الأحد، 21 يناير 2018

العقيد شرطة عادل محمد عبدالرحيم يضع وصفة لاكتشاف الجرائم الغامضة



التقاه : سراج النعيم
......................





كشف العقيد شرطة دكتور استشاري ومعالج نفسي عادل محمد عبدالرحيم، محاضر جامعة الرباط علاقة الجريمة بمجال علم النفس الجنائي لارتباطه بالوظيفة الشرطية.
وقال : في اعتقادي الشخصي أنه من أهم المجالات التي تساعد في إكتشاف الجرائم الغامضة من الناحية النفسية السيكولوجية ويفترض في كل العاملين في مجال الأجهزة الأمنية والعدلية من قضاء ووكلاء نيابات وضباط شرطة ومحامين وصحفيين وإعلاميين أن يتعاملوا مع هذا العلم حتى تكتمل منظومة تحقيق العدالة، لاسيما أن في السنوات الأخيرة أصبح الجناة والمخالفين للقانون على دراية تامة بأساليب التحرى وطريقة البحث الجنائي، لذلك لابد من الوصول إليهم من الناحية النفسية والدافع الرئيسي في ارتكاب الجرائم .
وأضاف من خلال التجربة العملية قائلاً : أتضح جلياً أن العوامل النفسية هي جذور الظاهرة الإجرامية فلا جريمة إلا ولها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بنفسية وإرادة الجاني، وهذا شبيه بالركن المعنوي للجريمة، ومن هنا لابد للمتحرين ووكلاء النيابات والقضاء اعتبار العوامل النفسية والدوافع الإجرامية عند ممارستهم هذه المهنة حتى يتمكنوا من إظهار العوامل بالصورة التي تمكن من العدالة الإنسانية
ويري أنه لابد من السعي إلى الناحية الإصلاحية والعلاجية والتقويمية أكثر من الغوص في إظهار الأدلة الجنائية والاثباتية للجاني فالهدف في النهاية إصلاحه من وضعه في السجون ليكون عالة على المؤسسة الرقابية والمجتمع.
وحول جرائم الاعتداء على النفس وفي مقدمتها جرائم القتل؟ قال : تنبع بصفة جوهرية وأساسية من جذور نفسية، ولعل المثال واضحاً عند البحث في الركن المعنوي، وهو إرادة وقصد الجاني لارتكاب جريمة القتل التي عند تحليلها تحليلاً علمياً دقيقاً لا تخرج من كونها عاملاً نفسياً وأصيلاً، فهي قد تكون بدافع الانتقام أو توكيد ذاته أو دفاعاً عن النفس أو الشرف وغيرها من الأمور المتعلقة بالحالة النفسية للجاني، فعندما يتعذر الوصول إلى بيانات مبدئية أو إدانات للجاني في جرائم القتل فإننا نوصي باللجوء إلي بوابة (علم النفس الجنائي)، والتي نستطيع من خلالها العثور على أدلة ومتعلقات بارتكاب الجاني للفعل مثلاً جرائم (الانتحار)، (الشرف) (الاستفزاز الشديد) و(الانتقام)، وعندما تتم عادة ما يعترف الجاني بارتكابه للجريمة.
وعن علاقة الجريمة بعلم النفس؟ قال : معظم الجرائم المرتكبة نجد أنها ذات علاقة وطيدة بالدوافع النسبية خاصة وأن ظاهرة الجريمة تمتد جذورها في السنوات الأولى وتترك تأثيرها علي الطفل في الخمس سنوات الأوائل حيث نجد أنها تؤدي به للانحراف ويتولد ذلك عن طريق التراكم النفسي عند الأطفال (الجنوح) خاصة عندما يفقدون الحب، الحنان، الطمأنينة والسكينة من الوالدين، وكذلك الظاهرة موجودة لدى الأطفال المتشردين الذين يفقدون التوجيه والإرشاد، فوجود الطفل مع والديه يساعد في عملية التربية والإصلاح بالإرشاد والتقويم، وفي دراسة علمية أكدت أن الانحراف عادة ما يأتي من الأسر المتصارعة ذات الخلافات الزوجية المتكررة، وكل ما كان الاستقرار الأسري متواجداً بين الزوجين ومتفاهمين كلما قلت ظاهرة الانحراف وسط الأبناء والعكس صحيح.

سراج النعيم يكتب : فعلوا دور الأوقاف والزكاة



............................
سبق وكتبت عن أن إنشاء صناديق خيرية، وحثيت الناس علي تفعيل دور الأوقاف والزكاة للمساهمة في حل الضائقة المالية للكثير من شرائح المجتمع الضعيفة فالدولة وحدها لا يمكنها توفير المال لتلك الشرائح خاصة في ظل التدهور الاقتصادي المريع الذي يشهده العالم بصورة عامة والسودان بصورة خاصة بعد أن رفعت الحكومة الدعم عن المحروقات الأمر الذي أضاف فواتير جديدة علي المواطن المغلوب علي أمره لذلك علينا جميعاً رسميين وشعبيين أن نعمل في تجاه تخفيف أعباء المعيشة عن الطبقات الضعيفة وكما أسلفت فالدولة مهما امتلكت من أموال وموارد اقتصادية لن تستطيع أن تكفل وترعي كل المحتاجين ولاسيما شرائح المجتمع غير القادرة علي الإنفاق علي نفسها في ظل تزايد الفواتير التي هي في حاجة ماسة للمساعدة.. وهذه المساعدة تؤرق المهتمين بشأن الأسرة والشرائح الضعيفة لذا لابد من السعي إلي إعادة التكافل المجتمعي إلي جانب ما تطلع به بعض مؤسسات الدولة في هذا الإطار.
يجب التركيز علي إنشاء صندوق التكافل المجتمعي الذي قطعاً سيساهم ولو بجزء بسيط في رفع المعاناة عن كاهل (الفقراء والمساكين) حتى نضمن أن الحاجة والعوز لا يدفعان البعض من الناس إلي مد أيديهم أو ارتكاب جرائم تخل بالأمن العام، يجب أن نفكر علي هذا النحو حتى لا يصل الناس إلي مراحل متأخرة في الحاجة للدعم المالي الذي ربما أضطر البعض منهم إلي التسول في الطرقات العامة، ما يؤكد بشكل جازم أنهم وصلوا لمرحله حد الكفاف وهي مرحلة جديرة بإعادة النظم الإدارية والمالية في الجهات المعنية بتخفيف أعباء المعيشة عن الشرائح الضعيفة في المجتمع خاصة السيدات المطلقات والأرامل اللواتي يكافحن وينافحن من أجل تربية أبنائهن ، ضف إليهن من أمتنع أزواجهن عن الصرف عليهن وعلي أبنائهن لأي سبب من الأسباب، الأمر الذي أفرز مشكلات في جوانب عدة من الحياة وعلي رأسها الجوانب الاقتصادية.
وبما أن الوضع الاقتصادي أصبح مذرياً بالنسبة للبعض من العامة فأنني أجد نفسي طارحاً بعض التساؤلات المندرجة في هذا الإطار لماذا لم يعد هنالك تكافل في المجتمع.. وأين ديوان الزكاة من الفقراء والمساكين الذين أضطر البعض منهم إلي مد يده للناس أعطوه أو منعوه.. وأين ثقافة الأوقاف مما يجري في المجتمع خاصة وأن ثقافة الوقف لها الأثر الأكبر في معالجة البعض من القضايا التي تعتري من نتحدث عنهم في مجالات الصحة والتعليم والاستثمار الذي يكفي الناس شر العوز، ومثل هذه الثقافة نفتقدها في عصرنا الحالي، العصر الذي أصبح لا يعرف طريقاً لها إلا فيما ندر، وربما أن معظم الأوقاف أصبحت منحصرة في تشييد بعض المساجد والمدارس دون النظر إلي إنشاء الصناديق التكافلية في المجتمع.
ويبقي أمر الأوقاف أمراً جديراً بالنظر فيه نسبة إلي أنه يدور في نطاق محدد لا يلبي حاجة الفقراء والمساكين الذين نأسف للوضع الذي يركنون له آنيا لذلك كله يجب توظيف الأوقاف توظيفاً يساعد فيما يحتاجه الناس الضعفاء خاصة وأن الأوقاف إلي عهد قريب كانت تلعب دوراً كبيراً في احتياجات المجتمع عملاً بما كانت تلعبه من دور في التاريخ الإسلامي التاريخ الحافل بالشواهد الإنسانية العظيمة في شتي مناحي الحياة الصحة، التعليم والي آخره، وكان المسلمين آنذاك يهتمون بالمدارس وأماكن الإقامة للطلاب والأﺳﺎﺗﺬﺓ وصرف رواتبهم من أموال الأوقاف كما أنهم اهتموا بصحة الإنسان بإنشاء المستشفيات والصرف عليها وعلي الأطباء والمرضي والعاملين فيها.
لذلك من المهم جداً التفكير في إنشاء صناديق التكافل الاجتماعي لكي يلجأ لها أصحاب الحاجة من الرجال والسيدات اللواتي يقعن في خلافات مع أزواجهن، لذلك ادعموا فكرة الصناديق التكافلية المجتمعية فهي الأمثل للحد من الفقر المدقع الذي نلتمسه بوضوح في شرائح المجتمع الضعيفة.
ومن وراء ذلك كله علينا الاعتراف بأن هنالك مشكلة اقتصادية تحتاج منا لإنشاء صناديق التكافل الاجتماعي وحث الأثرياء علي المساهمة ببعض العقارات الفائضة عن الحاجة للأوقاف.

وئام كمال الدين : قصائدي لا يمكن حسابها على أساس أنها طويلة التفصيل



على خلفية دعوتها للفتيات والإعلاميات للخروج للشارع بدون مكياج
........................
لست من يحكم على منتج لشاعر معين وأنا مع صناعة الشعر
.....................
جلس إليها : سراج النعيم
...................
تعتبر المهندسة المعمارية والشاعرة ومقدمة البرامج الشهيرة وئام كمال الدين من الشاعرات اللامعات المميزات في الحراك الثقافي الفني والإعلامي والاجتماعي وقد برزت موهبتها الشعرية من خلال برنامج (ريحة البن)، وظلت منذ عودتها من المهجر وهي تخطو خطواتها نحو النجومية والشهرة بخطى ثابتة ومحسوبة وبمثابرة واجتهاد، ولم تشغلها الهندسة المعمارية أو الأمومة عن ممارسة كتابة الشعر بنكهة مختلفة عما تألفه رفيقاتها، فاستطاعت بهذا النكهة أن تلفت إليها أنظار معجبيها والمهتمين بقصائدها ولم تكتف بذلك بل أصبحت إعلامية وناشطة اجتماعية طرحت مبادرة تدعو فيها الفتيات والإعلاميات السودانيات للخروج من منازلهن بدون مكياج، فأثارت هذه المبادرة ردود أفعال متباينة ما بين مؤيد ومعارض.
وكانت الشاعرة وئام كمال الدين قد أثارت ردود فعل متباينة حول فكرة تعزيز الثقة في الفتيات والإعلاميات للخروج من منازلهن بدون مكياج، وقالت بدأت الفكرة تتبلور في جلسة مع الدكتورة ريم الرفاعي والأستاذة فاطمة التجاني مقدمات برنامج (كنداكيز)، ووجدنا من خلال تلك الجلسة أن بعض الفتيات يخرجن من منازلهن بدون (مكياج)، إلا أنهن يجدن انتقادات في مكان العمل وفي المناسبات الاجتماعية، وفي نفس الوقت يوجد أخريات لم يجربن على الخروج من منازلهن بدون مكياج، أما بالنسبة للإعلاميات فهنالك من حضرن للمبادرة بدون مكياج، الأمر الذي  أسهم بشكل كبير في إنجاحها، وقد حضرها في ذات الوقت عدد من الشباب الذكور الذين أبدوا رأيهم في كثرة (مساحيق التجميل)، لذا حظيت المبادرة بالكثير من ردود الفعل الواسعة داخل (السوشيال ميديا)، والقنوات الفضائية العربية والصحف السيارة.
 وقالت في ردها على أسئلة (الدار) : أنا وئام كمال الدين مهندس معماري، مدير عام شركة (سيفو ) ميديا للإنتاج الفني و الإعلامي ، زوجة وأم لطفل وطفلة، عضو مجموعة (ريحة البن) الثقافية، مؤسس مبادرة برنامج (كنداكيز) التلفزيوني.
وحول كيف كانت ﺑﺪﺍﻳﺎتها ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، ومن الذي دعم تجربتها؟ قالت : وجدت الدعم من المدرسة والمنزل والأصدقاء، ثم انتقلت لمتابعة (الفيس بوك) الذي بدوره عرفني على أعضاء مجموعة (ريحة البن)، وتحديداً الشاعر عمر مصطفى ابو منة ومحمود الجيلي مؤسس (ريحة البن)، إلا أن الشاعر عمر مصطفى أبو منة هو الذي عرفني على المجموعة، أما بزوغ النجم – (إن صح التعبير) فأنا شاكرة وممتنة جداً على دعم القراء وجمهور الشعر لي.
وعن ملاحظة أنها تألف الشعر بصورة مختلفة، ومن أين استمدت ذلك الأسلوب الذي ميزها عن الشاعرات، وهل وجد ذلك الأسلوب قبولاً من المتلقي؟ قالت : الشعر في نفسه لا يمكن تعريفه على أساس أنه إحساس مجرد أو صناعة مجرده هو شيء من هذا وذاك، شخصياً أفضل الصناعة المرتكزة على منهج علمي وضوابط أدبية وخلفية ثقافية سواء كانت تاريخية أو اجتماعية أو علمية، ففي النهاية الشعر رسالة وفكرة وليس مجرد كلام جميل ومقفى.
هل للشاعرة وئام طقوس محددة لحظة ميلاد النص الجديد وهل تتقيدين بما يلهمك به إحساسك أثناء ميلاد القصيدة؟ قالت : لا أستطيع أن أحدد وقت بعينه ربما لأني لا أستطيع فصل فترة اهتمامي بالشعر عن كتابتي له، ولكن أول مشاركة لي في مسابقة شعرية كانت في الصف السادس ابتدائي.
ﻛﻴﻒ تراعين التنوع في كتابة قصائدك ولا تتأطرين في لونية واحدة؟ قالت : النص الجيد يحول كل طقس إلى طقس مناسب بصورة أدق النص طقس منفصل بذاته، ولكل نص عندي حالة تشبهه
لماذا تميلين إلي كتابات شعرية عميقة حول الغربة والحنين للوطن، وهل هي نابعة عن تجربة أم أنها من وحي قصص رواها لك آخرين عاشوا تجربة الهجرة؟ قالت : المنتج الشعري هو انعكاس لتجارب وأفكار ورؤية الشاعر وتصويراً للمحيط من وجهة نظر، ولا يوجد سبب معين للكتابة كل ما ذكر وأشياء آخرى وعوامل داخلية وخارجية تنصهر لتظهر على صورة قصيدة تعتمد تماماً على إحساس الكاتب بالنص الجيد.
المتابع لما تألفين من قصائد يجدك تركزين علي التفاصيل في تأليف النص، فهل هذا دافع للإطالة في كتابة النص أم أن المتلقي هو الذي فرض عليك الكتابة بكل تلك المغالاة من خلال قبوله لها علي ذلك النسق؟ قالت : قصائدي لا يمكن حسابها أنها طويلة التفصيل إلا إذا تطلب النص الإطالة، وإنما يتطلب الدقة فقط متى ما اكتملت الفكرة أكتمل النص، كما ذكرت من قبل لكل بصمته وأسلوبه والمرجعية الفعلية رؤية الشاعر نفسه لما تتطلبه القصيدة أن أصابت كان شاعر مجيد ونص جيد.
من المعروف أن هنالك أشعار تتم صناعتها وتفتقر للإحساس فهل أشعار على هذه الشاكلة تجد طريقها ممهداً للجمهور؟
قالت : لست من يعود له الحكم على المنتج العام لشاعر معين، ولكن الاحتراف في الحكم أن تكون القصيدة نفسها موضوع الدراسة والنقد، ومن ثم الشاعر، لذلك لا أجد أن تعميم الإجابة سيعتمد على منهجية علمية للنقد، فلكل قصيدة ولكل شاعر معطيات مختلفة للحكم.
برنامج رﻳﺤﺔ ﺍﻟﺒﻦ، لعب دوراً كبيراً في التعريف بمن يؤلفن الأشعار فهل الفكرة ساهمت في إظهار شاعرات صاحبات مقدرات محدودة؟ قالت : برنامج (ريحة البن) يحمد له أنه جعل من الشعر نفسه أياً كانت نوعيته موضوع ومادة تلفزيونية أهدت الشعراء منبراً البقاء فيه في نفوس الجماهير للأفضل والحكم فيه للمتلقي.
ماذا عن الثقافة واللهجة في النص وكيف تنظرين لقبول المتلقي لأشعارك ؟ قالت : الثقافة واللهجة إسقاطات شكل التربية واهتمامات القراءة وتوجهات الأسرة الثقافية والسياسية خصوصاً، أما عن قبول المتلقي فأظن أن السؤال يحب أن يطرح على المتلقي، ربما كل ما في الأمر أنني أهتم بالموضوع وبصياغة تصنع القالب مع الحفاظ على النفس والبصمة بعيداً عن نمط معين، ولكل موضوع معالجاته الأكثر مناسبة، قصائدي
الشعر بين العامية والفصحى كيف تنظرين للكلمة؟ قالت : الشاعرية واحدة عند الشاعر سواء كتب بالعامية أو الفصحى ولكل منهما أدواته فقط التمكن من الأدوات هو المقياس.
ماذا عن مشاركتك في لجنة مسابقة (سوداني)؟ قالت : شاعر سوداني اهتمام مقدر بالحراك الأدبي للشباب السوداني أسعدني أن أكون فيه ممثل الشباب داخل لجنة التحكيم، كما تفضل الأستاذ الشاعر التجاني حاج موسى بتقديمي، وأتمنى أن يكون مردوده مرضي للمشتركين و للمتابعين.

الأربعاء، 17 يناير 2018

من خلال سلسلة حواراتي مع الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز









يعد اﻵﻑ الشباب العدة لإحياء الذﻛﺮﻯ الخامسة للأسطورة ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، والتي توقع لها بعض المراقبين أن تشهد عدداً كبيراً من جماهيره الشبابية في الخرطوم وبعض الولايات السودانية التي كون فيها معجبيه روابط منذ رحيله قبل سنوات وسنوات، ويعتبر هو نقطة ﺗﺤﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لأنصاره.
 فيما وجه البعض من جماهير (الحواتة) نقداً لبعض الجهات لتجاهلها أحياء ذكرى الحوت السنوية، وظلوا يسعون إلى إحياء ذكرى الحوت والعمل على إنشاء متحف وجمعيات خيرية تواصل الأعمال الإنسانية التي كان الراحل يقوم بها في حياته من أجل المحافظة على الإرث والتراث الذي يحتوي على مقتنياته وتراثه الغنائي الخالد في ذاكرة المتلقي.
تبقي ظاهرة الحوت الفنية والإنسانية ظاهرة فريدة في نوعها باعتبار أنه فنان وإنسان ترك بصمته فنية وإنسانية خالدة في وجدان الشباب الذين أحبوه فبادلهم الحب بأعمق منه رغماً عن أن تجربته من التجارب المحيرة للقائمين على أمر الحركتين الثقافية والفنية، واعتبره الكثير منهم لغزاً محيراً رغماً عن بعض المحاولات التحليلية ما بين الفينة والأخرى ورغماً عن رحيله إلا أنه خلد اسمه في دنيا الفن الذي أطل في مشهده بعد أن فقدت الساحة الفنية عمالقة الأغنية السودانية أما بالموت أو الهجرة لخارج البلاد وفي ظل ذلك تمكن من أن يتسيد الحركة الفنية ﻭﺣﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ من الجنسين.
ومن خلال صداقتي ببعض المتعهدين عرفت أن الحوت الأعلى دخلاً وحضوراً في حفلات الشباك خاصة تلك التي تقام في نادي الضباط بالخرطوم، فكان من البديهي أن يتصدر قائمة الفنانين الجماهيريين بما فيهم الموسيقار محمد الأمين، مما جعل أخباره تتصدر مانشيتات الصحف السيارة ما قاد شخصيته إلى أن تكون ﺣﺎﺿﺮﺓ في المشهد الفني على اختلاف الوسائل الإعلامية والمواقع الاسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمنتديات الإلكترونية عبر النت الذي ابتلع فيه الحوت محركه والثقافية بالأندية الخرطومية، بالإضافة إلى مجالس المدينة الخرطومية ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ رغماً عن غيابه جسدياً وخلوده في الأذهان الشبابية وأهل الشأن والاختصاص أنه امتداد طبيعي لعمالقة الفن السوداني أصحاب التجارب الفنية الجميلة خاصة تجاربه التي شكل بها ثنائيات مع كبار الشعراء والملحنين، واستطاع من خلال ذلك أن يخلق لنفسه مدرسة ميزته عن أقرانه، ثم اتجه إلى تشكيل ثنائيات مع شعراء وملحنين شباب اشتهروا بالإرتباط باسمه الذي نحته بإبداعه في سماء السودان، وتمكن بهذا التنوع من إبراز معالم ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ المميزة بالرغم من النقد السالب للتجربة، ما فرض على شركة (البدوي) للإنتاج الفني أن توقع معه عقداً اتفاقياً على طريقة شركات الإنتاج الفني العالمية، وظل على هذا النحو على مدى سنوات، وعندما تم بيع الشركة للسناري كان الحوت من ضمن الصفقة التي تمت بين الشركتين قبل أن تتعرض شركات الإنتاج الفني للانتكاسة بسبب (القرصنة) التي كانت تتم للألبومات المنتجة والموزعة في سوق الكاسيت، وبالتالي أصبح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الأكثر طلباً وحاول الكثير من الشباب تقليده إلا أنهم سرعان ما يحالفهم الفشل الذريع للصوت المميز الذي كان يتمتع به الحوت ﻭﺧﺎﻣﺘﻪ الصوتية اﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، فأضحى يدر على الشركات عائداً مادياً، فيما كان هو مهموماً بالتوثيق لتجربته، وبهذا الفهم المتقدم فتح الأبواب مشرعة أمام أصوات شبابية، وقف إلى جانبها وسخر لها كل إمكانياته، وكانت النتيجة أنه لم يشد بأي منها سوى الصوت المميز معتز صباحي الذي ظل يبشر به في كل لقاءاته الصحفية والتلفزيونية وآخرها عبر تلفاز السودان.
ومن خلال حواراتي معه ، ولد الراحل محمود عبد العزيز محمد علي ابنعوف يوم الاثنين الموافق 16-10-1967م بمستشفى الخرطوم التعليمي ثم نشأ وترعرع في حي المزاد ببحري في أسرة بسيطة.
وقال : بدأت مشواري في الأوساط الفنية منذ نعومة أظافري من خلال حوش التلفزيون القومي الذي استطعت عبره إبراز موهبتي التمثيلية والغنائية وقد حزت بهذا الأداء علي إعجاب الرئيس الراحل المشير جعفر محمد النميري الذي قلدني وشاح في العام 1975م بعد مشاركتي في حفل الكشافة البحرية بالخرطوم.
وأردف : بدأت مشواري الفني محترفاً في العام 1987م بعد أن التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري.
كم سنواتك في الحركتين الثقافية والفنية؟
قال : امتدت لأكثر من 25 عاماً متصلة دون إنقطاع قدمت فيها ومن خلالها انتجت عدداً من الأغاني الموثق لها عبر الألبومات وأشهرها البوم سكت الرباب، نور العيون، ما تشيلي هم، برتاح ليك، شايل جراح، ساب البلد، اكتبي لي، الحنين وخوف الوجع.
وماذا عن زيجاتك؟
قال : تزوجت عدة مرات وأشهر زيجاتي كانت من زوجتي نجوي العشي والفنانة حنان بلوبلو ولي عدد من الأبناء أشهرهم التوأم حاتم وحنين.
كيف عشت طفولتك؟
قال : كانت طفولة عادية طغي عليها حنان الأسرة وبرعاية كريمة من جدي الحاج محمد طاهر والد والدتي.
ما هو العام الذي لفت فيه أنظار الجماهير نحوك؟
قال : في العام 1974 كنت امثل للمقربين مني وهم من زاملوني في روضة (الحرية) بحي المزاد بالخرطوم بحري ثم واصلت التحصيل الأكاديمي بالالتحاق بمدرسة الحرية الابتدائية، وهذه الفترة شهدت نمو موهبتي في التمثيل، وبداية المشوار الفني وفي تلك الأثناء انضممت للتلفزيون مشاركاً في برنامج جنة الأطفال وهناك التقيت بالأصدقاء يوسف عبد القادر، عفاف حسن أمين وآخرين، وحينها حظيت بإشادة من الممثل الكبير محمد شريف بعدها شاركت في مسرحية أمي العزيزة.
كيف كانت بدايتك الفنية ولمن من الفنانين بدأت تغني؟
قال : بدأت ممارسة الغناء بأغنيات الفنانين الذين سبقوني منهم علي سبيل أحمد المصطفي وصلاح بن البادية وحمد الريح ونجم الدين الفاضل وآخرين، لا يسع المجال لذكرهم جميعاً، وكان عمري وقتئذ لم يتجاوز بضعة سنوات وظللت أمضي علي هذا الخط إلي أن سنحت لي فرصة الإطلالة علي الجمهور في إحتفال المجلس الريفي سابقاً محلية الخرطوم بحري حالياً حيث غنيت في تلك الاحتفائية بمصاحبة كورس، وكان أن صفق لي الحضور، ومنحت جائزة من السيد المحافظ آنذاك دفاتر المدرسية، أقلام، زى المدرسي وحافز مالي.
وماذا عن مشاركتك؟
قال : في أواخر العام 1975 شاركت في حفل الكشافة البحرية الذي حضره رئيس السيد الرئيس الراحل المشير جعفر محمد النميري، والذي لم يخف إعجابه بي وقلدني وشاح الكشاف الأصغر بعدها واصلت نشاطي الفني الذي أصقلته بالالتحاق بقصر الشباب والأطفال قسم (الدراما) الذي زاملت فيه رفيق الدرب المبدع الراحل مجدي النور.
كيف التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري ؟
قال : عندما التحقت بالمركز وجدت أمامي الموسيقار عبد الله كردفاني وعبد الواحد البدوي وإبراهيم أبو عزبة وصديق أحمد والشقيقين الشيخ وحسن بن البادية والدكتور مهدي مصطفي الحميدي وبمساعدتهم بدأت تجربتي الفنية إلي أن استمع إليّ شيخي الفنان صلاح بن البادية الذي لم يخف إعجابه بصوتي مقدماً لي في نفس الوقت النصح والإرشاد والرعاية الكريمة من واقع أواصر الصداقة التي كانت تربطني بابنيه الشيخ وحسن لذلك ظللت أقول في كل لقاءاتي الفنان صلاح بن البادية شيخي وأنا حواره الذي أخذت منه أول طريق إلى حفل غنائي كانت تصاحبني فيه الفرقة الموسيقية المؤلفة من الكردفاني، إسماعيل عبد الجبار، حسن، إبراهيم أبو عزبة، قرقور، الشيخ صلاح، سعد، علي عبد الوهاب ، دكتور مهدي الحميدي، وهي ذات المجموعة التي كونت لاحقاً فرقة (النورس).


azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...