الثلاثاء، 22 يناير 2013

إطلاق اسم محمود عبدالعزيز علي أول مولود بعد إعلان وفاته بالأردن


المولود محمود عبدالعزيز



فيصل وزجته والدة الطفل محمود عبدالعزيز


حبوبة محمودعبدالعزيز تحمله عقب الانجاب


 الخرطوم : سراج النعيم

أطلقت أسرة فيصل المقيمة بمدينة مدني أسم الفنان الشاب محمود عبدالعزيز علي أسم المولود الذي أنجبته زوجته كأول مولود بعد إعلان وفاة الحوت بمستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية وعزت الأسرة هذه السمية إلي تعلقهم بصوت الفنان الراحل وهم لم يختاروا هذا التوقيت ولكن الله سبحانه وتعالي شاء ان يصادف ذلك  إنجاب مولودنا بمستشفي النساء والتوليد بمدينة مدني وما ان أخطرنا بأن المولود ذكر إلا وقلنا بصوت واحد انه (محمود عبدالعزيز) الذي تحبه وتعجب به الأسرة بصورة عامة خاصة وأننا أسرة موسيقية معروفة في المدينة لذلك هذه التسمية نابعة من حب وإعجاب  للفن الذي الذي صدح به هذا الفنان الشاب علي مدي السنوات الماضية واستطاع في نفس الوقت ان يحقق به النجومية الطاغية في الحركتين الثقافية والفنية وبالتالي شكل به وجدان الأمة السودانية.
وفي سياق متصل قالت معالي أمس ان تسمية طفلنا باسم محمود قائمة علي الأثر البليغ الذي تركه في دواخلنا منذ ان سطع نجمه وبالمقابل كان إجماعنا في الأسرة علي ان يكون اسم المولود الحديث علي اسم الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الذي ظللنا نتابع معاناته مع المرض منذ ان كان بمستشفي رويال كير بالخرطوم ومن ثم نقله إلي مستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية التي جاء منها النبأ الحزين ومن ساعته دخلت في حالة غيبوبة تامة أسعفت علي ضوئها إلي حوادث مستشفي مدني الذي تلقيت فيه العلاجات اللازمة ومن ثم عدت إلي المنزل إلا فاصررت علي الأسرة بأن نشد الرحال من هناك إلي الخرطوم وذلك من أجل أداء واجب العزاء في الفنان الجماهيري محمود عبدالعزيز فقيد الشباب والوطن الذي لم يدخلنا فقط في الحزن إنما ادخل  الجميع في حالة حزن عميق.
وأضافت: بدأت علاقتي بالاستماع لصوت الحوت الجاذب منذ ان كان عمري لا يتجاوز العشر سنوات ظللت من خلالها أتابع كل كبيرة وصغيرة وعندما جاء إلي مدينة مدني سعيت للالتقاء به وعندما سلمت عليه لم أكن مصدقة لأنه فناني الأول الذي التمست فيه كل صفات الفنان الذي اطرب فأجاد فهو بأي حال من الأحوال لا يمكن وصفه بالكلمات أو الإشارة إلي فنه بصورة عابرة فهو أسس لنفسه مدرسة فنية اقل ما يقال عنها أنها مدرسة تُحس فقط واكبر دليل علي ذلك الحزن الذي خيم علي الشارع السوداني.

لماذا انسلخ الحوت من الحركة الشعبية وهل انضم للمؤتمر الوطني؟؟


سلسلة حوارات وخفايا وأسرار مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز 2



ما هي قصة زيارتي معه لدار المايقوما ولماذا بكي الفنان الراحل ؟؟



 

 

 

توثيق : سراج النعيم

قلت أمس أن الصديق الفنان الراحل (الحوت) كما يحلو لجمهوره أن يناديه وبما أنني تطرقت لانضمامه للحركة الشعبية والكيفية التي استقطبه بها ياسر عرمان والمحادثة الهاتفية التي دارت بينه والدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور ففي هذا الإطار كان الفنان محمود عبدالعزيز واضحاً في خوض هذه التجربة الجديدة  مؤكداً أن أسباب الانضمام نابعة من الطرح الثقافي والفني الذي طرحته في برنامجها عقب توقيع اتفاقية نيفاشا  وقال لي صراحة لماذا لا انضم للحركة طالما أن قرنق أكد له تحولهم من حركة مسلحة إلي حزب يولي الجوانب الاجتماعية والثقافية والفنية جل اهتمامه وهي جوانب تصب رأساً في إطار التنمية والسلام والوحدة بين الشمال الجنوب وعندما التمس الحوت أن الحركة الشعبية لم تف بما وضعته علي منضدته لذلك لم يتوان ولو لكسر من الثانية في إعلان انسلاخه بعد أن حادت الحركة  عن طرح قرنق الوحدوي الذي قاده في وقت سابق للإقدام علي هذه الخطوة لأنه كان يحلم بتوحد شطري السودان الشمالي والسودان الجنوبي ولم يكتف بالحلم بل حث شعرائه علي تأليف نصوص غنائية يترجم بها ما يصبو إليه إلي أرض الواقع  وقد شجع شعب الجنوب علي السعي الحثيث للوحدة فكانت أغنية  (في مدينة جوبا) و(يا جونقلي حاشا ما نسوك ) وهما الأغنيتين اللتين قام بتصويرهما مخرج الروائع شكر الله خلف الله وتم بثهما من علي شاشة تلفزيون السودان وقد وجدا تفاعلاً كبيراً ولكن رغماً عن التزام الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بالفكرة إلا أن الحركة الشعبية كانت تهدف من استقطابه لكسب جماهيريته العريضة  وبالتالي قرر الانسلاخ نهائياً وترك الحركة الشعبية بعد خيبة آماله التي عمل في ظلها بشكل جاد  الشيء الذي حدا به أن يقول بصراحته المعهودة : الحركة الشعبية  لم تكن بحجم الطموح ولم تنفذ البرنامج الذي رفعت شعاره خاصة فيما يخص الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية.

نفرة هجليج

وأكتسب الحوت  تميزاًَ ونجاحاً كبيراً في الانضمام  للحركة الشعبية التي حينما تجاوزت الفكرة المرسومة في مخيلته رفض الفكرة نهائياً معلناً عدم رجوعه  ولم يحدد وجهته الحزبية ولكنه شارك في البرامج الاجتماعية والثقافية  والفنية  التي نظمها حزب المؤتمر الوطني بما في ذلك مشاركته في الحملة الانتخابية للسيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية  ونفرة هجليج  وقد قال الحوت أنه كثف من نشاطاته السياسية من أجل وحدة السودان ولكن بكل أسف لم تلتزم الحركة الشعبية بالبرنامج  والرؤية التي عمل في إطارها الدكتور الراحل جون قرنق لذلك من الاستحالة أن أكرر التجربة التي افتقدت للقيم الإنسانية التي يبحث عنها العامة في وطني لأنهم يدركون جيداً أن الانتماء يتطلب تنفيذ الشعارات علي ارض الواقع وهذا ما لم تفعله الحركة الشعبية ربما عدم إنزال البرنامج للواقع هو ما قاد الإخوة  الجنوبيين لاختيار الانفصال عن الشمال.

صولجان يحمل السحر

وبهذا الوضوح أصبح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فارساً يشق الأزمنة  التي جاء إليها من الحي الصغير المزاد بالخرطوم بحري ليذيع صيته في كل أرجاء السودان الذي أحبه لذلك عمل بكل وفاءه وإخلاص من أجل ان يظل السودان موحداً  يسنده  في ذلك وعي فكري فجاءت إبداعاته كالأمطار التي ارتوت بها الأرض الفنية السودانية الجافة  نصوصه الغنائية والحانه وموسيقاه  صولجان يحمل السحر الذي لا يعرفه سوي جمهوره  الذي ظل يشد من أزره في أحلك الأوقات فلم يخيب ظنهم  معلناً منذ الوهلة الأولي عن وجود إنسان قبل أن يكون فنان كبير.. وإنسان هذه لأنه كان كسحابة بيضاء تحلق لترسم في صدر السماء مكانة لنجم جديد  أكسبته التجارب الشرعية الفنية والذوقية  لتهبنا موسيقياه وأغنياته الخالدة في وجدان الأمة السودانية  فكانت ومازالت تزدهر كنخلة باسقة بالحب والأمنيات.

التشكيك والتأويل

وأينما حط الحوت رحاله تحتشد حوله أسراب العصافير والحمام مترجماً بوضوح شديد دلالة أن تكون الأغنية منسجمة مع روح العصر ومواكبة مع آفاقه وكل متغيراته البيئية والمناخية مما جعل جيوش العشاق تردد حكايات وأنغام هذا الفنان الأسطورة الذي لا يساوم بحفنة جنيهات أو دولارات رغماً عن تأكيد شهرته وبرزت نجوميته في الفضاء الواسع ليكون بهذا امتداداً طبيعياً لكبار الخالدين واضعاً حداً للتأويل والتشكيك في حياته الإبداعية التي كان يجابهها بالصمت ويعمل ويدع الآخرين يتحدثون ويطلقون حوله الشائعات المغرضة  وأن كنت لا أري ثمة أي أسرار أو تكهنات  إنما هي الصدمة الغنائية الحوتية.. فتعالوا  معي لكي نواصل تقلب صفحات وصفحات من رحلة سفير الأغنية السودانية أو فنان الأجيال).

الفن والسياسة

وواصلت حواري الذي ركزت فيه علي الانضمام للحركة الشعبية فسألته ألا تعتقد أن هذه الخطوة قد تخصم من رصيدك لما تلاقيه من محبه جارفه من الجماهير التي بعضها ارتبط اسم الحركة لديه بالتمرد؟ فقال بكل شفافية : كما أسلفت فالحركة رفعت في بادئ الأمر شعارات حسبت أنها ستكون دافعاً للوحدة  التي عملت من أجلها في القطاع الثقافي ولكن الحركة الشعبية التي تفاعلت معها في ذلك لم تلتزم بالفكرة التي طرحها علي الدكتور جون قرنق.
وفي رده علي سؤال طرحته عليه في ذات السياق السياسي قلت له  (بكل صراحة كيف تنظر للفنان الذي يغني للأنظمة السياسية والأحزاب ..؟؟ قال : بكل تأكيد لا أري غضاضة في أن يتجه الفنان علي هذا النحو خاصة إذا كانت قناعته السياسية  هي التي دفعته في هذا الاتجاه فالفنان في النهاية إنسان يعبر عن ذاته وينتمي لما هو يعتقد فيه خيراً لأبناء وطنه وعندما أضممت للحركة الشعبية كنت أهدف للوحدة عليه عندما لم تحققها الحركة انسلخت منها.

التمسك بالفكرة القومية

ومما ذهبت إليه مسبقاً وجهت دفة حواري مع الفنان الراحل حول رؤيته لمستقبل الفنان السياسي؟ فأجاب عليّ بدبلوماسية حسدته عليها قائلاً : الفن ليس بمعزل عن السياسة والفنان السياسي يجب أن ينحصر تفكيره في خدمة الإنسانية  بحكم انه مؤثر في جمهوره علي الأقل  مع التمسك بفكرته القومية فالتجارب الحزبية أثبتت فشلها والدليل على ذلك الأثر العميق الذي خلفته الحركة الشعبية سلبياً في المجتمع إن كان في شمال السودان أو جنوبه في عدم تطبيقها للشعارات التي يستفيد منها إنسان الجنوب.

أطفال المايقوما

طالما أن مفهومك عن السياسة يندرج في هذا الإطار الإنساني أين أنت من القضايا الإنسانية؟.
يا أخي لابد من أن تعرف حقيقة واحدة هي أنني لا الجأ إلي إظهار ما أقدمه في هذه الجوانب التي تطرقت إليها  ولكن في المستقبل يمكنك ذكرها ولكن الآن احتفظ بها لنفسك وسيأتي اليوم الذي تنشرها فيه وأظنه قريب جداً أنا يا عزيزي سأذهب بعد سويعات من الآن إلي دار المايقوما واتمني أن تكون برفقتي حتى تقف بنفسك علي كيف يستقبلني هؤلاء الأيتام وبالفعل تحركنا لوحدنا بعربته فتفاجأت بأنه يستأذنني للتسوق من احدي البقالات القريبة من الدار بالسجانة ويشتري الكثير من أكياس الحلوي ومن ثم نتوجه مباشرة إلي هناك وعلي ما اعتقد كانت الساعة تشير إلي العاشرة مساء وما أن دلفنا حتي لاحظت أن دموعه بدأت تتساقط مدراراً فقلت له دعنا ننصرف فقال لا بأس ولكن بعد أن أقدم لهم هذه المبالغ المالية والحلوي .

الحوت يكشف حقيقة سقوط سيف الحوت علي رأس الفنان نادر خضر

 

 

 

توثيق : سراج النعيم

أبدي المتلقي السوداني شعباً وحكومة اهتماما لم نشهد له مثيل حتى لدي وفاة كبار الفنانين ويعود ذلك إلي الفنان الصديق محمود عبدالعزيز الذي عاني ما عاني من المرض منتقلاً مابين مستشفي رويال كير بالخرطوم ومستشفي ابن الهيثم ومشرحة الطب الشرعي بمستشفي الجامعة الحكومي بالمملكة الأردنية الهاشمية والذي حول له بعد إعلان وفاته رسمياً مما يشير بشكل قاطع أن رحيله حمل بين طياته المغزى السياسي الذي كشفت في إطاره مدي علاقته بهذه العوالم التي استقطبه إليها ياسر عرمان ومن ثم جمعه بالدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور ولكن سرعان ما أعلن الحوت انسلاخه عن الحركة الشعبية وبدأ الانخراط في المشاركة بالبرامج التي يقيمها المؤتمر والوطني بما فيها الحملة الانتخابية للسيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في دلالة واضحة إلي وجهته السياسية الجديدة التي لم يصرح بها علناً ولكن مشاركته في المحافل الخاصة بالمؤتمر الوطني تؤكد بما لايدع مجالا للشك أنه أصبح مؤتمر وطني مما استدعي السلطات الحكومية الاهتمام البالغ بمرضه ومن ثم وفاته فقد قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني بإرسال طائرة خاصة للأردن يرافقها الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني وذلك من أجل إحضار جثمانه المسجي بمشرحة الطب الشرعي بمستشفي الجامعة الأردني.

المؤتمر الوطني

مما يؤكد أن الحوت وجد في المؤتمر الوطني ما لم يجده في الحركة الشعبية وبالتالي استطاع أن ينهض بفكرته التي ظل يحلم بها في الإطار الاجتماعي والثقافي والفني في دليل واضح علي أصالته في الانتماء  رغماً عن المحاولات اليائسة من القوى السياسية الأخرى لضم الحوت ومن ثم اكتساب تعاطف شعبيته الجارفة إلا أن قناعته الراسخة بأن التنظيمات والأحزاب السياسية السودانية فشلت في ترجمة شعاراتها لأرض الواقع  لذلك كان يسقطها من فكرته نهائياً ورغماً عن ذلك سعت سعياً حثيثاً علي أن لا تتخلف من إظهار كياناتها السياسية في الحدث الذي شغل الشارع السوداني والذي دخل في حالة حزن عميق فما كان منها إلا ونعت فنان الشباب الأكثر شعبية.

الحوت الفنان السياسي

قلت للحوت بكل صراحة هل انشغالك بالمجال السياسي بدأ مع استقطاب الحركة الشعبية لك أم انه كانت لديك اهتمامات ولكنك كنت تخفيها حتى لا يتأثر بها جمهورك؟
قال :  فى مطلع التسعينات من القرن الماضي كان هنالك فراغ خلفه انسحاب كبار الفنانين من المشهد السياسي أو مغادرتهم للبلاد كما فعل الكثير منهم وعلي سبيل المثال العمالقة محمد ردى ومحمد الأمين في فترة ما بالإضافة إلي مصطفى سيد احمد ومحمود تاور وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً إلي جانب الذين آثروا البقاء في الوطن دون الإدلاء بآرائهم في التطورات السياسية في البلاد سلباً أو إيجابا كحالة الفنان ابوعركي البخيت  ونسبة لما ذهبت إليه كان ظهوري مع بعض الشعراء والملحنين والموسيقيين والمسرحين علي رأسهم الشاعر الكبير قاسم ابوزيد والمخرج الراحل مجدي النور وآخرين في مسرحية (تاجوج في الخرطوم) كنت أود أن أقدم معهم ما يفيد الوطن رغماً عن التوترات الطفيفة التي تمكنت من إزالتها مع السلطة المختصة بواسطتك أخي سراج النعيم والصحيفة ومن خلال لقائي بشرطة النظام العام وقتئذ حيث أكد لي مديرها بحضورك أنه لا عداء لهم معي.  وبهذه الكلمات البسيطة خرج الحوت من مباني الإدارة الشرطية وهو سعيداً بسماع ما ذهب إليه مدير شرطة أمن المجتمع وعليه بدأ مرحلة جديدة من حياته بالالتحاق جندياً في أحدي الوحدات العسكرية مشاركاً في المهرجانات التي يقيمها الجيش السوداني وبالمقابل لا اتفق مع الآراء التي تقول أن بالسلطة والسياسة في البلاد لم تكن ايجابية.

الفنان نادر خضر

قلت للحوت ماذا عن رفيق دربك الفنان نادر خضر
 الذي كان واضحاً في خطه السياسي وماذا عن السيف الذي أسقطّه عليه ببرنامج (أغاني وأغاني) الذي يبث من علي شاشة قناة النيل الأزرق؟.
قال : ترافقت مع صديقي الفنان حقاً نادر خضر فى زمالة فنية نشطة وكنا نحرك البركة الراكدة في حفلات الشباك الذي تحملنا في إطاره عبء الغناء خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ السودان السياسي، وهي الفترة التي ظهر فيها مجموعة من الفنانين البارزين في الساحة أمثال محمود تاور ومصطفي سيداحمد والخالدي والهادي الجبل ومن هنا وجدت وصديقي نادر خضر القبول المنقطع النظير من قطاعات الطلاب والشباب الذين ظلوا يداومون علي دخول حفلاتنا الجماهيرية النهارية والمسائية وهي كانت تقام بشكل شبه يومي.

سيف الحوت ونادر

وأما إجابتي حول سيفي الذي أصاب رفيق دربي نادر خضر حزنت للتناول الإعلامي الذي صور الواقعة علي أساس أنني قصدت إصابته على وجهه وقد ذهبوا إلي ابعد من ذلك إذ قالوا أن الدماء سالت منه ثم عادوا وقالوا (قليل من الدماء) وهذه الحادثة وكما أسلفت حدثت أثناء تصوير حلقة من حلقات برنامج (أغاني وأغاني) الذي تبثه قناة النيل الأزرق سنوياً وأنا اعرف الفنان الذي نقل الخبر للصحيفة لأننا في تلك الأثناء كنا شخصي ونادر خضر وجمال فرفور الذي قيل في الخبر انه تناول مني السيف الذي كان يحمله عاصم البنا ولم يكن هذا الفنان صادقاً فيما ذهب إليه رغماً عن أنه في كثير من الأحيان يدعي أنني علي صلة قرابة به وكل ما في الأمر أن الحلقة المشار إليها كانت مخصصة  للرقص وفي تلك اللحظة كنت جالساً بجوار صديقي نادر خضر فمال السيف مني ناحية صديقي نادر خضر مما قاد لإصابته إصابة طفيفة لم تكن بالمستوي الذي صوره بها.

آمال وأحلام الشباب

نعم كان الحوت متمرداً ولكن كما قلت في المرة الفائتة أن تمرده تمرداً جميلاً وهو التمرد الذي مضي به على طريقته الخاصة  معبراً به عن آمال وأحلام الشباب بصورة عامة الشباب الذي وجد فيه مخرج لهم من الحالة التي تسكنهم والمتمثلة في الإحباط الذي ظل ملازماً لهم ما حدا بهم أن ينصبوا له خيام العزاء حالهم كحال الفنان الشاب الجماهيري معتز صباحي وهو الفنان الوحيد من أبناء جيله الذي ظل الحوت يبشر به كخليفة له ولعلكم تابعتم جميعاً اللقاء التلفزيوني الذي قال فيه بصراحته المعهودة مجيباً علي سؤال المذيع ناجي محمد الحسن والذي جاء في فحواه لمن تستمع من الفنانين الشباب؟ قال بلا تردد : الفنان الصديق معتز صباحي مما فرض علي مخرج الروائع شكر الله خلف الله بث أغنية (جيت رجيتك) للمبدع الجماهيري معتز صباحي التي وثق لها تلفزيون السودان ببرنامج (ليالي النغم) وظل الحوت يبشر بأن خليفته في الحفلات الجماهيرية معتز صباحي وبدوره ظل صباحي يؤكد في كل تصريح له أن محمود عبدالعزيز أستاذه الذي تعلم منه الغناء لذلك بكى عندما أخبرته بأن الحوت مات ولم يستطع اكمال المكالمة الهاتفية التي جمعتني به مثله مثل سائر السودانيين الذين ذهب البعض منهم إلي الاقتداء به.

نجم شباك

قلت ما هي الفترة الزمنية التي أصبح فيها الحوت نجماً للشباك الذي كان محصوراً في العملاق محمد الأمين وربما بعض الفنانين في الحفلات الموسمية ؟
بدأت هذه المرحلة في فترة مبكرة والتي أخذت فيها حفلاتي العامة تجد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير رغما عن أن البعض عمل علي رسم صورة مغايرة عن شخصيتي الفنية من خلال الترويج إلي أنني فناناً غير ملتزم بالمواعيد وهي الحيلة التي لم تنطلي علي جمهوري الذي كان واعياً بما يحاك ضدي في تلك الفترة ولكنني كنت أعزو ذلك إلي الغيرة الفنية التي كان يفترض فيهم منافستي بتقديم الأعمال الغنائية الجادة التي تلاقي هواً في نفوس الجماهير التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجامل مهما كانت المغريات إذ وجدت في البداية أن أقدم نفسي للجمهور بأغاني معروفة للفنانين الكبار احمد المصطفي وحمد الريح ومحمد وردي وعثمان حسين وزيدان إبراهيم ومحمود تاور ونجم الدين الفاضل وآخرين وقد شاركت في معظم احتفالات الكشافة البحرية بما في ذلك الحفل الذي شهده الرئيس الراحل النميري.

جنة الأطفال

محمود عبدالعزيز بكل صراحة هل ترديد وتوثيق أغنية (جنة الأطفال) التي كانت شعاراً للبرنامج الخاص بالأطفال بتلفزيون السودان هل فعلت ذلك بدافع الحنين لتلك الأيام التي شاركت من خلالها في البرنامج؟
قال : جنة الأطفال كان لها دور كبير في تشكيل شخصيتي التي وجدت في المنزل عدد من المبدعين الذين سبقوني في هذا المجال خالي الممثل الطاهر محمد الطاهر الذي ظهر للمتلقي عبر أثير الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي في الكثير من الأعمال بالإضافة إليه خالي الشاعر أمين محمد الطاهر الذي تغنيت من كلماته  وبالتالي استطاع خالي الطاهر أن يحبب لي التمثيل وهو الذي ساعدني في المشاركة في برنامج جنة الأطفال وأنا مازلت طفلاً صغيراً وهناك تعرفت عن قرب علي مجموعة من الزملاء الذين كانوا يشاركون بالبرنامج .

الأحد، 20 يناير 2013

مستشفي ابن الهيثم يتبرأ من صورة الحوت بعد الوفاة ويوضح الحقائق



عمان – الخرطوم : سراج النعيم

طرحت الصحيفة امس حزمة من التساؤلات الساخنة على الدكتور عمر محمود ، الطبيب المشرف على الحالة الصحية للفنان الجماهيري محمود عبدالعزيز الذي كان يستشفي بمستشفي ابن الهيثم بالمملكة الاردنية الهاشمية قبل إعلان وفاته رسمياً من قبل المستشفى وسألته حول الصورة التي تم نشرها من على شاشة موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ويظهر فيها خلف الجثمان شابان في مقتل العمر وهما يرفعان ايديهم في دلالة على انهما كانا يقرآن الفاتحة على روح فقيد الشباب والوطن.
وفي رده على الدار قال الدكتور عمر : الصورة التي ذهبت إليها في سؤالك لم يتم إلتقاطها بمستشفى ابن الهيثم انما التقطت للفنان السوداني محمود عبد العزيز بمشرحة الطب الشرعي بمستشفى الجامعة الحكومي الاردني لأننا بعد ان سلمنا الجثمان لهم تركناه برفقة اهله مع التأكيد الجازم بأن مستشفى ابن الهيثم ليست به مشرحة.
 هل شاهدتم تلك الصورة وماهي ردة فعلكم في هذه الصورة التي انتشرت من على شاشات الشبكة العنكبوتية؟
قال : بالفعل شاهدت صورة الفنان السوداني محمود عبد العزيز من على شاشة الفيس بوك وعندما تحرينا حولها اكتشفنا انه إلتقطها شباب سودانيون من داخل مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفى الجامعة الحكومي الاردني واكدت لنا السفارة السودانية بالعاصمة الاردنية انها تعرفت على الشابين اللذين يظهران خلف الجثمان وقالت انها ستقوم بمحاسبتهم على هذا الفعل المنافي للقوانين والاعراف.
وماذا عن الصور التي التقطت للفنان الراحل محمود عبد العزيز من داخل غرفة العناية المكثفة بمستشفى ابن الهيثم الذي كان يستشفى فيه بعد أن نقل إليه من مستشفى رويال كير بالخرطوم؟
قال : هذه الصور التي اشرت إليها في سؤالك لم تلتقط للفنان السوداني محمود عبد العزيز من داخل غرفة العناية المكثفة بل أخذت له من خارج الغرفة المشار إليها عبر الهاتف ا لسيار فهي مثل هذه الحالة من الصعب علينا السيطرة على الشخص المعني رغما عن الرقابة المشددة والتعليمات التي نفرضها للمرضى الذين تكون حالتهم الصحية (حرجة) ولكن رغما عن الرقابة والتعليمات المسبقة إلا ان هنالك من استطاع ان يلتقط صورة خاطفة للفنان محمود عبد العزيز من غرفة العناية المكثفة وهي الصورة التي لم نستطع السيطرة عليها.
ماهي الملاحظات التي خرجت بها طوال بقاء الفنان السوداني محمود بغرفة العناية المكثفة؟
قال : كنت مذهولا من عدد المكالمات التي اتلقاها من السودان فمنذ أن احضر إلينا في مستشفى ابن الهيثم والى ان غادرها متوفي الى رحمة مولاه لم يتوقف هاتفي الجوال من الاستفسارات المتعلقة بالفنان السوداني محمود عبد العزيز الذي اعتبره اسطورة من اسطورات الغناء.. ولا نملك الا أن نقول: انا لله وانا إليه راجعون.

السبت، 19 يناير 2013

سلسلة حوارات وخفايا وأسرار مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز (1)



 

 

 

كيف انضم للحركة الشعبية وما علاقة ياسر عرمان بدفعه للسياسة


ما الحوار الذي دار بينه والدكتور الراحل جون قرنق بالقاهرة


ما سر الثنائية التي تمناها مع الشيخ عبدالرحيم البرعي



توثيق : سراج النعيم

صراخ ودموع ولهفة وحيرة كلها ارتسمت على الأفئدة لحظة تلقيها نبأ وفاة الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الذي عاشوا معه لحظات قاسية لن تمحوها السنون من الذاكرة فالتجربة المرضية المريرة التي مر بها بمستشفي رويال كير بالخرطوم ومن ثم ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشيمة كانت تجربة قاسية جداً علمّت الجميع قيمة الحياة ومرارة الفراق ولوعته.
يعتبر الراحل محمود عبدالعزيز من الفنانين القلائل الذين حملوا مشعل الرفض لكل ما هو مقيد للذات الإنسانية فهو قد أعلن منذ الوهلة الأولى حبه اللا محدود للإنسانية والحياة من خلال الأغاني التي حافظ بها على الأفكار الجادة في المجال الذي اختاره للمضي به قدماً بموهبة قل أن يجود بها الزمان لأنه أي الحوت استطاع أن ينحت أفكاره الجريئة بتناول النصوص الغنائية المميزة والألحان المتجددة في الحركتين الثقافية والفنية .

ما بعد الحزن

ومن هنا رأيت أن أبحر في لجة حواراتي مع هذا الفنان الأسطورة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني فهي في المقام الأول والأخير حوارات لم تنقطع برغم انقطاعه عن الحياة فثمة من يقول وهم عديدون أن محمود عبدالعزيز نقلنا إلى ما بعد الأشياء المرئية .. إلي ما بعد الحزن العميق الذي ترجمه بوضوح في الكثير من الأغاني.. إلي ما بعد الفرح الذي مزجه بالحزن فهو بلا شك كان فناناً جميلاً وصادقاً ومدهشاً.

صوت يشدك إليه

وعندما تتحدث مع الفنان الجماهيري محمود عبدالعزيز ينتابك إحساس منذ الوهلة الأولي بأن صوته قادم من خلف الغيوم فهو صوت يشدك إليه إن شئت أو أبيت ولهذا الصوت سحره الأخاذ  ولا يعرف هذا السحر سوي معجبي (الحوت) لأنه يحمل بين طياته الإصرار وروح التحدي الذي استطاع به أن يشق طريقه للقمة الفنية في البلاد بعقل وقلب مفتوح ولاشك أن موهبته الفنية لعبت دوراً كبيراً في اقتحامه للعقبات والأشواك وهي وحدها التي جعلته يدخل تاريخ الأغنية السودانية من أوسع أبوابها.

(التمرد الجميل)

البداية كانت في تسعينيات القرن الماضي ومن ثم تواصلت معه بصورة مستمرة ودون انقطاع إلي أن التمست فيه (التمرد الجميل) وهو التمرد الذي حلق بجناحه بعيداً عما جبل عليه الكثيرين من أبناء جيله الذين ظلوا قابعين في محطة التقليدية والرتابة والخضوع الدائم الذي كانت تحفل به الحركة الفنية في السودان.

الموسيقار صلاح بن البادية

 في العام 1987م أنضم لمركز شباب الخرطوم بحري على أيام الأستاذ أحمد الريس وهناك ألتقي آنذاك الوقت بالموسيقار عبدالله الكردفاني وحسن والشيخ صلاح بن البادية الذين كانوا له سنداً قوياً لمجابهة رسم خارطة طريق لموهبته الفنية التي أول ما قدمها للموسيقار الفنان الكبير صلاح بن البادية والذي  أبدى بصراحته المعهودة إعجابه الشديد بهذا الصوت المتفرد رغماً عن صغر سنه فما كان من ابن البادية إلا رعاه كفنان واعد يبشر بمستقبل مشرق في الحركة الفنية جاءت تلك الرعاية الكريمة من واقع علاقة الصداقة التي ربطته بنجليه (حسن) و(الشيخ) وهي كانت مرحلة هامة مفصليه من تاريخ حياته الإبداعية وهي المرحلة التي ظل الحوت يحتفي بها كثيراً في كل الحوارات التي أجريتها معه إذ أنه قال لي :(يكفيني فخراً وإعزازاً أنني تتلمذت على يد الفنان الكبير صلاح بن البادية  يعني لكل حوار شيخ وابن البادية هو شيخي الذي أخذ بيدي في مرحلة مفصلية من حياتي الفنية).

اقتبس ذلك الضياء

 فما ذهب إليه الحوت يؤكد وفاءه لمن وقفوا معه في البدايات واصفاً الفنان صلاح بن البادية بالشيخ وشخصه بالحوار في دلالة واضحة بأن الصوفية التي امتزج بها منذ ذلك التاريخ شكلت حيزاً كبيراً من اهتماماته وتطوير ذاته لذا نجده قد اقتبس ذلك الضياء الذي أصبح له مشعلاً في حياته الإبداعية التي طرح في إطارها الكثير من مدائح المصطفي صلي الله عليه وسلم وذلك عبر إذاعة الكوثر وقناة ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم واذكر أن من أماني الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أمنيته في تشكل ثنائية مع أبونا العارف بالله الشيخ الراحل عبدالرحيم البرعي في عدد من المدائح التي ألفها الأخير نظماً ولحناً.

قضايا وطنية

ويلاحظ في الحوت الروح الفنية المعتمدة اعتماداً كلياً على الإلمام بما اختاره أو اختارته إليه موهبته الفذة التي في ظلها طرحت عليه سؤالاً مفاده أخي محمود أراك تنتقل ما بين الفينة والأخرى  بين الغناء والتمثيل فأي المرافئ تؤثر الوقوف عندها وما هو مرماك الذي تهدف للرسو فيه وماذا تود أن ترسل لجمهورك عندما تجمع بين هذين المجالين الإبداعيين؟
 قال بصراحته المعهودة : اطمح من وراء ذلك إلى أن أرسو في مرفأ الإبداع الذي وضعتني فيه موهبتي فلكل موهبة قالبها وموهبة الغناء عندي لها قالبها الخاص وكذاك موهبة التمثيل ولكل موهبة فكرتها التي أجسدها فيها بالإطار الفني الذي يتناسب معها ولكن رغماً عن ذلك ففكرتي الأساسية تركزت منذ البداية في الغناء ولاشيء غيره خاصة حينما تأتي اليّ تلك اللحظة المليئة بالتوهج فهي تحملني إلي عوالم الغناء من على خشبات المسارح فالفن بصورة عامة لا ينمو في الفراغ بل يحتاج إلي موهبة يتم صقلها بالاطلاع والدراسة فأنا فعلت كذلك بالدراسة الموسيقية والتمثيل بقصر الشباب والأطفال وهذا الاتجاه نابع من إيماني القاطع بأن الفنان هو ابن المجتمع وعليه يؤثر ويتأثر بواقعة وقضاياه في شتي ضروب الحياة لذلك ظللت احمل هذين الرسالتين لأنني علي قناعة تامة بأنه لا تضاد بين الفن والتمثيل بل هنالك نوع من التكامل بينهما وبالتالي لم أعزل فني عن قضايا وطني التي عشتها بكل صدق  مغسول بالوفاء.

الحركة الشعبية

وبما أن الحوار قد قادنا إلي عوالم الوطن والسياسة دعني أسألك عن الانضمام للحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية نيفاشا فمن هي الشخصية التي قامت باستقطابك وأين التقيت بها ومن مِن القيادات بالحركة تحدثت إليهم؟
وبلا تردد قال : انضمامي للحركة الشعبية تم بواسطة الأخ ياسر عرمان الذي سعي للالتقاء بي آنذاك والذي كنت فيه بالقاهرة وقد دار بيني وبينه حواراً امتد لساعات حول رؤية الحركة الشعبية للسودان الوطن بعد الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة بمباركة دولية المهم أن الفكرة كانت تصب في إطار مصلحة شعبي الشمال والجنوب وبالتالي قبلت ما طرح علي شرطاً ألا يتم إقحامي في القضايا السياسية مهما استدعي الأمر وان اعمل في المجال الثقافي والفني فقط فما كان من ياسر إلا واجري مكالمة هاتفية بالدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور ومن ثم أعطاني إليه قائلاً : مرحباً بالرفيق محمود عبدالعزيز في الحركة الشعبية التي سوف تتحول من حركة مسلحة إلي حزب سياسي يمارس العمل السياسي المصحوب بالقضايا الاجتماعية والثقافية والفنية وفي الأخيرتين نحن نحتاج إلي جهودك معنا من أجل إيصال رسالتنا للمجتمع السوداني الذي يجب أن يكون موحداً فقلت له طالما أن فكرتكم في أن يكون السودان موحداً لا مانع لدي من العمل معكم في قطاع الثقافة والفن ومن هنا بدأت علاقتي بالحركة الشعبية ومن ثم تم وضعي في لجنة استقبال الدكتور جون قرنق بالخرطوم.

 دار العجزة والمسنين

قلت للحوت ما هي إسهاماتك الوطنية من الناحية القومية وأين أنت من القضايا الإنسانية؟.
قال : الشعب السوداني بصورة عامة يحب خدمة الإنسانية وبما أنني واحد منهم أسجل زيارات لدار العجزة والمسنين وبعض الدور الأخري العاملة في خدمة الانسانية في فترات متقطعة ولكنني أحرص عليها بالإضافة إلي أن علاقات قوية ربطتني بأطفال الشوارع طالما أنهم أحبوني وأحبوا فني ويا أخي أنا إنسان بسيط ويعرف هذه الحقيقة كل من جمعته بي صداقة وأنت اعلم الناس بذلك ولم يسبق لي أن توانيت عن أداء ضريبة الوطن في أي محفل من المحافل ويشهد علي ذلك الوسط الفني والدولة من خلال الحفلات والليالي التي أقيمت ويكفي أنني أحتفل بعيد الاستقلال علي طريقتي الخاصة فأنا منذ أن بدأت الخوض في المعترك الفني الذي شهد الكثير من التحولات والمنعطفات التي ظللت علي خلفيتها أتفاعل مع قضايا وطني وأحث جمهوري علي انتهاج نفس النهج لأنني كنت احمل رسالة لا تهمني معها المادة بقدر ما أنا اعمل علي إشباع هوايتي في الفن والتمثيل معاً وما مسرحية (تاجوج في الخرطوم) التي قمت بإنتاجها والتي ألفها المخرج الراحل مجدي النور وأخرجها الشاعر الكبير قاسم ابوزيد وشاركني في بطولتها الممثلة الكبيرة سمية عبداللطيف وكوكبة من نجوم الدراما إلا أكبر دليل علي ذلك فلم يبخل عليّ أبناء جيلي من الممثلين والعازفين المهرة في التأطير لفكرتي في الفن والتمثيل إلي أن وجدت لهما موطئ قدم بين رصيفاتهما ومن ثم حققت بهما الانتشار في فترة وجيزة فأصبحت أعمالي بفضل الله سبحانه وتعالي وشركات الإنتاج الفني والتوزيع والأجهزة الإعلامية المختلفة تلامس أحاسيس ومشاعر المتلقي في كل أرجاء السودان.

الحوت نجم الشباك

ما هي الفترة الزمنية التي أصبح معها الحوت نجماً للشباك الذي كان محصوراً في العملاق محمد الأمين وربما بعض الفنانين في الحفلات الموسمية ؟
بدأت هذه المرحلة في فترة مبكرة والتي أخذت فيها حفلاتي العامة تجد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير رغما عن أن البعض عمل علي رسم صورة مغايرة عن شخصيتي الفنية من خلال الترويج إلي أنني فناناً غير ملتزم بالمواعيد وهي الحيلة التي لم تنطلي علي جمهوري الذي كان واعياً بما يحاك ضدي في تلك الفترة ولكنني كنت أعزو ذلك إلي الغيرة الفنية التي كان يفترض فيهم منافستي بتقديم الأعمال الغنائية الجادة التي تلاقي هوا في نفوس الجماهير التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجامل مهما كانت المغريات إذ وجدت في البداية أن أقدم نفسي للجمهور بأغاني معروفة للفنانين الكبار احمد المصطفي وحمد الريح ومحمد وردي وعثمان حسين وزيدان إبراهيم ومحمود تاور ونجم الدين الفاضل وآخرين وقد شاركت في معظم احتفالات الكشافة البحرية بما في ذلك الحفل الذي شهده الرئيس الراحل النميري.








جنة الاطفال

محمود عبدالعزيز بكل صراحة هل ترديد وتوثيق أغنية (جنة الأطفال) التي كانت شعاراً للبرنامج الخاص بالأطفال بتلفزيون السودان هل فعلت ذلك بدافع الحنين لتلك الأيام التي شاركت من خلالها في البرنامج؟
قال : جنة الأطفال كان لها دور كبير في تشكيل شخصيتي التي وجدت في المنزل عدد من المبدعين الذين سبقوني في هذا المجال خالي الطاهر محمد الطاهر الممثل الذي ظهر للمتلقي عبر اثير الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي في الكثير من الأعمال بالإضافة إليه خالي الشاعر أمين محمد الطاهر الذي تغنيت من كلماته  وبالتالي استطاع خالي الطاهر أن يحبب لي التمثيل وهو الذي ساعدني في المشاركة في برنامج جنة الأطفال وأنا مازلت طفلاً صغيراً وهناك تعرفت عن قرب علي مجموعة من الزملاء الذين كانوا يشاركون بالبرنامج .

الشيخ كمال رزق: الحب والعشق والوله الذي بلغه "محمود" لا ينبغي ان يكون إلا لله ورسوله

الشيخ كمال رزق: الحب والعشق والوله الذي بلغه
طالب بقوانين خاصة باللواط ونصب المشانق في الميادين
شن الشيخ كمال رزق إمام وخطيب مسجد الخرطوم هجوماً عنيفا على الحكومة والأجهزة الأمنية وحملها مسؤولية الدمار الذي صاحب الأحداث التي وقعت جراء التدافع لاستقبال جثمان الفنان الراحل محمود عبد العزيز بمطار الخرطوم .
وقال رزق في خطبة الجمعة أمس أن الحكومة مسؤولة عن التردي الأخلاقي الذي يسود المجتمع والسلوك المشين للشباب الذي أصبح منجرفاً وراء الهوى والفجور ، وانتقد بشدة تعاملهم مع حادثة محمود والدمار الذي أحدثوه بالمطار وتسببهم في إلغاء الرحلات ، وزاد أن السلوك غير المسؤول الذي قاموا به كاد أن يتسبب في كارثة بالخرطوم ، مبيناً ان بعضهم حاول الانتحار والآخر يبكي بصخب وجنوب ، مضيفاً أن ما حدث يعبر عن الحب الذي وصل مرحلة العشق والوله الذي لا ينبغي أن يكون إلا لله ورسوله وليس لبشر مثلنا .
وأشار رزق للتردي الأخلاقي الكبير في المجتمع ، وقال إن الزنا أصبح ميسور بل بدراهم معدودة وتكاد لا تفرق بين البنت والولد في المظهر بجانب انتشار أماكن الشيشة رغم التوجيهات التي أصدرها والي الخرطوم ، مما يؤكد أن المسؤولين بالمحليات لا ينفذون توجيهات الوالي ، منبهاً لخطورة الجرائم الدخيلة على المجتمع السوداني ، وقال بالله عليكم كيف لمعلم أن يغتصب تلميذا ويتحرش بـ (26) آخرين ، وسخر من القوانين الخاصة بهذه الجرائم وطالب بمراجعتها وسن قوانين خاصة باللواط تقضي بنصب المشانق في الميادين العامة لمرتكبيها .
وأبان ان المستقبل أصبح خطير وغير مبشر بل وينذر كارثة وانفجار جراء التردي الأخلاقي وكثرة القنوات التي تربي الشباب على الفسق والفجور وتساءل بالله عليكم لماذا لا يكون المستقبل قاتما والسلطات تخصص قناة على مدار اليوم للغناء فقط .
صحيفة آخر لحظة

المستشار الصحفي للرئيس يكشف سر صور البشير مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز



الحوت يتحدث للاستاذ سراج النعيم

 
الخرطوم : سراج النعيم
خيم الحزن أمس علي الجميع ودخل البعض في حالات غيبوبة منذ أن أعلن رسمياً وفاة الفنان الشباب محمود عبدالعزيز بمستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية فيما نجد أن الحزن الذي سيطر علي معجبي الحوت جاء بعد إعلان وفاته رسميا ما قاد الكثير من الجنسين للدخول في حالة غيبوبة تامة ومن بين تلك الحالات ابنة شقيق احد الموسيقيين البارزين بمدينة ودمدني والتي ما أن أبلغت بوفاة الفنان إلا ودخلت في حالة غيبوبة استدعت نقلها علي جناح السرعة للمستشفي الذي مازالت فيه جراء هول الصدمة.
هذا وكان الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم قد دخل أيضا في حالة غيبوبة بعد أن تلقي خبر وفاة الفنان الشاب محمود عبدالعزيز بصورة رسمية فهو شكل معه ثنائية في الكثير من الأعمال الغنائية التي أبرزها ما تشيلي هم ووجع الخوف والخ.
 المستشار الصحفي للرئيس
فيما قال الأستاذ عماد سيدا حمد  المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية : الطائرة التي غادرت مطار الخرطوم أمس الغرض منها احضار جثمان فقيد البلاد الفنان الشاب محمود عبدالعزيز وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني حيث غادر بصحبتها الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني .
محمود فقد عظيم
وأضاف الأستاذ عماد : الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فقد عظيم للبلاد وهو فنان خلد نفسه بأغاني وطنية وأغنياته الخاصة التي هي امتداد لاغاني الحقيبة التي وثق لها عبر الوسائط الإعلامية المختلفة معبراً بها عن المعاني الجميلة وهو فقد لقطاع كبير ويحمد له مشاركاته في المناسبات الوطنية والقومية وقدم وما قدم وكان متفانياً في الأنشطة التي تتم في الأعياد الوطنية وافتتاح المنشآت التي قامت عليها الدولة.
صورته مع الرئيس
وفي رده علي سؤال طرحته عليه حول بعض الصور التي التقطت للفنان الراحل محمود عبدالعزيز مع السيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ويتم تداولها عبر الشبكة العنكبوتية ووسائط الإعلام؟ قال : نعم لدي الفنان الشاب محمود عبدالعزيز العديد من الصور التي تجمعه بالسيد المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية وهي الصور التي شارك بها في المحافل الوطنية كما انه شارك بالغناء في الحملة الانتخابية للسيد الرئيس البشير بالإضافة إلي أننا شهدنا له العديد من المشاركات الوطنية إلي جانب أن هنالك صداقات ربطته مع الكثير من القيادات في الدولة وفي هذا دليل علي الاهتمام الذي يلاقيه الفنان الشاب محمود عبدالعزيز.
هيثم عباس
وفي سياق متصل قال الشاعر هيثم عباس الذي تغني له الفنان محمود عبدالعزيز بالعديد من الأغنيات التي ألفها نصوصاً شعرية وألحانا أبرزها أكتبي لي قال :  الفنان الراحل حالة فريدة وحدت المعجبين به في السودان فأطلقوا عليه الكثير من الألقاب ولكن عني شخصياً أحب أن أناديه بالفنان الأسطورة وفجأة دخل في حالة حزن لم يستطع بعدها مواصلة حديثة كسائر حال الناس في الشارع السوداني الذي أصابته حالة من الحزن العميق عقب سماعهم للخبر الحزين والمؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وفاة معشوق الجماهير.
يوسف القديل
وأوصل الموسيقار يوسف القديل قائلاً والدموع تتساقط من عينيه مدراراً : لم يكن الفنان الشاب محمود عبدالعزيز فنانا عادياً بل هو فنان نادر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني لأنه أطرب الجميع حد الثمالة وأجاد التغني بالعديد من الحاني مثل ما تشيلى هم ونور العيون ووعد اللقيا وبرتاح ليك وسيب عنادك ولهيب الشوق ومفتون بيك وست الفرقان وجمال زول واتفضلى وخوف الوجع وبنريدها وأخريات كما أنه أجاد التغني بكل الألوان الغنائية وبالتالي جذب إليه الجماهير منذ الوهلة الأولي التي اطل فيها علي المشهد الفني في البلاد ومن ثم قطع حديثه بالدخول في حالة بكاء طالباً مني إعفاءه من الاستمرارية قاطعاً وعده بالتحدث عنه في وقت لاحق.
الفنان معتز صباحي
وقال الفنان الشاب معتز صباحي : لأبد من التأكيد الجازم بأن الفنان الشاب محمود عبدالعزيز خلق لنفسه مكانه بصوته المتميز واللونية الغنائية المتفردة باختيار النصوص الغنائية والألحان مما جعله مدرسة لا تضاهيها أية مدرسة غنائية في جيله وعليه تأثرت كثيراً به منذ أن كنت في المملكة العربية السعودية وظللت أتواصل معه وهو الذي نصحني بالعودة للوطن من أجل تقديم نفسي للجمهور وظل يشجعني علي ذلك بالتحدث عني عبر الوسائط الإعلامية  ويطلب مني مشاركته الغناء من علي خشبات المسارح المختلفة لذلك وجد تفاعلاً منقطع النظير من الجماهير التي كان يبادلها الحب الذي تكنه له وهي نفسها التي وجدت فيه ذلك الفنان الذي يلامس أحلامهم.
نقيب الفنانين
واعتبر الدكتور محمد سيف محمود نقيب الفنانين السودانيين الفنان الشاب محمود عبدالعزيز بالظاهرة التي تستحق الدراسة.
وفيما بدأ الحزن واضحاً على وجوه أعضاء اتحاد المهن الموسيقية والذين عبروا بصدق عن حزنهم لفقد الفنان الشاب محمود عبدالعزيز ومن بينهم من عزف ألحانه.
زوجته السابقة 
وتتوقف الفنانة حنان بلوبلو في الحالة الاستثنائية للفنان محمود عبدالعزيز قائلة : استطاع أن يخرج عن المألوف في الغناء فميز نفسه بمدرسة خالدة في ذاكرة الأمة وهو فنان متفرد في طرحه ولم يخيب ظن الجماهير التي التفت حوله منذ «تسعينات» القرن الماضي.
فهيمة عبدالله
وتمضي في ذات الاتجاه الفنانة فهيمة عبدالله قائلة : يكفن انه فنان الشباك الأول لأكثر من 25 عاماً لم يبرح هذه القمة التي تربع علي عرشها
فهو في الأول والأخير قيمه فنية  أطربتنا علي مدي السنوات الماضية ونحن نعتز بتجربته كثيراً.
الحنجرة الذهبية
وعرف فنان الشباب محمود عبدالعزيز بحنجرته الذهبية وصوته القوي الذي استطاع به أن يخلق لنفسه أرضية قوية أوجدت له هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة من المستمعين في شطري السودان قبل وبعد الانفصال الذي اختاره أخوتنا في دولة جنوب السودان.
 المهم أنني سأبدأ سلسلة حواراتي مع الفنان محمود عبدالعزيز وهي الحوارات التي لم تنقطع منذ التسعنيات والتي حملت بين طياتها الكثير من الخفايا والأسر التي ستكون مفاجأة للأدعياء الذين عمدوا إلي استغلال الظرف الراهن الذي مر به الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي اعتبره قبل كل شيء  نفحة إيمانية وصوفية عميقة تجسدت في حبه اللامحدود للحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم الذي مدحه بساهور والكوثر وكان أمنيته أن ينتج البوم خاص بالمدائح التي ألفها أبونا الشيخ الراحل عبدالرحيم البرعي فهو كان محباً له.
  حواراتي مع الحوتعموماً سأبدأ سلسلة حواراتي مع الحوت الذي لن ينسى المتلقي في المحافل الوطنية التي من بينها مشاركته في ليلة النصرة التي ظهر فيها مرتدياً الزي الرسمي لقوات الشعب المسلحة ووقف يغني في تلك الأثناء وهو أمام المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الذي قال له : (نحن جاهزون للزود عن الوطن.


azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...