الخرطوم : سراج النعيم
وضعت الصحيفة الأستاذ معاوية التوم
الأمين الوزير المفوض بوزارة الخارجية نائب مدير إدارة القنصليات والمغتربين في
حوار من شقين طرحت من خلاله العديد من الأسئلة المتعلقة بالعمل الدبلوماسي
والموهبة الشعرية التي يتمتع بها ضيفنا الذي قال : تدرجت في العمل الدبلوماسي إلي
أن وصلت درجة وزير مفوض بوزارة الخارجية وما أزال علي رأس عملي الدبلوماسي
بالوزارة التي عملت عبرها في السلك الدبلوماسي السوداني في سفاراتنا بعواصم سلطنة
عمان وألمانيا وايطاليا فيما أسست سفارة السودان بـ( جوبا ) عاصمة دولة الجنوب قبل
الانفصال وكنت وقتئذ رئيس مكتب الاتصال الخارجي. الدراسات الدبلوماسية وأضاف : أنا
في الأصل من مواطني قرية ( فارس ) ريفي ود الحداد جنوب ولاية الجزيرة متزوج من مها
ابنة الشاعر والسفير مبارك آدم الهادي شقيق الشاعر الكبير الهادي آدم الذي غنت من
كلماته سيدة الغناء العربي أم كلثوم ( أغدا القاك ) وقد أنجبت منها أربعة أبناء
بينما تخرجت من جامعة علي قار الإسلامية اقتصاد وعلوم سياسية بالهند ومن ثم عملت
ماجستير في الدراسات الدبلوماسية بجامعة (ويست مستر ) بعاصمة الضباب لندن في العام
2005م.
قلت له وبما انك وزيرا مفوضا بوزارة
الخارجية دعني اطرح عليك سؤال حول تنامي ظاهرة جرائم السودانيين في الخارج وما هي
وجهة نظركم فيها؟ قال : من خلال تجربتي في أكثر من سفارة فإن السودانيين في دول
المهجر هم أقل المغتربين ارتكابا للجرائم وكل ما يحدث في هذا الإطار لا يعدو كونه
سوي جنح فردية تعود أسبابها إلي دوافع شخصية لا تنعكس أو تنسحب علي عامة
السودانيين في الخارج ربما تؤثر علي سمعة أو تصيبها بخدش ولكنها بأي حال من
الأحوال ليست مقلقة لأنها لا توجد فيها شبهة جريمة منظمة وهذا يؤكد لك أخي سراج
النعيم ما ذهبت إليه في تناول هذه القضية ومع هذا وذاك لنا أن نفتخر ونعتز
بالشخصية السودانية في دول المهجر ويحق لهم التباهي بين الجاليات التي تمثل
بلدانها في هذه الدولة أو تلك. احتواء الجريمة بالخارج وفي رده علي سؤال حول
احتواء الجرائم السودانية بالخارج؟ قال : مثل الجرائم التي تتطرق لها لا يمكن أن
نسقطها علي كل السودانيين في الخارج لأنها تتم في نطاق ضيق جدا ومع هذا وذاك نتمنى
بقدر الإمكان أن تعمل الجهات المنوط بها ذلك علي احتواء هذه الظواهر التي تترك
أثرها علي المجتمع السوداني الصغير في الخارج. شروط الهجرة وعن هل في الإمكان وضع
شروط لهجرة السودانيين لدول المهجر؟ قال : من الصعب وضع قوالب للاغتراب فالشخص
المغترب يتفاوت في درجاته الوظيفية قد يكون عامل بسيط وقد يكون دكتور وإلي أخره
وعليه من الصعب لهم قوالب وشروط للهجرة ولكن في الإمكان تنظيمها عبر الواجهات
والمؤسسات ذات الصلة وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وجهاز شئون المغتربين
والجاليات والتجمعات السودانية هنا وهناك ومن خلال هذه الشراكة يمكن تقديم موجهات
لعكس الوجه المشرق للسودان في الخارج من حيث التواصل مع الآخرين فهم في المقام
الأول والأخير يمثلون وطنهم أي هم الدبلوماسية الشعبية المكملة لأي جهد دبلوماسي
رسمي. تضرر المواطن بالخارج هنالك بعض الشكاوي في تقصير السفارات من الوقوف مع
المواطن السوداني في الخارج فماذا تقول في هذا الاتهام؟ قال : في هذه الحالة واجب
السفارة في الدولة المتضرر منها السوداني أن تقف إلي جانبه باعتبار انه مواطنها
أما إذا حدث منها تقصير فهذا يكون سلوك شخصي ولا ينعكس علي الدبلوماسية الخارجية
ككل. عالم الشعر وعرجت به إلي عالم الشعر ما هي علاقته بالدبلوماسية؟ قال : الرابط
هو أنني في فترة الدراسة الثانوية والجامعية أكتب شعر الرباعيات وبعض الشعر الشعبي
التقليدي ومن خلال ذلك فزت في الدورة المدرسية بمدينة الأبيض في العام 1983م
بجائزة الغناء مع الفنانة حنان النيل. بدايتي الشاعرية وفي رده علي بدايته
الشاعرية؟ قال : كما قلت لك مسبقاً فقد كنت أكتب الرباعيات التي ساعدتني في اكتساب
موهبة كتابة الشعر الغنائي الذي عرضته في بادئ الأمر علي والد زوجتي الشاعر
الدبلوماسي مبارك آدم الهادي وكان رأيه أنني لدي المقدرة علي كتابة الشعر ثم وضعته
علي منضدة اللواء معاش جلال حمدون والشاعر عبدالله البشير ورشاد فراج الطيب الوزير
المفوض بوزارة الخارجية وأشرف سيداحمد الكاردينال وآخرين كثر لا يسع المجال لذكرهم
جميعا إلي جانب أنني تناقشت مع ملحنين كبار وشباب حول تلك الأشعار. الشعر والعمل
ما بين كتابة الشعر والعمل الدبلوماسي كيف توفق بينهما؟ قال : الشعر خاطرة تأتي
إليك دون أن تختار الزمان أو المكان ولكن هذه الخاطرة يمكن إكمالها في أي وقت لاحق
أما العمل فهو فرصة لإتاحة المزيد من المعرفة.
وللتعرف علي المزيد من المدارس
الشعرية ماذا فعلت؟ قال : وقفت علي الكثير من الدواوين التي أنتجت في إطار الشعر
الحديث والتقليدي إلي جانب متابعة البرامج المختصة في ذلك منها مثلا البدوية وسحر
القوافي المبثوث من علي شاشة تلفزيون السودان بالإضافة إلي أنني تعرفت عن قرب علي
عمالقة الحركة الشاعرية واللحنية في البلاد أمثال عمر الشاعر والماحي سليمان ومحمد
حمدتو وآخرين.
الحزن في نصوصك من الملاحظ هنالك
حزن عميق في بعض نصوصك الغنائية إلي ماذا تعزو ذلك؟ قال : نابع من قرأتي للمشهد البيئي
العام وما أشاهده في وجوه الناس ضف إلي ذلك عوامل كثيرة إلا أنني علي الصعيد الشخصي
سعيد جدا مع زوجتي وأبنائي كما أنني أنجزت العديد من الأعمال في الصعيدين العملي
والأسري الذي نشأت وترعرعت في كنفه فوجدت فيه من هم مهمومين بالشأن السياسي.
موقف عالق في الذاكرة ويصب رأسا في العمل الدبلوماسي المرتبط
بالشعر؟ قال : عندما كنت في البعثة الدبلوماسية بايطاليا تم اختبار مقدرتي
الشاعرية لدي حفل استقبال السفير الجديد الذي ارتجلت له قصيدة في تلك المناسبة.
أما الموقف الثاني فهو أنني شددت الرحال برفقة زوجتي مها الهادي آدم التي قالت :
لماذا قال الشاعر الصحفي عبدالعال السيد في قصيدته التي غناها الفنان الكبير كمال
ترباس ( أنت المهم والناس جميع ما بتهمني؟ ) فكان ردي عليها أن كتبت لها نص بعنوان
( أبدا مهم ) وسوف تغنيها الفنانة ندي القلعة والحان الموسيقار يوسف القديل. كبار
الفنانين كيف تنظر للساحة الشاعرية الفنية؟ قال : الحركة الشاعرية والغنائية
مازالت بخيرها ويظهر ذلك من خلال برنامج ( أغاني وأغاني ) الذي يبث من علي شاشة
قناة النيل الأزرق وهو من البرامج المميزة التي تتيح فرصة للمطربين الجدد من أجل
الظهور الذي في رأي يتطلب التفاتة من الدولة وكبار الفنانين والموسيقيين حتى
يصمدوا في الحركة الغنائية ويأخذ طريقه إلي أذن المستمع وعليه يثري الساحة الفنية.
أصوات غنت لك ما هي الأصوات التي غنت من كلماتك؟ قال : كمال ترباس في ( لو داير
تصل ) الحان الطيب تقلاوي ومحمود تاور في عملين (فكرك سرح ) و( طلتك تسعد ) وعمر إحساس
(مصيرنا ) وسميرة دنيا ( أختار البعاد ) الحان التقلاوي ( أنا والنسيم ) الحان
القديل وندي القلعة (أبدا مهم ) الحان يوسف القديل واحمد الصادق وأفراح عصام وهبة
حسبو في ( سيد هوانا، سهران عشانه) الحان التقلاوي و( أمي غاليتي ) الحان الفنان
سيف الجامعة.