*جلس إليها : سراج النعيم*
--------------------------------------
اجلست الفنانة السودانية (جواهر)، المقيمة بالعاصمة المصرية (القاهرة)، في
حوار استثنائي وساخن، كشفت من خلاله أدق الأسرار في حياتها، وردت فيه علي
من شككوا في نواياي زيارتها للسودان، بعد حازت علي النجومية والشهرة علي
مستوي الوطن العربي، مؤكدة أنها لم تحقق ما حققته، إلا بعد معاناة عميقة،
بسبب أنها لم تكن تمتلك المالية لتوفر المأكل والمشرب أو الكراسات
والأقلام، مشيرة إلي أنها لم تصل إلي هذه الجماهيرية العربية بالساهل، بل
دفعت ضريبة باهضة الثمن.
كيف سافرتي إلي القاهرة؟
وقالت : سفري إلي
(القاهرة) نبعت فكرته من الفنان الراحل زيدان إبراهيم، وذلك بعد أن هددني
اخي بالقتل في حال استمريت في ممارسة الموسيقي والغناء، وعليه قال لي
العندليب الأسمر : (طالما أن لديك جذور مصرية، أري أنه من الافضل لك أن
تسافري إلي القاهرة، حتي تتجنبي الاحتكاك بأخيك الذي في إعتقادي أنه لن
يتركك وحالك، طالما أنه لا يريدك أن تزاولي مهنة الموسيقي والغناء.
ما أسباب زيارتك لقناة النيل الأرزق؟
قالت : زرت الشاشة الزرقاء، والتقيت فيها بالجنرال حسن فضل المولي المدير
العام للقناة، وابلغته حزني العميق لما تعرض له استديو قناة النيل الأزرق
من حريق هائل التهم الأجهزة، وهنأته بفوز القناة باستفتاء صحيفة (الدار)،
الذي اختارها الأفضل في العام المنصرم.
اتهمك البعض بأنك تودين تلميع نفسك بحملة مستشفي سرطان الأطفال؟
قالت : هذا الإتهام لا أساس له من الصحة، بدليل إنني مسئولة عن العمل
الخيري في مستشفي سرطان الأطفال السوداني، لذا كانت زيارتي له للوقوف علي
أخر ما وصل إليه، فوجدت أنه يحتاج إلي بذل مجهود كبير جداً، وذلك باستقطاب
دعم رجال المال والأعمال والخيرين، وهذه الزيارة تأتي علي خلفية جولة لدول
الخليج وبعض الدول الأفريقية، وإقامة حفلات جماهيرية، يعود ريعها لصالح
مستشفي سرطان الأطفال.
كيف تنسيقين الجولة الداعمة للمستشفي؟
قالت :
تنسيقي يبدأ من السودان، ثم مصر، التي أشد منها الرحال إلي قطر لإحياء أول
حفل خيري، ومن ثم إمارة (ابوظبي) بدولة الامارات، والبحرين، واتجه فيما
بعد إلي افريقيا، حيث أغني حفلاً في نيجيريا، ارتيريا ودول افريقية أخري.
هل هي المرة الأولي التي تغنين في افريقيا؟
قالت : لا ليس المرة الأولي.
لماذا تم أختيارك لهذا العمل الإنساني؟
قالت : الإختيار نابع من إنني لدي جماهيرية علي مستوي الوطن العربي والافريقي.
ما هو أخر إنتاج جواهر الفني؟
قالت : دراما اجتماعية بعنوان (يا دنيا واخداني)، تم بثها عبر القنوات
الفضائية المصرية، ووجدت إقبالاً منقطع النظير في الشارع المصري.
عماذا تتحدث الدراما الاجتماعية؟
قالت : تعبر عن غدر الأصدقاء لبعضهم البعض، وغدر الزمن، وهي مذهب
وكوبلهين، وكل كوبلي يحكي عن قصة مختلفة، وهي من كلمات علي عطية، والحان
عبده مصطفي، وتوزيع طالب صقر.
أين وصل تعاونك فنياً مع شعراء وملحنين سودانيين؟
قالت : أنتجت أغنية وطنية بعنوان (ما اروعك يا وطن)، و(غمض عينيك) كلمات
الشاعر ود حنتوب، وتأخر التعاون بيني وبينهم بسبب تركيزي علي استقطاب الدعم
لمستشفي سرطان الأطفال، ولكن بعده سأتفرغ لإنتاج أعمال تجمعني بشعراء
وملحنيين سودانيين.
كيف توفقين بين نشاطك الفني في مصر، وجلب الدعم لمستشفي سرطان الأطفال السوداني؟
قالت : الآن أوقفت نشاطي الفني في مصر، حتي أتمكن من توفير الدعم
للمستشفي، الذي عندما زرته (اتخديت)، رغماً عن إنني مسئولة حملة الدعم، حيث
تفاجأت أنه يحتاج للكثير من المعينات، التي سأسعي لتوفيرها قبل حلول شهر
رمضان.
ما هي دوافعك لهذا العمل الإنساني؟
قالت : دوافعي إنسانية،
خاصة وأن علاقاتي برجال المال والأعمال ممتدة علي مستوي الوطن العربي،
بالإضافة إلي إنني اتمتع بجماهيرية، وعلي هذا النحو تحملت المسئولية
الملقاة علي عاتقي.
ألم تفكري في خوض تجربة التمثيل؟
قالت : لدي تجربة في شهر رمضان القادم بعنوان (ديسكو خرسكو)، وهي من إخراج إيهاب عبداللطيف، الذي أخرج لي أخر فيديو كليب.
ما الدور الذي تؤديه في الدرما الرمضانية؟
قالت : اتقمص في هذا المسلسل دور المعلمة (جزارة)، أي والله العظيم جزارة،
ثم ضحكت، واضافت : كل نجم حلقته منفصلة عن النجم الأخر، ويشير دوري إلي
إنني ضبطت زوجي في (الديسكو) يخونني مع فتاتين، بما إنني جزارة فلا أعرف
سوي لغة (الذبح)، ومن هنا أدخل (الديسكو) وبرفقتي اثنين من عمالي وأقول
لزوجي : (بقولك ايه يا معلم)، ثم اهجم عليه.
ما هي الأصوات النسائية التي لفتت نظرك في السودان؟
قالت : كورال كلية الدراما والموسيقي، الذي هو من الأصوات الدارسة التي أتمني لها حياة فنية أفضل من حياتنا، وفرص أكبر من فرصنا.
هل يمكننا الخروج بالأغنية السودانية من المحلية إلي فضاءات ارحب؟
قالت : في وقت سابق كانت الميديا السودانية محدودة، إلا أنها الآن أصبحت ذات بصمة واضحة في خارطة الإعلام الفضائي.
ما هي القنوات التي تشاهدينها؟
قالت : أشاهد قناة النيل الأزرق، و(أنغام) المتخصصة في الموسيقي والغناء،
و(سودانية 24)، وأتابع من خلالها البرامج التي تهتم بالموسيقي والغناء.
ما الأصوات التي لفتت نظرك في الفضائيات السودانية؟
قالت : هنالك أصوات كثيرة تتمتع بإمكانيات صوتية جميلة، وذات حضور مميز.
لماذا لا نشاهد لك فيديو كلبات؟
قالت : هي لا تبث علي القنوات الفضائيات السودانية، بل يتم بثها في
القنوات الفضائية العربية الخاصة ببث الموسيقي والغناء، نسبة إلي أن
الأجهزة الإعلامية في الوطن العربي أصبحت لا تمنح الموسيقي والغناء مساحات
في خارطة برامجها، إنما يتجهون بها إلي برامج (التوك شو)، بعد أن سيطرت
السياسة علي المتلقي.
ماذا تطلبين من جمهورك؟
قالت : أتمني أن يدعو
لي بالتوفيق في هذا العمل الإنساني، وأن تحقق الحفلات الخيرية النجاح،
خاصة وأن تلقي العلاج في المستشفي ليس محصورا علي السودان، بل يمتد إلي
افريقيا بصورة عامة.
ما الذي جعلك تزورين استاد الهلال؟
قالت : طلب مني عمل دويتو مع فنان سوداني لاستاد (الجوهرة) الرياضي.
هل انتي هلالابية؟
قالت : لا ليس هلالابية، ولا مريخابية، بل اشجع المنتخب القومي السوداني.
كيف وجدتي استاد الهلال في ثوبه الجديد؟
قالت : وجدت أنه عمل ضخم جداً، وبالتالي هو مفخرة للرياضة والرياضيين،
وأقول لجمهور الهلال ألف مبروك الاستاد الجديد، الذي يستحق عليه الدكتور
أشرف سيداحمد (الكاردينال) أن نقول له ألف مبروك علي هذا المجهود الكبير.
وماذا عن استاد المريخ والمريخاب؟
قالت : برغم أن استاد المريخ قريب جداً من استاد (الجوهرة)، إلا أن الوقت
لم يزعفني، ولكن سوف أقطع وعداً للمريخاب بأن أزور استاد المريخ، الاستاد
الذي بثت من خلاله المباراة المشؤمة بين (مصر والجزائر)، والذي حدثت بعده
الكثير من الإشكاليات.
هل تشاهدين مباريات كرة قدم محلياً أو عالمياً؟
قالت : نعم اشاهدها، ودائماً أركز علي مباريات المنتخب السوداني القومي،
أما علي الصعيد العالمي فإنني دائماً ما الحظ أن (ميسي عامل قلق)، بالإضافة
إلي (نيمار) و(رونالدو)، وهذه المتابعة الدقيقة للرياضة تولدت بعد أن غنيت
(كابتن ماما) التي جعلتني الم ببعض الدوريات والمنتخبات والاندية
واللاعبين.
هل القنوات الفضائية السودانية ساهمت في إيصال صوتنا؟
قالت : ليس بالنسبة لصغار الفنانين فقط، بل ساهمت في إظهار السودان بصورة
ممتازة، بعد أن كان مرتبطاً في أذهان العرب بمناطق محددة، أما في الحاضر
فإن الميديا السودانية التقليدية والحديثة عكسا صورة جمالية مشرقة عن
السودان، وليس شرطاً أن تكون المادة متعلقة بمطرب فقط، بل يمتد للاعبي كرة
القدم وغيرها، ما يؤكد أن وسائط الإعلام قدمت خدمة للفن في السودان.
لماذا رفض اخوك فكرة أن تصبحي فنانة؟
قالت : أنت تعرف أخي سراج النعيم أن مسألة غناء المرأة مرفوضة في السودان،
فما بالك وأنا من شرق السودان ذو الثقافة المختلفة عن الثقافات السودانية
عموماً، المهم إنني سافرت إلي (القاهرة) ودرست، ثم التحقت بالنادي النوبي،
إلي أن جاءت إنطلاقتي الحقيقية بالبوم (اسمريكا) المنتج في مصر علي مستوي
الوطن العربي.
وماذا عن إنتاج جواهر الفني عبر منتجين سودانيين؟
قالت : انتجت البومين غنائيين ليس خاصين بأعمالي، بل بأغاني الأخرين، حدث
هذا لإنني آنذاك كنت طالبة، ولم يكن لدي إمكانية أن أطلب من الشعراء أغنيات
خاصة، نسبة إلي إنني كنت فقيرة، لدرجة عدم مقدرتي شراء الكراسات والأقلام،
وهكذا حال كل الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد، فإنهم يعانون من هذه
الإشكالية، فالأهل يوفرون لهم السكن، أما الدراسة والكراسات والأقلام
والمأكل خاصة.
وماذا عنك الآن؟
قالت : الحمدلله أقدر الفنان الذي يتعامل معي فنياً ومعنوياً ومادياً وأدبيا.
رأيك في هؤلاء الفنانات حنان بلوبلو؟
قالت : أخت وصديقة وبيني وبينها (معزة) التي أعتبرها مثل ابنتي، وعندما
انجبتها جئت من مدينة بورتسودان خصيصاً وشاركتها الفرحة، بالرغم من إنني
كنت صغيرة، أي أن معزة ربطت بيني وبلوبلو بشكل واضح.
سمية حسن؟
قالت : سمية تعرفت عليها في الخرطوم والقاهرة، وهي فنانة دارسة للموسيقي، وكانت تتواصل معي.
ستونا؟
قالت : أخر لقاء بيني وبينها كان لصالح دعم مستشفي سرطان الأطفال السوداني، تم بثه عبر قناة (أنغام) الفضائية.
إنصاف مدني؟
قالت : كنت أتحدث معها منذ يومين فقط، حيث قلت لها في مكالمة هاتفية جملة
أعتقد أنها جميلة : (لو ما جيتي أشوفك بقتلك)، فما كان منها، إلا أن تضحك،
ثم طلبت من صديق مشترك أن يجمعها بي، قبل أن أموتها.
آسيا مدني؟
قالت : لا اريد أن أظلمها، فأنا لم أشاهد لها عملاً بشكل مباشر، إلا أنها
كانت عاملة (انتر فيو) في الفضائية المصرية، إلي أن سجلت فيها، وهي اللحظة
التي شاهدتها فيها فقط من غير ما اسمعها كفنانة، فهي عملها يختلف عما
أطرحه، والأماكن التي تغني فيها تختلف عن اماكني، فهي تغني في الأماكن
المتواجد فيها سودانيين، أي أنها تغني للجاليات السودانية الموجودة بمصر.
بصراحة كيف نخرج بالأغنية السودانية؟
قالت : نحن لدينا أصوات جميلة وشعراء يكتبون شعراً مميزاً، وملحنين يلحنون
الحاناً رائعة، خاصة بنات كورال كلية الموسيقي والدراما الذين إذا غنوا
مقامات شرقية صريحة، فإن في إمكانهم إيصال أصواتهم للإذن العربية بكل
اريحية، بالإضافة إلي أن الميديا السودانية أصبحت تخدم الفن أكثر مما كانت
عليه في الوقت السابق، ولها بصمة واضحة في خارطة الفضاء العربي، فمثلاً في
(الفيس بوك) إذا (كح) سودانياً تجد أن الوطن العربي كله يتحدث بها.