الاثنين، 20 سبتمبر 2021

سراج النعيم يكتب : فعلوا دور الأوقاف والزكاة



لابد من إنشاء صناديق خيرية، وتفعيل دور الأوقاف والزكاة للمساهمة في حل الضائقة المالية للكثير من شرائح المجتمع الضعيفة، فالدولة وحدها لا يمكنها توفير المال لها خاصة في ظل التدهور الاقتصادي المريع الذي يشهده السودان بعد أن رفعت الحكومة الدعم عن المحروقات الأمر الذي أضاف فواتير جديدة على المواطن المغلوب على أمره، لذلك علينا جميعاً رسميين وشعبيين أن نعمل في تجاه تخفيف أعباء المعيشة عن الطبقات الضعيفة، وكما أسلفت فالدولة مهما امتلكت من أموال وموارد اقتصادية لن تستطيع أن تكفل وترعي كل المحتاجين، ولاسيما شرائح المجتمع غير القادرة على الإنفاق على نفسها في ظل تزايد الفواتير التي هي في حاجة ماسة للمساعدة، وهذه المساعدة تؤرق المهتمين بشأن الأسرة والشرائح الضعيفة، لذا لابد من السعي إلى إعادة تكافل المجتمع إلى جانب ما تطلع به بعض مؤسسات الدولة في هذا الإطار.
يجب التركيز علي إنشاء صندوق تكافل المجتمع الذي قطعاً سيساهم ولو بجزء بسيط في رفع المعاناة عن كاهل (الفقراء والمساكين) حتى نضمن أن الحاجة والعوز لا يدفعان البعض من الناس إلى مد أيديهم إلى الناس أعطوهم أو منعوهم أو اتجهوا إلى ارتكاب جرائم تخل بالأمن العام، يجب أن نفكر على في ذلك عميقاً حتى لا يصل الإنسان إلى مراحل متأخرة في الحاجة للدعم المالي الذي ربما أضطر البعض منهم إلى (التسول) في الطرقات العامة، ما يؤكد بشكل جازم أنهم وصلوا لمرحله حد (الكفاف)، وهي مرحلة جديرة بإعادة النظم الإدارية والمالية في الجهات المعنية بتخفيف أعباء المعيشة عن الشرائح الضعيفة في المجتمع خاصة السيدات المطلقات، الأرامل والأيتام الذين يكافحون وينافحون من أجل (قفة الخضار) وتربية الأبناء، ضف إليهم من أمتنع أزواجهن عن الصرف عليهن وعلى أبنائهن، لأي سبب من الأسباب، مما أفرز مشكلات في جوانب عدة من الحياة وعلى رأسها الجوانب الاقتصادية.
وبما أن الوضع الاقتصادي أصبح مذرياً بالنسبة للبعض، فإنني أجد نفسي طارحاً بعض التساؤلات المندرجة في هذا الإطار، لماذا لم يعد هنالك تكافل في المجتمع، وأين ديوان الزكاة من الفقراء والمساكين الذين أضطر البعض منهم إلى أن يمد يده للآخرين، وأين ثقافة الأوقاف مما يجري في المجتمع خاصة وأن ثقافة الوقف لها الأثر الأكبر في معالجة بعض القضايا التي نتحدث عنها مثلاً الصحة والتعليم، فهي قادرة على أن تكفي إنسان السودان شر (العوز)، ومثل هذه الثقافة نفتقدها في عصرنا الحالي، العصر الذي أصبح لا يعرف طريقاً لها إلا فيما ندر، وربما أن معظم الأوقاف أصبحت منحصرة في تشييد بعض المساجد والمدارس دون النظر إلى إنشاء صناديق تكافل للمجتمع.
ويبقي أمر الأوقاف أمراً جديراً بالنظر فيه نسبة إلى أنه يدور في نطاق محدد لا يلبي حاجة الفقراء والمساكين الذين نأسف للوضع الذي يركنون له آنياً، لذلك كله يجب توظيف الأوقاف توظيفاً يساعد فيما يحتاجه الضعفاء خاصة وأن الأوقاف إلى عهد قريب كانت تلعب دوراً كبيراً في احتياجات المجتمع عملاً بما كانت تلعبه من دور في التاريخ الإسلامي الحافل بالشواهد الإنسانية العظيمة في شتي مناحي الحياة الصحة، التعليم والى آخره، وكان المسلمين آنذاك يهتمون بالمدارس وأماكن الإقامة للطلاب والأﺳﺎﺗﺬﺓ وصرف رواتبهم من أموال الأوقاف كما أنهم اهتموا بصحة الإنسان بإنشاء المستشفيات والصرف عليها وعلى الأطباء والمرضي والعاملين فيها.
لذلك من المهم جداً التفكير في إنشاء صناديق تكافل للمجتمع لكي يلجأ لها أصحاب الحاجة من الرجال والسيدات اللواتي يقعن في خلافات مع أزواجهن، لذلك ادعموا الفكرة، فهي الأمثل للحد من الفقر المدقع الذي نلتمسه بوضوح في شرائح المجتمع الضعيفة.
ومن وراء ذلك كله علينا الاعتراف بأن هنالك مشكلة اقتصادية تحتاج منا لإنشاء صناديق تكافل، وحث الأثرياء على المساهمة ببعض العقارات الفائضة عن الحاجة للأوقاف.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...