الخميس، 13 أبريل 2017

سراج النعيم يكتب : متصل عالمياً ومنقطع أسرياً



ظللت علي مدي سنوات خلت أحذر من مغبة (العولمة) ووسائطها المختلفة، والفت الإنتباه إلي خطورة أن تصبح مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة لا يستفاد منها إيجابياً، طالما إننا نستخدمها استخداماً سلبياً يفضي إلى (قطيعة) في محيط الأسر والمجتمع، خاصة وإننا نلحظ الإفراط في التواصل مع الميديا الحديثة التي تلعب دوراً كبيراً في تفكك الأسر وتهتك نسيج المجتمع، فكلما تطورنا تكنولوجيا ابتعدنا عن العادات والتقاليد السودانية.
من المؤكد أن التواصل الاجتماعي إلكترونياً دون الإكتراث إلي إنقطاعنا عن الإتصال المباشر بالواقع، فإنه يشكل نقطة تحول سالبة فيما جبلنا عليه، إذ نجد أفرادا وجماعات يجلسون في مجلس واحد، إلا أن كل واحد منهم مشغول بالعالم الإفتراضي دون أن يدري بما يدور من حوله، أي أنه يعيش في حالة اللاوعي، وهذا الإحساس يتخالجه معتقدا أنه يتفاعل مع الآخرين، إلا أن الحقيقة المرة التي لا يدركها هي أنه يظن أن المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تساعده علي التواصل بشكل طبيعي ناسياً أو متناسياً أنها تقوده لأن يكون غارقا في العالم الإفتراضي، ويتنقل به موغلا في الخيال.
من الظاهر أن وسائل التقنية الحديثة أثرت تأثيراً كبيراً في الناس وابعدتهم عن مواصلة الأرحام واكتفوا بالتواصل اسفيريا مما جعل العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء لا تتجاوز ذلك الإطار الذي انقطع من خلاله التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وهكذا نجد أفرادها مشغولين بالتواصل مع العالم الافتراضي قاطعين بذلك الإتصال بالواقع، وهكذا ينشئون علاقات جديدة، بينما يهدمون علاقات أسرية عرفوها منذ صرخة الميلاد الأولي في الحياة، أي أنهم يحرصون علي التواصل فضائيا، ويفصلون أنفسهم عن واقع كانوا يقطعون له مشاويرا ربما تقاس بأميال.. وأميال للتواصل مع الأهل والأصدقاء في الأفراح والاتراح بحثاً عن بناء علاقات اجتماعية قديمة متجددة.
ومن هنا تظهروسائط التواصل الاجتماعي ذلك الواقع المرير الذي نشاهده يومياً في المنازل والتجمعات وأماكن العمل والدراسة ومجالس المدينة والمركبات العامة، وكلما تمعنا فيه وجدنا أن الأباء والأمهات يفعلون ذات الأمر، فماذا ننتظر من الأبناء (اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص والطرب)، هكذا الجميع ينشغلون بالتواصل الاجتماعي ومتابعة الأخبار والمواد الصحفية المنشورة عبر مجموعات (الفيس بوك) و(تويتر) و(الواتساب)، ومع هذا وذاك يرصدون الأشخاص الذين غادروا أو المضافين حديثاً، أما النساء فبالإضافة إلي ما ذهبت إليه، فإنهن يتابعن أخر ما انتجته بيوتات الأزياء، وآخر صرعات الموضة، إلي جانب طرحهن الأسئلة علي المشرفين (الآدمن) هل هذا الخبر صحيح أم لا، خاصة وأن الشائعات المزعجة أصبحت منتشرة بصورة مقلقة جداً، وأغلبها تشير إلي وفاة المشاهير ونجوم المجتمع، ولا يقفن عند هذا الحد، إنما يتبادلن الرسائل حول ما اشتراه هذا الزوج لزوجته، ولماذا فستان هذه غير مطقم مع لون الشنطة، وإلي أخرها من الأسئلة الإنصرافية، فيما نجد أن الشباب يركزون علي أخبار الرياضة المحلية والعالمية، وماذا قدَّم (ميسي)، وماذا فعل (كرستيانو)، ومن منهما سيفوز بـ (الكرة الذهبية) هذا الموسم، أما الأطفال فحدِّث ولا حرج، ولا تسأل كيف سيكونون في المستقبل الذي يتدربون في ظله علي تضييع الوقت أمام (الآيباد) أو التواصل مع الألعاب لساعات طويلة لدرجة الأدمان،
ومن هنا نجد أن مجالس الأسر لم تعد كما كانت في الماضي الذي كنا نجد فيه أن أفرادها يتحلقون حول بعضهم البعض للتفاكر والتشاور في أمور الحياة وحل ألغاز الجد، والاستماع إلي قصص الجدة، أما الآن فإن التكنولوجيا الحديثة افقدت الأسرة الدفء والحنان والحميمية، فلم تعد تتناول علي الأقل وجبة الغداء كما كان في الماضي.. وآه من الماضي، ثم آه منه ومن هذا الزمن الذي افتقدنا فيه كل شيء جميل، نعم افتقدنا المجالس ذات التواصل الواقعي، ولم تبق لنا سوي الذكريات لأننا كلما تجمعنا في مناسبة سعيدة أو حزينة ينخرط كل منا لتصفح رسائل (الواتساب) أو (الماسنجر).. وهكذا ننشغل عن بعضنا البعض بالرغم من أننا نجلس معاً في مكان واحد، إلا إننا نتواصل مع آخرين ربما يكونون داخل أو خارج الموقع الجغرافي الذي نجتمع فيه، أي إننا نهيم بعقولنا بعيداً عنه ونتجه نحو رقاع جغرافية ربما تحتاج منا للوصول إليها إلي استقلال الطائرات.
وبالمقابل نجد أن النساء لا يغادرن وسائط التواصل الاجتماعي، إلا حينما يغالبهن النعاس، ويظهر ذلك في إصرار البعض منهن أن يضّّّّّمن العرسان هواتف ذكية مع (الشيلة)، وهي في الغالب الأعم تكون سبباً مباشرا في تطليق البعض منهن لاستمراريتهن فى التواصل إلكترونياً، ومن لا تفعل تتحدث به كثيراً، وإذا تجاوزن ذلك كله، فإنهن يضعن السماعات في الاذنين للاستماع لأغنيات هذه الفنانة أو ذاك الفنان، فماذا يمكن أن نسمي هذا العالم المليء بالغرائب والعجائب غير أنه يغوص بالناس في عوالم إفتراضية.

الاثنين، 10 أبريل 2017

افو، قاطعوا المنتجات المصرية والأفلام والمسلسلات المصرية، طالبوا بكرت الكبد الوبائي

بر
..........................
جاء في الأخبار أن السفير قريب الله الخضر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية قد أكد أن على المواطنين المصريين الراغبين في الدخول إلى الأراضي السودانية والذين تتراوح أعمارهم ما بين سني 18 وحتى 50 عاماً” الحصول على تأشيرة الدخول عبر سفارات السودان وقنصلياته في الخارج .
الحق يقال إن الخطوة تستحق التصفيق مثنى وثلاث وتستحق أيضاً الإشادة ، فأن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي .
لقد ظللنا نطالب ومنذ سلسلة مقالاتنا بعنوان أولاد المصارين البيض والتي نشرت في هذه الصحيفة منذ قرابة العامين ظللنا نطالب بوضع حد للعنت والصلف المصري غير المبرر، وقلنا إن المعاملة يجب أن تكون بالمثل وأنه لا معنى لتوقيع اتفاقية يقف بسببها السودانيين صفوفاً أمام السفارة المصرية للحصول على تأشيرة الدخول إلى (جنة عدن المتوهمة) ؛ في الوقت الذي يدخل فيه المصريون زرافات ووحداناً إلى الخرطوم.
وتحدثنا مراراً” عن أن الحكومة المصرية تحتاج أن تعرف أن هنالك لغة أخرى غير التسامح، وأن للصبر حدود،
وقلنا إن الخرطوم و بما تمارسه من غض للطرف لا اسم له غير الانكسار والانبطاح، وأن عليها أن تغير من سياستها تجاه القاهرة .
الشاهد في الأمر أنه وطيلة السنوات الماضية ومنذ توقيع الاتفاقية في 2004 ظل السودان متمسكاً بتطبيق بنودها الأربع، وتم منح المواطنين المصريين حرية التنقل وحرية الإقامة وحرية العمل وحرية التملك ذلك على الرغم من أن القاهرة (عملت رايحة) بالنسبة إلى حرية التنقل وحرية العمل للسودانيين .
إن الحكومة المصرية أو قل الحكومات المصرية من عهد مبارك تتعامل مع السودان بفهم استخباراتي وإحداثيات خطوط الطول والعرض وتأمين المياه وحصار السودان بحيث تصبح مصر هي بوابته لدول العالم الأول وهي الوصية عليه .
المصريون قوم يفقهون لغة واحدة المال ولا شيء غيره، لا شيء في وجدانهم من العبارات المحروقة مثل وحدة وادي النيل وأبناء النيل والقومية العربية، كل هذه العبارات أصبحت ديباجات في الخطاب الإعلامي وعند التقاط الصور التذكارية ولكن لا مكان لها عند تنفيذ السياسات الخارجية .
الآن ننتظر من وزارة الخارجية السودانية ووزارة الصحة أن تصلا إلى صيغة يتم بموجبها منع دخول المواطنين المصريين إلى الأراضي السودانية إلا بعد إبراز كرت يؤكد خلو ذلك المواطن من مرض التهاب الكبد الوبائي والذي وصلت نسبة الإصابة به إلى ما نسبته 70%من الشعب المصري.
أولسنا من نقف ويقف مواطنونا في صفوف طويلة والضابط المصري في مطار القاهرة يتفرس في كرت الحمى الصفراء ليتأكد من حصولنا على التطعيم …..إذاً المعاملة بالمثل كرت الحمى الصفراء مقابل كارت الكبد الوبائي .
خارج السور :
قاطعوا المنتجات المصرية والأفلام والمسلسلات المصرية ، قاطعوهم اقتصادياً وثقافياً، طالبوا بكرت الكبد الوبائي وانتظروا صوت البكاء من شارع الهرم.
سهير عبدالرحيم

تأشيرة السودان.. وإعلام عباس.. غلمان وسفهاء الإعلام في مصر الذين تضخمت كروشهم من قروش الشعب لا يقدرون خطورة الكلمة


قطب العربي

من الصعب الاقتناع أن التأجيل المفاجئ لزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى السودان والتي كانت مقررة عصر السبت كان بسبب العواصف الترابية في الخرطوم، لكن من الأيسر الإقتناع أن التأجيل كان بسبب العواصف السياسية التي اجتاحت الخرطوم قبيل زيارة شكري مع تصاعد الدعوات لمظاهرات شعبية واسعة لاستقباله بدلا من الاستقبال الرسمي، وغالبا فإن تلك العواصف الشعبية هي التي منعت الوزير أن يكمل رحلته بناء على تقديرات أمنية وسياسية، وهي ذاتها التي دفعت الحكومة السودانية لإصدار قرار بفرض تأشيرة دخول على المصريين لتهدئة ذاك الغضب، والحقيقة أن الذي سيتضرر من هذه التأشيرة بشكل كبير ليس أنصار السيسي، ولكنهم المستضعفين من الشعب المصري، والمأمول من الحكومة السودانية أن تعيد النظر في هذا القرار مراعاة لأولئك المستضعفين.
قبيل الموعد المقرر لوصول الوزير شكري، تصاعدت دعوات التظاهر تحت عنوان مبادرة الشعب السوداني، وأعلنت جملة من المطالب منها إيقاف الحريات الأربع بين مصر والسودان، والتحرك الفوري في ملف حلايب، وإيقاف كل الاتفاقات الاقتصادية بين البلدين، ورفض الاستثمار المصري في السودان، ومنع الصادرات والواردات بين البلدين الخ، وهي جملة من المطالب الغاضبة، بعضها يضر بالسودان نفسه، لكنها على كل حال تعكس ألما من الزوابع الإعلامية في القاهرة ضد الشعب السوداني والتي شارك ويشارك فيها غلمان لا يعرفون قيمة العلاقات التاريخية والإمتزاج بين الشعبين الذي يندر مثيله، أكتب ذلك، وأنا لست بعيدا عن هذا الإمتزاج الذي جمع عائلتي المصرية بمصاهرة مع عائلة سودانية سياسية عريقة منذ الأربعينيات نتج عنها أبناء وأحفاد، يعتبرون كلتا الدولتين وطنا لهم، لكن غلمان وسفهاء الإعلام في مصر الذين تضخمت كروشهم من قروش الشعب “الفقير قوي”، لا يقدرون خطورة الكلمة أو الكاريكاتير، أو حتى النكات التي يطلقونها سخرية من أشقائهم الذين امتزجت دماءهم بدماء المصرييين في الحرب ضد الكيان الصهيوني، والذين قاسمونا اللقمة، وشربة المياه، بل وتركوا لنا على مدار سنوات كميات كبيرة من المياه التي جرت عبر النيل شمالا لتروي الأرض المصرية.
الإعلام السفيه الذي سمم الأجواء بين الشعبين، لا يعمل وفقا لأجندة وطنية خالصة، ولا يتحرك بقرار ذاتي، بل يعمل بريموت كنترول يمسك به ذاك الجنرال الذي يحدد لـ “الواد يوسف” و”البت عزة” وغيرهما ما ينبغي قوله ومالا ينبغي، وبالتالي فالحملات التي شنتها تلك الأبواق الإعلامية على الشعب السوداني مؤخرا هي بالتأكيد “وارد مكتب عباس كامل” حتى لو نفى ذلك.
من مساخر القدر أن يكون أحد أسباب التوتر الحالي بين الدولتين هو “الخناقة” على الانتساب لفرعون، وليس الانتساب لسيدنا موسى مثلا، وهي “الخناقة” التي اندلعت عقب زيارة الشيخة موزة بنت ناصر والدة أمير قطر للآثار السودانية مؤخرا، والسعي لترميمها، فمثل هذه المعركة الهزلية التي شارك فيها إعلاميون وحزبيون وبرلمانيون ووزراء، ما هي إلا رأس جبل النار التي اشتعلت منذ مطلع العام 2017 وذلك مع صدور إتهامات إعلامية من القاهرة للسودان بدعم عمليات مسلحة ضد عناصر النظام المصري، وكذا اتهامات إعلامية سودانية لنظام السيسي بدعم الجبهة الثورية المعارضة للحكم السوداني، وعادة يتبع أي تدهور في العلاقات بين الحكومتين بروز مفاجئ لقضية حلايب، التي هي دوما” في الهم مدعية وفي الفرح منسية”.
ومع خروج الأزمة عن نطاق الإدارة الحكومية في كلتا الدولتين، ودخول قطاعات شعبية على الخط مباشرة، فإن الخوف أن هذا الغضب الشعبي لا يفرق بين النظام الحاكم في مصر وأذرعه الإعلامية التي تنهش السودانيين كما نهشت ولا تزال تنهش المصرييين أيضا، وتحرض على قتلهم، وبين عموم الشعب المصري الذي يعتبر السودانيين نصفه الآخر الذي لا غنى له عنه، والأمل معقود على عقلاء الشعبين للتدخل للجم الإنفعالات التي تزيد النار اشتعالا هنا أو هناك، وهنا يحضرني نموذج الراحل المهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل الذي كان ينهض لإطفاء الحرائق التي يشعلها المحرضون ضد السودان في مصر، أو المحرضون ضد مصر في السودان، ويبادر على الفور لزيارة السودان لتهدئة الأجواء متحملا كل سخامات الإعلام المباركي، أيها المصريون..أيها السودانيون استقيموا يرحمكم الله، ولا تتركوا فرجة يتخللها الشيطان.
قطب العربي
*كاتب مصري

سراج النعيم يكتب : النفاق الاجتماعي في السودان؟ !!



......................................
يعتبر اﻟﻨﻔﺎﻕ الاجتماعي من أخطر المهددات لنسيج المجتمع، علي أساس أن الإنسان المنافق يزيف الحقائق، ويصورها حسب مصلحته الشخصية، حتي ولو أضطر للانحراف بالأخلاق نحو (الاباطيل)، وأن دل هذا الشيء، فإنما يدل علي أن الإنسان يمضي نحو النفاق رغماً عن علمه التام بأنه مكروه في الدين الإسلامي وقد نهانا الله سبحانه وتعالي عنه، وحذرنا عنه تحذيراً شديد اللهجة، وذلك منعاً لارتكاب الذنوب، ورغماً عن ذلك نجد أن هنالك من يقول في قرارة نفسه : (ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺫﻧﺒﻲ، بل ذنب من جعلني انافقه بتوجيه الأسئلة أمام جمع من الاناس لإرتباط مصالحي به، فلا استطيع في تلك الأثناء إجابته صراحة، بل اضطر إلي منافقته)، هكذا ﻳﻔﻌﻞ الكثير من الناس الذين قال عنهم أحد الحكماء : (ﺇﻥّ ﺷﺮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻣﺎ ﺩﺍﺧﻠﺘﻪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﺷﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻗﻮﻡٌ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻀﻼﺀ ﺑﺎﻟﺤﻖ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻓﻀﻼﺀ ﺑﺸﻲﺀ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺤﻖ).
إن الضغوط الاجتماعية في الحياة اليومية، ربما ولدت الكثير من الإحباط واليأس الذي ربما يقود الإنسان إلي الانفجار، وذلك في إطار توجيه الأسئلة تحت ضغوط المصالح بين الطرفين، وبالتالي يتولد (ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)، وتزداد معدلاته يوماً تلو الآخر، وكلما ازددنا تطوراً في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، فإن النفاق الاجتماعي أضحي تكنولوجياً، وذلك بإستخدام الهواتف الذكية التي وجد فيها الناس مرتعاً خصباً عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (تويتر) و(الواتساب)، مما جعل
(النفاق) متفشياً أكثر بكثير، ويهدف من ورائه المنافق لإرضاء شخص أو أشخاص مستفيداً من قدرته الفائقة في النفاق الوارد ذكره في عدد من سور القرآن الكريم : (ﻭﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺮﺽ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ إلا ﻏﺮﻭﺭﺍً)، ‏(وﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻟﺪ ﺍﻟﺨﺼﺎﻡ‏)، ‏(وﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻓﻘﻮﺍ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﺩﻓﻌﻮﺍ).
بينما نجد أن بعض الناس يكونون مضطرين إلي أن يجاملوا نفاقاً بدواعي أنهم يراعون مشاعر الآخرين، ويرون في (النفاق) أو (المجاملة) ﻓﻦ من فنون ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، أي أنهم منحوا ذلك السلوك مشروعية رغماً عن أنه مخالف لشرع الله سبحانه وتعالي، فـ (النفاق الاجتماعي) ﺛﻐﺮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ في المجتمع و(المجاملة) ثغرة تقود الإنسان إلي (النفاق) بدواعي إحترام مشاعر الآخرين، فيجد الإنسان نفسه مستخدماً مفردات محددة، ويكررها مع إشراقة كل شمس صباح مثلاً شكراً، أنت علي حق، من فضلك، لو سمحت ظروفك، يا ريس، يا باشا وغيرها من العبارات التي اكتسبها من النفاق، ظناً منه أنه ينال بها رضي الناس.
وإن أي إنسان يتخذ من النفاق نهجاً، فإنه يكون إنساناً متلوناً كالحرباء، ويبدي خلاف ما يظهر، وعلي هذا النحو يتأقلم مع الواقع بالنفاق والغش والكذب!!
‏ودائماً ما نجد أن المنافق اجتماعياً يبحث عن ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ الشخصية، ولا يهمه أن كان قد خالف الشرع أم لا، وبالتالي يتعود علي العيش وسط الناس بوجهين ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺣﺴﺐ الظروف المحيطة بمصالحه الخاصة المرتبطة بمن ينافقه في كل ما يدلي به، وإذا حكي من ينافقه نكتة ولو كانت (بائخة)، فإنه يضحك ضحكة مجلجة، وهكذا يكون مثل هذا إنتفاعياً، مهزوزاً أخلاقياً، مهزوماً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ومتأرجح الأفكار والآراء، ومع مرور الزمن يصبح النفاق بالنسبة له قناعة مع ﺗﻌﺎﻗﺐ الأيام والشهور والسنين والأجيال، فلا يري في (النفاق) أنه حرام رغماً عن أنه ورد في ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم الذي ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺃﻭﺻﺎﻓﻬﻢ ﻭﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺩﺳﺎﺋﺴﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺎً ﻣﻊ ﻣﺎ نلمس علي أرض الواقع، وهذا يؤكد أن النفاق ليس ﻣﺮﺣﻠﺔ تاريخية محددة، إنما هو مستمر طالما أن الحياة قائمة، وهكذا تتنوع المسميات والنفاق واحد، وقال ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ رحمة ﺍﻟﻠﻪ : (ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ إلي ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ)، فالنفاق يأخذ طريقه إلي الناس منذ القدم، حيث بدأ في الظهور والتزايد مع مرور الزمن إلي أن أصبح الإنسان ينافق أخاه الإنسان، وأن كان يختلف النفاق من شخص لآخر، وكل واحداً منهم يعتقد أن ممارسته للنفاق ذكاء اجتماعي، متجاوزاً بذلك المفهوم ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ الفاضلة الداعية إلي عدم النفاق سعياً عن مصلحة شخصية.


شاعر معروف يعود للحياة رغماً عن تشخيصات الأطباء



كشف الشاعر بابكر ابوحنين تفاصيل مؤثرة حول إصابته بمرض قرر علي إثره الأطباء أنه يجب أن تجري له عملية جراحية عاجلة بالهند.
وقال : تجدني محتاراً مما يحدث معي فكل التشخيصات الطبية لحالتي المرضية أكدت إنني مفارق الحياة والمسألة مسألة وقت لا أكثر، وها أنا مازلت علي قيد الحياة ما يؤكد أن التشخيصات الطبية خاطئة، وأن مشكلتي كانت تكمن في إيجاد طبيب مميز يشخص حالتي الصحية تشخيصاً صحيحاً، ويزيل الغموض الذي ظل يكتنف حالتي الصحية منذ سنوات، وهكذا عانيت ثم عانيت من الألم حوالي (8) سنوات متواصلة، وكل طبيب أذهب إليه يشخص حالتي بصورة مختلفة عن زميله السابق، وهنالك من يستهزيء وبي ويقول : إنني لدي مرضاً (خبيثاً) شفانا الله وإياكم منه، أي أنهم لا يمنحونك إحساس بالأمل في الحياة، وفي ظل بحثي عن العلاج قابلت أكبر الأطباء في السودان، وبعد الفحوصات والصور المقطعية يكتفون بوضع أيديهم علي تربيزة مكاتبهم تعبيراً عن دهشتهم واستغرابهم، ومن ثم يكتبون الروشتات لصرف المسكنات كنوع من الأمل للمزيد من العيش في الحياة، كأنني سأموت بعد أيام من تاريخ مقابلتي له، ومثل هذه التشخيصات كانت تدخلني في حالة من الإحباط واليأس، ومن هناك شددت الرحال إلي مصر فتم منحي أدوية ظللت استخدمها لمدة ست أشهر إلي أن تجمع الورم في مكان واحد وهو ما وصفه الأطباء السودانيين بـ(الخبيث)، والذي دفعني الآن للسفر إلي الهند


ﺃﻓﺮﺍﺡ ﻋﺼﺎﻡ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ وتلتقط (ﺳﻴﻠﻔﻲ) ﻣﻊ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ



ﻧﺸﺮﺕ المطربة ﺃﻓﺮﺍﺡ ﻋﺼﺎم ﺻﻮﺭﺓ التقطتها مع الفنان الموسيقار ﺻﻼﺡ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ (سيلفي) ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺳﺘﻮﺩﻳﻮ (أﻏﺎﻧﻲ ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ) في نسخته الجديدة، الذي أحدثت فيها إدارة قناة النيل الأزرق تغييرات في الأصوات والفرقة الموسيقية الخطوة التي وجدت إشادات منقطعة النظير.
هذا وأكدت من خلال صورتها مع الموسيقار صلاح بن البادية ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ مجدداً ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮعبر ﺷﺎﺷﺔ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...