....
اعتبر الدكتور هاشم عبدالسلام، الأمين العام لمجلس المهن الموسيقية والتمثيلية الانهيار الكبير الذي يشهده الفن بين مسؤولية الدولة وقبول المجتمع.
قال : في كل الحقب لم يحترم الفن في السودان، وقلة قليلة دافعت عنه، وفي ذات الوقت لم يملك الفنان الجرأة للمواجهة، لأنه يقوم بالدور الخاطئ، وليس الدور الرسالي الثقافي، وبالتالي ما يحدث في المحيط الفني لا علاقة له بالفن، لذلك لا يمكن أن ندافع عنه، وهنا بوصفي الفني وليس الرسمي، لأنني لولا صفتي لما تقلدت أي مهمة، وبالمقابل فإن ما يوجه للفن الأصيل ظلم كبير، لأنه إذا ضبطت طبيبة في وضع مخل لا تنسب إلى مهنة الطب، ونفس الحال إذا ضبط محامي في جريمة تزوير مستند، فهذا سلوك لا يهزم المهنة، لذا علينا أن نفرق بين من يمتهن، ومن ينتحل صفتها، لذلك إذا كانت الأفعال والتصرفات مستترة لا نعلمها، فإن من ينشرها ويجاهر بها يعي تماما أنه يقصد أحداث (ربكة) في المجتمع زيادة علي ذلك من أين لنا أن نعلم مثل هذه (السواقط) بدون إعلام؟.
وأضاف : إما الإعلام وما إدراك الإعلام، فهل نعتقد أن ما يقوم به الفضاء السوداني من بث لقنواته هو إعلام؟ لا اعتقد أن الإعلام موجود لأنه تم إهلاكه على أيدي الذين لا يعرفون قيمة المجتمع، وماذا يجب أن يقدم.
وأردف : لا علاقة لنا بتحمل مسؤولية تدني الواقع الاجتماعي وسقوطه، فالمسؤولية هي مسؤولية مجتمع ودولة، لذلك فان إحدى السمات المهمة لوسائل الإعلام أن تخاطب المجتمع باكمله، وهذا يستدعي أن تخطط المؤسسات سياساتها بناء على أساس مصلحة المجتمع، والعمل على الحفاظ على المجتمع وتماسكه، والعمل على اندماج أفراده وجماعاته، والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام لحماية المجتمع، والتي تستلزم ترسيخ قيمه الإيجابية، وإتاحة الفرصة لكل الجماعات والطبقات في المجتمع للتعبير عن نفسها من دون محاولات لتجاهلها أو قمعها، أو من دون تقديم صور مشوهة عنها، وفي ظل الإنترنت، فإن الحاجة أضحت ماسة إلى ضوابط تنظيم عملية الاتصال لتلتزم بالقيم الاجتماعية، والقيم الأخلاقية للمجتمع، والحيلولة دون انتهاك حرمة خصوصية الأفراد خاصة وأن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تقدم روافد أساسية لوسائل الإعلام، وباتت المواقع الإخبارية والمدوّنات على شبكة الإنترنت تُمثّل (فوضى) عارمة، فهي لا تُحصى وتقوم بنشر ما يستحق وما لا يستحق، وبات بعضها منابر للترويج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق