولاية الخرطوم القبض علي المحتال باسم البرنامج.
وقال : تفاجأت بمن ينتحل صفتي ويحتال بها علي فاعلي الخير والمتفاعلين مع
الجوانب الإنسانية، حيث أن المشكو ضده أدعي أنه معد ومقدم برنامج (بنك
الثواب) وأن اسمه (عبدالله محمد الحسن)، فتم فتح بلاغ في مواجهته، و
استدرجته السيدة (سوسن الخفجي) خبيرة التجميل الشهيرة عبر مكالمة هاتفية،
وبعد اكتمال التحري في البلاغ حول إلى محكمة جنايات الأوسط.
فيما يبدو
أن (الحسن) واثقاً في أهل الخير والإنسانية في السودان، إذ إن حاجة الناس
إلى التعاون تحرك برنامج (بنك الثواب) نحو هذا الفعل النبيل حيث أن هنالك
من يتحفزون لعمل الخير والإنسانية دون انتظار مقابل دنيوي، إلا أن شباك
(النصب) و(الاحتيال) متطورة جداً ويصعب تداركها في ظل التطور الذي يتم
استغلاله من بعض ضعاف النفوس لجني المال بالحالات المرضية والإنسانية، ومثل
هذا الفعل المنافي لعاداتنا وتقاليدنا يفقد أصحاب الحاجة الحقيقية
المصداقية، وعليه فإن من يمارسون ذلك يشغلون مساحة كبيرة في المجتمع
بالابتكار والأساليب المستحدثة، وهي في الغالب الأعم أشبه بالأفلام
الخيالية البعيدة عن الواقع لما فيها من غرابة، ولا تخلو من الدهشة وعلامات
الإستفهام؟؟؟، وما أدل علي ذلك سوي واقعة (النصب) و(الاحتيال) باسم
الإعلامي عبدالله محمد الحسن معد ومقدم برنامج (بنك الثواب).
ويعتبر
برنامج (بنك الثواب) من البرامج الهادفة التي تقف إلى جانب الفقراء الذين
يمرون بظروف اقتصادية قاهرة، خاصة المرضى منهم الذين يحتاجون إلى إجراء
عمليات جراحية عاجلة، واستطاع إيصال صوته لكافة أرجاء السودان، ولعب دوراً
كبيراً في الأخذ بيد كثير من المرضى والمصابين، ويعتمد البرنامج في دعمه
علي فاعلي الخير والمهتمين بالجوانب الإنسانية، ولم يخف الإعلامي عبد الله
محمد الحسن إعجابه بالخطوات المتقدمة التي حققها البرنامج خلال الفترة
الماضية.
بينما كانت (الدار) قد رصدت مكالمة هاتفية مثيرة دارت بين
السيدة (سوسن الخفجي) والمحتال باسم الخير والإنسانية، مدعياً أن هنالك
حالة مرضية لطفل يحتاج إلى تركيب جهاز في رأسه حتى يستطيع العيش في الحياة
بعيداً عن المعاناة نتيجة الإصابة بمرض.