منذ قتلت قوات أمريكية خاصة
زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وضعت السلطات الباكستانية ثلاثا من
زوجاته وعددا غير محدد من ابنائه رهن الاحتجاز. وتبين أنه كان يعيش مع بعض
أفراد عائلة في المنزل الواقع في بلدة آبت آباد الباكستانية، قبل تنفيذ
المهمة الأمريكية الخاصة، في الثاني من مايو/ أيار 2011. هذا المخطط يوضح
بعض التفاصيل عن عائلة بن لادن، زوجاته وأولاده وبناته، وعلاقات بعض
أفرادها مع القاعدة.
سي آي إيه تطلع لجانا بالكونغرس على صور جثة بن لادن
أعلنت وكالة الاستخبارات
الأمريكية (سي آي إيه) أنها بدات إطلاع أعضاء لجان دفاعية واستخبارية في
الكونغرس على صور جثة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وصرح السناتور الجمهوري عن ولاية اوكلاهوما جيمس اينهوفي لشبكة "سي ان ان" انه رأى 15 صورة لبن لادن ميتا.وكان بن لادن قد قتل بالرصاص في وجهه وصدره في غارة امريكية على مجمع بمدينة أبوت أباد الباكستانية كان يقيم فيه مع زوجاته وعدد من أبنائه واثنين من المقربين الموثوق بهما مع اسرهما، وذلك في مطلع الشهر الجاري وتم دفن جثته في البحر.
وصرح برستون غولسون المتحدث باسم الوكالة أن "الغارة على بن لادن كانت نتاج تعاون ممتاز بين العاملين في الاستخبارات والجيش الأمريكي، ولذا يتم السماح لأعضاء في اللجان العسكرية والاستخبارية بمجلسي النواب والشيوخ بالاطلاع على الصور".
غير أنه لن يسمح لأي بأخذ نسخ من هذه الصور، كما أن على بقية أفراد الشعب الانتظار ربما عقودا حتى يتم الإفراج عن عنها.
وكان جيمس إنهوف عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري قد صرح بأنه اقترح الإفراج عن هذه الصور للمساعدة في تفنيد نظرية المؤامرة والتأكيد على أن بن لادن ميت فعلا".
ويقول خبراء إن قرار إرسال أعضاء اللجان إلى مبنى وكالة الاستخبارات للاطلاع على الصور يشير إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تحتفظ بالصور هناك، ولذلك تبعات قضائية كبيرة.
فقد تقدمت مؤسسات إخبارية عدة بموجب قانون حرية المعلومات بطلب الحصول على نسخ من الصور ومواد أخرى.
يذكر أن قانون المعلومات الخاص بوكالة الاستخبارات الأمريكية لعام 1984 يتيح لها استثناء مواد حساسة للغاية أو "ملفات عمليات" من المراجعة أو البحث أو الكشف عنها بموجب قانون السجلات المفتوحة.
سرّ المكالمة التي قادت إلى مخبأ بن لادن والشبكة التي أمنت له الحماية
في تحقيق نشرته صحيفة واشنطن
بوست في عددها الصادر السبت، كشف الصحفي الأمريكي بوب وودورد سر المكالمة
الهاتفية التي أوصلت الأمريكيين إلى مخبأ أسامة بن لادن في بلدة آبت آباد
الباكستانية.
يقول وودورد إن المكالمة بدت للوهلة الأولى وكأنها مثل أي مكالمة هاتفية عادية وبريئة."أين أنت؟ لقد افتقدناك. كيف حال الحياة معك؟ وماذا تفعل هذه الأيام؟"
وقد جاء رد الكويتي غامضا ومبهما، وإن تضمن بعض الدلالات الهامة، إذ قال: "لقد عدت إلى الأشخاص الذين كنت أعمل معهم من قبل."
يصمت الرجلان قليلا، وبعدها يرد المتصل على صديقه الكويتي قائلا له: "ربنا يسهِّل"، وكأنه عرف أن صديقه عاد إلى العمل مجددا مع بن لادن، وربما مع الدائرة الضيقة المقربة منه، وقد يكون في تلك اللحظة موجودا إلى جانبه.
وتتلقف الاستخبارات الأمريكية المكالمة "الكنز"، فتعلم أنها بلغت "لحظة هامة" في رحلة البحث عن بن لادن، والتي استغرقت قرابة عقد من الزمن.
مجمَّع آبت آباد
ويبدأ عملاء الاستخبارات الأمريكية على الفور تعقب مصدر الكالمة، ليقودهم البحث في نهاية المطاف إلى بلدة آبت آباد الواقعة على بعد حوالي 23 ميلا شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وبالتحديد إلى ذلك المجمَّع السكني غير التقليدي بأسواره المرتفعة والأسلاك الشائكة التي تحيط بها.وينقل وودورد عن مسؤول أمريكي بارز، ومطَّلع على عملية تجميع المعلومات الاستخباراتية التي مهَّدت لتنفيذ الغارة على المجمَّع السكني الذي كان يقبع بن لادن بداخله، قوله: "كان ذلك هو الوقت الذي بدا فيه تعقُّب بن لادن."
مراقبة المكالمات
ومن الأمور اللافتة التي يكشف عنها المسؤولون الأمريكيون أن الكويتي، أو أي شخص آخر في المجمَّع، كانوا يغادرون المنطقة إلى مسافة حوالي 90 دقيقة بالسيارة عندما يودون إجراء أي مكالمة هاتفية، وذلك قبل حتى أن يضعوا بطارية الهاتف المحمول داخل الجهاز وتشغيله، وذلك كإجراء احترازي للالتفاف على أي محاولة للمراقبة الإلكترونية أو التنصت على المكالمات.يقول المسؤولون الاستخباراتيون الأمريكيون إنهم تمكنوا من رصد رجل كان يظهر باستمرار ليتمشى في فناء المجمَّع السكني، حيث كان يذرع البهو ذهابا وإيابا لحوالي الساعة أو الساعة ونصف كل يوم تقريبا، وقد راحوا يطلقون عليه اسم"الرجل ذو الخطوات المنتظمة".
إلأ أنهم لم يتمكنوا من تحديد ملامح الرجل بشكل واضح، بما في ذلك طوله، إذ ترددوا باستخدام وسائل مراقبة أكثر تطورا خشية كشفها، وبالتالي انفضاح أمر المهمة.
كما أن الرجل "الغامض" لم يغادر المجمَّع قط منذ بداية عملية المراقبة، "وكأن سلوكه يشير إلى أنه ليس مجرَّد شخص لا يرغب بمغادرة المكان فحسب، بل بدا وكأنه أشبه ما يكون بالسجين".
ورووا كيف أن أسئلة شتى بدأت تراودهم، من قبيل: هل هذا الشخص هو بن لادن؟ أم هل هو طعم، أم خديعة؟
خيارات عدة
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
"لقد تبرعنا لهذه العملية بمروحية قيمتها 60 مليون دولار، ألم يكن باستطاعتنا شراء شريط قياس؟!"
ومن بين تلك الخيارات كان إطلاق صاروخ عليه من طائرة بدون طيار من طراز "بريداتور" أو "ريبر"، أو اقتحام المبنى في خطة ميدانية تنفذها القوات الخاصة في ما عُرف لاحقا باسم "خيار ماكفرلن"، نسبة إلى ويليام ماكفرلن، قائد العمليات الخاصة المشتركة الأمريكية لمدة ثلاثة أعوام.
ويشير التحقيق إلى أن مستشاري الأمن القومي في إدارة أوباما لم يكونوا مجمعين على التوصية بالمضي قدما بتنفيذ "خيار ماكفرلن" ذاك، إذ لم يوافق الرئيس الأمريكي على الشروع بتنفيذ العملية سوى في الساعة الثامنة والدقيقة العشرين من يوم الجمعة الذي سبق تنفيذها.
ومن الأوقات العصيبة التي مرت على فريق القوات الخاصة المعروفة باسم "سيلز" كانت تلك اللحظة التي توقفت فيها المروحية التي تقلهم، وهي من طراز "بلاك هوك"، عن العمل وتعطلها ليُجبر بالتالي عناصر القوة على التخلي عن خطة الهبوط على سطح المبنى، وأن يضطروا لمهاجمته من على الأرض.
والآن، وبعد تنفيذ العملية بنجاح منقطع النظير، يقول وودورد، فإن الخبراء والمسؤولين المختصين يعكفون حاليا على فحص وتحليل العديد من الأقراص الصلبة لأجهزة الكمبيوتر والأقراص المدمجة وكروت الذاكرة والفلاشات (يو إس بي) بحثا عن معلومات عن تنظيم القاعدة، لا سيما تلك المتعلقة بمكان أيمن الظواهري، الرجل الثاني في التنظيم، ورقم هاتفه.
كلمات سر
ويختتم وودورد تقريره بتصوير ما جرى داخل غرفة العمليات في البيت الأبيض مساء الأحد، حيث راح الرئيس وفريق الأمن القومي التابع له على مشاهدة شريط الفيديو الذي يصور الغارة على المجمَّع.
ويتوقف وودورد عند وصف لحظة عرض جثة بن لادن، حيث طُلب من أحد عناصر القوات الخاصة أن يتمدد إلى جوارها على الأرض لمقارنة طول الجثة، وكان طول عنصر القوات الخاصة ستة أقدام، فيما كان طول الجثة أكثر بعدة بوصات.
ولدى نقل تلك المعلومة إلى الرئيس، التفت أوباما إلى مستشاريه وقال متسائلا: "لقد تبرعنا لهذه العملية بمروحية قيمتها 60 مليون دولار، ألم يكن باستطاعتنا شراء شريط قياس؟!".
حياة بن لادن السرية في عالم الظلام الموحش وقصته مع بي بي سي
تُرى كيف أمضى الشخص المطلوب رقم واحد في العالم، أي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، سنواته الخمس الماضية التي سبقت مقتله على أيدي عناصر النخبة من القوات الخاصة في البحرية الأمريكية يوم الاثنين الماضي؟
للإجابات على سؤال كهذا، نمضي مع مراسلي صحيفة
نيورك تايمز في الولايات المتحدة وباكستان، إليزابيث بوميللر وكارلوتا جالا
وسلمان مسعود، والذين يحاولون رصد تفاصيل حياة بن لادن خلال السنوات
والأيام الأخيرة من عمره في تحقيق مطوَّل.يعتقد مسؤولون أمريكيون أن أسامة بن لادن أمضى ساعات وساعات أمام جهاز الكمبيوتر معتمدا على مراسلَين اعتادا أن يُحضرا له أقراصا مدمجة وبطاقات ذاكرة حفلت بالمعلومات القادمة إليه من العالم الخارجي.
يظهر زعيم تنظيم القاعدة في أشرطة الفيديو، التي تمت مصادرتها من مجمَّعه السكني في آبت آباد وأفرجت عنها إدارة الرئيس الأمريكي باراك، وهو يلف جسده ببطانية عتيقة وقد راح يشاهد نفسه على شاشة التلفزيون، تماما كما لو كان ممثلا طاعنا في السن وقد راح يتخيل نفسه وهو يعود إلى المسرح كي يمارس لعبة الأضواء من جديد.
يقول ضابط استخباراتي رفيع إن بن لادن يظهر أيضا في أشرطة أخرى وهو يتمرَّن ويدرّب نفسه على إلقاء كلماته أمام الكاميرا، حيث بدا مهتما كفاية بصورته كما هو كان جليا من حرصه على صبغ لحيته البيضاء باللون الأسود قبل عمليات التسجيل.
حاشية
وبينما كان العالم من حوله يصغر ويضغط عليه ويتقلَّص ليغدو مجرد غرفتي معيشة ينزوي بداخلهما ولتقتصر تحركاته على المشي يوميا في باحة المنزل، ظل بن لادن يحظى بالتقدير والتبجيل من قبل أهل المنزل، أي من قبل زوجاته الثلاث وأبنائه والدائرة الضيقة المتماسكة من الموالين المحيطين به والمتواجدين معه داخل المجمَّع.
لم يقم بن لادن بالأعمال المنزلية المعتادة، ولم يعتنِ بالأبقار والجواميس التي كانت تسبح في المياه على الناحية الجنوبية من المجمَّع، كما كانت عليه الحال بالنسبة للرجال الآخرين. فقد علم كل من في المنزل كم كان التفرُّغ لتنظيم القاعدة هاما بالنسب له، لطالما كان الرجل حتى لحظة مقتله يدير وبفاعلية المنظمة الإرهابية التي أسسها قبل سنين.
يقول المسؤولون الأمريكيون إن هنالك الكثير من الأشياء التي لا يعلمونها عن السنوات الأخيرة من حياة بن لادن قبل مقتله في غرفة نومه في الطابق الثالث من منزله، ولا عن حياته الخاصة في مجمَّعه السكني الفخم ذاك.
مقابلات
ورغم كل ذلك، فقد كان بن لادن تواقا لمعرفة أن صوته يصل إلى الآخرين، كما كان منكبا وعازما على الاستحواذ على نفوذ وتأثير غير عاديين، كما أظهرت الكتابات التي تركها بخط اليد من هوسه واستغراقه بالتفكير بقتل المزيد من الأمريكيين.
يقول عمر، نجل أسامة بن لادن، في وصف والده في رسالة إلكترونية في عام 2009: "لم يكن أبي ليتطلع إلى المكوث في المنزل شهرا تلو الآخر، وذلك لأنه رجل يهوى كل شيء في الطبيعة. ولكن لو قيِّض لي أن أقول ما الذي يحتاجه لكي يبقى على قيد الحياة، لقلت إنه يحتاج إلى الطعام والماء وحسب. بعدئذ، يعود إلى طويته ويشغل نفسه بالاستغراق بتفكيره."
لقد اتخذ بن لادن في عام 2005 من آبت آباد مركزا لعائلته. والبلدة في الأصل كانت معسكرا جبليا خلاَّبا لحاكم الهند البريطاني (الراج)، وأصبحت لاحقا مقرا للأكاديمية العسكرية التي تُعد بالنسبة لباكستان بمثابة كلية "الويست بوينت".
مجمع
يقول ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية إنهم كانوا يراقبون من خلال نقطة رصد مجاورة الرجل طويل القامة، أي بن لادن، عندما كان يتمشى ويتبختر في بهو المجمَّع دون أن يغادره أبدا.
ويضيفون أن الجيران كانوا يعرفون العائلة التي تقطن المنزل على أنها عائلة أرشاد وطارق خان، وهما الاسمان المستعاران للمراسل وشقيقه، وهما من البشتون من تشارسادا الواقعة في منطقة شمال غربي باكستان. والمراسل هو ما يُعرف باسم أبو أحمد الكويتي.
وعن حياته مع زوجاته الثلاث، عُلم أن بن لادن كان يبيت ليلة مقتله في غرفة نومه مع أصغر زوجاته سنا، وهي اليمنية أمل أحمد عبد الفتاح البالغة من العمر 29 عاما، أي تصغره بربع قرن. وقد أصيبت بطلق ناري في ساقها عندما اندفعت لتحمي زوجها لحظة مقتله.
وعلى الرغم من أنه لم يتم التأكد مما إذا كان بن لادن يقتني مذياعا في منزله قبل مقتله، فقد وصفه نجله عمر، الذي عاش معه في أفغانستان حتى عام 1999، بأنه كان يستمع باستمرار إلى هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
يقول السناتور الديمقراطي الأمريكي جاك ريد، عضو لجنة الخدمات الدفاعية في مجلس الشيوخ الأمريكي إنه صُدم بحقيقة أن بن لادن لم يكن مستعدا لمثل ذلك الهجوم الذي شُنََّ على مخبئه وأسفر عن مقتله.
ويضيف: "لم تكن هنالك ثمة مسارب للهروب ولا أنفاق ولا حتى غرف وهمية في المنزل الذي كان يعيش ويختبئ فيه. إن هذا يجعلك تتساءل متعجبا: تُرى، إلى أي مدى امتزجت الحيطة الزائدة التي كان يحرص بن لادن عليها مع روتين الحياة اليومية المتبلِّد التي كان يعيشها في آخر أيامه؟
البنتاجون: تم استجواب زوجات بن لادن
اعلنت وزارة الدفاع الامريكية -البنتاجون- ان محققين امريكيين قاموا باستجواب زوجات زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اللواتي كن معه عند مقتلة قبل بضعة ايام في بلدة ابوت آباد في باكستان.
وقال البنتاجون ان الاستجواب جرى في باكستان اثناء وجودهما قيد الاحتجاز لدى السلطات الباكستانية.لكن الناطق باسم البنتاجون لم يقدم معلومات اضافية عن فحوى الاستجواب او اذا جلسات استجواب اخرى ستتم.
يذكر ان الشخصين الذين كانت يقومان بمهمة نقل الرسائل من والى بن لادن قتلا ايضا مع بن لادن مما اضاع فرضة استجوابهما.
من جهة آخرى، قال مسؤول أمريكي إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعكف على تحليل مضمون مفكرة خاصة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن صادرها الجنود الأمريكييون.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المفكرة لا تحتوي على أي معلومات شخصية وإنما أفكاره المتعلقة بشن عمليات.
لكنه أشار إلى أن أهمية المفكرة تكاد لا تذكر بالمقارنة بكم المعلومات التي حصل عليها الأمريكييون من خمسة أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة ونحو 100 من شرائح خزن المعلومات المحمولة، استولوا عليها من بيته.
ومن المعلومات التي احتوتها المفكرة والوثائق الأخرى اعتزام بن لادن "قتل المزيد من الأمريكيين لإجبار واشنطن على سحب قواتها من منطقة الشرق الأوسط.
القاعدة تعترف بمقتل بن لادن و"تتوعد" بالانتقام
وفي بيان نشر على الانترنت حثت القاعدة الباكستانيين على "أن يهبوا ويثوروا لغسل هذا العار الذي ألحقه بهم شرذمة من الخونة واللصوص وأن ينتفضوا انتفاضة قوية عارمة لتطهير بلادهم من رجس الامريكان الذين عاثوا فيها فسادا".
تفاصيل جديدة
واظهرت تفاصيل جديدة عن ملابسات مقتل بن لادن ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) ظلت تراقب وترصد تحركاته مستخدمة احدث انواع المعدات والاجهزة الالكترونية لعدة اشهر.وكر سري
وقال مسؤولون حكوميون امريكيون ان "سي آي ايه" راقبت سرا البيت الذي سكن فيه بن لادن لعدة اشهر من وكر سري في منطقة ابت آباد بباكستان، استخدمت فيه عدسات كاميرات بعيدة المدى واجهزة تنصت فائقة الحساسية تلتقط الاصوات من بُعد.وتشير المعلومات الجديدة حول العملية الى تناقضات مع الرواية الاولى التي اعلنها البيت الابيض، والتي قيل فيها بداية ان القوات الخاصة قتلت شخصا واحدا فقط.
وأقر مسؤول دفاعي أمريكي بعدم دقة الروايات السابقة عن تفاصيل العملية التي أودت بحياة بن لادن وأربعة آخرين في باكستان قبل أيام.
وقال المسؤول إن شخصا واحدا فقط من بين الخمسة الذين قتلوا في العملية كان مسلحا، وهو أبو أحمد الكويتي، وقد استخدام سلاحه ليقتل في الدقائق الأولى للغارة.
وكانت روايات سابقة صادرة عن الإدارة الأمريكية أفادت بحدوث اشتباك عنيف بالنيران على مدى 40 دقيقة مع بن لادن وبعض من كان معه في مجمع سكني بمدينة إيبوت أباد.
وقال المسؤول إن الكويتي كان في ملحق للضيوف حين أغارت عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية على المجمع، فقام بإطلاق النار عليهم، وتم الرد عليه فقتل على الفور وامرأة معه كانت في مرمى النيران، وذلك قبل أن يقوم الجنود الأمريكيون بمسح المجمع بحثا عن بن لادن.
وأضاف أنه يجب وصف العملية بأنها عملية دقيقة من طابق لطابق للعثور على بن لادن ومن يحميه، وليس كما صورتها الإيجازات الصحفية المتتالية الصادرة عن البيت الأبيض.
وأوضح المسؤول الذي رفض كشف اسمه إنه لم يتم إطلاق النار على عناصر النخبة ثانية حين واجهوا وقتلوا رجلا في الدور الأول ثم ابن أسامة بن لادن على سلم المنزل قبل أن يصلوا لغرفة بن لادن.
وكان مسؤولون قد رووا أن بن لادن قد قتل بعد أن ظهر وكأنه يحاول الإمساك بسلاحه.
وكانت شبكة "إن بي سي" التي انفردت بكشف أن أربعة من الخمسة القتلى لم يكونوا مسلحين وأن غالبية الوقت الذي استغرقته العملية قد استخدم في تجميع أجهزة الكمبيوتر في المنزل وبرامجها والهواتف وغيرها من المواد التي يمكن أن تكون لها قيمتها في التجسس على تنظيم القاعدة وعملياته المحتملة في أنحاء العالم.
وقد تم نقل هذه المواد إلى معامل مكتب التحقيقات الفيدرالية في قاعدة سلاح البحرية في كوانتيكو بالولايات المتحدة لفحصها.
ويقول ريتشارد أبو لافيا خبير الملاحة الجوية في المجموعة الاستشارية "تيل جروب كونسلتانتس" إن الصور التي تم تداولها بعد العملية عن ركام المروحية من طراز إم إتش 60 التي واجهت صعوبات عند هبوطها في مجمع بن لادن وفجرتها عناصر النخبة قبل رحيلها قد أظهرت أنه تم إجراء تعديلات عليها لتقليل فرص احتمال كشفها بالرادار.
وأضاف أبو لافيا أنه من الواضح أن المقصود بذلك كان اختراق المجال الجوي الباكستاني.
وقد تم نقل فريق النخبة إلى موقع العملية من قبل وحدة العمليات الخاصة بالجيش المعروفة باسم "نايت ستوكرز" ومقرها فورت كامبل بولاية كينتاكي.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة الوحدة الجمعة.
وتتخصص هذه الوحدة في عمليات الطيران الليلي، وهي مسلحة بمروحيات من طراز بلاك هوك وتشينوك وإم إتش ـ 6 ليتل بيرد، إلا أن أبو لافية يقول إن حقيقة وجود مروحية في باكستان من طراز تلك التي دمرت في المجمع كان سرا مكتوما.
من ناحية أخرى قال صاحبا محل في باكستان إنهما تمكنا من التعرف على جثتي الكويتي وشقيقه من الصور التي التقطت في المجمع بعد العملية.
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نشرت صورا قالت إنها اشترتها من مسؤول امني باكستاني دخل المجمع بعد الهجوم عليه.
وأضاف الإثنان أنهما لم يتمكنا من التعرف على الشخص الثالث في الصور، والذي لا بد أن يكون ابن زعيم تنظيم القاعدة حيث أن الإدارة الأمريكية قد أعلنت مقتل 4 رجال وامرأة في العملية.
معلومات تتحدث عن خطط بن لادن لتفجير قطارات أمريكية
كشفت المعلومات الأولية التي تم
الحصول عليها من المجمع الذي قتل فيه أسامة بن لادن أن تنظيم القاعدة قد
بحث استهداف قطارات أمريكية في الذكرى العاشرة لتفجيرات الحادي عشر من
سبتمبر.
غير أن مسؤولي مكافحة الإرهاب يعتقدون أن الخطة
كانت مجرد تخيلات، وليست هناك أي معلومات استخبارية حديثة حول وجود خطة
فعلية لتنفيذ مثل هذا الهجوم.وهذه كما يبدو هي أول معلومات استخبارية من غنائم الغارة على مخبأ بن لادن في باكستان يتم تداولها على نطاق واسع.
وكانت قوات النخبةة التي شنت الغارة قد استولت على "كنز" من أجهزة اكمبيوتر والأقراص المدمجة والوثائق من المنزل الذي اختبأ فيه بن لادن لمدة 6 سنوات.
وتعكف الاستخبارات الأمريكية على مراجعة وترجمة المواد التي حصلوا عليها بحثا عن معلومات عن خطط أو غير ذلك.
وقال مات تشاندلر المتحدث باسم الأمن القومي "نود أن نؤكد أن أن ما يدعى خطة للقاعدة ترتكز على تقارير اولية غالبا ما تكون مضللة أو غير دقيقة وخاضعة ااتغيير.وأضاف أن الحكومة لا تعتزم إصدار تحذير من الإرهاب في أنحاء البلاد.
وكان مسؤولون أمريكيون قد عرقلوا خططا أخرى لاستهداف قطارات بما فيها خطة عام 2009 لتفجير شبكة مترو الأنفاق في مدينة نيويورك.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن القومي قد حذرا عقب إعلان مقتل بن لادن من وقوع هجمات انتقامية في الولايات المتحدة. واضاف أن قطاع النقل والمواصلات بما في ذلك شبكة القطارات الأمريكية يظل هدفا جذابا.
اوباما: مقتل بن لادن رسالة "للارهابيين" أن أمريكا لن تنسى هجمات سبتمبر
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العملية العسكرية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن جاءت باسم ضحايا الهجمات التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر ألفين وواحد.
جاء ذلك خلال تفقد أوباما لموقع برجي التجارة العالميين في نيويورك وذلك بعد ايام قليلة من اعلان الولايات المتحدة قتل زعيم تنظيم القاعدة في عملية نفذتها القوات الخاصة الامريكية.ووصف أوباما قتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ووصفه بانه رسالة "للارهابيين أن بلاده لن تنسى هجمات سبتمبر العام 2001."
وفي الموقع الذي يعرف حاليا باسم "جرواند زيرو" شارك اوباما في مراسم لتأبين ضحايا الهجمات.
ووضع اوباما اكليلا من الزهور على نصب تذكاري للضحايا وتحدث الى اقربائهم والى عمال الاغاثة ورجال الشرطة.
وسوف يلتقي اوباما يوم الجمعة بافراد القوة الخاصة التي قتلت بن لادن.
وكان اوباما قال ان نشر صور جثة بن لادن امر "يهدد الامن القومي الامريكي".
واضاف اوباما: "اعتقد انه بالنظر الى طبيعة التفاصيل البشعة في تلك الصور، من الممكن ان يؤدي امر نشرها الى ظهور نوع من المخاطر على الامن القومي".
وقال اوباما: "من المهم بالنسبة لنا ان نتأكد ان تلك الصور ذات التفاصيل البشعة لشخص اطلق على رأسه الرصاص سيتم تداولها على انه حض وتشجيع لمزيد من العنف، وستتحول الى اداة للدعاية، وهذا ليس من شيمنا".
يذكر ان الادارة الامريكية تراقب حاليا ردود الفعل في العالم على حدث مقتل بن لادن، وسط نظريات مؤامرة تدور حول زعيم القاعدة، في اعقاب تصريحات متباينة لمسؤولين امريكيين.
وفي هذا الصدد قال اوباما ان "هناك البعض ممن ينكرها، لكن الحقيقة هي انكم لن ترون اسامة بن لادن يسير على الارض ابدا".
تساؤل قانوني
وكان قرار الرئيس الامريكي بعدم نشر صور بن لادن بعد قتله، والذي صرح به في مقابلة مع برنامج "ستون دقيقة" في شبكة CBS التلفزيونية الاخبارية الامريكية، قد ولد بعض ردود الفعل المختلفة بين السياسيين الامريكيين، الذي سنحت الفرصة لبعضهم لمشاهدة بعض تلك الصور.الا ان لينزي غراهام، وهو قيادي بارز في الحزب الجمهوري، قال ان القرار لم يكن صائبا.
وقال: "اعلم ان بن لادن مات، لكن الطريقة الافضل لحماية مصالحنا في الخارج والدفاع عنها تتمثل في البرهنة على هذه الحقيقة امام العالم، واخشى ان يطيل قرار الرئيس اوباما النقاش حول هذا الامر بلا طائل".
ويأتي القرار الرئاسي في وقت يستمر فيه الخبراء والمختصون في البحث بمخزون اجهزة الكومبيوتر والاقراص المدمجة والهواتف المحمولة واقراص تخزين المعلومات (USB) التي صادرتها فرقة الكوماندوز البحرية التي نفذت العملية من البيت الذي كان يعيش فيه بن لادن وقت مقتله في ابت آباد بباكستان.
"هدف مشروع"
وقال وزير العدل الامريكي اريك هولدر انه من المتوقع ان تُضاف اسماء جديدة للقائمة الامريكية لمن يعتقد انهم ارهابيون نتيجة البحث في تلك الاجهزة والاقراص والهواتف.كما تبين ايضا انه كان بحوزة بن لادن مبلغ 500 يورو (نحو 750 دولار) وهاتفان محمولان، في حال الحاجة اليها عند الهرب.
وشكك منتقدون بمشروعية عملية قتل بن لان، عندما تغير الخطاب الرسمي الامريكي بالقول انه لم يكن مسلحا عندما قتل.
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية
"القرار صدر بأن اي تعاون مع الباكستانيين سيعرض العملية للخطر، لانهم ربما ينبهون المستهدف."
وقد قتل في هذه العملية، التي تمت الاثنين، ثلاثة رجال وامرأة، في حين جرحت احدى زوجات بن لادن.
وتحتجز السلطات العسكرية الباكستانية الناجين من تلك العملية في مواقع سرية في مدينتي روالبندي واسلام آباد.
ارتفاع شعبية اوباما
وقال مسؤولون امريكيون ان بن لادن (54 عاما)، والمطلوب الاول في قائمة اخطر المطلوبين لامريكا، قد دفن بالقاء جثته في قاع البحر.ولوحظ ان شعبية اوباما قفزت نحو 11 نقطة عقب العملية، التي راقبها الرئيس مع فريق مستشاريه اثناء حدوثها من البيت الابيض، لتصل الى 57 في المئة في احدث استطلاع للرأي اجري الاربعاء.
وفي تصريحات لا تخلو من صراحة قوية قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ليون بنيتا، لمجلة تايم الامريكية، ان "قرارا صدر بأن اي تعاون مع الباكستانيين سيعرض العملية للخطر، لانهم ربما ينبهون المستهدف".
الا ان باكستان رفضت الطرح الامريكي بانها لا يمكن الوثوق بها قبل تنفيذ العملية.
كما ان بعض المشرعين الامريكيين بدأوا يطالبون بتقليص المساعدات الامريكية لباكستان، التي تبلغ عدة مليارات من الدولارات.
أسرار مخبأ بن لادن كما يرويها سكان أيبت أباد
مجمع غامض يقع في إحدى
الضواحي الهادئة لمنتجع أيبت أباد في وادي أوراش في شمال غرب باكستان..
القرية هي مكان التقاعد المفضل لكثيرين من جنرالات الجيش الباكستاني .. لم
يشك أحد على الإطلاق في أن يكون المبنى الغامض في تلك الضاحية هو المخبأ السري للرجل الذي دوخ العالم والمطلوب الأول للعدالة الجنائية في أكثر من ثلاثين دولة.
وفي هدأة الليل .. استيقظ سكان الضاحية على هدير
محركات طائرات هليكوبتر .. ودوي طلقات الرصاص وانفجارات القنابل.. وسادت
حالة من الرعب بين الجميع.زهور عباسي هو أحد جيران بن لادن ، وقد صعد إلى سطح منزله ليشاهد الغارة الأمريكية المثيرة ، وقال "حلقت الهليكوبتر فوق منزلي .. وكانت منخفضة للغاية وقريبة..ألقيت بنفسي على الأرض وأنا أحسب أنها ستهوي على منزلي".
ويمضي قائلا "كان هناك انفجار مروع ، واندلعت النيران إلى عنان السماء من داخل المنزل.. وبعد دقائق بدا وكأن الأمر كله قد انتهى".
ويؤكد زهور أنه لم يكن لديه أدنى علم بأن هذا المكان هو مقر إقامة بن لادن، ولم تكن هناك شائعات تتردد ولا دليل واضح يشير إلى أن زعيم القاعدة يعيش بين سكان القرية.
ولكن عباسي يقول إنه منذ انتقاله للعيش في منزله قبل ست سنوات وهو يشعر بأن ذلك المنزل المعزول هو مكان خطر وينبغي تجنب الاقتراب منه.
كانت الاجراءات الأمنية المحيطة بالمجمع الذي يوجد به المنزل غير عادية .. هناك أسوار بارتفاع خمسة أمتار تحيط بالمجمع وسور أمني ثان بارتفاع سبعة أمتار يخفي الطابق الثاني ، والكاميرات الإلكترونية تراقب كل ركن فضلا عن البوابات الأمنية.
وكان سكان المجمع حريصين على تجنب أي علاقات جيرة مع أحد في القرية، ولذلك نسيهم سكان القرية تقريبا ولم يشغل أحد باله في التساؤل عن هويتهم.
أيبت أباد بلدة توصف بأنها منتجع للطبقة الباكستانية المتوسط وإن كانت تميل للثراء قليلا.. كل سكانها تقريبا يعيشون في بيوت حديثة خاصة بهم ويمتلكون سيارات ، وبها مستوى مرتفع من التعليم من خلال المدارس الخاصة الغالية، فضلا عن مناخها المعتدل.
ولا يذكر أحد من سكان البلدة تاريخ بناء المجمع الذي كان بن لادن يحتمي فيه ، ولكن البعض يرجح أنه يتراوح بين عشر واثنتي عشرة سنة. وعندما بني كان يبدو كجزيرة منعزلة وسط بحر من الأراضي الزراعية، ولكن مع حركة البناء من مشتري الأراضي الجدد في المنطقة بدت خصوصية المجمع مهددة.
ومع تآكل تلك الخصوصية بدأ الجيران يراقبون .. ولكن نادرا ما شاهد أحد أكثر من شخص أو شخصين داخل المجمع أو حوله، ولم يكن هناك دليل على وجود أطفال أو أي نوع من الحياة الاجتماعية داخله، ولم يكن سكانه يذهبون للتسوق كعادة أهل البلدة.
ولكن خلال الشهرين الماضيين جاء رجال في ملابس مدنية إلى القرية وادعوا أنهم ينوون شراء أراض ويرغبون في التعرف على المنطقة.
وأبدى هؤلاء الرجال إعجابهم بمنازل القرية ورغبتهم في بناء منازل مماثلة على قطع أرض يشترونها في الجوار.
بل إن أحد هؤلاء الرجال ذهب إلى مجمع بن لادن وتساءل عن ثمنه.
الجيران يقولون الآن إن أولئك الرجال كانوا من عملاء من المخابرات وجاؤوا لجمع المعلومات.
رجال البشتون
وفهناك زاوية أخرى للنظر إلى ماكان يحيط بمجمع بن لادن من غموض.فعندما سمع السكان دوي الرصاص وانفجارات القنابل تمزق سكون الليل، حسبوا للوهلة الأولى أن حركة طالبان قد شنت هجوما على قريتهم.
فالقرية كلها تقع على بعد بضع مئات من الأمتار من أكاديمية التدريب العسكري الباكستانية، وقد دأبت طالبان على استهداف مثل هذه المؤسسات العسكرية.
وفي الوقت نفسه فإن عائلات كثيرة من قبائل البشتون انتقلت للعيش في القرية وأقامت مساكن فيها. ويقول السكان إن البشتون يخبئون نساءهم وراء نقاب ثقيل ولعل ذلك يفسر أن أحدا لم يشاهد أي سيدات في منزل بن لادن ، خاصة وأن حركة طالبان تتألف في معظمها من أفراد قبائل الباشتون التي تعيش في شمال شرق باكستان.
ولعل فكرة وجود علاقة بين المنزل الغامض وحركة طالبان لم تراود سوى واحد من سكان البلدة ، وقد تحدث إلى بي بي سي حيث قال "راودتني الفكرة بعد أن تبين أن حركة طالبان ترسل أعدادا كبيرة من أفرادها للعيش في المنطقة كي تكون بيوتهم بمثابة ملاجئ لمقاتلي الحركة".
ونفس هذا المبدأ يبرز خطورة المخاوف والإفتراضات التي تعتمل في عقول القادة الباكستانيين بشأن الولاءات القبلية والعرقية في بلادهم.
تقرير بريطاني: عملية بن لادن "سابقة للقتل العمد"
خلص تقرير أعدته لجنة في مجلس العموم البريطاني الى أن بعض الدول قد تنظر مستقبلا الى "استهداف بن لادن وقتله" على أنه سابقة "للقتل العمد."
ويقول التقرير إن لقتل زعيم القاعدة تبعات وأبعاد مهمة على كيفية تعامل الولايات المتحدة والدول الأخرى مع المشتبه في تورطهم في ممارسة "الإرهاب،" حيث يرى التقرير أنه قد ينظر الى مثل هكذا أساليب على أنها "مقبولة من الناحية السياسية."يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفد كاميرون، وزعيم المعارضة في البرلمان، إد ميليباند، اعتبرا قتل بن لادن خطوة مهمة في "الحرب على الإرهاب العالمي."
الأبعاد الواسعة لقتل بن لادن
غير أن شكوكا حامت حول شرعية قيام القوات الأمريكية الخاصة المحمولة جوا بالهجوم على المجمع السكني الذي كان يقيم فيه بن لادن في باكستان، وقتله في العملية.وقد تعززت هذه الشكوك عند افتضاح الرواية الأمريكية الأولى التي ادعت بأن القوات المهاجمة تعرضت لإطلاق نار كثيف. إذ تبين لاحقا أن بن لادن لم يكن مسلحا عندما أطلقت القوات المهاجمة النار عليه وقتلته.
ويتناول التقرير البرلماني البريطاني الأولي تحليل الجدل القانوني، الذي لايزال دائرا، حول شرعية العملية العسكرية الأمريكية وأبعادها.
ويشير التقرير الى أن الجدل في الأمر سيتواصل حتى يكشف البيت الأبيض حقيقة التعليمات التي أعطيت للقوة التي كلفت بمهاجمة مقر إقامة بن لادن، خصوصا إذا ما كانت القوة الخاصة المهاجمة سعت الى إقناع بن لادن بتسليم نفسه، وكشف حقيقة مستوى الخطر، إن وجد، الذي "كان يشكله" بن لادن للقوة المهاجمة.
ويضيف التقرير أن لقتل بن لادن أبعادا واسعة لتعامل الدول مع ناشطي القاعدة والمشتبه في تورطهم بممارسة "الإرهاب" مستقبلا.
"فإن طبيعة قتل بن لادن مؤشر على أن الولايات المتحدة قد تسعى الى اعتماد مبدأ القتل كمسوغ لتصفية ناشطي القاعدة، بدلا من القبض عليهم."
وثمة أبعاد أخرى للطريقة التي قتل بها بن لادن. فحسب التقرير، "قد ينظر الى عملية القتل على أنها سابقة لقتل الأفراد عمدا من قبل الدول، عبر الحدود الدولية، خصوصا في الأماكن التي تنشظ فيها ممارسة الإرهاب.
وكلما زاد عدد الدول التي تتصرف وفق نمط التصرف هذا، كلما زاد احتمال قبوله، في الأقل من الناحية السياسية، إن لم نقل اعتبارها مسألة قانون دولي."
دفاع عن النفس
كما أن لقتل بن لادن أبعادا على تنفيذ ستراتيجية التحالف العسكري، الذي هو طرف في النزاع في ليبيا. ذلك أنه قد يركن الى الحجج ذاتها التي تساق لتبرير قتل بن لادن، إذاما تمكنت قوى التحالف من قتل العقيد القذافي."يشار الى أن المملكة المتحدة وحلفائها يصرون على أن الصلاحيات المخولة اليهم بمقتضى قرار مجلس الأمن حول النزاع في ليبيا، وحماية المدنيين فيها، لا يتضمن نصا باستهداف الزعيم الليبي.
لكنهم يؤكدون أن منشآت القيادة والسيطرة التابعة لنظام القذافي، ومن بينها المجمعات، التي يستخدمها افراد اسرة القذافي ورموز نظامه، هي أهداف مشروعة للقصف الجوي لقوات التحالف، إذا ما استخدمت لتوجيه هجمات ضد المدنيين.
هذا وكانت إدارة أوباما اعتبرت بن لادن "هدفا عسكريا مشروعا"، وأن الغارة على مقر إقامته كانت مبررة باعتبارها عملا يقع ضمن "حق الدفاع عن النفس".
وتضيف واشنطن أن بن لادن كان لايزال نشطا في قيادته تنظيم القاعدة وأنه "لم يحاول أن يسلم نفسه".
ومن بين الذين أعربوا عن تحفظهم على قتل بن لادن لأسباب أخلاقية، رئيس أساقفة كانتربري، روان ويليامز، الذي قال "إنه أمر يدعو الى القلق" وإنه "لا يبدو وكأن العدالة" قد روعيت "في تنفيذه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق