...................................
موظفة بالأمم المتحدة تزوره بمنزله بامدرمان وتبكي لقصته المؤثرة
.....................................
نزار يروي قصة مقتل (أجنبياً) ظن الحوثيين أنه (سودانياً)
....................................
جلس إليه : سراج النعيم
...................................
وضع السوداني المعاق حركياً (نزار محمود)، المنحدر من أصول يمنية تفاصيل جديدة ومؤثرة حول ناجته من جحيم نيران (الحوثيين) أثناء معارك شرسة يقودونها في (اليمن)، مؤكدا أن صحيفة (الدار) ساعدته كثيراً من خلال نشر قصته المثيرة التي سجلت بعدها بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم زيارة له بمقر إقامته بحي الشهداء امدرمان، ووقفت علي الوضع الإنساني له وأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلته، وبما أنه ظل يعاني الأمرين بكت موظفة للأمم المتحدة لما شاهدته من أوضاع إنسانية بالغة التعقيد في ظل عائل حركته محدودة و أجبرته الحرب الدائرة في مسقط رأسه والتي شاهد فيه كيفية التفجيرات التى أحدثها أحد الحوثيين في مسجد من مساجد اليمن، وذلك من خلال (حزام ناسف)، والأكثر إثارة أن المسجد الذي تم تفجيره يبعد عن مكان إقامته بصنعاء (20) متراً، مما أدي إلى مقتل العشرات من الأبرياء الذين كانوا داخله لحظة ارتكاب ذلك الجرم الشنيع.
وقال : لم يكن يخطر ببالي أن الأحداث في اليمن تمضي علي ذلك النحو المؤسف حقاً، فقد شاهدت بأم عيني قتل (الحوثيين) لمقيم أجنبي ظناً منهم أنه سودانى، ومن ثم أصبحوا يعتدون على كل إنسان ملامحه سودانية أو بشرته سمراء.
وأضاف : بعد أن هدأت ثورة (الحوثيين) في ذلك اليوم طلب منا الذهاب إلى مشرحة الطب الشرعي بالعاصمة اليمنية من أجل التعرف على جثمان القتيل بحكم أنني انتمي للسودان من ناحية الوالدة، وعندما دلفنا إلى داخل المشرحة عرضوا علينا الجثمان وبعد تفحصه جداً أكتشفنا أن الجثمان لمقيم (صومالى)
وتابع : تأثرت جداً عندما شاهدت جثمان القتيل (الصومالى) ، وتأثرى نابع من أن الحوثيون نفذوا جريمتهم بوحشية شديدة، وذلك باستخدام آلة حادة ذبحوه بها ذبحاً يدل علي الانتقام، ويؤكد أنهم بعيدين كل البعد عن شعارات رفعوها في بداية إطلالتهم في المشهد السياسي ، وذلك عقب الإطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
ومضي : شددت الرحال إلى اليمن على خلفية هدوء الأحوال الأمنية للسودانيين الذين لا تتم مضايقتهم من الحكومة (اليمنية) أو (الحوثيين)، ولكن بعد إنضمام السودان إلي التحالف العربي بقيادة السعودية وبدأ ضربات ( عاصفة الحزم) تغيرت النظرة وبدأ الحوثيون في مضايقة السودانيين فيما عمدوا إلي إحتلال مبني المدرسة السودانية بمدينة صنعاء كما أنهم كثفوا إعتداءاتهم علي كل من كانت بشرته سمراء بالنهب والضرب ولا ينجوا منهم أي إنسان تبدو ملامحه أو لهجته سودانية ما أدي ذلك المفهوم الخاطئ إلى أن يتضرر الكثير من الضحايا بما فيهم ضحايا غير سودانيين كقتلهم للمقيم الصومالي لمجرد الظن بأنه سوداني وذلك بمنطقة ( الصافية) إلى جانب نهبهم بعض الشباب السودانيين مبالغ ماليه وهواتف ذكية بمنطقة ( الحصبة) وهكذا تواصلت الاعتداءات إلى أن تم ترحيلنا من صنعاء إلي جدة بالبر بالبصات السياحية المحروسة بعربة نجدة تتبع للشرطة اليمنية والتي كانت تظهر لنا وتختفي لذا كنا نحس بعدم الأمان القائم على الخوف من أن يقطع علينا الحوثيين الطريق.
واسترسل : نعم كانت هنالك نقاط زادت من معاناتنا فكل نقطة من النقاط يتم احتجازنا فيها إلى حين وصول عربة الشرطة اليمنية التي بحوزتها تصاريح عبورنا من وإلى وهكذا ظللنا علي هذا الحال إلى أن وصلنا الحدود اليمنية المتاخمة للحدود السعودية فاشترطت علينا السلطات اليمنية أن تكون لدينا إقامات سارية المفعول حتي نتمكن من عبور الحدود ، وبما إنني من أصول يمنية تحدثت معهم قائلا : أنتم تعلمون أن اليمن الآن في حالة حرب ولا توجد فيها مصلحة حكومية تفتح نوافذها للجمهور لتقضي لهم معاملاتهم لذلك من أين يأتون بإقامات سارية المفعول ؟ المهم بعد حوار مستفيض توصلنا إلى أن ندفع مقابل الإقامة لكل ركاب البص (1100) ريال سعودي ومن ثم سمحوا لنا بالدخول إلي ( جدة).
ماذا كنتم تأكلون وتشربون؟
قال : ( كيك) أما الشرب مياه غازية.
وأردف : في السادسة صباحاً ومنذ وصولنا إليها ونحن في دوامة إكمال إجراءات جوازتنا ولم ننته منها إلا في الرابعة عصراً وبعد الإنتهاء منها أعطتنا القنصلية السودانية بجدة (50) ريال سعودي كمصاريف.
واستطرد : وجدنا القنصل السوداني ينتظرنا في المطار فوجهت له سؤالا : يا سعادة القنصل ألا ترى أن حالنا يغني عن سؤالنا فهل حجزتم لنا فندقاً نقيم فيه إلى حين مواعيد إقلاع طائرتنا ؟ فقال : لا ويمكنكم النوم في المساجد فهي نظيفة.. فقلت : نحن رجال يمكن ان ننام على الأرض ناهيك عن المساجد ولكن معنا نساء وأطفال وعددنا ( 150 ) شخصاً في البص الأول المهم أننا عانينا إلي أن وصلنا مطار الخرطوم الذي تم ادخلنا فيه صالة الحجاج وعقدوا فيها مؤتمراً صحفياً ثم غادر كل منا إلى منزله.
هل يوجد سودانيين في اليمن لم يتم اجلاءهم؟ قال : نعم هنالك الكثير من السودانيين الذين مازالوا موجودين باليمن وعند سؤالي لهم لماذا لا تعودوا إلي مسقط رأسكم؟ قالوا : أمضينا جل حياتنا هنا فكيف نعود إلي السودان ونحن لا نملك فيه شيئاً.
كيف هي أحوالهم؟ قال : ظروفهم الإنسانية قاهرة جداً كسائر المتواجدين في اليمن.
هل حياة السودانيين باليمن في خطر؟ قال : نعم في خطر وخطر يحدق بهم من كل حدب وصوب وبالرغم من ذلك يقولون : لن نأتي إلي السودان الذي لانملك فيه من حطام الدنيا شيئاً وإذا حكمتنا الظروف فهذا يعني أن نبدأ حياتنا في السودان من الصفر ، خاصة وأننا نمتلك عقارات في اليمن وحقوق وارصده في البنوك ومضي على إقامة الكثير منهم في اليمن أكثر من ( 40) عاماً
ما الذي كان يتصوره العائدون من اليمن؟ قال : من خلال الحوار الدائر طوال الطريق أن هنالك دعماً من الحكومتين السعودية والسودانية لذلك تركوا عملهم ورواتبهم وممتلكاتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق