البريطاني صوب مسدسه نحوي وأطلق آلة (حادة) على جسدي
......
أبلغت الشرطة الإنجليزية وأوقفت البص حفاظاً على أرواح الركاب
.........
هجرتي سببها (تحرش) عناصر من نظام الرئيس المخلوع البشير
........
أين وزير الثقافة والإعلام من غرق المسرح القومي بسبب المياه
.......
جلس إليها : سراج النعيم.
.......
وضعت الممثلة السودانية آسيا ربيع قصة نجاتها من الموت رمياً بآلة (حادة) أطلقها عليها بريطاني من مسدس، وذلك أثناء قيادتها بصاً خاصة بالركاب في إنجلترا، مؤكدة بأن الجاني البريطاني اعتقد أنها (صومالية).
ما هي قصتك مع البريطاني الذي حاول قتلك بسبب (لون البشرة السمراء)؟
أولاً لابد من التأكيد بأن العنصرية بصورة عامة متجزرة في النفس البشرية، وتوجد في إنجلترا مثلها مثل بقاع كثيرة في العالم إلا أن العنصرية في بريطانيا محكومة بالقانون الذي يحفظ لـ(لضحية) حقوقه كاملة غير منقوصة، لذلك أصدرت اليزا بيثت ملكة المملكة البريطانية المتحدة أمراً بأن يسجن كل مواطن يتعامل بـ(عنصرية) ضد الآخر، عموماً تعرضت إلى محاولة اغتيال مكتملة الأركان، وتشير وقائعها إلى أن الجاني البريطاني ما أن شاهدني أقود البص اعتقد اعتقاداً قاطعاً بأنني (صومالية)، لذلك صوب مسدسه نحوي، وأطلق آلة (حادة) على جسدي، فما كان منها إلا واستقرت بين (الرئي) و(الكبد)، وهذا النوع من السلاح يستخدم لاختراق الأجسام الصلبة، فما بالك بالمتهم صوبه نحوي بلا رحمة أو رأفة، ولولا العناية الإلهية لكنت في أعداد المتوتي، وعلى إثر ذلك الاعتداء السافر أسعفت على جناح السرعة للمستشفي، واجري لي فيه الأطباء عملية جراحية استخراج بموجبها الآلة (الحادة) من جسدي.
ما الذي حدث للبص الذي كنتي تقوديه في تلك الأثناء؟
ضغطت على نفسي ضغطاً يفوق كل طاقتي بالرغم من الألم (الحاد) الذي كنت أشعر به في تلك اللحظة حتى تمكنت من إيقاف البص، وتجنيبه الاصطدام بالسيارات أو الانحراف عن مساره، ثم اتصلت بالشرطة البريطانية، والتي بدورها جاءت سريعاً، والتقت القبض على الجاني، واقتادته إلى مركز الشرطة للتحقيق.
وماذا؟
بعد تعرضي إلى محاولة الاغتيال ركبت بصاً من المستشفي الذي أخذ فيه الأطباء دماً لإجراء فحص (السكري)، ففي تلك الأثناء أحسست بـ(العطش) الشديد لأنني كنت صائمة، فما كان مني إلا واشتريت عصير (برتقال)، وبدأت أشرب فيه بـ(شراهة) داخل البص، وأثناء ذلك شاهدت (خواجة) كبير في السن ينظر اليً بصورة مستفزة جداً، وعندما وجدني أركز معه، قال بسخرية : (عجبك العصير)، قلت ببراءة : (نعم) إلا أنه أردف قائلاً : (في بلدكم عندكم زيو)، قلت مندهشة : (تقصد هذا العصير)، فرد قائلاً بلا تردد : (نعم)، قلت : في بلدنا لا نشرب عصير (البرتقال)، إنما تأكله (الغنم)، ثم عدت إلى الخلف، وقلت : تعرف في بلدنا يوجد اليورانيوم، البترول، الذهب، الصمغ وغيره من الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى الآثار التي سرقها أهلك الإنجليز من السودان، والأهم من ذلك كله فإن إنسانه يحترم الآخر، لذلك تجدني أقف عاجزة عن الرد عليك بحكم سنك، كما وضعت على منضدته الحادث العنصري الذي تعرضت له قبلاً من بريطاني مشوه نفسياً، إذ أنه اعتدي علىً بسبب بـ(شرتي السمراء)، وهو ذات الأمر الذي أثار فيك أنت غريزة (العنصرية)، لذا في إمكاني الآن إبلاغ الشرطة البريطانية بعنصريتك، الأمر الذي حدا به النزول سريعاً من البص، أي قبل أن يصل إلى محطته، فيما وجه إلى بعض الإنجليز أسئلة حول حادث الاعتداء بسبب (العنصرية)؟.
ما هي أسباب هجرتك من السودان ولماذا لم تنتجي أعمال درامية؟
هاجرت من السودان قبل ثلاثة عقود، وخلال هذه العقود كنت أزور وطني ما بين الفينة والاخري، إلا أنها زيارات قصيرة لا تتيح لي فرصة إنتاج أعمال درامية، فالإنتاج يتطلب الاستقرار، ورغماً عن ذلك أحاول بكل الطريق أن لا انقطع وجدانياً عن موهبتي الدرامية.
وماذا؟
هجرتي سببها الرئيسي شراسة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي أحالني للصالح العام في بداية تسعينيات القرن الماضي، وكان هذا الإجراء مضحكاً كون أن النظام البائد حارب الفنانين، بالإضافة إلى إنني شعرت بأنه (سلب) الديمقراطية، ثم تعرضت لمضايقات وتحرش لا مبرر له نهائياً، عندها أحسست بأن أي شيء في السودان بات (مسيخاً)، فأنت إذا ذهبت مثلاً إلى الحيشان الثلاثة تجد من يتحرش بك، لدرجة أن البعض منهم في إمكانه ضربك دون مراعاة إلى امرأة أو رجل، لذلك لم يكن الوضع (مريحاً) بالنسبة لي، لذلك قررت الهجرة حفاظاً على نفسي من أن يمتد ذلك (التحرش).
هل كانت لديك ميولات سياسية؟
لا أنتمي إلى أي حزب أو تنظيم سياسي، بل تسيطر على ديمقراطيتي التي تم وأدها بالانقلاب العسكري على شرعية الأمام الراحل الصادق المهدي، وعليه لم أكن أخاف من آرائي الجريئة، لذلك تمت إحالتي للصالح العام ظلماً، كما تمت إحالة عدد كبير من زملائي الذين لم تكن لديهم آراء في السياسة، ووصل عددهم إلى أكثر من (١٠٠٠) موظف.
من هم أبناء جيلك من الدراميين؟
بدأت في العام ١٩٧٤م، وكنت آنذاك طفلة، لذلك لا استطيع تذكر الأسماء، ولكن ما اذكره هو إنني مثلت مع (ود ابو قبورة) وعثمان تور الجر في أعمال درامية، وهذه الأعمال قدمت عبر تلفاز السودان على الهواء مباشرةً، بالإضافة إلى فقرات درامية تقدم من خلال السهرات، وفي العام ١٩٧٦م اسند اليً الأستاذ الراحل عثمان حميدة تور الجر بطولة (زاد الخلاء)، وهي شخصية أساسية في مسرحية (بامسيكا)، وبعدها شاركت في مهرجان الفرق والجماعات المسرحية بمسرحية (حالة طوارئ)، وهي من تأليف عثمان ود حمد ود اب دليبة، وشارك في بطولتها فتحية محمد احمد، عوض صديق، إبراهيم حجازي، السني دفع الله، عبدالرحمن الشبلي، سميرة محمد محمود وفاروق عيد، وهو فكرة بونا ملوال الوزير الذي احترمه جداً، لأنه كان وزير ثقافة وإعلام من الطراز الفريد.
كيف تنظري للدراما بعد ثلاثة عقود؟
من خلال متابعتي الضعيف جداً الحظ بأن السودان زاخر بالمواهب، إلا أن الإمكانيات المادية تقف عائقاً، وإذا قارنت ذلك ببعض الأعمال الدرامية العربية، فإنك ستجدها ضعيفة إلا أن إنتاجها يتم بإمكانيات ضخمة جداً، وبالتالي فإن الممثل السوداني لديه إمكانيات إبداعية مهولة، وكثير منهم لديه موهبة بالفطرة فقط يحتاج لأن توفر له الإمكانيات، فالإنتاج يفترض أن يكون هم من هموم الدولة، وأن تحث رجال المال والأعمال على الاستثمار في الدراما.
ما دورك كممثلة في إنتاج أعمال درامية في بريطانيا؟
في إنجلترا صعب جداً إنتاج أعمال درامية، ما لم يكن معك زملاء في هذا المجال.
ماذا في الختام؟
ابعث برسالتي هذه إلى وزير الثقافة والإعلام، وتتمثل في إنني كدت أن أصاب بـ(الشلل) عندما زرت المسرح القومي، والذي وجدت أنه يحتاج إلى (مركب) للدخول إليه، لذا أرجو أن يقف وزير الثقافة والإعلام شخصياً على الضرر الذي حاق به، فحالة المسرح الآن لا تسر صليح أو عدو، بدليل أن بدرونه وباحته مليئتان بالمياه، مما فرض على الدراميين الجلوس في كراسي أمام بوابة المسرح، فلا يستطيع أياً منهم الدخول إليه، خاصة وأن خشبة المسرح مليئة بالمياه، مما أدي إلى إتلاف الأرشيف الصوتي والكتابي، لذلك أتمني أن يلزم الله الممثلين الصبر، فإلى متى يظل الممثل مظلوما ظلم الحسن والحسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق