الجمعة، 22 يونيو 2012

مقتل 149 سورياً بينهم 96 مدنياً بالقصف والاشتباكات

الأردن يمنح اللجوء لطيار حربي برتبة عقيد إثر فراره لقاعدة عسكرية بمقاتلة «ميج-21» وواشنطن ترحب وتتوقع انشقاقات أخرى


   
شهدت سوريا أمس يوماً دامياً آخر حصد 96 قتيلاً مدنياً برصاص وقصف القوات النظامية بينهم 7 أطفال و4 نساء، معظمهم لقوا مصرعهم في محافظات ريف دمشق، وحمص ودرعا، في حين هزت انفجارات عنيفة مدينتي حرستا وحمورية بضواحي العاصمة السورية جراء القصف العشوائي العنيف. بالمقابل أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط ما لا يقل عن 43 عنصراً من القوات النظامية و5 عسكريين منشقين إضافة لـ5 جثث لم تعرف هويتها في حمص وإدلب وحلب وريف دمشق، مشيراً إلى وقوع أعنف الاشتباكات في بلدة معضمية الشام بريف العاصمة السورية بين مقاتلين معارضين والأجهزة الأمنية “التي تستخدم رشاشات الطائرات المروحية في الاشتباكات وتواجه مقاومة شرسة على الأرض.
كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 15026 قتيلاً لقوا حتفهم منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011، بينهم 10480 مدنياً، و3716 عنصراً من القوات النظامية و830 منشقاً، لافتاً إلى أنه حصيلته تتضمن المدنيين المقاتلين الذين انضموا إلى المنشقين في حمل السلاح ضد قوات النظام. وفي ضربة كبيرة للنظام الحاكم في دمشق، انشق طيار سوري برتبة عقيد وهبط بمقاتلة ميج-21 في قاعدة عسكرية أردنية، حيث منحته حكومة عمان اللجوء السياسي بطلب منه، فيما اعتبرت السلطات السورية الطيار “فاراً من الخدمة وخائناً” مطالبة الأردن باستعادة الطائرة. وسارعت واشنطن أمس، للترحيب بانشقاق طيار حربي سوري وفراره إلى الأردن، قائلة إنه لن يكون الأخير الذي “يفعل الصواب” برفض الأعمال الفظيعة، وينشق عن قوات نظام الأسد.
وبالتوازي، أكد الهلال الأحمر السوري أن محاولة ثانية قام بها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إجلاء مئات الأسر والمدنيين الجرحى المحاصرين بالقصف في حمص، باءت بالفشل بعد ظهر أمس، مؤكداً أنهما سيتابعان جهودهما اليوم. وفي حصيلة أوردتها الهيئة العامة للثورة السورية على موقعها الإلكتروني أمس، فقد قتيل 29 مدنياً بريف دمشق بينهم طفلان، ومن ضمنهم 11 ضحية وعشرات الجرحى في بمدينة دوما جراء القصف العنيف المتواصل والحملة الأمنية العنيفة المستمرة منذ أكثر من 7 أيام، والتي ترافقت مع نزوح كثيف للأهالي، خاصة من حيي عبد الرؤوف والحجارية مع سيطرة الهلع الشديد والرعب وخاصة لدى الأطفال والنساء. واستهدف القصف العنيف للقوات النظامية جميع الأحياء السكنية بدوما كمنطقة المساكن والقوتلي وشارع حلب ومنطقة خلف البلدية مروراً بكرم الرصاص وطريق المكاسر مع محاولات لاقتحام المدينة من عدة محاور.






ما سقط في حمص ومدنها وبلداتها، 28 قتيلاً بينهم ناشط مدني وامرأة وطفل. وأفاد المرصد بمقتل 13 مدنياً بالمدينة المضطربة بينهم 10 سقطوا في حي دير بعلبة الذي شهد إطلاق نار وسقوط قذائف “والذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه”، إضافة إلى 3 قتلى في حيي الخالدية وجوبر إثر إطلاق نار وسقوط قذائف. كما سقط 5 قتلى وأكثر من 60 جريحاً بمدينة القصير وريفها في محافظة حمص التي تنفذ القوات النظامية عمليات عسكرية فيها. وتواصل القصف بالهاون والمروحيات على الرستن بريف حمص موقعاً قتيل واحد على الأقل. وتعرضت قلعة الحصن لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من منطقة رأس النبعة والمصيدة حيث دوت أصوات انفجارات قوية مع انقطاع تام لكل أنواع الاتصالات. كما سقط قتلى وجرحى في تلبيسة جراء تواصل القصف بشكل عنيف بقذائف الهاون والمدفعية مما أدى إلى تهديم المزيد من المنازل. وفي محافظة درعا، قتل 25 سورياً بينهم 3 أطفال وسيدتان، ومنهم 18 ضحية في بلدة أنخل حيث سقط 17 منهم قصف ونيران القناصة. وسقط معظم ضحايا درعا بقصف بدأ منذ الصباح. وشهد حي السحاري بدرعا حملة دهم وتفتيش واعتقالات للمنازل مع منع أي تحرك للمواطنين بالحي. وقصف الطيران الحربي مدينة الحراك حيث سقط قتيلان على الأقل مما تسبب باحتراق العديد من المنازل. كما قصفت الأجهزة الأمنية بلدة كفر شمس بالأسلحة الثقيلة موقعة العديد من الجرحى. وفي محافظة حلب، قتل 3 مدنيين جراء القصف على بلدتي الأتارب وبيانون. كما قتل ضابط منشق باشتباكات في قرية دار عزة بالمحافظة نفسها.
وفي محافظة إدلب، قتل معارضان باشتباكات مع القوات النظامية في ارمناز، بينما سقط 3 قتلى في بلدة ذبيان بمحافظة دير الزور إثر سقوط قذائف مصدرها القوات النظامية، بحسب المرصد. وحصدت الاشتباكات 43 جندياً نظامياً و5 من المقاتلين والعسكريين المنشقين و5 أشخاص لم تعرف هوياتهم، استنادا الى شهادات ناشطين في مناطق المواجهات. وأشار المرصد بعد ظهر أمس، إلى اشتباكات عنيفة بمحافظات حمص وإدلب وحلب وريف دمشق بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية “التي تستخدم رشاشات الطائرات المروحية في الاشتباكات وتواجه مقاومة شرسة على الأرض”. ووصف المرصد هذه الاشتباكات بأنها “الأعنف منذ انطلاقة الثورة”.
وفي تطور مواز، طلب طيار سوري برتبة عقيد يدعى حسن مرعي الحمادة اللجوء السياسي في الأردن، بعد انشقاقه وفراره من سوريا بطائرة طراز “ميج-21”. وأفاد مصدر حكومي أردني أمس، أن “طائرة حربية سورية طراز ميج الروسية الصنع هبطت اضطرارياً في قاعدة الملك حسين العسكرية الجوية بمنطقة المفرق قرب الحدود الأردنية السورية”. وأعلن زير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن قائد الطائرة “طلب اللجوء السياسي”. ثم أعلن في وقت لاحق أن “مجلس الوزراء قرر منح العقيد الحمادة اللجوء السياسي”. وكان التلفزيون السوري الرسمي نقل عن مصدر رسمي أن السلطات فقدت الاتصال قبل الظهر مع طائرة من طراز ميج 21 كانت في طلعة تدريبية. وأقلعت الطائرة “من أحد المطارات العسكرية جنوب سوريا بين درعا والسويداء ناحية الحدود الأردنية.
من ناحية أخرى، أعلن الهلال الأحمر السوري أمس، أن المفاوضات “لا تزال جارية” مع جميع الأطراف المعنية لإجلاء المدنيين والجرحى المحاصرين في حمص. وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي إن فريق العمل في المنظمة وفريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ينتظران في حمص “موافقة الجهات المسيطرة على الأحياء للتمكن من الدخول بأمان إلى الأماكن الخطرة”، دون أن يوضح من هي هذه الجهات.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في جنيف هشام حسن أن فريقاً حاول أمس دخول المدينة، مضيفاً “لسوء الحظ، اضطر الفريق إلى أن يعود أدراجه ويغادر بسبب القصف”، وأنه حاول مجدداً بعد الظهر لكنه فشل. وذكر الناشط أبو بلال في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس من حمص أن “القصف يحول دون دخول الصليب الأحمر إلى الأحياء المحاصرة في حمص”، مضيفاً “كل يوم يسقط المزيد من الجرحى، وبعضهم في حال حرجة”.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...