الأحد، 15 أبريل 2012

تقريب وجهات النظر بين الخرطوم وجوبا

الخارجية: مستعدون للقيام بأى دور لتقريب وجهات النظر بين الخرطوم وجوبا



أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر ستبذل كل جهد ممكن لمحاولة تقريب وجهات النظر بين السودان ودولة الجنوب، سعيا لاحتواء التوتر الحدودى القائم بينهما بعد احتلال منطقة "هجليج" بولاية جنوب كردفان.
جاء ذلك فى تصريحات وزير الخارجية للصحفيين لدى وصوله اليوم، الأحد، إلى مطار الخرطوم فى مستهل جولة تستمر يومين يزور خلالها أيضا مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.
وأضاف وزير الخارجية أنه يحمل رسالة شفهية من المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للرئيس السودانى عمر البشير تعبر عن اهتمام مصر بما يدور فى السودان وجنوب السودان واستعداد مصر القيام بأى دور يراه الإخوة السودانيون مفيدا فى حل هذه الأزمة.
وأضاف عمرو أن المشير طنطاوى أجرى اتصالا أمس السبت مع الرئيس عمر البشير ورئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت بهذا الشأن وناشدهما بضرورة ضبط النفس، وعرض استعداد مصر للقيام بأى دور لتقريب وجهات النظر بين البلدين، مشيرا إلى أن أمن كل من السودان وجنوب السودان هو جزء من الأمن المصرى.
وأوضح عمرو أنه أجرى اتصالات بالفعل من قبل مع وزيرى خارجية السودان على كرتى وجنوب السودان نيال دينج فى هذا الإطار، كما أجرى اتصالا مع وزير خارجية إثيوبيا هايلا ماريام وتحدث معه فى الأمر بحكم أن أثيوبيا دولة جارة للسودان ويهمها ما يحدث فيها.
كما أكد وزير الخارجية تأييد مصر أن يكون الحل من خلال المفاوضات بهدف احتواء الأزمة الناشبة بين البلدين وتلافى سفك الدماء.
يذكر أن وزير الخارجية محمد كامل عمرو وصل إلى الخرطوم اليوم فى مستهل جولة تشمل كلا من العاصمة السودانية ومدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، وذلك فى إطار التحركات التى تقوم بها مصر مع الجانبين لتحقيق التهدئة على الحدود بينهما.
كان فى استقبال وزير الخارجية بمطار الخرطوم وزير الدولة بالخارجية السودانية صلاح ونسى ومدير إدارة مصر بالخارجية السودانية والسفير المصرى عبد الغفار الديب وملحق الدفاع المصرى العميد خالد بيومى وأعضاء السفارة بالخرطوم.

الرئيس السوداني يتسلم رسالة من رئيس المجلس العسكري المصري 

تسلم الرئيس السوداني عمر البشير اليوم رسالة خطية من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوى.
وقام بتسليم الرسالة وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو خلال لقاء الرئيس البشير له في الخرطوم اليوم.
وأوضح وزير الخارجية المصري فى تصريح للصحفيين عقب اللقاء أن الرسالة تتمحور حول ما يمكن أن تقوم به بلاده لحقن الدماء بين الخرطوم وجوبا وإعادة الأمور إلى طبيعتها بين شمال السودان وجنوبه.
وأكد عمرو أنه سيقوم يوم غد الاثنين بزيارة لمدينة جوبا مقر حكومة جنوب السودان للاجتماع برئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت وأعضاء حكومته لوقف التصعيد وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.
وكان وزير الخارجية المصرى قد وصل الخرطوم في وقت سابق اليوم في زيارة للسودان.

السودان يتحدث عن خوضه معارك بهجليج




قال الجيش السوداني إن قواته دخلت منطقة هجليج التي استولى عليها الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان الثلاثاء الماضي، وهو ما نفته جوبا قائلة إنها ما تزال تسيطر على المنطقة، في حين أكدت الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف فروا هربا من القتال.
وأوضح المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد أن قواته تقاتل قوات الجنوب على مشارف البلدة.
وقال سعد للصحفيين "نحن الآن في منطقة هجليج على بعد بضعة كيلومترات من بلدة هجليج وحقل النفط فيها"، مضيفا أن القتال ما زال مستمرا. ولم يصدر تعقيب فوري من جيش جنوب السودان.
نزوح الآلاف
في غضون ذلك قالت الأمم المتحدة إن نحو عشرة آلاف شخص فروا من المعارك في هجليج منذ نهاية مارس/آذار الماضي.
ووفق تقرير نشرته مفوضية الشؤون الإنسانية أن معظم هؤلاء المدنيين نزوحوا من هجليج والبلدات المحيطة بها وتوزعوا على مناطق مختلفة في الشمال.
وذكر التقرير نقلا عن اللجنة السودانية للشؤون الإنسانية أن معظم هؤلاء المدنيين أتوا من قرى محيطة بهذه المنطقة النفطية "وتوزعوا على مواقع مختلفة، بما في ذلك مدينة هجليج ومناطق اخرى في الشمال".
وكانت جوبا قد أعلنت الجمعة على لسان رئيس وفدها التفاوضي في المحادثات مع السودان باقان أموم أنها مستعدة للانسحاب من هجليج بموجب خطة يتم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة.


تنديد
وقد شجب الاتحاد الأفريقي احتلال جنوب السودان منطقة هجليج ووصفه بأنه "غير قانوني"، وحث خصمي الحرب الأهلية السابقة على تفادي حرب "كارثية".
كما طالب مجلس الأمن البلدين بوقف الاشتباكات قائلا إنها تنذر بتجدد الحرب، ودعا في بيان خاص إلى "الإنهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكافة أشكال القتال وانسحاب جيش جنوب السودان من هجليج، وإنهاء القصف الجوي من جانب الجيش السوداني، ووقف أعمال العنف المتكررة عبر الحدود بين البلدين".
وكانت قوات الجيش الشعبي قد استولت على هجليج الثلاثاء الماضي بعد اشتباكات عنيفة، وذكر مسؤولون جنوبيون أن هجليج تابعة لجنوب السودان وضمت إلى الشمال بعد اكتشاف البترول فيها في سبعينيات القرن الماضي أثناء حكم الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، وردت الخرطوم بأن المنطقة سودانية خالصة ولا تدخل في المناطق المتنازع عليها بين الدولتين.
وانفصل جنوب السودان عن السودان بعد استفتاء على تقرير المصير في يوليو/تموز الماضي بموجب اتفاق سلام وقع عام 2005. ويتنازع البلدان بشأن عدة قضايا خلافية، في مقدمتها الحدود ورسوم عبور النفط الجنوبي عبر الشمال، إضافة إلى الجنسية والديون الخارجية.

الجيش السوداني يطوق "هجليج" ويحكم قبضته على مداخلها



أعلن الجيش السوداني أنه أحكم قبضته على مداخل منطقة هجليج النفطية التي احتلها الجنوب في وقت سابق، بعد تكثيف هجومه عليها من ثلاثة محاور.
وقال جيش السودان إن قواته دخلت منطقة هجليج وإنها تقاتل قوات جنوب السودان على بعد كيلومترات قليلة من الحقل النفطي الحيوي للاقتصاد السوداني.
وقال المتحدث باسم جيش السودان الصوارمي "نحن الآن في منطقة هجليج على بعد بضعة كيلومترات من بلدة هجليج وحقل النفط فيها"
وأضاف أن القتال ما زال دائرا، مشيرا إلى أن الهدف الحالي للجيش السوداني "ليس دخول بلدة هجليج وإنما هو تدمير آلة الحرب الجنوبية".
وقالت الأمم المتحدة إن نحو عشرة آلاف شخص فروا من المعارك في منطقة هجليج.
وكان وزير الإعلام السوداني عبد الله مسار قد قال، إن قوات الجيش بينما كانت في طريقها إلى «هجليج»، «خاضت معارك مع جيش جنوب السودان، وكبدته خسائر كبيرة في الأرواح والمال، قبل أن يضطر للهروب تاركا وراءه الكثير من معداته».
وردا على اقتراح «جوبا» بنشر قوات دولية بالمنطقة كشرط لسحب قواتها منها، قال إن «هجليج منطقة سودانية 100% ولا مجال أمام الخرطوم للتفاوض حولها»، مؤكدا أن «هجليج ليست من المناطق الأربع المتنازع عليها».
واستبعد «مسار» أن يلجأ جيش جنوب السودان لإلحاق أي أضرار بآبار النفط السودانية بالمنطقة «لأن جوبا تعرف أنه بإمكاننا الرد بقوة على مثل هذه الأفعال».

وقال الرئيس السوداني عمر البشير قد إن بلاده «قادرة على حسم أي اعتداء عليها»، متهما دولة جنوب السودان بـ«تنفيذ مخطط خارجي لصالح جهات كانت تدعمها أثناء الحرب الأهلية».
من جهته, شجب الاتحاد الأفريقي احتلال جنوب السودان لحقل نفطي في منطقة حدودية متنازع عليها مع السودان ووصفه بأنه غير قانوني وحث على تفادي حرب “كارثية”.

جيش السودان يصل إلى مسافة قريبة من هجليج وينفي قصف بنتيو

الخرطوم
  اعلن الجيش السوداني السبت انه بات على بعد بضعة كيلومترات من مدينة هجليج التي كانت قوات جنوب السودان سيطرت عليها الثلاثاء، ونفى ان تكون احدى طائراته قصفت مدينة بنتيو الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد "نحن الآن على بعد بضعة كيلومترات من مدينة هجليج" الواقعة في السودان على مقربة من الحدود مع جنوب السودان، مضيفًا "حاليًا المعارك متواصلة نعمل على تدمير آلة حرب العدو بشكل كامل".
وكان المتحدث نفسه اعلن مساء الجمعة ان الجيش السوداني يشن هجومًا مضادًا، وان قواته باتت على مقربة من هجليج. واعلن جيش جنوب السودان السبت انه تمكن الجمعة من تدمير دبابتين لجيش الخرطوم الجمعة، كما صد قواته حتى قرية كيليت الواقعة على بعد نحو 40 كلم شمال هجليج.
الا ان المتحدث السوداني نفى هذه المعلومات، مؤكدًا ان قوات دولة جنوب السودان لم تصل الى كيليت، كما نفى ان تكون طائرة مقاتلة سودانية قصفت مدينة بنتيو، ما ادى الى مقتل خمسة مدنيين، حسب ما اعلنت سلطات جنوب السودان.

  • الجيش السوداني يلقى «مقاومة شرسة» خلال تقدمه لاستعادة هجليج من الجنوبيين


    اتسع نطاق المواجهات العسكرية بين دولتي السودان، وتعهدت الخرطوم باستعادة منطقة هجليج النفطية خلال 24 ساعة من الجيش الجنوبي الذي استولى عليها الثلثاء الماضي، بينما اكدت جوبا أن قواتها أوقفت تقدم الجيش السوداني نحو المنطقة النفطية واتهمته بقصف مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة ما أوقع 11 قتيلاً وجريحاً.
    وعلمت «الحياة» أن القوات السودانية وجدت مقاومة شرسة من الجيش الجنوبي بمنطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان، وأبطأت اندفاعها نحو المنطقة بعدما زرعت القوات الجنوبية كميات من الألغام في محيط المدينة النفطية. كما تجنّب الجيش السوداني استخدام الطيران في المدينة حتى لا تتضرر المنشآت النفطية.
    وذكرت مصادر مطلعة تحدثت إلى «الحياة» هاتفياً عصر أمس من منطقة المجلد في ولاية جنوب كردفان القريبة من هجليج أن القوات السودانية نفّذت بمساعدة من متطوعي قوات الدفاع الشعبي «عمليات نوعية» لقطع خطوط امداد الجيش الجنوبي في هجليج ومحاصرته من محاور عدة، بهدف خنقه واجباره على الفرار أو الحاق خسائر فادحة في صفوفه.
    وتوعدت الخرطوم بتحرير هجليج بالقوة رافضة أي مساومة من دولة الجنوب بالانسحاب من منطقة أبيي المتنازع عليها، أو نشر قوات اممية في المنطقة، وسط دعوات أفريقية وأممية إلى التهدئة ومطالبة جوبا بسحب قواتها من هجليج.
    وقال وزير الإعلام السوداني عبدالله مسار إن قوات بلاده على مشارف هجليج، وإنها ستدخلها من مداخل عدة، رافضاً العرض الذي تقدمت به جوبا للانسحاب من المنطقة إذا نُشرت قوات أممية فيها. وقال مسار إن هجليج منطقة سودانية خالصة ولا يمكن المساومة في شأنها، إذ أنها ليست من المناطق الحدودية الأربع المتنازع عليها. وأكد عزم بلاده على استعادتها «خلال 24 ساعة».
    وعن استخفاف جوبا بإمكانات الجيش السوداني وقدرته على استعادة هجليج، قال مسار إن جيش جنوب السودان يدرك قوة الجيش السوداني وإنه اختبر ذلك في مناطق النزاع قرب كردفان، مشيراً إلى أن جيش بلاده وهو يزحف باتجاه هجليج وجّه «ضربات موجعة» إلى قوات جنوب السودان، وألحق بها خسائر بشرية ومالية، ما اضطرها الى الهروب تاركة العديد من عتادها.
    واستبعد مسار أن يلجأ جيش جنوب السودان الى إلحاق أي أضرار بآبار النفط السودانية في المنطقة «لأن جوبا تعرف أنه بإمكاننا الرد بقوة على مثل هذه الأفعال». وزاد: «الخرطوم لن تسمح لأي كان بالاعتداء على شبر من الأراضي السودانية، كما أنها لن تقوم بالاعتداء على شبر من أراضي الآخرين».
    وفي المقابل قال وزير الاعلام في حكومة الجنوب برنابا بنجامين في حديث بثه التلفزيون الجنوبي إن خمسة مدنيين قتلوا وستة آخرين أصيبوا أمس في قصف مقاتلة تابعة للجيش السوداني استهدف مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من الحدود السودانية. وذكر أن قنابل سقطت قرب سوق للسيارات يجاور جسراً يبدو أنه كان هدف القوات السودانية لأنه يربط الجنوب بالطرق المؤدية إلى الشمال، مشيراً إلى أن طيران الخرطوم استهدف صباح أمس أيضاً المناطق الحدودية في جاو وباناكواش في ولاية الوحدة.
    وأكد أن الجيش الجنوبي ما زال يسيطر على هجليج وصد هجمات من الجيش السوداني في قرية كيليت التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن حقول النفط في المنطقة، موضحاً أن قواتهم دمرت دبابتين للقوات السودانية.

أحداث هجليج تهبط بالجنيه السوداني





ذكر تجار عملة اليوم السبت أن الجنيه السوداني هبط إلى مستوى قياسي في السوق السوداء بفعل تهافت الناس على تحويل مدخراتهم إلى الدولار تحسبا لتفاقم أزمة اقتصادية بعد استيلاء جنوب السودان على منطقة هجليج الغنية بالنفط.
وقال متعاملون إن سعر الدولار بلغ 6.1 جنيهات سودانية بالسوق السوداء، وهو أعلى مستوى تهبط إليه العملة السودانية الجديدة منذ طرحها في العام 2007، وكان الدولار في حدود 5.6 جنيهات في الأسبوع الماضي، بينما لم يتغير سعر الصرف الرسمي للجنيه وهو ثلاثة جنيهات للدولار الواحد.
وأشار تجار عملات إلى أن سيطرة جنوب السودان على هجليج دفع الكثيرين إلى شراء الدولار مخافة تزايد شح العملة الأجنبية إذا اضطرت الخرطوم إلى استيراد كميات أكبر من الوقود.
وينتج أحد حقول النفط في هجليج نصف إنتاج البلاد المقدر بـ115 ألف برميل يوميا، وقد توقف الإنتاج بهذا الحقل نتيجة القتال بين الجانبين.
بعض البنوك السودانية لا تقدم سوى مبالغ محدودة من العملات الأجنبية بسعر الصرف الرسمي ووفق آلية معقدة وطويلة، ولهذا لجأ كثير من السودانيين للسوق الموازية للحصول على الدولارات
دور البنوك
ولا تقدم بعض البنوك في السودان سوى مبالغ محدودة من العملات الأجنبية بسعر الصرف الرسمي في حالات معينة كالسفر أو إجراء العمليات التجارية، وتتم العملية بآلية معقدة وطويلة، ولهذا السبب يلجأ كثير من السودانيين للسوق الموازية للحصول على الدولارات.
ويتخذ العديد من تجار العملات من محال تجارية لبيع الملابس أو المواد الغذائية غطاء لبيع وشراء العملات، ويقول رجل أعمال طلب عدم الكشف عن اسمه إنه يعاني صعوبات في ممارسة نشاطه لاستيراد الهاتف النقال بفعل قلة العملة الأميركية.
ويضاف هذا الهبوط الكبير للجنيه لما فقدته العملة السودانية منذ أشهر بفعل تداعيات انفصال الجنوب في يوليو/تموز الماضي، حيث خسرت الخرطوم ثلاثة أرباع إنتاجها النفطي، وهو ما أدى إلى تراجع احتياطي العملات الأجنبية.
وأدى فقدان عائدات النفط إلى ارتفاع كلفة الاستيراد وتصاعد نسبة التضخم بشكل مطرد نتيجة الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية.
إمدادات النفط
وكان اندلاع القتال في هجليج بين الخرطوم وجوبا قد أفرز أجواء من القلق من أزمة في إمدادات الوقود في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث تدفق الكثير من أصحاب العربات على محطات الوقود الأربعاء الماضي في طوابير للتزود بحاجياتهم.
وقال مهندس نفط سوداني إن منطقة هجليج تنتج في الأوقات العادية قرابة 60 ألف برميل وهو ما يفوق نصف إجمالي إنتاج السودان، لكن إنتاج المنطقة تراجع إلى 40 ألف برميل بفعل تضرر بعض آبار النفط نتيجة القتال.

تشاؤم سوداني من عودة الحرب





تثار في الشارع السوداني تساؤلات عديدة حول مستقبل البلاد وما يمكن أن تصل إليه حالة التصعيد بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد اندلاع اشتباكات عسكرية في عدد من المواقع بجنوب كردفان والنيل الأزرق وهجليج، بما ينبئ بعودة الحرب بين الدولتين.
ولم يجد كثير من المواطنين غير الحديث عما قالوا إنها أخطاء حكومية، بينما اتجه آخرون للبحث عن إجابة عن سؤال أكثر إلحاحا من غيره وهو "ماذا يريد الجنوب بعد الانفصال؟".
وفي المقابل، وجدت فئة ثالثة نفسها متهمة بالتواطؤ أو التآمر مع من تطلق عليهم الحكومة السودانية "أعداء الوطن" وهو الأمر الذي يشير إلى أن مستقبلا مجهولا ينتظر الشعب السوداني حال استمرار أو تصاعد هذه الحرب.


وتباينت وجهات نظر كثير من الفئات السودانية حول مستقبل السودان، مما يشير إلى أن المواطن السوداني أصبح أكثر عمقا في قراءته للأحداث وما يدور في بلده أو حولها.
ففي حين أعربت فئة من الشعب عن أملها في عدم عودة الحرب، مبررين ذلك بأنها لن تستثني أحدا بالدولتين الجارتين، رأت فئة أخرى أن على السودان خوض ما يُفرض عليه في سبيل حسمه ثم التفكير بالمستقبل.
أما فئة ثالثة فقد توقعت مستقبلا قاتما للبلاد في مجالاتها المختلفة، مشيرة إلى أن مشكلات الحرب السابقة لا تزال قائمة دون معالجة كاملة حتى الآن.
لكن الجميع بدا متفقا على ما يمكن أن تسببه الحرب من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية، مؤكدين أنها "ربما تكون القشة التي تقصم ظهر الحكومتين معا".
فمن جانبه، اعتبر العقيد على المعاش علي حسن نجيلة أن قيام حرب بين الدولتين نوع من انعدام الرشد السياسي، مشيرا إلى أنهما بحاجة ماسة لتنمية بلديهما قبل الدخول في عملية استنزاف جديدة.
وقال للجزيرة نت إن أي حرب تعني أن الحكومتين سيواجهان خطر الثورة من شعبيهما "لأن الانفصال نفسه جاء لوقف الحرب" متوقعا معاناة الحكومة السودانية لأنها ستتواجه بعدد من الجبهات الداخلية الأخرى خاصة إذا ما تواصل العداء بينها وقوى المعارضة الداخلية.
وأضاف أن الحرب تعني تكريس كل إمكانات الاقتصاد لمواجهتها، وهو ما يعني تدهورا جديدا في معيشة المواطن، مشيرا إلى أن الطرفين بحاجة إلى إيجاد بدائل لما فقداه من عائدات البترول.
الجبهة الداخلية
أما طالب الدراسات العليا قاسم مردس، فأعرب عن تخوفه من عودة الحرب التي قال إنها ستشكل خطرا كبيرا على ما تبقى من أراض سودانية، وأكد أن الحل يكمن في توحيد الجبهة الداخلية والتخلي عن نظام الحزب الواحد.


وأضاف للجزيرة نت أن احتلال جنوب السودان منطقة هجليج الحدودية "محاولة لتمكين بعض الحركات المتمردة في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان" وقال إن نجاح المحاولة يعني فرض حروب داخلية تدمر البلاد.
ومن جهته، أكد الصيدلي جماع بشير أن الشعب السوداني لن يرضى باستمرار الحرب إلى أمد بعيد، لأنه من سيدفع الثمن. وأضاف أن نسبة كبيرة من الشعب السوداني فقدت الثقة في الحكومة ومشروعاتها.
أما التاجر سعد شاع الدين فيرى أن جوبا تقود حربا ضد الخرطوم بالنيابة عن إسرائيل، مشيرا إلى أن تمسك السودانيين بمشروعهم سيساهم في التنمية والاستقرار مهما كانت الحرب.
وأكد أن تناسي الخلافات بين مكونات السياسة السودانية سيخفف من آثار الحرب، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلي إمكانيات السودان التنموية الكبيرة في حال توافق أبناء الوطن.

انهاء المواجهة بشأن النفط في السودان



مصر تسعى لانهاء المواجهة بشأن النفط في السودان تقوم مصر بحملة دبلوماسية لنزع فتيل التوتر بين شمال وجنوب السودان والذي أثار المخاوف من عودة طرفي الحرب الأهلية السابقة الى صراع شامل.

ووصل وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الى مطار الخرطوم يوم الاحد لاجراء محادثات بعد الاشتباكات التي دارت بين البلدين في الاسبوع المنصرم للسيطرة على حقل نفطي.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الحكومية ان "مصر ستبذل كل جهد ممكن لمحاولة تقريب وجهات النظر بين السودان ودولة الجنوب سعيا لاحتواء التوتر الحدودي القائم بينهما بعد احتلال منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان."
وتصاعد التوتر بين الخرطوم وجوبا منذ سيطر جنوب السودان على حقل هجليج النفطي المتنازع عليه يوم الثلاثاء الماضي. وتعهد السودان باستعادة المنطقة التي تنتج نحو نصف انتاجه من النفط والبالغ 115 الف برميل يوميا.
والقتال الذي اوقف انتاج الحقل هو اسوأ اشتباك بين الجانبين منذ اعلن جنوب السودان استقلاله في يوليو تموز الماضي.
وقال الجنوب يوم السبت ان طائرات حربية سودانية قصفت بلدة هجليج في حين قال الجيش السوداني ان قواته دخلت منطقة هجليج وهو ما ينفيه جيش جنوب السودان قائلا ان القوات الشمالية لا تزال بعيدة.
ويصدر الجانبان بانتظام مزاعم متضاربة بشأن القتال وتصعب القيود على الوصول للمنطقة النائية التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري يوم الأحد من المتحدثين باسم القوات المسلحة للبلدين.
وادانت القوى العالمية على نطاق واسع سيطرة جنوب السودان على هجليج وحثت الدولتين على وقف القتال والعودة الى المفاوضات. ويقول جنوب السودان ان هجليج من حقه.
يأتي تصاعد الاشتباكات الحدودية بينما يقاتل السودان متمردين مسلحين في اقليم دارفور في غرب البلاد بالاضافة الى ولايتيه الحدوديتين جنوب كردفان والنيل الازرق.
وتتهم الخرطوم جنوب السودان بدعم المتمردين في الولايتين وهو ما تنفيه جوبا.
كما يواجه البلدان مشاكل اقتصادية كبيرة بسبب فقد الايرادات النفطية بما في ذلك ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة في السوق السوداء.
وكان جنوب السودان اوقف في يناير كانون الثاني الماضي انتاجه من النفط بالكامل والبالغ 350 الف برميل يوميا لعدم الاتفاق على حجم الاموال التي يجب ان يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر خطوط الانابيب والبنية للسودان.
وخاض البلدان واحدا من اطول واكثر الصراعات دموية في افريقيا والذي انتهى عام 2005 باتفاق سلام مهد الطريق امام انفصال الجنوب.
لكن جوبا والخرطوم فشلتا في حل قضايا من بينها ترسيم الحدود التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر واقتسام الدين الوطني ووضع المواطنين في البلدين.
ولقي نحو مليوني شخص حتفهم في الحرب التي استمرت من عام 1955 حتى 2005.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...