تقرير : العريشة
أجبرت الأوضاع الاقتصادية الطاحنة جداً أسراً على العيش في الشارع العام لعدم امتلاكها المأوي، أو المال لاستئجار (المنازل) أو (الشقق)، فالإيجارات أصبحت مرتفعة جداً، والظروف الاقتصادية ضاغطة جداً،، لذلك رأيت أن أقف عند الظاهرة المنتشرة في الأماكن العامة، وأن أوثق لبعض الأسر، وهي تفترش الأرض، وتتغطي بالسماء خاصة وأن البيئة تفتقر لأدني مقومات الصحة، إذ أن الذباب يتحلق حولها نهاراً، والبعوض ليلاً، بالإضافة إلى ما تخبئه الأرض في باطنها وظاهرها، لذا تعيش تلك الأسر أوضاعاً أقل ما توصف بـ(الكارثية)، وتعتمد في أكلها على هبات يدفع بها الخيرين ما بين الفنية والاخري، وأكثر ما حز في نفسي ضياع مستقبل الأطفال الذين تضطرهم الظروف إلى مد أيديهم للمارة أعطوهم أو منعوهم.
وعزا البعض الظاهرة إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وهي بلا شك اشد قسوة وإيلاما على المواطن الذي لا يدخر المال للصمود حيالها طويلاً، لذلك أجبرته للاتجاه لإتخاذ القرار الصعب جداً، والمتمثلة في البيع والمقايضة، فلا حل أمامه غير ذلك للحصول على المال أو الغذاء، ناهيك عن التفكير في الدواء.
إن الأوضاع الاقتصادية التى يمر بها أغلب سكان السودان مذرية جداً، ولا تحتمل وقوفنا مكتوفة الأيدي، وترك الحبل على القارب لتعبث به بعض الشركات، المصانع والتجار الذين لا يرعون لظروف محمد أحمد الغلبان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق