الثلاثاء، 22 يناير 2013

الحوت يكشف حقيقة سقوط سيف الحوت علي رأس الفنان نادر خضر

 

 

 

توثيق : سراج النعيم

أبدي المتلقي السوداني شعباً وحكومة اهتماما لم نشهد له مثيل حتى لدي وفاة كبار الفنانين ويعود ذلك إلي الفنان الصديق محمود عبدالعزيز الذي عاني ما عاني من المرض منتقلاً مابين مستشفي رويال كير بالخرطوم ومستشفي ابن الهيثم ومشرحة الطب الشرعي بمستشفي الجامعة الحكومي بالمملكة الأردنية الهاشمية والذي حول له بعد إعلان وفاته رسمياً مما يشير بشكل قاطع أن رحيله حمل بين طياته المغزى السياسي الذي كشفت في إطاره مدي علاقته بهذه العوالم التي استقطبه إليها ياسر عرمان ومن ثم جمعه بالدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور ولكن سرعان ما أعلن الحوت انسلاخه عن الحركة الشعبية وبدأ الانخراط في المشاركة بالبرامج التي يقيمها المؤتمر والوطني بما فيها الحملة الانتخابية للسيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في دلالة واضحة إلي وجهته السياسية الجديدة التي لم يصرح بها علناً ولكن مشاركته في المحافل الخاصة بالمؤتمر الوطني تؤكد بما لايدع مجالا للشك أنه أصبح مؤتمر وطني مما استدعي السلطات الحكومية الاهتمام البالغ بمرضه ومن ثم وفاته فقد قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني بإرسال طائرة خاصة للأردن يرافقها الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني وذلك من أجل إحضار جثمانه المسجي بمشرحة الطب الشرعي بمستشفي الجامعة الأردني.

المؤتمر الوطني

مما يؤكد أن الحوت وجد في المؤتمر الوطني ما لم يجده في الحركة الشعبية وبالتالي استطاع أن ينهض بفكرته التي ظل يحلم بها في الإطار الاجتماعي والثقافي والفني في دليل واضح علي أصالته في الانتماء  رغماً عن المحاولات اليائسة من القوى السياسية الأخرى لضم الحوت ومن ثم اكتساب تعاطف شعبيته الجارفة إلا أن قناعته الراسخة بأن التنظيمات والأحزاب السياسية السودانية فشلت في ترجمة شعاراتها لأرض الواقع  لذلك كان يسقطها من فكرته نهائياً ورغماً عن ذلك سعت سعياً حثيثاً علي أن لا تتخلف من إظهار كياناتها السياسية في الحدث الذي شغل الشارع السوداني والذي دخل في حالة حزن عميق فما كان منها إلا ونعت فنان الشباب الأكثر شعبية.

الحوت الفنان السياسي

قلت للحوت بكل صراحة هل انشغالك بالمجال السياسي بدأ مع استقطاب الحركة الشعبية لك أم انه كانت لديك اهتمامات ولكنك كنت تخفيها حتى لا يتأثر بها جمهورك؟
قال :  فى مطلع التسعينات من القرن الماضي كان هنالك فراغ خلفه انسحاب كبار الفنانين من المشهد السياسي أو مغادرتهم للبلاد كما فعل الكثير منهم وعلي سبيل المثال العمالقة محمد ردى ومحمد الأمين في فترة ما بالإضافة إلي مصطفى سيد احمد ومحمود تاور وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً إلي جانب الذين آثروا البقاء في الوطن دون الإدلاء بآرائهم في التطورات السياسية في البلاد سلباً أو إيجابا كحالة الفنان ابوعركي البخيت  ونسبة لما ذهبت إليه كان ظهوري مع بعض الشعراء والملحنين والموسيقيين والمسرحين علي رأسهم الشاعر الكبير قاسم ابوزيد والمخرج الراحل مجدي النور وآخرين في مسرحية (تاجوج في الخرطوم) كنت أود أن أقدم معهم ما يفيد الوطن رغماً عن التوترات الطفيفة التي تمكنت من إزالتها مع السلطة المختصة بواسطتك أخي سراج النعيم والصحيفة ومن خلال لقائي بشرطة النظام العام وقتئذ حيث أكد لي مديرها بحضورك أنه لا عداء لهم معي.  وبهذه الكلمات البسيطة خرج الحوت من مباني الإدارة الشرطية وهو سعيداً بسماع ما ذهب إليه مدير شرطة أمن المجتمع وعليه بدأ مرحلة جديدة من حياته بالالتحاق جندياً في أحدي الوحدات العسكرية مشاركاً في المهرجانات التي يقيمها الجيش السوداني وبالمقابل لا اتفق مع الآراء التي تقول أن بالسلطة والسياسة في البلاد لم تكن ايجابية.

الفنان نادر خضر

قلت للحوت ماذا عن رفيق دربك الفنان نادر خضر
 الذي كان واضحاً في خطه السياسي وماذا عن السيف الذي أسقطّه عليه ببرنامج (أغاني وأغاني) الذي يبث من علي شاشة قناة النيل الأزرق؟.
قال : ترافقت مع صديقي الفنان حقاً نادر خضر فى زمالة فنية نشطة وكنا نحرك البركة الراكدة في حفلات الشباك الذي تحملنا في إطاره عبء الغناء خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ السودان السياسي، وهي الفترة التي ظهر فيها مجموعة من الفنانين البارزين في الساحة أمثال محمود تاور ومصطفي سيداحمد والخالدي والهادي الجبل ومن هنا وجدت وصديقي نادر خضر القبول المنقطع النظير من قطاعات الطلاب والشباب الذين ظلوا يداومون علي دخول حفلاتنا الجماهيرية النهارية والمسائية وهي كانت تقام بشكل شبه يومي.

سيف الحوت ونادر

وأما إجابتي حول سيفي الذي أصاب رفيق دربي نادر خضر حزنت للتناول الإعلامي الذي صور الواقعة علي أساس أنني قصدت إصابته على وجهه وقد ذهبوا إلي ابعد من ذلك إذ قالوا أن الدماء سالت منه ثم عادوا وقالوا (قليل من الدماء) وهذه الحادثة وكما أسلفت حدثت أثناء تصوير حلقة من حلقات برنامج (أغاني وأغاني) الذي تبثه قناة النيل الأزرق سنوياً وأنا اعرف الفنان الذي نقل الخبر للصحيفة لأننا في تلك الأثناء كنا شخصي ونادر خضر وجمال فرفور الذي قيل في الخبر انه تناول مني السيف الذي كان يحمله عاصم البنا ولم يكن هذا الفنان صادقاً فيما ذهب إليه رغماً عن أنه في كثير من الأحيان يدعي أنني علي صلة قرابة به وكل ما في الأمر أن الحلقة المشار إليها كانت مخصصة  للرقص وفي تلك اللحظة كنت جالساً بجوار صديقي نادر خضر فمال السيف مني ناحية صديقي نادر خضر مما قاد لإصابته إصابة طفيفة لم تكن بالمستوي الذي صوره بها.

آمال وأحلام الشباب

نعم كان الحوت متمرداً ولكن كما قلت في المرة الفائتة أن تمرده تمرداً جميلاً وهو التمرد الذي مضي به على طريقته الخاصة  معبراً به عن آمال وأحلام الشباب بصورة عامة الشباب الذي وجد فيه مخرج لهم من الحالة التي تسكنهم والمتمثلة في الإحباط الذي ظل ملازماً لهم ما حدا بهم أن ينصبوا له خيام العزاء حالهم كحال الفنان الشاب الجماهيري معتز صباحي وهو الفنان الوحيد من أبناء جيله الذي ظل الحوت يبشر به كخليفة له ولعلكم تابعتم جميعاً اللقاء التلفزيوني الذي قال فيه بصراحته المعهودة مجيباً علي سؤال المذيع ناجي محمد الحسن والذي جاء في فحواه لمن تستمع من الفنانين الشباب؟ قال بلا تردد : الفنان الصديق معتز صباحي مما فرض علي مخرج الروائع شكر الله خلف الله بث أغنية (جيت رجيتك) للمبدع الجماهيري معتز صباحي التي وثق لها تلفزيون السودان ببرنامج (ليالي النغم) وظل الحوت يبشر بأن خليفته في الحفلات الجماهيرية معتز صباحي وبدوره ظل صباحي يؤكد في كل تصريح له أن محمود عبدالعزيز أستاذه الذي تعلم منه الغناء لذلك بكى عندما أخبرته بأن الحوت مات ولم يستطع اكمال المكالمة الهاتفية التي جمعتني به مثله مثل سائر السودانيين الذين ذهب البعض منهم إلي الاقتداء به.

نجم شباك

قلت ما هي الفترة الزمنية التي أصبح فيها الحوت نجماً للشباك الذي كان محصوراً في العملاق محمد الأمين وربما بعض الفنانين في الحفلات الموسمية ؟
بدأت هذه المرحلة في فترة مبكرة والتي أخذت فيها حفلاتي العامة تجد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير رغما عن أن البعض عمل علي رسم صورة مغايرة عن شخصيتي الفنية من خلال الترويج إلي أنني فناناً غير ملتزم بالمواعيد وهي الحيلة التي لم تنطلي علي جمهوري الذي كان واعياً بما يحاك ضدي في تلك الفترة ولكنني كنت أعزو ذلك إلي الغيرة الفنية التي كان يفترض فيهم منافستي بتقديم الأعمال الغنائية الجادة التي تلاقي هواً في نفوس الجماهير التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجامل مهما كانت المغريات إذ وجدت في البداية أن أقدم نفسي للجمهور بأغاني معروفة للفنانين الكبار احمد المصطفي وحمد الريح ومحمد وردي وعثمان حسين وزيدان إبراهيم ومحمود تاور ونجم الدين الفاضل وآخرين وقد شاركت في معظم احتفالات الكشافة البحرية بما في ذلك الحفل الذي شهده الرئيس الراحل النميري.

جنة الأطفال

محمود عبدالعزيز بكل صراحة هل ترديد وتوثيق أغنية (جنة الأطفال) التي كانت شعاراً للبرنامج الخاص بالأطفال بتلفزيون السودان هل فعلت ذلك بدافع الحنين لتلك الأيام التي شاركت من خلالها في البرنامج؟
قال : جنة الأطفال كان لها دور كبير في تشكيل شخصيتي التي وجدت في المنزل عدد من المبدعين الذين سبقوني في هذا المجال خالي الممثل الطاهر محمد الطاهر الذي ظهر للمتلقي عبر أثير الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي في الكثير من الأعمال بالإضافة إليه خالي الشاعر أمين محمد الطاهر الذي تغنيت من كلماته  وبالتالي استطاع خالي الطاهر أن يحبب لي التمثيل وهو الذي ساعدني في المشاركة في برنامج جنة الأطفال وأنا مازلت طفلاً صغيراً وهناك تعرفت عن قرب علي مجموعة من الزملاء الذين كانوا يشاركون بالبرنامج .

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...