الأحد، 29 أغسطس 2021

*ميادة قمرالدين تكشف قصة رفضها الغناء لعمر البشير : مضايقات النظام البائد استمرت معي إلى أن سقط.. الحكومة الانتقالية نجحت في مساواة الشعب السوداني في المعاناة بلا استثناء.. لست سياسية ولا انتمي إلى أي حزب أو تنظيم سياسي ولكن!.. من حق المرأة غناء أي أغنية حتي لو (ركيكة) فالمتلقي سيجد لها العذر*





....

*جلس إليها : سراج النعيم*

....

كشفت الفنانة ميادة قمرالدين (ملكة الرق) قصة رفضها الغناء للرئيس المخلوع عمر البشير في مناسبة زفاف نجل الفريق أول ركن علي ابنعوف وزير دفاع النظام البائد، كما وضعت تفاصيل تجربتها الغنائية من مشاركتها في منافسات (نجوم الغد) إلى أن أصبحت فنانة لها بصمتها الفنية، وفي ذات السياق ردت على أسئلة وضعتها على منضدتها حول اختيارها للنصوص والألحان، بالإضافة إلى ثنائيتها مع الفنان الكبير كمال ترباس، فإلى مضابط الحوار. 

*ماذا عن الثنائية بينك وترباس والشاعر الراحل عوض جبريل؟*

تعاونت فنيا في أعمال غنائية صاغ كلماتها ووضع ألحانها المبدع الراحل عوض جبريل، وهذا التعاون لعب فيه الأب الروحي الأستاذ كمال ترباس دورا كبيرا، إذ أنه منحني فرصة أن أغني له منذ بداياتي الفنية في برنامج (نجوم الغد) الذي شاركت في منافسته المبثوثة عبر الشاشة الزرقاء بأغنية (امير يا امير)، وكانت هذه الأغنية أغلي هدية يهديني إليها أستاذي كمال ترباس، ولم يكتف بذلك، بل ظل يدعمني إلى أن شكلت معه ثنائية في أغنية (ود عمي واخوي وأبوي)، وهي من كلمات والحان الراحل عوض جبريل، والتقيت في ظلها بنجله (عباس)، والذي بدوره تنازل عنها بحضورك اخي سراج النعيم وأستاذي ترباس، وبإذن الله ستري النور قريباً.

*أين أنتي من الساحة الفنية؟*

أنا الآن موجودة بكثرة، اما ان كنت تقصد الفترة الماضية، فالظروف التي مرت بها البلاد كانت سببا مباشرا في ذلك، لأنه ظروفا لا تدع للمبدع مجالا للإنتاج الفني، ولكن بعد زوالها بدأت نشاطي الفني، واطليت من خلاله عبر (ليالي البروف)، وشاركني في تلك الإطلالة بالحضور الأنيق والغناء الأب الروحي كمال ترباس الذي احبه جدا، فهو قدوتي في الحركة الفنية.

*رأيك بصراحة فيما يدور في الساحة الغنائية؟*

لا استطيع تقييم ما يجري في الحركة الفنية، إلا أن ما يطرق أذني في بعض الأحيان يحتاج إلى إعادة نظر، لذلك أتمني أن يحرص منتجي المحتوي الفني على الإنتاج (الجاد) المخلدة لاسمائهم في سجل الأغنية السودانية، خاصة وأن هنالك مواهب حققت الشهرة، ويجب عليها الإلمام بأن المنتوج الفني الموجب يدخل القلوب والبيوت بدون وسيط أو استئذان.

*ماذا عن شكل النصوص المغناة من بعض الفنانات في الحركة الفنية؟*

في رأيي الأصوات النسائية يحق لها أن تغني أي أغنية، فمثلا الأستاذ الراحل محمد أحمد عوض غني أغنية (من فريع البان)، وهي أغنية كانت تغني في الأحياء، وبالتالي فإن المرأة يمكنها أن تغني أي لون من ألوان الغناء.

*مقاطعا حتي لو كانت هذه الأغنيات (ركيكة)؟*

لم اسمع أغنيات (ركيكة) تصدح بها أصوات نسائية، ولكن حتي أن كانت كذلك، فمن حق المرأة أن تغني أي أغنية، وسيجد لها المتلقي العذر، ولكن (الشينة) أن يغني تلك الأغاني (رجل).

*كيف تنظري لأصوات نسائية ظهرت عبر السوشال ميديا؟*

أتابع ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (الواتساب) و(اليوتيوب)، ولدي صفحة شخصية بالفيس بوك تضم في عضويتها (٣٠٠) ألف متابع، هذا غير صفحتي العامة، وبالتالي من تجربتي عبر التقنية الحديثة احزم بأنه يصعب ضبطها، ومن ينشر من خلالها يعرف هذه الحقيقة جيداً، ويعرف أيضا بأنها منابر سريعة الانتشار، ورغما عن ذلك سمح لنفسه إنتاج ينتج الأغاني (الركيكة)، لذلك هو لن يحيد عن هذا الخط (السالب).

*ما كيفية مكافحة ظاهرة الغناء (الركيك) عبر وسائط التقنية الحديثة؟*

لا يمكن مكافحة هذا الغناء نهائيا إلا في حال اغلق (مارك) موقع الفيس بوك والواتساب.

*ما رؤيتك لأغاني البنات؟*

بدأت الانطلاقة الحقيقية عبر الاسافير بأغنية من (أغاني البنات)، ومن ثم أنتجت أغنيات تحمل بين طياتها مضامين ومعاني سامية، لذلك السؤال لمن ينتج الأغنيات (الركيكة)، هل ترغب في إنتاج أغنيات (جادة) أم تود الاستمرار في إنتاج أغنيات (ركيكة)، وهل تعتقد أنك ستجد القبول من المتلقي في حال انتجت أعمال (جادة) فيما بعد؟؟

*لماذا الحرص على الكتابة في السياسة من خلال (الفيس بوك)؟*

أولا لابد من التأكيد بانني لست سياسية، ولا أنتمي إلى أي حزب أو تنظيم سياسي، إنما أنا جزء من الشعب السوداني الذي احس بمعاناته، فمثلا أعاني مثله من أزمة قطوعات الكهرباء، وأزمات اخري إلا إنني اتحدث عنها يفسر البعض حديثي على أساس أنه سياسية رغما عن أن ما اكتبه عبر السوشال ميديا يندرج في إطار قضايا واقعية وملموسة على أرض الواقع، وبلا شك متأزمة جداً من قطوعات التيار الكهربائي.

*هل تعجز ميادة من شراء مولد كهربائي؟*

لابد من التأكيد أولا بانني ليس لدي مولد كهربائي، وإذا توفقت اشتريته، فمن أين استجلب له الجازولين؟، فالأزمات مستمرة على التوالي، لذا كلا الحالتين الكهرباء قاطعة، وبدلا من أن اخسر المال في المولد الكهربائي، فمن الأفضل أن أكون قاطعة كهرباء مع الناس، وهو الشيء الوحيد الذي نجحت فيه الحكومة الانتقالية، والتي بدورها جعلت الجميع يعاني بلا استثناء.

*في رأيك أين يكمن الحل؟*

يفترض في الجميع الدعوة للوحدة، وأن ننبذ القبلية والعنصرية، وأن نبتعد عن الحسد والغيرة، وإذا فعلنا ذلك، فإن السودان سينهض ويتقدم، اما خلاف ذلك فإنه سيظل محلك سر حتي إذا حكمه سيدنا عمر بن الخطاب.

*يقال إنك لا تجيدين العزف على آلة الرق؟*

في بداياتي عبر برنامج (نجوم الغد) لم أكن اعزف (الرق)، ولكن مع التمرس أصبحت اجيد عزفه.

*من الذي يجعلك على الغناء بالرق؟*

الأستاذ الإعلامي بابكر صديق هو الذي أشار الى بذلك، قائلا : (إذا شلتي الرق، فإنك ستكونين أول إمرأة تغني به في السودان، وفي نفس الوقت سيكون لائق معك، وعبرك اشكره على الاقتراح خاصة وإنني كنت أغني غناء شعبي، واستطعت في إطاره التأسيس إلى مدرسة فنية خاصة.

*هل أنتي مرغوبة للجمهور بالرق أم بالآلات الموسيقية؟*

دون ادني شك بالرق، فأنا فرقتي شعبية، وأنا إذا لم أحمل آلة (الرق)، لا يقبلني الجمهور، لذلك عملت له (سيبيا).

*لماذا رفضتي الغناء للرئيس المعزول عمر البشير في زفاف نجل الفريق أول ركن علي ابنعوف؟*

رفضت الغناء لدي دخول الرئيس المخلوع عمر البشير، لأن المناسبة تزامنت مع شهداء مواكب ثورة ديسمبر المجيدة، والشيء الذي حدث في حفل زفاف نجل الفريق أول ركن علي ابنعوف هو انني ادخلت العرسان بأغنية، وبعدها جاء الى من قالوا لي : (عمر البشير والفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين في الخارج، لذا نرجو منك إدخالهما بأغنية إلى مكان المناسبة، فقلت : لن أغني لهما، وعلى خلفية هذا الرفض جاءني أفراد من مكتب عمر البشير، وقالوا : (عليك إدخال الرئيس إلى موقع المناسبة بأغنية)، وبما فرقتي كانت تعزف من خلف (ستارة) ذهبت إليها مباشرة، ولم أأبه بما يمكن أن يحدث لي، وصادف ذلك السيناريو أن هتفت احدي السيدات : (دم الشهيد بكم، ولا السؤال ممنوع)، عموما حدثت (ربكة) في تلك الأثناء، وبعد انتهاء الحفل استدعاني أفراد مكتب عمر البشير، ووجه الى سؤالا مفاده لماذا رفضتي إدخال الرئيس بأغنية؟ فقلت : لست مجندة في الكلية الحربية أو سلاح الموسيقي حتى أفعل، فأنا فنانة وتم الارتباط معي على احياء حفل الزواج، ومن حقي عدم الاستجابة.

*هل هذا الموقف عرضك للمضايقات من النظام البائد؟*

نعم.. وظلت هذه المضايقات تلاحقني إلى أن تم إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

*ما تخطيطك لمشروعك الفني في المستقبل، وهل أنتي راضية عما قدمتيه؟*

لدي الكثير من المفاجآت، ولكن لا أود الإفصاح عنها الإ في وقتها، إما بالنسبة للشق الثاني لسؤالك، فإجابتي عليه تكمن في إنني راضية عنه تمام الرضاء، وأن شاء الله سانتج أعمال غنائية جديدة، وستجد القبول منقطع النظير من المتلقي.

*ما الأمنية التي تمنيتيها، وتحققت في تجربتك الفنية؟*

مما لا شك فيه، الثنائية بيني والفنان الكبير كمال ترباس، وذلك بالرغم أنه سبقتني بالغناء معه عدد من المطربات بأغنيات مسموعة، إنما الثنائية بيني وبينه مختلفة، ومكمن الإختلاف في أن الأغنية خاصة، وهي الأغنية التي صاغ كلماتها ووضع الحانها هيثم عباس، وحظيت بمشاهدات عالية جدا عبر الموقع العالمي الأشهر (اليوتيوب)، كما غناها معي في (ليالي البروف)، وبالتالي فالأستاذ كمال ترباس هو الداعم الأساسي لتجربتي الفنية، وذلك منذ إطلالتي الأولي في الحركة الفنية، وخلاف ذلك كله، فأنا أحبه جداً، واعتبره الأب الروحي، فقد استفدت منه كثيرا بالنصائح التي ينصحني بها ما بين الفينة والاخري، وهي النصائح التي اتعامل معها على محمل الجد.

*لماذا التركيز على كلمات والحان هيثم عباس؟*

هيثم شاعر يجيد نظم الكلمات الغنائية بصورة عامة، وأغاني السيرة والحماسة على بصورة خاصة، لذا أصبح جزء من مسيرتي الفنية المرتكزة على أغاني (السيرة) و(الحماسة)، والتي يمتاز في إطارها بالإجادة، بالإضافة إلى أنه يجيد لونيات غنائية اخري بدليل أنه ألف أغنية (ود عمي واخوي وأبوي)، وهي أغنية في المقام الأول والأخير مفصلة على الخامة الصوتية للفنان الكبير كمال ترباس، أي أنه كالترزي يجيد التفصيل بما يتناسب مع الخامات الصوتية، لذلك وجدت نفسي معه.

*مع من تعاملتي مع الشعراء خلاف هيثم عباس؟*

تعاملت في أغنية واحدة مع كل من داليا الياس، امجد حمزة واخرين.

*لماذا كل الشعراء أغنية واحدة وهيثم عباس أكثر من أغنية؟*

هيثم عباس مختلف في انتاج الأغنيات.

*رأيك في نقل الارث الغنائي والموسيقي من الريف إلى المدينة؟*

بهذا السؤال تكون قد أعدتني إلى سؤالك الذي طرحته على في سياق هذا الحوار، وهو كيف يتم إصلاح السودان؟، فلو لم نترك قصة (الربابة) في المدينة، فإن هذه البلد لن ينصلح حاله، فالغناء غناء في الريف أو المدينة، فأنا ذاتي أضفت (الربابة) إلى فرقتي الموسيقية، لذا السؤال كيف بدأ الغناء في السودان؟، الإجابة ببساطة بدأ من منطقة (كبوشية) بولاية نهر النيل، ومنها إلى مدينة امدرمان، وعليه يكون الغناء دخيلا على امدرمان.

*في الختام؟*

اشكرك اخي سراج النعيم على هذه المساحة، وأشكر الأستاذ كمال ترباس على جعل هذه المساحة ممكنة، لأنني حوالي التسعة سنوات لم أجري حوارا صحفياً.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...