الخرطوم : سراج النعيم
تعتبر الفنانة فهيمه عبدالله من الأصوات النسائية
المميزة التي استطاعت بموهبتها وخامتها الصوتية أن تخلق لنفسها لونية فنية خاصة
بها وهذه اللونية وجدت قبول منقطع النظير من المتلقي السوداني الذي أصبح يتداول
صوتها عبر الهواتف السيارة في الإنشاد الديني ( بمحمد ) عليه أفضل الصلوات وأتم
التسليم بالإضافة إلي أغنية ( مرت الأيام ) لذلك رأت الأوتار أن تدير معها حوراً محصوراً
في بداياتها الفنية وأول إطلالة لها علي الجمهور ومن هم الذين وقفوا معها إلي جانب
مشاركتها الفنان الكبير محمد الأمين الغناء بمدينة الجنينة.
ما هي أول أغنية خاصة رددتها فهيمه بعد ظهورها للجمهور؟
أغنية هي ( يا بنيه ) ومن ثم توالت الأغاني منها علي
سبيل المثال لا الحصر أغنية ( أنت السبب) التي صاغ كلماتها الشاعر السفير معاوية
التوم الوزير المفوض بوزارة الخارجية السودانية والحان اللواء معاش جلال حمدون وقد
وجدت منهما الوقفة القوية وحسن التعامل ما دفع بمسيرتي في الاتجاه الصحيح بالإضافة
إلي آخرين من بينهم أسرة الفنان الراحل عبدالدافع عثمان ممثلة في نجله (
عبدالعظيم) حيث أنني رددت أغنيته الشهيرة ( مرت الأيام ) في الكثير من المحافل
ويمتد شكري إلي كل الذين وقفوا معي بمسمياتهم السامية.
من هو أول إنسان وقف إلي جانبك وساندك في الإطلالة علي المتلقي؟
لا يمكنني حصرهم في هذه المساحة فالقائمة طويلة وتحوي
الكثير من الشخصيات التي وقفت معي منذ بداياتي وحتى الآن وعلي رأسهم الفنان الكبير
كمال ترباس الذي كان بالنسبة لي بمثابة الأب الروحي وراعي تجربتي الفنية والأساتذة
حسن فضل المولي والشفيع عبدالعزيز وبابكر صديق والدكتور عبدالماجد خليفة وجمال
الشاعر وصلاح جميل بهاء الدين التوم الشهير بباهي ومدير فرقتي الموسيقية وآخرين قد
لا تسعفني الذاكرة لذكرهم جميعا فلهم مني العتبى حتى يرضوا فهم جميعا وقفوا معي
وساهموا في تجربتي التي لم يسبق أن تنكرت من خلالها لمن قدم لي الدعم والسند فأنا
اشكرهم علي المساحات التي منحنوني لها طوال الفترة الزمنية الماضية ومازالوا
يواصلون بحكم قناعتهم في موهبتي الفنية وابسط ما يمكن أن أقدمه لهم في هذه المساحة
الشكر ثم الشكر علما بان من لا يشكر الناس لا يشكر الله وأسال الله أن يعطيني
العمر المديد حتى أتمكن من رد جمائلهم لأنهم في المقام
الأول والأخير منحوني الشجاعة.
هل أنتي راضية عن تجربتك الفنية منذ البداية وإلي الآن؟
احمد الله كثيرا أن وهبني نعمة الصوت وبالتالي سأكون راضية
عن تجربتي طالما أن الناس راضية عنها ومعظم الذين التقي بهم يقولون لي أنتي تمضي
بخطي حثيثة نحو فن خالد في الذاكرة ومع هذا وذاك ابذل قصارى جهدي حتى أسس لنفسي
مدرسة فنية أضع بها بصمتي الظاهرة في مسيرة الأغنية السودانية وأنال بذلك الجهد ما
أصبو إليه وأن أتمكن من أرضاء الجميع.
كيف كان شعورك عندما أطليتي لأول مرة عبر جهاز إعلامي
وما هو ذلك الجهاز؟
أول ظهور لي عبر الوسائط الإعلامية كان من خلال تلفزيون
ولاية الجزيرة ومنه مباشرة كان ظهوري علي نطاق أوسع عبر برنامج ( نجوم الغد ) الذي
يبث من علي شاشة قناة النيل الأزرق.
وما هي ردود الفعل التي تركها أول ظهور لك من خلال
برنامج ( نجوم الغد ) بقناة النيل الأزرق؟
كانت ردود الفعل مدهشة جدا بالنسبة لي ما جعلني أضع في
حساباتي حجم المسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقي وعليه بدأت في التفكير جديا في
أن أختار النصوص الغنائية والإلحان التي تحافظ علي الانطباع الذي تركته حتى أكون
فنانة مختلفة في اللونية الفنية.
كيف تنظر فهيمه لمشاركتها الفنان الموسيقار محمد الأمين
في مدينة الجنينة؟
مشاركتي في مهرجان مدينة الجنينة كانت فرصه ذهبية وشرف
كبير لي لأنها جمعتني بالفنان العملاق محمد الأمين الذي أبدع كعادته في تقديم
أغانيه الخالدة في وجدان الأمة السودانية وكانت أيضا فرصة كبيرة لأن التقي بأهل
الجنينة الكرماء الذين طوقونا بكرم أهل السودان الأصيل فشكرا لهم علي كرم الضيافة
وقد حظيت المشاركة بالتجاوب الكبير من الجمهور.
ماذا عن ترباس؟
الفنان الكبير كمال ترباس كان الدرع الحامي لي ما أن
وطأت قدماي أرض الخرطوم ووقف إلي جانبي كلما اشتدت علي الرياح فأصبح هو الدليل
الذي استدل به وأنا أتلمس أولي الخطي وكنت دائما ما أرجع إليه لمشاورته في كل ما
يتصل بتجربتي الفنية وعليه ابعث له بصوت شكر وأن كان الشكر لا يكفي ولكن أدعو الله
سبحانه وتعالي أن يمد في عمره حتى يقف مع المواهب.