احتجاجات في باكستان على قتل بن لادن
أكد تنظيم القاعدة في بيان الجمعة مقتل زعيمه
اسامة بن لادن الذي قتلته وحدة امريكية في باكستان الاحد. وذلك حسبما ذكر
احد المواقع "الجهادية" على الانترنت.
وذكر موقع سايت سايت لمتابعة مواقع
الاسلاميين على الانترنت أن تنظيم القاعدة تعهد في بيان على مواصلة
الهجمات على الغرب وقال ان موت زعيمه أسامة بن لادن سيكون "لعنة تطارد
الامريكان وعملاءهم".
وفي بيان نشر على الانترنت حثت القاعدة
الباكستانيين على "أن يهبوا ويثوروا لغسل هذا العار الذي ألحقه بهم شرذمة
من الخونة واللصوص وأن ينتفضوا انتفاضة قوية عارمة لتطهير بلادهم من رجس
الامريكان الذين عاثوا فيها فسادا".
تفاصيل جديدة
واظهرت تفاصيل جديدة عن ملابسات مقتل بن لادن ان
وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) ظلت تراقب وترصد تحركاته
مستخدمة احدث انواع المعدات والاجهزة الالكترونية لعدة اشهر.
وكر سري
وقال مسؤولون حكوميون امريكيون ان "سي آي ايه"
راقبت سرا البيت الذي سكن فيه بن لادن لعدة اشهر من وكر سري في منطقة ابت
آباد بباكستان، استخدمت فيه عدسات كاميرات بعيدة المدى واجهزة تنصت فائقة
الحساسية تلتقط الاصوات من بُعد.
وتشير المعلومات الجديدة حول العملية الى تناقضات
مع الرواية الاولى التي اعلنها البيت الابيض، والتي قيل فيها بداية ان
القوات الخاصة قتلت شخصا واحدا فقط.
وأقر مسؤول دفاعي أمريكي بعدم دقة الروايات السابقة عن تفاصيل العملية التي أودت بحياة بن لادن وأربعة آخرين في باكستان قبل أيام.
وقال المسؤول إن شخصا واحدا فقط من بين الخمسة
الذين قتلوا في العملية كان مسلحا، وهو أبو أحمد الكويتي، وقد استخدام
سلاحه ليقتل في الدقائق الأولى للغارة.
وكانت روايات سابقة صادرة عن الإدارة الأمريكية
أفادت بحدوث اشتباك عنيف بالنيران على مدى 40 دقيقة مع بن لادن وبعض من كان
معه في مجمع سكني بمدينة إيبوت أباد.
وقال المسؤول إن الكويتي كان في ملحق للضيوف حين
أغارت عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية على المجمع، فقام
بإطلاق النار عليهم، وتم الرد عليه فقتل على الفور وامرأة معه كانت في مرمى
النيران، وذلك قبل أن يقوم الجنود الأمريكيون بمسح المجمع بحثا عن بن
لادن.
وأضاف أنه يجب وصف العملية بأنها عملية دقيقة من
طابق لطابق للعثور على بن لادن ومن يحميه، وليس كما صورتها الإيجازات
الصحفية المتتالية الصادرة عن البيت الأبيض.
وأوضح المسؤول الذي رفض كشف اسمه إنه لم يتم إطلاق
النار على عناصر النخبة ثانية حين واجهوا وقتلوا رجلا في الدور الأول ثم
ابن أسامة بن لادن على سلم المنزل قبل أن يصلوا لغرفة بن لادن.
وكان مسؤولون قد رووا أن بن لادن قد قتل بعد أن ظهر وكأنه يحاول الإمساك بسلاحه.
وكانت شبكة "إن بي سي" التي انفردت بكشف أن أربعة
من الخمسة القتلى لم يكونوا مسلحين وأن غالبية الوقت الذي استغرقته العملية
قد استخدم في تجميع أجهزة الكمبيوتر في المنزل وبرامجها والهواتف وغيرها
من المواد التي يمكن أن تكون لها قيمتها في التجسس على تنظيم القاعدة
وعملياته المحتملة في أنحاء العالم.
وقد تم نقل هذه المواد إلى معامل مكتب التحقيقات الفيدرالية في قاعدة سلاح البحرية في كوانتيكو بالولايات المتحدة لفحصها.
ويقول ريتشارد أبو لافيا خبير الملاحة الجوية في
المجموعة الاستشارية "تيل جروب كونسلتانتس" إن الصور التي تم تداولها بعد
العملية عن ركام المروحية من طراز إم إتش 60 التي واجهت صعوبات عند هبوطها
في مجمع بن لادن وفجرتها عناصر النخبة قبل رحيلها قد أظهرت أنه تم إجراء
تعديلات عليها لتقليل فرص احتمال كشفها بالرادار.
وأضاف أبو لافيا أنه من الواضح أن المقصود بذلك كان اختراق المجال الجوي الباكستاني.
وقد تم نقل فريق النخبة إلى موقع العملية من قبل
وحدة العمليات الخاصة بالجيش المعروفة باسم "نايت ستوكرز" ومقرها فورت
كامبل بولاية كينتاكي.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة الوحدة الجمعة.
وتتخصص هذه الوحدة في عمليات الطيران الليلي، وهي
مسلحة بمروحيات من طراز بلاك هوك وتشينوك وإم إتش ـ 6 ليتل بيرد، إلا أن
أبو لافية يقول إن حقيقة وجود مروحية في باكستان من طراز تلك التي دمرت في
المجمع كان سرا مكتوما.
من ناحية أخرى قال صاحبا محل في باكستان إنهما تمكنا من التعرف على جثتي الكويتي وشقيقه من الصور التي التقطت في المجمع بعد العملية.
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نشرت صورا قالت إنها اشترتها من مسؤول امني باكستاني دخل المجمع بعد الهجوم عليه.
وأضاف الإثنان أنهما لم يتمكنا من التعرف على
الشخص الثالث في الصور، والذي لا بد أن يكون ابن زعيم تنظيم القاعدة حيث أن
الإدارة الأمريكية قد أعلنت مقتل 4 رجال وامرأة في العملية.
معلومات تتحدث عن خطط بن لادن لتفجير قطارات أمريكية
صورة تخيلية للغارة على مخبأ بن لادن
كشفت المعلومات الأولية التي تم
الحصول عليها من المجمع الذي قتل فيه أسامة بن لادن أن تنظيم القاعدة قد
بحث استهداف قطارات أمريكية في الذكرى العاشرة لتفجيرات الحادي عشر من
سبتمبر.
غير أن مسؤولي مكافحة الإرهاب يعتقدون أن الخطة
كانت مجرد تخيلات، وليست هناك أي معلومات استخبارية حديثة حول وجود خطة
فعلية لتنفيذ مثل هذا الهجوم.
ووفقا لتحذير أرسلته وزارة الأمن
القومي إلى الشرطة في أنحاء البلاد وصنف "للاستخدام الشخصي فقط" فإن تنظيم
القاعدة كان يدرس تخريب خط سكة حديد لم يحدد موقعه بحيث يسقط قطار عنه من
جسر أو في واد، كما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء.
وهذه كما يبدو هي أول معلومات استخبارية من غنائم الغارة على مخبأ بن لادن في باكستان يتم تداولها على نطاق واسع.
وكانت قوات النخبةة التي شنت الغارة قد استولت على
"كنز" من أجهزة اكمبيوتر والأقراص المدمجة والوثائق من المنزل الذي اختبأ
فيه بن لادن لمدة 6 سنوات.
وتعكف الاستخبارات الأمريكية على مراجعة وترجمة المواد التي حصلوا عليها بحثا عن معلومات عن خطط أو غير ذلك.
وقال مات تشاندلر المتحدث باسم الأمن القومي "نود
أن نؤكد أن أن ما يدعى خطة للقاعدة ترتكز على تقارير اولية غالبا ما تكون
مضللة أو غير دقيقة وخاضعة ااتغيير.وأضاف أن الحكومة لا تعتزم إصدار تحذير
من الإرهاب في أنحاء البلاد.
وكان مسؤولون أمريكيون قد عرقلوا خططا أخرى لاستهداف قطارات بما فيها خطة عام 2009 لتفجير شبكة مترو الأنفاق في مدينة نيويورك.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن القومي قد
حذرا عقب إعلان مقتل بن لادن من وقوع هجمات انتقامية في الولايات المتحدة.
واضاف أن قطاع النقل والمواصلات بما في ذلك شبكة القطارات الأمريكية يظل
هدفا جذابا.
اوباما: مقتل بن لادن رسالة "للارهابيين" أن أمريكا لن تنسى هجمات سبتمبر
اوباما حرص على المشاركة في مراسم لتأبين ضحايا هجمات سبتمبر بعد مقتل بن لادن
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العملية العسكرية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن جاءت باسم ضحايا الهجمات التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر ألفين وواحد.
جاء ذلك خلال تفقد أوباما لموقع برجي التجارة العالميين في نيويورك وذلك بعد ايام قليلة من اعلان الولايات المتحدة قتل زعيم تنظيم القاعدة في عملية نفذتها القوات الخاصة الامريكية.
ووصف أوباما قتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ووصفه بانه رسالة "للارهابيين أن بلاده لن تنسى هجمات سبتمبر العام 2001."
وفي الموقع الذي يعرف حاليا باسم "جرواند زيرو" شارك اوباما في مراسم لتأبين ضحايا الهجمات.
ووضع اوباما اكليلا من الزهور على نصب تذكاري للضحايا وتحدث الى اقربائهم والى عمال الاغاثة ورجال الشرطة.
وسوف يلتقي اوباما يوم الجمعة بافراد القوة الخاصة التي قتلت بن لادن.
وكان اوباما قال ان نشر صور جثة بن لادن امر "يهدد الامن القومي الامريكي".
واضاف اوباما: "اعتقد انه بالنظر الى طبيعة التفاصيل البشعة في تلك الصور، من الممكن ان يؤدي امر نشرها الى ظهور نوع من المخاطر على الامن القومي".
وقال اوباما: "من المهم بالنسبة لنا ان نتأكد ان تلك الصور ذات التفاصيل البشعة لشخص اطلق على رأسه الرصاص سيتم تداولها على انه حض وتشجيع لمزيد من العنف، وستتحول الى اداة للدعاية، وهذا ليس من شيمنا".
يذكر ان الادارة الامريكية تراقب حاليا ردود الفعل في العالم على حدث مقتل بن لادن، وسط نظريات مؤامرة تدور حول زعيم القاعدة، في اعقاب تصريحات متباينة لمسؤولين امريكيين.
وفي هذا الصدد قال اوباما ان "هناك البعض ممن ينكرها، لكن الحقيقة هي انكم لن ترون اسامة بن لادن يسير على الارض ابدا".
تساؤل قانوني
وكان قرار الرئيس الامريكي بعدم نشر صور بن لادن بعد قتله، والذي صرح به في مقابلة مع برنامج "ستون دقيقة" في شبكة CBS التلفزيونية الاخبارية الامريكية، قد ولد بعض ردود الفعل المختلفة بين السياسيين الامريكيين، الذي سنحت الفرصة لبعضهم لمشاهدة بعض تلك الصور.
البيت الذي قتل فيه بن لادن كبير ومحصن
وقال ستيني هوير، الشخصية القيادية الثانية في الحزب الديمقراطي الحاكم داخل الكونغرس الامريكي، انه يؤيد موقف الرئيس بعدم نشر الصور.
الا ان لينزي غراهام، وهو قيادي بارز في الحزب الجمهوري، قال ان القرار لم يكن صائبا.
وقال: "اعلم ان بن لادن مات، لكن الطريقة الافضل لحماية مصالحنا في الخارج والدفاع عنها تتمثل في البرهنة على هذه الحقيقة امام العالم، واخشى ان يطيل قرار الرئيس اوباما النقاش حول هذا الامر بلا طائل".
ويأتي القرار الرئاسي في وقت يستمر فيه الخبراء والمختصون في البحث بمخزون اجهزة الكومبيوتر والاقراص المدمجة والهواتف المحمولة واقراص تخزين المعلومات (USB) التي صادرتها فرقة الكوماندوز البحرية التي نفذت العملية من البيت الذي كان يعيش فيه بن لادن وقت مقتله في ابت آباد بباكستان.
"هدف مشروع"
وقال وزير العدل الامريكي اريك هولدر انه من المتوقع ان تُضاف اسماء جديدة للقائمة الامريكية لمن يعتقد انهم ارهابيون نتيجة البحث في تلك الاجهزة والاقراص والهواتف.
كما تبين ايضا انه كان بحوزة بن لادن مبلغ 500 يورو (نحو 750 دولار) وهاتفان محمولان، في حال الحاجة اليها عند الهرب.
وشكك منتقدون بمشروعية عملية قتل بن لان، عندما تغير الخطاب الرسمي الامريكي بالقول انه لم يكن مسلحا عندما قتل.
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية
"القرار صدر بأن اي تعاون مع الباكستانيين سيعرض العملية للخطر، لانهم ربما ينبهون المستهدف."
لكن هولدر قال ان بن لادن يعد "هدفا عسكريا مشروعا"، وانه قتله جاء في سياق "الدفاع عن المصلحة الوطنية، وان المهمة كانت اما القتل او الاحتجاز، وهو لم يحاول الاستسلام".
وقد قتل في هذه العملية، التي تمت الاثنين، ثلاثة رجال وامرأة، في حين جرحت احدى زوجات بن لادن.
وتحتجز السلطات العسكرية الباكستانية الناجين من تلك العملية في مواقع سرية في مدينتي روالبندي واسلام آباد.
ارتفاع شعبية اوباما
وقال مسؤولون امريكيون ان بن لادن (54 عاما)، والمطلوب الاول في قائمة اخطر المطلوبين لامريكا، قد دفن بالقاء جثته في قاع البحر.
ولوحظ ان شعبية اوباما قفزت نحو 11 نقطة عقب العملية، التي راقبها الرئيس مع فريق مستشاريه اثناء حدوثها من البيت الابيض، لتصل الى 57 في المئة في احدث استطلاع للرأي اجري الاربعاء.
وفي تصريحات لا تخلو من صراحة قوية قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ليون بنيتا، لمجلة تايم الامريكية، ان "قرارا صدر بأن اي تعاون مع الباكستانيين سيعرض العملية للخطر، لانهم ربما ينبهون المستهدف".
الا ان باكستان رفضت الطرح الامريكي بانها لا يمكن الوثوق بها قبل تنفيذ العملية.
كما ان بعض المشرعين الامريكيين بدأوا يطالبون بتقليص المساعدات الامريكية لباكستان، التي تبلغ عدة مليارات من الدولارات.
أسرار مخبأ بن لادن كما يرويها سكان أيبت أباد
مجمع غامض يقع في إحدى
الضواحي الهادئة لمنتجع أيبت أباد في وادي أوراش في شمال غرب باكستان..
القرية هي مكان التقاعد المفضل لكثيرين من جنرالات الجيش الباكستاني .. لم
يشك أحد على الإطلاق في أن يكون المبنى الغامض في تلك الضاحية هو المخبأ السري للرجل الذي دوخ العالم والمطلوب الأول للعدالة الجنائية في أكثر من ثلاثين دولة.
وفي هدأة الليل .. استيقظ سكان الضاحية على هدير
محركات طائرات هليكوبتر .. ودوي طلقات الرصاص وانفجارات القنابل.. وسادت
حالة من الرعب بين الجميع.
روى السكان لمراسل بي بي سي أنه لو
كان هناك منزل في قريتهم مستهدف بغارة جوية ، فلا شك أنه سيكون ذلك المنزل
الخاص الواقع داخل مجمع حصين محاط بالأسلاك الشائكة والذي نادرا ما شاهد
أحد سكانه الغامضين أو سمعهم.
زهور عباسي هو أحد جيران بن لادن ، وقد صعد إلى سطح منزله ليشاهد الغارة الأمريكية المثيرة ، وقال "حلقت الهليكوبتر فوق منزلي .. وكانت منخفضة للغاية وقريبة..ألقيت بنفسي على الأرض وأنا أحسب أنها ستهوي على منزلي".
ويمضي قائلا "كان هناك انفجار مروع ، واندلعت النيران إلى عنان السماء من داخل المنزل.. وبعد دقائق بدا وكأن الأمر كله قد انتهى".
ويؤكد زهور أنه لم يكن لديه أدنى علم بأن هذا المكان هو مقر إقامة بن لادن، ولم تكن هناك شائعات تتردد ولا دليل واضح يشير إلى أن زعيم القاعدة يعيش بين سكان القرية.
ولكن عباسي يقول إنه منذ انتقاله للعيش في منزله
قبل ست سنوات وهو يشعر بأن ذلك المنزل المعزول هو مكان خطر وينبغي تجنب
الاقتراب منه.
كانت الاجراءات الأمنية المحيطة بالمجمع الذي يوجد
به المنزل غير عادية .. هناك أسوار بارتفاع خمسة أمتار تحيط بالمجمع وسور
أمني ثان بارتفاع سبعة أمتار يخفي الطابق الثاني ، والكاميرات الإلكترونية
تراقب كل ركن فضلا عن البوابات الأمنية.
المجمع السكني لأسامة بن لادن
ويقول إنه من حين لآخر كانت سيارات محصنة ضد
الرصاص تدخل المجمع أو تخرج منه بأقل قدر من الضوضاء..وكانت البوابات
الميكانيكية تفتح لدخول تلك السيارات وتغلق بعد ذلك على الفور، ويتكرر ذلك
مع خروج السيارات.
وكان سكان المجمع حريصين على تجنب أي علاقات جيرة
مع أحد في القرية، ولذلك نسيهم سكان القرية تقريبا ولم يشغل أحد باله في
التساؤل عن هويتهم.
أيبت أباد بلدة توصف بأنها منتجع للطبقة
الباكستانية المتوسط وإن كانت تميل للثراء قليلا.. كل سكانها تقريبا يعيشون
في بيوت حديثة خاصة بهم ويمتلكون سيارات ، وبها مستوى مرتفع من التعليم من
خلال المدارس الخاصة الغالية، فضلا عن مناخها المعتدل.
ولا يذكر أحد من سكان البلدة تاريخ بناء المجمع الذي كان بن لادن يحتمي فيه ، ولكن البعض يرجح أنه يتراوح بين عشر واثنتي عشرة سنة. وعندما بني كان يبدو كجزيرة منعزلة وسط بحر من الأراضي الزراعية، ولكن مع حركة البناء من مشتري الأراضي الجدد في المنطقة بدت خصوصية المجمع مهددة.
ومع تآكل تلك الخصوصية بدأ الجيران يراقبون ..
ولكن نادرا ما شاهد أحد أكثر من شخص أو شخصين داخل المجمع أو حوله، ولم يكن
هناك دليل على وجود أطفال أو أي نوع من الحياة الاجتماعية داخله، ولم يكن
سكانه يذهبون للتسوق كعادة أهل البلدة.
ولكن خلال الشهرين الماضيين جاء رجال في ملابس مدنية إلى القرية وادعوا أنهم ينوون شراء أراض ويرغبون في التعرف على المنطقة.
وأبدى هؤلاء الرجال إعجابهم بمنازل القرية ورغبتهم في بناء منازل مماثلة على قطع أرض يشترونها في الجوار.
بل إن أحد هؤلاء الرجال ذهب إلى مجمع بن لادن وتساءل عن ثمنه.
الجيران يقولون الآن إن أولئك الرجال كانوا من عملاء من المخابرات وجاؤوا لجمع المعلومات.
رجال البشتون
وفهناك زاوية أخرى للنظر إلى ماكان يحيط بمجمع بن لادن من غموض.
فعندما سمع السكان دوي الرصاص وانفجارات القنابل تمزق سكون الليل، حسبوا للوهلة الأولى أن حركة طالبان قد شنت هجوما على قريتهم.
فالقرية كلها تقع على بعد بضع مئات من الأمتار من
أكاديمية التدريب العسكري الباكستانية، وقد دأبت طالبان على استهداف مثل
هذه المؤسسات العسكرية.
وفي الوقت نفسه فإن عائلات كثيرة من قبائل
البشتون انتقلت للعيش في القرية وأقامت مساكن فيها. ويقول السكان إن
البشتون يخبئون نساءهم وراء نقاب ثقيل ولعل ذلك يفسر أن أحدا لم يشاهد أي
سيدات في منزل بن لادن ، خاصة وأن حركة طالبان تتألف في معظمها من أفراد قبائل الباشتون التي تعيش في شمال شرق باكستان.
ولعل فكرة وجود علاقة بين المنزل الغامض وحركة
طالبان لم تراود سوى واحد من سكان البلدة ، وقد تحدث إلى بي بي سي حيث قال
"راودتني الفكرة بعد أن تبين أن حركة طالبان ترسل أعدادا كبيرة من أفرادها
للعيش في المنطقة كي تكون بيوتهم بمثابة ملاجئ لمقاتلي الحركة".
ونفس هذا المبدأ يبرز خطورة المخاوف والإفتراضات التي تعتمل في عقول القادة الباكستانيين بشأن الولاءات القبلية والعرقية في بلادهم.