الأحد، 22 أبريل 2012

مجلس الامن يوافق على ارسال 300 مراقب الى سوريا وسط شكوك غربية


وافق مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم السبت بالاجماع على قرار يقضي بنشر ما يصل الى 300 مراقب عسكري غير مسلح في سوريا بشكل مبدئي لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة وقف هش لاطلاق النار بدأ منذ أسبوع.
ولكن قرار المجلس المؤلف من 15 عضوا بربط نشر بعثة المراقبين بتقييم الامم المتحدة للالتزام بالهدنة عبر عن مخاوف أمريكية وأوروبية من عدم التزام الحكومة السورية بوقف العنف وسحب قواتها الى الثكنات وسحب اسلحتها الثقيلة يجعل فرص النجاح ضئيلة.
ورحب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بقرار مجلس الامن لكنه حذر من أن الوضع في سوريا بعيد عن الهدوء. وحث الحكومة والمعارضة على السماح بنشر سريع لبعثة المراقبين بالكامل.
وأضاف بان في بيان صادر عن مكتبه الصحفي أن الامين العام يؤكد ضرورة انهاء "جميع أشكال العنف وانتهاكات حقوق الانسان وبصفة خاصة الكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة وسحب هذه الاسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكانية."
ولم تبذل السفيرة الامريكية في الامم المتحدة سوزان رايس جهدا لاخفاء عدم رضا واشنطن عن دعم نشر بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا وسط العنف المتواصل و"الاهتياج القاتل" من جانب الحكومة السورية.
وقالت رايس "دعا مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة الحكومة السورية لاتخاذ خطوات ملموسة... وتجاهلت الحكومة السورية هذا المجلس. ونحن في الولايات المتحدة قد استنفد صبرنا."
وأضافت أن الولايات المتحدة لن تدعم تجديد التفويض بعد 90 يوما اذا لم تنفذ الحكومة السورية خطة السلام المكونة من ست نقاط التي قدمها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان وانها ستسعى الى فرض عقوبات على سوريا اذا حدث ذلك.
وقالت "لن ننتظر 90 يوما لنتخذ اجراءات ضد الحكومة السورية اذا استمرت في خرق التزاماتها أو في عرقلة عمل المراقبين."
وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان ما يبدو من تشاؤم رايس بشأن بعثة المراقبة "غير مفيد".
وأضاف "الادلاء بتكهنات سلبية يبدو في بعض الاحيان كنبؤة يود البعض ان تتحقق.. نود ان نفكر بايجابية تجاه الوضع الراهن."
وقال مشروع القرار الذي أعدت روسيا والاتحاد الاوروبي مسودته ان نشر بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة "سيكون رهن تقييم من جانب الامين العام للامم المتحدة (بان جي مون) للتطورات ذات الصلة على الارض بما في ذلك وقف العنف."
وأشار قرار المجلس أيضا الى ان وقف العنف من جانب الحكومة والمعارضة "غير كامل بشكل واضح" وحذر من ان مجلس الامن قد يتخذ "خطوات أخرى" في حالة عدم الالتزام بشروطه.
ومثله في ذلك مثل قرار المجلس الصادر الاسبوع الماضي والذي أجاز نشر فريق طليعي يضم ما يصل الى 30 مراقبا دعا قرار يوم السبت كلا من الحكومة السورية والمعارضة الى وقف القتال الذي أسفر عن مقتل الالاف خلال العام المنصرم.
وقال تشوركين للصحفيين ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة الي عنان يوم السبت ليبلغه بان دمشق سحبت الان الاسلحة الثقيلة والقوات من المدن.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين سابقين لمجلس الامن يدينان حكومة الاسد لكنهما يدعمان بشكل كامل جهود كوفي عنان المبعوث الدولي المشترك للامم المتحدة ولجامعة الدول العربية من أجل احلال السلام.
ويحث قرار يوم السبت سوريا على التوصل الى اتفاق مع الامم المتحدة حول "الوسائل الملائمة للنقل الجوي" ويدين الحكومة بسبب "الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان." وأبلغ بان دمشق بأنه يريد اتفاقا سريعا بشأن استخدام الطائرات وطائرات هليكوبتر من قبل البعثة.
وأكد بشار الجعفري سفير سوريا في الامم المتحدة من جديد تأييد بلاده لخطة عنان ولكنه أوضح أن حكومته ستراقب مراقبي الامم المتحدة عن كثب.
وقال الجعفري ان لسوريا مصلحة راسخة في نجاح البعثة ولكنه حذر من أنه يتعين على أولئك المراقبين أداء عملهم على أساس الموضوعية وعدم التحيز والاحترافية.
ويقول مشروع القرار ان بان سيقدم لمجلس الامن تقريرا عن التطورات في سوريا كل 15 يوما وسيقدم له مقترحات لتعديل التفويض المقدم للمجلس.
وقال السفير الفرنسي جيرار ارو "نحن نتحمل مخاطرة" بنشر بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة في سوريا. وأضاف ان المجلس قد يضطر الى دراسة فرض عقوبات اذا واصلت دمشق العنف.
وحذر السفير البريطاني مارك ليال جرانت الحكومة السورية من "عقوبات قوية" اذا تقاعست عن الوفاء بتعهداتها. وقال ليال جرانت ان دمشق "لم تبذل الكثير لاظهار أن لديها أي نية لاتخاذ الخطوات الضرورية لانهاء الازمة."
وقال "على العكس رأينا تصعيدا أكبر لوحشية النظام." وأضاف أن دمشق "فرضت قيودا على حرية تنقل فريق (المراقبين) في محاولة مفضوحة لاخفاء الحقيقة بشأن أفعال الوحشية والتدمير المشينة التي اقترفتها

الخرطوم تتمسك بوقف ضخ نفط الجنوب

الخرطوم تضع 4 شروط لتطبيع العلاقة مع جوبا

وجّهت الخرطوم أمس رسائل متضاربة في شأن التعامل مع جوبا، إذ جددت تمسكها بتغيير نظام الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت، وطرحت في الوقت ذاته أربعة شروط لتطبيع العلاقات بين البلدين في أعقاب انتهاء معركة هجليج النفطية التي طرد فيها جيش السودان قوات الجنوب.
وطرح السودان أربعة شروط لتطبيع العلاقات مع جنوب السودان بعد استعادة السيطرة على مدينة هجليج. وقالت وزارة الخارجية السودانية إن السودان يطلب من سلطات جنوب السودان الاعتراف بالاتفاقات الموقعة سابقاً ومذكرة التفاهم في شأن الأمن وبينها ميثاق عدم اعتداء وقعه في شباط (فبراير) الماضي رئيسا الاستخبارات في البلدين. كما طالبت بأن تعترف سلطات جنوب السودان بالحدود التي كانت موجودة قبل استقلال السودان عن بريطانيا ومصر في الأول من كانون الثاني (يناير) 1956. ودعت الحكومة السودانية إلى إنهاء «كل الاعتداءات» على أراضيها وانسحاب قوات جنوب السودان التي لا تزال على هذه الأراضي وأن توقف جوبا دعمها المتمردين الذين يقاتلون الدولة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. كما طلبت الخرطوم من جوبا الكف عن «دعم أو استقبال» الفصائل المتمردة من إقليم دارفور.
وكان الرئيس عمر البشير أكد أن حكومته لن تتفاوض مع دولة الجنوب في حال استمر دعمها المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأمر وزير دفاعه الفريق عبدالرحيم محمد حسين بتطهير دارفور والمنطقتين من المتمردين قبل حلول فصل الخريف في تموز (يوليو) المقبل.
وقطع البشير أمام حشد في ساحة في وسط الخرطوم بأن نفط دولة جنوب السودان لن يمر مرة أخرى بالأراضي السودانية وإن عرضت حكومة جوبا نصف إيراد النفط المنتج في الجنوب كرسم للعبور. وزاد: «لن نفتح الأنبوب مرة أخرى». وأضاف البشير: «كنا قبل اتفاق السلام نحارب من أجل النفط وكانوا يحاربون لإيقافه والآن أغلقوا آبار النفط نكاية في الشمال من دون النظر لمصلحة شعبهم، الأمر الذي يؤكد أنهم بلا أخلاق». وتابع: «الآن نقول لهم لن يمر نفط الجنوب بأرض السودان الطاهرة ولو دفعتم نصفه ثمناً لرسم العبور ولن نفتح الأنبوب».
وأكدت وزيرة الدولة للإعلام سناء حمد حدوث تخريب متعمد للمنشآت النفطية في هجليج من جانب قوات حكومة دولة جنوب السودان. وقالت أمس إن حكومة السودان تملك الأدلة والوثائق التي تؤكد التخريب.
وذكرت أن الحرائق المشتعلة في حقول النفط شملت جزءاً من أنابيب النفط ومركز المعالجة الرئيسي ومحطة توليد الكهرباء، موضحة أن سحابة كثيفة من الدخان غطت سماء المدينة وحجبت الرؤية في مطارها ما أدى إلى تعطيل رحلة مجموعة من الصحافيين كان من المقرر أن يزوروا المنطقة أمس، لافتة إلى أن حكومتها طلبت مساعدة من دولة لديها خبرة في السيطرة على حرائق النفط، وأن طائرات من تلك الدول ستصل لهذا الغرض.
إلى ذلك دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما، ودعا الخرطوم إلى وقف أعمالها العسكرية كما دعا جوبا إلى وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان. وقال أوباما في رسالة إلى شعبي البلدين مسجلة على شريط فيديو «نعرف ما نحتاج إليه. على حكومة السودان وقف أعمالها العسكرية بما في ذلك القصف الجوي، وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان ووقف أعمالها العسكرية عبر الحدود».
وفي تطورات الأوضاع في دارفور، أوقفت السلطات في ولاية جنوب دارفور مجموعة متمردة تتبع إلى «حركة العدل والمساواة» وفصيل مني أركو مناوي و «مجموعة علي كاربينو» أثناء تسللهم من جنوب دارفور إلى ولاية شمال دارفور عبر المناطق الشمالية لجبل مرة. وضمت المجموعة جزءاً من القوات التي هاجمت قبل أيام منطقة أم دافوق المتاخمة لحدود أفريقيا الوسطى.
وأوضح مسؤول في حكومة جنوب دارفور أمس أنّ المجموعات كانت تقصد التوجه إلى مناطق شرق دار السلام وودعة ووادي هور للارتكاز فيها حتى تتسنى لها فرصة الفرار إلى الحدود الرابطة بين دارفور وولايتي شمال وجنوب كردفان بحيث يكون محور تحركاتها في الاتجاه الجنوبي والشرقي في الإقليم، مشيراً إلى أنّ السلطات ظلت تتابع تحركاتهم حتى تمكّنت من إلقاء القبض عليهم قبل دخولهم أطراف شمال دارفور.

هجليج توحد سياسيي السودان


أزمة هجليج فتحت بابا لتوافق وطني في السودان 
فتحت أزمة هجليج بابا جديدا لتوافق وطني في السودان ربما يقود إلى معالجة حقيقية لأزمة الحكم في البلاد.
ولم يتوقع أكثر المتابعين تشاؤما أن تتوحد مشاعر قوى السياسة السودانية ومواقفها غضبا لاحتلال دولة جنوب السودان لمنطقة هجليج وسعادة باستردادها.
ونجحت الأزمة في توحيد رؤى كل فرقاء السياسة السودانية تجاه دولة جنوب السودان وما قامت به من عمل عدوه اعتداء يستوجب الرد.
وأعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أنه لن يتعامل مع حكومة الجنوب ما لم تغير سلوكها وتسقط أفكارها حول مشروع السودان الجديد الذي تنطلق منه في علاقتها مع السودان.
كمال عبيد يعلن شروط الخرطوم للتفاوض مع جوبا (الجزيرة)
شروط
وأكد الحزب عبر عضو مكتبه القيادي كمال عبيد عدم وجود أي مجال للتفاوض مع الحركة الشعبية ما لم تعتذر عما اقترفته من جرائم بحق الشعب السوداني، وتعوض كل الخسائر التي ألحقتها بالسودان جراء اعتدائها على هجليج، وأن توقف دعمها للحركة الشعبية قطاع الشمال".
وقال للجزيرة نت إن المزاج الشعبي لا يسمح بإجراء أي مفاوضات مع حكومة الجنوب على الأقل في الوقت الراهن، قاطعا باسترداد حقوق السودان "بالكيفية التي نراها وبالوسيلة المناسبة وفي الوقت المناسب".
أما الأمين العام لحزب الأمة القومي المعارض إبراهيم الأمين فقال إن استعادة هجليج كانت أمرا حتميا "لأنها جزء من الوطن".
ونصح بتجاوز الأزمة والتحقيق في أسباب سقوط المنطقة التي تعد من أكثر المناطق حيوية وإستراتيجية ومعرفة حدود المسؤولية والتقصير ومحاسبة المتسببين فيها.
ورأى أنه لا بد من حل جذري وقومي "تحت مظلة حكومة قومية جديدة تعد لمؤتمر دستوري يستجيب لتطلعات الشعب السوداني".
وأكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني الشفيع خضر حتمية استعادة هجليج، لكنه أشار إلى أهمية "العودة إلي طاولة التفاوض المباشر بين الخرطوم وجوبا".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن ما يدور في السودان من قضايا مصيرية "يجب ألا يترك لحزب واحد لتحديد مصيره ولو كان حائزا على أغلبية الشعب السوداني".
وأعلن أن القوى السياسية السودانية ستتحرك "لتقديم مبادرة جديدة لبناء جسور الثقة بين جوبا والخرطوم لجهة تحقيق السلام لمصلحة الشعبين".
علي السيد: استعادة هجليج استعادة للكرامة (الجزيرة نت)
كرامة الشعب
من جهته اعتبر عضو المكتب القيادي للحزب الاتحادي الديمقراطي علي السيد أن استعادة هجليج "استعادة لكرامة الشعب السوداني"، رغم أننا سئمنا الحرب ولا نرغب في اندلاع حرب جديدة بين البلدين".
ودعا إلى عدم السماح بتجدد الحرب بين الدولتين مهما كانت الأسباب، لكنه أشار إلى أن المؤتمر الوطني ظل يستأثر بالأمر كله، "ورغم أننا مشاركون في الحكومة فإننا لا نشترك في قضايا السلام والحرب".
وقال للجزيرة نت إن القوى السياسية يمكن أن تستثمر علاقاتها مع الحكومة والمعارضة الجنوبيتين لتقريب وجهات نظرهما مع الحكومة السودانية.

السبت، 21 أبريل 2012

بالصور : احتفالات الطرق الصوفية بتحرير هلجليج






شهد ميدان المولد بمدينة امدرمان أمس احتفالات الطرق الصوفية بتحرير مدينة هجليج الغنية بالنفط وقد شرف الاحتفائية الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية وقيادات كبيرة من الدولة علي المستوي الإتحادي والولائي وعبروا جميعاً عن فرحتهم بانتصار قوات الشعب المسلحة علي قوات الحشرة الشعبية التي ظلت تخلق اجواء التوترمع السودان نتيجة المشاكل الحدودية. حيث تدعي دولة  الذي حصل على استقلالها بعد استفتاء جرى العام الماضي، وسرعان ما اعترف بها المجتمع الدولي.ومع ذلك،لا يزال هناك خلافات خطيرة بشأن ترسيم الحدود بين السودان والجنوب، أوضاع مواطني البلدين، وتقاسم عائدات النفط، وقضايا أخرى. وتشكل منطقة هجليج أكبر حقول النفط في السودان،وقد أصدرت محكمة لاهاي قبل استقلال جنوب السودان قرار لمصلحة الشمال في منطقة هجليج. ولقي القرار الأخير اعترافاً من المجتمع الدولي. وقامت جنوب السودان مؤخراً بإلغاء قرار محكمة لاهاي أولاً ثم الهجوم على هجليج السودانية الغنية بالنفط، والذي لم يلقى الدعم من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
ويعتبر ما أعلنت عنه السودان الآن من الحرب على جنوب السودان ومطالبة بإسقاط نظامه " رد طبيعي" مقابل الإنتهاكات المتكررة من جيش الحشرة الشعبية علي الشريط الحدودي بين البلدين .وهو الشيء الذي ترك تأثريه علي الاقتصاد السوداني كثيراً بعد انفصال الجنوب،في حين تعتبر الأخير واحدة من اقل الدول نمواً في أفريقيا. و شن حرب شاملة سوف يكون خطراً على اقتصاد في الدولتين. خاصة وأن دولة الجنوب دولة غنية بالموارد النفطية ولاخيار أمامها سوي أن تضخ الخام النفطي الخاص بها في خط أنابيب دولة السودان عبر أراضي الشمال إلى ميناء بورسودان على البحر الأحمر لتصديره،وفي الواقع إن اقتصاد الشمال والجنوب في السودان مرتبط معاً.ويجب أن تفكر الحشرة الشعبية في المصالح الجوهرية للشعب الجنوبي والتأثير المباشر على التنمية الاقتصادية في كيفية توزيع الفوائد.وإن الحرب لا يمكن أن تحل هذه المشكلة.
الصين لديها مصالح هامة في كل من شمال وجنوب السودان،ودعت إلى التنمية المتوازنة في العلاقات بين جنوب وشمال السودان. ومنذ وقت طويل، قامت الصين والسودان بالتعاون الودي في عدد من المناطق، والتعاون الصيني ـ السوداني جعل من الأخيرة واحدة من أسرع البلدان الإفريقية نهوضا اقتصاديا. وقد قدمت الصين مساعدات إنسانية كبيرة للسودان، وأهمها في حفر الآبار، الإمداد بالمياه، بناء المستشفيات والمدارس، توفير الأدوات الزراعية، تقديم الدعم للاجئين للعودة إلى ديارهم، تمكين السكان المحليين الحصول على فوائد ملموسة.ومن جانب جنوب السودان، فقد أقامت الصين علاقات دبلوماسية معها منذ اليوم الأول من إعلان استقلالها،وتشارك بنشاط في عملية إعادة اعمار ما خلفته الحرب،والمساعدة في بناء المساكن،محطات الطاقة الكهربائية، الطرق السريعة، توفير المعدات الطبية،وهذا سيساعد جنوب السودان في إعادة الاعمار .والصين قلقة إزاء المصالح الجوهرية للشعبين في شمال وجنوب السودان والسلام في المنطقة في ظل التوتر بين جنوب وشمال السودان.ومن هذا المنطلق، تدعم الصين وساطة الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل للتوتر الحاصل بين شمال وجنوب السودان.
كما دعت الصين البلدين إلى وقف الصراع الفوري واحترام سيادة كل منهما الآخر. وطالب الجانبين بأخذ أوضاعهما طويلة الأمد والعامة في الاعتبار والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والهدوء، وتعزيز الثقة المتبادلة، والتعاون بفاعلية مع جهود الوساطة التي يبذلها المجتمع الدولي واستئناف المفاوضات والحوار في اقرب وقت ممكن. وأنه يتعين على الجانبين العمل لتخفيف حدة الوضع في اقرب وقت ممكن.

البشير يقول إن الزحف لن يتوقف

السودان يحتفل باستعادة هجليج والبشير يقول إن الزحف لن يتوقف

احتفل السودان الجمعة باستعادته "بالقوة" منطقة هجليج المتنازع عليها والتي أكدت دولة الجنوب أن قواتها ما زالت فيها بعد حديثها عن انسحاب طوعي وتدريجي تحت ضغط دولي.
ومع الإعلان عن "تحرير" هجليج تدفق آلاف السودانيين إلى مقر رئاسة أركان الجيش، بينما أطلقت أبواق السيارات في العاصمة السودانية ابتهاجا بالنصر.
وسار عشرات في الشوارع بينما استقل آخرون سيارات جابوا فيها العاصمة وهم يطلقون أبواقها في واحدة من اكبر تظاهرات الفرح في الخرطوم منذ سنوات.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير أمام آلاف من أنصاره "هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال"، مؤكدا أن "الزحف لن يقف والحرب بدأت ولن تنتهي".
وأضاف الرئيس السوداني الذي كان يرتدي البزة العسكرية لأنصاره أمام مقر رئاسة أركان الجيش "ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة".

وهتف الحشد وهو يلوح بأعلام سودانية "الله اكبر" و"شعب واحد جيش واحد"، داعيا الجيش إلى التوجه إلى جوبا عاصمة جنوب السودان.
وكان البشير قد هدد الخميس بتلقين حكومة جنوب السودان درسا "بالقوة" بسبب احتلال قواتها منطقة هجليج النفطية، مشككا في احتمال إصدار الأمم المتحدة عقوبات ضد دولة جنوب السودان.
وأضاف أن "هجليج ليست النهاية بل البداية" في إشارة إلى مواصلة القتال ضد حكومة جنوب السودان بعد استعادة منطقة هجليج منها.
"عقلية رجال عصابات" وفي نيويورك، قال مندوب السودان في الأمم المتحدة الجمعة إن قادة جنوب السودان يتصرفون "بعقلية رجال العصابات".

وصرح دفع الله الحاج علي عثمان للصحافيين "لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونأمل في أن يكونوا قد تعلموا الدرس وأن لا يكرروا مثل هذا الاعتداء".

لكن جيش جنوب السودان أكد مساء الجمعة أن قواته لا تزال في منطقة هجليج ولن تغادرها إلا بشروط حددتها جوبا وأبرزها وقف الغارات السودانية.

وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي الكولونيل فيليب اغوير إن "رجالنا لا يزالون داخل هجليج" والجيش السوداني الجنوبي "لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة".

وكان رئيس جنوب السودان سيلفا كير قد أعلن في وقت سابق الجمعة أنه أمر قواته بالانسحاب من هجليج، مضيفا أن هذا الانسحاب سيكتمل خلال ثلاثة أيام.

ولم يشر كير إلى الهجوم المضاد الذي أعلن عنه الجيش السوداني على هذه المدينة الإستراتيجية التي تؤمن نصف إنتاج نفط الشمال.

وأكد مع ذلك انه لا يزال يعتبر هجليج جزءا لا يتجزأ من أراضي جنوب السودان، لكنه يقوم بهذا الانسحاب بسبب الضغوط المتكررة التي مارستها الأسرة الدولية.

وورد أخيرا تصريح لوزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين السبت قال فيه إن قوات بلاده تواصل انسحابها من منطقة هجليج النفطية، مشيرا إلى أن الأمر سيستغرق ثلاثة أيام.

وقال بنجامين إن انسحاب دولة جنوب السودان جاء تلبية لطلب مجلس الأمن الدولي وغيره، بصفتها عضوا في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. 

أوباما يدعو لوقف القتال

هذا وقد دعا الرئيس باراك أوباما كلا من السودان وجنوب السودان إلى وقفِ القتال بينهما وحل المشاكل العالقة عبر التفاوض.
وقال أوباما في رسالةٍ وجهها إلى شعبي البلدين عبر شريط فيديو مساء الجمعة، إن على حكومة السودان وقف قصفِها الجوي، كما يتعين على حكومةِ جنوب السودان وقفَ دعمِها للحركاتِ المسلحة في السودان وعملياتِها العسكرية في المناطق الحدودية.
كما حث الرئيس أوباما كلا من الرئيس عمر البشير ونظيرِه سيلفا كير على العودة إلى طاولة المفاوضات، لتسوية الخلافات بين بلديهما عبر الطرق السلمية.

أوباما يدعو طرفي الصراع بالسودان الى التفاوض


واشنطن: 
 قال الرئيس الاميركي باراك اوباما إن رئيسي السودان وجنوب السودان "يجب ان يكون لديهما الشجاعة" للعودة إلى طاولة المفاوضات وحل مشاكلهما سلميا.
وجاءت تعليقات أوباما بعد ان قال رئيس جنوب السودان سيلفا كير الجمعة إنه أمر قوات بلاده بـ "الانسحاب" من هجليج، بينما قال وزير الدفاع السوداني الجمعة إن القوات المسلحة السودانية "حررت" المنطقة.
وكان كير قال الجمعة إنه اصدر الامر لجيشه بالانسحاب من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها مع الخرطوم التي سيطرت عليها قوات تابعة لجنوب السودان، في العاشر من ابريل/ نيسان الحالي.
وعلى النقيض من ذلك، قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين الجمعة ان القوات المسلحة السودانية حررت هجليج.
وقال أوباما: "نعلم ما يجب ان يحدث، وهو ان توقف حكومة السودان كافة الاعمال العسكرية، بما في ذلك القضف الجوي".
وقال أوباما، موجها حديثه لحكومة جنوب السودان: " وعلى حكومة جنوب السودان ايضا انهاء دعمها للجماعات المسلحة داخل السودان، وايقاف العمليات العسكرية عبر الحدود".
وكان التصعيد الحربي والتصعيد اللفظي بين الدولتين ادى الى ظهور مخاوف جدية من نشوب حرب بينهما.
ولم يتضح ما اذا كانت الخرطوم استعادت هجليج بالقوة، أو اذا كان جنوب السودان سحبت قواتها من هناك استجابة للضغوط الدولية.
وقال جنوب السودان انه ما زال مستمرا في سحب قواته، حيث ذكر وزير الاعلام في الدولة الحديثة برنابا ماريال بنجامين لوكالة فرانس برس ان اتمام الانسحاب سيستغرق ثلاثة ايام.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير لمؤيديه في احتفال بالانتصار "نحمد الله لنصره ابناءنا وقواتنا وشرطتنا".
وانفصل جنوب السودان في يوليو/ تموز الماضي بعد اتفاق سلام ابرم عام 2005 وانهى عقدين من الحرب الاهلية قتل فيها نحو مليون ونصف مليون شخص.
واستولت قوات جنوب السودان على حقل هجليج الشهر الماضي متهمة الخرطوم باستخدامه قاعدة لشن هجمات على أراضيها.
وكانت الأمم المتحدة أدانت استيلاء قوات جنوب السودان على حقل هجليج النفطي.
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون إن هذا العمل غير مشروع، داعيا جوبا إلى سحب قواتها.
كما انتقد بان الخرطوم أيضا، وقال إنه يتعين على قواتها الوقف الفوري لقصف أراضي جنوب السودان والإغارة عليها، وكذلك الانسحاب من المناطق محل النزاع.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة تفادي اندلاع حرب شاملة بين الخرطوم وجوبا.
ومن جانبها، قالت دولة جنوب السودان في بيان اصدرته الخميس إنها لا تريد دخول حرب مع جارتها الشمالية، مشددة على ان هجليج تعود لها وانها لا تريد للشمال ان يستخدم المنطقة كمنطلق لمهاجمة الجنوب.
وكان الامين العام للأمم المتحدة قدد قال "إن الاستيلاء على هجليج يعتبر انتهاكا لسيادة السودان وعملا غير مشروع بما لا يدع مجالا للشك."
واضاف بان "وأناشد ايضا حكومة السودان الكف فورا عن قصف اراضي الجنوب وسحب قواتها من المناطق المتنازع عليها."
وكانت دولة جنوب السودان قد قالت إنها لن تسحب قواتها من هجليج ما لم تنشر الامم المتحدة مراقبين في المنطقة.
ومن المقرر ان تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة الاسبوع المقبل لبحث الازمة بين السودان وجنوب السودان.

السودان... حروب لا تنتهي


علي العنزي

لم يكن مفاجئاً ما حدث بين شمال السودان العربي وجمهورية جنوب السودان، حديثة الولادة، عندما أغارت قوات جنوب السودان واحتلت منطقة «هجليج» بولاية جنوب كردفان، واستولت على حقلها النفطي، بعد توتر ومشكلات بين البلدين، اتفقا من خلال بنود الاستقلال لجنوب السودان على حلها، ولكن يبدو أن جمهورية الجنوب اختارت طريق الحرب، الذي يعتبر الأسوأ منذ إعلان انفصال الجنوب عن شماله في تموز (يوليو) 2011، بموجب اتفاق سلام وقع عام 2005 برعاية الدول الغربية، وتم إنهاء الحرب الأهلية التي استمرت من 1983 إلى 2005، وفقد السودان بموجبه نحو 75 في المئة من إنتاجه النفطي، البالغ 480 ألف برميل في اليوم، ما يؤثر بشكل سلبي جداً على دخل السودان، الذي يشكل النفط أحد أعمدته الرئيسة.
يرى الكثير من الخبراء والمحللين أن إشعال الحرب من جنوب السودان، وتهديده بتوسيعها لتشمل منطقة أبيي، المتنازع عليها أيضاً، سوف ينعكس على استقرار السودان والكثير من الأطراف الأخرى، خصوصاً مصر، التي تعتمد على نهر النيل كمصدر مائي رئيس، وكذلك مصدر كبير للطاقة، لذلك تشكل السيطرة على المنابع المائية لهذا المصدر عامل ضغط بشكل كبير عليها، وهو مخطط قديم جداً، وكان أحد الأسباب الرئيسة لدعم التمرد الجنوبي منذ الخمسينات والستينات من إسرائيل، وحلفائها الغربيين، وحتى حصوله على الاستقلال عام 2011، ولكن توقيت الهجوم يثير الكثير من التساؤلات، خصوصاً مع انشغال مصر بترتيب أوضاعها السياسية بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، ودخولها في مرحلة مخاض سياسي لا يزال في مراحله الأولى، ما يضع حكومة جنوب السودان موضع الاتهام باستغلالها الظروف المحيطة في قيامها باحتلال منطقة هجليج، وإكمال سيطرتها على منابع المياه الحيوية جداً لمصر والسودان.
كما يتساءل الخبراء والمراقبون أيضاً، عن كيفية بناء جنوب السودان، وهو دولة حديثة الاستقلال، لم تكمل عامها الأول حتى الآن، لقوته العسكرية، وقدرتها على احتلال منطقة هجليج، والجيش السوداني، على رغم مشكلات التسليح وضعفه، مقارنة بالجيوش الأخرى، أقوى من قوات الجنوب، لكن يبدو أن للشركات الأمنية الأميركية مثل «بلاك ووتر» دور كبير في تدريب جيش جنوب السودان، ومساعدته في مواجهة الجيش السوداني، وهو ما أكدته الكثير من التقارير والتسريبات الإعلامية، ما يعزز الاعتقاد بأن السودان سوف يدخل مرحلة جديدة من الصراع مع جمهورية جنوب السودان تؤدي إلى إضعافه وانسلاخ الكثير من الأقاليم الأخرى التي تشهد عدم استقرار، مثل إقليمي دارفور وكردفان، وإشغال السودان في حروب تعوقه عن التنمية، وتمنع تكامله الاقتصادي والسياسي مع جارته الكبرى مصر.
إن مؤشرات هذه الحرب تدل على صراع دولي على المصالح، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصراع الصيني - الأميركي على المصالح في أفريقيا، قد بدأ منذ إنشاء قيادة القوات المركزية الأميركية في أفريقيا قبل أعوام عدة لمواجهة النفوذ الصيني المتجذر والمتنامي في القارة السمراء، إذ تحتفظ الصين بعلاقات سياسية واقتصادية مع الكثير من الدول الأفريقية منذ الستينات، وتقيم مؤتمر قمة دوري في بكين لدول الاتحاد الأفريقي، ما جعل الولايات المتحدة تضع إستراتيجية لمواجهة التمدد الصيني، بعد انحسار نفوذ فرنسا وبريطانيا في هذه القارة، لذلك شجعت الولايات المتحدة ورعت انفصال جنوب السودان عن شماله، ومدت جسور علاقات اقتصادية وسياسية معه ليكون حليفاً رئيساً لها في هذه المنطقة.
الغريب في حرب شمال السودان مع جنوبه هو الدور العربي الغائب أو المغيب، فلم تقم جامعة الدول العربية بأي دور يذكر، علماً بأن الجنوب هو من اعتدى واستولى على منطقة هجليج، فالأولى لجامعة الدول العربية أن تقوم بدور سياسي، يساند السودان في مواقفه، بدل أن تقف متفرجة على ما يدور بين البلدين وكأنها محايدة، مثلما وقفت إبان الحرب الأهلية في جنوب السودان، وأدت إلى انفصاله، لذلك الموقف السياسي العربي هو دون المستوى، إن لم يكن معدوماً في ما يحدث في السودان، اللهم إلا زيارة قام بها وزير الخارجية المصري للدولتين في محاولة للتوسط بينهما، وهو موقف لا يرقى إلى ما سوف تتعرض له المصالح المصرية في حال تطور الصراع بين الدولتين إلى حرب شاملة، لا تزال جميع المؤشرات ترجح حدوثها، وبدعم غربي إسرائيلي لاستنزاف السودان وسلخ المزيد من أراضيه وخلق دويلات جديدة يسهل السيطرة عليها، وتشكل خاصرة رخوة لمصر تستغل في التأثير والضغط عليها.
إن النتيجة الحتمية لتراخي الموقف العربي لما يحدث في السودان، أمام التصعيد الجنوبي هو تفكك السودان وانفصال دارفور وولاية كردفان، وغيرهما من الأقاليم، لا سمح الله، ودخول السودان في فوضى وعدم استقرار، سوف تؤثر بشكل كبير على استقرار الدول المجاورة، خصوصاً مصر التي لها ارتباطات مباشرة بالسودان وجنوب السودان، وكذلك الدول المجاورة لهما مثل كينيا وأثيوبيا وأوغندا التي تسيطر على منابع النيل، وهو ما يثير القلق تجاه اتفاقات تقاسم مياه النيل، خصوصاً مع تشجيع إسرائيل لهذه الدول ببناء الكثير من السدود، وكذلك إعادة النظر في الاتفاقات المائية بعد ظهور دول جديدة لم تكن موقعة على الاتفاقات الأولى، وهو موضوع خطر جداً ويجب أن يكون محور الاهتمام من مصر.
إن الألغام التي زُرعت في اتفاق الانفصال بين السودان وجمهورية الجنوب، كانت السبب في انفجار الوضع، إذ تُركت بعض المواضيع مثل مقاطعة أبيي وتقاسم إيرادات النفط، وانتقال المواطنين للنقاش لاحقاً، ولذلك كانت المشكلات في تفاصيل الاتفاق، وأعتقد أن الجنوب يحاول ابتزاز الشمال من خلال حرب هجليج، للتنازل في موضوع أبيي، وكذلك للتنازل في مواضيع أخرى، إذ يتلقى جنوب السودان دعماً مباشراً من الدول الغربية والدول الأفريقية المجاورة له، لذلك سنشهد مزيداً من التصعيد بين الدولتين، وأعتقد أن الموقف العربي يجب أن يكون واضحاً في دعم السودان في رسالة لا تحتمل اللبس والتأويل، حفاظاً على وحدة السودان واستقرار شعبه، والحفاظ على مقدراته.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...