.......
كثيراً ما تشهد المؤسسة الزوجية إشكاليات أقل ما توصف بها (بسيطة)، إلا أنها اللاعب الأساسي في وقوع (الطلاق)، خاصة بعد التطور الذي شهده العالم من خلال (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي تسعي في إطارها بعض الزوجات للتطور والمواكبة، واكتساب ثقافات دخيلة على المجتمع.
وفي سياق متصل حدثني صديقي المتزوج بأن زوجته مدمنة لعالم السوشال ميديا، إذ لا يحق له طلب العلاقة الزوجية إلا برسالة يوضح من خلالها الأسباب، هكذا تأثرت زوجته بما أنتجته المواقع الإلكترونية، مؤكداً بأنه درج على الاستجابة لنظرياتها بإرسال رسالة كلما في إطار المؤسسة الزوجية، إلا أنه تفاجأ برفضها رغماً عن أن رسالته كانت مفعمة بـ(الحب)، (الحنان) و(العاطفة)، لذلك لم يكن متوقعاً هذا ردها : (طلبك مرفوض)، وأضافت : (قررت من اليوم وصاعداً معاقبته بالحرمان)، ولن تترك العلاقة الزوجية لرغبة (أحادية).
بالمقابل وقف الزوج مندهشاً من الرد المفاجئ، ودخل في دوامة من التفكير، ثم وجه لها سؤالاً لماذا؟، فقالت : (العلاقة الزوجية يجب أن لا تكون وفقاً لرغبة من طرف دون الآخر)، هذه الإجابة أغضبت الزوج غضباً شديداً، لذلك وجه لها سؤالاً آخراً ماذا تقصدي بأن أقدم لك طلب رسمي؟، فردت قائلة : (فليكن في علمك بأنني لست جارية عندك حتى تطلبني وقتما تحب أنت، لذلك عليك أن تدرك بأنني إنسانة من لحم ودم، ولدي أحاسيس ومشاعر، ومتى ما وصلت إلى هذه الحقيقة، فإنني سأكون طوع أمرك متى ما شئت؟)، فما كان من الزوج إلا وقال : هذا تعقيد للمؤسسة الزوجية، فردت قائلة : (لا يهمني أن كان الأمر كذلك أو لا، إنما يهمني أن تواكب معي ما يشهده العالم من تطور في الحياة الزوجية، والتي لم تعد قابلة للركون للتقليدية)، فقال الزوج منفعلاً : فليكون في علمك بأن الحياة الزوجية شيء فطري، ولا يمكن ربطها بـ(تطور) أو (مواكبة) لما تنتجه (العولمة) ووسائطها المختلفة، فردت قائلة : ربما اتفق معك فيما ذهبت إليه إلا إنني إصر على مبادئ في شكل العلاقة الزوجية)، فقال الزوج : ما أرغب فيه حق من حقوقي الشرعية، فردت قائلة : (لم اختلف معك في أنه حق شرعي إلا إنني أرفض الطريقة)، فقال الزوج : من المعروف بأن العلاقة الزوجية تنشأ وفقاً لرغبة متبادلة، فردت قائلة : (برغم اتفاقي معك فيما ذهبت إليه جملة وتفصيلا إلا إنني ليست لدي رغبة)، فقال الزوج : ارفض هذه الأفكار، وطالما أن هذا مستوي تفكيرك في العلاقة الزوجية، فإنك تدفعيني دفعاً للابتعاد عن المؤسسة الزوجية (الطاردة)، فردت قائلة : (لكل امرأة متزوجة رغبات، وأن لم يدركها الزوج ستصل إلى مرحلتي هذه، وإلى أن تدركها أنت لا يمكنك إجباري على شيء، لأنك إذا حاولت معي فيما لا ارغب فإن الأمر سيكون بمثابة عنف ضد المرأة)، لذلك حسم الزوج الحوار الدائر بينه وزوجته، ووصل إلى قناعة بأن زوجته قادته إلى طريق مسدود.
فيما قال الزوج في قرارة نفسه ما دار من حوار بيني وزوجتي عبر الرسائل الإلكترونية نتاج ما أفرزته مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، (الواتساب) و(اليوتيوب).
مما لا شك فيه، فإن (العولمة) ووسائطها المختلفة لاعباً رئيسياً في وقوع حالات الطلاق، لأنها تؤثر تأثيراً مطلقاً على المدى القريب والبعيد في شكل العلاقات الزوجية، خاصة وأن ما ينشر أو يبث من خلالها يعبر بوضوح شديدة عن ثقافات مغايرة للثقافة الإسلامية، لذلك لا يمكن أن تربط بعض الزوجات الأحاسيس والمشاعر بأفكار تنتجها الاسافير، وبالتالي على السيدات المتزوجات الإلمام بأن أزواجهن الأقرب لهن في الحياة، وأي تفكير غير ذلك ينتج عنه قرار الانفصال، والذي ربما يكون الحل الوحيد قبل تأزم العلاقة الزوجية، وقطعاً سيصبح العيش في ظلها مستحيلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق