....
*جلس إليه : سراج النعيم*
.....
كشف (الصندوق الأسود) للطائرة السودانية المختطفة، الموسيقار عبدالهادي محمد نور، الشاهد الرئيسي في
قضية طائرة (سودانير) المختطفة في العام 1994م، وداخلها الفنان العملاق عبدالكريم الكابلي، زوجته، إبنته والفرقة الموسيقية، كشف تفاصيل مؤثرة ومثيرة جداً حول وقائع الاختطاف الاشبه بأفلام (الرعب).
*ماذا عن اختطاف الطائرة؟*
شددنا الرحال عبر الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، التي كان يقودها الكابتن حيدر حيدربي، وهذه الرحلة كانت مع الفنان العملاق عبدالكريم الكابلي للغناء في المملكة الأردنية الهاشمية، عموماً أقلعت بنا الطائرة من مطار الخرطوم الدولي في تمام الساعة السادسة مساء.
ما الشيء الذي لفت نظرك بعد إقلاع الطائرة؟
لاحظت أن المقاعد الأمامية يستقلها عدد من العراقيين، الذين كانوا يشربون في (البيبسي) المعبأة داخل (زجاج)، وهي من الظواهرة النادر جداً مشاهدتها في (طائرة)، لذلك تبادر إلى ذهني سؤال كيف صعد هؤلاء الخبراء العسكريين العراقيين للطائرة بالمشروب الغازي؟.
*وماذا؟*
بعد ساعة ونصف من إقلاع الطائرة بدأت تظهر تحركات (مريبة)، ومن ثم تم الاختطاف من المؤخرة، إذ قام الخاطف الأول بوضع (سكين) على رقبة إحدى المضيفات، ويقودها أمامه نحو (كابينة) قيادة الطائرة، إلا أنه تفاجأ بالزميل زكي علي محمد عثمان، وفرد من أفراد الأمن، وبعض الركاب يهاجمونه ويرمونه على ممر الطائرة، وإلى هذه اللحظة كنت أعتقد أن الخاطف شخصاً واحداً، إلا أنه وفيما بعد اتضح بأن بقية الخاطفين يجلسون في المقاعد الأمامية، عموماً كلفت من بعض الركاب بإحضار (حبال) لتقييد الخاطف العراقي الأول، وكان أن فتحت إدراج الطائرة، فوجدت فيها كرتونة (منقة)، فما كان مني إلا وفككت (الحبل) الذي يربطونها به، ودفعت به إليهم لربط الخاطف العراقي الأول، ومن ثم عدت إلى مقعدي، وما أن جلست عليه إلا وظهر خاطف عراقي ثاني يجلس بالقرب مني، إذ قال بصوت عالٍ جداً : سأفجر الطائرة بـ(قنبلة) إذا لم تطلقوا سراح زميلي، وهي كانت أكثر اللحظات (إرهاباً)، مما دفع الأطفال والنساء إلى الصراخ، لذلك طالب الركاب من السودانيين فك قيد الخاطف العراقي الأول، وكان أن استجابوا للنداء الذي ظهر بعده إثنين من الخاطفين، وهما يحملان (سواطير) و(سكاكين) خاصة بالمحلات التجارية المتخصة في بيع اللحوم.
*كم كان عدد الخبراء العسكريين العراقيين الخاطفين للطائرة؟*
اكتشفت أن الخبراء العسكريين العراقيين الذين استولوا على الطائرة تماماً (6) أشخاص، من ثم استطاعوا تغيير مسارها من الأردن إلى مطار (قبرص)، والذي حاولت فيه السلطات (القبرصية) إقتحام الطائرة بالأسلحة النارية لتحرير الركاب إلا أن العملية باءت يالفشل الذريع، لذلك اضطرت الحكومة تزويد الطائرة بـ(الوقود) في صباح اليوم التالي من الاختطاف، ومن ثم أقلعت الطائرة من (قبرص) إلى (لندن)، وفي هذه اللحظة طمئن الكابتن حيدر حيدربي الركاب، وطلب منهم الإلتزام بالهدوء التام.
*ماذا فعل الخاطف الأول بعد أن تم فك (الحبال) من يديه؟*
قام بجرح أحد الركاب انتقاماً لما جرى معه.
*وماذا؟*
في اليوم التالي من حادثة الاختطاف حطت طائرة (سودانير) رحالها في مطار (استان استيد)، وما أن استقرت فيه إلا وبدأت السلطات البريطانية في إجراء مفاوضات مع الخاطفين، ومن ثم تم تحريرنا في مجموعات، وكل مجموعة تضم (10) ركاب.
بمن بدأ إخلاء الطائرة من الركاب؟
بدأ الإجلاء بـ(الأطفال) و(النساء).
*ماذا كنت تحمل في لحظة الاختطاف؟*
كنت أحمل قلماً وصحيفة في يدي، لذلك سجلت كل معلومات الاختطاف من البداية إلى النهاية بشكل دقيق، وتمثلت المعلومات في الزمان، المكان وإصابة أحد الركاب، بالإضافة إلى من هو رئيس المجموعة الخاطفة وعددهم واسمائهم.
*مع أي مجموعة تم إنزالك من طائرة (سودانير)؟*
انزالت في آخر مجموعة، وكان ذلك حوالي الساعة السادسة مساءً.
*كم مدة اختطاف الطائرة منذ الإقلاع؟*
اختطاف الطائرة أستمر (24) ساعة.
*ما هو المطار البريطاني الذي تم إنزالكم فيه؟*
نزلنا في مطار (استان استيد) الذي بدأت فيه السلطات البريطانية التحرى مع راكب، وعندما جاء دوري في التحري طلبت من الأمن البريطاني إحضار صحيفتي من داخل الطائرة المختطفة، وكان أن فعلوا، ومن خلالها ملكتهم معلومات الاختطاف بالزمان، المكان واسم رئيس الخاطفين (عدنان)، بالإضافة إلى كل ما دار من احداث داخل الطائرة.
*ما الذي حدث بعد التحري؟*
تم نقلنا إلى فندق (هيلتون) الذي وفروا لنا فيه كل احتياجاتنا، وفي اليوم التالي جاءتنا السلطات البريطانية، وندهت اسمي على أساس إنني شاهد رئيسي في القضية، وتم التحري معي للمرة الثانية، واحضروا لي هيكل طائرة وضحت من خلاله أين يقع مقعدي الذي كنت اجلس فيه، ومن ثم وجهوا لي عدداً من الأسئلة المتعلقة بالاختطاف؟؟.
*وماذا؟*
في اليوم التالي أقلعت بنا الطائرة من الأراضي البريطانية إلى الأراضي الأردنية.
ما الذي حدث معك كشاهد في القضية؟
أصبحت أسافر من الخرطوم إلى لندن للإدلاء بالشهادة أمام المحكمة البريطانية، هكذا إلى أن حكم على الخبراء العسكريين العراقيين بـ(السجن).
*ما الأمر الذي لفت انتباهك في المطار البريطاني؟*
عندما تم إنزالي من الطائرة تفاجأت بالأسلحة النارية موجهة نحوي، إلا أنهم سرعان ما أشاروا على بأن أضع يدي فوق رأسي، ومن ثم مررت بممر طويل جداً، وهو أيضاً كانت فيه الأسلحة النارية مصوبة نحوي، وظللت أمضي فيه إلى أن وصلت مكان التفتيش، ومن ثم تم اقتيادي للعربة التي اقلتني إلى مكتب التحري، وكانت التحري دائراً حول الاختطاف والخاطفين الذين اوفدوا للسودان من قبل الحكومة العراقية، وقبل انتهاء الفترة التدريبية طلب الرئيس الراحل صدام حسين حضورهم من السودان إلى العراق فوراً، ويبدو أنهم علموا أنه ينوي إعدامهم.
*كيف تم إدخال الأسلحة البيضاء إلى الطائرة؟*
اتضح من خلال التحري بأن (السواطير) و(السكاكين) تم إدخالها للطائرة على أساس أنها سيتم استخامها في محل تجاري (جزارة)، وعلى ضوء ذلك سلموها إلى طاقم الطائرة، وعندما أقلعت الطائرة من مطار الخرطوم هدد الخاطفين المضيفة، ومن ثم استلموا (السواطير) و(السكاكين)، ومن ثم قاموا باستخدامها في عملية الخطف.
*ما كيفية الأجواء داخل الطائرة أثناء الاختطاف؟*
بعد أن تم تزويد الطائرة بـ(الوقود) من مطار (قبرص) أقلعت بنا إلى مدينة (لندن)، وإذا أراد أي راكب من الركاب الذهاب للحمام لابد أن يترك بابه فاتحاً، ويحرسه احد الخاطفين بـ(ساطور)، ورغماً عن ذلك تركز خوف الخاطفين العراقيين من السودانيين بعد أن هاجموا الخاطف الأول.
*ما الأحكام التي أصدرتها المحكمة البريطانية في مواجهة الخاطفين؟*
حكمت المحكمة على رئيس الخاطفين (عدنان) بالسجن (9) سنوات، والخبير العسكري محمد بـ(7) سنوات، إما بقية الخبراء العسكريين العراقيين فحكم عليهم بالسجن (3) سنوات.
هل تم تعويضكم بعد إسدال الستار على القضية؟
نعم.. تم تعويضنا.
*هل تم تعويضك شخصياً على ضياع أيامك في الشهادة بالمحكمة البريطانية؟*
كنت أسافر من الخرطوم إلى لندن للإدلاء بالشهادة، ومن خلال ذلك أكدت للسلطات البريطانية بأنني موسيقى (محترف)، لذلك تم تعويضي، بالإضافة إلى الإستضافة، والتي تتم واستشارتي في إطارها حول ما أحبه من (مأكولات) و(مشروبات).
*ما هو الإحساس الذي تخالجك لحظة اختطاف الطائرة؟*
إحساسي كان يتمثل في مشاهدتي لفيلم مرعب جداً، إلا أنه ورغماً عن ذلك ألهمني الله العلي القدير بأن أوثق لتلك اللحظات العصيبة.
*ماذا حدث من الخاطفين بعد أن استجاب كابتن الطادرة لرغبتهم؟*
اعتذروا للفنان الكبير عبدالكريم الكابلي، وقالوا له : (نحن متأسفين وخسارة كون اننا ننفذنا عملية الاختطاف مع سودانيين).
Sraj Alnaeem: 🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق