الخميس، 6 أكتوبر 2022

التصوف فى السودان مظهر للحياة وتأثير سياسى واجتماعي

 

درويش يترافع عن الإحتفال بمولد سيد البشرية

النظام البائد أفرد المساحات للتنظيمات المتشددة في البلاد

وقف عندها : سراج النعيم 

لا يزال معظم السودانيين والسودانيات يؤمنون بشيوخ الطرق الصوفية، ويطلب البعض منهم المساعدة في قضاء بعض حوائجهم، وابرزهم رؤساء، وزراء، ولاء وقيادات سياسية، مشاهير ونجوم مجتمع، وأشهرهم الرئيس المخلوع (عمر البشير)، فالشيوخ انتهجوا أسلوباً وسطياً في الدعوة للديانة الإسلامية، لذلك ساهموا في الحياة السياسية، الاجتماعية، الثقافية والفنية، مما حدا بالكثير الانتماء إليها، والتى سمح في إطارها بعض مشائخها بالمدائح، الإنشاد والموسيقى.

فيما جعل النظام البائد من البلاد مسرحاً لنشاط التنظيمات المتشددة دينياً، والتى قدمت إليه من بقاع متفرقة من انحاء العالم، بالإضافة إلى من طردوا من أوطانهم، وهم جميعاً كانوا يرمون إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية في السودان، إذ أنهم وجدوا في السودان مرتعاً خصبة لبذر بذور التشدد في البيئة القابلة أصلاً لنشر تلك الأفكار، في حين أن الطرق الصوفية تمتاز بالوسطية في الدعوة للديانة الإسلامية. 

بينما تتعرض الطرق الصوفية إلى هجوم كاسح من البعض، وذلك عبر وسائط السوشال ميديا، وهذا الهجوم يتقوقع في مكانه، ولا يبرحها قيد أنملة، خاصةً وأن هنالك صراع يدعو للنفور بدلاً من الترغيب، فهو يمتاز بأنه طارد للشباب.

وحينما ننظر بمنظار فاحص إلي الصوفية والتصوف نجد أن هنالك بعض (السوالب) التي قادتها إلى طريق أقرب للأفول رغماً عن أن ﺍﻟﻮﻻﺀ إليها مطلقاً، إلى جانب الأشعار التي يمجد من خلالها سيد البشرية صل الله عليه وسلم، وشيخ الطريقة في نفس الوقت، وتخليد الذكري السنوية، وضرب النوبة، وإقامة الحولية، ويطوف حولها الحيران، وهو ذات الأمر الذي يتم في موسم المولد النبوي الشريف، وداخل الخيام المخصصة لكل طريقة من الطرق الصوفية بالساحات المنتشرة بولاية الخرطوم، والولايات الآخري.

ومما ذهبت إليه وجدت الطرق الصوفية مكانتها في ظل النظام البائد الذي أولها جل اهتمامه بعد أن قاد مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية حول حقوق الإنسان في السودان، ﻭعليه ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ الطرق الصوفية الإستفادة من تلك الأجواء لتستقطب إليها الشباب من الجنسين ﻓﻲ خلاوي تحفيظ القرآن الكريم، المدارس والجامعات الأكاديمية، إلا أن ذلك الشباب المتصوف واجه ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ جسام ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ الانتماء لهذه الطريقة أو تلك، وبدأت تظهر في المجتمع السوداني بوادر تصوف الشباب بصورة ملفتة، وذلك الاستقطاب سهل الطريق أمام المتصوفة ﻟﺰﻳﺎدﺓ القباب، ﺍﻷﺿﺮﺣﺔ، وإقامة الليالي في الأماكن المخصصة للذكر، ومع هذا وذاك ظهرت تنظيمات إسلامية معادية للصوفية والتصوف، والبعض منها دخل في صدامات مباشرة مع بعض مشائخها الذين يسعون إلى استقطاب كل من تلتف حوله الجماهير، وظهر ذلك جلياً عندما مرض الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي قامت في إطاره بعض الطرق الصوفية بعمل حلقات ذكر، وهذه الحلقات تضرعت من خلالها له بالدعاء.

فيما استوقفني الدرويش الماخذ الطريقة من الشيخ ود بدر في ثمانينات القرن الماضي، وذلك أثناء تجوالي في الإحتفال بمولد المصطفى صل الله عليه وسلم بأمدرمان، فلفت نظري الصوفي (..... ) الذي يظهر معي في الصورة، فتجاذبت معه أطراف الحديث حول انتقادات تتعرض لها الطرق الصوفية بصورة شبه مستمرة، فرد على اسئلتي بشفافية، وفند كل الاتهامات الموجهة للإحتفال بمولد سيد البشرية صل الله عليه وسلم

في البدء ماذا انت قائل عن الانتقادات التى تتعرض لها الطرق الصوفية؟ 

وليكن في علم هؤلاء أو أولئك بأن الطرق الصوفية لعبت درواً كبيراً في نشر الديانة الإسلامية، وهي أول من أدخلها فى السودان، كما أنها انشاءات المساجد، الخلاوي ودور العلم لتحفيظ القرآن الكريم، وتقوم بدور كبير جداً فى محاربة التشدد والتطرف، فالصوفية هم أهل الاعتدال، والمنهج الصحيح، فالتصوف يدعو إلى الزهد وشدة العبادة، وتطورت تلك الطرائق، وصارت فيما بعد طرقاً مميزة، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها عن طريق اتباع الوسائل الشرعية، ويغلب على المتصوفة الاستقامة في العقيدة، والوسطية في الدعوى الإسلامية.

ما الذي جذبك إلى الطرق الصوفية؟ 

تلعب الطرق الصوفية دوراً كبيراً في الدعوة للإسلام بالكلمة الطيبة، الإخاء والمحبة فتحققت بها أسمى أنماط الإنسانية، التعايش والسلام،

لذلك تجد أتباع الطرق الصوفية إخوة فيما بينهم بغض النظر عن الانتماء إلى هذه الطريقة أو تلك، فالاعتقاد السائد هو أن جميع الطرق الصوفية تؤدي إلى الله.

وماذا؟

إن التصوف له أثر بالغ في حياة الناس، إذ أنه ينظم له نفسه ومعاملاته مع الآخرين، وهو خالٍ من العصبية والعنصرية والتحزب، فالصوفي إنسان مسالم، وبالتالي فإن العلاقات بينهم متينة، ولا تنافر بينهم بل تجاذب، ومنهم من ينظم الزيارات السنوية إلى أقرانه تعبيراً عن الإخوة والمحبة.

لماذا يعتبر البعض الإحتفال بمولد سيد البشرية صل الله عليه وسلم بدعة؟

ولد النبي -عليه الصلاة والسلام- في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، لقول الرسول صل الله عليه وسلم، ولما سئل عن صيام يوم الإثنين قال : (ذاك يوم ولِدت فيه، ويوم بعِثت، أَو أُنْزِل علَى فيه)، وعليه فإن الله سبحانه وتعالى احتفي بمولده، إذ سقطت أربع عشرة شرفة من قصر كسرى، انطفاءت النار التي يعبدها المجوس، وانهدامت الكنائس الواقعة حول بحيرة ساوة، فأراد الله -تعالى- بعد هذا الظلام إحياء البشرية، وإكرامها ببعث النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقبل ذلك حدثت بعض الآيات العظيمة التي سبقت مولده، لتكون دلالة على قُرب مولده -عليه الصلاة والسلام-، ومنها قصة أصحاب الفيل، فقد كان أبرهة من ملوك اليمن، وبنى كنيسة وسماها قليس، ليحج العرب إليها عوضاً عن الكعبة، وأقسم بهدم الكعبة، وفي طريقه نحوه إليها أخذ يُقاتل القبائل التي كانت تعترضه، وعند وصوله لمشارف مكة طلب من جُنوده مناداة شريف مكة، ليخبره بنواياه في هدم الكعبة.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...