يعد
اﻵﻑ الشباب العدة لإحياء الذﻛﺮﻯ الخامسة للأسطورة ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، والتي توقع لها
بعض المراقبين أن تشهد عدداً كبيراً من جماهيره الشبابية في الخرطوم وبعض الولايات
السودانية التي كون فيها معجبيه روابط منذ رحيله قبل سنوات وسنوات، ويعتبر هو نقطة
ﺗﺤﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لأنصاره.
فيما وجه البعض من جماهير (الحواتة) نقداً لبعض الجهات
لتجاهلها أحياء ذكرى الحوت السنوية، وظلوا يسعون إلى إحياء ذكرى الحوت والعمل على إنشاء
متحف وجمعيات خيرية تواصل الأعمال الإنسانية التي كان الراحل يقوم بها في حياته من
أجل المحافظة على الإرث والتراث الذي يحتوي على مقتنياته وتراثه الغنائي الخالد في
ذاكرة المتلقي.
تبقي
ظاهرة الحوت الفنية والإنسانية ظاهرة فريدة في نوعها باعتبار أنه فنان وإنسان ترك بصمته
فنية وإنسانية خالدة في وجدان الشباب الذين أحبوه فبادلهم الحب بأعمق منه رغماً عن
أن تجربته من التجارب المحيرة للقائمين على أمر الحركتين الثقافية والفنية،
واعتبره الكثير منهم لغزاً محيراً رغماً عن بعض المحاولات التحليلية ما بين الفينة
والأخرى ورغماً عن رحيله إلا أنه خلد اسمه في دنيا الفن الذي أطل في مشهده بعد أن فقدت
الساحة الفنية عمالقة الأغنية السودانية أما بالموت أو الهجرة لخارج البلاد وفي ظل
ذلك تمكن من أن يتسيد الحركة الفنية ﻭﺣﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ من الجنسين.
ومن
خلال صداقتي ببعض المتعهدين عرفت أن الحوت الأعلى دخلاً وحضوراً في حفلات الشباك خاصة
تلك التي تقام في نادي الضباط بالخرطوم، فكان من البديهي أن يتصدر قائمة الفنانين الجماهيريين
بما فيهم الموسيقار محمد الأمين، مما جعل أخباره تتصدر مانشيتات الصحف السيارة ما قاد
شخصيته إلى أن تكون ﺣﺎﺿﺮﺓ في المشهد الفني على اختلاف الوسائل الإعلامية والمواقع الاسفيرية
ومواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمنتديات الإلكترونية عبر النت الذي ابتلع
فيه الحوت محركه والثقافية بالأندية الخرطومية، بالإضافة إلى مجالس المدينة الخرطومية
ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ رغماً عن غيابه جسدياً وخلوده في الأذهان الشبابية وأهل الشأن
والاختصاص أنه امتداد طبيعي لعمالقة الفن السوداني أصحاب التجارب الفنية الجميلة خاصة
تجاربه التي شكل بها ثنائيات مع كبار الشعراء والملحنين، واستطاع من خلال ذلك أن يخلق
لنفسه مدرسة ميزته عن أقرانه، ثم اتجه إلى تشكيل ثنائيات مع شعراء وملحنين شباب اشتهروا
بالإرتباط باسمه الذي نحته بإبداعه في سماء السودان، وتمكن بهذا التنوع من إبراز معالم
ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ المميزة بالرغم من النقد السالب للتجربة، ما فرض على شركة (البدوي) للإنتاج
الفني أن توقع معه عقداً اتفاقياً على طريقة شركات الإنتاج الفني العالمية، وظل على
هذا النحو على مدى سنوات، وعندما تم بيع الشركة للسناري كان الحوت من ضمن الصفقة التي
تمت بين الشركتين قبل أن تتعرض شركات الإنتاج الفني للانتكاسة بسبب (القرصنة) التي
كانت تتم للألبومات المنتجة والموزعة في سوق الكاسيت، وبالتالي أصبح الفنان الراحل
محمود عبدالعزيز الأكثر طلباً وحاول الكثير من الشباب تقليده إلا أنهم سرعان ما يحالفهم
الفشل الذريع للصوت المميز الذي كان يتمتع به الحوت ﻭﺧﺎﻣﺘﻪ الصوتية اﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، فأضحى
يدر على الشركات عائداً مادياً، فيما كان هو مهموماً بالتوثيق لتجربته، وبهذا الفهم
المتقدم فتح الأبواب مشرعة أمام أصوات شبابية، وقف إلى جانبها وسخر لها كل إمكانياته،
وكانت النتيجة أنه لم يشد بأي منها سوى الصوت المميز معتز صباحي الذي ظل يبشر به في
كل لقاءاته الصحفية والتلفزيونية وآخرها عبر تلفاز السودان.
ومن
خلال حواراتي معه ، ولد الراحل محمود عبد العزيز محمد علي ابنعوف يوم الاثنين الموافق
16-10-1967م بمستشفى الخرطوم التعليمي ثم نشأ وترعرع في حي المزاد ببحري في أسرة بسيطة.
وقال
: بدأت مشواري في الأوساط الفنية منذ نعومة أظافري من خلال حوش التلفزيون القومي الذي
استطعت عبره إبراز موهبتي التمثيلية والغنائية وقد حزت بهذا الأداء علي إعجاب الرئيس
الراحل المشير جعفر محمد النميري الذي قلدني وشاح في العام 1975م بعد مشاركتي في حفل
الكشافة البحرية بالخرطوم.
وأردف
: بدأت مشواري الفني محترفاً في العام 1987م بعد أن التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري.
كم سنواتك
في الحركتين الثقافية والفنية؟
قال
: امتدت لأكثر من 25 عاماً متصلة دون إنقطاع قدمت فيها ومن خلالها انتجت عدداً من الأغاني
الموثق لها عبر الألبومات وأشهرها البوم سكت الرباب، نور العيون، ما تشيلي هم، برتاح
ليك، شايل جراح، ساب البلد، اكتبي لي، الحنين وخوف الوجع.
وماذا
عن زيجاتك؟
قال
: تزوجت عدة مرات وأشهر زيجاتي كانت من زوجتي نجوي العشي والفنانة حنان بلوبلو ولي
عدد من الأبناء أشهرهم التوأم حاتم وحنين.
كيف
عشت طفولتك؟
قال
: كانت طفولة عادية طغي عليها حنان الأسرة وبرعاية كريمة من جدي الحاج محمد طاهر والد
والدتي.
ما هو
العام الذي لفت فيه أنظار الجماهير نحوك؟
قال
: في العام 1974 كنت امثل للمقربين مني وهم من زاملوني في روضة (الحرية) بحي المزاد
بالخرطوم بحري ثم واصلت التحصيل الأكاديمي بالالتحاق بمدرسة الحرية الابتدائية، وهذه
الفترة شهدت نمو موهبتي في التمثيل، وبداية المشوار الفني وفي تلك الأثناء انضممت للتلفزيون
مشاركاً في برنامج جنة الأطفال وهناك التقيت بالأصدقاء يوسف عبد القادر، عفاف حسن أمين
وآخرين، وحينها حظيت بإشادة من الممثل الكبير محمد شريف بعدها شاركت في مسرحية أمي
العزيزة.
كيف
كانت بدايتك الفنية ولمن من الفنانين بدأت تغني؟
قال
: بدأت ممارسة الغناء بأغنيات الفنانين الذين سبقوني منهم علي سبيل أحمد المصطفي وصلاح
بن البادية وحمد الريح ونجم الدين الفاضل وآخرين، لا يسع المجال لذكرهم جميعاً،
وكان عمري وقتئذ لم يتجاوز بضعة سنوات وظللت أمضي علي هذا الخط إلي أن سنحت لي فرصة
الإطلالة علي الجمهور في إحتفال المجلس الريفي سابقاً محلية الخرطوم بحري حالياً حيث
غنيت في تلك الاحتفائية بمصاحبة كورس، وكان أن صفق لي الحضور، ومنحت جائزة من السيد
المحافظ آنذاك دفاتر المدرسية، أقلام، زى المدرسي وحافز مالي.
وماذا
عن مشاركتك؟
قال
: في أواخر العام 1975 شاركت في حفل الكشافة البحرية الذي حضره رئيس السيد الرئيس الراحل
المشير جعفر محمد النميري، والذي لم يخف إعجابه بي وقلدني وشاح الكشاف الأصغر بعدها
واصلت نشاطي الفني الذي أصقلته بالالتحاق بقصر الشباب والأطفال قسم (الدراما) الذي
زاملت فيه رفيق الدرب المبدع الراحل مجدي النور.
كيف
التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري ؟
قال
: عندما التحقت بالمركز وجدت أمامي الموسيقار عبد الله كردفاني وعبد الواحد البدوي
وإبراهيم أبو عزبة وصديق أحمد والشقيقين الشيخ وحسن بن البادية والدكتور مهدي مصطفي
الحميدي وبمساعدتهم بدأت تجربتي الفنية إلي أن استمع إليّ شيخي الفنان صلاح بن البادية
الذي لم يخف إعجابه بصوتي مقدماً لي في نفس الوقت النصح والإرشاد والرعاية الكريمة
من واقع أواصر الصداقة التي كانت تربطني بابنيه الشيخ وحسن لذلك ظللت أقول في كل لقاءاتي
الفنان صلاح بن البادية شيخي وأنا حواره الذي أخذت منه أول طريق إلى حفل غنائي كانت
تصاحبني فيه الفرقة الموسيقية المؤلفة من الكردفاني، إسماعيل عبد الجبار، حسن، إبراهيم
أبو عزبة، قرقور، الشيخ صلاح، سعد، علي عبد الوهاب ، دكتور مهدي الحميدي، وهي ذات المجموعة
التي كونت لاحقاً فرقة (النورس).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق