الخرطوم : سراج النعيم
وضع الدكتور وهيب إبراهيم هارون
أخصائي طب الجنين الحرج بمستشفي النساء
والتوليد بالخرطوم بحري.. وضع قصة السيدة
التي تمتاز بالغرابة من وحي إنجابها لمودها المتوفى بعد مرور (4) سنوات من تاريخ حملها الذي بموجبه أجريت
لها في إطاره عملية جراحية (قيصرية) معقدة
جداً وهي العملية التي استطاع من خلالها الطبيب
المختص وهيب من إنقاذ حياة المريضة بمعاونة الكادر الطبي بمستشفي النساء والتوليد
بالخرطوم بحري.
وفي ذات السياق قال : دهشت واستغربت من بقاء الأم حبلى (4) سنوات سنوات وهي نفس السنوات
التي بقيت في ظلها علي قيد الحياة ورغماً عن ذلك حبلي بالجنين الذي قمت باستخراجه
متوفياً من داخل بطن والدته وبالتالي كان مصدر دهشتي واستغرابي ناجم من هذه القصة المثيرة
جداً فهذه المرأة حبلت بمولودها الذي تجاوزت به الفترة الزمنية المحددة والمتعارف عليها في العلم لدي
النساء الحوامل بصورة عامة ولكن تبقي الظروف المحيطة بالحالة الطبية ظروفاً استثنائية فيما نجد ان الحالة الطبية التي نتطرق لها في
هذه المساحة حالة نادرة جداً ولكن أعزو السبب
المباشر وراء هذه الحالة إلي التأخر في وصول المريضة إلي المستشفي في الوقت
المناسب ما جعلها تتألم وتتوجع بصورة مستمرة دون ان تجد حلاً لما تشعر به قبل وبعد
إجراء العملية وبالمقابل يعد هذا الحمل الأول للام الحامل ما استدعاني إجراء العملية الجراحية علي جناح السرعة وذلك من أجل إنقاذ حياة الأم الحامل التي لم تتمكن من
مقابلة الأطباء نسبة للظروف المحيطة بها في أنها كانت تسمع من الكثيرين انه مجرد
انتفاخ وآخرين انه حمل بجنين خارج الرحم ومع هذا وذاك كانت المريضة تعاني الأمرين
ولكن لم تتوفر لها وسيلة نقل تشد من خلالها الرحال من جنوب السودان إلي الخرطوم نسبة
لبعض الموانع الموضوعة في طريقها.
ومضي د. وهيب : ما أن عرضت علي حالة
السيدة الحبلى إلا وأجريت لها الفحوصات الطبية التي شخصت علي ضوءها الحالة
الموضوعة علي منضدتي ومن ثم أجريت لها عملية جراحية عاجلة جداً حتى أتمكن من إنقاذ حياة الأم الحامل التي جاءت إلينا من
جنوب السودان وقالت إن لدها جنين داخل بطنها مر عليه أربع سنوات من التاريخ الذي تقف
فيه أمامي وكان ان كشفت عليها فاتضح لي بما لا يدع مجالاً للشك ان حملها (32)
أسبوعاً مع العلم ان الشخص الذي احضرها لمستشفي النساء والتوليد بالخرطوم بحري
طبيب امتياز أكد لي انه ذهب إلي أهله في منطقة الأم الحامل قبل أربع سنوات وحينما
عاد إليهم بعد مرور كل تلك السنوات وجد ذات المرأة لم تضع مولودها وعندها استفسر
عن الأسباب فتم إخطاره بأنها لم تستطع الحضور إلي المستشفي.